الفوضى الخلاقة أم الخلافة الراشدة

[عماد النبهاني]

الفوضى الخلاقة أم الخلافة الراشدة

 

الفوضى الخلاقة هو مصطلح سياسي يقصد به تكون حالة سياسية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث

 

وجد هذا المصطلح في أدبيات الماسونية القديمة حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون إلا أنه لم يطف على السطح إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش في تصريح وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في حديث لها أدلت به إلى صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في شهر نيسان 2005،

حيث انتشرت بعض فرق الموت والأعمال التخريبية من قبل الجيش الأمريكي وبعض المليشيات المسلحة والشركات الأمنية مثل بلاك ووتر وغيرها

 

وألصقت ذلك أمريكا بالإرهاب والتطرف لايجاد نوع من عدم الاستقرار الذي يمنع التغيير الحقيقي ويبقى البلاد في حالة من الفوضى فلا يتمكن المخلصين من الوصول للحكم

 

الأن بعد الثورات لا يماري عاقل ان أمريكا تحاول وبكل قوة ركوب موجتها محاولة افشالها من خلال استخدام الفوضى الخلاقة بإثارة التناقضات والنزاعات في كل بلد حتى يستقر الأمر الى حال يرضي امريكا ويحقق لها أهدافها

 

ففي تونس ومصر وليبيا واليمن رغم الحالة "الديمقراطية "التي حصلت وانتخاب الناس لمن يريده الغرب بالطريق الديمقراطي وبالمنهج العلماني الذي يرضي الغرب ويأمن مصالحه إلا أن الحال لم يستقر وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها

 

1- سرعة انكشاف أحزاب المعارضة للناس بأنها أحزاب تسعى للحكم والمنصب لا غير ولم تلبي حاجة الأمة من الحكم بالاسلام والتغيير الحقيقي

2- عدم شعور الناس بإختلاف الحال عن النظام السابق من جميع النواحي سياسية كانت أم اقتصادية

3- وجود الاحزاب العلمانية والتي تصور حكم الاسلاميين العلماني أيضا أنه حكم ارهاب وتطرف وذلك بإعاز من أسيادهم الغرب لايجاد الفوضى بخبث ودهاء

ان الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا يدركون أن ثورة الأمة هي للتغيير الحقيقي والجذري وهبة للرجوع الى العز والسؤدد لذلك وبالرغم من وصول من تأمنهم للحكم في هذه البلدان ألا أنها تدرك أن الشعوب لا تريد هؤلاء فسرعان ما ينكشف أمرهم لشعوبهم فعمدت الى ايجاد النزاعات والتنقاضات المفتعلة لأطالة عمر الباطل وتأخير حصول التغيير الحقيقي والجذري ومحاولة طمس معالمة ورواده من المخلصين

 

ولكن نحن على يقين أن الله ناصر دينه وأوليائه قال تعالى ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)