اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الثورة في سوريا تشتعل وائتلاف المعارضة ينبح في إسطنبول


واعي واعي

Recommended Posts

الثورة في سوريا تشتعل وائتلاف المعارضة ينبح في إسطنبول

 

 

6b31767e9b83b4da2f45249207778fa8.jpg

pdf.png

يصعق المرء حين يرى التدافع بين مشهدين مختلفين في الثورة السورية وحولها، الأول أبيض ناصع البياض، والثاني أسود شديد السواد. ويتمثل المشهد الأول في ثورة يزداد لهيبها في الداخل وتتعاظم مآسيها من استمرار مسلسل لم يخمد، وقد بدأت السنة الثالثة للثورة، من القتل والتدمير الذي يمارسه النظام المجرم في سوريا. لكن جديد المشهد هذه الأيام هو الأمل الكبير الذي صار يتراءى من اقتراب النصر، فقد دخلت الثورة السورية عامها الثالث على وقع انتصارات مهمة على الأرض قد تحققت بفعل استيلاء الثوار على مطارات مهمة وقواعد عسكرية للنظام ذات حساسية كبيرة. وأبرز ما يلاحظ في المشهد العسكري في سوريا هو انتقال النظام إلى حالة الدفاع بعد أن فقد القدرات الهجومية. وعلى الرغم من استمرار الغارات الجوية والهجمات الصاروخية إلا أن الكثير من القواعد العسكرية للنظام يطبق الثوار حصارهم عليها بشكل قد حوَّل الوجه العام للنظام إلى الدفاع من داخل تلك القواعد، وبهذا تكون الثورة السورية قد أخذت منحى نوعياً يقرب النصر بشكل كبير، لا سيما وأن معنويات الجيش النظامي قد وصلت إلى الحضيض، ولم تنجح في رفعها كافة المعونات العسكرية التي تصب على النظام من إيران وروسيا وحزب نصر الله وفق تخطيط أمريكي خبيث من وراء الكواليس قد أخذت رائحته تصل أنوف حتى غير المتابعين السياسيين للثورة السورية.

ومع تعاظم الأمل باقتراب النصر، وأن يكون هذا النصر نصراً عظيماً لسوريا ولأمة الإسلام وقد رفعت معظم الكتائب والألوية المقاتلة في سوريا راية رسول الله في دلالة لا لبس فيها على توجهها العقائدي والسياسي، وأنها إنما تريد بعد القضاء على بشار بناء دولة الاسلام العظمى، دولة الخلافة، مع تعاظم ذلك برز مشهد مشؤوم من صور التآمر الكبرى على الثورة السورية يتمثل في دفع القوى الدولية الكبرى لرجال يتآمرون على الثورة وتفتح لهم كافة العواصم الدولية والاقليمية من أجل إحكام هذا التآمر حتى لا تصير سوريا دولة للإسلام ولا تنطلق منها دولة الخلافة الاسلامية، وذلك من أجل إطفاء نور الله المشع من الثورة السورية، وكأنهم لا يعلمون بأن الله يريد أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

ومن آخر هذه الصفحات السود التي يقوم ائتلاف المعارضة السورية في الخارج بالتآمر فيها مع الغرب يعقد هذا اليوم اجتماع في إسطنبول يأملون أن يتولد عنه حكومة مؤقتة، ولبيان مدى الانخراط الدولي في تحقيق هذه الأهداف ومدى الصراع على تحقيقها ومدى انغماس رجال ما يسمى بائتلاف المعارضة في هذه المؤامرات نبين الحقائق التالية:

  1. يقوم الغرب والحكام العرب من أتباعه برعاية كل المؤتمرات والاجتماعات والإقامات الخاصة بالمعارضة السورية والتي قام الغرب بنفسه بتأسيسها والإشراف عليها منذ بداية الثورة في سوريا، ولولا الأموال التي خصصها الغرب لهذه الغاية والمخططات التي أعدها لهذا الهدف لبقي هؤلاء الرجال في بيوتهم، ولم يتمَّ تأسيس المجلس الوطني ولا الائتلاف، ومن يتابع التقارير الصحفية يرى بالاسم أسماء المؤسسات الأمريكية المنخرطة في توفير الدعم المالي، ويشاهد القاصي والداني الغطاء السياسي الإقليمي والدولي لهذة المجموعة السوداء في تاريخ سوريا.
  2. دعمت أمريكا عن طريق سفيرها لسوريا فورد تأسيس الائتلاف في الدوحة قبل شهور ووفرت له الغطاء والاعتراف الإقليمي والدولي، والذي كان يتابع ذلك المشهد كان يرى توجهاً آخر لبريطانيا والدول الأوروبية والتي وقفت حتى اللحظة ما قبل الأخيرة من تأسيس الائتلاف تدعم بقوة المجلس الوطني السوري والذي أجبرته الإرادة الأمريكية الصارمة على الانخراط في الائتلاف بعد أن وجهت له انتقادات لاذعة.
  3. على الرغم من تأسيس الائتلاف على مبدأ عدم محاورة النظام إلا أن رئيسه معاذ الخطيب قد أخذ يقدم التنازل تلو التنازل أمام النظام السوري الذي وجد نفسه في وضع المبتهج أمام سيل مبادرات السلام القادمة من الخطيب.
  4. انتبهت بريطانيا وحلفاؤها الأوروبيون والإقليميون لا سيما قطر إلى رفض الشعب السوري المؤكد لهذه المبادرات المقدمة من رئاسة الائتلاف، ووجدت فيها سبباً للنيل من رئيسه بصفته عميلاً لأمريكا وأرادت أن تجعل ذلك منفذاً لاعادة عملائها إلى صدارة المعارضة السورية بعد أن أبعدتهم أمريكا بتشكيل الائتلاف في الدوحة. ومن الجدير الانتباه اليه أن أوروبا تتحين الفرص للنيل من أمريكا ونفوذها في سوريا وفي غير سوريا، وذلك لأن أمريكا قد عملت على إخراج الدول الأوروبية من المسرح السوري، وعملت بحنكة لحصر هذا المسرح بها وبروسيا التي استقدمتها أمريكا بغرض طرد الأوروبيين من التدخل في الأزمة السورية.
  5. وكان ذلك قد بدأ مبكراً وقبيل مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ حين انعقد اجتماع الائتلاف في القاهرة وأعلن رفضه المشاركة في مؤتمر ميونخ ورفضه زيارة موسكو وواشنطن. وكانت زيارة موسكو بالذات ذات حساسية كبيرة، إذ تخطط أمريكا لاجتماع بين وزير خارجية النظام وليد المعلم ومعاذ الخطيب في روسيا، وقد برز الانسداد الأول في قنوات التخطيط الأمريكي بإجبار الائتلاف لرئيسه الخطيب على عدم زيارة موسكو وبالتالي إفشال خطة الاجتماع مع وليد المعلم. وقد اشتاط الروس غضباً لذلك، وأعلن لافروف وزير خارجية روسيا أن "المتشددين قد باتوا يسيطرون على المعارضة في سوريا بما في ذلك على الائتلاف في الخارج". يذكر أن التخطيط الأمريكي كان يقتضي أن يكون شهر آذار 2013م حاسماً في إقفال الملف السوري، لكن بدأ الانسداد.
  6. أمام هذا الانسداد الأول، بدأ جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بزيارته الأولى إلى لندن، ولمح بأن الإدارة الأمريكية تمتلك خطة مأمولة للوضع في سوريا وهي تريد إقناع حلفائها بهذه الخطة، لكن كيري قد فشل تماماً في جولته في إطلاق الخطة الأمريكية للتسوية في سوريا، رغم اجتماعاته المحمومة قبيل مؤتمر ميونخ في لندن وبرلين وباريس، وأخذ العالم يترقب المقترحات الجديدة للإدارة الأمريكية الجديدة. لكن العالم قد رأى درجة عالية من الإفلاس الأمريكي في مؤتمر ميونخ حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي عن تقديم بضع ملايين من المساعدات "الإنسانية" لائتلاف المعارضة السورية وعن تقديم الغذاء والدواء للثوار أنفسهم.
  7. لقد نجحت اتصالات كيري قبيل انعقاد مؤتمر ميونخ مع المعارضة لإرسال معاذ الخطيب للمؤتمر، وقد وافق الائتلاف دون معارضة جماعة بريطانيا فيه، لكن كثيرين منهم كبرهان غليون أعلن أنه يقاطع ذلك المؤتمر الدولي استجابة لمقررات اجتماع الائتلاف بالقاهرة. وشارك الخطيب في مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ وزاد على ذلك بلقاءاته مع وزراء خارجية روسيا وإيران وأمريكا والتي خرج بعدها يطرح محاورة النظام دون وسطاء، ونادى بفاروق الشرع مفاوضاً ممثلاً للنظام لبدء المفاوضات وإنهاء الأزمة في سوريا.
  8. أمام اللعنات التي كان يصبها الشعب السوري الثائر على كل تلك المبادرات المشؤومة من معاذ الخطيب، فقد استمر على نهجه معلناً بأنه لا يفضل الحل العسكري ويفضل الحل السياسي. وعلى الرغم من أن كل مبادرة كان يطلقها الخطيب كانت تقذف به مئات الأميال بعيداً عن سوريا وشعبها، إلا أنه يجب ملاحظة أن عملاء بريطانيا في الائتلاف والذين تديرهم قطر قد أخذوا يعدون الخطط لأخذ زمام المبادرة، وكان ذلك أمام مشهد الإفلاس الكبير للطروحات الأمريكية التي يمثلها الخطيب ورياض سيف في الائتلاف.
  9. أصبح الآن واضحاً بأن صراعات شديدة قد أخذت تخرج من السر وتطفو إلى السطح بين عملاء أمريكا وعملاء بريطانيا وأوروبا داخل الائتلاف. ويقتضي المشروع الأمريكي بتشكيل حكومة انتقالية يتفق عليها في المفاوضات بين الائتلاف والنظام السوري المجرم، وهي تريد من ذلك الإبقاء على الأجهزة الأمنية في سوريا كما هي لأن تلك الأجهزة هي عصب النفوذ الأمريكي في سوريا ما بعد الأسد. فالثورة السورية قد أجبرت أمريكا على التخلي عن الأسد، ولكن تريد أن تبقي نفوذها عن طريق الأجهزة الأمنية لضمان أن لا تقود المرحلة الانتقالية في سوريا إلى ضياع النفوذ الأمريكي. ومن يجهل الخطط الأمريكية استغرب بالتأكيد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كيري بالأمس حين طلب من السوريين في الائتلاف الجلوس مع الأسد والتفاوض معه لتشكيل حكومة انتقالية. وكانت هذه التصريحات قد صعقت بعض السذج من معارضة الخارج والذين لم يفهموا تناقض هذه الدعوة الأمريكية للحوار مع الأسد مع صلابة الموقف الأمريكي وشدته من نظام القذافي إبان الثورة الليبية.
  10. وأما المشروع الأوروبي البريطاني لسوريا فهو المساهمة بتشكيل حكومة مؤقتة تغدق عليها الأموال والسلاح وتقوم بالعمل من داخل المناطق المحررة في سوريا، وبهذا المشروع وهذه الرؤية تريد بريطانيا وأوروبا أن تدخل نفوذها إلى سوريا وتحل محل النفوذ الأمريكي المتمثل بنظام الأسد. ومن هذه الرؤية وأمام الإفلاس الأمريكي أخذت بريطانيا بالقفز على الموقف الأمريكي والدعوة إلى تسليح المعارضة السورية، لكن وقبل أن تتعاظم آمال عملاء بريطانيا في المعارضة السورية بهذا الدعم وحجمه، فقد أعلن وزير خارجية بريطانيا هيغ بأن بلاده ستقدم بضع عشرات من الناقلات المدرعة إلى الثوار السوريين والذين يثبت ولاءهم لبريطانيا.
  11. والغريب أن رجالات المعارضة السوريين في الائتلاف لا ينكرون التدخل الأمريكي والأوروبي في الائتلاف، فقد صرح المعارض السوري وحيد صقر بأن أحد أعضاء الائتلاف في القاهرة قد أخبره بأن كل المبادرات السياسية التي تصدر عن الائتلاف تأتي من الخارج، والمطلوب من الائتلاف التوقيع عليها فقط. وهذا اليوم أيضاً صرح كمال اللبواني وهو عضو في الائتلاف بأنه وأثناء اجتماع إسطنبول اليوم فإن جهات دولية تتصل بهم أثناء الاجتماع وتتدخل، وعلى الرغم من زعمه باستقلال القرار إلا أنه أكد بأنه يجب استشارة الجهات الدولية الداعمة والأخذ برأيها وأنها لا بد وأن توافق على الحكومة، وأكد أيضاً عبر فضائية العربية بأن تدخل بعض الجهات هو الذي أعاق اليوم الإعلان عن الحكومة، وتلافياً للانشقاق والانقسام فقد تأجل الموضوع إلى الغد، لكنه لم يصارح الشعب السوري بأن الانشقاق والانقسام إنما هو بين معسكرين داخل الائتلاف، واحد عميل لأمريكا والآخر عميل لبريطانيا وأوروبا، وكل يتبع مشروع سيده، فعملاء أمريكا مع مفاوضة النظام وتشكيل حكومة انتقالية، وعملاء بريطانيا مع تشكيل حكومة مؤقتة ترسل لهم العربات المصفحة البريطانية لحمايتهم داخل منطقة في سوريا تعمل فيها بريطانيا على إدخال نفوذها إلى سوريا ليحل محل النفوذ الأمريكي، وفي هذا السبيل تقوم قطر والسعودية بإغداق الأموال والدعم لهذا المعسكر.
  12. في اشارة إلى عقم هذا الطريق الذي تجر أوروبا وأمريكا المعارضة السورية إليه، فقد صرح عبر فضائية العربية عبد الرزاق عبد رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق اليوم بأن اجتماع إسطنبول وهذه المداولات الساخنة فيه وموضوع الحكومة المطروحة لا تشغل بأي حال الشعب السوري في الداخل، والمشغول بذلك هو فقط وسائل الإعلام.

ولعل هذا الواقع الأسود لاجتماعات إسطنبول والتي تريد كل من بريطانيا وأمريكا من خلالها محاولة إشغال السوريين، كلها تعيد أهل سوريا إلى الصفحة البيضاء للثورة السورية، وعدم الاكتراث بتاتاً بهذه الاجتماعات اللعينة، التي لا مصلحة فيها لأهل سوريا، ويعلم أهل سوريا علم اليقين بأن ثورتهم إنما قامت ضد الظلم الطغيان المتمثل في نظام الأسد وأمريكا التي تقف خلفه وتمده بكل أسباب الحماية الدولية وتعطيه المهلة تلو المهلة على أمل القضاء على الثورة، أو أن تستطيع هي تشكيل بديل له من الائتلاف يكون وفياً لها ومقبولاً في الداخل، لكن ذلك بعيد المنال على ثورة آمنت بربها ووحدت هدفها لهدم نظام الأسد وبناء نظام الإسلام.

ومن المقطوع به أن أهل سوريا لن يقبلوا أيضاً بعملاء بريطانيا الجدد مهما أغدقت قطر من أموالها، وهم يعلمون علم اليقين بأن هذه الأموال مسمومة ولا يراد منها إنقاذ الشعب السوري، ولو كان يراد منها إنقاذ الشعب السوري لما كانت أحوال الناس في مخيمات الموت في الأردن ولبنان وتركيا بهذا القدر من البؤس، ولوظفت تلك الأموال في خدمة هؤلاء البعيدين عن وحشية طائرات الأسد. ويعلم أهل سوريا بأن هذا الدعم لا يأتي إلا عبر الولاء والذل، وقد صرح أحد الغاضبين من المعارضة في الخارج بأن سوريا القادمة لن تكون تابعة لقطر.

ويستغرب شعب سوريا متسائلاً: أين هي الأموال التي يعلن الجميع دعمها لسوريا؟ وأين هو السلاح القاتل وغير القاتل الذي تجعجع قطر والسعودية منذ سنتين بتقديمه للثوار؟ وصارت بريطانيا وفرنسا تجعجع معهما أيضاً. لكن وأمام هذه الجعجعات تريد تلك الدول المفلسة أن تقسم المقاتلين السوريين إلى متشددين إسلاميين منبوذين يمنع عنهم السلاح ويخوف منهم الشعب السوري، وإلى ما يسمونها معارضة معتدلة، وقد بلغت الأجواء الإعلامية مداها في حملة التسميم هذه في الأيام الأخيرة، لا سيما وهم يرون رايات رسول الله تعلو تزين القطاعات العسكرية للثوار وهم على أهبة النصر، وستشهد الأيام القادمة المزيد من التسميم ومحاولة شق صف المقاتلين عن طريق الأموال المسمومة والوعود بسلطة لا يملكونها ومناصب هم أبعد ما يكونون عنها.

لكن الثورة السورية وقد خبرت تجاربها عبر سنتين كاملتين كل هذه الوعود، فهي تسير باتجاه أن تكون ثورة في سبيل الله، تنتظر أن يقودها مؤمن بربه، بريء من أمريكا وبريطانيا ومن دولهما الإقليمية كتركيا وقطر، ثورة صافية نقية يرعاها ربها، وهي بإذن الله لن تسقط فريسة لأي من النابحين في إسطنبول، ولتتصارع بريطانيا وأمريكا في قاعة في أسطنبول على ولاء مئة معارض سوري قد باعوا دينهم وأمتهم بعرض من أمريكا وبريطانيا قليل، وهي ثورة الله ناصرها قريباً بإذن الله، وعندها ستبايع سوريا إمامها خليفة للمسليمن، وستجر أمريكا وبريطانيا وكل من عاونهما ثياب الخيبة، ويمكرون ويمكر الله ولله خير الماكرين.

عصام الشيخ غانم

18/3/2013

 

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...