أبو العطاء قام بنشر March 29, 2013 ارسل تقرير Share قام بنشر March 29, 2013 http://twitmail.com/email/170766399/2/الضمير الضمير Conscience في فترة الثورات الحالية أو ما يطلق عليه الآن بالربيع العربي شاع بين الناس استعمال كلمة"ضمير" وترددت كثيراً على ألسنة جميع الشعوب العربية فيقال "ليس لديهم ضمير"،"لقد مات ضميرهم"، "أين الضمير العربي"،"أنت وضميرك"، "أنبني ضميري"، "مرتاح الضمير"، "ضمير ميت"، "ضمير حي"، وغيرها الكثير مما تردده أفواه المجتمع العربي بجميع طبقاته، فقررت القيام بحملة للبحث عن الضمير ومقابلته للحديث معه عن أسباب ظهوره مؤخراً بشكل مكثف في الشارع العربي. فما هو الضمير ؟ وهل "الضمير" ككلمة موجودة في الإسلام ؟وما معنى كلمة الضمير؟ ومن أين دخلت علينا هذه الكلمة؟ وهل هناك ما يوازي مصطلح الضمير كمصطلح في القرآن الكريم أو السنة النبوية؟. وإذا بحثنا في معاجم اللغة العربية عن معنى كلمة "الضمير" فإننا لا نجد من بين معانيها، المعنى الأخلاقي، الذي نفهمه من هذه الكلمة في العصر الحاضر ونستعملها فيه ونطلقها عليه، وهي لم ترد بهذا المعنى في القرآن، أو الحديث، أو في الشعر العربي القديم، إنه معنى محدث، أخذناه عن الغرب في العصور الحديثة. فكلمة ضمير لا تعرف في مصادر الإسلام ولكننا نجدها في اللغة العربية عند النحويين وهي: أضمر الشيء أخفاه / أضمر في نفسه أمراً عزم عليه بقلبه. الضمير : ما تضمره في نفسك ويصعب الوقوف عليه. وبالبحث في الكتاب والسنة نجد أن "القلب"أو "النفس" هو المصطلح الذي يمكن أن أعتبره موازياً لمعنى كلمة ضمير كما جاء في قوله تعالى: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } الحج. و في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ) رواه البخاري . وحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم . وفي حديث الحسن أبن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة ) رواه الترمذي . كما ذكر في القرآن الكريم ثلاثة أنواع من الأنفس : النوع الأول : النفس الأمارة بالسوء في قوله تعالى: { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف. النوع الثاني: النفس اللوامة في قوله تعالى: { لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } القيامة. النوع الثالث: النفس المطمئنة في قوله تعالى:{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } الفجر. الضمير هو شعور تكوّن نتيجة دروس في المبادئ و القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية و تحول إلى منبه و محفز يرافق سلوكياتنا، وهو الاستعداد النفسي لإدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأقوال والأفكار، ويكون أساسًا لقبول أو رفض ما يعمله الفرد أو ما ينوي القيام به، وهو موجود في الإنسان منذ مولده ولكن منا من يحييه بالصلة الدائمة بالله ومنا من يميته تدريجيا بالبعد عن الله. وتأنيب الضمير أو وخز الضمير هو ما يحسه الإنسان من عذاب أو ندم أو اتهام لذاته بارتكاب غلطة أو خطأ نتيجة سلوك قام به، وذلك عندما تتعارض هذه السلوكيات مع معتقداته ومبادئه وقيمه، كما أنه يشعر الإنسان بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق سلوكياته مع معتقداته ومبادئه وقيمه، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف المعتقدات والمبادئ والقيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، ونتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو المجتمع، فما تحاسب النفس عليه يختلف من شخص إلى آخر، فمن الناس من يؤنبه ضميره لقتله قطة بالخطأ، ومنهم من يقتل ألاف البشر بدون أن يشعر بتأنيب الضمير. الضمير من وجهة نظري : هو القاضي الذي بداخلنا الذي يصدر جميع أحكامه على ما نقوم به، وهو نبض الصواب يدق كجهاز الإنذار فتوقظنا دقاته وتنبهنا نبضاته ونصدر به أحكامنا مباشرة على الأعمال التي نقوم بها، وهو القوة الداخلية التي تجعلنا نتقبل ما نقوله أو ما نقوم به، لكن هذا القاضي "الضمير" يصدر أحكامه بما يستند إليه من شريعة أو قانون أو عرف، أي أنه يعمل بالدستور الذي يصيغه ويختاره كل منا لمعتقداته ومبادئه وقيمه الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وتتفاوت نزاهة هذا القاضي "الضمير" من شخص إلى آخر، واعتقد أن تأثير الضمير هو المفقود والواجب البحث عنه، فلكل منا ضمير لكن هل نحتكم إليه دائماً؟ الضمير لا يموت ولكن المبادئ والقيم والأخلاق والعادات تتغير بتغير الزمن والأحداث وتختلف من شخص إلى آخر، وذلك لعدم ارتباط هذه المبادئ والقيم والعادات ارتباطاً مباشراً بما شرعه الله سبحانه وتعالى في ديننا الحنيف، وهو موجود بنسب متفاوتة بين البشر فمن الناس من يكون هاجسه وشغله الشاغل الحق وإحقاقه، ومنهم من يكون ذو ضمير يصحو أحياناً ويغفو أحياناً، وهنالك من يمتلك ضميراً صلى عليه الناس صلاة الجنازة منذ زمن بعيد وهذا أخطرهم لأن الإنسان الذي بلا ضمير لا مرجعية لديه ولا ضوابط لسلوكه، وأبشع أنواع الضمير هي أن يكون الشخص واعياً ومدركاً لموت ضميره ويزيد في طغيانه. وقد يموت الضمير عندما نبتعد عن تقوى الله ونفتح المجال أمام غرائزنا و شر أنفسنا لتوجهنا متجاهلين نداءات الضمير المتكررة بمخالفتنا لمبادئنا وقيمنا، ولكنه يصحو عادة عندما نقع في شر أعمالنا و نواجه ما تكره أنفسنا من ابتلاءات و مصائب نعود معها إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ومحاسبة النفس. أما كيف يكون ضميرك في صحوة دائمة فهذا يقتضي أن تكون على صله دائمة مع الله سبحانه وتعالى، وأن تعلم أن الإنسان في أي تصرف يتصرف يحتكم إلى عقله ونفسه ( أمارة بالسوء، لوامة، مطمئنة )، عقلنا يأمرنا بالطاعة لأنه يدرك أن العاقبة والجزاء الحسن للمتقين الطائعين, ونفسنا تأمرنا بالملذات ولو كانت بالمعاصي لأنها جبلت على حب الشهوات, لذا يجب علينا أن نأخذ عهداً على أنفسنا بتقوى الله سبحانه وتعالى في كل سلوكياتنا، ومن ثم نقوم بمراقبة أنفسنا ومحاسبتها ونرى مدى التزامنا بعهدنا أمام الله سبحانه وتعالى في كل تصرفاتنا أولاً بأول، وأقترح أن تكون هذه المحاسبة يومياً قبل النوم لكي لا ننام وينام ضميرنا معنا، لأننا إذا غفلنا عن أنفسنا فإنها تعود إلى المعصية والخطأ، وقد يتطلب منا الأمر وضع بعض العقوبات لأنفسنا عن قيامنا بأي تجاوز يخالف معتقداتنا ومبادئنا وقيمنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
عماد النبهاني قام بنشر March 29, 2013 ارسل تقرير Share قام بنشر March 29, 2013 ولكن ألا ترى أخي أبو العطاء أن ما يسمى الضمير يشترك فيه المسلم وغير المسلم فالشيوعي الملحد عنده ضمير وذلك حسب ما يضمر من مفاهيم ومقاييس فهو قد يرى الظلم مثلنا أنه قبيح ولكن قد يرى أمرا اخر حسن وهو عندنا قبيح مثل الزنا بالرضا مثلا , حيث لو فعله المسلم يأنبه ضميره ولكن الكافر لا يأنبه !! فأين ضميره وقتها ؟ ثم أليس ان كان الشخص يضمر مفاهيم ومقاييس غير اسلامية فحكمنا عليه أن له ضمير قبيح وبالتالي ليس عنده ضمير لان ضميره قبيح لا يعتد به !! فأرى أن مصطلح الضمير يجمع بين الغث والسمين ويلبس الحق بالباطل اذ لا مبدأ له فكل الانسانية مشتركه بالضمير وعلى ذلك يصبح لا حاجة لبحث الفكرة الصحيحة من الغير صحيحة فللكل ضمير يحاسبه ما قولكم ؟ اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
أبو العطاء قام بنشر March 30, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر March 30, 2013 صدقت يا أخي عماد, بارك الله بكم. هذا عين ما أردت أن أقرأه هنا والحقيقة أن الذي دفعني إلى وضع هذا الموضوع هو الخطبة الأخيرة في الحرم المكي حيث أن الخطبة كان إسمها "الضمير الحي" و قد إستعملت كلمة ضمير في تلك الخطبة عشرات المرات ولماذا هذا الإصرار على خلط المفاهيم على الناس و التلبيس عليهم من أمثال هؤلاء المشايخ !! مع أن كلمة ضمير لم تذكر لا في القرأن ولا في السنة وهي مفهوم غربي دخيل على الأمة الإسلامية. فتارة يتكلم عن العالم بأسره و وتارة يتكلم عن المسلمين وأخرى يتكلم عن الإحتكام إلى الضمير وتارة عن تقوى الفرد وكل هذا ينسبه إلى الضمير فلماذا يا ترى؟!؟ وإليكم الخطبة المذكورة أدناه. عماد النبهاني 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.