Jump to content
منتدى العقاب

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - إصدارات وبيانات صحفية متنوعة (أرشيف)


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

النظام الوضعي الحالي للسلطة القضائية يضمن أن يكون الحق للقوي ولا يحقق العدالة

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/pakistan/81813.html

 

 

إنّ نظام العقوبات في الإسلام هو النظام الأكثر عمقاً وتفصيلاً في تاريخ البشرية، فالإسلام قد تميّز - ومنذ زمن النبي ﷺ - بتنفيذ العدالة وبشكل سريع، وعلى سبيل المثال كان رسول الله ﷺ يتولى القضاء ويتفقد الأسواق بنفسه لكشف محاولات التدليس والغش، ورحمة منه عليه أكمل الصلوات وأتم التسليم كان لا يقيم العقوبات بالشبهات بل بالبينات الشرعية، ويقول عليه الصلاة والسلام: «ادْرَءُوا الحُدُودَ عَنِ المُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي العَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي العُقُوبَةِ» أخرجه الترمذي، وكذلك لا يُقام الحد على السارق في المجاعة إذا سرق لسدّ جوعه، ذكر السرخسي في المبسوط عن مَكْحُولٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا قَطْعَ فِي مَجَاعَةِ مُضْطَرٍّ»، وهذا ما التزم به عمر رضي الله عنه خلال فترة المجاعة، وقصة القاضي الذي حكم لليهودي بأخذ الدرع من الخليفة علي رضي الله عنه لأنّه رفض شهادة ابنه مثال آخر. هذه الأمثلة وغيرها شواهد محفورة في عقول المسلمين وقلوبهم، وقد كانت العدالة وسرعة تحقيقها ركناً في القضاء الإسلامي، وكانت الشريعة معياراً للحضارات العالمية لثلاثة عشر قرناً، حتى إن من الدول الغربية من كان يتأثر بالقوانين الإسلامية.

 

إلا أنّ فضّ الخصومات بين الناس ومحاسبة الحكام وتأمين حقوق الناس في العالم الإسلامي في حالٍ يرثى لها الآن، وذلك منذ إلغاء تطبيق نظام الإسلام الذي كان يطبق في دولة الخلافة، فمع زوال الخلافة عام 1342هـ / 1924م، بات العقل البشري منذ ذلك الحين مقياساً لتحديد الجريمة والإدانة والعقوبة، وتُطبّق الآن في العالم الإسلامي قوانين الكفر، التي ظلمت الناس بغضّ النظر عن مدرستهم الفكرية وجنسهم ودينهم وعرقهم... ففي باكستان مثلاً، يطبق القانون البريطاني - بما في ذلك قانون الإجراءات الجنائية - الذي صدر عام 1898م، والذي يتيح المجال للمتنفّذين الإفلاتَ من العقاب، بينما يُحاكم الضعفاء زوراً وبهتاناً في كثير من الأحيان، إضافة إلى بقاء كثير من القضايا معلقة في المحاكم لفترات طويلة تتجاوز العقود في بعض الأحيان. لقد تميّزت السلطة القضائية في ظل النظام الوضعي حتى وقتنا هذا بالاستمالة للقوي والتأخر في تحقيق العدل، هذا إن لم تكن السلطة القضائية غائبة! فأصبح الناس يتجنبون اللجوء إلى القضاء قدر الإمكان، وقد أدّى تطبيق الأحكام الوضعية في باكستان إلى صدور عشرات الآلاف من الأحكام القضائية الظالمة، وكذلك الحال في العالم كله في ظل انبساط حكم الكفر.

 

 

القضاء يؤمّن مصالح نخبة من الناس فقط

 

يقوم مجموعة من النخبة داخل القيادة السياسية والعسكرية بتأمين مصالحهم ومصالح أسيادهم الاستعماريين من خلال القضاء، والديمقراطية تسمح لهم بأن يقرروا ما ينبغي أن يكون مسموحاً وما ينبغي أن يكون ممنوعاً، ويأتي دور القضاء في فرض إرادة النخبة! إنّ تعريف الإجرام في الإسلام هو ارتكاب محرّم منهي عنه في النصوص، وعليه تتم معاقبة المجرم، لذلك ولكون فرض الضرائب على المبيعات وفرض ضريبة الدخل حراماً فإن الشريعة تراه جريمة يُعاقب عليها، بينما لا ترى الديمقراطية جريمة في نهب الممتلكات الخاصة للناس من خلال مثل هذه الضرائب، التي يُستخدم ريعها لصالح المستعمرين، من خلال مدفوعات الفوائد على القروض الربوية التي تأخذها النخبة الحاكمة من خلال الفساد المالي! وفي حين يرى الإسلام أنّ مصادر الطاقة من الممتلكات العامة وللمجتمع الحق في الاستفادة منها، وتُحرّم خصخصتها، ترى الديمقراطية خصخصتها مباحة، واستخدامها ضرورياً من أجل استفادة الطبقة الحاكمة وحاشيتها! وفي حين إنّ محاسبة الحاكم وفضح أيّ تعاون له مع العدو واجب في الإسلام، فإنّ قانون باكستان اليوم - وبسبب الديمقراطية - يعدّ محاسبة الحكام والقيام بأيّ نشاط معارض لسياسات الدولة الفاسدة إخلالاً في النظام العام و"إرهاباً"! وهكذا، فإنّ القوانين في ظل الديمقراطية الكافرة هي لتأمين مصلحة النخبة الحاكمة وحاشيتها، لأنّها تُفرض كقانون، بغض النظر عن أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه، علاوة على ذلك فإنّ للحكام حصانة قضائية تحميهم من الملاحقة والمحاكمة، وذلك من خلال قوانين مثل قانون المصالحة الوطنية. لذلك لم يتردد نظام مشرف/عزيز في تنفيذ أوامر أمريكا، واستمر على النهج نفسه نظام كياني/شريف، الذي واصل خيانة باكستان دون أيّ تحدّ أو تهديد من القضاء، وقد كان مشرف الوحيد الذي أُحضر للمحكمة بعد أن تراكمت جرائمه!

 

 

الفصل في الخصومات، وحفظ الحقوق، ومحاسبة الحكام

 

على عكس الديمقراطية، فإنّ نظام الإسلام يتضمن قوانين متعلقة بالجريمة وأحكام البينات والعقوبات من عند الله، وخالق الناس هو أعلم بما يصلح لهم ويصلح حالهم، ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. [سورة الملك: 14]، فالإسلام هو الأساس المتين للقضاء في دولة الخلافة، والجاهلية هي أساس القوانين الوضعية الآن، بما في ذلك القانون البريطاني، وقوانين العقوبات الفرنسية، وأحكام الكفر بجميع أشكالها الأخرى. لذلك فإنّ على القاضي - سواءٌ أكان رجلاً أم امرأة، حنفياً أم شافعيا...الخ - أن يكون على دراية بالإسلام؛ لأنّه سوف يحكم به، فإن حكم بغيره فهو في النار، قال رسول الله ﷺ في الحديث الصحيح: «الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَانِ فِي النَّارِ، فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ» رواه أبو داود.

 

إنّ الإسلام هو إرادة الله، ويجب تطبيقه من خلال القضاء دون أدنى محاباة أو تمييز على أساس النفوذ أو المركز أو أيّة مسألة أخرى، وتجب استعادة حقوق الضعفاء ونصرة المظلومين بغض النظر عن عرقهم أو جنسهم أو مذهبهم أو دينهم... وقد أكّد أبو بكر الصديق رضي الله عنه على ذلك في خطبته الأولى، بعد أن عُقدت له بيعة الخلافة، حيث قال: "وَالضّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيّ عِنْدِي حَتّى أُرِيحَ عَلَيْهِ حَقّهُ إنْ شَاءَ اللهُ، وَالقَوِيّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِي حَتّى آخُذَ الحَقّ مِنْهُ إنْ شَاءَ الله". كما قال رسول الله ﷺ محذّراً المسلمين: «... إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» [رواه البخاري].

 

ليست هناك حصانة لأيّ حاكم، سواء أكان خليفة أم والياً، وأي تعامل له مع صندوق النقد الدولي أو قوات الإيساف أو الأمم المتحدة أو وزارة الخارجية الأمريكية لأخذ التوجيهات فإنّه يحاكم عليه فوراً. علاوة على ذلك، فإنّه ليس للخليفة الحق في عزل القاضي وهو ينظر في قضية مرفوعة ضده، على عكس ما قام به نواز شريف ومشرف. ورد في "مقدمة الدستور لحزب التحرير" في المادة رقم 13: "وورد في المعجم الأوسط للطبراني بلفظ «فَمَنْ كنتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْراً فَهذا ظَهري فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ وَمَنْ كنتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضاً فَهذا عِرْضي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ومَنْ كنتُ أَخَذْتُ له مالاً فهذا مالي فَلْيَسْتَقِدْ منه»"، وورد في المادة رقم 87: "قاضي المظالم هو قاض ينصب لرفع كل مظلمة تحصل من الدولة على أي شخص يعيش تحت سلطان الدولة، سواء أكان من رعاياها أم من غيرهم، وسواء حصلت هذه المظلمة من الخليفة أم ممن هو دونه من الحكام والموظفين"، وفي المادة رقم 88: "يُعيَّن قاضي المظالم من قِـبَل الخليفة، أو من قبل قاضي القضاة. أما محاسبته وتأديبه وعزله فيكون من قبل الخليفة أو من قبل قاضي القضاة إذا أعطاه الخليفة صلاحية ذلك. إلاّ أنه لا يصح عزله أثناء قيامه بالنظر في مظلِمة على الخليفة، أو معاون التفويض، أو قاضي القضاة المذكور، وتكون صلاحية العزل في هذه الحالات لمحكمة المظالم".

 

 

الإسلام يضمن تحقيق العدالة بشكل عاجل

 

لم يقرّ الإسلام فكرة الحق للقوي، بل القوي هو صاحب الحق، وضمن الإسلام تحقيق العدالة بشكل فوري، والقضاء في الإسلام فريد بحيث لا يوجد فيه نظام الاستئناف، الذي يحوّل القضايا من محكمة إلى أخرى على مختلف المستويات، ولكن في الإسلام يتم النطق بحكم الله في المسألة في جلسة قضائية وتنتهي القضية، والاستثناء الوحيد لرد حكم القاضي هو عندما يتعارض حكمه مع ما أنزله الله أو يتعارض مع الواقع بشكل واضح جلي. ورد في "مقدمة الدستور لحزب التحرير" في المادة رقم 83: "لا توجد محاكم استئناف، ولا محاكم تمييز، فالقضاء من حيث البت في القضية درجة واحدة، فإذا نطق القاضي بالحكم فحكمه نافذ، ولا ينقضه حكم قاضٍ آخر مطلقاً إلاّ إذا حكم بغير الإسلام، أو خالف نصاً قطعياً في الكتاب أو السنة أو إجماع الصحابة، أو تبين أنه حكم حكماً مخالفاً لحقيقة الواقع".

 

بالإضافة إلى قضاة المظالم والخصومات، فإنّ في الإسلام قاضياً للحسبة، وهو قاضٍ يقوم بحماية الحقوق العامة، حتى مع غياب المدّعي، فقد ورد في "مقدمة الدستور لحزب التحرير" في المادة رقم 84: "المحتـسـب هو القاضي الذي ينظر في كافة القـضـايا التي هي حقوق عامة ولا يوجد فيها مدع، على أن لا تكون داخلة في الحدود والجنايات"، وجاء في المادة رقم 85: "يملك المحتسب الحكم في المخالفة فور العلم بها في أي مكان دون حاجة لمجلس قضاء، ويُجعل تحت يده عدد من الشرطة لتنفيذ أوامره، وينفذ حكمه في الحال".

 

 

ضمن الإسلام العدل من خلال إجراءات صارمة لإثبات الجريمة

 

الإسلام يضمن السرعة في تحقيق العدل، كما يضمن العدل من خلال إجراءات صارمة لإثبات الجريمة. فيما يتعلق بالأدلة، فإنّ الإسلام قد اشترط البينات الشرعية لتقرير العقوبة بموجبها، وهي: (الإقرار، واليمين، والشهادة، والمستندات الخطية المقطوع بها)، فهي التي جاء الإسلام بأدلة شرعية عليها، وأما الأدلة الظرفية التي يأخذ بها القانون الغربي فإن الإسلام يتعامل معها فقط من باب الاستئناس وليس كبيّنة ثابتة، ولهذا فإن الرسول ﷺ عندما سأل الجارية عن قاتلها قبل أن تموت وأشارت إلى اليهودي، لم يقبل عليه الصلاة والسلام ذلك كفاصل في الحكم، بل استخدم رسول الله ﷺ ذلك للاستئناس، ولم تتم إدانة اليهودي بالقتل إلا بعد اعترافه، فالإسلام دين الرحمة يدرأ الحدّ بالشبهة، ولا يكون هناك عقاب إلا ببينة شرعية ثابتة، قال ﷺ: «ادْرَءُوا الحُدُودَ عَنِ المُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي العَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي العُقُوبَةِ» أخرجه الترمذي، أمّا بالنسبة للعقوبات التعزيرية، فيمكن أن تؤخذ أدلة الطب الشرعي لإثبات الجريمة، فعلى سبيل المثال يعتمد فحص الطبيب أو القابلة في حالة الاغتصاب من أجل فرض عقوبة التعزير، وهي السجن مدة خمسة عشر عاماً والجلد والنفي عاماً للمغتصب، هذا إذا لم تثبت بالبينة الشرعية المذكورة، وإلا أقيم الحدّ.

 

 

الإسلام وضع العقوبة المثالية

 

فيما يتعلق بالعقاب، فإنّ الإسلام قد وضع العقوبة المثالية التي تكون زاجرة للمذنب وللآخرين، في حين أدّت العقوبات الغربية إلى ارتفاع نسبة الجريمة، فضلاً عن وجود أعداد هائلة من المجرمين في السجون، وقد أصبحت السجون الباكستانية مدارس لتعليم المجرمين كيفية الإفلات من العقوبة في المستقبل، علاوة على ذلك، فإنّه لا يتم تعريف المجتمع بعقوبة الجناة وهم خلف القضبان، فلا تكون العقوبات رادعة لغيرهم، بل يؤدي فساد العقوبات الوضعية إلى انتشار الجريمة، وهذا أبعد ما يكون عن الأحكام المنصوص عليها في الإسلام. إن الحدّ لا يُقام إلا بثبوت البيّنة الشرعية، وإذا ثبتت أقيم الحد علناً أمام الناس لردعهم وزجرهم، فمثلا قطع يد السارق في الإسلام يكون بالعلن وأمام الناس حتى يكون المجتمع بأكمله شاهداً على هذا العقاب، ولهذا فإن حوادث السرقة كانت محدودة طوال أكثر من ألف سنة في دولة الخلافة، بينما تتضاعف باستمرار في ظل القوانين الوضعية خلال اليوم الواحد! وهكذا فقد كان معدل الجريمة في ظل الخلافة متدنيّاً جداً ما جعل الناس ينعمون بالأمن والأمان. علاوة على ذلك، فإنّ العقوبات في الإسلام ليست فقط من أجل الزجر، بل لتجبر عقاب يوم الآخرة أيضاً، فقد قال رسول الله ﷺ: «بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا ... فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ» [رواه البخاري].

 

التاريخ الهجري :29 من رمــضان المبارك 1443هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 30 نيسان/ابريل 2022م

حزب التحرير
ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 1.3k
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

المكتب الإعــلامي
ولاية بنغلادش

التاريخ الهجري    28 من رمــضان المبارك 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 21
التاريخ الميلادي     الجمعة, 29 نيسان/ابريل 2022 م  

 

 

بيان صحفي

رواية ما يسمى بـ"احتياطي الغاز المستنفد"

تثبت أن حكام هذا النظام الاستعماري لا يهتمون بتوفير الطاقة ولا بشؤون الناس

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/bangladish/81818.html

 

 

يقال إن أزمة كبيرة تلوح في الأفق بالنسبة لأمن الطاقة في بنغلادش، حيث تتجه البلاد نحو الاستنزاف الكامل لاحتياطياتها من الغاز الطبيعي، وقالت شركة بنغلادش للنفط والغاز والمعادن (بتروبانجلا) إن البلاد لديها احتياطيات غاز لمدة 9-10 سنوات، بافتراض استهلاك حوالي تريليون قدم مكعب كل عام، ولكن هذه الرواية عن استنفاد موارد الغاز في بنغلادش التي وضعتها حكومة حسينة مضللة، في حين إن دلتا بنغلادش، كونها الأكبر في العالم، هي منطقة غازية محتملة كبيرة لهيكلها الرسوبي الحامل للهيدروكربونات مع رواسب معدنية غنية، ولم يكن هناك تركيز جاد على استكشافها واستخراجها لتلبية الطلب على الطاقة. وقد أبقى الحكام العلمانيون المتعاقبون قطاع الطاقة معتمداً بشكل منهجي على الشركات الغربية، ما يهدد سيادتنا في مجال الطاقة. وفي إطار برنامج التعديلات الهيكلية للبنك الدولي (SAP) الذي تم إطلاقه عام 1974، سمح النظام للشركات الأمريكية والبريطانية بنهب الغاز من البلاد باسم عقد مشاركة الإنتاج، على الرغم من أن شركة بنغلادش لاستكشاف وإنتاج البترول المحدودة لديها القدرة على استكشاف حقول الغاز البرية بنصف تكاليف الشركات الأجنبية، إلا أنها ظلت مستثناة من التنقيب عن قصد. وفي السنوات العشرين الماضية، حفرت الأنظمة العلمانية 28 بئراً استكشافية فقط، وأبقت قطاع الغاز متخلفا. ويتم التعامل مع عجز الطاقة بشكل متعمد من خلال خفض إنتاج الغاز المحلي بمقدار 286.4 مليون قدم مكعب في اليوم في غضون عامين فقط. والهدف هو استيراد الغاز الطبيعي المسال بأسعار عالية (24 مرة أكثر تكلفة من الغاز المنتج محلياً) لمصلحة عدد قليل من الرأسماليين المحسوبين على الاستثمار في الاستكشاف والتطوير. وهكذا فإنه حتى يومنا هذا، لم نتمكن من إطلاق العنان لإمكانات هذا المورد الاستراتيجي لتصنيعنا الثقيل، فهؤلاء الحكام العملاء لم يهتموا أبداً بتأمين استقلال الطاقة في بنغلادش.

 

أيها الناس: تؤكّد أزمة الطاقة المستمرة التي تصاعدت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ضعف أمن الطاقة في أوروبا، وتعاني الشركات الصناعية العملاقة القوية، في ألمانيا مثلا أزمة غاز حادة بسبب تعطل تدفق الطاقة الروسية. وكونها عملاقا اقتصاديا أيضا، لا تزال الصين تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي للحد من الاعتماد على الدول الرباعية المتنافسة. وعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على بنغلادش بوفرة في الهيدروكربونات البرية والبحرية وغيرها من المعادن، إلا أننا ما زلنا معرضين للخطر بسبب إهمال هؤلاء الحكام العلمانيين، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً﴾.

 

أيها الناس: للتحرر من النظام العالمي الاستعماري الذي يحرمنا من مواردنا الطبيعية من خلال حكامنا العلمانيين الدمى، يجب أن نسعى جاهدين لإقامة الخلافة الموعودة، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ونظراً لأن الغاز الطبيعي وموارد الطاقة الأخرى هي الوقود الأساسي للصناعات الثقيلة بما في ذلك الصناعة الحربية، فإن الخلافة، القائمة قريبا بإذن الله، ستضمن اكتفاء بنغلادش ذاتياً باحتياطياتها الهائلة من الطاقة وإمكاناتها. ومن ثم، فإن الخلافة ستوحد بنغلادش وبقية بلاد المسلمين الغنية بالموارد لتأمين السيادة الاستراتيجية في شؤون الطاقة، وسيكون الهدف هو تسهيل التصنيع الثقيل إلى جانب إنشاء صناعة عسكرية قوية لإنهاء الاعتماد على دول الكفر المحاربة، التي تشن حرباً على الإسلام والمسلمين. قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، كما ستنهي الخلافة على الفور برنامج خصخصة الاستعمار الجديد لمواردنا الطبيعية وممتلكاتنا العامة، وستشرف الدولة بشكل مباشر على موارد الطاقة التي هي ملك للأمة بحيث تكون متاحة لجميع رعاياها، مسلمين وغير مسلمين، وبأسعار مناسبة. قال رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ؛ الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية بنغلادش

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    1 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 60
التاريخ الميلادي     الأحد, 01 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

عيد فطر سعيد ومبارك

ونسأل الله عز وجل النصر حتى يضيء نور الإسلام وعدله العالم أجمع

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/pakistan/81831.html

 

 

بمناسبة عيد الفطر المبارك نسأل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا وسجودنا وركوعنا وزكاتنا وسائر الطاعات، وعيد الفطر نعمة من الله علينا والعيد لنا جميعاً. أيها المسلمون، يا عباد الله المخلصين! دعونا نخرج إلى عيدنا بصدور ممتلئة بالفرح لما قدمناه من عبادة في شهر نزول القرآن الكريم، تقربا إلى الله وابتغاء مرضاته ورحمته وغفرانه وجنته، قال الله تعالى: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾.

 

ودعونا نرفع أيدينا في الدعاء في هذه المناسبات السعيدة، نسأل الله النصير الذي يملك النصر للمؤمنين، أن يمن علينا بعيد الأعياد، حين نحتفل فيه في ظل الخلافة على منهاج النبوة، التي تحكمنا بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، قال الله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾.

 

ونرفع أيدينا بالدعاء في هذه المناسبة ونسأله سبحانه وتعالى "اللهم يا نصير، انصرنا بنصرك لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي ستوحد البلاد الإسلامية في ظل أكبر دولة في العالم، وتثير الرعب في نفوس القوى الاستعمارية، حتى قبل أن تحشد جيوشها. اللهم انصرنا بجُنّة الأمة الذي يحشد قوات الأمة المسلحة لتحرير المسجد الأقصى وكشمير المحتلة وتعيد الهند إلى كنف المسلمين. اللهم انصر دعوة الخلافة الراشدة التي تنشر نور الإسلام وهديه بالدعوة والجهاد كما فعلت لقرون من قبل، وتحرر دولاً بأكملها من العبودية للقانون البشري، حتى يدخل الناس في دين الله أفواجا. اللهم بشرنا بالخلافة التي ستكرّس أرواح جنودها العسكريين دفاعاً عن حرمات رسول الله ﷺ، بحيث تسكت الألسنة الشريرة وتقطع الأيدي الآثمة، سواء في فرنسا أو السويد أو أمريكا، اللهم آمين".

 

كما ندعو الله أن يمكننا جميعا من العمل لإعلاء كلمة الحق والدين، حتى يكون كل واحد منا وصياً أميناً على هذا الدين، يسعى لنصرة الله بالجهاد والتضحية، قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

للتحرّر من العبودية لأمريكا يجب رفض الديمقراطية وإقامة الخلافة على منهاج النبوة

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/pakistan/81858.html

 

 

لن نشهد أبداً التحرّر من العبودية لأمريكا - وهو ما نرغب فيه بشدة - طالما نُحكم بالديمقراطية، فالديمقراطية هي التي تسمح لمجالسها النيابية بتمرير الإملاءات والمطالب والسياسات والقوانين التي يضعها المستعمرون الغربيون من أجل إخضاعنا، وهي التي أخضعت الاقتصادَ الباكستاني لإملاءات صندوق النقد الدولي ومجموعة العمل المالي، وجيشَها لمطالب القيادة المركزية الأمريكية والأمم المتحدة، وتَخضع مناهجُ التعليم لسياسات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و"اليونسكو"، ونظام القضاء يخضع لقوانين محكمة العدل الدولية والمستعمر البريطاني. إنّ الديمقراطية هي التي تسمح بالعبودية لأمريكا بصرف النظر عمن يكون في الحكم.

 

إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر اقتصادنا من خلال الانقياد لسياسات صندوق النقد الدولي، والديمقراطية هي التي حوّلت باكستان إلى بقرة نقدية حلوب للدائنين المحليّين والدوليّين، الذين يستثمرون في الدين الوطني لباكستان، وعلى حساب الناس. إنّ الديمقراطية هي التي تضمن أن ينفق حكام باكستان أكثر من ثلاثة تريليونات روبية - أي أكثر من نصف عائدات الضرائب الباكستانية! - على مدفوعات الفوائد الربوية على القروض. كما أنّ الديمقراطية هي التي تضمن دائماً سدادَ مدفوعات الفوائد الربوية، دون أي تقصير أو تأخر على الإطلاق، عن طريق تجفيف الضرع من الضرائب، ومع أخذ المزيد من القروض الربوية، فإن الأجيال القادمة ستواجه مستقبلاً أسوأ من واقعنا الآن. إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر اقتصادنا بصرف النظر عمن يكون في الحكم.

 

إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر أَمننا من خلال الخضوع لمطالب وإملاءات وزارة الخارجية الأمريكية والقيادة المركزية الأمريكية والأداة الاستعمارية لأمريكا والأمم المتحدة، والديمقراطية هي التي تسمح لحكام باكستان الآن بمتابعة السير في سياسة التهدئة تجاه الهند، محافظين بذلك على تواصل ودّيّ قوي مع الهنود من خلال القنوات الخلفية، حتى في الوقت الذي يضطهد فيه مودي بوحشية المسلمين في الهند وكشمير المحتلة، وتسعى مخابراته لإحداث فوضى عارمة داخل باكستان. كما أنّ الديمقراطية هي التي تسمح لنظام باجوا/ شريف بإزاحة باكستان كعقبة أمام صعود الهند، بحيث يصبح مودي الشرطيّ الأمريكي على الصين والمسلمين في المنطقة، والديمقراطية هي التي تسمح لأمريكا باستخدام الممر الجوي "البوليفارد" فوق رؤوسنا بشكل دائم، ما يسمح للطائرات الأمريكية بدون طيار القتالية المتمركزة في قاعدة القيادة المركزية الأمريكية في الخليج بإشعال نيران الفتنة على طول خط "دوراند". إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر أَمننا. إنّ الديمقراطية هي التي تدمّر أَمننا بصرف النظر عمن يكون في الحكم.

 

أيّها المسلمون في باكستان!

 

إنّ الخلافة على منهاج النبوة، القائمة قريباً بإذن الله، هي وحدها التي ستحرّرنا من العبودية، وهي وحدها التي ستغلق الأبواب أمام نفوذ المستعمرين، لأنها ستحكمنا بما أنزل الله، وتستمدّ كل قوانينها وموادّها في الدستور من القرآن الكريم والسنة النبوية، قال تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً﴾.

 

إن دولة الخلافة هي وحدها التي ستحرّرنا من العبودية الاقتصادية لصندوق النقد الدولي وتنعش اقتصادنا، والخلافة هي وحدها التي ستضع الربا تحت أقدامكم وترفض دفعه، لأن الربا مدعاة لحرب من الله سبحانه ورسوله ﷺ، والخلافة هي وحدها التي ستُعفي الفقراء والمدينين من جميع الضرائب، وتتكفّل بحاجاتهم الأساسية من أموال الزكاة، والخلافة هي التي ستجمع الضرائبَ إذا لزمت شرعاً من الأغنياء بحسب قدرتهم المالية، والخراجَ من صاحب الأرض الزراعية، والزكاةَ على التجارة والصناعة إن بلغت حدّ النصاب، كما أن الخلافة هي التي ستكفل أن تكون مواردُ الطاقة والمعادن الوفيرة في العالم الإسلامي ملكيةً عامة، تُنفَق عائداتها بالكامل على احتياجات المسلمين، بدلاً من حشو جيوب الملّاك في القطاع الخاص بعد خصخصتها، والخلافة هي التي ستدعم عملتنا بالذهب والفضة، وتسحق هيمنة الدولار العالمية، وتحدث استقراراً في الأسعار، وتقضي على التضخم المهلك.

 

إنّ دولة الخلافة هي وحدها التي ستوحّد العالم الإسلامي في أكبر دولة في العالم، وتثير الرعب في نفوس القوى الاستعمارية، حتى قبل أن تحشد جيوشها، وهي التي ستحشد قوات الأمة المسلّحة لتحرير المسجد الأقصى وكشمير المحتلة وإعادة الهند إلى كنف الأمة، كما أنّ الخلافة هي التي ستنشر نور الإسلام وعدله بالدعوة والجهاد، كما قامت بذلك لقرون من قبل، وهي التي ستحرّر دولاً بأكملها من العبودية للقوانين الوضعيّة، حتى يدخل الناس في دين الله أفواجاً، وهي التي ستكرّس أرواح جنودها العسكريين للدفاع عن شرف رسول الله ﷺ، فتسكِت الألسنة الشريرة وتقطع الأيدي الآثمة، سواء أفي فرنسا أم السويد أم أمريكا...

 

كفى ديمقراطية وعبودية لأمريكا أيّها المسلمون! كافحوا الآن مع شباب حزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.

 

أيّها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية!

 

إن سخطكم على العبودية لأمريكا ليس كافياً، فهذا وقت العمل، هذا وقت الرجال، غضبكم لم يكن كافياً عندما أحرق الجنرال مشرف باكستانَ بنيران الحملة الصليبية الأمريكية على الإسلام، ولم يكن كافياً عندما سمح الجنرال كياني للصليبيين الأمريكيين بتدنيس أراضينا، وأغرقنا في الذلّ، ولم يكن غضبكم كافياً عندما أشعل اللواء رحيل حربَ الفتنة في المناطق القبلية، بينما منح الهند الإغاثة على خط السيطرة، وغضبكم ليس كافياً الآن، حيث أسلم الجنرال باجوا كشميرَ المحتلة للهند، وأصبح قريباً من مودي، يحافظ على نفوذ أمريكا في أفغانستان، وينصّب الظالمين واللصوص حكاماً فوق رؤوسنا.

 

إن الغضب لا يكفي عندما يحين وقت العمل وتُحتاج همّة الرجال، فتحركوا الآن ولتؤز أيديكم رقاب الظالمين، بإعطاء نصرتكم لحزب التحرير بقيادة أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، من أجل إقامة دولة الخلافة فوراً على منهاج النبوة، فأعطوا نصرتكم الآن لترضوا الله، وتنجوا من سخطه، بإعادة الأمن والسلطة والحكم والكرامة والشرف لأمة سيدنا محمد المصطفى ﷺ.

 

قال تعالى: ﴿وَلَا ‌تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.

 

التاريخ الهجري :28 من رمــضان المبارك 1443هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 29 نيسان/ابريل 2022م

حزب التحرير
ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

May be an image of one or more people and text

بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال

حقيقة وأسباب الأزمة الاقتصادية في مصر

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/ameer/political-questions/81892.html

 

 

السؤال: تشهد السوق المصرية ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وقام البنك المركزي بتخفيض قيمة الجنيه، ثم أعلنت الدولة عن نيتها إجراء حوار وطني مع الأحزاب كلها، وأطلقت سراح ثلاثة آلاف من المساجين، فما هي حقيقة وأسباب هذه الأزمة الاقتصادية في مصر؟

 

الجواب: نعم، اجتمعت عوامل عدة وظروف دولية لتشكل غيوماً سوداء كبيرة للاقتصاد المصري، وهذه الغيوم السوداء قد أصبحت بحجم الكارثة، وبعض الأخبار تشير بأن النظام ومن يقف خلفه قد أصبح في حالة هلع وترقب لما سيحدث، وبيان ذلك كما يلي:

 

أولاً: تستورد مصر 85% من حاجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا (العربي، 27/2/2022)، وباندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا فقد أصبحت مصر من أكبر الضحايا غير المباشرين لهذه الحرب، وتهدد خبز المصريين من حيث الوجود ومن حيث السعر، وعلى الرغم من إعلان مسؤولين في مصر بأن كمية القمح آمنة حتى نهاية هذا العام إلا أن سعر القمح قد ارتفع بشكل كبير على خلفية الحرب في أوكرانيا وتعطل التصدير من روسيا وأوكرانيا، (كشفت أحدث عملية شراء أجرتها مصر كأكبر مشتر عالمي للقمح، عن قفزة كبيرة في تكلفة الشراء مقارنة بأسعار ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا،...، وأضافت بلومبرغ أنه في مناقصة يوم الأربعاء الفائت، حصل المشتري الذي تديره الدولة على 350 ألف طن بمتوسط 490 دولاراً للطن بعد احتساب الشحن في الاعتبار. وهذا يمثل ارتفاعاً هائلاً بنسبة 44٪ عن السعر الذي تم دفعه في منتصف شهر فبراير، قبل اندلاع الحرب مباشرةً، والأكثر منذ ست سنوات على الأقل... عربي 21، 19/4/2022). وارتفاع أسعار القمح هو أولى الغيوم السوداء! ثم إن العقوبات الغربية على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا قد أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن أيضاً وكذلك النفط، وهذا يشكل ثانية الغيوم السوداء في مصر ويزيد في إرهاق ميزانية الدولة التي يرهقها أصلاً الفساد الحكومي الهائل، وثالثة تلك الغيوم السوداء أن أسعار الأعلاف للدواجن والماشية والأسمدة قد ارتفعت بشكل كبير عالمياً بعد تعطل توريدها من روسيا أو لأن إنتاجها عالمياً خاصة في أوروبا يعتمد على الغاز من روسيا، (أكدت الدكتورة منى محرز نائبة وزير الزراعة بأن مصر تستورد 95% من أعلاف الثروة الداجنة. صدى البلد، 12/5/2018)، وهذه النسبة العالية تدل على أن النظام كان يضع الأمن الغذائي للبلاد تحت أياد أجنبية.

 

ثانياً: أصبحت مصر ومنذ سنوات منتجاً كبيراً للغاز من حقول البحر المتوسط، وعلى خلفية الحرب في أوكرانيا وجهود أمريكا لتوفير الغاز الطبيعي للدول الأوروبية من دول عديدة بديلاً عن الغاز الروسي فمن الواضح بأن حكومة مصر تتعاون مع أمريكا في ضخ الغاز المصري المسال لأوروبا تنفيذاً لخطة أمريكا، وهذا قد أدى إلى ارتفاع كبير للغاز في مصر، فقد ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز للطهي المنزلي للمرة الثانية في مصر بنسبة 7% (CNN بالعربي، 21/3/2022)، وفضلاً عن إرهاق المواطن العادي الذي كان يظن بأنه يتنفس الصعداء بعد اكتشافات الغاز المصرية في البحر المتوسط وتحول مصر إلى مركز إقليمي لتسييل الغاز إلا أن هذا الارتفاع قد ضرب كافة القطاعات الإنتاجية ومنها تلك الحيوية للغاية على مائدة المواطن مثل الدواجن التي تعتمد تربيتها على التدفئة (إندبندنت عربية، 10/4/2022)، وبهذا يتضح بأن خنوع النظام المصري لسياسات أمريكا الدولية قد ضرب المصريين في قوتهم، ناهيك عن حياتهم الاقتصادية بشكل عام، فكان رفع سعر الغاز غيمة سوداء أخرى قد شكلها النظام إرضاء لأمريكا..!

 

ثالثاً: بعد أن استفادت مصر كغيرها مما يسميه الغرب بالأسواق الناشئة من الأموال الساخنة الأمريكية والدولية أثناء فترة فيروس كورونا، إذ دخلت مليارات الدولارات الساخنة للسوق المصرية خلال 2020 و2021، وهي فترة الفائدة الصفرية في أمريكا والكثير من البلدان الرأسمالية، إلا أن أمريكا ولأسباب تخص أوضاعها الداخلية الاقتصادية والسياسية قد أخذت ترفع الفائدة، ورفع الفائدة في أمريكا قد شكل وبشكل غير مقصود غيمة سوداء كبيرة للاقتصاد المصري، إذ أخذت 15 مليار دولار أمريكي من أصل ما مجموعه 25 مليار دولار تقريباً هي الأموال الساخنة في السوق المصرية، طريقها نحو الأسواق الأمريكية: (فقدت البورصة المصرية نحو 4 مليارات دولار من قيمتها السوقية خلال الربع الأول من العام 2022، بدفع من موجة مبيعات مستمرة من قبل المستثمرين الأجانب منذ بداية العام. عربي 21، 27/4/2022)، (وأشار إلى أن استثمارات الأجانب غير المباشرة "الأموال الساخنة" وصلت إلى أعلى مستوى لها في سبتمبر الماضي عندما حققت نحو 25 مليار دولار تقريباً. إندبندنت عربي، 8/4/2022). لقد كانت هذه الأموال الساخنة وطوال وجودها في مصر تشكل نوعاً من الغطاء الداعم للجنيه الذي بدت عليه بعض علامات الاستقرار سنتي 2020 و2021 وبفقدان هذه الأموال فقد اضطر البنك المركزي المصري إلى رفع سعر الفائدة وتخفيض قيمة الجنيه في مؤشر على أزمة مالية كبيرة تعاني منها الدولة في مصر: (وبحسب وكالة بلومبرغ الأمريكية جاءت قرارات البنك المركزي المصري الأخيرة برفع سعر الفائدة وتخفيض سعر الجنيه على خلفية سحب أموال وصلت إلى 15 مليار دولار من سوق الدين المحلي في الأسابيع الثلاثة الماضية... الجزيرة، 24/3/2022)، (وخفض البنك المركزي المصري، في 21 مارس الماضي، سعر صرف الجنيه مقابل الدولار الأمريكي بنحو 14 في المئة، بعد تراجع حاد في حجم السيولة من العملات الأجنبية إثر تخارج المستثمرين الأجانب من الاستثمار في أدوات الدين الحكومية، بعدما قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي زيادتها ربع نقطة مئوية، لتصبح 0.5 في المئة، لتكون المرة الأولى للزيادة منذ عام 2018، ما دفع المركزي المصري إلى رفع أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض بمقدار 100 نقطة أساس (واحد في المئة)، ثم أعقبه بخفض قيمة الجنيه. إندبندنت عربية 08/04/2022)

 

رابعاً: وبهذا القرار بتخفيض قيمة الجنيه فقد ارتفعت وبشكل تلقائي أسعار كافة أنواع السلع المستوردة من الخارج، وهي كثيرة للغاية، بحيث شكل النظام غيمة سوداء كبيرة صارت تحوم فوق الاقتصاد المصري ولكنها لا تحمل قطراً بل سموماً ترهق حياة المصريين. وهكذا فقد اشتعلت أسعار معظم السلع في السوق المصرية، وشحت العملة الصعبة الضرورية لاستيراد القمح والزيوت وباقي السلع الغذائية ومدخلاتها ناهيك عن السلع الصناعية، وازداد ذلك بعد أن حولت الدولة عبر عقود من السياسات الزراعية الفاشلة، حولت الحقول الزراعية الخصبة في حوض النيل من زراعة القمح وباقي عناصر الأمن الغذائي إلى زراعة القطن بتوجيهات أمريكية لضمان التحكم بالدولة وبالشعب المصري. ومن المؤكد أن الدولة وخشيةً على نظام السيسي قد أخذت ومن وراء الكواليس وتحت وقع كافة هذه الغيوم السوداء والتي تجمعت وبشكل غير متوقع في آن واحد لتشكل خطراً شديداً على النظام المصري، قد أخذت تستغيث...! فجاءت السعودية بودائعها ودول خليجية أخرى، (وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، التي ذكرت أنه بتوجيهات من الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أودعت الرياض 5 مليارات دولار لدى المركزي المصري، تأكيداً لتميز الصلات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات، وعلى كل المستويات... وكان المركزي المصري قد مد أجل وديعتين سعوديتين بقيمة 2.3 مليار دولار من السداد في أبريل 2022 إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2026، إضافة إلى مد آجال وديعة كويتية بقيمة ملياري دولار من السداد في أبريل المقبل إلى سبتمبر (أيلول) 2022، وفقاً لبيانات رسمية. إندبندنت عربية، 8/4/2022)

 

خامساً: ولعل ما يشير إلى شدة الأزمة المالية والاقتصادية في مصر أن النظام الفاشل يعتمد على القروض بالدرجة الأولى لتغذية الاقتصاد بالمال، وأن الاستغاثات والودائع الخليجية لا تسمن ولا تغني من جوع بسبب الحاجة الكبيرة للأموال، (تعتزم الحكومة المصرية اقتراض 634 مليار جنيه مصري "34.6 مليار دولار أمريكي" في الربع الرابع من السنة المالية 2021/2022، أي قبل نهاية حزيران/يونيو المقبل، بحسب صحيفة "ديلي نيوز إيجيبت" المصرية الناطقة بالإنجليزية. عربي 21، 10/4/2022)، وكانت القروض الداخلة لمصر عرضة للفساد الحكومي الكبير، إذ ينهب المسؤولون في النظام تلك الأموال، ثم يتركون الدولة لتسددها، وما هي بقادرة على ذلك اليوم، فمما يشير إلى أن الدولة لم تستفد من سياسة الاقتراض تلك، وأن حجمها عبر عقود مضت من فساد الدولة قد وصل مبلغاً كبيراً، هو أن فوائد "الربا" على تلك القروض قد أخذت تأكل ما يزيد عن نصف إيرادات الدولة من الضرائب: (على الصعيد البرلماني، انتقد النائب ضياء الدين داود استمرار العجز في الموازنة والتوسع في الاقتراض، وقال إن "مصر أمام أزمة تمويلية ضخمة"، مشيرا إلى أن "أرقام الدين العام تزيد بنسبة 16.8 في المئة سنويا، وهو ما يعني أن المصريين يعيشون في الدين حالياً". وأفاد خلال كلمة له في مجلس النواب المصري، أثناء مناقشة الحساب الختامي لموازنة 2020-2021 أن "هناك أقساطا تأكل 51 في المئة من إنفاق الموازنة، وهو ما يعني أن مصر أمام كارثة لا مهرب منها". عربي 21، 22/4/2022) وهكذا فلم يجد النظام في مصر طريقاً لحل المعضلات الاقتصادية إلا مضاعفة المشكلة بالقروض والمزيد منها والركون إلى شروط صندوق النقد الدولي!

 

سادساً: وقد بلغ من فشل النظام أن رئيسه يعزو هذا الوهن الاقتصادي للنمو السكاني مع أن نمو السكان إذا أحسنت رعايته يساعد في النمو الاقتصادي وليس يضعفه، فالدول في أوروبا واليابان تستورد العمالة والمهاجرين للتعويض عن ضعف النمو السكاني لتنمية اقتصادها، ولكن الرئيس المصري يضع له أسباباً على غير وجهها (قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "التحديات في مصر أكبر من أي حكومة، ونعمل على خطة نساهم فيها جميعا". وأضاف السيسي: حجم النمو الاقتصادي في مصر لم يكافئ معدلات النمو السكاني، لذلك سعينا إلى تقليص الفجوة بين نمو الدولة والنمو السكاني. إذا لم نعمل على ضبط النمو السكاني فلن نشعر بأي تحسن اقتصادي،...، وأشار الرئيس إلى أنه أكد أن التحديات أكبر من أي رئيس أو حكومة لكنها ليست أكبر من شعب مصر، مشددا على ضرورة تنفيذ خطة لحل تلك الأزمات. كما أكد السيسي أنه لولا الإصلاح الاقتصادي لكانت الأوضاع أكثر صعوبة، خلال أزمة كورونا. آر تي، 21/4/2022).

 

سابعاً: ومن أشد ما يخشاه النظام المصري أن هذه الظروف تجبره على تقليص الرشى الفتات التي كان يقدمها للفئات الداعمة له عبر "كرت المؤن" الصادر عن وزارة التموين، تلك "الكرتات" التي كان يستفيد منها أتباعه ويصفقون له فيجد هؤلاء بعض السلع بأسعار مخفضة، وأما اليوم فإن هذه الفئات تتناقص بشكل سريع ما يسحب أي بساط شعبي من تحت أقدام النظام ويجعله عرضة للسقوط عندما تبدأ الاحتجاجات الشعبية: (وقبل أيام، أعلنت وزارة التموين تنقيحاً جديداً لمنظومة البطاقات التموينية بعد الإعلان عن استبعاد ثماني فئات من المنظومة بداية من مايو (أيار) المقبل،... يبلغ الدعم السلعي في موازنة العام المالي 2021-2022 نحو 108 مليارات جنيه (5.8 مليار دولار) يتوزع بين 87 مليار جنيه (4.6 مليار دولار) لدعم السلع التموينية و18 مليار جنيه (969 مليون دولار) للمحروقات و665 مليون جنيه (36 مليون دولار) للمزارعين و2.5 مليار جنيه (135 مليون دولار) لدعم الأدوية وألبان الأطفال، بينما تخلصت الحكومة من دعم الكهرباء والمياه منذ عامين ليصبح صفراً. وقلصت الدولة الدعم السلعي بنحو 54 في المئة خلال خمس سنوات. إندبندنت عربية، 25/4/2022)

 

 

ثامناً: ومما يشير إلى شدة تخوف النظام في مصر من مآلات هذه الأزمة شبه المفاجئة والتي تجعل من مصر أول المتضررين غير المباشرين من الحرب في أوكرانيا والقرارات الداخلية الأمريكية (رفع سعر الفائدة)، فوق الأزمة التي كان يخلقها النظام للشعب ويسهر على جعل المواطن يركض وراء لقمة العيش وبالكاد يجدها، كل ذلك يشير إلى سبب دفع النظام المصري لإطلاق سراح سجناء والدعوة للحوار. فقد (أعلنت وزارة الداخلية المصرية الأربعاء أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر عفوا شمل 3273 سجينا مدانين بقضايا جنائية. أر تي، 27/4/2022)، وجاء ذلك بعد تمهيدات سريعة في الأيام الماضية لتفعيل لجنة العفو دون الإفصاح عن سبب عدم تفعيلها في الفترة الطويلة الماضية قبل هذه الأزمة الاقتصادية، وأصبح السيسي حمامة سلام ينادي للحوار، والحوار مع الكل: (وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، بإجراء "حوار وطني" مع القوى السياسية كافة من دون "تمييز ولا استثناء". جاء ذلك خلال مشاركته في حفل "إفطار الأسرة المصرية" السنوي، وفق وسائل إعلام محلية رسمية وخاصة وذكرت صحيفة "الأهرام" (رسمية) أن السيسي "كلف إدارة المؤتمر الوطني للشباب (رسمي) بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة". وطالب بـ"رفع نتائج هذا الحوار إليه شخصيا، مع وعده بحضور المراحل النهائية منه. الأناضول، 26/4/2022)

 

تاسعاً: وبكل هذا تتضح حقيقة الأزمة المالية والاقتصادية في مصر، فهي أزمة مزمنة ناتجة عن سياسة الإرهاق الاقتصادي للشعب حتى يظل راكعاً لهذا النظام الخائن، ولكن غيوماً سوداء كثيرة قد تجمعت وبشكل مفاجئ بسبب الحرب في أوكرانيا وقرارات أمريكية خاصة بالوضع الداخلي بعد "كورونا" (وفي إطار تعزيز فرص الحزب الديمقراطي للفوز بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي القادمة في نوفمبر 2022)، وكل هذا الواقع الاقتصادي قديمه وجديده قد أشعل نواقيس الخطر في أروقة النظام المصري، وهبت دول الخليج وهب معها كيان يهود لمحاولة إنقاذ النظام في مصر، لكن من الواضح بأن الأزمة شديدة وكبيرة للغاية وناتجة عن سياسة اقتصادية مدمرة اتبعتها الدولة خلال عقود بتوجيهات أمريكية لضمان تركيع الشعب المصري، واليوم وتحت وقع هذه الغيوم السوداء المفاجئة فإنها قد صارت تنقلب على النظام الذي يجبر على التخلي عن دعم الفئات التي كانت تصفق له، فينسحب أي بساط من الدعم الشعبي له، ليصبح النظام مكشوفاً وعرضة للاهتزاز الشديد، والذي قد يتطور ليصبح اهتزازاً مميتاً فيما لو أصر الشعب على خلع النظام من جذوره.

 

وقد يكون في هذه الأزمة والنار التي يكتوي بها الشعب المصري فرصة للمخلصين من هذه الأمة لمؤازرة شباب حزب التحرير العاملين لتغيير هذا النظام الفاسد، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فيحيا بها الزرع والضرع، ويعز الإسلام والمسلمون، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.

 

الثالث من شوال 1443هـ

03/05/2022م

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

العوامل الضرورية لاستعادة دور القوات المسلحة في خدمة الإسلام والمسلمين

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/pakistan/81907.html

 

فيما يتعلق بالقوى المعادية في المنطقة، فإنّ الوجود الأمريكي في أفغانستان والمنطقة يعتمد فقط على باكستان ودعمها، وأمريكا تدرك أنّها لا تستطيع السيطرة على أفغانستان من دون القوات المسلحة الباكستانية، لذلك وضعت سياسة لكسب العملاء في القيادة الباكستانية السياسية والعسكرية، وقد تحقق لها ذلك من خلال الاتصالات الرسمية المستمرة بالسياسيين والعسكريين، ومن خلال عوامل خارجية مثل برامج التدريب العسكري التي تستهدف أولئك الأكثر قابلية للفساد، لذلك فإنّ وجود أمريكا في هذه المنطقة لا يزال هشّاً ويسهُل كنسه في غضون ساعات إن وجدت القيادة المخلصة في باكستان.

 

أما الهند، فهي تقف على قاعدة هشة، وتحمل في داخلها عوامل انهيارها، لأنّها دولة تقوم على العصبية، لدرجة أنّ فيها عدداً لا يُحصى من الجماعات الانفصالية، التي تسعى للانفصال عن الهند، كما أنّها غير قادرة على توفير الأمن والرخاء لغير الهندوس، ولا حتى للهندوس من الطبقات الدنيا، كما أنّ الدولة الهندوسية تعتمد على باكستان في تزويدها بالطاقة من الغاز واحتياطيات النفط الضخمة في البلدان الإسلامية وتسهيل وصولها إلى هذه الموارد.

 

تهدف استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة إلى التحكم بباكستان، فالولايات المتحدة تعتمد على باكستان في الوصول إلى جمهوريات آسيا الوسطى، وتعتمد على باكستان للسيطرة على أفغانستان، وتعزيز قوة الهند. نظراً لقوة باكستان وموقعها الاستراتيجي فإنّ ذلك جعل منها القوة الإقليمية الحقيقية، ومن يحكمها يفرض السياسة الإقليمية، وبذلك فإنّ قيام قوة في المنطقة على أساس الإسلام، بدلا من القومية الضيقة، سيغيّر معالم المنطقة بشكل جذري، فالإسلام قوة موحدة للمسلمين في جنوب آسيا ووسطها، التي يسكنها أكثر من نصف مليار مسلم، وما يقرب الـ200 مليون منهم يسكن في الدولة الهندوسية نفسها، والهند مطوّقة بالمسلمين في بنغلادش وباكستان، وبحاجة إلى بحر العرب والمحيط الهادئ من أجل نقل النفط من البلدان الإسلامية، كما أنّ القوات المشتركة للأمة الإسلامية تعدادها يقترب من ستة ملايين، مقابل مليون جندي في الدولة الهندوسية، كذلك انتشرت الدعوة إلى الخلافة في وسط آسيا وجنوبها بشكل كبير، وبالتالي فإنّ عوامل توحيد البلدان الإسلامية متوفرة وقوية.

 

هناك العديد من الدول غير المعادية للمسلمين في المنطقة، وهي ممن ترفض العدوان الأمريكي على أبوابها، كما أنها بحاجة إلى الموارد الضخمة في البلدان الإسلامية.

 

تعداد القوات المسلحة الباكستانية هو 617 ألفاً من الجنود النظاميين، و513 ألفاً من الاحتياطيين، و304 ألفاً في القوات شبه العسكرية، و20 ألفاً في القوات الاستراتيجية في شعبة التخطيط الحربي، وتنبغي ملاحظة أنّ أغلب سكان باكستان من الشباب، ما يعني وجود عدد كبير من الذكور - الذين يتجاوزون عشرات الملايين - يمكن تجنيدهم في أي لحظة.

 

واجب القوات المسلحة إخراج البشرية من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام

 

إنّ توجّه القيادة السياسية للقوات المسلحة - أي الخليفة - هو نفسه توجه القيادة العسكرية في دولة الخلافة، وهو يختلف جذرياً عن توجه القيادة العميلة لأمريكا الحالية، وتركيز دولة الخلافة من خلال خطابها ووسائل الإعلام وجميع أعمالها السياسية والعسكرية سيكون منصبّاً على تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة في السياسة الخارجية:

 

أولا: سوف تتعامل الخلافة مع الدول المحاربة فعلا من غير البلدان الإسلامية على أساس الأحكام الشرعية ذات الصلة

 

سوف تسخِّر دولة الخلافة موارد الأمة الإسلامية لتحرير الأراضي الإسلامية المحتلة، مثل كشمير وفلسطين، وسوف تقلص من خطر الدول المعادية (وهي الدول التي احتلت بلادا إسلامية أو حاربت المسلمين أو قامت بغير ذلك من أعمال العدوان المماثلة) من خلال إنهاء وجودها في البلدان الإسلامية، بإغلاق السفارات والقواعد التابعة لها، كما سيتم قطع جميع الاتصالات السياسية والعسكرية مع الدول المحاربة فعلا، والتي كانت تأمر وتنهى من خلالها عملاءها في القيادة العسكرية والسياسية وتستقطب مزيدا من العملاء. إن دولة الخلافة لا تتنازل عن هذه الثوابت، حتى لو استغرق الأمر عدة عقود لتحقيقها، كما حصل مع تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين.

 

التعامل مع عدائية الدول الكافرة المحاربة، وهي الدول التي احتلت أرضا إسلامية أو قامت بغير ذلك من الأعمال العدوانية، فإنّه كما ورد في مقدمة الدستور لحزب التحرير في المادة رقم 189: "الدول التي ليس بيننا وبينها معاهدات والدول الاستعمارية فعـلاً كإنجلترا وأمريكا وفرنسا والدول التي تطمع في بلادنا كروسيا، تعتبر دولاً محاربة حكماً، فتتخذ جميع الاحتياطات بالنسبة لها ولا يصح أن تنشأ معها أية علاقات دبلوماسية، ولرعايا هذه الدول أن يدخلوا بلادنا ولكن بجواز سفر وبتأشيرة خاصة لكل فرد ولكل سفرة، إلا إذا أصبحت محاربة فعلاً"، وفي المادة نفسها في الفقرة الرابعة ورد أن "الدول المحـاربة فعلاً مثل (إسرائيل) يجب أن تُتخذ معها حالة الحرب أسـاسـاً لكافة العلاقات وتُعامل كأننا وإياها في حرب فعلية سواء أكانت بيننا وبينها هدنة أم لا، ويُمنع جميع رعاياها من دخول البلاد".

 

ثانيا: تعتبر الخلافة توحيد البلدان الإسلامية الحالية واجباً

 

إن دولة الخلافة دولة واحدة لجميع المسلمين، وعلى الأمة كلها أن تبايع الخليفة على تطبيق الإسلام، ومنذ الساعات الأولى من تنصيب الخليفة فإنّ العمل من أجل تحطيم الحدود بين المسلمين سيبدأ، كما سيتم بناء قوات مسلحة واحدة، بخزينة واحدة للدولة، ورعايا موحدين في هذه الأمة الغنية واسعة الموارد، وسيعمل حزب التحرير (الحزب الإسلامي العالمي الوحيد) على تعبئة الناس في تلك البلدان للانضمام إلى دولة الخلافة.

 

تعتبر الدول القائمة في العالم الإسلامي الحالية جزءاً من دولة الخلافة، فهي دولة واحدة لجميع المسلمين، وكما ورد في مقدمة الدستور لحزب التحرير في المادة رقم 181 فإنّ: "السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، وتكون من قبل الدولة والأمة، فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة"، وورد في المادة رقم 189 في الفقرة الثالثة: "الدول القـائـمـة في العـالـم الإسلامي تعتبر كأنها قائمة في بلاد واحـدة، فلا تدخـل ضـمـن العلاقات الخارجية، ولا تعتبر العلاقات معها من السياسة الخارجية، ويجب أن يُعمل لتوحيدها كلها في دولة واحدة".

 

ثالثا: سوف تقيم دولة الخلافة علاقات مع الدول غير الإسلامية غير المحاربة

 

سوف تقيم دولة الخلافة علاقات مع الدول غير الإسلامية غير المحاربة بغرض حمل الإسلام لها وللعالم كله، كما قامت دولة الخلافة بذلك لأكثر من ألف عام، من خلال معايير تنصيب الحاكم وبسط العدل والمعرفة والازدهار والأمن... فالقضية المصيرية لهذه الأمة (أمة رسول الله ﷺ) هي قيادة البشرية جمعاء للهداية بحمل رسالة الإسلام إلى العالم بأسره، وقد كانت دولة الخلافة على مر العصور منارة للبشرية جمعاء، حيث استمرت بنشر الإسلام، وتخليص الشعوب من ظلم أنظمة الحكم التي وضعها الإنسان، وقد رحبت الشعوب بجيوش المسلمين؛ لأنها لم تكن جيوشاً تنهب وتسفك كما تفعل القوات الاستعمارية الآن، بل كانت جيوش مجاهدين صالحين سعوا لرفع كلمة الله سبحانه وتعالى عاليا، وقد اعتنق الناس الإسلام من مجرد تطبيق الإسلام عمليا عليهم، كما حصل مع أجدادنا في الفتوحات الأولى لهذه البلاد بالإسلام. بالتالي فإنّ دولة الخلافة ستقصد البلدان الأكثر تقبلا للإسلام، وتقوي العلاقات معها اقتصادياً وتجارياً وثقافياً وحسن جوار، وسوف تستخدم الدولة هذه العلاقات لفضح ظلم الرأسمالية واضطهادها وجشعها التي تسببت بشقاء البشرية في جميع أنحاء العالم، وستعرض دولة الخلافة الإسلام بطريقة عملية، وتسمح للأجانب بالعيش فيها كمستأمنين وأهل ذمة ليلمسوا عدل الإسلام بأنفسهم. كل هذا هو مقدمة لدعوة الشعوب لدخول الإسلام، وإلا فإنّ على دولة الخلافة الجهاد لإزالة الحواجز المادية لفتح البلاد أمام الإسلام، فالجهاد ليس هجوما على الشعوب في مساكنها، بل القتال يكون ضد القوات المسلحة؛ لوجود أحكام إسلامية صارمة تمنع إلحاق الضرر بالمدنيين، وهذه سمة مميزة للجهاد في جميع فترات توسع الخلافة في مختلف العصور.

 

سوف تقيم دولة الخلافة علاقات مع الدول غير المعادية بغرض حمل الدعوة الإسلامية لها وللعالم أجمع، وسوف تقوم بمناورات سياسية من أجل عزل أعدائها وإضعافهم من خلال اتخاذ أعمال سياسية على الساحة الدولية، ورد في مقدمة الدستور لحزب التحرير في المادة رقم 184: "المناورات السياسية ضرورية في السياسة الخارجية، والقوة فيها تكمن في إعلان الأعمال وإخفاء الأهداف"، وفي المادة رقم 187: "القضية السياسية للأمة هي الإسلام في قوة شخصية دولته، وإحسان تطبيق أحكامه، والدأب على حمل دعوته إلى العالم"، وفي المادة رقم 189: "الدول التي بيننا وبينها معاهدات اقتصادية، أو معاهدات تجارية، أو معاهدات حسن جوار، أو معاهدات ثقافية، تعامل وَفْقَ ما تنص عليه المعاهدات. ولرعاياها الحق في دخول البلاد بالهوية دون حاجة إلى جواز سفر إذا كانت المعاهدة تنص على ذلك، على شرط المعاملة بالمثل فعلاً. وتكون العلاقات الاقتصادية والتجارية معها محدودة بأشياء معينة، وصفات معينة على أن تكون ضرورية، ومما لا يؤدي إلى تقويتها".

 

يقود الخليفة القوات المسلحة بنفسه

 

سوف يقود الخليفة بنفسه القوات المسلحة، في تزاوج موحد بين الرؤية السياسية والأصول العسكرية، وسيقوم بالمناورات السياسية على الساحة الدولية من أجل عزل أعداء الدولة وإضعافهم، لذلك فإنّه سوف يتم نشر القوات المسلحة وفقاً للتهديدات الخارجية الحقيقية وليس لتنفيذ مخططات تخدم أمريكا، علاوة على ذلك فإنّ كون الخليفة رجل دولة سياسيّاً يجعله ذا رؤية واسعة، وسيدفعه إلى استخدام أساليب سياسية لزيادة القدرة العسكرية.

 

جاء في الدستور الذي أعدّه حزب التحرير لدولة الخلافة في المادة رقم 65: "الخليفة هو قائد الجيش، وهو الذي يعيّن رئيس الأركان، وهو الذي يعيّن لكل لواء أميراً ولكل فرقة قائداً. أما باقي رتب الجيش فيعينهم قواده وأمراء ألويته. وأما تعيين الشخص في الأركان فيكون حسب درجة ثقافته الحربية ويعينه رئيس الأركان"، وورد في شرح هذه المادة: "الجهاد فرض على كل مسلم، ولكن تَولّي الجهاد إنما هو للخليفة ليس غير. أما إنابة الخليفة من يقوم عنه فيما فرض عليه أن يقوم به، فإن ذلك جائز تحت إطلاعه وبإشرافه، وليس جائزاً بشكل مطلق مع الاستقلال دون إطلاعه، ومن غير إشرافه"، وفيما يتعلق بنشر القوات المسلحة فقد نصّت المادة رقم 66 على "يُجعل الجيشُ كله جيشاً واحداً يوضع في معسكرات خاصة. إلا أنّه يجب أن توضع بعض هذه المعسكرات في مختلف الولايات، وبعضها في الأمكنة الاستراتيجية، ويجعل بعضها معسكرات متنقلة تنقلاً دائمياً تكون قوات ضاربة. وتنظم هذه المعسكرات في مجموعات متعددة يطلق على كل مجموعة منها اسم جيش، ويوضع لها رقم فيقال الجيش الأول، الجيش الثالث مثلاً، أو تُسمى باسم ولاية من الولايات أو عمالة من العمالات"، وقد ورد في شرح المادة: "هذه الترتيبات، إمّا أن تكون من المباحات كتسمية الجيوش بأسماء الولايات، أو بأرقام معينة، فتترك لرأي الخليفة واجتهاده، وإما أن تكون من باب (ما لا يتم الواجب إلا به...)، كأن تكون لا بد منها لحماية البلاد، كترتيبات الجيش في الثغور، ووضع الجيش في معسكرات في الأمكنة الاستراتيجية لحماية البلاد... ونحو ذلك".

 

الإنفاق على القوات المسلحة

 

فيما يتعلق بالإنفاق على القوات المسلحة، فإنّ دولة الخلافة ستنهي التعارض غير الحقيقي بين الإنفاق التقليدي على الصحة والتعليم والإنفاق على الدفاع، فاقتصاد دولة الخلافة ليس اقتصادا اشتراكيا ولا رأسماليا، وستسخر دولة الخلافة العائدات الضخمة لبيت المال من أجل الإنفاق على جميع الواجبات التي يتعين على الدولة الإنفاق عليها، كما ستعيد الدولة هيكلة الإيرادات وفقا للأحكام الشرعية من أجل تسريع عجلة التصنيع، وهو متطلب للتفوق العسكري والتكنولوجي على دول العالم الأخرى، فدولة الخلافة ستولّد عائدات ضخمة من الممتلكات العامة مثل الطاقة والشركات الحكومية ومثل البناء على نطاق واسع وتصنيع الآلات، وستجمع الزكاة والخراج، وتلغي ضريبة الدخل والمبيعات التي خنقت النشاط الاقتصادي، وسوف ترفض دولة الخلافة دفع القروض الربوية للمستعمرين وغيرهم، والتي تأكل أكثر من ثلث نفقات باكستان، مع العلم أنّه قد تم دفع القروض مرات عدة بسبب الفائدة الربوية، وإذا كانت تلك الإيرادات غير كافية للوفاء بالتزاماتها، فسوف تفتح الدولة باب التبرع أمام المسلمين أو تلجأ إلى الاقتراض منهم بدون فائدة ربوية، أو إلى فرض الضرائب الطارئة على الأغنياء من المسلمين من الذين يملكون ما يزيد عن حاجاتهم الأساسية والكمالية بالمعروف.

 

علاوة على ذلك، فإنّ مفهوم تفوّق القوات المسلحة يدفع بالتصنيع إلى الابتكار التكنولوجي، ومن شأن ذلك تنشيط الاقتصاد برمته، وهذه الظاهرة ملاحظة في العصر الحالي عند الدول الغربية، بما في ذلك أمريكا نفسها. أما في الماضي، فقد كانت دولة الخلافة رائدة على المستوى العالمي دون منازع في مجال التنمية التكنولوجية والمعرفة العلمية وصناعة الأسلحة والقدرة البحرية والبرية، واستمر ذلك لقرون عديدة، قبل أن تبرز أي دولة تقترب من منافستها، وستعيد دولة الخلافة سيرتها الأولى كدولة رائدة في المستقبل إن شاء الله، بالعمل الجاد لحمل الإسلام إلى البشرية جمعاء، بالتالي فإنّ جهدا سوف يبذل من أجل إيقاف الاعتماد التكنولوجي على الغرب والتركيز على تقوية التصنيع وتقوية فنون البحث العلمي والتكنولوجي.

 

ورد في الدستور الذي أعده حزب التحرير في المادة رقم 69: "يجـب أن تتوفـر لدى الجيش الأسـلحـة والمعدات والتجهيزات واللوازم والمهمات التي تمكنه من القيام بمهمته بوصفه جيشاً إسلامياً"، وورد في شرح هذه المادة قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾، فالإعداد للقتال فرض، ويجب أن يكون هذا الإعداد ظاهراً بشكل يرهب الأعداء، ويرهب المنافقين من الرعية، فقوله تعالى: ﴿تُرْهِبُونَ﴾ علّة للإعداد، ولا يكون الإعداد تاماً إلا إذا تحققت فيه العلة التي شرع من أجلها، وهي إرهاب العدو وإرهاب المنافقين؛ ومن هنا جاءت فرضية توفير الأسلحة والمعدات والمهمات وسائر التجهيزات للجيش حتى يوجد إرهاب العدو، ومن باب أولى حتى يكون الجيش قادراً على القيام بمهمته وهي الجهاد لنشر دعوة الإسلام.

 

تدريب القوات المسلحة

 

فيما يتعلق بتدريب القوات المسلحة، فإنّ دولة الخلافة سوف تسعى لتكون الدولة الرائدة في العالم لحمل الإسلام إلى البشرية جمعاء منذ اليوم الأول، لذلك فإنّها ستطور جيشها، وترفع من مهاراته، وتزوّده بالخبرة العسكرية، وبالوعي الإسلامي الضروري لإيجاد الحافز الصحيح في المعارك لتحقيق النصر وفتح البلاد للإسلام وعدله، وبرنامج التدريب لا يعتمد على مدربين أجانب من دول معادية، من الذين يستغلون مثل هذه التدريبات لغرس الخوف من القوى الأجنبية، وتمكين الغرب من التعرف على الأساليب العسكرية التي يستخدمها المسلمون، وبالتالي فإنّه يجب أن يكون واضحا في جميع صفوف القوات المسلحة أنّ دولة الخلافة ليست قوة استعمارية، وهي ليست لذبح المدنيين ونهب مواردهم، بل الإسلام رحمة للبشرية جمعاء، والخلافة تقوم بتأمين الرعايا في الأراضي التي تفتحها كما تؤمن رعاياها، وفي الواقع فقد ورد في التاريخ أن الشعوب المضطهدة دعت جيوش المسلمين لتقدم على تحريرها وحكمها؛ لما تتحلى به من سماحة وعدل.

 

لقد ورد في الدستور الذي أعدّه حزب التحرير في المادة رقم 67: "يجب أن يُوفر للجيش التعليم العسكري العالي على أرفع مستوى، وأن يُرفع المستوى الفكري لديه بقدر المستطاع، وأن يُثقف كل شخص في الجيش ثقافة إسلامية تمكنه من الوعي على الإسلام ولو بشكل إجمالي"، وقد ذُكر أيضا في المادة رقم 68: "يجب أن يكون في كل معسكر عدد كافٍ من الأركان الذين لديهم المعرفة العسكرية العالية والخبرة في رسم الخطط وتوجيه المعارك، وأن يوفر في الجيش بشكل عام هؤلاء الأركان بأوفر عدد مستطاع".

 

تزويد القوات المسلحة بالرجال

 

فيما يتعلق بتزويد القوات المسلحة بالرجال، فإنّ الأمة هي أمة جهاد وأمة تحمل الإسلام إلى البشرية جمعاء، وقد تميّزت بسعيها لرفع الظلم والاستبداد عن رقاب الشعوب، وسوف يكون المجتمع بأسره على هذا الخط بوصفه واجبا شرعيا، كما ورد في الدستور الذي أعدّه حزب التحرير في المادة رقم 62: "الجهاد فرض على المسلمين، والتدريب على الجندية إجباري، فكل رجل مسلم يبلغ الخامسة عشرة من عمره فرض عليه أن يتدرب على الجندية استعداداً للجهاد. وأما التجنيد فهو فرض على الكفاية"، وكذلك نصّت المادة رقم 63 على: "الجيش قسمان: قسم احتياطي، وهم جميع القادرين على حمل السلاح من المسلمين. وقسم دائم في الجندية، تخصص لهم رواتب في ميزانية الدولة كالموظفين".

 

 

التاريخ الهجري :5 من شوال 1443هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 05 أيار/مايو 2022م

حزب التحرير
ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    6 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443هـ / 032
التاريخ الميلادي     الجمعة, 06 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

نساء كينيا تُستغل للحصول على المياه عندما تدعم الحكومات المجرمين

(مترجم)

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo_women/81911.html

 

ذكرت بي بي سي في 25 نيسان/أبريل أن النساء الكينيات كثيرا ما يتعرضن للانتهاك على أيدي بائعي المياه من القطاع الخاص الذين يستغلونهن بسبب ظروف الفقر التي يعانين منها. الهياكل الحكومية الحالية لا تُلبي الطلب على المياه وتقوم الكيانات الخاصة غير المنظمة بامتصاص الحصة السوقية من خلال خدمات الشوارع الخاصة بها. إن بائعي المياه عديمي الإنسانية ليس لديهم أي مانع أخلاقي من مضايقة النساء والاعتداء عليهن جسدياً. حقيقة أن العديد من الرحلات يجب أن تقوم بها النساء في كثير من الأحيان بشكل يومي ما يعني أن هناك فرصة مفتوحة لهذه الاعتداءات الحيوانية. أظهر التقرير رواية امرأة تعرضت للهجوم علنا من جانب بائعي مياه متعددين، ما أظهر أن هؤلاء الرجال يشعرون بالحرية فيما يفعلون دون عواقب.

 

الآثار المجتمعية على هؤلاء النساء طويلة الأمد، حيث لا يتعين عليهن فقط تحمل صدمة العنف التي يتعرضن لها، ولكن هناك وصمة مجتمعية هائلة تؤثر عليهن على المدى الطويل. تم إطلاق حملات توعية عامة جديدة من المنظمات غير الحكومية وما شابه ذلك باستخدام علامات التصنيف الشائعة. ومع ذلك، فإن تأثيرها ضئيل على تأمين ممر آمن فعلياً للنساء المستضعفات، اللائي غالباً ما يتم تكليفهن بمهمة جلب المياه من المنزل وإليه. الشاغل الأكبر هو للفتيات الصغيرات اللائي قد يتم تكليفهن بهذه المهمة الغادرة للأسرة. وذكرت إحدى النساء أنها مرتاحة للغاية للعثور على بائعات مياه وليس رجال.

 

هذه الحقيقة المروعة المتمثلة في تدمير حياتك بسبب حق أساسي في الحاجة إلى الماء هي محاكاة ساخرة لإهمال الحكومة. لا يوجد أي سبب على الإطلاق لنقص المياه في القارة الغنية بالموارد في أفريقيا، والتي كانت في ظل الخلافة سلة غذاء العالم، والموضوع الجاد هنا هو سوء الإدارة الصارخ لاحتياجات الناس. الماء هو الحياة، والمخاطرة بحياتك لأجله يدل على أن الحكومة لا تهتم على الإطلاق بضمان كرامة النساء والأطفال في المنطقة.

 

هذه الممارسات غير القانونية المتمثلة في جعل النساء يدفعن أجسادهن عندما لا يكون لديهن المال لسداد ديونهن المائية لا يمكن تصوره في الخلافة على منهاج النبوة التي تعتبر المرأة أسمى شرف يجب الحفاظ عليه وحمايته. سيكون هذا هو الحال بالنسبة لجميع النساء، وليس للمرأة المسلمة فحسب. علاوة على ذلك، أوضح الرسول ﷺ أنه في النظام الاقتصادي للإسلام لا يمكن أن تكون هناك ملكية خاصة لتلك الأشياء التي تعتبر الموارد البشرية الأساسية لبقاء البشرية، والماء أحدها. قال ﷺ: «الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ الْمَاءِ وَالْكَلَإِ وَالنَّارِ». وقال رسول الله ﷺ أيضا: «لَيْسَ لِابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِي سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ بَيْتٌ يَسْكُنُهُ وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ وَجِلْفُ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ». لذلك، من واجب الخليفة ضمان وصول المياه الصالحة للشرب إلى جميع الرعايا كمعيار للحياة الصحية. إن فكرة ترك هذه الحقيقة البسيطة للصدفة تبين مدى بُعد ما يسمى بـ"الثقافة العلمانية المتحضرة" عن تلبية احتياجات الناس.

 

نحث الأمة الإسلامية على رفض هذه الأنظمة العلمانية الليبرالية التي تغذينا بآمال زائفة في الحرية بينما تطيل معاناتنا بحرماننا من حقوقنا الحقيقية كبشر، وندعوها إلى العمل لإقامة الخلافة التي من شأنها أن تلقن أصحاب الأموال القذرة من هؤلاء المجرمين، ما يستحقون من عقاب شرعي على تعديهم على النساء المحتاجات بهذا الأسلوب الحقير. إن شاء الله، هذا سيكون رمضان الأخير الذي نقضيه مع هذه العواقب الوخيمة للعيش دون حكم الله على هذه الأرض.

 

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    3 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 61
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 03 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

أي لواء من الجيش الباكستاني يستحق نوال رضا الله

لكسر عنق الجنرال الهندي الذي يحتفل بالسلام على خط السيطرة؟!

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/pakistan/81912.html

 

يحتفل الاحتلال الهندي لكشمير بالسلام على خط السيطرة، بينما تنتظر القوات المسلحة الباكستانية جنرالاً مثل محمد بن القاسم ليقودها في معركة كسر فكي رجا ضاهر العصر، وفي الثاني من مايو/أيار قال اللفتنانت جنرال الهندي م. تفاخر باندي "لم يتم الإبلاغ عن أي تسلل كبير من جميع الجهات، على طول خط التماس هذا العام"، حتى إن الاحتلال الهندي يتفاخر بأن السلام على خط السيطرة كان نتيجة لقدراته الخاصة، وكان ذلك نتيجة وجود القيادة السياسية والعسكرية الموالية للهند التي قامت بتقييد القوات المسلحة الباكستانية، كما تفاخر الجنرال باندي بالقول "تم إنشاء شبكة قوية لمكافحة تسلل الجيش على خط السيطرة".

 

أيها المسلمون في باكستان: إن القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية الموالية للهند هي التي خنقت المجاهدين وحرمتهم من كل أشكال الدعم، بينما كانت تكبح جماح القوات المسلحة الباكستانية في مواجهة الاستفزاز الهندي الذي لم يتوقف يوما، حتى بعد أن صفعهم مودي على وجههم بضم كشمير المحتلة بالقوة في آب/أغسطس 2019. وعلاوة على ذلك كانت سياسة ضبط النفس بعد أن شعرت قوات مودي بالخوف عندما قامت القوات المسلحة الباكستانية بضربة ضد الهند في شباط/فبراير 2019، رداً على توغل بالاكوت. ومع ذلك، أعلن عمران خان، الذي وضع سياسة ضبط النفس في 18 أيلول/سبتمبر 2019، أعلن أنه "إذا ذهب شخص من باكستان إلى الهند ويعتقد أنه سيقاتل في كشمير، فسيكون قد تصرف كعدو للكشميريين"! وبعد ذلك، أكد الجنرال باجوا على سياسة ضبط النفس في 18 آذار/مارس 2021 حيث قال "من الواضح أن النزاع على كشمير هو رأس هذه المشكلة، ونشعر بأن الوقت قد حان لدفن الماضي والمضي قدماً". وتأكيداً على سياسة ضبط النفس في 12 نيسان/أبريل 2022، غرد شهباز شريف، رداً على تهنئة جزار جوجرات "باكستان ترغب في إقامة علاقات سلمية وتعاونية مع الهند".

 

أيها المسلمون في القوات المسلحة الباكستانية: لقد منعتكم القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية الموالية للهند من القتال في سبيل تحرير كشمير المحتلة، وقد مكنت هذه القيادة الضعيفة الهند من تحقيق انتصار عليكم لم يكن بمقدور قواتها الجبانة والمحبطة والمقسمة أن تحققه، ولا يمكن أن يتحقق السلام والازدهار أبداً من خلال تسليم أراضي المسلمين لطغاة يعبدون الأوثان، وقد أدى تعطيل الجهاد وتعزيز قيادة المشركين في الهند، من خلال سياسة ضبط النفس، إلى قيام المشركين الهندوس بتوسيع دائرة طغيانهم ليطال المسلمين في جميع أنحاء الهند الذين يعيشون تحت سلطانهم الجائر. كما أن سياسات القيادة الهندوسية المعادية للمسلمين في الهند هي نتيجة مباشرة لتخلي القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية عن المسلمين في المنطقة، ورفضها تحمل مسؤولية حمايتهم. لذلك لن يتحقق السلام والازدهار إلا بعد أن تروى أرض كشمير المحتلة بدماء شهدائكم لإرضاء الله سبحانه وتعالى، بعد أن ترسلوا القوات الهندية إلى حفر جهنم المشتعلة. فاكسبوا رضا الله وتجنبوا سخطه عليكم من خلال اقتلاع مير صادق العصر، النظام العلماني القائم في باكستان، وأعطوا نصرتكم لحزب التحرير فورا لإقامة الخلافة على منهاج النبوة. وعندها فقط سيقودكم الخليفة الراشد في معركة رفع تكبيرات النصر في سريناجار المحررة، بعد توجيه ضربات قوية ضد القبضة الهندوسية غير المستقرة في المنطقة، وإرجاع الهند إلى ما كانت عليه لقرون عديدة في ظل الإسلام، قال الله تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

Peut être une image de une personne ou plus et texte

بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال

أمريكا واستبدال عملائها في باكستان

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/ameer/political-questions/81913.html

السؤال:

 

(أدى يلاول بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو - اليوم الأربعاء - اليمين الدستورية وزيرا للخارجية في حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف التي تشكلت بعد حجب الثقة عن عمران خان. ويرأس بوتو زرداري (33 عاما) حزب الشعب الباكستاني... الجزيرة 27/4/2022) وكانت حكومة شهباز شريف الذي خلف أخاه نواز في رئاسة حزب الرابطة قد أدت اليمين الدستورية في 19/4/2022، أي بعد أكثر من أسبوع على سحب الثقة من عمران خان، والسؤال هو ما سبب هذا التغيير؟ علماً بأن البرلمان بدعم من الجيش كان قد أعطى الثقة لعمران عند تعيينه، وكان الحزبان الرابطة والشعب حينها مغضوباً عليهما من الجيش، فما الذي استجد؟ ثم هل لأمريكا يد في الموضوع علماً بأنها وراء الحكم في باكستان منذ سنوات؟

 

الجواب:

 

لكي يتضح الجواب على هذه التسارلات نستعرض الأمور التالية:

 

أولاً: كيف وصل عمران خان إلى الحكم:

 

1- إن الجيش هو الذي منح خان الحكم، وأدار خان حكومة خاضعة لا مثيل لها للجنرالات. فقد تم انتقاد خان لكونه قريباً جداً من الجيش منذ أن وعد بتأسيس "باكستان الجديدة" للتخلص من الفساد والمحسوبية بعد فوزه في انتخابات 2018. وحتى فترة قريبة كان يوصف عمران خان بأنه من أكثر رؤساء الحكومات في باكستان تحالفاً مع العسكريين بل يتهم بالتبعية لهم. ولولا دعم الجيش له لما نال الثقة! فهو قد أعلن في عام 1996 تشكيل حزبه السياسي المسمى "تحريك إنصاف باكستان (PTI)"، وفي عام 1997 فشل خان في الفوز ولو بمقعد واحد في الجمعية الوطنية خلال الانتخابات العامة. وفي عام 2013 فقط تمكن حزبه من إحداث تأثير في السياسة الباكستانية بسبب دعم الجيش الباكستاني له. واستطاع حزبه الفوز بـ30 مقعداً في الجمعية الوطنية، فكان ثالث أكبر حزب معارض بعد حزبي الرابطة الإسلامية الباكستانية والشعب الباكستاني. ثم اختار الجيش منح خان فرصة للفوز في انتخابات 2018، ولكن كان ذلك بعد موافقة خان على طاقم رئيس الجيش قمر باجوا لإدارة الانتخابات العامة.

 

2- عمل الجيش وجهاز الاستخبارات تحت إشراف الفريق فايز حميد بلا هوادة لتحسين الآفاق السياسية لخان، وساعدت المخابرات الباكستانية في ترتيب تجمعاته في جميع أنحاء البلاد وجعلته مرشحاً فائزاً، وأقنع الجيش السياسيين من الأحزاب الأخرى بالانشقاق عن أحزابهم والانضمام إلى حزب عمران خان مع ناخبيهم، وقام الجيش بتخويف الصحافة لتقديم تغطية إيجابية لحزب إنصاف أثناء مهاجمته لحزب الرابطة الإسلامية، حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقال واحتجاز ومضايقة العاملين في حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز، وعمل الجيش وراء الكواليس لحرمان مرشحي الرابطة من الترشح...

 

3- وعلى الرغم من أن حزب خان حصل على 149 مقعداً في الجمعية الوطنية، إلا أنه كان لا يزال أقل من 172 مقعداً المطلوبة لتشكيل حكومة أغلبية، لكنه تمكن من ذلك بترتيب من الجيش لتشكيل حكومة ائتلافية. وكانت الحكومة الائتلافية هي خطة الجيش الباكستاني لضمان خط رجعة في حال غيّر خان رأيه وعمل ضد الجيش. كما نجح جهاز الاستخبارات في استمالة أعضاء من حزب الشعب الباكستاني لحكومة خان. وبالتالي تم تعيين ما مجموعه 17 عضواً من فريق خان بتأثير وكالة الاستخبارات الباكستانية، وثلاثة أعضاء فقط في مجلس الوزراء هم من أنصار حركة إنصاف الذين لم ينضموا أبداً إلى أي حزب آخر!

 

ثانياً: بعد وصول عمران إلى رئاسة الوزراء قدم كثيراً من الخدمات لأمريكا:

 

1- نقلت قناة جيو تي في الباكستانية عن خان قوله إنه ("تسلم خطابا من الرئيس الأمريكي ترامب في وقت سابق من اليوم 3/12/2018، طلب فيه من باكستان لعب دور في محادثات السلام الأفغانية، والمساعدة في جلب حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات"... سبوتنيك الروسية 3/12/2018)، ومن ثم يلتقي خان بعد يومين بالمبعوث الأمريكي الخاص خليل زادة في إسلام أباد مؤكداً سير باكستان في الخطة الأمريكية في أفغانستان!

 

2- لقد أكد وزير الدفاع الباكستاني السابق خواجة آصف خيانة حكام الباكستان وهو منهم إذ كتب يوم 19/11/2018 على حسابه بموقع تويتر "إن الباكستان ما زالت تبذل دماء من أجل أمريكا بسبب خوضنا حروبا ليست حروبنا. أهدرنا قيم ديننا لجعله يتناسب مع المصالح الأمريكية ودمرنا روحنا السمحة واستبدلنا بها التعصب وعدم التسامح". فلا يوجد أكثر صراحة من هذا الكلام: خاضت الباكستان حربا ليست حربها... وأراقت دماء من أبناء المسلمين لأجل أمريكا... وأهدرت قيم دينها الإسلامي من أجل خدمة المصالح الأمريكية...

 

3- وكذلك الوضع بالنسبة للهند فقد تخاذل أمامها وسكت عن ضمها لكشمير إلا بأعمال تشبه الألعاب النارية، فقلنا في جواب سؤال بتاريخ 18/8/2019 (وعندما أعلنت الهند عن قرارها الأخير بإلغاء الوضع الخاص بكشمير كان موقف الباكستان متخاذلاً أيضاً فلم يتعدَّ التنديد لرفع العتب، فقد أصدرت الخارجية الباكستانية بيانا قالت فيه: "تندد الباكستان بشدة وترفض الإعلان الصادر يوم الاثنين 5/8/2019 من نيودلهي، وأنه لا يمكن لأي إجراء أحادي الجانب من الحكومة الهندية أن يغير الوضع المتنازع عليه وكجزء من هذا النزاع الدولي ستفعل الباكستان كل ما بوسعها للتصدي للإجراءات غير الشرعية"... أ ف ب 5/8/2019"... أي تماماً كما تفعل سلطة عباس والدول العربية حولها حيث ينددون ويحتجون على انتهاكات دولة يهود للقدس في الأرض المباركة فلسطين دون تحريك الجيوش للقتال، وباكستان تكرر الدور نفسه فتندد دون تحريك الجيش للقتال!)

 

4- تعامل مع صندوق البنك الدولي، وهذا الصندوق واقع تحت هيمنة أمريكا، وينفذ سياساتها، وذلك بعد أن صرح ضد التعامل معه في حملته الانتخابية فقد كان قد صرح بأنه (سيقتل نفسه قبل أن يأخذ قرضاً من صندوق النقد الدولي) ثم عاد لنقض ما وعد! وبدأ المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وفي الثالث من تموز/يوليو 2019، وافق صندوق النقد الدولي لباكستان على ترتيب قرض بقيمة 6 مليارات دولار بموجب تسهيل الصندوق الممدد والتابع للمنظمة لمدة 39 شهراً...

 

5- صرح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مذكراً بخدماتهم لأمريكا في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الاثنين 22/7/2019: (أن الاستخبارات الباكستانية قدمت لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) المعلومات التي سمحت لها بالعثور على مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتله. وهذه أول زيارة لبطل الكريكيت السابق إلى البيت الأبيض منذ انتخابه قبل عام في باكستان حيث التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد... القدس العربي، 23/07/2019م)

 

ثالثاً: توتر العلاقة بين عمران وبين قيادة الجيش ومن ثم أمريكا:

 

1- لقد استمر عمران خان خاضعاً لقيادة الجيش ومن ورائه أمريكا نحو ثلاث سنوات من حكمه، وفي أواخر السنة الثالثة توترت العلاقة بينه وبين قائد الجيش باجوا ومن ثم مع أمريكا لدعمها موقف الجيش... فقد رفض عمران الموافقة على مرشح الجيش لمنصب رئيس الاستخبارات العسكرية الفريق أنجوم نديم وعطل الترشيح لفترة طويلة، وهذا أدى لعدم ارتياح في أوساط الجيش... (وسيتولى أنجوم منصبه الجديد بدءا من 20 نوفمبر. وفي 6 أكتوبر الحالي، عين باجوا أنجوم ليحل محل رئيس جهاز الاستخبارات الباكستانية الليفتنانت جنرال فايز حميد. كان أنجوم يشغل منصب قائد فيلق الجيش في مدينة كراتشي الساحلية الجنوبية، وعين باجوا حميد قائدا للفيلق في مدينة بيشاور هذا الشهر. موقع قناة المنار، 27/10/2021). وكان عمران خان يصرح بشكل علني تأييده لقيادة فايز حميد للأمن الداخلي. وهكذا شابت علاقة حكومة عمران بالجيش توترات على إثر تعيين أنجوم مكان فايز حميد خاصة وأن ثمة تكهنات واسعة النطاق بأن خان كان سيُرشِّح حميد ليحل محل قمر جاويد باجوا الذي تنتهي فترته الثانية في منصبه في 2022. وبطبيعة الحال فإن أمريكا هي وراء قائد الجيش ومن ثم كان القرار بالتمهيد لسحب الثقة من عمران خان والبحث عن بديل له. لقد وصلت لعمران خان بعض تلك المعلومات فحاول إصلاح الأمر مع قيادة الجيش فوافق على تعيين أنجوم مكان صديقه فايز حميد، ولكن قيادة الجيش أصرت بدعم أمريكي على إزاحته من رئاسة الوزراء وتعيين غيره! فقد خشي الجيش وأمريكا أن تكون تلك المخالفة لقرار الجيش بادرة تفلت من قرارات الجيش المدعومة من أمريكا، ومن ثم كان الإصرار على إزاحته...

 

رابعاً: لقد انفعل عمران خان وخاصة أنه قدم خدمات كبيرة لأمريكا كما ذكرنا، وكذلك كان طوع بنان قيادة الجيش... وكأنه استبعد أن يعمل الجيش وأمريكا على عزله بعد تلك الخدمات التي قدمها لهم ونسي أو تناسى أن الدول الكافرة لا تسمح لعميلها أن يتنفس خارج هوائها! على كل هو انزعج من ذلك وأطلق تصريحات تجاه أمريكا ولكن بعد فوات الأوان! ومن التصريحات:

 

1- (قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اليوم السبت لمجموعة من الصحفيين الأجانب "التحرك للإطاحة بي هو تدخل سافر من الولايات المتحدة في السياسة الداخلية". يورو نيوز عربية، 2/4/2022). وذكرت وسائل إعلام محلية (أن خان تلقى رسالة من سفير إسلام آباد في واشنطن تتضمن تسجيلاً قال فيه مسؤول أمريكي رفيع المستوى "قيل إنه مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا دونالد لو" إن الولايات المتحدة تشعر بأن العلاقات يمكن أن تكون أفضل إذا غادر خان السلطة. عربي بوست، 3/4/2022).

 

2- في موقف مغاير لموقف واشنطن من روسيا حول هجومها على أوكرانيا، فقد رفض إدانة الهجوم بل وزار موسكو، وظهر بجانب الرئيس الروسي بوتين 24/2/2022 أي في اليوم الأول من بدء روسيا حربها على أوكرانيا، في حين إن قائد الجيش الباكستاني باجوا أدان الهجوم مؤيداً المواقف الأمريكية بشكل صريح، ويخالف تصريحات خان الأخيرة (انتقد قائد الجيش الباكستاني الحرب الروسية على أوكرانيا، داعيا إلى الوقف الفوري لما وصفه بـ"مأساة كبيرة" يتعرض لها بلد أصغر. اللافت، أن انتقاد الجنرال قمر جاويد باجوا، لموسكو، مخالف لما وجهه رئيس وزراء بلاده، عمران خان، الذي دافع عن ضرورة حياد إسلام أباد، تجاه ما يحدث في أوكرانيا، ورفض انتقاد تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الحرة، 2/4/2022).

 

3- في موقف آخر، قال عمران خان: ("لقد كتب سفراء الاتحاد الأوروبي رسالة تطالبنا بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا... أريد أن أسأل عما إذا كنتم قد وجهتم أي رسالة من هذا القبيل إلى الهند". وأضاف: "هل نحن عبيدكم.. نفعل أي شيء تقولونه"؟ وتابع المسؤول الباكستاني قائلاً: "عندما انتهكت الهند القوانين الدولية في كشمير المحتلة، هل قطع أحد منكم العلاقات مع الهند أو أوقف التجارة"؟ العربي الجديد، 7/3/2022).

 

خامساً: وكما قلنا آنفاً فلم يتوقع عمران خان أن تكون كل خدماته للجيش ومن ورائه أمريكا لن تجدي له نفعاً! وكأنه لم يدرك أن من يصل للحكم بدعم الكفار المستعمرين عميلاً لهم فإنه يصبح عندهم كحجر الشطرنج يحركونه كما يشاءون، بل يسقطونه كما يشاءون إذا لم يحقق لهم مصالحهم دون حيد، وهذا ما كان مع عمران خان! فقد ألغت المحكمة العليا في الباكستان يوم 7/4/2022 قرار نائب رئيس البرلمان رفض التصويت على مقترح المعارضة بشأن حجب الثقة على حكومة عمران خان كما ألغت قرار رئيس الجمهورية حل البرلمان يوم 3/4/2022 والتوجه نحو إجراء انتخابات مبكرة بناء على نصيحة رئيس الوزراء عمران خان له، واعتبرت المحكمة ذلك مخالفا للدستور وأن الخطوة ملغاة وباطلة. وطلبت من رئيس البرلمان عقد جلسة للبرلمان يوم 10/4/2022، والتي صوت فيها البرلمان الباكستاني المؤلف من 342 مقعدا بأغلبية 174 صوتا لحجب الثقة عن عمران خان... ومن الواضح أنه في هذه الأحداث، كان الجيش هو الذي يدير الأمور من وراء الكواليس، فلا يتخذ كبار القضاة مثل هذا القرار دون الدعم الكامل من قائد الجيش...

 

سادساً: في اليوم التالي 11/4/2022 اختار البرلمان شهباز شريف رئيساً للوزراء حتى موعد الانتخابات العامة في آب 2023، وشهباز، هو الأخ الأصغر لنواز شريف الذي كان رئيس وزراء باكستان سابقاً، وقد كان شهباز زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية الباكستانية منذ عام 2018، وقد تولى شهباز زعامة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بعد شقيقه نواز الذي أسس الحزب. والتزاماً من شهباز بأن يكون طوع بنان الجيش وأمريكا... ومن ثم دعموه في الانتخاب مكان عمران خان، عليه فقد قام بما يلي:

 

1- بدأ شهباز سياسته وفق ما تريده أمريكا... بدأ بلهجة تصالحية مع الهند وأنه مستعد للحوار بدلا من المواجهة. وفي خطابه الأول قال شهباز شريف: ("إن الباكستان تريد علاقة أفضل مع الهند. ولكن لن يكون هناك سلام دائم دون تسوية وضع كشمير. على رئيس وزراء الهند السماح لنا بحل قضية كشمير وتكريس طاقاتنا لازدهار بلدينا"... سكاي نيوز 14/4/2022). وتجاوب معه رئيس وزراء الهند مودي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي قائلا: ("أهنئ شهباز شريف على انتخابه رئيسا لوزراء باكستان. إن الهند ترغب في السلام والاستقرار وفي منطقة خالية من الإرهاب، حتى نتمكن من التركيز على التنمية لدينا وضمان رفاهية وازدهار شعبنا"). علما بأن رئيس الوزراء الهندي حاقد على الإسلام والمسلمين، ويحرض أتباعه الهندوس على المسلمين في الهند ويقوم بالتضييق عليهم وعدم قبول إقامة المسلمين في بلدهم الهند والتضييق على بناتهم في المدارس في موضوع اللباس الشرعي.

 

2- تذكر الأخبار أن شهباز شريف عرض العمل مع الجنرالات إذا تم انتخابه وذكر أن البلاد في حاجة إلى المضي قدماً وتجاوز الخلافات مع الجيش، وكان من قبل قد انتقد الجيش في انقلابه على شقيقه الأكبر رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف عام 1999. وخاض شهباز شريف الانتخابات فخسرها أمام عمران خان. وفي كانون أول 2019 جمد ديوان المحاسبة 23 عقارا مملوكا للشقيقين ووجهت إليهما تهم بغسل الأموال، وفي أيلول 2020 ألقي القبض على شهباز بتهم التورط بغسل الأموال وقد أطلق سراحه في نيسان 2021 بكفالة. فتصالحه مع الجيش أحد العوامل التي جعلته يصل إلى الحكم.

 

3- وإذا أشرنا إلى مسارعة أمريكا بتهنئة شهباز شريف حيث قال وزير خارجيتها بلينكن: "إن الولايات المتحدة تهنئ رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب حديثا شهباز شريف، ونحن نتطلع لمواصلة تعاوننا القديم مع الحكومة الباكستانية" (سكاي نيوز 14/4/2022) فهذا يؤكد أن أمريكا قد قبلت منه تصالحه مع الجيش وتعهده بتنفيذ سياستها ووافقت على ترتيب فوزه في الوصول إلى الحكم بعد أن كانت قد ضيقت عليه وعلى أخيه نواز والآن وافقت بعدما استعد للعمل معها بشكل تام وتصالح مع الجيش الموالي لها!

 

4- أعلنت الحكومة الجديدة يوم 12/4/2022 أنها "ستشارك بشكل بناء وإيجابي مع الولايات المتحدة لتعزيز الأهداف المشتركة للسلام والأمن والتنمية في المنطقة" وأكد مكتب شهباز شريف علاقاته مع أمريكا فقال بيان المكتب: "نرحب بإعادة تأكيد الولايات المتحدة للعلاقات طويلة الأمد مع الباكستان... نتطلع إلى تعميق هذه العلاقة المهمة على أساس مبادئ المساواة والمصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة"... وقالت بساكي "إن إدارة بايدن تدعم التمسك السلمي بالمبادئ الديمقراطية الدستورية ولا تدعم حزبا سياسيا على حساب آخر في الباكستان.. نحن نقدر تعاوننا الطويل الأمد مع باكستان وننظر دائما إلى باكستان المزدهرة والديمقراطية على أنها حيوية لمصالح الولايات المتحدة.. وإن العلاقات الطويلة والقوية والدائمة ستستمر في ظل الزعماء الجدد في إسلام أباد (صوت أمريكا 12/4/2022).

 

وهذا يؤكد أن أمريكا كانت من وراء سقوط عميلها السابق عمران خان والإتيان بشهباز شريف الذي يعلن بكل صراحة استعداده للعمل مع أمريكا بهمة ونشاط فوق ما كان عليه عمران خان!

 

سابعاً: إن هؤلاء العملاء لا يتعظون ولا يعقلون فإذا أسقطت أمريكا أحدهم فيتسارعون لخطب ودها والاستعداد لتقديم الخدمات لها حتى يصلوا الحكم، فهم لا يتخلون عنها بل يسارعون فيها لتعيدهم مرة أخرى إلى الحكم إذا أسقطتهم! فهي تعرفهم بأنهم أقل من أن يكونوا قادة سياسيين عقائديين بحق، فهم طلاب مناصب لا أكثر. فلم يتعظ شهباز شريف كيف أن أمريكا أسقطت شقيقه أكثر من مرة ومن ثم عوقب هو وإياه بالنفي. فالأمة تحتاج إلى سياسيين عقائديين أصحاب مبدأ، وهو مبدأ الأمة، الإسلام الذي يعالج الأمور كافة بشكل جذري وصحيح، وهم الذين سينقذون الأمة وينهضون بها ويجعلونها دولة عظمى لا دولة خاضعة لأمريكا. والباكستان مؤهلة لتكون نقطة ارتكاز لهذه الدولة العظمى دولة الخلافة الراشدة بإذن الله.

 

﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾

 

الخامس من شوال 1443هـ

2022/05/05م

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن

التاريخ الهجري    6 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 23
التاريخ الميلادي     الجمعة, 06 أيار/مايو 2022 م  

 

 

 بيان صحفي

حتى الإدانة لا يقصد منها النظام الأردني إلا المحافظة على دوره

عندما أصبحت الوصاية همه البديل عن تحرير الأقصى وفلسطين

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/jordan/81914.html

 

أصيب صباح الخميس 2022/5/4م، عشرات الفلسطينيين المرابطين الموجودين في المسجد الأقصى، بالاختناق ورصاص قوات يهود المعدني المغلف بالمطاط، بعد أن قام عشرات المستوطنين ممن ينتمون إلى ما تسمى بـ"جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة"، باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وتصدى لهم عشرات المرابطين بالصلوات والتكبيرات، وعلى إثر ذلك أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين على لسان الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المُبارك/ الحرم القُدسي الشريف تحت حماية الشرطة، وطالب كيان يهود، بصفته القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المُبارك.

 

وإزاء ذلك نبين ما يلي:

 

1- إنه لمن الخزي والعار أن لا يملك من يكافح وينافح ويدعي الحفاظ على الوضع القائم والوصاية على المقدسات الإسلامية إلا تكرار عبارات الإدانة المخزية والمقيتة لاعتداءات يهود الجبناء على المسجد الأقصى، بينما يتصدى لهم المرابطون الأبطال بصدورهم العارية.

 

2- في الوقت الذي تصدر فيه هذه الإدانات لذر الرماد في العيون كانت التنسيقات الأمنية مستمرة بين النظام في الأردن وكيان يهود بعد أن قررت أوقاف القدس قصر الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك على العشر الأواخر من رمضان، رغم تبجح حكومة كيان يهود ومحاولتها التقسيم المكاني والزماني في المسجد الأقصى حسب ادعاء رئيس الحكومة الأردنية.

 

3- يسعى رأس النظام في جهوده للمحافظة على استقرار حكمه من خلال المحافظة على الوضع القائم فيما يسمى بالوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس، للحصول على ضمانة أمريكية لهذه الوصاية، خلال زيارته الحالية لأمريكا، بمساومة ما يقدمه النظام من خدمات لأمريكا، على رأسها وجودها العسكري، وتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي لصندوق النقد الدولي، التي تقتضي استقرار الوضع السياسي والاقتصادي في الأردن.

 

4- رغم الاعتراف بكيان يهود والاتفاقيات التي أبرمها النظام في الأردن معه ومدّه بحبال التمكين الأمني والاقتصادي والسياسي، وفي ظل الانفتاح الخياني والتطبيعي لدول ما يسمى بالاتفاق الإبراهيمي، لا يتوانى كيان يهود عن التلويح بمشاركة دول أخرى فيما يسمى بالوصاية على المقدسات، تجعلها تتنافس على تمتين علاقاتها السياسية والإقليمية معه، بل والتهديد باستقرار الحكم في الأردن.

 

5- لا علاقة البتة بين الوصاية على المقدسات والتي هي تضليل وسراب تبرزه وتتغنى به الأنظمة الخيانية، وبين البديل الحقيقي المتمثل في تحريك الجيوش لتحرير المسجد الأقصى وفلسطين؛ و(الوصاية) إنما هي لامتصاص النقمة الشعبية وخداع الأمة عن تقاعس وتبعية هذه الأنظمة للمستعمر الكافر الأمريكي والبريطاني وربيبتهما دولة يهود، فالوصاية الحقيقية على مقدَّسات الأُمَّة وبلادها، هي للأمَّة نفسها، ولمن ينوب عنها في تطبيق شرع الله؛ الحاكم الذي تبايعه الأمة، فمن يقيم الدِّين سيجاهد أعداء الله من الكافرين والمحتلين لبلاد المسلمين.

 

6- ما زال القانون الدولي والشرعية الدولية هي شرعية الدول الاستعمارية الكبرى وتثبيت مصالحها في بلاد المسلمين، المؤيدة والمحافظة على كيان يهود ومده بالتمكين الأمني والعسكري وتبني مصالحه السياسية، وهو القانون الذي لا يملك حكام البلاد الإسلامية إلا الالتزام والمناورة به، ولا يمكن من خلاله تحرير المسجد الأقصى والقدس وفلسطين ولو بعد عشرات السنين، وإنما يكون ذلك بالحل الشرعي الذي أوجبه الله تعالى على المسلمين وهو تحريك جيوش الأمة بعد توحيدها في دولة إسلامية واحدة، يقودها خليفة المسلمين ويستأصل كيان يهود المسخ من جذوره.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن

التاريخ الهجري    6 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: ح.ت.ي 1443 / 17
التاريخ الميلادي     الجمعة, 06 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

إلى المحتشدين في اليمن: فلسطين لن يحررها إلا الجيوش

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/yemen/81915.html

 

 

خرجت مظاهرات في العاصمة صنعاء وفي محافظات عدة أخرى واقعة تحت سيطرة الحوثيين في آخر جمعة من رمضان، إحياءً لما يسمى بيوم القدس العالمي، حيث أوضحت البيانات التي ألقيت في تلك المظاهرات، أن مواقف الشعب اليمني كانت وستظل مساندة للشعب الفلسطيني إلى جانب أبناء الأمة في الدفاع عن المقدسات ودعم حركات المقاومة الفلسطينية لمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب.

 

وعليه لزاماً علينا بيان الآتي:

 

1- إن استيلاء اليهود على فلسطين بعد قتل وتشريد وإجلاء أهلنا منها يعد من أكبر الكوارث التي تعرضت لها الأمة بعد هدم دولة الخلافة التي على هزالها في أواخر العهد العثماني استطاعت أن تقف سداً منيعاً أمام مخططات الصهيونية العالمية ومن ورائها الغرب الكافر للاستيلاء على فلسطين. فموضوع فلسطين قد شغل البلاد الإسلامية عامة والكافر خاصة، تلك القضية التي لا تخلو صحيفة أو إذاعة من ذكرها منذ دخول عصابات اليهود بمساندة الإنجليز والفرنسيين في عشرينات القرن الماضي وإلى اليوم، لم يتعدّ الحديث عنها إلا عقد المؤتمرات والمسيرات والدوران في الحلقة الفارغة.

 

2- إن واقع قضية فلسطين أنها قضية المسلمين جميعاً وهي أرض مغتصبة من بلاد المسلمين على يد الكافر المستعمر، فقد فتحها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وحررها صلاح الدين الأيوبي، وهي اليوم تنتظر من يحررها من رجس يهود.

 

3- إن واجب المسلمين إرجاعها إلى ديار الإسلام، وبالتالي معرفة معالجتها، وحلها حلاً جذرياً صحيحاً بالإسلام، والمتمثل في جيش إسلامي يرفع راية الجهاد ويدك حصون يهود دكاً، أما الشعارات والمؤتمرات والمسيرات والوقوف على أبواب المساجد لطلب المال من المسلمين فلن يحررها، فينبغي أن يكون واضحاً وثابتاً أن قضية فلسطين هي قضية إسلامية؛ مرجعية حلها إلى شرع ربنا وما سواه باطل، ويقع على عاتق الأمة الإسلامية، وبخاصة الجيوش تحريرها بالجهاد في سبيل الله، وليس بالمفاوضات العبثية، ودعوات التطبيع التي يقودها عباس، وحكام أنظمة الضرار في بلاد المسلمين.

 

4- إن الدعوة لمثل هذه المسيرات لتذكير المسلمين بيوم القدس فكرة بدأت من إيران ومن لف لفيفها، ومنذ انطلاق دعوة المسيرات ليوم القدس العالمي، لم نر صاروخاً يطلق على يهود! فعجباً ممن سموا أنفسهم محور المقاومة، فكل أعمالهم ذر للرماد في العيون، فقد شبعت الأمة عامة وأهلنا في فلسطين خاصة من الشعارات، فنريد عملاً يُنسي يهود وساوس الشيطان.

 

5- لقد فضحت قضية فلسطين كل الحكام السابقين والحاليين، فقد تعروا على أسوارها، فلم يكتفوا ببيعها بل هرولوا نحو التطبيع مع يهود، فها هم سفهاء الخليج عند نعال يهود مطبعين، فيجب أن يُكنس كل الحكام في بلاد المسلمين، وتحل محلهم دولةٌ إسلامية تجمع المسلمين وتحمي بيضة الإسلام بجيشها الواحد وإمامها الواحد الذي يكون من أُولى مهامه وصل ما انقطع من بلاد المسلمين. وما دام إرجاع فلسطين إلى سلطان الإسلام أمراً واجباً، فهذا يقتضي العمل لإقامة دولة الإسلام لأن هذا واجبها، فالقاعدة الشرعية "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". ولذلك فالمطلوب اليوم من المسلمين ومن قبلهم الحركات الإسلامية، العمل بأقصى سرعة وبأقصى طاقة لإزالة هؤلاء الحكام وتنصيب خليفة للمسلمين يحكمهم بما أنزل الله ويخلصهم من هذا الذل الذي أنزله بهم يهود أذل شعوب الأرض على الله بالتواطؤ مع حكام المسلمين، وإن حزب التحرير يدعوكم لهذا.

 

6- إن القوى الدولية تتلاعب في قضايا الأمة - ومنها قضية فلسطين - وتتقاذفها فيما بينها ضمن صراعات المصالح والنفوذ، وإن هذا سينتهي عما قريب بإذن الله تعالى في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي أظل زمانها، وبان هلالها، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    1 من شوال 1443هـ  
التاريخ الميلادي     الأحد, 01 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

حزب التحرير/ بريطانيا يحتج على التدخل الأمريكي في السياسة الباكستانية

 

(مترجم)

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/britain/81924.html

 

سينظم شباب حزب التحرير في بريطانيا خارج مقر المفوضية الباكستانية العليا في لندن الساعة 2:30 من بعد ظهر يوم السبت 7 أيار/مايو، احتجاجا على تدخل أمريكا في السياسة الباكستانية بعنوان "الاستقلال وليس التدخل - أوقفوا تدخل الولايات المتحدة والتطبيع مع الهند".

 

سيتناول المتحدثون الواقع المأساوي للتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية والخارجية لباكستان، بحيث يقررون بشكل فعال من سيدير البلاد، وما هي سياستها الاقتصادية، وما إذا كان ينبغي الدفاع عن كشمير أو التخلي عنها حسب برنامجها للتطبيع مع الهند.

 

يجب على المسلمين في بريطانيا أن يُسمعوا أصواتهم بأنهم يرفضون التدخل الأمريكي واستسلام البلاد الإسلامية للنظام الهندي القومي المتطرف بأمر من أمريكا، والتي لا تخدم أهل باكستان ولا تعزز المشروع الإسلامي لتقديم الإسلام إلى العالم.

 

﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير

في بريطانيا

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
السويد

التاريخ الهجري    6 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 05
التاريخ الميلادي     الجمعة, 06 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

إغلاق المدارس الإسلامية الخاصّة يستهدف هويّة المسلمين

(مترجم)

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/sweden3/81979.html

 

 

يوم الخميس، أفادت صحف داجنز نيهتر وجوتيبورجس بوستن وأفتون بلادت أنّ مفتشية المدارس السويدية ألغت تصاريح مدرستين خاصتين إسلاميتين بعد تحذير من خدمة الأمن السويدية بأن التلاميذ معرّضون لخطر التطرّف من جهة المبدأ الإسلامي. ويؤثر هذا القرار على نحو 300 طفل.

 

ليست هذه هي المرة الأولى التي تلغي فيها هيئة التفتيش على المدارس السويدية ترخيص المدارس الإسلامية الخاصّة وبالتالي إغلاقها. فمنذ وقت ليس ببعيد، تقرر إغلاق مدرسة الأزهر في فالينجبي، وقبل ذلك تم سحب تصريح روموسيسكولان في جوتنبرغ، حدث هذا على الرّغم من انتقادات مكتب التفتيش في المدينة لمعاملة السياسيين لروموسيسكولان وحكم المحكمة بأن المدرسة يمكن أن تستمر في العمل. وذكرت المحكمة الإدارية أن "قرار مفتشية المدارس تدخلي للغاية وله عواقب بعيدة المدى على المدير وكذلك على الأطفال أو التلاميذ". وقبل ذلك، تعرّضت عشرات المدارس الخاصة الإسلامية للتشهير ثم أُجبرت على الإغلاق، وعلى الرغم من الانتقادات، استمرت حملة القمع على المدارس الإسلامية، والآن أُجبرت مدرستان أخريان على الإغلاق، وأجبر 300 تلميذ على تغيير مدارسهم.

 

إن إغلاق المدارس الخاصة الإسلامية ليس قراراً تعليمياً قائماً على النتائج السيئة أو أوجه القصور في التدريس، ولكنه قرار سياسي بدوافع معادية للإسلام. تم انتقاد مدارس أخرى مثل مدرسة كريستيان إمانويل لسوء معاملتها لقضايا التعددية الجنسية "LGBT" ولإساءة معاملة أشخاص ذوي تعددية جنسية "LGBT" في المدرسة، لكن هذا لم يؤدّ إلى مطاردة ساحرة ضد المدرسة ولم يتمّ سحب ترخيصها.

 

هوس الأحزاب السياسية والسياسيين بالإسلام، والخوف من تقدم الإسلام، والاشمئزاز من تمسّك المسلمين بالإسلام يدفعهم إلى معركة خاسرة ضدّ الإسلام، حيث يشكّل إغلاق المدارس الإسلامية أحد أهداف الكثيرين من هذه الأحزاب. أراد الاشتراكيون الديمقراطيون إغلاق المدارس الخاصة للمسلمين ولكن ليس المدارس اليهودية. قالت وزيرة التعليم السويدية، آنا إيكستروم، فيما يتعلق بإغلاق المدارس الإسلامية "نريد أن ندرك حقيقة أن الأطفال والتلاميذ يتلقون تعليمهم في مدارس تزداد تنوعاً". ووفقاً لإكستروم، "لقد رأينا حالات من التمييز المنهجي بين الجنسين وآراء لا تنتمي إلى المدارس السويدية". وبالتالي، فإن الدافع وراء إغلاق المدارس الإسلامية هو غسل أدمغة الأطفال المسلمين وعلمنتهم من خلال إلقائهم في المدارس البلدية حيث يمكن تعليمهم على قدم المساواة مع القيم التي تنتمي إلى المدارس السويدية. لهذا السبب وصف أكسل دارفيك (يساري)، مفوض البلدية في مجلس مدينة جوتنبرغ، قرار إغلاق مدرسة روموس بأنه "ممتع للأطفال" وقال إن أطفال روموس سيكون لديهم الآن "فرصة حقيقية للاندماج في اللغة السويدية والمجتمع".

 

لطالما قلنا إن الاندماج هو أداة لمحو هوية المسلمين ودمج الأطفال بالقوة في القيم العلمانية. الاندماج لا يتعلق باللغة والعمل، يجب على المسلم أن يكون إيجابياً ويساهم بفاعلية في المجتمع مع الحفاظ على هويته الإسلامية. لكن الاندماج اليوم يعني التخلي عن قيم المرء والاندماج في المجتمع وقيمه. إذا لم تكن مندمجاً، فأنت متطرف، وهو اتّهام غير محدد ويعني عملياً عدم اعتناق القيم العلمانية. هذا هو السبب في أن جهاز الأمن السويدي حذّر من أن الأطفال معرّضون لخطر التطرف من المبدأ الإسلامي. ما يعنيه ذلك حقاً هو أن الأطفال تتم تربيتهم وفقاً للإسلام. هوس الحكومة بمحاربة القيم الإسلامية دفعها إلى منح الشرطة سلطة إغلاق المزيد من المدارس، حتى بدون دليل. كتب مورجان جوهانسون، وزير العدل، وميكائيل دامبرج، وزير الداخلية السابق، في مقال رأي حول DN في عام 2020 أن العمل المكثف الذي قامت به شرطة الأمن قد أدّى إلى إغلاق 5 مدارس ودافعوا عن هذه الجهود بقولهم "إغلاق المدارس أنقذ المئات من التطرف".

 

لذلك ينبغي فهم إغلاق المدارس الإسلامية الخاصة في هذا السياق حيث يتعرض الإسلام للهجوم باستمرار وتتعرض القيم الإسلامية للإشكاليات. لا فرق جوهري بين إغلاق المدارس وحرق القرآن أو اختطاف السوسيال للأطفال المسلمين، إنها مجرد أدوات مختلفة في صندوق أدوات سياسة الاستيعاب.

 

إلى أصدقائنا الإنسانيين من غير المسلمين:

إن كراهية السياسيين للإسلام قد دفعتهم إلى تقويض قيمكم ومبادئكم في محاربة الإسلام. حيث يمكن للجميع أن يتمتعوا بحرية الرأي باستثناء المسلمين، ويجب على الجميع الحفاظ على قيمهم باستثناء المسلمين. أراد نيامكو سابوني أن يكون لدى اللاجئين من أوكرانيا مدارسهم الخاصة مع مناهجهم الخاصة بينما لا يُسمح للمسلمين بالحصول على مدارس بمنهج سويدي. إن سياسة الإسلاموفوبيا ستؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى سقوط المجتمع إذا سُمح لها بالاستمرار في التلاعب بمبادئ المجتمع. يمكن للمسلمين أن يفعلوا كل شيء بشكل صحيح ويفوزوا في المحاكم، لكن السياسيين بعد ذلك يسحبون ورقتهم الرابحة في الحفرة، جهاز الأمن السويدي، بأدلة سرية واتهامات كاسحة حيث الاتهام هو الدليل الذي لا يمكننا مواجهته. في عام 2019، اعتقلت سابو 5 أئمة دون تقديم أي دليل وحكمت عليهم بالترحيل، هل هكذا يجب أن تكون السويد؟ دولة بوليسية بدون سيادة القانون؟!

 

أعزائي المسلمين:

إن لكم في رسول الله محمد ﷺ أسوة حسنة عندما كان عليه أيضاً تحمل الاضطهاد والتهديد بسبب الإسلام. اقتدوا به واحموا أنفسكم وأبناءكم بالإسلام، بدراسة الإسلام عقائدياً، والدعوة إليه، وتقديم حلول الإسلام للعالم. عندها فقط يمكننا أن نحصن أنفسنا ضد الاندماج، والثقة بقدرة الإسلام على حلّ مشاكل الإنسان وحملها للبشرية.

 

إلى الأحزاب السياسية والسياسيين:

أنتم تعلمون أن مبدأكم يتدهور ونفهم أنكم تحاولون صرف الانتباه عن فشلكم وعن زوالكم بمهاجمة الإسلام. لكن معركتكم الحمقاء ضد الإسلام لن تؤدي إلاّ إلى تسريع سقوطكم، ولن تنجحوا أبداً في محو الإسلام من قلوب المسلمين، لأننا نحمل قيماً حقيقية ليست للبيع.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في السّويد

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

الاستفادة من "عصر المعلومات"

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/pakistan/81997.html

 

 

يُطلق على العصر الحاضر "عصر المعلومات"؛ لأنَّ ﺍﻟﻣﻌﻠﻭﻣﺔ هي ﺍﻟﻣﺣﺭﻙ ﺍلأﺳﺎﺳﻲ الذي يتحكم في السياسة والاقتصاد وغيره، وتلعبُ وسائل الإعلام الخاصة (المطبوعة والإلكترونية) دوراً رئيسياً في عرض المعلومات التي تُمكّنها من تشكيل آراء الناس العامة، وفي الوقت نفسه تعتمد وسائل الإعلام الخاصة على توجيهات الدولة فيما يتعلق ببعض الأمور، مثل المبادئ المتعلقة بالمسائل الأمنية وفضح خطط الاستعمار. لذلك يجب على دولة الخلافة دعم وسائل الإعلام بقوة وقيادتها للعبِ دورها في رعاية شئون الناس، ونشرِ الدعوة الإسلامية إلى مختلف بقاع الأرض، ولأنَّ المعلومات من المسائل المهمة للدولة والدعوة إلى الإسلام، فإنَّ وسائل الإعلام ستتصل مباشرةً بالخليفة كجهاز مستقل عن أجهزة دولة الخلافة، كغيره من الأجهزة من مثل جهاز القضاء ومجلس الأمة.

 

وسائل الإعلام في الوقت الراهن، والاعتبارات السياسية

 

في الوقت الراهن، وبدلاً من كشف خطط الاستعمار ومحاسبة الحكام، يقوم الخونة في القيادة الباكستانية بالضغط على وسائل الإعلام الخاصة لدعم تنفيذ الخطط الغربية والتستر على خياناتهم، من خلال الابتزاز المالي بحرمان المؤسسات الإعلامية من القروض أو المنح ومن الدعايات الحكومية، ومن خلال نشر جموعٍ من موظّفي الأجهزة الأمنية لتهديد أصحاب وسائل الإعلام الخاصة والصحفيين العاملين فيها وتخويفهم، حتى أُجبِر أكثرُ الإعلاميين صدقاً وصراحةً على كتم وجهات نظرهم، وتمييع الحقائق التي يقدمونها، أو حتى اللجوء إلى المنفى الاختياري. أمّا بالنسبة للإعلام الحكومي فإنَّ الخونة يستخدمونه كأبواق لهم لتأمين المصالح الأمريكية في البلاد، ونتيجة لذلك، ومع مرور الوقت، فقدت وسائل الإعلام الحكومية ووسائل الإعلام الخاصة مصداقيتها عند الناس، حتى اقتصر الناس في أخذهم للأخبار وتشكيلهم لآرائهم على وسائل التواصل الإلكترونية.

 

فيما يتعلق بنشر القيم، فإنَّ الخونة قد وجدوا في الإعلام وسيلةً مناسبةً لإغراقِ المجتمع في القيم المادية الفاسدة المستوردة من الغرب، ولتشجيع انتهاك أوامر الله سبحانه وتعالى، وإقامة علاقات غير مشروعة بين الجنسين وخلع رداء العفة، وكل ذلك باسم الحرية! ومنذ عهد مشرف والمستوى الأخلاقي لوسائل الإعلام ينحطُّ في المجتمع، إلى درجة تعرضت فيها وسائل الإعلام المحافظة إلى النبذ والمقاطعة.

 

النواحي الشرعية في إنشاء وسائل إعلامٍ ممنهجةٍ على أساسٍ قويّ

 

سوف تشرف دولة الخلافة على وسائل الإعلام الخاصة والحكومية وتدعمها حتى تتمكن من لعب دورٍ حيويٍّ في السعي لهيمنة الإسلام على العالم بأسره؛ فدور وسائل الإعلام الرئيسي هو تقديم الإسلام للعالم بشكل قويِّ ولافتٍ للنظر، واستمالة الشعوب للدخول في الإسلام بعد دراسته والتمعن فيه، إضافة إلى ذلك فللإعلام دورٌ مهمٌ في تسهيل عملية ضمِّ البلدان الإسلامية تحت راية الخلافة.

 

كما ستهتم وسائل الإعلام (الحكومية والخاصة) بعرض الثقافةِ الإسلاميةِ المتعلقة بمختلف جوانب الحياة، ليكون النَّاس على بيّنةٍ من أمرهم، وستعمل وسائل الإعلام على فضح خطط الدول الاستعمارية التي استغلّت الناس وأغرقتهم في الذلّ والهوان، وفضح مبادئ وسياسات البلدان الّتي دمرت العالم ودعمت الصراعات في البلدان النامية وأشعلت الحروب الأهلية فيها لتأمين سيطرتها عليها.

 

أمّا دولياً، فإنَّ وسائلَ الإعلام ستبيّن حقيقة الدولة الإسلامية باعتبارها القيادة الفكرية المُثلى للبشرية جمعاء، وباعتبارها المشعل الذي يضيء طريق البشرية المظلومة من قبل الأنظمة الوضعية، ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَـدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾.

 

الإشراف على وسائل الإعلام

 

إنَّ الإعداد والخبرة الواسعة لدى حزب التحرير يُمكّنه من الحكم بالإسلام في كافّة الميادين، فلدى حزب التحرير رؤيةٌ واضحةٌ تُؤهله للإشراف على وسائل الإعلام، وإدارة شئونها، ولديه الآن شبكةٌ عالميةٌ واسعةٌ من المكاتبِ الإعلامية منتشرةٌ في مختلف أنحاء العالم الإسلامي وغير الإسلامي، حيث توفّر هذه المكاتب لوسائل الإعلام المعلومات عن نشاطات الحزب، ووجهات نظره في مختلف المسائل، ولقد أنتجت هذه المكاتب وتبنّت مجموعةً واسعةً من الأساليب الإعلامية والثقافية، وقامت بإصدار أشرطةٍ مصورةٍ ومجلاتٍ وصحفٍ، وأنشأت العديد من المواقع الإلكترونية... وستستمر هذه المكاتب في العمل بالزخم نفسه بعد قيام دولة الخلافة الراشدة.

 

لقد تبنّى حزب التحرير في مقدمته للدستور، في المادة رقم 103: "جهاز الإعلام دائرة تتولى وضع السياسة الإعلامية للدولة لخدمة مصلحة الإسلام والمسلمين، وتنفيذها، في الداخل لبناء مجتمع إسلامي قوي متماسك، ينفي خبثه وينصع طيبه، وفي الخارج: لعرض الإسلام في السلم والحرب عرضاً يبين عظمة الإسلام وعدله وقوة جنده، ويبيّن فساد النظام الوضعي وظلمه وهزال جنده".

 

كما وردَ في كتاب "أجهزة دولة الخلافة" أنَّه عند إقامة دولة الخلافة "سيصدر قانون يبيّن الخطوط العريضة للسياسة الإعلامية للدولة وفق الأحكام الشرعية، تسير بموجبها الدولة لخدمة مصلحة الإسلام والمسلمين، وبناء مجتمع إسلامي قوي متماسك، معتصم بحبل الله، يشع الخير منه وفيه، لا مكان فيه لأفكار فاسدة مفسدة، ولا لثقافات ضالة مضللة، مجتمع إسلامي ينفي خبثه، وينصع طيبه، ويسبح لله رب العالمين".

 

إنَّ أمير حزب التحرير (العالم الجليل الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة) كان - بالإضافةً إلى العديد من المسؤوليات التي تولّاها في الحزب على مدى عقود من الزمن - الناطقَ الرسميَّ باسم حزب التحرير في الأردن، أي إنّ لدى الشيخ عطاء بن خليل (حفظه الله) خبرةً ومعرفةً وثيقةً بالعمل في وسائل الإعلام، التي تُمكنه من الإشراف بكفاءةٍ على وسائل الإعلام المختلفة كخليفةٍ للمسلمين بإذنِ الله.

 

ستقوم دولة الخلافة بدعم وسائل الإعلام الخاصة على نطاقٍ واسعٍ وتوجيهها، كما ستقيّد عرض وسائل الإعلام للأخبار والأفلام الوثائقية المختلفة وعرضها للشئون الجارية، تقيد ذلك كله بالأحكام الشرعية؛ وسيتمّ التحقق من تقيُّد المنظّمات ووسائل الإعلام بالأحكام الشرعية والنظام الاجتماعي خلال نشرها للمعلومات.

 

أمّا بالنسبة لوسائل الإعلام الخاصة فواقعها أنّها مؤسسةٌ تجاريةٌ مؤهلةٌ للحصول على الخدمات المصرفية والتسهيلات الائتمانية من بيت مال الدولة مثلها مثل باقي الشركات التجارية الأخرى؛ فمن المعلوم أنَّ بعض الأمور الإعلامية - كإنشاءِ استوديوهات تلفزيونية وصحافية - تتطلب نفقات عالية، لذلك فإنَّ وسائل الإعلام ستكون بحاجةٍ إلى المساعدة على شكل منحٍ أو قروض غير ربوية.

 

إنَّ أيَّ إعلانٍ صادرٍ عن مؤسسات الدولة أو مؤسسات الممتلكات العامة يُمنح لوسائل الإعلام من دون امتيازات خاصة أو اعتبار للمحسوبية أو المحاباة، وسيتمّ تحديد المساحة أو الوقت الذي ستخصّصه الدولة لرسائل الخدمة العامة - ولا تتجاوزها إلا في حالات الطوارئ - لضمان السهولة واليسر في أداء وسائل الإعلام، وستنظِّم الدولة تخصيصَ تردداتٍ لبثّ وسائل الإعلام الإلكترونية، وستنظّم المنشورات المطبوعة حتى لا تتكرر أسماء المطبوعات، وكل هذه الوظائف تتطلب من إدارة وسائل الإعلام أن تكون مركزية.

 

لقد تبنّى حزب التحرير في مقدمته للدستور، في المادة رقم 104: "لا تحتاج وسائل الإعلام التي يحمل أصحابها تابعية الدولة إلى ترخيص، بل فقط إلى (علم وخبر) يرسل إلى دائرة الإعلام، يُعلم الدائرة عن وسيلة الإعلام التي أنشئت. ويكون صاحب وسيلة الإعلام ومحرروها مسئولين عن كل مادة إعلامية ينشرونها ويحاسَبون على أية مخالفة شرعية كأي فرد من أفراد الرعية".

 

المسائل الأمنية

 

أمّا فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، فإنَّ على وسائل الإعلام التقيّد بنشر المعلومات التي تصدر من قبل الخليفة بخصوص المسائل المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالدولة كما هي بدون أيّ تغيير، مثل المسائل العسكرية ومتعلّقاتها، وأخبار التحركات العسكرية، وسير المعارك، والصناعات العسكرية...

 

التاريخ الهجري: 10 من شوال 1443هـ
التاريخ الميلادي: الثلاثاء, 10 أيار/مايو 2022م

حزب التحرير
ولاية باكستان

 
Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    10 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 62
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 10 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

التضخم يكسر الرقم القياسي في ظل الديمقراطية، ومع تغّير وجوه النظام لا يتغيّر بؤس الناس

بينما سياسة العملة الإسلامية للخلافة القائمة قريبا بإذن الله ستقضي على التضخم

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/pakistan/82011.html

 

ما الفارق الذي تحقق في معاناة الناس بعد ذهاب حكومة باجوا/ عمران وقدوم حكومة باجوا/ شريف؟ وبصرف النظر عن أعلى معدل للتضخم الذي تمر فيه البلاد في عامين ونصف، ما الذي ربحه الناس أيضاً في غضون شهر من التغييرات الأخيرة من اللصوص والمرتدين الذين حوّلوا الاقتصاد الباكستاني إلى بقرة حلوب مربحة لمافيا الربا؟ وفور شطب اسم وزير المالية من قائمة عدم السماح له بالسفر، إلى أي وجهة ذهب مسرعا؟ أليس صندوق النقد الدولي هو المؤسسة الاستعمارية نفسها التي دمرت خططها السامة الاقتصاد الباكستاني في 21 مرة من قبل؟ سواء أكانت تلك الخطط في ظل حكومة باجوا/ عمران أو حكومة باجوا/ شريف، فإن السياسات في ظل الديمقراطية تظل كما هي، فالسم البطيء المعطى باسم العلاج هو السم الزعاف نفسه، كما أن إملاءات النظام الرأسمالي وصندوق النقد الدولي هي نفسها، فكيف يمكن لأي عاقل أن يتوقع نتيجة مختلفة في ظل الديمقراطية؟! وحتى لو سُمح لعمران خان بالبقاء في الحكم، فلن يكون هناك تغيير.

 

إن التضخم هو سمة دائمة لهذا النظام الرأسمالي، لأن بنك الدولة الباكستاني يوسّع باستمرار العملة الورقية المتداولة، ويخلق الائتمان من خلال أدوات الدين مقارنة بالسلع والأصول، ومن خلال عمليات طباعة النقود، والاحتياطي المصرفي الجزئي، وتمويل النفقات الزائدة من خلال سندات الخزانة بربا، فهذه الآليات الرأسمالية الدائمة هي التي تتحد في إحداث فيضان عارم يغرق الناس في التضخم.

 

إنّ السياسة الإسلامية الثورية للعملة، في ظل الخلافة القائمة قريبا بإذن الله، هي التي ستقضي على التضخم، ولن تصدر الخلافة سوى العملة المدعومة بالذهب والفضة، وبالتالي ستقضي على التضخم الناجم عن طباعة العملات الورقية التي تعتمد على الأصول والسلع، وسيؤدي إلغاء القروض الربوية إلى القضاء على النظام المصرفي الاحتياطي الجزئي، ما يوجد الاستقرار والانضباط المالي في تحصيل الإيرادات والنفقات، وسيؤدي إلغاء الربا أيضاً إلى تحرير باكستان من المدفوعات الربوية التي أصبحت الآن أكثر من نصف إجمالي الضرائب المحصّلة، كما ستنهي الخلافة الاحتكار والتكتلات في الواردات، وهذا هو التغيير الوحيد الذي سيضع نهاية للتضخم الذي يكسر ظهور الناس، وقد وضع حزب التحرير بالفعل سياسات مفصلة في هذا الصدد للتنفيذ، ويطالب شعب باكستان بالتوقف عن تحمل نظام الكفر الديمقراطي وهو صامت، وأن يتقدم لدعم مشروع الخلافة على منهاج النبوة من أجل إحداث التغيير الحقيقي.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان

Edited by صوت الخلافة
Link to comment
Share on other sites

 
المكتب الإعــلامي
ولاية الأردن
التاريخ الهجري    15 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 24
التاريخ الميلادي     الأحد, 15 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

لقاء الملك مع بايدن تكريس لاستمرار الهيمنة الاستعمارية الأمريكية على الأردن بمقابل السعي لاستقرار وجودي للنظام بخيط الوصاية

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/pakistan/82011.html

 

 

جاء في بيان للبيت الأبيض يوم الجمعة 2022/05/13، "أن الرئيس بايدن التقى اليوم بالملك عبد الله الثاني ملك الأردن وأكد الصداقة الوثيقة والدائمة بين الولايات المتحدة والأردن، وأن الأردن حليف مهم ويشكل قوّة دفع لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وجدّد الرئيس دعمه القوي لحلّ الدولتين للصراع (الإسرائيلي)-الفلسطيني وأشار إلى ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف/ جبل الهيكل. كما أشاد الرئيس بالدور الحاسم للمملكة الأردنية الهاشمية كوصي على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس".

 

وسبق هذا اللقاء الذي استمر الساعة لقاءات عدة عقدها الملك عبد الله الثاني منذ بدء زيارته للولايات المتحدة مع أركان الإدارة الأمريكية وقيادات الكونجرس وأعضاء لجان العلاقات الخارجية، والمخصصات، والخدمات العسكرية، في مجلس الشيوخ، إضافة إلى لجنتي الخدمات العسكرية والشؤون الخارجية، واللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة في مجلس النواب.

 

وقد سبق هذه الزيارة التوتر والتصعيد من كيان يهود واعتداءات قطعان المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك والضفة الغربية، رغم لقاءات الملك مع زعماء يهود وعباس في محاولات للتهدئة والحفاظ على الوضع القائم والتي باءت بالفشل إلى الحد الذي بات زعماء يهود يهددون بتقويض الوصاية الهاشمية رغم التنسيق الأمني والاقتصادي بينهما والذي لم ينقطع يوما ما، فكانت زيارة الملك للولايات المتحدة، ولقاءاته مع أركان الدولة العميقة من وزراء الدفاع والأمن القومي والعسكريين ورئيسة مجلس النواب ولجان الكونغرس على أعلى مستوى.

 

كما التقى مع قائد أركان القوات المركزية الأمريكية ورئيس أركان القوات الخاصة في الجيش الأمريكي شخصياً دون حضور أي مسئول أردني آخر، ما ينبئ بوجود مطالب أمريكية عسكرية جديدة خاصة تمهد لفترة قادمة من استقرار في الحكم حسب تلك المطالب والاستجابة لها، والتقى الملك رجال الوسط السياسي الأمريكي أصحاب التأثير، لشرح أهمية الدور الذي يقوم به ويقدمه النظام في الأردن للحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة، في محاولة لكسب التأييد ودعم الاستقرار السياسي للنظام في الأردن، وضمان موقف مؤيد للحفاظ على دوره فيما يسمى بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية التي أشاد بها الرئيس الأمريكي في بيان البيت الأبيض، ويجري أيضاً التفاوض على "مذكرة تفاهم" جديدة تبدأ العام القادم، للمساعدات الأمريكية بين أمريكا والأردن على ضوء المطالب والتنازلات الاستراتيجية الاقتصادية والعسكرية والأمنية التي تم التفاهم عليها خلال لقاءات الملك مع أركان الإدارة الأمريكية، حيث تنتهي القديمة العام الحالي.

 

ورغم الاتفاقية العسكرية في العام الماضي والقواعد والامتيازات العسكرية التي منحها النظام للإدارة الأمريكية وأركانها، يبقى الجانب السياسي في الرضا الأمريكي للمحافظة على بقاء النظام على وضعه القائم معلقاً وفقاً لتداعيات الصراع الاستعماري لصاحبة التبعية السياسية البريطانية ومصالحها منذ وجود النظام الهاشمي ومصالح الولايات المتحدة صاحبة النفوذ الاقتصادي الأمني والعسكري، عن طريق أدواتها في صندوق النقد الدولي ومساعداتها المالية والديون الفلكية، بل والاتفاقيات والقواعد العسكرية التي فتحت البلاد لها واستباحت سماءها وأرضها، وهي تلوح عن طريق الظل الأمريكي والإعلامي ومن وقت لآخر بسوط الإصلاحات السياسية والاقتصادية، في الأردن ومحاربة الفساد وحرية التعبير والصحافة وبذخ النظام وأرصدته في الخارج.

 

أيها الأهل في الأردن.. أيها المسلمون

 

لم يعد يخفى عليكم أن حكامكم الذين نصبهم المستعمر الغربي الكافر لا يخلصون لكم سواء في رعاية شؤونكم والحفاظ على مصالحكم، أو الذود عن بلادكم التي استبيحت ثرواتها وأراضيها لصالح أعدائكم، بل هم يعملون لتحقيق مصالحهم للمحافظة على كراسي حكمهم، وإفقار بلادهم ولا يهمهم المسجد الأقصى ولا فلسطين ولا حتى البلاد التي يحكمونها إلا بالقدر الذي يضمن لهم بقاءهم في الحكم والدوران مع تحقيق مصالح أمريكا وبريطانيا والغرب، وهم أعداؤكم الذين استباحوا دماءكم منذ أن هدمت دولتكم دولة الخلافة، فبات كيان يهود الجبان يقتل ويدمر ويعربد بفضل الهوان والذل الذي انحط إليه حكامكم بتمتين علاقاتهم التطبيعية والأمنية والسياسية معه.

 

إن الخروج من هذا الذل واستعادة الأمة كرامتها وعزتها اللتين عاشتهما لمئات السنين وتحرير بلادها المحتلة، وقطع يد المستعمرين عن سرقة مقدراتها لا يمكن أن يكون إلا بعودة الدولة التي حققت لها كل ذلك؛ دولة الخلافة التي تحرك وتقود جيوشها لتحرير كل فلسطين، بل وكل بلاد المسلمين المحتلة، وهو أمر يسير بإذن الله على أمة تتوق للشهادة في سبيل الله.

 

﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    14 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 63
التاريخ الميلادي     السبت, 14 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

مع انهيار الروبية وارتفاع التضخم، تسببت السياسات الرأسمالية الديمقراطية بوضع الاقتصاد في غرفة العناية المركزة

والخلافة وحدها هي التي ستبني اقتصاداً مستقلاً من خلال تبني سياسات شرعية

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/pakistan/82063.html

 

 

لا يمكن لأمة مستقلة أن تولد من رحم سياسات وأنظمة اقتصادية قائمة على العبودية، وما هي نتيجة سبعين عاما من الاستعباد الديمقراطي والسياسات الرأسمالية في باكستان؟ والجواب هو أنه عندما يرتفع السعر العالمي للنفط، يبدأ الاقتصاد في التعثر والارتباك والمماطلة، وعندما يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الربا، يبدأ الدولار في الارتفاع، بينما تنخفض الروبية، وعندما تتم تسوية صفقة الغاز الوطني المسال بمعدل أعلى، يقع الاقتصاد في أزمة، وعندما تخوض روسيا وأوكرانيا الحرب، يصبح الطعام باهظ الثمن ولا يستطيع عامة الناس تحمل أسعاره، لذلك نسأل أي نوع من الاقتصاد هذا، وهو دائماً على جهاز التنفس الصناعي، ويعاني الناس من الجوع وبطونهم فارغة، وفي الحر الشديد يعيشون بدون كهرباء ولا يستطيعون النوم ليلاً؟! وعلاوة على ذلك، فإن حكام باكستان الديمقراطيين مستعدون دائماً لتنفيذ وصفات صندوق النقد الدولي نفسها التي دفعت باكستان إلى غرف الإنعاش في المقام الأول، وقد طبّق هؤلاء الحكام وصفات صندوق النقد الدولي المدمرة 21 مرة من قبل، ما أدى إلى الاعتماد الكامل على الغرب وتبخر أي فكرة عن السيادة.

 

لا يمكن لأمة مستقلة أن تولد من رحم العبودية، وسيعاني الاقتصاد الباكستاني المعتمد على الاستيراد على الدوام من أزمة الدولار، والتي نص صندوق النقد الدولي على اتخاذ تدابير لخنق النشاط الاقتصادي من أجل تقليص الواردات، وبالتالي الحد من أزمة الدولار وعجز في الحساب الجاري، ومع ذلك، فإن الوصفة المطلوبة هي استبدال الواردات، وسياسات التصنيع قصيرة وطويلة الأجل لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوحيد المناطق الإسلامية الغنية بالطاقة في دولة واحدة كبيرة. الخلافة وحدها يمكن أن تقدّم الوصفة المطلوبة، بينما يكرس الحكام الديمقراطيون دائماً العبودية للغرب، وستكون باكستان المعتمدة على التصدير دائماً على استعداد للتنازل عن سيادتها، والتخلي حتى عن حماية حرمات النبي محمد ﷺ مقابل "امتيازات" اقتصادية من الغرب، ولا يمكن لاقتصاد دولة مستقلة أن يعتمد أبداً على الصادرات إلى الغرب الصليبي. إنّ الخلافة وحدها هي التي ستنهي هيمنة الدولار بإقامة تجارة دولية تقوم على عملة سندها الذهب والفضة بدلاً من الدولار، وهي وحدها التي ستجعل الاقتصاد مستجيباً للاحتياجات المحلية والالتزامات الشرعية، بحيث تنشر رسالة الإسلام من خلال الدعوة والجهاد بسياسة خارجية مستقلة، وهؤلاء الحكام الديمقراطيون لا يستطيعون حتى أن يحلموا بمثل هذه الرؤية، لأنهم اعتادوا على العبودية.

 

لقد حان الوقت أيها الضباط المخلصون في باكستان للكف عن الوقوف على "الحياد" من هذا المشهد الديمقراطي والتخلص منه نهائيا! إنكم أنتم من أقسمتم بالله على وضع أرواحكم دفاعاً عن المسلمين، واتباعاً لأوامر الله قبل كل شيء، واعلموا أنكم ستقفون أمام الله، وتجردون من كل الرتب والميداليات والممتلكات، وستحاسبون على القوة التي منحكم الله إياها، لذلك يجب عليكم إعطاء النصرة لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ونعلمكم أن حزب التحرير يدعوكم إلى نصرته وهو على أتم الجاهزية للحكم بما أنزل الله، فاستجيبوا الآن! قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

التعليم في باكستان فاسدٌ ومتدنٍ ما يتسبب في التخلف

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/pakistan/82077.html

 

منذ تأسيس باكستان، والإهمال الفظيع في قطاع التعليم مستمر، ما أدّى إلى حرمان عشرات الملايين من أبنائنا وبناتنا من حق التعليم الذي كفله الإسلامُ لهم، فقد فصَل الاستعمار البريطاني العلوم إلى علوم تجريبية والتربية الإسلامية، لتتشكل مؤسستان منفصلتان للتعليم (المدارس العادية والمدارس الدينية)، وقد استمر هذا الفصْل تقريباً إلى يومنا هذا دون الالتفات إلى وجهة نظر الإسلام في الأمر، ففي الإسلام ليس هناك انفصال للدين عن الحياة، على عكس الحضارة الغربية، وللإسلام وجهة نظر في جميع أعمالنا في الحياة، ومع ذلك، فإنّ سياسة التعليم الحالية في باكستان تسعى لإنشاء أجيال تحمل وجهات نظر "دنيوية" ولا تحمل وجهة نظر الإسلام في الحياة الدنيا، وعلى الجانب الآخر فإنّ أولئك الذين يدّعون تمثيل الإسلام ليسوا قادرين على تطبيق الإسلام في الحياة العملية. لقد أدّى هذا الفصل إلى انحطاط التفكير واعتماد المفاهيم الغربية وما يتشكل على ذلك من ميول، وإلى الافتقار للعلماء والمثقّفين المختصّين والسياسيّين المخلصين، وهذا هو سبب اشتكاء الناس من "الفراغ القيادي". إنّ سياسة التعليم الحالية تهدف إلى إبعاد الإسلام عن الحياة العملية وجعله موضوعاً أكاديمياً، في حين إنّ الإسلامَ قادرٌ على بناء شخصيّات حيويّة مخلصة. بالتالي فإنّ دولة الخلافة تثقّف الناس بالإسلام بطريقة تجعلهم قادرين على تطبيق الإسلام في حياتهم السياسيّة وعلى المستوى الفردي أيضا، ومدركين لجدوى وجودهم في هذه الحياة، وهو عبادة الله سبحانه وتعالى، وليس إبعاد الإسلام من الحياة، وهذا يضمن إيجاد وجهة نظرٍ صحيحةٍ بين أبناء الأمة وبناتها على أنّ الدّين يقدم حلولاً لمشاكل الأمة الاقتصادية والسياسية، داخليا وخارجيا، وهذا ما مكّن الحضارة الإسلامية من أن تكون منارة للشعوب لأكثر من ألف عام، وقد خرّجت الدولة أبناءً وبناتٍ أفذاذاً وروّاداً في مجالات عدة، مثل الرياضيات والطب والفقه وعلم الفلك... وقد كانت اللغة العربية اللغةَ الرسمية في دولة الخلافة، وسِمة المثقفين - رجالاً ونساءً - في العالم، وكانت مدن الخلافة وجهة التعلم المفضلة للنخبة الأوروبية.

 

إنّ النظام الحالي يتبع طرقاً غير صحيحة للتدريس، بالتركيز على الحفظ المجرد في أخذ العلم، بدلا من التركيز على بناء المفاهيم من خلال ربط الأفكار بالمشاعر بطريقة واضحة، وهذا الأمر هو الذي أدّى إلى الخروج عن طريقة التفكير العقلية التي اتّبعتها الحضارة الإسلامية لقرون عدة. علاوة على ذلك، فإنّ هناك ندرة ونقصاً حادّاً في المرافق التعليمية، وافتقاراً للمعلمين المؤهلين، وفي العديد من المدارس فإنّ جملة من المواد الرئيسية تُدرس بلغة ليست هي لغة القرآن أو لغة الطالب الأم، وقد جاءت باكستان في عام 2015م في المرتبة 113 من أصل 120 دولة في مستوى التعليم، لقد أدّت إخفاقات السياسات الحكومية وشحّ التمويل إلى ازدهار قطاع التعليم الخاص، حتى باتت الجامعات الخاصة أكثر انتشارا من الجامعات الحكومية، وبالتالي ازداد العبء المالي على أولياء الأمور، حيث يضطرّ غالبية الآباء والأمهات إلى توظيف معلم خاصّ لأبنائهم أو إلى إرسالهم إلى مدارس التعليم الخاصة، ما يضاعف من الوقت والجهد والتكلفة المبذولة. بسبب هذه العيوب فإنّ معظم الطلّاب باتوا يرغبون في السفر إلى الغرب لتحصيل التعليم الجامعي، ونتيجة لذلك تخسر باكستان - وبلدان إسلامية أخرى - الشبابَ الموهوبين من خدمة الأمة الإسلامية بما يسمى "بهجرة الأدمغة"، ولا يجدون فيما بعد سبباً للعودة إلى باكستان، لأنّ التحصيل العلمي لديهم لا يمكن استيعابه في الصناعة والزراعة، خصوصا وأنّ الحكومة قد فشلت في ربط البحوث العلمية باحتياجات الصناعة والزراعة.

 

التعليم في باكستان أداة سياسيّة استعمارية لفصل المسلمين عن العقيدة الإسلامية وتراثهم الإسلامي، والحيلولة دون النهضة والتقدم.

 

كانت السياسة الاستعمارية في التعليم تعتمد على المناهج التي تقطع الصلة بين المسلمين والعقيدة الإسلامية، وذلك من خلال تعزيز مفاهيم العلمانية الليبرالية والديمقراطية وغيرها من المفاهيم التي تفرض سيادة الأيديولوجية الغربية، وقد وضع البريطانيون هذه السياسات خلال احتلالهم، أما اليوم فإنّ أمريكا وأوروبا والمؤسسات الاستعمارية (مثل البنك الدولي) هي من يشرف عن كثب على هذه السياسات، وقد تمّ وضع المناهج المدرسية للمدارس الحكومية والخاصة في باكستان وكتابتها من قبل الأكاديميين الغربيين، هادفين لإيجادِ صورة للإسلام بأنه دين فقط، وفرضِ مفاهيم فاسدة من إنتاج المفكرين والفلاسفة والعلماء الغربيين، وتعزيزِ حبّ الغربي وطريقة عيشه، وفي النهاية بناء شخصيات علمانية ذات مرجعية غربية، هي الأيديولوجية والرأسمالية والقوانين التي وضعها الإنسان.

 

يتمّ في النظام المدرسي الحالي تدريس الإسلام بطريقة نظرية ولا يتم ربطه بالواقع، فمناهج التعليم في المدارس الدينية انحصرت موادها في الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والأخلاق فقط، مع ذكر بعض أحكام الميراث والنكاح والطلاق، وأُهملت الأحكام الأخرى التي تتعلق بالمعاملات والشؤون الاقتصادية والمعاملات الخارجية والمسائل المتعلقة بمحاسبة الحاكم...

التمويل الحكومي ليس كافياً لتوفير المرافق التعليمية والمدرسين المُدربين المختصّين في التكنولوجيا وإجراء البحوث.

 

تطوير التعليم وفقاً للعقيدة الإسلامية

 

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾.

تحمل دولة الخلافة مسؤوليةَ تعليم أبناء الأمة وبناتها، وسوف يكون الهدفُ الرئيسي في نظام الدولة للتعليم وضعَ سياسات تعليمية من شأنها بناء شخصيات إسلامية بعقلية ونفسية قويّتين، وبالتالي فإنّها ستعمل على تطوير المناهج على نحو من شأنه تطوير طريقة التفكير والتفكير التحليلي والرغبة في المعرفة... من أجل الحصول على الثواب وإرضاء الله سبحانه وتعالى، وكذلك تقديم مساهمات ذات قيمة للمجتمع، وقد ورد في الدستور الذي أعده حزب التحرير في المادة رقم 170: "يجب أن يكون الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية، فتوضع مواد الدراسة وطرق التدريس جميعها على الوجه الذي لا يحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس".

 

سوف يتمّ التركيز على العلوم التجريبية في مختلف مراحل التعليم بهدف تطوير الإنتاج والتنمية والتكنولوجيا، بحيث تصبح دولة الخلافة قائدة العالم في مجال الابتكار الصناعي والصحة والهندسة المعمارية والمتطلبات العملية الأخرى للوجود الإنساني، وسيتمّ ربط العلم والتكنولوجيا بالحاجات الضرورية العملية، مثل الزراعة والصناعة والرعاية الصحية، وهذا ما سيضمن تفوّق الأطباء والعلماء والمهندسين بين الأمم، ومن خلال التمازج بين أبناء المسلمين وبناتهم الأكفّاء وبين غاية المسلمين في الحياة ستشتعل ثورة في الإبداع والتقدم تميّز دولة الخلافة كقوة رائدة. أما بالنسبة للآداب الثقافية، فإنّه سوف يتمّ تعليم الطلاب في المرحلتين الابتدائية والثانوية وفقاً لسياسة محددة لا تتعارض مع الأفكار الإسلامية، وفي مرحلة التعليم العالي فإنّ دراسة الآداب الثقافية لا تخرج عن سياسة التعليم وهدفه، وقد ورد في الدستور الذي أعدّه حزب التحرير في المادة رقم 174: "وأما في المرحلة العالية فتؤخذ هذه المعارف كما يؤخذ العلم على شرط أن لا تؤدي إلى أي خروج عن سياسة التعليم وغايته".

 

سوف يُخصص الوقت الكافي لتعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية حتى يتمّ بناء المبادئ الأساسية للإسلام عند الأطفال لتطبيقها بشكل عملي، وسيتمّ تدريس الثقافة الإسلامية في جميع المراحل التعليمية، وسيتمّ تشجيع أبنائنا وبناتنا ليصبحوا فقهاء في العلوم الشرعية والقضائية من أجل فهم كيفية تطبيق الإسلام في الحياة العملية، وقد ورد في الدستور الذي أعدّه حزب التحرير في المادة رقم 172: "الغاية من التعليم هي إيجاد الشخصية الإسلامية وتزويد الناس بالعلوم والمعارف المتعلقة بشؤون الحياة. فتجعل طرق التعليم على الوجه الذي يحقق هذه الغاية وتمنع كل طريقة تؤدي لغير هذه الغاية"، وجاء في شرح المادة رقم 175: "دليلها فعل الرسول e فإنه كان يعلم أحكام الإسلام للرجال والنساء والشيوخ والشبان، مما يدل على أنّ الإسلام يعلم كل جيل من الناس، فيعلم في جميع مراحل التعليم".

 

سوف تقدم دولة الخلافة التسهيلات للمدارس والبرامج التدريبية للمعلمين لزيادة المعرفة الموضوعية، ولاكتساب أساليب للتدريس تسهّل عملية التعلم، وسيتمّ تأمين التعليم من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي حيث التركيز فيها على البحوث، ولتمويل قطاع التعليم، فإنّ الدولة ستعيد هيكلة إيراداتها وفقاً للأحكام الشريعة لتسريع التقدم العلمي، وسوف تدر عوائد ضخمة من الممتلكاتِ العامة (مثل الطاقة)، والشركاتِ الحكومية (مثل البناء على نطاق واسع)، وتصنيعِ الآلات، وتنهي جميع أشكال الضرائب المهلكة (مثل ضريبة الدخل وضريبة المبيعات) التي خنقت النشاط الاقتصادي، وستعمل دولة الخلافة على النهوض بالأمة مرة أخرى لتصبح منارة للمعرفة كما كانت لقرون عدة، ورد في الدستور الذي أعدّه حزب التحرير في المادة رقم 179: "تهيئ الدولة المكتبات والمختبرات وسائر وسائل المعرفة في غير المدارس والجامعات لتمكين الذين يرغبون في مواصلة الأبحاث في شتى المعارف من فقه وأصول فقه وحديث وتفسير، ومن فكر وطب وهندسة وكيمياء، ومن اختراعات واكتشافات وغير ذلك، حتى يوجد في الأمة حشد من المجتهدين والمبدعين والمخترعين".

 

التاريخ الهجري: 15 من شوال 1443هـ
التاريخ الميلادي: الأحد, 15 أيار/مايو 2022م

حزب التحرير
ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    17 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 64
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 17 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

سواء أكانت خطة لندن أم مسيرة إسلام أباد، فإن الناس يكابدون ضنك العيش في ظل الديمقراطية

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/pakistan/82133.html

 

حاول المعلقون الإعلاميون إشراك الناس في الجدل حول خطة لندن ومسيرة إسلام آباد، وكأن هناك أي أمل في أن تحل هذه الخطط والمناورات السياسية مشاكل الناس! وسواء أكانت مريم أورنجزيب أو شهباز غول أو رنا سناء الله، فإن خطابهم يشبه خطاب النضر بن الحارث أحد سادة قريش الذي كان يقرأ قصص رستم أسفنديار لإلهاء الناس عن رسالة رسول الله ﷺ، حتى إن المعلقين الإعلاميين لا يطرحون الأسئلة الحقيقية التي تشغل بال الناس من مثل: ألن ترتفع أسعار الكهرباء والنفط والغاز بعد خطة لندن؟ وهل سنتوقف عن تطبيق شروط صندوق النقد الدولي؟ وهل سيرفض بيلاوال بوتو الذهاب إلى أمريكا للحصول على أوامر جديدة منها؟ وهل ستستمر الروبية في الانهيار أمام الدولار؟ وهل ستنتهي حالة قطع التيار الكهربائي وتنخفض أسعاره؟ وهل سيتم دعم البضائع الأساسية؟ وهل ستدفن قضية كشمير؟ والجواب على كل هذه الأسئلة هو: بالطبع لا. فهذه الأبواق تبقي الناس مشغولين في الملاسنات الرخيصة المتداولة بين الحكومة والمعارضة، بحيث لا يمكن مناقشة مشاكلهم الحقيقية.

 

هل يستطيع عمران خان أن يدّعي اليوم أنه حتى لو شكّل حكومة في حالة إجراء انتخابات مبكرة، بأنه لن يذهب إلى صندوق النقد الدولي؟ وهل هو مستعد للادعاء علانية أنه سيغلق خط الطيران الجوي "البوليفارد" الذي أبقاه مفتوحاً أمام المقاتلات الأمريكية؟ وهل هو مستعد لوعد الناس علناً بأنه لن يطلب المزيد من القروض الربوية؟ وهل سيعد بتعبئة قواتنا الباسلة لتحرير كشمير؟ بالطبع لا، وكذلك باقي فصائل المعارضة؛ لأنها جميعها منخرطة الآن في صراع رخيص حول من سيسيطر على السلطة والموارد في باكستان، وهذان الفصيلان ليسا خيارين قابلين للتطبيق، فهم جميعا يجلدون ظهور الناس بلا رحمة.

 

أيها المسلمون في الباكستان: انفضّوا عن هذين الفصيلين لأن الديمقراطية ما هي إلا عبودية ومهانة واستعمار، واعلموا أن الخلافة التي بدأ نجمها يطل في باكستان إن شاء الله، هي التي ستوحّد بلاد المسلمين الغنية بالطاقة في ظل دولة واحدة، وبالتالي لن تضطر الخلافة إلى استيراد النفط بتكاليف باهظة. فالنفط والغاز والكهرباء، بحسب أحكام الإسلام، من الملكيات العامة، لذلك يتم الانتفاع بها بسعر معقول أو مجرد سعر التكلفة. والخلافة هي التي ستوفر الدعم المباشر للأفراد والشركات، من خلال إلغاء جميع الضرائب المباشرة وغير المباشرة غير الشرعية الحالية. ولا تفرض ضرائب على الفقراء والمدينين، إلا بقدر الحاجة وعلى القادرين مالياً، مثل الخراج من أصحاب الأرض الزراعية، والزكاة من التجار الذين يملكون النصاب، كما ستلغي الخلافة مدفوعات العوائد الربوية البالغة ثلاثة تريليونات روبية، وستستخدم الأموال في رعاية شؤون الناس، وستسدد أصل الديون من فائض أموال الحكام الفاسدين الذين أخذوا هذه القروض في فترات حكمهم، ولن تضع عبء سداد هذه الديون غير المشروعة على عاتق الناس. وستحشد الخلافة الجيوش من أجل تحرير كشمير وأولى القبلتين، حتى تتم محاكمة مودي وأتباعه الذين يضطهدون إخواننا وأخواتنا في الهند، والقضاء على كيان يهود.

 

فيا أيها المسلمون: إنّ الخلافة وحدها هي التي ستنهض بالأمة لتصبح سيدة المسرح العالمي. بينما الديمقراطية ليست أكثر من صراع رخيص بين فصائل السلطة. فهلموا واطلبوا من أقاربكم في القوات المسلحة الباكستانية لإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

Link to comment
Share on other sites

المكتب الإعــلامي

الدنمارك

التاريخ الهجري    15 من شوال 1443هـ رقم الإصدار: 1443 / 10
التاريخ الميلادي     الأحد, 15 أيار/مايو 2022 م  

 

 

بيان صحفي

خطاب مفتوح لطلاب الجامعات والأكاديميين والصحافة

الحكومة الدنماركية تمارس الاستبداد بالرأي وتهدد جامعة كوبنهاغن!

(مترجم)

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/denmark3/82134.html

 

 

في 25 آذار/مارس 2022، تمّت دعوة المحاضر وعضو حزب التحرير، تيم الله أبو لبن، من اتحاد الطلاب المسلمين للحرم الجامعي لإلقاء محاضرة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة كوبنهاغن. وكان عنوان المحاضرة: "هل يجب تحديث الإسلام؟".

 

بالنسبة لجميع المشاركين، كان من الواضح أن الحدث كان ناجحاً حيث كان النقاش واقعياً وحيوياً وحاسماً.

 

ومع ذلك، كان ردّ الفعل السياسي اللاحق واضحاً؛ فقد كان عدوانياً، كما رأينا مرات عديدة من قبل، عندما يعبر المسلمون عن أنفسهم علناً من وجهة نظر غير علماني. وتمت ممارسة ضغط سياسي مكثف على عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة كوبنهاغن لسماحه بالحدث.

 

وطالب رئيس البرلمان الدنماركي السابق بيا كيارسجارد بتصريح من وزير الاندماج. وأدلى المتحدث باسم الحزب الحكومي بتصريح غاضب هاجم فيه العميد مباشرة.

 

لكن الهجوم السياسي الهستيري لم يتوقف عند هذا الحد. فبعد أن رفض العميد الاستسلام للضغوط السياسية، انخرطت الحكومة بشكل مباشر في النقاش. ففي مقابلة مع صحيفة بي تي، هاجم وزير التعليم والبحث العميد عدة مرات لسماحه بالحدث واتهم الكلية "بالتغاضي عن وجهة نظر قديمة للمساواة".

 

كما اتّهم الوزير العميد بأنه "ساذج بلا حدود" لأنه صرّح أنّ الطلاب أنفسهم اختاروا مقاعدهم. إذا اعتقد المرء أن المسلمين يتصرفون طواعية وفقاً لقناعاتهم الخاصة في هذا البلد، فإنه يكون ساذجاً بشكل صارخ.

 

في غضون ذلك، تمت دعوة الموقعين أدناه من اتحاد طلاب المسلمين لإجراء مناظرة مع أستاذ جامعة كوبنهاغن، توماس هوفمان، في 17 أيار/مايو، تحت عنوان "جريمة العصابات: هل الإسلام هو المشكلة أم الحل؟". على فيسبوك وحده، ذكر ما يقرب من 700 شخص أنهم إما سيحضرون الحدث أو يهتمون به.

 

لكن الحكومة لديها أفكار أخرى! وزير الاندماج المعين حديثاً، كار ديبفاد بيك، لديه الكثير مما يجب أن يرقى إليه بعد أسلافه، عندما يتعلق الأمر بالثورات الهستيرية ضد الإسلام والمسلمين. فقد أجرى مقابلة مع صحيفة ويك إند أفيزن وكتب تعليقاً مطولاً على فيسبوك، وكلاهما عبارة عن سلسلة طويلة من الاتهامات، متبلورة بتهديدات جديدة ضد العميد، الذي ذكّره الوزير بـ"راتبه الجيد". وذهب الوزير إلى حد الوعد بفرض قيود قانونية أو "توجيهات" للجامعة إذا لم يمنع العميد نفسه حزب التحرير من أحداث مستقبلية.

 

ما هي النتائج؟ مناظرة ملغاة. فقد تم استدعاء مجلس إدارة اتحاد الطلاب المسلمين، على عكس جميع الإجراءات، لاجتماع غامض مع ما لا يقل عن عميدتين ومدير الكلية. "لأسباب غير معروفة"، لا يمكن أن يعقد الاجتماع إلا بعد وقت طويل من تاريخ المناظرة المخطط لها.

 

إزاء هذه الحالة أود أن أبرز ما يلي:

 

- تزعم الحكومة الدنماركية أن حزب التحرير وغيره، الذين يؤسسون قيمهم وآراءهم على الإسلام، يهددون التماسك والديمقراطية والقيم الليبرالية للحرية. لكن من الحقائق المعروفة عالمياً أن عمل حزب التحرير هو عمل سياسي وفكري حصرا. إذا كانت الديمقراطية والقيم الليبرالية للحرية لا تصمد أمام النقاش، فماذا تستحق؟

 

- لا شيء يقوض المبادئ التي يُزعم أنها الأكثر قداسة في المجتمع الدنماركي، بشكل أكثر فاعلية من السياسة القسرية المتزايدة باستمرار لتغيير الحكومات على مدار العشرين عاماً الماضية.

 

- يأتي إلغاء المناظرة المقررة في 17 أيار/مايو في جامعة كوبنهاغن كنتيجة مباشرة للضغوط السياسية والتهديدات من أعلى مكان موجه إلى إدارة الكلية. لا يمكن وصفه إلا بأنه استبداد رأي ورقابة.

 

- تقوض الحكومة حق تقرير المصير لجامعة كوبنهاغن، وتستبعد العديد من الطلاب والأكاديميين الذين كانوا يتطلعون لحضور المناظرة، وتقوض أستاذ جامعة كوبنهاغن باعتباره مناظراً مهنياً ومناسباً.

 

- يخضع اتحاد الطلبة المسلمين للتمييز ويمنع من ترتيب نقاش اجتماعي وثيق الصلة، على الرغم من امتثاله لجميع التشريعات وجميع المبادئ التوجيهية للجامعة.

 

- أثبتت حرية التعبير، مرة أخرى، أنها أداة سياسية مناسبة للغاية عندما يتعرض المسلمون للكراهية من السياسيين، ولكن يمكن التخلي عنها تماماً عندما يريدون منع الآراء "غير الملائمة" من النقاش. لا شيء جديد على هذه الجبهة.

 

إلى طلاب الجامعات والأكاديميين:

 

إن فرصكم في النقاش المفتوح والنقدي يتم تقليصها هذه الأيام من أعلى مكان سياسي. إذا كان لمؤسسات التعليم العالي أن لا تتحول إلى غرفة صدى للآراء "المشتركة"، التي تمليها أمزجة الوزراء وميولهم، فإنه لا بد من رد فعل. في هذه الحالة، من الضروري أن تفهم إدارة جامعة كوبنهاغن أن تعاملها مع هذه القضية هو تعبير عن العمود الفقري المرن بشكل غير طبيعي، وأن طلاب الجامعة وموظفيها، على عكس الإدارة، يقدّرون المبادئ أكثر من التعرض للتوبيخ من جانب السياسيين المسترزقين.

 

إلى الصحافة الدنماركية:

 

في هذا، كما هو الحال في العديد من الحالات الأخرى، يمكن استنتاج الكثير مما لا تغطونه. عندما تم إطلاق الهجمات الشخصية بعد الحدث السابق لاتحاد الطلاب المسلمين، لم يكن هناك نقص في حاملي الميكروفونات الراغبين. ولكن باستثناء تعليق توماس هوفمان في صحيفة ويك إند أفيزن الذي شعر بخيبة أمل واضحة، لم يكن هناك سوى صمت صاخب وغير نقدي فيما يتعلق بالإلغاء السياسي للمناظرة في 17 أيار/مايو. من الواضح أنكم لا تهتمون بالنقاش المفتوح في الجامعات. يبدو أن الاستنتاج هو أنه يمكن للمرء إما أن يتبنى آراء وزير الاندماج نفسها أو أن يتعلم قبول السخرية والاستهزاء - لذا فالخيار مفتوح!

 

سأستمر أنا وحزب التحرير في الدنمارك في المشاركة بنشاط في النقاش، مع أو بدون جامعة كوبنهاغن، بموافقة الحكومة أو بدونها. فعلى عكس السياسيين الدنماركيين، نحن في الواقع نتمسك بآرائنا.

 

 

إلياس لمرابط

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يجوز الترشح أو التصويت في الانتخابات النيابية اللبنانية
بناءً على واقع المجلس النيابي وعمل النواب!

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/lebanon/82135.html

 


كَثُرَ في الأيام الأخيرة، من بعض المسلمين، الكلام حول مسألةٍ حيويةٍ في لبنان، ألا وهي مسألة الانتخابات النيابية، التي بدأت في الاغتراب، ومن المقرر أن تُجرى في لبنان في 2022/5/15م، وفي تزاحم الآراء يهمنا أن نبين الحكم الشرعي الذي نراه الموقف الواجب على المسلمين التقيد به، وخاصةً العاملون منهم في العمل الإسلامي. ولإعطاء الحكم الشرعي لا بد من فهم الواقع الذي يراد استخراج حكمه، المعروف بتحقيق المناط، والواقع هنا أو المناط هو المجلس النيابي أو المجلس التشريعي في الدولة اللبنانية، وطبيعة ومهام وصلاحيات أعضائه، وهم النواب.


إنَّ واقع الدولة اللبنانية، أنها تقوم على الديمقراطية، أي على فكرة السيادة للشعب، ومن هنا جاءت فكرة المجلس النيابي أو التشريعي، فواقع المجلس النيابي، المسمى السلطة التشريعية، أنه هو الذي يقر الدستور المعمول به في البلاد، وهو الذي يسن القوانين التي تُلزَم بها السلطتان التنفيذية والقضائية، أي أنَّ من أهم سمات المجلس هذا الحق في إقرار الدستور والقوانين؛ هذا عِلاوةً على صلاحياتٍ أخرى وهي: حق انتخاب رئيس الجمهورية، وحق منح أو حجب الثقة عن الحكومة، وحق مراقبة السلطة التنفيذية ومحاسبتها على أي إجراءٍ تقوم به أو تتخذه. أما النائب فهو يمثل أشخاصاً في التعبير عن رأيهم، فهو من هذه الناحية وكيلٌ عنهم. ومن هنا يتضح أنَّ المجلس تشريعي قائمٌ على القانون الوضعي، وأنَّ النائب وكيلٌ عمّن رشحوه واقترعوا له، وظيفته التشريع والانتخاب والمحاسبة على أساس القوانين الوضعية، وعلى أساس السيادة للشعب، وهذا هو واقع الحكم أو مناطه. وعليه نقول:


- إذا دخل المسلم إلى المجلس مُقراً لهذا النظام غير الإسلامي، الذي يجعل السيادة للشعب، وليس للشرع، فإنه آثمٌ بلا شك، هو ومَنْ رشحه واقترع له، لأنه لا يحق لأحدٍ أنْ يشارك الله تعالى في التشريع، قال تعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾.


- إذا علم المسلم الذي يُصوت أو يقترع أنَّ النائب عنه (الوكيل) سيختار تشريعاً أو قانوناً وضعياً أو يُصوت لصالحه، كان النائب المسلم آثماً، هو ومَنْ صَوّتَ واقترع له وهو يعلم ذلك منه، فالله تعالى يقول: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، هذا عِلاوةً على أنه لا يجوز أصلاً التوكيل على عملٍ محرمٍ شرعاً.


- إنَّ مجلس النواب هو صاحب الحق في انتخاب رئيس البلاد، وبما أنَّ رئيس الجمهورية في لبنان غير مسلم، عِلاوةً على حكمه بالدستور والقوانين الوضعية، أي بغير ما أنزل الله تعالى، فإنَّ النائب المسلم الذي ينتخب رئيساً للجمهورية على هذه الحال يكون آثماً، ويكون مَنْ صَوّتَ واقترع للنائب - قابلاً بحاله هذه - آثماً أيضاً، والإثم آتٍ من ناحيتين: أولاهما أنه تولى غير مسلم ورضي بأن يكون حاكماً له، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، والناحية الثانية أنه رضي بأن يُحكم بغير ما أنزل الله تعالى، أي بالكفر.


- إنَّ مجلس النواب هو صاحب الحق بأن يمنح الثقة للحكومة فيجعلها حكومةً قانونيةً، فإن أعطى النائب المسلم ثقته لأي حكومةٍ يكون آثماً، هو ومَنْ صَوّتَ واقترع له قابلاً بهذا الحال، لأنه منحٌ للثقة لحكومةٍ تقوم على دستورٍ وضعي وبالتالي تحكم بالكفر.


- إنَّ مجلس النواب هو صاحب الحق في محاسبة السلطة التنفيذية على تطبيقها للقوانين وعلى سياستها التي تتبعها، فإن حاسب النائب المسلم السلطة التنفيذية على تقصيرها في تطبيق أي قانون وضعي، كان آثماً، لأنه يطالب بتطبيق قوانين الكفر، وكذلك إذا قصر النائب المسلم في محاسبة السلطة التنفيذية على إجراءٍ أو قرارٍ يخالف الشرع يكون آثماً، بل إنَّ عليه مطالبة السلطة بتبني الإسلام وتطبيقه ليرفع عن نفسه الإثم؛ ويَلْحَقُ الإثم بمن وكله (صَوّتَ واقترع للنائب)، لأنه قَبِلَ توكيله على أعمالٍ محرمةٍ.


وفوق كل هذا، فإنَّ القانون الانتخابي النسبي، لا يتيح لأحدٍ الترشح مستقلاً ليعلن برنامجاً يرفض القيام بهذه الأعمال، بل يُلزِم القانون بتشكيل لوائح، يُجبر فيها النائب المسلم على التحالف مع غير المسلمين، أو مع العَلمانيين من أبناء المسلمين، أو المنحرفين، ووضع برامج تساير وتناسب اللائحة! والتي بلا شك لا تستند للإسلام لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ! فهو حرامٌ فوق حرام؛ ويُجبر كذلك من يُصوت ويقترع أن يختار كل اللائحة لأن الشطب ممنوع! وبالتالي يُجبر على اختيار نوابٍ غير مسلمين أو عَلمانيين أو منحرفين، ومن نافلة القول: إنَّ هؤلاء سيحكمون بغير ما أنزل الله تعالى، هذا عِلاوةً على قبوله بهذا التحالف الآثم والدعاية له! والمحتجون بقضية الصوت التفضيلي رأوا بأم أعينهم أنه لا يقضي على هذه الظاهرة، والتذرع به حجةٌ واهيةٌ، لن ترفع عن الناس الإثم. وزد على ذلك مصيبة التقرب أو الدخول في لوائح لنافذين في السلطة، وهو إثمٌ ولا يجوز، فالله تعالى يقول: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.


وعليه فمن هذا الجانب، من أراد أن يقوم بذلك بوصفه نائباً، فلا يجوز ترشحه وعمله، وهو آثم، ولا يجوز التصويت له، ومن يفعل ذلك فهو آثمٌ إثماً بيناً لا شك فيه ولا جدال، والجدال في ذلك تكبرٌ على الحق، والمتكبرون من أبعد الناس مجلساً عن رسول الله ﷺ يوم القيامة، ففيما رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ، قال رسول الله ﷺ: «... وإِنَّ أَبْغَضَكُم إِليَّ وَأَبْعَدَكُم مِنِّي يومَ الْقِيامةِ: الثَّرْثَارُونَ، والمُتَشَدِّقُونَ، وَالمُتَفَيْهِقُونَ»، قالوا: يَا رسول اللَّه، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ، وَالمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قال: «المُتَكَبِّرونَ». أعاذنا الله تعالى وإياكم أن نكون منهم أو على شاكلتهم.


وقد يشتبه الأمر على من يوجهون المسلمين لهذه الانتخابات، تكيفاً مع الواقع، دون التقيد بالشروط التي يفرضها الإسلام (أن لا يعترف المرشح المسلم بهذا النظام، ولا يشارك في التشريع، ولا يحاسب على أساس القانون الوضعي، ولا يعطي الثقة مطلقاً لأي رئاسةٍ أو حكومةٍ تتخذ هذا القانون الوضعي أساساً)، يشتبه الأمر عليهم بحجة انتخاب السيئ في مقابل الأسوأ، وارتكاب المنكر الصغير في مقابل المنكر الأكبر على قاعدة أهون الشرين وأخف الضررين، وهذا خطأٌ، لأن هذه القواعد لا تنطبق هنا، لأن فعل الانتساب لمجلسٍ واقعه كما وضحنا هو انتسابٌ محرمٌ بحد ذاته، لا فرق إن فعله تقيٌ أو فاسقٌ، فلا شرٌ أهون من شر ولا ضررٌ أخف من ضرر في هذه المسألة، بل المسألة فعلٌ واحدٌ، بل أفعالٌ محرمةٌ بذاتها، ولا يخفف من حرمتها أن يقوم بها تقيٌ؛ فنقل الخمر مثلاً لا يخفف من حرمة نقله كون من ينقله ملتزماً بأحكام الإسلام، بل إثم من يعمل ذلك وقد علم حرمته أكبر عند الله تعالى، يقول الله تعالى: ﴿كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾.


أيها المسلمون عموماً، والمشايخ والخطباء خصوصاً: أعلنوا عدم قبولكم بالانتخابات التي تخالف شرع ربكم؛ اطلبوا من مرشحيكم أن يعلنوا براءتهم من هذه المنظومة وقوانينها المخالفة للإسلام؛ اطلبوا منهم فض كل تحالف لا يمثلكم بوصفكم مسلمين تشكلون غالبية أهل البلد؛ خذوا خطوةً للأمام وأفقدوا نتائج الانتخابات ميثاقيتها بإعلان خروجكم منها، فإنَّ انخفاض نسبة الاقتراع له دلالاتٌ سياسيةٌ مهمةٌ، من أهمها إظهار ضعف تمثيل المستولين على السلطة؛ لذا قُوا أنفسكم وأهليكم الوقوع في إثم المشاركة في هذه المنظومة الفاسدة التابعة.


إنَّ الأصل أن نعمل لتغيير الواقع تغييراً جذرياً، وليس أن نحاول التعايش معه، أو إيجاد ترقيعات له تطيل عمره؛ والتغيير الجذري أمرٌ ممكنٌ، لا سيما في أرض الرباط التي نعيش فيها، أرض بلاد الشام المباركة، عقر دار الإسلام، لكن فتاوى التكيف مع الواقع الفاسد، بدعاوى المصلحة والضرورة، وترقيع هذا الواقع بالمشاركة فيه! هي التي تصرف المسلمين عن العمل الجدي للتغيير الجذري، وهي من دعائم استمرار هذا الواقع السيئ. إنَّ قوة المسلمين لا تأتي من وصول نائب إلى البرلمان، أو بسلوك أساليب ملتويةٍ أو محرمةٍ، بل بعودة المسلمين إلى جادة الصواب بالتمسك بالإسلام، وإقامة الدولة الإسلامية، الخلافة الإسلامية الراشدة الثانية على منهاج النبوة بالطريقة الشرعية التي سنها رسول الله ﷺ.

 

التاريخ الهجري: 8 من شوال 1443هـ
التاريخ الميلادي: الأحد, 08 أيار/مايو 2022م

حزب التحرير
ولاية لبنان

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

على أبواب الانتخابات ودعوات تكثيف المشاركة في إثمها

﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ

https://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/lebanon/82148.html

 

بعد تصويت المغتربين، ومع قرب الاستحقاق الانتخابي داخل لبنان في 15/5/2022م، صدرت الدعوات إلى الناس بـ"المشاركة الواسعة وبكثافة انتخاب ممثليهم في المجلس النيابي، وحث الناس على النزول إلى صناديق الاقتراع للانتخاب الذي هو فرصة للتغيير بالتصويت"! رغم أنَّ الجو العام كان بين مَنْ نصبوا أنفسهم ممثلين للمسلمين هو مقاطعة الانتخابات، لا سيما بعد ما أعلنه سعد الحريري من الانسحاب أو تعليق عمله السياسي!

 

أيها المسلمون، خطابنا لكم بإذن الله تعالى هو خطاب من لا يَكْذِبُ أهله، فلسنا جزءاً من هذه الطبقة السياسية وأحزابها حتى نَكْذِبَكُم أو نُغَرِّر بكم، كما يفعل أرباب الطبقة السياسية وأحزابها، أو من يريدون مشاركة السلطة على غير هدىً! وجُلُّ ما في الأمر ترقيعهم للمهترئ، ومَدُّهُم في عمر النظام والمنظومة، والاستمرار بالعمل في قوانينها! التي سَهَّلت نهب أموالكم وتشريد أبنائكم!

 

أيها المسلمون، نقول لكم مرة أخرى، كما قلناها مراراً وتكراراً، وصَدّقها الواقع:

 

إنَّ لبنان تابعٌ لأمريكا من الناحية السياسية، وأصغر سياسي في لبنان صار يعلم أنَّ السفارة تدير أمور لبنان سياسياً من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه، إما مباشرةً، أو عبر قوى سياسية تابعة لها مباشرةً، أو تابعةٍ لدول إقليمية تابعة لأمريكا. فهل تظنون أنَّ أمراً حيوياً كالانتخابات تتركه هذه القوة المهيمنة وعملاؤها والسائرون في ركابها؟ وأمريكا هذه، الساعية إلى بسط هيمنتها الاقتصادية على لبنان فوق هيمنتها السياسية، لا سيما بعد اكتشاف كمياتٍ كبيرةٍ من الغاز والنفط على شواطئه، تعمل على إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة عموماً، وفي لبنان خصوصاً، ليصل رجالاتها من أرباب الطبقة السياسية الفاسدة القديمة مع تطعيمهم بوجوهٍ جديدةٍ، لا سيما من أوساطكم أيها المسلمون "السنة"، بعدما أربكت ساحاتكم بإغلاق أبوابها أمام من يزعمون أنهم قادتكم، فعلقوا أو انسحبوا أو لم يشاركوا في العملية الانتخابية، ثم بعد أن حصل هذا الإرباك، ها هي تدفع الوسط السياسي التابع لها ليشجعكم على الانتخاب! وها هي تعيد فتح الأبواب، ولو بشكلٍ مواربٍ أمام حركة السعودية في ساحاتكم! فحريٌ بكم التنبه لهذا وعدم الاستجابة لهذه الدعوات.

 

إنَّ السياسيين ساعون بقوةٍ لإعادة تدوير أنفسهم، ولن يأتوا بجديد، بل سيستمرون في نهب البلاد والعباد؛ أما الوجوه الجديدة، فلم نَرَ أو نسمع أنَّ أحدهم يملك مشروع تغييرٍ جذري حقيقي، بل غاية أمرهم وأمثلهم طريقةً يقول: شاركوا النظام والمنظومة، وأدخلوا فيها الأصلح والأكفأ، أو انتخبوا ابن المدينة، أو مشروع الثورة المجهول، أو انتخبوا من يصلح الكهرباء والماء والطرقات، أو انتخبوا منعاً للفتنة، أو يعلو قرع طبول الوطنيات والقوميات المهترئة، بل قد أَدخَلَ بعضهم قضية فلسطين ودعمها في خطاباتهم الرنانة لدغدغة مشاعر المسلمين!! فأيَّ مشروعٍ تنتخبون؟! وكُلها، قديمها وجديدها يستند للنظام والمنظومة ذاتيهما. هذا باختصار شديد واقع الانتخابات والمرشحين لها من الناحية السياسية، وجوهاً قديمةً كانت أو جديدة.

 

لكن الأهم اليوم، مَنْ ستسمعون؟ هل ستسمعون السياسيين من الطبقة السياسية الفاسدة، أم ستسمعون الوجوه الجديدة التي تعيش على ما زرعته المنظومة القديمة، أم ستستمعون لداعي ربكم وأحكامه ودينكم، الذي هو أبرأُ لدينكم وأعراضكم؟!

 

إننا نرى من واجبنا أنْ نبين الأمر بشكلٍ واضحٍ، فلا تنفع في مواقف المفاصلة بين الحق والباطل العموميات والكلمات المنمقات.

 

ونقول: عند المسلم الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي، والانتخابات فعلٌ محدد، ولا شك أن لهذا الفعل حكماً، ولمعرفة الحكم، لا بد من معرفة فعل النائب تحديداً، ويَلْحَق به فعل من ينتخبه، وفعل النائب اللبناني، لا سيما في ظل القانون النسبي، واضحٌ لا لبس فيه:

 

التشريع، وهو حرام، لأن هذا لله تعالى ورسوله ﷺ فقط؛ انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، وهو حرام، لأنه انتخاب للكافر ومن يحكم بالكفر؛ إقرار القوانين الوضعية وهو حرام، فهو عمل بغير ما أنزل الله تعالى؛ منح الثقة للحكومة وهو حرام، لأنها تعمل بالقانون الوضعي؛ محاسبة السلطة على أساس القانون الوضعي وهي حرام، لأنها محاسبة على غير ما طلبه الشرع؛ مشاركة النائب في لوائح توصل كفاراً أو عَلمانيين للسلطة أو منحرفين وهو حرام، لأنه يجعل سبيلاً للكافر على المسلمين. فإذا كان النائب داخلاً للمجلس على هذا الأساس، ففعله حرامٌ، وانتخابه حرامٌ.

 

أما إذا أعلن النائب المسلم عدم عمله بكل هذا، وأنه داخلٌ للمجلس للمطالبة بحكم الله تعالى ونظامه، الذي وضعه الله تعالى لكم أيها المسلمون، ومحاسبة الفاسدين على أساس شرع الله تعالى، جاز عمله، وجاز انتخابه. فهل سمعتم أنَّ هناك نائباً من نواب المسلمين والمسلمات، في كل لبنان أعلن ذلك، أو يمكنه القيام بذلك بناءً على قانون الانتخاب النسبي؟ بالطبع لا، لم يفعل أحدهم ذلك، ولا يمكنه الدخول مستقلاً بمشروعه، بل عليه الدخول في لوائح فيها مَنْ وما يخالف المسلم في العقيدة والفهم والمشروع! وهل بعد عِلمكم هذا يجوز انتخاب أحدٍ من هؤلاء المرشحين بوضعهم الذي هم عليه؟! لا، لا يجوز انتخاب مَنْ هذا حاله، ولو صلى وصام وحج وزكى...

 

ولن يبرر ذلك شبهة المصلحة والضرورة وأهون الشرين وأخف الضررين، فليست الانتخابات والترشح لها ضرورة يؤدي تركها للهلاك، هذا لو سلمنا بانطباقها في غير ما جاءت من أجله، فقد جاءت في الترخيص للمسلم أن يأكل أو يشرب ما حرم تعالى من المطعومات المحرمة في حالة الاضطرار، وهي رخصةٌ وضعها الشرع، ولا رخصة بلا نص، فمن أراد الترخيص بارتكاب فعل الانتخاب الحرام على أساس القانون النسبي فليأتِ بنص رُخصته... وليست الانتخابات من المصالح الشرعية، بل هي من التي يسميها أصحابها بالمصالح المرسلة، أي هي التي لا يوجد دليل عليها، بل هي مأخوذة من عموم كون الشريعة جاءت لجلب المصالح ودرء المفاسد، أي لا يوجد دليل يدل على حُجيتها، وهذا وحده كاف لعدم اعتبارها دليلاً شرعياً. ومع ذلك فإن واقع المصالح المرسلة من حيث هي، حسب تعريفهم لها، يدل على عدم حجيتها من وجوه عدة: أنها تناقض تعريف الحكم الشرعي، أي تناقض واقع الحكم الشرعي، فالله تعالى يقول: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾؛ والمصلحة المرسلة أتى بها العقل، وجعلُ المصالح المرسلة دليلاً شرعياً هو تحكيم لغير ما جاء به رسول الله ﷺ من كتاب وسنة، وهو اتباع لغير الشرع لأنه اتباع للعـقـل وتحكيمٌ له، ونحن مأمورون باتباع ما جاء به الوحي، ومنهيون عن اتباع غير ما جاء به الوحي، أي عن اتباع غير الرسول ﷺ، وجعل المصالح المرسلة دليلاً شرعياً هو اتباع للعقل، وليس للرسول ﷺ، أو الوحي، فلا يكون ما يدل عليه حكماً شرعياً؛ والله تعالى قد أكمل الدين، فأخذُ المصالح التي دل عليها العقل معناه أنَّ الشريعة غير كاملة وهي ناقصة، فجاء العقل وبيّن لها دليلاً ببيان المصلحة التي فيها! فتكون المصالح المرسلة بقولهم قد كمّلت الشريعة بعد أن ثبت نقصانها! وهذا مناقض لنص الآية الصريح ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي...... ولا الانتخابات هي أهون الشرين وأخف الضررين، بل الأصل إزالة الضرر، والبحث هو في حِلِّ أو حُرمة الفعل الذي يقوم به النائب المسلم أو من ينتخبه على أساس هذا القانون النسبي.

 

وبعد هذا، أليس كل هذا أيها المسلمون بكافٍ لترككم الشبهة، والتزامكم حلال الله تعالى واجتناب حرامه، البيِّنيْن؟! قال رسول الله ﷺ في الحديث المتفق عليه: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، والْحَرَامَ بَيِّنٌ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَنْ وقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وقَعَ فِي الْحَرَامِ...». وبلا شك ولا ريبٍ عندنا، وأنتم أهل الإسلام، أنكم ستستمعون لداعي الله تعالى ورسوله ﷺ، فتُعرِضون بذلك عن الطبقة السياسية بكل وجوهها القديمة والجديدة، وتجتنبون الشبهات، وتطمئن نفوسكم، وتستبرئون لدينكم وأعراضكم، لا سيما بعد هذا الإرباك الذي سببته لكم أمريكا ورجالاتها وعملاؤها في لبنان، بل في أمتكم التي تنتمون لها.

 

﴿هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ

 

التاريخ الهجري: 13 من شوال 1443هـ
التاريخ الميلادي: الجمعة, 13 أيار/مايو 2022م

حزب التحرير
ولاية لبنان

Link to comment
Share on other sites