اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

إجتماع الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

 

إجتماع الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول

 

 

الخبر:

 

قام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بتاريخ 19/03/2013م بالاجتماع في اسطنبول للقيام باختيار رئيس للحكومة المؤقتة، فقام باختيار غسان هيتو رئيسا مؤقتا للحكومة. فما الذي تهدف إليه أمريكا من مبادرة كهذه؟ وهل يعني هذا أن الاحداث الجارية في سوريا توشك على الانتهاء باختيار رئيس وزراء للحكومة المؤقتة، وهل يعني أيضا أن الثورة بدأت بعكس اتجاهها نحو أمريكا؟

 

 

 

التعليق:

 

في البداية فإنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص عالما ليلاحظ أن هذه المبادرة ليست سوى إحدى المبادرات الغادرة التي تتخبط في خضمها أمريكا في وجه الثورة السورية، بل يكفي أن يكون على اطلاع سطحي بالعملية السورية ليفهم ذلك. كذلك فإن المبادرة التي أعقبت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لأجل سوريا والتي ضمت زيارة تركيا أيضا كانت بمثابة تعبير عن اليأس والضعف. وفي الحقيقة فإن قيام أمريكا التي لا تملك أية قاعدة داخل سوريا، باختيار رئيس للحكومة المؤقتة بواسطة عملائها داخل سوريا وخارجها هو أحد مظاهر ذلك اليأس والضعف الذي يتملكها.

 

بعد هذه المقدمة الموجزة لنلقي نظرة على هوية غسان هيتو الذي اختارة الائتلاف الوطني رئيسا للحكومة المؤقتة، فهو معارض كردي الاصل وغسان هيتو يعيش في أمريكا منذ 25 سنة، ولد في عاصمة سوريا دمشق عام 1963، كما قام بإدارة عدة شركات وطنية، وقام عام 2001 بتأسيس جمعية الدعم القانوني للجالية العربية والمسلمة في أمريكا بهدف الدفاع عن حقوق العرب والمسلمين الذين يشكلون أقلية في بلدان العالم المختلفة، كذلك فإنه بالرغم من زعمه مساندة الثورة منذ بدايتها في سوريا وتنظيمه حملات للمساعدات الإنسانية للسوريين في أمريكا إلا أنه عرف أيضا بإقامة علاقات وثيقة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحكومات.

 

ولن يكون صعبا أبدا على من قرأ أعلاه مختصر تاريخ الرئيس المؤقت أن يفهم أنه عميل تم تنشئته في أمريكا. كذلك فإنه من الواضح أن أمريكا على عادتها تسعى جاهدة ومضطرة لجلب عملائها الخاصين من خارج سوريا إلى رأس الحكومة المؤقتة فهي لم تستطع النفوذ إلى داخل سوريا بعد.

 

إن أمريكا من خلال اختيار رئيس الحكومة المؤقتة تنوي العمل على الحبلين، فمن جهة تؤمن المساعدات المالية والسلاح لبشار الأسد عن طريق الخطوط الأمامية من روسيا والصين، وعن طريق الخطوط الخلفية من تركيا والعراق ولبنان ومصر، وبذلك تزيد نسبة قتل الشعب السوري وبخاصة الثوار المخلصون هناك وبهذا يضطرون إلى قبول رئيس الحكومة المؤقتة المنتخب. ومن الناحية الأخرى فإنه سيتم إعلان كل من لا يوافق على الحكومة المؤقتة بأنه خارج عن القانون وذلك عن طريق رئيس الحكومة المؤقتة المنتخب، وبهذا تكون أنشأت عنصر ضغط جديداً ضد الثوار السوريين لجعل هذه الحكومة مشروعة بواسطة عملائها في سوريا وخاصة الجيش السوري الحر.

 

إلا أنه قبل أن يتم هذا الانتخاب قام الجيش السوري الحر بالتصريح (إننا جاهزون للعمل تحت ظل أي حكومة) في الوقت ذاته قام العميد القائد في الجيش السوري الحر بالتصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "سيتم اعتبار أي تنظيم لا يسير على خطى هذه الحكومة على أنه خارج عن القانون، وستتم محاكمته" [بي بي سي، 19/03/2013].

 

بالإضافة إلى أنه بوجود هذه الحكومة سيصبح تقديم المساعدات المالية والسلاح رسمياً سواء أكانت موجهة إلى الجزار بشار الأسد، أم المساعدات الأمريكية التي تقدمها أمريكا مباشرة أو غير مباشرة للمعارضين لدعم خطتها، فبهذه الطريقة تكون قد قطعت الطريق أمام من يتهمها بالقيام بتقديم المساعدات المالية والسلاح غير الشرعي بواسطة عملائها.

 

كما أنه بالرغم من أن أمريكا وإنجلترا وفرنسا عبرت من قبل عن معارضتها لتسليح المعارضة، إلا أنها في 15 آذار 2013 عبرت عن عدم وقوفها في وجه نداء تقديم المساعدات العسكرية للمعارضين في سوريا. وعن ذلك فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقوله: "لن تقوم أي من أمريكا وإنجلترا وفرنسا أو أي دولة أخرى بمنع أية دولة تقرر إمداد المعارضة السورية بالسلاح" [صحيفة الزمان التركية، 19/03/2013].

 

وبذلك بقيام أمريكا بإيقاظ صورة تلبية رغبات دول الكفر التي تقدم المساعدات العسكرية للمعارضة في سوريا، تأمل بشد تلك الدول إلى صفها وتأمل أيضا اعترافها برئيس الحكومة المنتخب حديثا. وبالطبع لن تهمل أمريكا عند الحاجة من يعمل في صفها ويقدم المساعدات العسكرية للمعارضة.

 

من ناحية أخرى من خلال اختيار رئيس الحكومة المؤقتة الجديدة، يراد إعطاء صورة عن فقدان نظام الأسد للشرعية التي لم يحصل عليها أبدا. إلا أن ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في تركيا خالد هوجا أعلن عن: "أن اختيار رئيس الائتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب كرئيس للجمهورية السورية واختيار الائتلاف الوطني المعارض كمجلس سوريا، واختيار رئيس الوزراء المنتخب والحكومة المؤقتة كرئيس وزراء وكحكومة، يعني فقدان سلطة الأسد لمشروعيتها سواء داخل البلاد أو في العالم أجمع" [صحيفة ييني شفق التركية، 19/03/2013].

 

وحتى تتمكن أمريكا من تحقيق خطتها هذه التي تخيلتها، ستبدأ أولا بالسعي لاكتساب هذه الحكومة المؤقتة التمثيل الرسمي لدى المؤسسات التي تخدم سياساتها مثل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. وهكذا ستكون هذه الحكومة قد حصلت على الرسمية بحصولها على مكانة في هذه المؤسسات، بعد ذلك ستعمل على حصول هذه الحكومة الجديدة على الشرعية باعتراف أوروبا والبلاد الإسلامية بها.

 

كما هو معلوم فإن هذه المبادرة ليست مبادرة جديدة تقوم بها أمريكا تجاه سوريا. بل قامت بعدة مبادرات مماثلة من قبل، إلا أن الشعب السوري وخاصة الثوار المخلصون في سوريا لم يقبلوا أياً من هذه المبادرات.

 

كما أنها بعد بدء الثورة السورية قامت بإيجاد تشكيل باسم المجلس الوطني، إلا أنها دون إحداث تقدم أو نجاح مع مرور الوقت، بعد هذا الفشل، وبيد من (إنجلترا وفرنسا) اللتين تمثلان أوروبا ومن عملاء مثل قطر والأردن تم ارتفاع حدة الرأي العام حول عيوب المجلس الوطني وضرورة تغييره، لذلك قامت بتشكيل الائتلاف الوطني.

 

بالرغم من أنها نصبت على هذا الائتلاف معاذ الخطيب صاحب الهوية الإسلامية وللأسف الذي قام بخيانة المسلمين، إلا أن مسلمي سوريا المخلصين لم يقبلوه هو أيضا. إلا أن أمريكا التي قامت بعقد اجتماع بعد اجتماع، كما قامت بإعطاء العميل الجزار بشار الأسد مهلة بعد مهلة لقتل آلاف المسلمين بالمساعدات المالية والعسكرية التي قدمتها له، باءت جميع محاولاتها بالفشل وأصبحت في مأزق من جميع النواحي. وفي النهاية اضطرت إلى بدء مبادرة جديدة بتشكيل حكومة مؤقتة في تركيا العميلة وتنصيب عميل أيضا على رأس الحكومة هذه.

 

إذن فأمريكا تهدف لتخطي الأزمة في سوريا بهذا الشكل. وفي وجه فخ هذه المبادرة الذي نصبته أمريكا وموالوها وأتباعها، فإن الثوار المخلصين ما داموا مؤمنين من قلبهم وباقي أعضائهم، بهيمنة الله وبسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وبقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد: 7] فإنهم وبإذن الله لن يقعوا أبدا في هذا الفخ وسيمحق الله هذه الفخاخ وترد على أصحابها فتلحقهم بالهزيمة والخسران. وذلك لأن من يبغي العزة من الإسلام لن يكون له بديل غير هذا.

 

لذلك ففي حال ثبوت الثوار السوريين المخلصين على هذه الحقيقة فلا بد أن يؤيدهم الله بنصره، وعندها تقوم كابوس الكفار وما بذلوا كل جهدهم للحيلولة دونه دولة الخلافة الراشدة التي يشد المسلمين بأسنانهم عليها فتنتقم لما قام به الكفار المستعمرون وعملاؤهم للمسلمين.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ، فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ" [رواه احمد]

 

((وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ))

 

 

رمضان طوسون / ولاية تركيا

 

25 من جمادى الأولى 1434

الموافق 2013/04/06م

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...