اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

كلمة للمضبوعين


أبو مالك

Recommended Posts

تفكير بصوت مرتفع حول الدول الغربية وأنظمتها للمضبوعين بنهضتها الصناعية وظنهم أن هذه النهضة الصناعية والتقدم العلمي يعني أن لديها أنظمة للحكم والمجتمع يمكن أخذها والتنعم بخيراتها وتفيؤ ظلالها

وإن كانت الأفكار غير مرتبة، وتمثل انطلاق الخاطر بما تجود به القريحة، إلا أن القارئ الفطن لا بد سيدرك المغزى ويفهم الفكرة ويبني عليها

أقول وبالله التوفيق

ما أحببت أن أعلق عليه هو مسألة أن العلوم والتكنولوجيا والتقدم فيها لا يعني إنتاج أنظمة حياة ومجتمع متقدمة، فليس نظام التكافل الاجتماعي على سبيل المثال وليد اختراع الكمبيوتر أو يمت له بصلة

فعلى سبيل المثال، شركات الأدوية التي تتقدم في صناعة الأدوية وتجري الأبحاث التي تكلف مليارات الدولارات إنما تقوم بهذا لأجل الربح المالي الصرف، وبالتالي فتراها إذا توصلت إلى دواء لا يمكنها الحفاظ على حقوق ملكيته، فإنها تحجم عن إنتاجه لأنه عرضة للتقليد وبالتالي فإنها إذا لم تحقق القيمة المادية، فإنها لا تعبأ أبدا بالقيمة الانسانية،

لذلك انفصم التقدم العلمي عن أن يكون صنو التقدم الانساني،

فلذلك تجد الملايين في أفريقيا يموتون جراء أوبئة من السهل مكافحتها ولكن الشركات التي تحتكر الأدوية هذه لا تهتم بعلاج الفقراء

مسألة أخرى تمثل مثالا ثانيا، في قلب الدول الصناعية تجد الشركات عابرة القارات تقفل فروعها في أمريكا نفسها لتفتحها في بنغلادش أو الصين لأجل التهرب من الضرائب، ولأجل الحصول على اليد العاملة الرخيصة، مما يتسبب في تشريد آلاف الأسر في أمريكا نفسها من العاملين في المصانع التي أقفلت ليستمتع أصحاب رأس المال الكبار بتنمية ثرواتهم بعيدا عن رعاية مصالح الشعب وطبقاته الكادحة

وهذا مثال ثان على الانفصام التام بين التكنولوجيا والعلم وبين القيم المجتمعية ورعاية الشئون

لذلك فالعقلية التكنولوجية العلمية الغربية إنما هي عقلية رأسمالية صرفة تقوم على القيمة المادية فقط ، وبسبب سيطرتها التامة على المال فإنها تصوغ أنظمة الحكم لتناسب مصالحها، وأبسط نظرة على المجتمعات الغربية تجد العلاقات فيها كلها مصاغة بحيث يكون الجميع في خدمة أصحاب رأس المال الكبار، لذلك ترى أن السائد هو أن يملك خمسة في المائة من الشعب خمسة وتسعين بالمائة من الثروة في تلك المجتمعات والباقي يعيش فقط ليسدد فواتيره آخر الشهر ويكد ويعمل الليل والنهار ليسد رمقه والإحصائيات كلها تشير إلى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم

أمر آخر أحب أن انبه عليه وهو ارتباط الدولة الغربية الصناعية الرأسمالية بالاستعمار ارتباطا غير قابل للانفصام

فقبل عدة قرون تمثلت الدول الاستعمارية بهولندا وإسبانيا وبريطانيا وفرنسا، ثم مع دوران عجلة الصراع بين الدول في الغرب الأوروبي تضعضعت قوى وانهارت وخرجت من الساحة وبقيت أخرى، وتمثل الصراع على الاستعمار بين فرنسا وبريطانيا وحاولت ألمانيا وإيطاليا الدخول على الساحة الاستعمارية ثم ورثت أمريكا ذلك كله، مما يدل دلالة قاطعة على ارتباط العقلية الغربية بالاستعمار كوسيلة لمص دماء شعوب العالم وإخضاعها لهيمنتها ونهب خيراتها وبترولها واستعباد شعوبها بعد أن تترك أيديهم خالية من موارد بلادهم الطبيعية وبالمقابل تتمتع بنمط معيشة مرفه

فأنظمة الحكم الغربية إذن أنظمة استعمارية استعبادية من الدرجة الأولى ولا يمكن الانعتاق من التبعية لها إلا بالخروج على النظام العلماني العالمي وإقامة النظام الاسلامي الذي يشكل التحدي والنقيض لهذه الأنظمة

مسألة أخرى وهي ارتباط هذه الأنظمة الغربية الصناعية الرأسمالية العلمانية بأسلحة الدمار الشامل واستعمال هذه الأسلحة في حروب أفنت الملايين من البشر في سابقة لم يشهد لها العالم القديم ولا الحديث نظيرا

فالحرب العالمية الأولى والثانية أفنت ما يزيد عن الخمسين مليون انسانا، وحروب فيتنام وكوريا والعراق وأفغانستان وأشباهها التي أفنت الملايين أيضا وجوعت الملايين وأنزلت قرابة المليون عراقي قبورهم، من أجل أطماع الانسان الغربي الصناعي العلماني وجشعه كلها دليل على طبيعة تلك الدول

ثم إن بقاء بلادنا مرتبطة بتلك الدول أكبر المصائب، فها هي قتلت صدام وجاءت بعده بالمالكي الدمية الذي لم يأت للعراق ولا لأهلها بأي خير، وأبقاها تابعة لأمريكا،

وبالمثل كرزاي أتى للحكم وما هو إلا دمية لإبقاء المصالح الأمريكية في المقام الأعلى

فهل تتوقع أن نلجأ لأمريكا لإنهاء الأسد مثلا، ثم تأتينا بكرزاي (الخطيب) جديد لا يهش ولا ينش لأهل سوريا وإنما يحافظ على دلال اسرائيل؟

كل هذا يدل دلالة قاطعة على طبيعة الدول الغربية

فهل مثل هذه الدول تشكل مثالا لنا نحتذيه؟ ماذا قدمت للعالم غير الويلات والمصائب والنهب للخيرات والشقاء؟

لا حل للأمة الاسلامية من مصائبها إلا بالانعتاق من التبعية للغرب ومثاله وديمقراطيته النتنة، وعلمانيته القذرة، ومبادئه الهدامة، وقيمة المنحطة

إن الترويج لمثل هذه القيم في هذا العصر بعد ان اتضح عوارها وبان شنارها إن هو إلا استمراء للعبودية وعشق المقتول للقاتل

والحمد لله على نعمة الاسلام

رابط هذا التعليق
شارك

 

لا حل للأمة الاسلامية من مصائبها إلا بالانعتاق من التبعية للغرب ومثاله وديمقراطيته النتنة، وعلمانيته القذرة، ومبادئه الهدامة، وقيمة المنحطة

إن الترويج لمثل هذه القيم في هذا العصر بعد ان اتضح عوارها وبان شنارها إن هو إلا استمراء للعبودية وعشق المقتول للقاتل

 

 

 

لا فض فوك يا طيب !

 

 

 

.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...