اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

هيتو - يا غرب ما لنا غيرك / أبو باسل


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

 

هيتو - يا غرب ما لنا غيرك

 

 

الخبر:

 

الجزيرة نت ١٤/٤/٢٠١٣ دعا رئيس الحكومة السورية المؤقتة المُكلف غسان هيتو أمس الغرب إلى تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات.

 

وقال في مقابلة مع صحيفة تايمز البريطانية إنه لا يطالب بريطانيا وشركاءها بمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التدخل عسكرياً في سوريا "لكننا نريد تزويد الجيش السوري الحر بأسلحة نوعية، بما في ذلك الصواريخ القادرة على إسقاط الطائرات المقاتلة التي تستمر في قصف المدنيين".

 

وطمأن هيتو المجتمع الدولي بأن الأسلحة التي تذهب لقيادة الأركان المشتركة التابعة للائتلاف السوري المعارض لن تقع في الأيدي "الخاطئة" مشيراً إلى أن الجدل يدور الآن حول تزويد المعارضة السورية بالأسلحة.

 

 

 

التعليق:

 

إن الارتهان السياسي للغرب هو أبرز ما يميز الخونة والعملاء، فهم يسوقون الخطط الخبيثة والمؤامرات القاضية بتحقيق الرؤى الغربية الخاصة بقضايا شعوبهم وأمتهم، ويعملون على إلباسها ثوبا وطنيا أو قوميا إمعانا في التضليل المتبع، حتى تلقى قبولا لدى الشارع عبر دغدغة مشاعره في قضية ما أو هدف نبيل يرغب بتحقيقه.

 

فمطالبة غسان هيتو المشبوهة من الغرب، بدعم حكومته والإطار الذي انبثقت عنه وهو الائتلاف السوري، تندرج ضمن إناء الارتهان السياسي للغرب، عبر تسليمه مفاتيح الحل والقبول به ناصرا ومعينا، وكأن لسان حال الحكومة المؤقتة والائتلاف يقول (يا غرب مالنا غيرك يا غرب) بالرغم من أن حناجر الثوار في الشام منذ عامين تلهج بذكر الله ومستعينة به ومستبشرة بنصره.

 

فقد منّ الله سبحانه وتعالى على الكثير من الكتائب المقاتلة في الشام بغنائم من السلاح والعتاد فاقت ما قد تصوره أكثر المتفائلين تفاؤلا بالغنيمة، حتى أصبح لديهم الدبابات والطائرات والعربات المدرعة وقاذفات الصواريخ، والكثير الكثير من الأسلحة المتنوعة والذخيرة لتغنيهم بذلك عن استجداء الغرب وعملائه من حكام المنطقة لدعمهم المشروط بالسلاح الخفيف لقاء تنفيذ أجندات مشبوهة، ولكن الخونة أبوا إلا أن يستجدوا الغرب ويرتموا بأحضانه، بالرغم من خذلانه لهم المرة تلو المرة.

 

إن قيادات الائتلاف السوري يتقاسمون الأدوار والتصريحات، فمنهم من يطالب بتدخل مباشر للناتو في سوريا، ومنهم من يتذرع بالمجازر اليومية فيطلب إنشاء منطقة عازلة في الشمال أو الجنوب بإشراف دولي، وآخرون يطالبون بممرات دولية آمنة تحرسها عين الغرب، والبعض يغرد بتوسيع نطاق صواريخ الباتريوت الدفاعية لتغطي كامل الشمال السوري، أو تنفيذ حظر جوي تديره أجهزة الغرب العسكرية، حتى وصل الأمر للمطالبة بطلعات جوية لطائرات غربية مقاتلة بحجة ضرب معاقل الأسد قد يتبلور عنها استخدام الطائرات بدون طيار، وغيرها من المطالبات التي تصب جميعها في الإناء نفسه الخائن المرتهن للغرب، متناسين حقيقة أن الغرب وعلى رأسه أمريكا هو من يقف خلف النظام الأسدي ويمده بسبل الحياة ليستمر بوحشيته أملا في تطويع الثورة وحرفها عن أهدافها الإسلامية التغييرية الحقيقية.

 

أما فيما يخص تطمينات هيتو بعدم وصول الأسلحة للأيدي (الخاطئة) وهو يقصد بذلك الكتائب الإسلامية المقاتلة والمخلصين من كتائب الجيش الحر، فهو يثبت حقيقة الدور المشبوه لقيادة الأركان المشتركة بقيادة سليم إدريس، وأن هذه القيادة قد صنعت من أجل التسلق على أكتاف الثوار المخلصين وسرقة إنجازاتهم العسكرية والالتفاف عليها، ومحاولة جرهم إلى مستنقع التبعية والارتهان للغرب الاستعماري، كذلك فإن هذه القيادة ليست سوى أداة لحماية العملاء الجدد من قيادات الائتلاف وأجهزته وما أفرزته من حكومة مؤقتة علمانية، لتجعل منها أمرا واقعا وتفرضها على الشعب الثائر بالحديد والنار تماما كما يفعل شبيحة بشار.

 

والأمر الآخر الذي يخص هذه التطمينات، يبرهن حقيقة الغرب الماكر، وأنه يتربص بأهل الشام ولا يقبل منهم حق تقرير مصيرهم باختيار الإسلام بديلا عن النظام العلماني في الشام، وأنه يقف بالمرصاد أمام تطلع الأمة للانعتاق من هيمنته الاستعمارية، ولسان حاله يقول، نحن معكم طالما قبلتم بهيمنتنا عليكم ورضيتم العلمانية دينا، اما ان اخترتم الاسلام فسنستمر بمحاربتكم وقتلكم والتضييق عليكم لتتخلوا عن دينكم وثورتكم وانقيادكم لنبيكم، ولهذا فإن هيتو يطمئن الغرب بأن لا يصل السلاح لكل من يرفض السير ضمن الإرادة الدولية وقوانين اللعبة الغربية.

 

إن ثورة الشام الربانية قد أعجزت قوى الشر عن تطويعها، وإن نجاحها يتحقق بالتكاتف حول المشروع الرباني المتمثل بدولة الخلافة الراشدة، فعلى المخلصين من الثوار والكتائب المقاتلة أن يغذوا السير في سبيل إسقاط النظام برمته، وتحقيق التمكين في الأرض، عبر اجتثاث أركان النظام العلماني ومؤسساته المشبوهة، وتبني مشروع الأمة الرباني وميثاقها، وأن تسلم قيادتها للحزب السياسي الفذ، الذي أعد لدولة الإسلام دستورا وقوانين وخططاً وأنظمة ورجال دولة وتصورات لكافة مناحي العمل السياسي والاقتصادي وغيرها من مناحي الحياة، وهو الحزب القادر بإذن الله على أن يسير بها نحو بر الأمان والنصر، بقيادة العالم العامل عطاء بن خليل أبي الرشتة أمير حزب التحرير حفظه الله، فقيادة الدول تحتاج إلى السياسيين المخلصين العارفين بأحوال السياسة الدولية ومراكز الدول وخططها وأساليبها وثقلها ونقاط ضعفها وتحالفاتها وموقعها الدولي ووزنها وتأثيرها على حكام المنطقة وارتباطاتها بهم، فالولوج بالحلبة الدولية لا يكون إلا عن وعي وإدراك ونظرة ثاقبة تنطلق من قاعدة صلبة أساسها الإسلام العظيم.

 

إن شعار (يا الله ما لنا غيرك يا الله) الذي تلهج به ألسنة الثوار في الشام ، لن يضيره تواطؤ هيتو وزمرته الخائنة، وسيبقى شوكة في حلق المرتهنين بالغرب الكافر المستعمر.

 

 

 

أبو باسل

 

08 من جمادى الثانية 1434

الموافق 2013/04/18م

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...