اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خطبة الشيخ عصام عميرة


Recommended Posts

الجمعة 17/9/1434 هـ

الموافق 26/7/2013 م

 

قائد شرطة دبي والخلافة

 

 

(الخطبة الأولى)

 

أيها الناس: إن الحديث عن عودة الخلافة الإسلامية وإقامتها من جديد في بلاد المسلمين قد بدأ يتصدر قائمة المواضيع الهامة التي يتناولها القادة الفكريون وصناع القرار من السياسيين والعسكريين داخل العالم الإسلامي وخارجه، وذلك لسببين: أولهما قوة تأثير عمل العاملين بجد في مشروع إقامتها، وثانيهما إخفاق الحركات الإسلامية التي تعمل في الأمة دون أن تحمل مشروع الخلافة بشكل ظاهر ومحدد، وخصوصا بعد أن وصل بعضها إلى الحكم كما في تركيا ومصر وتونس. وآخر ما حرر في هذا الشأن، التصريح الذي صدر عن قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان تميم، والمتعلق بالخلافة. ومما جاء فيه: (إذا كان هناك خلافة صحيحة ستقوم، فلا بد أن تنطلق من بلاد الحرمين من الجزيرة العربية كما بدأت، لأنها عندما خرجت ضاعت). وانتقد العلماء الذين يدعون للجهاد عبر الميكروفونات دون أن يقودوا هم وأبناؤهم الأعمال الجهادية، وقال لهم: (لماذا أنتم أبعد ما تكونون عن الجهاد؟ فالجهاد ليس كلمة تقال على الميكروفون وبس خلاص وانتهى)! وخاطبهم قائلا: (كونوا قدوة وأنا وراؤكم). وكان هذا التصريح قد صدر في حلقة تم تسجيلها على قناة "روتانا" قبل شهر رمضان، وقبل سقوط حكم الإخوان في مصر، وعرضت قبل أسبوعين. وكان تصريحه هذا في معرض هجومه القاسي على جماعة الإخوان.

أيها الناس: لقد أثارت تصريحات هذا الضابط الكبير الكثيرَ من الجدل والأخذ والرد، وإذا كان لا بد من تعليق عليه، فنقول بأنه يعلم قبل غيره أيّ الحركات الإسلامية تعمل بجد للخلافة، باعتباره يقف على رأس الهرم الأمني في دبي، ويعلم أيضا ماذا كان يجري في زنازين المخابرات الإماراتية من تعذيب لحملة الدعوة من الشباب الداعين للخلافة، وكيف أن إماراته كانت تستجلب معذِّبين من بلوشستان لا يتكلمون العربية، ولا يفرقون بين إخواني وتحريري، أو سلفي وتبليغي، أو سني وشيعي أو غيرهم من أطياف العمل الإسلامي، فيعذبون من يقع تحت أيديهم عذابا نكرا، يعصبون أعينهم، ويديمون تعذيبهم لشهور طويلة أو سنوات، ثم تقوم شرطة خلفان هذا بإبعادهم عن الإمارات إلى بلادهم الأصلية دون حقوق مالية أو إنسانية بعد طردهم من وظائفهم. ولم يكونوا يسمحون لذويهم بزيارتهم. ثم يتبجح اليوم بأنه قد أدخل قسما جديدا في شرطته لمراقبة حقوق الإنسان!!

وأما الخلافة يا ضاحي فإنها قائمة بإذن الله، وسيبلغ حكمها ما بلغه الليل والنهار، وستكون بلاد الحرمين الشريفين وإماراتكم وبيت المقدس وغيرها من مناطق العالم الإسلامي تحت سلطان الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة قريباً إن شاء الله... نعم يا ضاحي، فالخلافة الإسلامية قادمة بوعد رب العالمين سبحانه الذي لا يخلف وعده حيث قال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}. وبشرى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال: "تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ". ولكن من أين تبدأ وأين سترتكز فلا يملك أحد أن يتنبأ بذلك، فإن كانت في بلاد الحرمين الشريفين فبها ونعمت، وإن كانت في بلاد الشام فكذا بها ونعمت، وإن قدر الله أن تكون في مكان آخر فالحمد لله، نسلم الأمر له سبحانه، ونستبشر بها أينما حلت، فهي الخير ومنها الخير. ولكن الخلافة يا ضاحي تحتاج لرجال يعملون لإقامتها، ولأهل قوة ينصرون من يدعون لها، فلماذا لا تكن أنت من الداعين لها والناصرين لدعاتها بدل ملاحقتهم واعتقالهم وتعذيبهم وفصلهم من وظائفهم وطردهم من بلاد المسلمين التي جعلكم الله مستخلفين فيها؟ وهل تظن بأنكم إن حاربتم الخلافة، ومنعتم دعاتها من مخاطبة الناس بها والطلب منهم إعادتها، أنكم ستنجحون في ذلك؟ إنكم إذن واهمون، ولن تعجزوا الله شيئاً، ولقد أهلك الله من كانوا أشد منكم قوة وأكثر جمعا!!

أيها المسلمون: لقد أضحى أمر الخلافة كالشمس في رابعة النهار، لا يملك أحد أن يخفي شأنها، أو ينكر فرض العمل لها، أو أن يشكك في بشرى تحققها، بل أضحت مطلب الجميع، ومجرى حديث الخاصة والعامة، ويستبشر بها الصالح والطالح من الناس. وإننا ندعوكم للعمل مع العاملين الجادين لإقامتها يداً بيد لإنقاذ الأمة من براثن الجهالة والضياع، والتبعية والذل والانصياع للغرب والشرق، حتى تعود أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس. {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ}، كما أبطأ الكثير من أبناء المسلمين عن العمل الجاد لإقامتها، فقد آن الأوان لترك الإبطاء والركون، وحان وقت ركوب الصعاب وتخطي العقبات وتحدي الجلادين وأرباب السجون. ولنجدد العهد مع الله أن لا نكل أو نمل حتى تقوم الخلافة، ونحافظ عليها بعد إقامتها إن شاء الله، ولنكن في صف الذين سهروا الليالي الطوال، وضحوا بزهرة شبابهم من المؤمنين الأتقياء الأخفياء الأنقياء، وجابهوا الطغاة والمجرمين من حكام المسلمين من أجل إقامة الخلافة وجمع المسلمين للعمل وتأييد إقامتها، {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}. واعلموا أن نتائج كل تلك التضحيات تبدو متلألئة براقة، تبشر بقرب انبلاج صبح الخلافة بحول الله. فكونوا مع العاملين لإقامتها تنالوا العز والنصر والسناء والرفعة والتمكين في الدنيا، ورضوانا من الله أكبر، وذلك هو الفوز العظيم.

 

(الخطبة الثانية)

 

أيها الناس: إن تصريحات قائد شرطة دبي تشي بتعاظم عمل العاملين لإقامة الخلافة، وهو يعلم حجم إماراته بأنه أصغر من أن يرى على خارطة العمل الدعوي، ويعلم تماما أن الإمارات لا تصلح أن تكون نواة لدولة الخلافة العملاقة، ولذلك فهو يلفت نظر الطواغيت من حكام الحرمين وأمثالهم إلى هذه المسألة الخطيرة على حكمهم جميعا، ويستنفرهم ليكونوا لدعاة الخلافة بالمرصاد، كما فعل طاغية الشام بشار عندما لفت نظر أميركا والغرب إلى خطورة دعاة الخلافة في الشام، وأن خطرهم لن يقف عند حدود سوريا، بل سيمتد إلى الأردن وتركيا والعراق، وسيغير خارطة الشرق الأوسط كلها، وسيمحو كيانات بأكملها عن تلكم الخارطة، وصدق وهو كذوب. ولكن هنا فرق كبير بين ضاحي وبشار، فالأول عسكري مطلوب تأييده ونصره لنعيد به وبأمثاله بدرا ثانية، وأما الثاني فمطلوب رأسه، وكلاهما مطلوب نظامه لنقيم الخلافة على أنقاضهما.

أيها الناس: لم تعد الخلافة حلما يداعب الخيال، أو هدفا غير قابل للتحقيق، بل أصبحت بفضل الله حقيقة واقعة تقض مضاجع الكافرين وأعوانهم، وتملأ بالأمل قلوب المسلمين العاملين وغير العاملين، ولا عجب، فهي الوعد الرباني الذي لن يتخلف حصوله، والبشرى النبوية التي أظل زمان تحققها، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...