الثورات واسطوانة المؤامرة

[منذر عبدالله]

مازال بعض جهلة العرب من القومجيين واليساريين ومن على شاكلتهم يرددون مقولة أن الثورات كانت بتخطيط غربي. فلما نسفت ثورة الشام تلك النظرية الساقطة, لجؤوا الى اللف والدوران والتخريجات الواهية. وحين ظهر لكل متابع حقيقة الموقف الأميركي من نظام الأسد وتواطؤها معه وحرصها على بقائه, خرج هؤلاء ليقولوا : نعم لا ننكر هذا الموقف الأميركي, ولكنه طارئ, فقد حاولت إسقاط النظام ثم حين أدركت عجزها وفشلت عادت لتتعامل معه وتسلم ببقائه, وخاصة بعد ظهور القاعدة ونفوذها في الثورة"

 

والآن تأتي أحداث مصر لتثبت أن ما يسمى "الاسلام المعتدل" لم يكن خيارا للغرب قد خطط له وأقام الثورات من أجله, بل إضطر لاستخدامه بعد الفراغ الذي نشأ إثر السقوط المفاجأ للعميل.

 

الصورة الواضحة هي أن الأمة في حالة تململ بل حراك تدفعه أحاسيس النهضة ومشاعر الأمل التي تحذوا الأمة بغد أفضل في ظل حكم الله ودولة الخلافة.

 

الأمة باتت أكثر وعيا وأقوى إرادة ولم يعد من السهل التحكم بها وإن لم تصل الى الحد المطلوب بعد ولكنها في صعود, بل نرى بوضوح أن ذلك ما عاد ممكنا للغرب إلا عبر البطش والقتل والتدمير إلى درجة إستخدام الصوارخ البالستية والسلاح الكيميائي ولم تخفى حقيقة ذلك على أهل الشام فخرجوا يصرخون بوجه الكفر "أميركا: ألم يشبع حقدك من دمائنا"

 

أما مصر: فلولا دخول "الاسلاميين" في اللعبة السياسية الآثمة ومشاركتهم في إخماد الثورة لما توقفت ثورة ٢٥ يناير ولكانت نحت نفس منحى ثورة الشام ولكانت ثورة كاملة تستأصل النظام كله وتقطع يد الكفر الأميركية من مصر وكل العالم الاسلامي.

 

ستخرس قريبا تلك الأصوات المريضة وتتصدع العقول الجامدة والنفوس اليائسة التي لا ترى خيرا في الأمة, بل لا تتصورها إلا دمىً جاهلة وعاجزة لا خير فيها ... أجل ستقطع الأمة النبيلة تلك الألسنة حين تسترد بعض قواها وسلطانها وتقف على قدميها قريبا, فقد هل هلال الاسلام و بزغ فجره ولاحت بشائره وأشتد عود رجاله وأمتلئت قلوب الكفر ذعرا وقلوب المؤمنين أملاً من قرب ظهوره, وإنتشرت في الأرجاء نسائمه العطرة وتكاد تشرق شمسه لتنهي ليلا مظلما دام, ليعم نور الاسلام الأرض كلها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم " فلا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الاسلام بعز عزيز أو بذل ذليل"

 

منذر عبدالله