يا ابناء مصر: منطق الغلبة والقهر واللالغاء والقتل يدمر البلد

[منذر عبدالله]

الاحتقان الموجود في مصر وحالة الاستقطاب الحالية غير مسبوقة في تاريخ البلد. إنقسامٌ شديدٌ جداً تشهده مصر بين الاخوان ومؤيديهم من جهة وقسم كبير من الناس من جهة أخرى.

 

الأمر الخطير أن كلا الطرفان ينظر للاخر بمنطق التكفير الديني أو السياسي ويبني على ذلك موقفه السياسي من الآخر الى درجة تصل حد الاندفاع الى شطبه والغائه من الوجود.

 

كلا الطرفان يشيطنُ الآخر ويلصق به كل الموبقات من إتهام بالخيانة والتكفير في أجواءَ مشحونة جداً تجعل كل طرف منهما يفقد توازنه من شدة الانفعال والغضب ما يجعله عاجزاً عن التفكير والحس السليم.

 

نقول للطرفين: لا يمكن لأي منكما أن يلغيَ الآخر. من السهل أن تقول عن الآخر أنه كافر أو منافق أو خائن أو إرهابي, ولكنك تشرعن بذلك قتل أخيك بل إبادة جزء كبير من شعبك إن لم يرضخوا لك أو ينزلوا عند رأيك وتحرق بذلك البلد وتغرق المركب بمن فيه وتخسر الدنيا التي تتنازعون عليها والآخرة التي كدتم تنسونها.

 

إن هذا المنطق مدمرٌ ولا يؤدي الى نتيجة, بل يُدخل مصر في صراع دام لا نهاية له. الأصل أن يحصر الخلاف والصراع في الإطار السياسي دون اللجوء الى العنف.

 

إن ما يُدمي القلبَ أن كل هذا الاصطفاف ليس فيه طرفا يرفع لواء للحق والدين, فكلا الطرفان يرفع شعار الدولة المدنية والديمقراطية وكلاهما يستقوي بالخارج.

 

نقول للطرفين: إتقوا الله وأعلموا أن السلطة التي تتصارعون عليها لا تستأهل قطرة دم واحدة, بل هي سلطةٌ آثمةٌ لا تحكم بما أنزل الله, ولا ترفع راية لا إله الا الله.

إنّ من يُقدمون أنفسهم على أنهم أبناء للحركة الاسلامية والتيار الاسلامي يتحملون مسؤولية أكبر من غيرهم لأن ما يفعلونه يحسب عليهم ويطال الاسلام منه بعض أذى.

 

فالينظر كل واحد منكما الى نفسه قبل أن ينظر الى الآخر, فسيجد أن ما يكرهه في خصمه وينتقده عليه موجودٌ فيه.

 

إن من يُكفّر أو يُشيطن أخيه من أجل قتله مجرمٌ مضاعفٌ إثمه...

فهو يحمل إثم التكفير والشيطنة, ويحمل إثم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

هل من مخرج من هذا الانقسام المخيف والأجواء المسمومة؟

 

أجل . . .(وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله)

 

حكّموا كتاب الله بينكم وهو قادر على نزع البغضاء من صدوركم وقادر على جمع شملكم وقادر على النهوض بمصر لتكون قائدة للأمة كلها بدل أن تكون جرحا عميقا يدمي قلوب كل المؤمنين.

 

منذر عبدالله