الغرب والخداع الديمقراطي

[منذر عبدالله]

الغرب والخداع الديمقراطي...!

 

حين وجدت بريطانيا أن الهجوم الذي كانت مندفعةً جداً للمشاركة فيه على نظام بشار ليس كما تريد هيَ, وأن أميركا تنفرد بتحديد طبيعته وأهدافه تراجعت عن المشاركة فيه وأخترعت حكومة ديفيد كاميرون فكرة إستشارة مجلس العموم "ممثل الشعب" وهيأت الأجواء لنتيجة تريدها فكان إنسحابها "ديمقراطيا" ومثل صفعة لأميركا, مع أنها أي حكومة كاميرون لم تكن ملزمة دستوريا بالعودة الى المجلس الذي كان في عطلة.

 

ثم حين وجد أوباما أن الظروف والتكتيكات قد تغيرت عدل عن الضربة أو أجّلها الى حين وتذكر فجأة أن لديه مؤسسة منتخبة كما هو الحال في بريطانيا فقرر العودة اليها لتكون """"التخريجة"""" المناسبة لانسحابه من العملية حاليا.

لم يكن أوباما مضطرا للعودة إلى مجلس الشيوخ ليمضي في عمليته "المحدودة" جدا والتي لا تورط أميركي بري فيها, وإنما هو الخداع الديمقراطي. كم مرة هاجم فيها أوباما أهدافا في الصومال وفي اليمن وفي الباكستان دون العودة الى ديمقراطيته الكاذبة...! كم روح أزهقت طائراته القاتلة من دون العودة إلى مجلسه الغائب عن الوعي وعن الحس الانساني...!

 

إن طائرات السي آي إيه التي تنتهك سيادة الدول والتي تمارس الاغتيال والارهاب عبر القارات دون حسيب ولا رقيب, والتي تنفذ عمليات إجرامية تستهدف أناس أبرياء بمجرد الشبهة دون أي محاكمات هي خير شاهد على "عظمة النظام الديمقراطي وعدالته" الذي يبيح قتل كل مناهض للإستعمار الأميركي.

أيها المستعمرون:

إن بلاد المسلمين ليست بحاجة إلى تدخلكم كي يستقيم أمرها,فأنتم أساس الانحراف كله في مسار الأمة وخراب ديارها, وأنتم ...أجل أنتم أولياء الأنظمة الدكتاتورية المجرمة والفاسدة, وأنتم من يمُدها بأسباب البقاء, وما إنقلاب السيسي الذي دبرتموه ورعيتم إجرامه بحق المدنيين عنا ببعيد, فكل عاقل يدرك أنكم أس البلاء وأن تدخلكم في بلادنا وشؤوننا أياً كان شكله لا يزيدنا إلا تبارا.

 

إن خلاصنا يبدأ حين نقطع يد المستعمر, وحين ننبذ ثقافته, وحين نقيم نهضتنا على أساس الوحي والايمان بالله سبحانه.

 

منذر عبدالله

[مقاتل]

نعم اخي منذر.....

 

ولذلك فالاستكبار الامريكي والغربي عموما يحتاج الى ند فكري ممثل بكيان سياسي اكثر من حاجته الى ند مادي على ضرورته,,فالند المادي لامريكا وان كان لا يتسنى له مواجهتها الا من خلال تحالفات لكنه موجود وبامكانه هزيمتها ماديا وجعلها اثرا بعد عين كما فعلوا بهتلر ودولته غير انه مصاب بشلل وعقم فكري جعله يغرق في مستنقع الحفاظ على المصالح متخذا من الانحناء والانبطاح والاستسلام طريقته للتعامل مع سطو وجبروت امريكا ظانا انه بذلك يصون مصالحه ويحافظ على نفسه على الرغم من ان الواقع ينطق بان تلك الطريقة ادت الى فقدانه مصالحهة الواحدة تلو الاخرى حتى انحسر وقارب على الانهيار التام ينتظر الضربة القاضية وربما يسقط دونها

 

اذن فحلبة الصراع بحاجة ملحة الى ند فكري مغاير للفكر الامريكي والغربي يصارع افكارهم ويبين فسادها عقليا بالحجة والبرهان وعمليا بتطبيق افكاره واقامة مجتمع قوامه مجموعة القناعات والمفاهيم والمقاييس التي قررها هذا الفكر وبناء مدنية ملفتة للنظر ومعبرة عن ان رحم هذا الفكر خصب ولاد منجب بالتوائم

 

ودور القوة المادية في هذه المرحلة من الصراع هو حماية الكيان الفكري من ردات الفعل العنيفة للعدو الفكري التي ستفرزها هزيمته الفكرية وخسارته المدوية لارض تلك المعركة والتي طرد منها مسحوقا او فر من وقع اول ضربة ولجئ الى النار والحديد يصارع بهما ليثبت فوقيته وتفوقه

 

ولما كان العالم كله بكياناته السياسية ومنظومته التشريعية فائم على ما تقوم عليه امريكا من افكار ومفاهيم علمانية ديمقراطية باطلة وفاسدة هي السبب في ازماته وشقاؤه وهي من كانت سببا في حصر الصراع وتحديد الارقى والاعظم من الاضعف والاوضع طبقا للقوة المادية لما كان ذلك كذلك فلا بد من ان يكون الند الفكري من غير تلك الافكار والمفاهيم ومختلف عنها في عقيدته واصوله وفروعه ومعالجاته

 

هذا الند لا شك انه الاسلام والذي على معتنقيه ان يحملوه ويفقهوه حملا وفقها فكريا ويتخذوه قاعدتهم وقيادتهم الفكرية ليتمكنوا من الاستقلاق عن المنظومة الفكرية والسياسية الغاشمة البائسة المتحكمة في حياتهم وليتمكنوا من اقامة كيانهم السياسي ذا الطراز السياسي الخاص والمميز الذي يحفظ لهم دينهم ودماءهم واعراضهم وكرامتهم وثرواتهم ويكون هو محل تطلع الباحثين عن الحق والاستقامة والهدى وملجئهم وليكون المخلص للبشرية من ظلم وظلمات الفكر الامريكي والغربي

تم تعديل September 2, 2013 بواسطه مقاتل