الضربة الكاذبة

[منذر عبدالله]

في مؤتمره الصحفي بالأمس كرر جون كيري عدة مرات وصفه للثورة في الشام أنها "حرب أهلية" ...!

 

نقول لكل ذي عقل...ماذا يعني هذا التوصيف الجائر...؟ اليس تحريفا للحقيقة الساطعة ومساوات للمظلوم بالظالم...؟ الآ يهدف هذا الكلام إلى سلب الثورة مصداقيتها وعدالة مطالبها...؟

 

الآ يهدف إلى حرمان الثورة حقها الطبيعي في تحقيق التغيير الجذري المطلوب...؟ اليس فيه مؤشر واضح على حقيقة الموقف الأميركي من نظام المجرم بشار...؟

 

كيري لم يترك مجالا للتحليل والتأويل...بل قالها صريحة بالأمس: هي حرب أهلية ولا حل لها إلا بالحوار, بالحل السياسي, وليس بالحرب ولا بالحسم العسكري.

أي أن النظام المجرم قاتل الأطفال ومدمر الديار يعتبر جزءا من الحل عند أميركا, وهي لن تتخلى عنه ليس وفاء لعملائها, أبداً, فقيمة الحذاء عندها مقدمة عليهم, ولكنها بالتأكيد لن يخلع حذائها لتسير في ارض الاسلام المليئة بالشوك والنار قبل أن توجد الحذاء الجديد.

 

هذه هي حقيقة الممانعين.

 

 

 

 

الى كل من يتوهم أنّ تردد أميركا في التدخل العسكري يرجع الى الاعتبارات الديمقراطية أو الدستورية أو مجلس الأمن والشرعة الدولية, عليه أن يسأل مونيكا لونسكي.

 

حين ثبتت خيانة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون لزوجته وإنفضاح علاقاته الساقطة مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لونسكي لم يجد الساقط كلنتون ستارة يتلطى خلفها ليغطي على عورته سوى ضرب السودان وأفغانستان ودون الرجوع الى أحد, لا في الداخل ولا في الخارج.

 

مشكلة أوباما ليست مع بشار ولا مع إيران ولا مع روسيا, فكل هؤلاء يسيرون معه وينفذون ما يريد. ولا يحركه إستعمال الكيماوي ولا عدد القتلى.

 

مشكلته مع الثورة, فقد أعيته, فلم تخضع بالقتل ولا بالمؤامرات, وقد عجز جميع عملائه في المنطقة عن إخضاعها, ومازلنا نذكر كلام سيء الذكر الأخضر الابراهيمي حين قال: إن الثورة في سوريا خارجة عن السيطرة, إنها خارج المسار, ونحن نعمل لإعادتها إلى المسار الصحيح كما فعلنا في تونس ومصر. فقرر أوباما المجيئ بنفسه ليشرف على الأمر عن كثب, وليعمل على وضع الثورة على المسار الذي يريد تحت التهديد والنار.

 

ولكن خسىء وخاب ظنه, ولن يكون له ذلك بإذن الله ولو إستمر الصراع عقودا, ونحن ندرك أن خلع الصليبيين ونفوذهم من أرض الشام, لن يكون إلا بأمثال حطين...أجل ...حطين وقادة ربانيين أمثال صلاح الدين, وهم والله موجودون, بل موجود في الأمة من يجدد فيها سيرة الراشدين, كما بشّر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ثم تكون خلافة على منهاج النبوة (تعقب الحكم الجبري).

 

 

 

 

كيري يطلب من نظام بشار تسليم السلاح الكيماوي خلال أسبوع لو أراد تجنّب الضربة (الكذبة).

 

بعد أقل من ساعتين على كلام كيري يخرج لافروف ليعلن في مؤتمر صحافي عن مبادرة تدعو إلى أن يضع نظام بشار السلاح الكيماوي تحت إشراف دولي...!

 

لا يمضي إلا بعض وقت حتى يخرج المعلم في مؤتمر صحفي من موسكو ليعلن فيه عن قبول نظام الطاغية للعرض الروسي...!

 

هل يحصل كل ذلك في ساعات دون ترتيب...!؟ أبداً.

 

بمجرد أن أجّل أوباما تحركه العسكري الذي كان قد أعلن عنه كعقاب لاستعمال الكيماوي, ظهر أن هناك تريبا ماكرا تتولاه أميركا يهدف إلى إخراج عملية نزع السلاح الكيماوي بطريقة مسرحية.

 

أميركا تريد نزع السلاح الكيماوي من المعادلة ليس خوفا على الشعب الذي يقتل من دونه عبر البراميل والسكود والسكاكين.

 

بل تريده أن يكون في مكان آمن بعد أن أوشكت الثورة على قطع الأيدي "الآمنة" التي تمسك به خشية أن ينتقل منها إلى أيدي الثوار فتصبح لهم شوكة أمام يهود والأميركان.

 

إذاً....جاء إستعمال الكيماوي في الغوطة ليكون مبرراً أو مخرجا لعملية تسليمه الى الغرب أو إتلافه, وفي المقابل يبقى كل ما يملكه يهود من أسلحة دمار نووي وبيولوجي بأيديهم.

 

ومرة أخرى يَظهر للناس أن الممانعين ما أسهل تجاوبهم مع المستعمرين, وما أشدّ تمنعهم أمام شعوبهم وغلظة قلوبهم السوداء أمامها.

 

 

 

 

 

 

In a Press conference yesterday, John Kerry repeated, a couple of times, his description of the revolution in Ash-Shaam as “a civil war”.

 

We say to all those with intellect: What does this despotic description mean? Isn't this a twisting of the glaring reality, and equating the oppressed with the oppressor? Don't these statements aim to strip the revolution from its credibility and its just demands?

 

Isn't he aiming to forbid the revolution its natural rights in achieving the required fundamental changes? Isn't this a clear indication of the true American position towards the criminal Bashar system?

 

Kerry does not leave any space for analysis and interpretation, he said it frankly yesterday: It is a civil war, and it has no other solution but through dialogue, a political solution, and not through war, nor decisive military action.

 

In other words, the criminal system, children-killer and home-destroyer, is considered part of the solution by US. It does not abandon him, not because of its loyalty towards its agents... not at all... as they (american) consider the value of their shoes as higher than them. However, it will certainly not remove its shoes to walk inside an Islamic land filled with thorns and fire, before it can find a new pair of shoes.

 

This is the reality of the false "resistors".

 

Monzer Abdullah