اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بشار يواصل السقوط بقلم الاستاذ جمال


طارق

Recommended Posts

بشار يواصل السقوط

 

 

 

cat_11.jpg

جمال سلطان

اقرأ أيضا:

زمجرت أمريكا بسفنها قرابة الساحل السوري ، وراح الرئيس الأمريكي يتوعد بشار بالتأديب لاستخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه ، فأعلن نظام بشار الأسد أنه سيقاوم أمريكا ومن وراء أمريكا ، على الطريقة العربية الشهيرة ، ثم لم يمض سوى ساعات حتى ذهب وزير خارجيته إلى موسكو لكي يعرض إنقاذ كرسيه بأي مقابل ، وأعلن من هناك ، من موسكو ، أن بشار مستعد أن يضع سلاح الجيش السوري الكيماوي تحت سيطرة قوات دولية وأمريكية ، الأمر الذي اعتبر أنه أول قطعة ملابس داخلية يقبل نظام بشار بأن "يخلعها" في سبيل بقائه على جثث أبناء الشعب السوري ، ولو أن هذا الطاغية قدم نصف هذه التنازلات المذلة لشعبه منذ البداية ، وقبل أن يستجيب لمطالبهم في مساحة حرية وكرامة وعدالة ووقف عملية نهب ثروات البلد من قبل أسرته وأصهاره وعصابته ، لو أنه فعل ذلك أو حتى نصفه لجنب نفسه وبلاده هذا العار والذل ، ولكن الطغاة دائما جبابرة على شعوبهم ، خرفان أمام الآخرين ، أسرع شيء يفعله الطاغية إذا غضب شعبه أو احتج أن يلجأ إلى السلاح لقمع الشعب وسحله ، ويعتبر الأمر ضياعا لهيبته وهيبة الدولة إذا استجاب لأشواق شعبه إلى الحرية والكرامة والعدل والأمان من استباحة مؤسساته الأمنية القمعية ، الطغاة كما يقول المثل الشعبي المصري العتيق "يخافوا ما يختشوش" ، لا يعرف إلا التلويح بالقوة ، ولا يرتدع إلا إذا لوحت له الأساطيل وزمجرت الطائرات قرب حدوده ، وقتها يقدم فروض الطاعة ، ويتنازل حتى المهانة ، ويستغيث ـ كالطفل اليتيم ـ بأي قوة دولية من أجل أن تنقذه أو تتوسط له عند "الغاضبين" ، لإنقاذ سلطته وعرشه ، ولا يفكر مرة واحدة أن يلجأ إلى شعبه لحمايته ، إنه يخاف من شعبه ، لأنه في قرارة نفسه يعرف أنه عدو لهذا الشعب ، لا يمكن لطاغية قتل أكثر من مائة ألف من شعبه ، واعتقل ربع مليون ، وهجر أربعة ملايين ، ودمر نصف البنية التحتية للدولة بمدافعه وصواريخه ودباباته ، لا يمكن أن يخطر على باله أن يتوب أو يعتذر لشعبه ، أبدا ، إنه يواصل رحلة الذبح والدم حتى النهاية حماية لعرشه وكرسيه لا غير ، ميراث أبيه وميراثه لابنه من بعده ، ويبيع كرامته ، لأنه لا كرامة له أساسا ، أمام الخارج "القوي" ، ويستعين به لسحق شعبه ، وقد فعلها الطاغية معمر القذافي قبله عندما فتح بلاده طواعية أمام لجان تفتيش أمريكية قامت بتفكيك بعض المشروعات المتعلقة بالطاقة النووية وحملتها ورحلت ، وظل هو بنفس صورته التليفزيونية يهدد الشرق والغرب بأنه لن يقبل المساس بالكرامة الليبية ، وأنه رمز الصمود أمام الاستكبار العالمي !!.

الذي يصعب جدا على عقلي استيعابه ، أن بعض المهاويس ما زالوا يتحدثون عن بشار بأنه قائد الصمود والمقاومة والتصدي للعدوان ، بل إن بعضهم بعد أن أعلن قبوله للوصاية الدولية والأمريكية على جيشه وسلاحه ومقدرات شعبه ، وصف بعض المهاويس ما فعله بأنه "حكمة وتروي" ، أحيانا يصعب عليك أن تجد الكلمات التي تصف بها شيئا مثل هذا العار والانحطاط السياسي والأخلاقي والوطني والعروبي معا ، كما يصعب أن تصف مثل هذه العقول الأسطورية ، بشار الأسد منذ توليه السلطة لم يطلق طلقة رصاص واحدة باتجاه "العدو" ، ومع ذلك يقولون هو بطل المقاومة ، وقامت إسرائيل بتأديبه خمس مرات بقصف طيرانها الذي تبختر فوق دمشق العاصمة وحولها وضرب ما شاء من الأهداف التي يختارها ودمرها ، وفي كل مرة يزمجر بشار أمام الميكروفونات ويقول أنه "هايعديها المرة دي" لكن لن يسكت المرة المقبلة ، ثم تضربه المرة المقبلة من جديد، ثم يبلعها ، ثم يجد من يصفه بأنه رمز الصمود والمقاومة ، وقد استخدم صواريخه وطائراته ودباباته لقصف المدن السورية فقط ومحو بعضها من على الأرض لمدة عامين متتاليين وحتى الآن ، وعندما حدث ذات يوم أن أطلقت طلقة "غريبة" باتجاه مدينة إسرائيلية سارع إلى أجهزة الإعلام يقسم بأغلظ الأيمان أنه ليس هو من أطلقها ، وأنه لا يمكن أن "يخطئ" بهذا الشكل ، حتى قبلت إسرائيل اعتذاره وعفت عنه ، ومع ذلك يقولون لك هو قائد الصمود والتصدي .

سيسقط بشار ، بسيف الثورة الشعبية السورية ، وليس بالقصف الأمريكي ، وهو في الحقيقة ـ بإعلانه وضع جيشه تحت الوصاية الدولية ـ قد انتهى فعليا ، وأصبحت المسألة مسألة وقت لرحيله ، لأن الوصاية لها توابع ومطالب متصاعدة ستضيق عليه الخناق تدريجيا ، كما أن الثورة الأعظم في تاريخ العرب الحديث ، ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الطائفي والدموي والعميل ، هذه الثورة الرائعة ، ارتوت بالدم كما لم ترتو ثورة أخرى في العالم العربي ، باستثناء ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي ، والثورة التي ترتوي بمثل هذا الدم تنتصر ، هذا درس التاريخ ، وهذه سنة الحق في الخلق .

رابط هذا التعليق
شارك

هذه الثورة الرائعة ، ارتوت بالدم كما لم ترتو ثورة أخرى في العالم العربي ، باستثناء ثورة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي ، والثورة التي ترتوي بمثل هذا الدم تنتصر ، هذا درس التاريخ ، وهذه سنة الحق في الخلق .

 

هنا وجب التساؤل إذا كانت أي ثورة ترتوي بمثل هذا الدم تنتصر

وقبلها تم ذكر أن الثورة الجزائرية شابهت الثورة السورية من حيث ارتواء الدماء

فلماذا لم تنتصر إذا الثورة الجزائرية

 

والجواب لأن الأساس التي نشأت عليه الثورة السورية مختلف عن غيرها ألا وهو الوعي السياسي وجعلها خالصة لله

 

وبهذا تنتصر وليس فقط الدماء

 

فكم فقدت الأمة من خيرة شبابها ومع ذلك بقيت في ذل حتى هذه اللحظة

 

إذا هو الإخلاص الممزوج بالوعي هو سبيل الانتصار

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...