اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

التغيير يتطلب مشروعا كاملا ولا ينفع معه الترقيع


منذر عبدالله

Recommended Posts

قولاً بليغاً وبلاغاً مبيناً نوجهه إلى كل من ينشد التغيير الحق وخاصة الثوار في مصر والشام وبقية البلدان.

 

إن التغيير والنهضة يتطلبان مشروعاً حضارياً وسياسياً شاملاً, وليس مشاريع ترقيعية...وبعد إنهيار كل النظريات الفكرية والسياسية في العالم ومنها الرأسمالية التي يأكلها الدود, فإن الاسلام وحده القادر على تقديم الحلول والمشاريع الصحيحة والمنتجة وهو وحده الجدير بالقيادة.

 

قد يقول البعض إنك تخلط الآيديولوجيا بالاقتصاد والسياسة مع أنهما منفصلين, وقد يقول آخر "أشد إضطرابا" لماذا تخلط الدين بالسياسة...؟

 

أولاً: إن الأفكار والحلول السياسية والاقتصادية ليست إلا أفكاراً فرعية ناتجة عن مفهوم الجماعة عن الحياة. والعقيدة العقلية والسياسية تشكل المصدر والأساس لمفهومنا عن الحياة, بل وهي التي تحدد إتجاهنا الفكري والسياسي فيها. من هنا لا تنفصل الأفكار والنظريات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية عن فلسفة أي أمة عن الحياة حين تكون أمة ناهضة.

 

فالحلول والمشاريع التي لا اساس لها لا يمكن أن تحقق نجاحاً أوتغييراً شاملاً ..أي نهضة.. بل ستكون حلولاً جزئيةً و مؤقتةً وغير منتجة ولا متركزة...لأنها تفتقد إلى الأساس القوي الذي يُؤمنُ الناس بصدقه وفعاليته وعدالته, ولأنها لن تكون جزءاً من منظمومة تشريعية سياسية وإقتصادية وإجتماعية متجانسة وشاملة تطال كل نواحي الحياة بحيث يعضُض بعضها بعضا.

 

وللعلم فإن المشروع الاسلامي الاقتصادي والاجتماعي والتربوي, لا يمكن أن ينفصل عن مشروعه السياسي المتجانس معه والمؤمن به وهو نظام الخلافة الرباني, الذي يتمثل بإختيار الأمة لرجل عدل وقادر منها يحكمها بالكتاب والسنة يتم تفويضه عن طريق بيعة وتتم مسائلته وتقويم إعواجاجه بناءً على ما جائت به العقيدة.

 

أما من يسأل عن علاقة الدين بالسياسة...فإننا نقول له: إن الأديان الروحية الكهنوتية لا تتدخل بالسياسة إلا قليلاً كما تفعل الكنائس لدى الغرب..أما الدين الاسلامي فهو دين تثبت عقيدته عن طريق العقل وينبثق عنها نظام شامل لا يمكن فصله عنها ولا بأي شكل, بل لا يقبل إيمان أحد بالاسلام مالم يؤمن بوجوب تحكيم شرعه وأنظمته وقيام دولته المستندة إلى عقيدته.

 

الخلافة ليست حكماً دينياً, فالخليفة فيها نائباً عن الأمة ومسؤولاً أمامها وهو ليس بمعصوم, بل يصيب ويخطأ, وعلى الأمة أن تعينه وتقومه بالحق ووفق الشرع وليس الأهواء.

 

(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم, ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)

 

(إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق, لتحكم بين الناس بما أراك الله)

 

منذر عبدالله

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...