اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

صبرا وشاتيلا عرض لا مرض


المداوي

Recommended Posts

صبرا وشاتيلا عرض لا مرض

يتناول أهل فلسطين خصوصا وبعض اليعربيين عموما ذكرى صبرا وشاتيلا , احياءً لها وتذكيراً بفظاعة الحدث, وتجريما ليهود ,وتذكيرا للاجيال.وهذا التناول من -حيث التناول- لا يُنكر , ذلك ان الذين قتلوا بدم بارد هم مسلمون مستضعفون , عزل , شيوخًا ونسوةً وأطفالاً ورضعاً .

ان الذي يحزن القلب ويدمي الفؤاد ويقبض السريرة هو زاوية النظر التي ينطلق منها اهل فلسطين -ومعهم بقايا اليعربيين -تجاه هذه المجزرة, وسقف التطلعات التي يرنون اليها , و طبيعة الاهداف التي يضعونها ازاء هذه الذكرى الاليمة المحزنة لكل نفس مسلمة تؤمن بالله ربا , بل ولكل من كانت لديه طبيعة انسانية سليمة.

ان النظرة الصادقة لمجزرة صبرا وشاتيلا ينبغي لها ان تتعامل مع هذه المجزرة كجزء من كل, أي باعتبارها مجزرة من المجازر التي تعرض لها المسلمون في بقاع الارض على مدى شريط التاريخ,.ذلك ان سبب حصول مثل هذه المجازر كان ولم يزل وسيكون مرتبطا بكونهم مسلمين, ومتعلقا بغياب من يرعى مصالحهم ويذود عنهم ويحمي اعراضهم ودماءهم ويحفظ شأفتهم.والاصل ان يتفهم المسلمون في تناولهم لمثل هذه المجازر ان حدوثها انما هو حلقة من مسلسل الصراع الدائر بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية, التي سيطرت في القرون القليلة الاخيرة .

ان تاريخ المسلمين في القرنين الماضيين -على الاقل- مليء بالحوادث المماثلة , قُتِّل فيها المسلمون وسُومُوا سوء العذاب. وحادثة صبرا وشاتيلا ليست بدعا من المجازر,فهي جزء لا ينفصل عن الكل , وقطعة من قطع فسيفساء المجازر التي اقترفتها ايادي الحضارة الغربية الاثمة, فجرائم الانجليز والفرنسيين في افريقيا المسلمة تَخجل كتبُ التأريخ من ضمها بين اسطرها, وعذابات المسلمين في شبه القارة الهندية يُخْجِل تاريخ هذه الحضارة العفنة , بل ويُندِي جبين الانسانية جمعاء .

لقد هاجمونا على حين غرة , وفي غفوة من غفوات الزمان, هذه هي الحقيقة , وهذا وان كان يُخجلُ اصحاب الهامات العالية , والنفوس الرفيعة .......وان كان ذلك حاصلا , الا انه لا يدعو الى ان نفصل مجزرة عن مجزرة , او ان نفضل دما عن دم.

ان الذي يُخجل حقا هو ان نضرب الصفح عفوا عن المجرم الاكبر ونكتفي بتوجيه الاتهام الى المجرم الاصغر, فنقول ان المتهم يهود وعصاباتها, مع انهم –أي يهود – قاعدة متقدمة لكيانات الحضارة الغربية التي غرستها في بلادنا غرس الخنجر في الكشح. وتصبح فرنسا صديقة العرب , رغم حجم اجرامها بحق المسلمين , والتي لا ينكرونها هم انفسهم, وتصبح لندن محجنا , وهي التي تجاهرنا بالعداء , وتصل الليل بالنهار لاذلالنا , وتغدو اميركا رأس الكفر مرتعا لمن يطلب اكسير الحلول , وقواعدها بين ظهرانينا , في مشهد مخجل , سيلعننا بسببه خَلَفُنَا حين يقيِّمنا التاريخ في قابل الايام

بل ان الذي يدعو الى التقيؤ هو ان نطالب (المجتمع الدولي) و( العالم المتحضر) بان يقوم بدوره في ادانة هذه المجازر او التعامل مع غرارها , ونستجدي ودهم طلبا للعون والتأييد. مع انهم هم الداء, فكيف يستخرج من داء دواء!. ففي الغرب تولد مشاكلنا , وفي الغرب نستجدي الحلول لها , كل ذلك في تناقض مقرف, يشي بمدى الضيق و الانحدار الفكري الذي وصل اليه هؤلاء الشرذمة المتسلطون على رقاب الامة, من( سياسيين) و (مفكرين), ويعكس حجم تفاهتهم وعدم اهليتهم للقيام بالمهام المنوطة بهم .

انه لا يصح الا الصحيح , فعلينا ان نحدد هويتنا بالهوية الاسلامية فقط ولا غير, فنتعامل مع أي مجزرة تصيب أي مسلم في أي بقعة من بقع المعمورة بنفس الحس, وان نحدد هدفنا بان نخرج والى غير رجعة من عباءة الغرب, وان ننتقل حالا من النظرة الى الصراع على انه صراع على ارض الى صراع على وجود, فاما حضارتنا او حضارتهم, وان نكف عن التعامل مع الكيانات الغربية على انها وسيط محايد, بل ننظر لهم على انهم عدو ينبغي الحذر منه , وان تُجعل حالة العداء اصلا في التعامل.فالموضوع اكبر من صبرا وشاتيلا, انه الخروج من عباءة الغرب الى الابد.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...