حتّى يكملَ إيمانُنا

[البازي]

.

لو كان هذا في سبيل الله

كانت هذه أمنيةَ الصّحابة رضي الله عنهم ، عندما مرّ الرّجلُ ذو القوّة أمامَ النبّي صلّى الله عليه وآله وسلّم كما روي الدّارقطني

في الثالث من شهر تموز يوليو 2013 ، انقلبت أمريكا على الرئيس المصري محمد مرسي ، وكان التنفيذُ بيد رجُلِهم القوي عبد الفتّاح السّيسي

ولقد كانت أصولُ الرئيس محمد مرسي الإخوانية ، التي يحلو للعَلْمانيين أن يقولوا إنها إسلامية ، ومحاولتُه أسلمةَ أو أخونةَ مصر كانت الذّريعةَ التي اتّكأ عليها السّيسي للانقلاب على الرئيس الذي أمر بترقيته وتقليده منصب وزير الدّفاع ، فكان جزاؤه منه جزاءَ سنّمار

غيرَ أنّ شهادةً بالحق ، للتاريخ تدفعُني لتبرئة الرئيس محمد مرسي ممّا نُسِبَ إليه من افتراء

فلقد حكم الرئيس مرسي بقوانين مبارك ، ونزل على حكم الشّارع ، ورضي بل وأقرّ دستوراً وضعيّاً ، ثم كان التزامُه بالاتفاقيّات الدولية القائمة على أساس معاداة الإسلام ، والقعودُ عن نصرة المظلومين من من أبناء المسلمين في غزّة والشام

وعليه فهو بريءٌ مما نسبه له العلمانيون براءةَ الذّئب من دم يوسف بن يعقوب عليهما السلام

وعلى إثْر الانقلاب ، انقسم الناسُ في أرض الكنانة ، فمنهم من أيّد الانقلاب وباء بدمِ من قتلهم السّيسي وجلاوزةُ نظامه المجرم

ومنهم من انحاز للرئيس مرسي وشرعيتِه الديمقراطيّة ، وكان لكل فريق وسائلُه وجيشُه من الإعلاميين

واعتبر فريقُ الرئيس مرسي الانقلابَ إجراماً بحقّ الصندوق الانتخابي ، وانتهاكاً لقواعد اللعبة الديمقراطية ، وخروجاً عن شرعية الناخبين ومبادئ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011

واحتشد المناصرون في ميداني رابعة العدوية والنهضة ، واعتصموا بنسائهم وأطفالهم ، وصلّوا التراويح والعيد

وخطب فيهم قادةُ الإخوان وزعاماتُهم ، وحرّضوهم على الثّبات ، وشبّهوا حشودَهم بحشود بيعة الرّضوان

ثم كانت الفجيعةُ يوم قتّلت قوّاتُ السّيسي المسلمين ، وروّعت الآمنين ، واستباحت حرماتِ المستأمنين دون أن تأخذَهم في أبناء المسلمين شفقةٌ ولا رحمة

ومازال الإخوانُ خارجَ مصر ، يحشدون ويندّدون ، ويخاطبون الضّمير العالمي الأصمّ عن آهات المسلمين

بعد مرور مئة يوم على الانقلاب على شرعية الرئيس مرسي الديمقراطية

بعد مئة يوم من القتل والتنكيل بحق المسلمين ، وبعد مئة يوم من الحشد الإعلامي ضد الإسلام

بعد مئة يوم من تجييش الأمة ضد الانقلابيين من قبل حركة الإخوان المسلمين وفروعها وقنواتها ومشايخها ومؤيديها

بعد مئة يوم من خطابِ قيادات الإخوان المحرّضِ على بذْلِ المُهَج والأرواح دون تلكّؤٍ أو تباطؤ

أهذا كلّه وما تلاه ،يا قياداتِ الإخوان ، من أجل شرعيةٍ انتخابيةٍ وحفاظاً على نتيجة انتخابات ديمقراطية لم تكنْ إلّا استمراراً لنهج مبارك بل أسوأ

يا إخوتنا من زعامات الإخوان لو كان هذا في سبيل الله وإعادة حكم الإسلام كاملاً غيرَ منقوص ولا مجزوء ولا مرهون

لقد استأسفَ الصّحابةُ أن لا يستغلّ الرّجلُ قوّتَه الظّاهرةَ في الجهاد في سبيل الله ، وهذا أقصى مايكمّل إيمانهم لأنهم أحبّوا للرجل ما أحبّوه لأنفسهم

واليوم ، والله يشهدُ أننا نحبُّ لكم مانحبّه لأنفسِنا من الأجْر والثّواب ، ونستأسفُ الدماءَ التي أُهْرِقت والتضحياتِ التي قُدّمَت ، والأموالَ التي أُنْفِقَتْ ، والإمكانيّاتِ التي سُخّرَتْ ألّا تكون في سبيل الهدفِ الأسمى والغايةِ الأنبلِ التي بها تتحقّق الغاياتُ ألا وهي إقامةُ الخلافة

فإلى مرضاةِ الله ندعوكم ، وللعملِ لإقامةِ الخلافةِ نسْتنْهِضُكم ولعزّة المسلمين وبناءِ نهْضتِهم نستنفرُكم

والله طيّبٌ لايقبلُ إلّا طيّباً

[ابن الصّدّيق]

أشهد أنّك نصحتَ وأبلغتَ وأحسنت.

 

وصدقتَهم النّصح بلسانِ المحب .

 

فجزاك ربّي عن دعوته خير الجزاء يا ابن الكرام.

[البازي]

وإيّاكم يا كريم الخُلُق والنّسب يابن الصّدّيق ما أغلى شهادتك لي .... بارك الله لي بك من أخ ومعلّم وحبيب في ذات الله وإنّي لأرجو أن تكون سبباً لي للاستظلال في ظل عرش الرّحمان