اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خطر «الإسلام السياسي» على الوحدة الوطنية


Recommended Posts

طه حسيب (أبوظبي)- سلطت الجلسة الثالثة من المنتدى الضوء على تأثير “النزعة الأممية والإسلام السياسي على الدولة الوطنية”، الجلسة أدارها د. علي راشد النعيمي، مدير جامعة الإمارات، قائلا: نحاول استشراف آراء النخبة ونحاول إثراء الموضوع واستكمال ما نحن بصدده، والمشاركون في الجلسة كتاب في صفحات “وجهات نظر”، ونوه النعيمي إلى أن الجلسة ستتطرق إلى تأثير الإسلام السياسي وخطره.

وتحت عنوان “هل يكرس الإسلام السياسي التمايزات، ويؤجج الفرز المذهبي في المنطقة؟”،

أشار الكاتب والباحث الإماراتي سالم سالمين النعيمي، إلى أن هناك مفاهيم لم يتم تطويرها، ويتعامل بعض الباحثين معها دون تطوير منذ عقود طويلة.

“شر” الديمقراطية!

وحسب سالم سالمين، فإنه إذا أشرنا إلي الدولة المدنية، فهذا سيتطلب الحديث عن المواطنة، فالموضوع عميق، ويحتاج إلى صياغة خليجية عربية. ولدى الباحث الإماراتي قناعة، بأن الديمقراطية شر في العالم العربي، ليس رفضاً لها في حد ذاتها، بل لأن الناس غير جاهزين لها. واستدل على ذلك بما حدث في مصر، حيث الأمية مرتفعة، ولذلك برز أبطال من ورق مثل “الإخوان المسلمين”، وذلك بسبب غياب الحياة المدنية. وأشار سالم سالمين إلى أننا لم نصل في العالم العربي بعد إلى حياة مدنية، وعلى حد قوله هناك من لا يستطيع الخروج عن هذا الأطر ونحن نعاني من مجتمع مدني غير موجود.

وأكد سالم سالمين أن مشكلة “الإسلام السياسي” تكمن في أن أصحابه يرون أنهم مفوضون من عند الله، ويتكلمون بإرادة إلهية والحوار معهم يأخذ منحى آخر تماما، كما أن هؤلاء يدّعون أن ما يفعلونه يصب في الصالح العام.

من يقرر المصير؟

ولدى سالم سالمين قناعة بأن المؤسسات هي التي تقرر مصير البلاد، لابد من التفريق بين الدولة الوطنية والدولة المدنية والدولة السياسية، وهذا يمكن توفيره من خلال الوعي، حيث لا ينبغي توجيه الشعوب، بل منحهم خيارات حتى ينتقلوا من أمر إلى آخر. وأشار سالم سالمين إلى أن تنظيم “الإخوان” اخطؤوا، ولكن السبب يعود إلى خلل في الثقافة ولابد من التفريق بين الكائن المجتمعي، والكائن السياسي، ولابد من مراجعة الدين كموروث، فالدين يحتاج لفكر متجدد. وأكد أن مشكلة الإسلام السياسي تكمن في إلباس الدين حلة بشرية.

نحو تجديد فكري

واستنتج سالم سالمين أن المعركة في الأساس فكرية، ولابد أن ينتصر فيها المجتمع. ونحتاج إلى بنية فكرية معرفية وثقافية، ليس لدينا مجددون في الفكر والثقافة، الأمر يتطلب عقولاً تواكب التطور حتى لا يكون منقوصاً.

الإسلام السياسي، حسب سالم سالمين، لا يؤمن بالوطنية، و”الإخوان” يمارسون التغريب السياسي. وهؤلاء لا يعتبرون المواطن مواطناً إلا إذا بايع الجماعة، وهذا يتطلب تنشئة المجتمع تنشئة وطنية.

رؤية فرنسية مبكرة

وتحت عنوان “الطائفية وخطر تفتيت الدولة الوطنية” ، قدم الكاتب اللبناني محمد السماك، ورقة أشار خلالها إلى أن القنصل الفرنسي في لبنان قدم عام 1856 مذكرة إلى وزير خارجية بلاده قال له فيها:”الحقيقة الكبرى والأبرز التي تحضر في أثناء دراسة هذه البلدان هي المكانة التي يحتلها الفكر الديني في أذهان الناس، والسلطة العليا التي يشكلها في حياتهم. فالدين يظهر حيث كان، وهو بارز في كل المجتمع الشرقي، في الأخلاق وفي اللغة والأدب وفي المؤسسات، وترى أثره في كل الأبواب. الشرقي لا ينتمي إلى وطن حيث ولد، الشرقي ليس له وطن، والفكرة المعبرة عن هذه الكلمة، أي عن كلمة وطن، أو بالأحرى عن الشعور الذي توقظه، غير موجودة في ذهنه، فالشرقي متعلق بدينه كتعلقنا نحن بوطننا. وأمة الرجل الشرقي هي مجموعة الأفراد الذين يعتنقون المذهب الذي يعتنقه هو، والذين يمارسون الشعائر ذاتها، وكل شخص آخر بالنسبة إليه هو غريب”.

وأشار السماك في ورقته إلى أن هذا المجتمع انبثقت عنه الدول الوطنية الحديثة، ولكن حدود هذه الدول رسمت استجابة لمصالح خارجية بريطانية- فرنسية (مارك سايكس- جورج بيكو). وحدث الأمر ذاته أيضاً في أفريقيا (إسبانيا، فرنسا، البرتغال، بريطانيا ) وفي آسيا (هولندا- بريطانيا). وحسب السماك، لم تراع عمليات رسم الحدود التعدد الديني والمذهبي أو التنوع العرقي والثقافي بقدر ما راعت مصالح القوى الدولية الكبرى وقدراتها على انتزاع مناطق النفوذ والهيمنة عليها.

واستنتج السماك أن صناعة هوية وطنية على قاعدة هذه الوقائع التقسيمية اصطدمت بشكل طبيعي ليس فقط بتعدد المكونات المختلفة، التي وجدت نفسها تحت مظلة واحدة جديدة هي المظلة الوطنية، ولكن هذه الصناعة اصطدمت أيضاً بحقيقة ثانية، وهي أن هذه المكونات المتعددة تفتتت، وأصبح لها تبعاً لذلك امتدادات في المظلات الوطنية العديدة الأخرى التي قامت -أو أقيمت- إلى جوارها.

لم تكن هذه الدول الوطنية الجديدة مهيأة للتعايش مع تقطع أوصال مكوناتها وتوزعها في دول متعددة، كما أنها لم تكن مهيأة -في ثقافتها السياسية- لإدارة التنوع على قاعدة المواثيق والقوانين الدولية التي تتناول حقوق الإنسان (1948) وحقوق الجماعات (1992).

وأشار السماك إلى أن المجتمع الوطني الحديث تكون بغير إدارة أهله، وتكون من غير أن يكون مؤهلاً لإدارة التنوع الذي نعيشه، فقد وجد نفسه أمام مجتمع متعدد ومتنوع.

استغلال إسرائيلي

ولفت السماك الانتباه إلى أن ثقافة التعدد تكاد تكون منعدمة، ففي مجتمعاتنا عرباً وأكراداً وأمازيغ، لكن هل تم الاعتراف بحقوق هذه المجتمعات؟ ويقول السماك: لم نحسن استخدام الانتماء العربي وإلا لما كانت انقسامات، هذا الواقع عرفت إسرائيل كيف توظفه، ويقول السماك إنه لا يتحدث عن مؤامرات، بل ينوه إلى أن برنارد لويس وضع دراسة لحساب وزارة الدفاع الأميركية وآنذاك كان الاتحاد السوفييتي قائماً وكان السؤال كيف نصد المد السوفييتي؟

وأجاب “لويس” بأنه لابد من إعادة النظر في خريطة المنطقة الممتدة من باكستان وحتى المغرب، بحيث يتم خلق كيانات جديدة لكل إقليم وطائفة، أي تقسيم العالم العربي والإسلامي. هذه الدراسة التي قام بها “برنارد لويس”، نشرت في مجلة إسرائيلية عام 1982.

وحسب السماك بدأ المخطط الإسرائيلي في لبنان، لكنه استعصى على المؤامرة الإسرائيلية ولم يقع ضحية لها. بل فشلت المؤامرة نتيجة الوعي المسيحي.

ولفت السماك الانتباه إلى أن التعدد الذي يشكل ثراء في العالم العربي تستغله إسرائيل، لتفتيت المفتت، وتجزيء المجزأ.

ما معنى الانصهار؟

وقال السماك : نحن لا نتعلم من التاريخ، نحن نرفع شعارات انصهار الشعوب وهذا مصطلح غير صحيح، فالشعوب لها خصوصياتها.

أحد المفكرين يقول “مهما كانت النرجسيات صغيرة، فإنه لا يمكن إزالتها”. الاختلاف، على حد قول السماك هبة إلهية وإرادة إلهية، ومن يحاول إلغاء الاختلاف يتحدى إرادة الله. واختتم السماك ورقته قائلاً: لا بد من الإقرار بأننا لسنا قوماً واحداً نحن أقواماً وجماعات دينية وعرقية.

وتطرق الأكاديمي القطري د. عبدالحميد الأنصاري، في ورقته المعنونة بـ”الخلافة كأداة للقفز على البعد الوطني” إلى مجموعة من القناعات منها: نحن نحسن صناعة الماضي، ونخشى المستقبل، نحن الأمة الوحيدة التي تعيش في خوف وقلق، دائماً، فهل معنى ذلك أن الخوف على الدولة الوطنية مشروع؟ نعم لأن هناك إسلاميين وصلوا إلى السلطة.

وأشار الأنصاري إلى أن الدولة الوطنية تواجه تحديات كبيرة بسبب وصول إسلاميين إلى السلطة، فالأسس التي قامت عليها الدولة الوطنية معرضة للخطر. الرابطة الدينية لدى الإسلاميين تأتي على حساب الرابطة الوطنية، ولذلك ليس مستغرباً أن يفضل أحد المنتمين إليهم أن يحكمه إندونيسي مسلم بدلاً من مسيحي من أبناء بلده. وقال الأنصاري إن “الإخوان” في مصر سارعوا بأخونة الدولة وسعوا في اتجاه التمكين للسيطرة على المؤسسات. واستنتج الأنصاري أن الحنين إلى الخلافة يضعف مفهوم الوحدة الوطنية. علي عبدالرازق فند الخلافة، لأن الإسلام لم يشر إليها كنظام حكم، بل هناك مبادئ وقواعد، المحاولات التي جرت الآن لإعادة الخلافة فشلت وهناك “حزب التحرير” يسعى إلى هذا، كما أن الزنداني بشر بأن الثورة اليمنية هدفها إعادة الخلافة. ولدى الأنصاري رؤية مفادها أن نظام الخلافة التي يسعى إليها الإسلاميون تهدف إلى هدم الدولة الوطنية، ورضي المسلمون بالخلافة لأن وضعها كان نظام تعددي قد يقبلوا الخلافة. وباستثناء الخلافة الراشدة وخلافة عمر بن العزيز سنجد أن نظام الخلافة من أسوأ النظم، دولة الخلافة كانت تعج بمعاص وجرائم يندى لها الجبين.

الاستقواء بالخارج

وأكد الأنصاري أن تنظيمات الإسلام السياسي تستقوي بالخارج، ومعظمها مدعوم وممول من الخارج، مثل “حماس” في غزة و”الإخوان” في مصر و”حزب الله” في لبنان. وبعد سقوط “الإخوان” في مصر نجدهم يتسولون الدعم الخارجي ويرتمون في أحضان الغرب وأميركا،

فكرة الوطن ليست أولوية لدى هؤلاء.

وفي تعقيبه على أوراق الجلسة الثالثة أشار الباحث السعودي منصور النقيدان إلى أن سياسات دول الخليج تجاه خطر جماعة الإخوان المسلمين، متباينة أو غير موحدة. الكويت تبدو هشة إلى حد كبير أمام الإسلاميين وأمام التشيع السياسي. ويبدو الإخوان الكويتيون الأكثر نشاطاً وحراكاً وتمويلاً وتأثيراً على إخوانهم الخليجيين. قطر هي الأكثر إخلاصاً ومراهنة على الإخوان المسلمين، تبدو سياستها نقيضة بشكل صارخ وعدائي لكل سياسات شقيقتها الأقرب إليها دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال النقيدان: إن الحديث عن سياسة خليجية موحدة تجاه الجماعات الإسلامية تبدو وكأنها أمنية رغبوية لا أكثر. أحب أن أشير إلى ما ذكره الدكتور سالم في ملاحظته الذكية، وهي أن : “التركيز طوال السنين الماضية على الجماعات الإرهابية التي تناصب الدول العداء بصورة مفتوحة وعدم التركيز نوعاً ما بالقدر الكافي على حركات الإسلام السياسي المتطرفة والقضاء عليها أعطى جماعة مثل جماعة الإخوان المسلمين متسعاً من الوقت لتنظيم نفسها والتمركز بصورة تكفل لها إثارة الفتن مستقبلاً بالتعاون مع باقي أعضاء التنظيم في دول الخليج العربي والحصول على الدعم الخارجي”.

بيانات غربية

وعقب النقيدان على ورقة السماك مشيراً إلى أنه متابع لملف الشيعة في الخليج وفي السعودية إلى حد ما، وأجري مقارنة بين سنة إيران وبين شيعة السعودية والبحرين، في البحرين هم أكثرية، في السعودية هم أقلية، في إيران السنة أقلية ومهمشون ومضطهدون إلى حد كبير. في وسائل الإعلام ومن بيانات المنظمات الغربية، تتلقى السعودية لوماً كبيراً ونقداً كل حين بخصوص ملف الشيعة، بينما لا تتمتع قضية السنة في إيران بمستوى الزخم نفسه- حسب متابعتي القاصرة. ويعقب النقيدان على ورقة الأنصاري قائلاً منذ ما يقارب عشر سنوات، أتابع الأفكار المستنيرة، للدكتور الأنصاري وحماسته الصادقة ضد الفكر الظلامي الذي تعيش اليوم الأمة العربية في مصر والخليج فصلاً جديداً من فصوله، أقصد العلاقة الغريبة التي تربط بعض الحكومات والقادة السياسيين بزعماء الإسلاميين وبالحركات الإسلامية بشكل عام.تحالفاً وعداء، نفرة وقرباً، احتواء وكسراً.

وأجرى الكاتب الكويتي خليل علي حيدر مداخلة مفادها أن برنارد لويس تحول إلى عبدالله بن سبأ ثان، فكل المشكلات العربية تعلق على هذا المشجب، ويتساءل حيدر: لماذا نجح الإسرائيليون في تحقيق وعد بلفور، ولماذا لم ننجح في بناء دولة حديثة؟ واستطرد حيدر: أشعر بأن أي إثارة لموضوع الدولة الوطنية يستفز الفكر القومي والإسلامي لكن طرح الوحدة والدولة القطرية غير موجه للعداء لبلد آخر.

مشكلة مصرية

وقال د. إبراهيم البحراوي أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس إن الجلسة وضعته أمام كيفية مواجهة المخاطر، فمصر تبدو قبلة للحركات الإسلامية، وتعتبر هذه الحركات مصر فرصة كي تنشأ عليها دولة الخلافة. ويشكو البحراوي من أن سيارته قد تم تهشيمها قبل ثلاثة أيام من طلاب “الإخوان”، المشكلة ليست في خروج مرسي من السلطة، حيث أن هناك تربة اجتماعية واقتصادية خصبة لهذه الحركات، جراء ارتفاع معدلات الفقر. هذا الواقع يغري الحركات الإسلامية لحث العامة وتوفير وعود بالجنة وأنهم يملكون مفاتيح السماء. ولابد أن تتكاتف معاً لمواجهة هذه المشكلة.

وأشار د. بهجت قرني في مداخلته على أوراق الجلسة الثالثة إلى أن قوة الجماعات الدينية يعود إلى ضعف الدولة المدنية.

http://www.alittihad.ae/details.php?id=100804&y=2013&article=full

رابط هذا التعليق
شارك

الداعون للقاء والمشاركون فيه هم فريق واحد , علمانيون معادون لمشروع الاسلام الحضاري المتميز , ولا يجروْون على دعوة او الاستماع الى حملة المشروع الاسلامي . فليرقصوا في عتمتهم , رغم الاضواء الياهرة الزائفة المسلطة عليهم .

رابط هذا التعليق
شارك

ما شاء الله، قتلتهم الوطنية والديمقراطية حتى صارت هدفا استراتيجيا يرسمون الخطط لايجاده على المدى البعيد والقريب، وكأنها الجنة، وكأنهم لن يموتوا ولن يلاقوا الجبار

 

يا خيبة امهاتكم، وهل قتلنا قتلا واذهب ريحنا وافشل ذاتنا الا الوطنية؟! فلسطيني اردني، ولبناني سوري، وكردي تركي، ومصري سوداني؟! وهل نشأت حروب ونزاعات طوال المائة عام الماضية الا مستغلة التفرقة والعصبية الوطنية؟!

 

مؤتمر ضراط فكري

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...