اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بين آية الكرسي وآية الاستقامة


أبو مالك

Recommended Posts

بين آية الكرسي وآية الاستقامة

 

الحمد لله وسلام على مصطفاه القائل قل آمنت بالله فاستقم، وبعد

فقد كان أول ذكر للطاغوت في كتاب الله جل وعلا في البقرة بعد آية الكرسي مباشرة، وآية الكرسي تسمى سنام القرآن، لا لعلوها على غيرها من الآيات بيانا، إذ كتاب الله تعالى كله ذروة بيانا، ما انخفض من شاهق عليائه موضع حرف قط، ولكنها سنام القرآن بموضوعها الذي تناولته، وهو حديثها عن الله جل وعلا بأسمائه وصفاته، وهي آية غاية في العجب بيانا، تكونت من عشر جمل مفيدة كل جملة منها حددت مادتها بدقة، قال الحق سبحانه:

{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ

الْحَيُّ الْقَيُّومُ

لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ

لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا

وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

(البقرة: 255).

فهذه عشر جمل تناولت علم العقيدة، بشكل مذهل، ولا يوجد في القرآن آية أخرى تشاركها الخاصية البيانية هذه إلا آية واحدة وهي الآية الخامسة عشرة من سورة الشورى:

{فَلِذَلِكَ فَادْعُ

وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ

وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ

وَأُمِرْتُ ِلأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ

اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ

لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ

لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ

اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا

وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}

(الشورى: 15).

فهي كذلك تتكون من عشر جمل مفيدة

ولو تأملنا في هاتين الآيتين الكريمتين لوجدنا موضوعات آية الكرسي:

الله: لا معبود بحق إلا هو، الحي: الذي له الـحياة الدائمة، والبقاء الذي لا أوّل له يحدّ، ولا آخر له يُؤْمَد، حيّ بحياة هي له صفة، {القَـيُّومُ}: قـيـم كل شيء، يكلؤه ويرزقه ويحفظه، لا يأخذه نعاس ولا نوم، إشارة إلى صفاته بأنه ليس كمثله شيء، فلا ينفك يدبر الأمر في السموات والأرض، ولا يتغير من حال إلى حال، فهو ليس بمحتاج كما الخلائق، مالك جميع ما في السموات والأرض فالكل عبيده لا يملكون من أمرهم شيئا، فجميع ما فـي السموات والأرض ملكي وخـلقـي، فلا ينبغي أن يعبد أحد من خـلقـي غيري وأنا مالكه، لأنه لا ينبغي للعبد أن يعبد غير مالكه، ولا يطيع سوى مولاه، فالمعاني المتولدة من المفاهيم التي تقررها هذه الآية شاملة أساس العقيدة الاسلامية كلها، متضمنة معاني العبودية ومنها الطاعة لله، وإفراده بالتشريع فكل من في السموات والأرض عبيده عليهم طاعته فيما يأمر.

فالآية تزيد في موضوعاتها عن ذلك لتشمل: توحيد الله، حياته وقيوميته تعالى، ملكوته، الشفاعة، العلم، والقدرة والعظمة والعلو وعموما صفاته تقدست أسماؤه، فهي تتناول العقيدة في الله، وواجب العبيد تجاه من لا يملكون من أمرهم شيئا تجاهه، فلا أغالي إن قلت أنها الاسلام كله.

وأما آية الشورى فموضوعاتها: فرضية الدعوة إلى الاسلام، وفرض الاستقامة على المنهج فكرة وطريقة، كما هو إذ قال عز ثناؤه: {واستقم كما أمرت}، أي بعين الكيفية والتي جاءت من الوحي فلا يجوز إدخال أمر عليها ما لم يصدر هو أو اصله عن الوحي، لذا قال: {كما أمرت}، وزاد عليها نهيه عن اتباع أهواء من في الارض كيلا يضلوه عن سبيل الله، ومن ثم أمره بالايمان بالكتاب ومافيه من أحكام، وأمره بالحكم بناء على ما في الكتاب ليتحقق العدل، ثم أشارت إلى الحساب على الأعمال، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، وفاصَلَت بين الاسلام وبين الجاهلية: لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير.

أي شرح عظيم للاسلام هذا!

فهاتان الآيتان هما الاسلام كله، والخروج على ما فيهما طغيان، فآية الشورى أمرت بالاستقامة على الطريقة، والطغيان ضد الاستقامة، وآية الكرسي وطأت لما بعدها وهما الآيتين اللتين تتحدثان عن الطاغوت وبينت أن الأمر لله تعالى وعلينا طاعته.

المهم الذي يجدر الانتباه إليه هنا: عظمة رب العالمين التي بينتها آية الكرسي، بل جلتها هذه الآية، فإنك تستشعر وَجيْـَبها في كل حرف من آية الكرسي، رب السموات والأرض ذلك الذي لا يؤوده حفظهما، وكل ما فيهما لا يعزب مثقال ذرة عنه، هذا الاله العظيم هو المعبود بحق، ولا ينبغي لأحد أن يتخذ ربا سواه، هذا الإله العظيم، أنزل هذا الدين بيِّنا رشدا، والحديث هنا عن العقيدة، أظهر أهم سمة لها وهي أنها عقلية، فلا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي، فقد خاطبت العقل وبينت له الرشد من الغي، وكل خروج عن هذا الرشد دخول في الغي ولا ثالث لهما، فليس ثمة إلا الايمان والكفر، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى.

هنا مربط الفرس كما يقال، فالأمر العظيم هو مفاصلة الجاهلية، كفر بالطاغوت يسبق الايمان بالله تعالى، لا بد من التخلي عن كل رصيد الجاهلية المختزن في العقول التي تبينت الرشد البين في الاسلام، وأصبحت في معادلة النور مقابل الظلمات، فلا ينبغي لها أن ترتع في حمى الجاهلية بعد أبدا، بل عليها أن تتخلص من كل ذرة تنتمي لمنظومة الكفر لتدخل بعد في نور الايمان بالله تعالى، والتركيز هنا أنه ليس ثمة حلٌ وسطٌ، ولا مكان وسط بين الجاهلية \ الكفر، وبين الاسلام \ الايمان.

إن أولئك الذين ما زالوا يتشبثون بباطل الجاهلية، الرافعين لشعاراتها: الوحدة الوطنية، والحريات، وما إلى ذلك، ومن يساومون على الاسلام ليأخذوه بالتقسيط، أولئك الراضين بمعايشة الاسلام مع الكفر تحت سلطان الكفر، أو أولئك الذين يضعون الاسلام في موقف يتساوى فيه أو يهبط عن مستوى الكفر فيما يسمى بحوار الأديان، ومن شاكلهم في الصنيع القبيح، إنما لم يستشعروا عظمة الله، فارتضوا معه بمعبودات غيره، وما زالت بهم جاهلية عليهم أن يكفروا بها، ولك أن تتوقف متأملا حدة هذا الموقف تجاه الجاهلية: الطاغوت: فقد أمر تعالى العظيم بالكفر بالطاغوت كمقدمة للدخول في صف الايمان، وهذا هو السبيل الوحيد للاستمساك بالعروة الوثقى، طوق النجاة الذي يمده رب العالمين، حبلا متينا، حبل الله تعالى، في طرفة عقدة من أمسك بها أمن أن يفلت من هذا الحبل الذي من أفلت من الاستمساك به هوى في النار.

إنه وإن كان الدين لا يحتمل أن يكون فيه إكراه، إلا أن الخضوع لأحكام الله مسألة لا جدال في أن فرضها بالعقل والاقناع أو بالقوة عبر الجهاد، من المسلمات التي تعلم من الدين بالضرورة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعرض الاسلام على من يغزوهم أو يقاتلهم، أو الجزية عن يد وهم صاغرون خاضعون لأحكام الاسلام، أو القتال حتى يخضعوا لحكم الاسلام، ذلك الحكم الوحيد الضامن لتحقيق العدل في الأرض، والذي جعل طريقة حمله للدعوة، أي الاسلام: العيش وفقا لطراز الاسلام في العيش، ليلمس القاصي والداني عظمة دين الله العظيم، فيدخلوا في دين الله أفواجا.

{قد تبين الرشد من الغي}: ومعنى { تَّبَيَّنَ } انفصل وامتاز، فكان المراد أنه حصلت البينونة بين الرشد والغي بسبب قوة الدلائل وتأكيد البراهين، أي تميز الحق من الباطل/ والإيمان من الكفر والهدى من الضلالة بكثرة الحجج والآيات الدالة، إنه لم يبق بعد إيضاح هذه الدلائل للكافر عذر في الإقامة على الكفر إلا أن يقسر على الإيمان ويجبر عليه، فكأن الآية تقول: بعد كل هذا الوضوح والبيان في الدين، لم يبق على صاحب اللب إلا أن يدخله، إذ لا يتصور قهره على الدخول فيه ولا يحتاج لذلك لشدة ما فيه من الوضوح، فما بال أقوام من المسلمين يخلطون هذا الحق الأبلج الناصع البياض بركام الجهل والباطل، فيحتاجون إلى أن يقدموا الاسلام بثوب غيره، فيستعيرون من الديمقراطية أشياء ومن الاشتراكية أشياء، بل حتى ومنلدن عباد البقر أشياء، وكأن هذا الحق الأبلج بحاجة لهذه الهرطقات الفكرية ليتقبله الناس، مع أن رب العالمين سبحانه يبين أنه مع كل هذا الوضوح الذي معه قد تبين واستوضح الرشد من الغي، لم يعد أمام أصحاب العقول مفر من الإقرار به، إلا أن يكرهوا عليه وما هم ساعتها بأصحاب عقول.

فإذا ما خلط هذا الحق وهذا الرشد بالغي ليتلمع عند أصحاب الغي فكيف تظهر لهم نصاعته وأنّـى يميزوه عن كل ما لديهم من خرافات وأوهام؟ وأين هم من قوله تعالى:

{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ}.

والعجيب أن الأمر بالتعامل مع الطاغوت جاء على أساس الكفر به، فالطاغوت إذن دين يكفر به ويؤمن به، فقد قال الحق سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ} وعلامة الايمان به والكفر به الاتباع، والخضوع لأحكامه المتعلقة بالسلوك في الحياة، فمحور آية الكرسي عبادة الله، فهو وحده المستحق للعبادة لعظمته سبحانه، وأنزل هذا الدين ليخضع له الناس ويؤمنوا به ويحتكموا إليه، فمن يستمسك بالعروة الوثقى هو من يكفر بالطاغوت، فهل يكفر بالطاغوت من يتخذه مشرعا من دون الله؟ أي يستنبط قوانينه من القوانين الفرنسية والانجليزية؟ أم هل يكفر بالطاغوت من يخلط الحق الأبلج بالباطل الزائف فيستجدي من ديكارت وروسو وفولتير وآدم سميث وماركس أفكارهم ووجهة نظرهم في الحياة؟

نعم إن الديمقراطية دين شأنها شأن الاشتراكية، وحتى لو كانت جزءا من دين العلمانية، فإن الموقف الواجب اتخاذه حيالها هو الكفر بها، فالحق الذي لدينا أبلج ناصع منير لا يحتاج لهذه الظلمات أبدا.

ولقد عد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخاذ مشرعين من دون الله عبادة لهؤلاء المتشرعين، في الحديث الذي رواه عدي رضي الله عنه في تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.

على أن الموضوع أخطر شأنا من أن يمر عليه مرور الكرام، فهو متصل بحبل الله المتين الذي به النجاة من النار: فهي عروة وثقى لا انفصام لها، وعرى الجاهلية كلها تنفصم عروة عروة. والانفصام: الانكسار من غير بينونة. قال الجوهري: فصم الشيء كسره من غير أن يبين. وأما القصم بالقاف، فهو الكسر مع البينونة، وفسر صاحب الكشاف الانفصام بالانقطاع، مع أنه إذا لم يكن لـها انفصام، فأن لا يكون لـها انقطاع أولى.

وأما قوله: {ويؤمن بالله} ففيه دلالة على أن على الكافر أن يتوب عن الكفر أولا قبل أن يدخل في الاسلام، وليس أعظم على الانسان من ذنوبه من الكفر، والتوبة تستدعي الندم والعزم على عدم العودة لذلك الذنب وكذلك الكفر بالطاغوت، قال تعالى: {إلا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحًا،} وقال عز وجل {إلا ٱلَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِم} فقد قدم التوبة على الايمان.

والعرى موضع التعليق فكأن المؤمن متعلق بأمر الله، إن ترك الاستمساك به انفصم أمره ووقع ليردى في النار.

روى مسلم رضي الله عنه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، قَالَ: ... قَالَ: سُبْحَانَ اللّهِ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لاَ يَعْلَمُ. وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ؟. رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَىٰ عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ . فَقَصَصْتُهٰا عَلَيْهِ. رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ ـ ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا ـ وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَسْفَلُهُ فِي الأَرْضِ وَأَعْلاَهُ فِي السَّمَاءِ. فِي أَعْلاَهُ عُرْوَةٌ. فَقِيلَ لِيَ: ارْقَهْ. فَقُلْتُ لَهُ: لاَ أَسْتَطِيعُ. فَجَاءَنِي مِنْصَفٌ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَالْمِنْصَفُ الخَادِمٌ فَقَالَ بِثِيَابِي مِنْ خَلْفِي ـ وَصَفَ أَنَّهُ رَفَعَهُ مِنْ خَلْفِهِ بِيَدِهِ ـ فَرَقِيتُ حَتَّىٰ كُنْتُ فِي أَعْلَىٰ الْعَمُودِ. فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ. فَقِيلَ لِيَ: اسْتَمْسِكْ.

فَلَقَدِ اسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي. فَقَصَصْتُهَا عَلَىٰ النَّبِيِّ فَقَالَ: «تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلاَمُ. وَذٰلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الإِسْلاَمِ. وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَىٰ. وَأَنْتَ عَلَىٰ الإِسْلاَم حَتَّىٰ تَمُوتَ». قَالَ: وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَلاَمٍ.

فإلى الاستمساك بعروة الله الوثقى ندعوكم وذلك لا يكون إلا بالكفر بالطاغوت، ومفاصلة الجاهلية مفاصلة لا لقاء فيها في مناطق وسط.

 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=560649290678190&set=a.550275911715528.1073741828.549756781767441&type=1&theater

رابط هذا التعليق
شارك

  • 2 weeks later...

 

فإلى الاستمساك بعروة الله الوثقى ندعوكم

 

وذلك لا يكون إلا بالكفر بالطاغوت، ومفاصلة الجاهلية مفاصلة لا لقاء فيها في مناطق وسط.

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...