اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أراء سيد قطب ؟!


Recommended Posts

مقال رأيت أن أطلعكم عليه حول رؤية أحدهم لأراء سيد قطب وحياته ... بدون تعليق

 

يقول الكاتب \

 

لم أكن أنوي التعرض لآراء سيد قطب في مقال مستقل حتى دفعت إليه دفعا ، والذي يقرأ للرجل وعنده شيء من المعرفة في العلوم الشرعية يستطيع أن يلاحظ أنه لا يعرف التأصيل الشرعي وفق ضوابطه ! فتجده يفرغ خواطره بأسلوب أدبي مميز وله مصطلحات عرف بها كقوله (حمئة الردة ، الجبلة النكدة ، القمة السامقة ، المفاصلة ، الإستعلاء ) لكن دون تأصيل ، فكثير من مصطلحاته صور فنية ليست أسماء و لا أوصافا شرعية تدور معها الأحكام ، فلا تجده يراعي القواعد الأصولية فضلا عن التسلسل بينها ، فكيف إن وصلنا إلى الأحكام الفقهية والقواعد الفقهية والتداخل بينها .

فالأصول وهي عمدة الإجتهاد ، ومنهج العلوم الشرعية لا تكاد تجد لها أثرا في كتاباته .

 

اما علم الحديث فلا يعرف منه شيئا وكتاباته أكبر شاهد عليه وقد استدل فيها بعدد من الأحاديث الضعيفة والمكذوبة ، أما في العقائد فلا تجده مطلعا على أمهات الكتب في هذا ويرمي بآرائه اجتهادا دون انضباط أصولي كما سبق أن قيل .

وأما الفقه فهو بعيد عنه كليا فلا يعرف له تحرير مسألة واحدة ! وكيف يتقن الفقه من حُرم أصوله !

نأتي لآرائه والتي فقدت المنهج الواحد تجدها موزعة من الصوفية كالفناء قليلا إلى الأشعرية كتأويله لبعض الآيات حينا وشذرات من هنا وهناك وأذكر أنه اقتبس كلاما من زاد المعاد لابن القيم في (المعالم) و (الظلال) ، وليس هو بنابغ في واحد مما سبق فلسنا هنا نناقش الغزالي في التصوف - على اضطرابه - ولا الجويني في الأشعرية ! فيصح أن يقال : إنه لم يأت بفكرة جديدة ولا ناصر منهجا قديما ، بل لو قيل لم ينفرد بحق وإنما انفرد بنقيضه - ان قيل بانفراده بشيء من التصوير الفني في القرآن - لما أبعد القائل ! ، فماذا يريد ؟

الذي يقرأ كتاباته يلاحظ التطويل الذي يدور في فلك (الحاكمية ) وهو مصطلح لم يحدد هو مقصده منه ولا وضع له حدا ولا رسما ، بل لا تكاد تجد فرقا بينه وبين مصطلح الإمامة عند الإمامية إذا استثنينا فحسب قضية التعيين ، وإلا فتجد الإمامة عنده مبحثا من الأصول العقدية ، مع نوع من الحركية العملية الأمر يشبه هنا كتاب (الحكومة الإسلامية) للخميني ، و لو قلب أحدهم مصطلحاته عليه لما استطعت أن تميز الأصل منهما ! بل سينجح بلعب دور (قطب) ضد (قطب) ! ، فلو قال له : أنت تكلمت دون دراسة للأصول ولم تلتزم بها فاجتهادك ليس اجتهادا معذورا بل القضاة ثلاثة منهم من قضى بجهله وحتى ولو أصاب يشمله الوعيد ! وهذا من التشريع الذي لم يأذن به الله ، وهو غصب للـ (الحاكمية) !!! والردود عليه كثيرة مما يكفي لقلب طاولة آرائه وإلزامه بما ألزم به غيره ، ولن أتعرض لها فقد تضخمت حد التخمة !

وليس للرجل منهج واحد يسير عليه كما سبق أن قيل ، ولذا تجده يشبه المرجئة في إخراج العمل من الإيمان بمصطلحه (عزلة شعورية) ثم تجده يشبه الخوارج في مصطلح (مجتمعات جاهلية ) ويشبه الإمامية في (الحاكمية )

ولكن لو حللنا آراءه لوجدنا أنها شديدة التأثر باللينينية الثورية مع استبداله لمصطلحاتها بأخرى إسلامية أو شبهها فمثلا (الطليعة الحزبية ) تصبح (العصبة المؤمنة) ، (الصراع الطبقي ) تصبح (مفاصلة ) ، والباقي نفس نظام الخطاب ولذا تجد له مؤلفات كـ (العدالة الإجتماعية ) وكتاب (معركة الإسلام والرأسمالية ) وستجد فحواها يماثل اللينينية على أنها أقل دقة من الأصل المقلد ، وقد ترجمت كثير من آراء لينين في مصر بعد الثورة الروسية 1917 منها كتاب طبع باسم (مذكرات لينين) في تلك الفترة وهذا يعني وصولها إلى المكون الثقافي لقطب ، وكان للمودودي أثره في تغليف المصطلحات بأخرى شبه إسلامية .

 

وقد رفع ذكر قطب للصراع مع القومية الإشتراكية من المحيط ، وإلا ففي فترته ألف السباعي وهو من (الإخوان) كتابا سماه (اشتراكية الإسلام ) على أن السباعي أعلى منه في العلوم الشرعية - على ما فيه - لكنها الدعاية والنفوذ رفعت سيدا وكتابه المعالم ليطغى على كتاب السباعي الذي نقده سيد دون تسمية المؤلف في (المعالم) مما يبين انه كان يعلم بوجود هذا الكتاب فيمن انتسب الى (العصبة المؤمنة ) !! ولكن المصالح والتعصب تجعل أناسا في جاهلية واناسا في نعيم اليقين ! فتجده يهدي كتبه لرئيس الوزراء العراقي وقتها بل ويصفه بالإيمان كما في كتابه (لماذا أعدموني) في الوقت الذي أعلن مفاصلة نظام بلده ! بل في الوقت الذي نادى به بالمجتمعات الجاهلية فكيف بالحكومات !! كل هذا لأن رئيس الوزراء زاره في سجنه ! وكأنه (قطب) معيار الكفر والإيمان !

وكان له دور في تعطيل النظر إلى النتائج بربطه بعض أبواب المعاملات بالعقائد ، كاستحضاره لقصة أصحاب الأخدود مع إغفاله الفارق المهول بين أصحاب الأخدود الذين قتلوا لإيمانهم وبين غيرهم ممن يسعون للوصول إلى السلطة !

 

ثم صارت قضيته إعلامية ضد نظام عبد الناصر ، وكان لسياسة السادات دور بارز في السماح بنشر (مظلوميات) أقرانه ، ليشكل (قطب) نقطة التقاء المناوئين للناصرية والساعين لوراثة عهدها من (اسلاميين بمختلف تياراتهم) إلى وطنيين ينادون بالحريات ! ، وصار (قطب) قنطرة تحدد الولاء والنفوذ هل أنت ناصري أو معارض ! وهذا هو سر انتشاره بل وإعادة تفسيره مرارا فمرة تجده مفكرا حرا كما سوقته (ليلى اللوباني) في كتابها (أنت تفكر إذن فأنت كافر ) ! ومرة معتدلا أسئ فهمه كما تجده عند (سالم البهنساوي) ، و(الراشد) في بعض كتاباته ومرة تجده غلوا حادا يصل إلى التكفير العام بالكبيرة كما تجده عند (شكري مصطفى ) إلى ما هو أقل حدية عند (عصام العتيبي) إلى أقل منها (عزام) إلى أقل عند (سفر الحوالي” وقد كان مشرفا عليه محمد قطب أخو سيد في دراساته الجامعية ) وهكذا.

وما هذه التفسيرات إلا محاولة لتشريع النفوذ البديل للناصرية باسم (قطب) الذي اعتبروه رمزا لعداء الناصرية فكأن كل مفسر يقول نحن البديل إذ كنا معارضين لعبد الناصر بدليل اننا اتباع قطب وتفسيرنا هو الصحيح له فحسب !! فهم امتداد للبديل والمعارض ، الأمر شبيه بالإنتساب إلى التشيع لآل البيت عند بني العباس ضد بني أمية ، علما أن أي قراءة خارج البحث الأيدلوجي ونفوذ السلطة لن تجد في قطب المفكر ولا الفقيه ولا السياسي المعارض ولا المتكلم ! بل ستجد فيه أديبا فحسب زج به فيما لم يتأهل له ! ودُفع إلى مطحنة سياسية لم يكن يعيها ، وزج هو غيره فيها دون تأهل ولا مراعاة لنتائج ، لتسجَل نقاط على النظام وقتها ! سعى لقطفها كل من التقت مصالح نفوذهم عندها !

 

الكاتب \يوسف سمرين

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

أرى أن الكاتب متصلب على شكليات مناهج التصنيف الشرعية القديمة فمعظم كلامه محاولة للنقد في شخص سيد قطب لان سيد قطب لم يؤصل كتاباته على طرق التصنيف التقليدية و لم يتبع اصطلاحاتهم, هذا شيئ يحدث مع طلبة العلم الجدد حتى مع شباب حزب التحرير, حيث يعتادون اسلوب كتابة معين و يألفون مصطلحات و مفاهيم معينة فحين يطلعون على كتب من غير وسطهم يهملونها و ربما يجرحون بها لانها لم تكن على الشاكلة المعهودة و لم تستخدم المصطلحات التي الفوها او استخدمت مفهوما غير الذي يعرفونه.

فالكاتب لم يتعرض لاي فكرة من افكار سيد قطب و انما تعرض في معظم بحثه لشخص سيد قطب و منهج تصنيفه, و نرى في كلام الكاتب انه يحاول تصنيف مصطلحات سيد قطب الى فرقة كالمرجئة او الاشعرية او الخوارج او الامامية, فهذه الفرق هي التي يعهدها طلبة العلم الشرعي "التقليدي" و "السلفي" و "الجامعي" و يحاول أن يحاكم شخص سيد قطب من هذا الباب.

 

بالنسية لي أنا لا أرى المقال يقوم بنفسه و لا يوجد فيه ما يستحق الاهتمام فليس فيه تعرض لفكرة و ليس في المقال نفسه تأصيل لاعتراضات الكاتب و اتخذ المقال في اخره اسلوب كتاب عواميد الصحف و لم يتبع هو نفسه اسلوب طرح شرعي. فربما كان الاجدر من الكاتب ان ينبه على مسألة عدم بلورة الافكار لدى الكتاب الاسلاميين او لدى سيد قطب و محاكمة ارائه و افكاره وفق ضواببط الفقه و اصوله بدل ان يحاكم منهج التصنيف لديه و اشخصه.

 

و لكن أحب التنويه الى أفكار وردت بالمقال:

الاولى و هي تنبيه الكاتب على أصول الفقه و الفقه و هذا تنبيه جيد و ان لم يجد الكاتب بطرحه, فالفقه و اصوله هي الطريقة الوحيدة للخروج بأحكام و هذا أمر تميز به الحزب (مع أن الأصل أن يتبع كل المسلمون هذا المنهح و ان لا يكون هذا امرا مميزا للحزب) فالحزب وضع أصولا فقهية و اتبعها في تاصيل كل حكم شرعي فتراه يؤصل لوجوب اقامة الكتلة و وجوب الخلافة و الطريقة الشرعية لذلك كله بطريقة فقهية و هذا هو الصواب و العبرة ليست باسلوب الكتابة و لكن العبرة بان يكون كل راي مضبوط باجتهاد شرعي (فالصحابة لم يكونوا يعرفون اصول فقه و لم يؤصلوا لاجتهاداتهم باسلوبنا لكن الكل يتبع طريقة الاجتهاد الشرعي بالرجوع الى الادلة الشرعية). و لكن حين ننظر لكتابات سيد قطب و غيره من "المفكرين الاسلاميين" قبل الشيخ تقي الدين النبهاني فنرى ان كتاباتهم لم تكن فقهية فلم يبتغى منها الخروج بحكم و انما معظمها فكرية و سياسية و تدور في وصف واقع المسلمين و لذلك فكتابتهم لم تكن مبلورة و ان كان كثير منهم يدندن حول افكار و مفاهيم مهمة و لكن عدم طرحهم طريقة لحمل هذه الافكار جعلت كتاباتهم مجمدة كمصدر الهام لغيرهم دون ان تفعل بنفسها.

الثانية هي لفتة الكاتب بتأثر قطب باللينينية على حد تعبيره, و هذه لفتة نظر جميلة الا أن الكاتب لم يدرك وحجه الجمال فيها, فاللينينية حركة قامت على مبدأ عقيدة و نظام حمل حملا سياسيا و طبق تطبيقا انقلابيا و هذا الامر هو ذاته بالاسلام فالاسلام مبدأ ز لا يحمل حملا علميا او ثقافيا بتعلم الفقه مجردا عن الواقع او علم الحديث او علم التوحيد بل الاسلام يحمل حملا سياسيا بوصفه مبدأ كاملا شاملا لا يجوز أن يجزأ. فبالطبع أي خطاب اسلامي سيكون فيه قرب بالشكل (لا المضمون) مع الخطاب المبدأي (سواء الاشتراكي او الراسمالي) لا لانه مستوحى او متأثر باي منهما و لكن لان الاسلام يشابهما في كونه مبدأ.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...