الواقع مناط التفكير

[صقر قريش]

السلام عليكم

 

من عنده مشكورا تبسيط وشرح وامثلة زخمة عملية على هذه الفكرة: الواقع موضع التفكير وليس مصدرا له.

 

 

[ابو انعام]

السلام عليكم و رحمت الله و بركاته

و سلام خاص لمن له فضل علي فيما ساكتبه

التفكير او العملية العقلية هو اصدار الحكم على واقع او هو وصف واقع مهما كان هذا الواقع المهم ان يكون محسوسا و لا اقول ملموسا وصفا يميزه عن غيره و عملية التفكير كما يعلم الجميع تتم عبر نقل الاحساس بالواقع الى الدماغ الصالح للربط بين الواقع المحسوس و المعلومات الصحيحة الموجودة سلفا و المتعلقة بالواقع المراد التفكير فيه لتفسيره او تحديد ماهيته او تعريفه او الحكم عليه فان كان هذا هو واقع التفكير فهذا يعني ان الواقع هو موضع التفكيرو ليس مصدرا له

انا كانسان مسلم امتلك مجموعة من المعارف و الافكار و الاليات التي استعملها و من خلالها اصدر الاحكام على الوقائع و هذا ينطبق على كل انسان فعندما نخوظ في البحث في اي جزئية من حياة الناس سواءا كانت في الاقتصاد او السياسة في التشريع او الامن او اي مشكلة اخلاقية او اجتماعية داخلية او خارجية اقليمية او دولية تكون انطلاقة عملية التفكير ابتداءا من الخوض في الواقع بحثا و تمحيصا و تعريفا و لمسا لكل اجزائه ان كان واقعا مركبا فمثلا لو كان الواقع المراد البحث فيه فكرة فقبل اصدار الحكم عليها بانها خاطئة او صحيحة اسلامية او غير اسلامية يجوز او لا يجوزحلال او حرام يجب ان تعرف الفكرة و عناصرها ومصدرها و ان امكن الظروف التاريخية و الاجتماعية و السياسيةالتي ظهرت فيها هذا هو دور الواقع في عملية التفكير و بهد العمل نكون قدجعلنا الواقع موضع التفكير بمعنى ان الحكم الذي سنصدره على هذا الواقع هو من خارج الواقع اي ان هناك جهة غير الواقع التي اصدرت الحكم

هب مثلا ان شخصا سالك عن صلاته هل هي صحيحة ام لا فالواقع هنا هو الصلاة فاول خطوة قبل اصدار الحكم ان تعرف كيفية اداء هذا الشخص لصلاته و هي مجموعة الحركات او الافعال و مجموعة الاقوال و معرفة الوقت و المكان و كل ما هو متعلق بهذا الفعل من قريب او بعيد فهذا هو تحديد و معرفة الواقع المراد التفكير فيه او بمعنى اخر اصدار الحكم عليه بعدها يتم الانتقال الى المعلومات المتوفرة لديك عن الصلاة و هي كل الايات القرانية التي تتكلم عن الصلاة و كذا كل اقوال و افعال النبي صلا الله عليه و سلم التي يصف و يحدد و يسمي كل صلاة على و جه التحديد وبهذا الشكل يمكن لك اصدار الحكم على صلاته اهي صحيحة ام لا و ذلك بربط واقع كيفية ادائه للصلاة و الاحكام المتعلقة بالصلاة المتوفرة لذيك اي ما نسميه ربط الواقع بالمعلومات السابقة المتعلقة بالواقع

من المشاكل التي يعاني منها ابناء المسلمين في بلادهم مثلا مشكلة العلاقات المشبوهة بين الفتيان و الفتيات في المدارس و الجامعات فهذه تؤدي في اغلب الاحيان الى ممارسة الزنا و تترتب عليها مشاكل تتراكم و تتشابك فتصبح حياة الدارسين حياة معاناة و جحيم فقام بعض الشباب المتحمس اما بشكل فردى او بشكل منظم بالتصدي لهذه المشكلة لحلها و تجاوزها فكان مما طرح من افكار كله دون استتناء بناء ورش و دورات توعية تصب في محاولت افهام الشباب و الشابات ان المدارس و الجامعات مخصصة للتعليم و التاهيل و بناء كوادر المستقبل و كان امثلهم طريقة ان استعمل نفس الاسلوب او اساليب اخرى لتوعيتهم على مخاطر الوقوع في الزنا هذه المجموعات و لخوفها مثلا من ان تصنف او تسمى مجموعات او جهات رجعية او متخلفة او اخطر منها بان يشار لها بالتطرف حاولت طرح مواضيع مختلفة و متنوعة للنقاش و البحث من مثل كيفية احترام الاخر او فكرة كيف نبني الثقة بين الجنسين او طرح مثلا محاربة الخجل بين الجنسين ان صحت الترجمة و محاولة نشر الوعي عن ما تعانيه الفتيات من عنف من طرف زملائهم في الدراسة و التحرش بهن و غيرها من الطروحات و الحلول و الافكار التي اريد لها ان تكون علاجا لهذه المشكلة ادن فالبحث بهذا الطرح و الطريقة هو جعل الواقع مصدرا للتفكير كيف

اولا لم يميزوا بين ما يمكن اصلاحه و ما يجب تغييره تماما

ثانيا جعلوا هذا الوضع القائم من المسلمات او من الامور الطبيعية اي العيش المختلط في هذه المؤسسات بين الجنسين

فكان ان جعلوا الواقع مصدر التفكير بمعنى انهم لا ينتجوا اي فكر او حكم الا ان يكون موافقا متماشيا مع ماهو واقع و موجود

مثال اخر مشكلة فلسطين كل الطروحات لحلها و ما يتعلق بها من لاجئين و اهل الشتات و المستوطنات و الحدود و كل شئ لابد ان يمر عبر منظمات المجتمع الدولي و ما تطرحه من مبادرات و التي تدفع الى المفاوضات او اللجوء الى جامعة الدول العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي و التي بدورها لا تخرج عن اطار الاملاءات الغربية و القانون الدولي الذي لا يمت للامة و لا بدينها باي صلة لا من قريب و لا من بعيد فتخرج الحلول و الطروحات من رحم الواقع لا تتجاوزه قيد انملة و هو دولة فلسطين و انها ملك للفلسطينيين بعدها اصبحت غزة و الضفة فهل نضم غزة الى مصر و الضفة الى الاردن و تبقى اسرائيل ام نطالب بدولة فلسطين في الضفة و غزة و تبقى اسرائيل ثم نتفاوض على المعابر و الحدود وووووو فهذا التناول للقضية الفلسطينية بهذا الشكل هو من باب جعل الواقع مصدر الحكم او التفكير اما ان تكون القضية الفلسطينية هي مناط او موضع التفكير فيكون بمعرفة القضية من بدايتها فهي ارض فتحت على ايادي الجيوش الاسلامية في عهد سيدنا عمر و دخلت تحت ما يسمى في احكام الاراضى بانها ارض خراجية فرقبتها ملك للمسلمين وهكذا حتى نصل الى الحرب العالمية و سقوط الدولة الاسلامية و بداية الاستعمار العسكري الغربي للبلاد الاسلامية وبداية تنفيد تمليك فلسطين لليهود بتهجير اهلها منها بالقمع و القتل و الاذلال و من الناحية الاخرى مساعدة اليهود على الهجرة لفلسطين و ان امكن ذكر كل الاعمال السياسبة و العسكرية التي تمخض عنها ميلاد دولة ما يسمى باسرائيل وهكذا نسترسل بهذا الاسلوب حتى نصل الى حقيقة واقع القضية الفلسطينية بعدها نرجع للكتاب و السنة لناخد الاعمال التي يجب القيام بها لحل هذه القضية وفق ما يطلبه الشرع لا ما يسمح به الواقع و المنظومة الدولية

الخلاصة اننا كمسلمين يجب ان نتنبه لهذه المشكلة و هي التاثر بالواقع و مراعته اتناء طرح الحلول و المعالجات للمشاكل التي نتصدى لحلها فالواقع موضع التفكير اي مناط التفكير بمعنى ان الاهتمام و دراسة الواقع و تتبعه تكون من اجل شيئين اتنين لا ثالت لهما فان كان وفق الاحكام الشرعية فنقوم بالاعمال التي تحافض عليه اما ان كان مخالفا للشرع فنقوم بالاعمال التي يحددها الشرع لجعله وفقا له

ارجوا ان اكون قد فهمت المراد من السؤال

[خالد بن عبد الرحمن]

الواقع هو مصدر المعلومات..

 

والمعلومات هي مستند التصورات..

 

والمعلومات والتصورات هي مستند التفكير..

 

فالتفكير هو عملية تنسيق بين المعلومات والتصورات وبين التصورات نفسها للخروج بتصور جديد ليسهل التعامل مع الواقع..

 

وهذا التصور الجديد يبقى ظنا محضاً حتى يتثبت منه بالمشاهدة أو التجربة أو أية طريقة من طرق التثبت العلمي..