اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

التشخيص الأعور " خربانه "


Recommended Posts

التشخيص الأعور " خربانه "

 

1682_1239000029.jpg

 

خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تعليلات واهية لفشل ذريع في الأمة أفرادا وجماعات.

لماذا فشلت في عملك التجاري ؟ الجواب :خربانه

لماذا فشلت حياتك الزوجية ؟ الجواب : خاربة

لماذا رسبت في الإمتحان ؟ الجواب : خربانه

لماذا لا تحاول اصلاح الوضع ؟ الجواب : لا أمل.

خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تشخيص أعور للداء يتسم بالارتجالية وعدم الجدية.

وأمثال تلك التشخيصات التي تمثل الهزيمة المحتوية على الفشل الذريع وتبريراتها الواهية تتكرر كل يوم وفي كل الأقوام المختلفة، تتكرر في الحياة السياسية، وتتكرر في الحياة العملية، وتتكرر داخل البيوت، وأكثر ما تبرز في الانتخابات بأنواعها، وفيها كلها لا بد من تبريرات واهية للفشل، والمشكلة الكبرى في أنّها تبريرات تعتمد على الكذب أو سوء الظن أو الحسابات الخاطئة أو التقدير الخاطئ للمواقف، وربما تبريرات يصدق عليها أنّها تأخذ وصف أنها كتعلق الغريق بين الأمواج في البحر المحيط بقشّة، ونادراً ما تكون التبريرات صادقة.

المرأة التي تضع قدر الطعام على الموقد لينضج، وتذهب للتلفاز لتشاهد فيه فيلم درامي وتنسجم معه، ولا تفطن لأنّ طعام أطفالها قد احترق وأصبح فحم أسود، فتبرر ذلك أنّ بالموقد خللاً أدى لاشتعال النار وحرق الطعام، والتاجر لا يخطط كي يشتري وكيف يبيع فيخسر وتفشل تجارته فيبررها بخطأ عاملوه وموظفوه.

والخطورة الفادحة فيها المنازلة الغير متسمة بالتقوى، بل استعمال الميكافيلية في النزال، معتمدين على المثل العامي ( الذي تغلب به العب به ) وفي أمثال تلك الحالات يُعتمد على الكذب والتجريح الشخصي والادعاءات الكاذبة بعيدا عن شرف النزال ومراعاة الزمالة والدين.

وأشد أنواع التبريرات الواهية تفاهة والتي لا تغني عن الحق شيئا وجود نفر من الناس ينْكِر مُنْكَرَُ الأوضاع السيئة الذي يعيشها باللسان في حين كان باستطاعتة العمل لتغيير ما أنكر من المنكر بغير الدعاء واللسان- بغض النظر عن نوعية هذا المنكر - وحين يجابه بأنّ تغيير المنكر منوط بالاستطاعة وواقع حالك القدرة على انكار أكثر جدية وأبلغ أثرا، وربما فيما يتعلق بالمنكر الخاص القدرة على التغيير، فيهز رأسه آسفا حزينا بحجة أنه لا يريد العمل فيغضب أحد أو يعادي أحد، أو يواجه يجابهه بأن التغيير من عمل الله وليس من عملنا فنسأل الله الفرج وتغير الأحوال.

والأصل فيمن فشل في مهمة أن يقوم بإعادة نظر في عمله يفتش فيه عن مواطن الخطأ والصواب، وايجابيات العمل من سلبياته، لتكون نتيجة إعادة النظر موجهاً ومرشداً ودليلاً لإتقان أعمال بعدها من مثل سد فراغات وتصحيح أخطاء واستحضار منسيات، معللا الأمور بوقائعها، مسترشداً بنتائج ذلك ومتعالماً منه.

وحديثاً... وبالتحديد في تحليلات احداث الرّبيع العربي والنكوص الذي رافق أحداث مصر من محاكمات صورية لقادة الفساد في العهد البائد والمسرحيات المتمثلة في انتخابات محكومة النتائج سلفاً وتهالك أصحاب اللحى والعمائم على المشاركة في اللعبة الديموقراطية... وعندما يجابه الناس بالحقيقة المُرّة .... خربانه ... لا أمل.

خربانه .... لا أمل

ولكن هل حاولت تغيير المسار المغلوط ليسير في الاتجاه الصحيح قبل الحكم بالخراب ؟

وماذا في تونس الخضراء وليبيا واليمن السعيد !!!! خربانه .... لا أمل

وماذا فعلنا لنوقف المجاذر وانتهاك الحرمات في شامنا ؟

لا أمل .... خربانه !!!!

والنتيجة : خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تعليلات واهية لفشل ذريع في الأمة أفرادا وجماعات.

خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تشخيص أعور للداء يتسم بالارتجالية وعدم الجدية.

والآن : هل الأمور وصلت لدرجات : خربانه .... خاربه ..... لا أمل.؟

تم تعديل بواسطه طالب عوض الله
رابط هذا التعليق
شارك

والنتيجة : خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تعليلات واهية لفشل ذريع في الأمة أفرادا وجماعات.

خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تشخيص أعور للداء يتسم بالارتجالية وعدم الجدية.

والآن : هل الأمور وصلت لدرجات : خربانه .... خاربه ..... لا أمل.؟

 

 

 

 

إذا كان الجواب ( لا أمل ) فنكون قد حكمنا على أنفسنا بالموت ونحن أحياء ، فانعدام الأمل يعني توقف الحياة، والأمل يعني استمرار سير دولاب الحياة..........

والبقية تأتي بعون الله

تم تعديل بواسطه طالب عوض الله
رابط هذا التعليق
شارك

بورك فيكم أخي

 

أجل فمثل هذه الكلمات تنم عن اتكالية وجهل بالأخذ بالأسباب

ومثل هذا هو ما يجب لحامل الدعوة أن يترفع عنه

فعلمنا بأن العمل علينا لا النتيجة يجب أن يكون دافعاً لمزيد من العطاء امتثالاً لقول الحق "قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

وقوله "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"

 

فالمؤمن خلق ليعبد الله والعبادة تقتضي الجد في العمل والأخذ بأسباب النجاح

 

فلولا صبر رسول الله ومصحبه الكرام في مجتمع مكة الذي أقفل أبوابه عن نصرة الدعوة لما انتشر الإسلام

ولولا محاولات الفاتح وإصراره على اقتحام القسطنطينية لما فتحها وأنار بالإسلام طرقاتها

رابط هذا التعليق
شارك

والنتيجة : خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تعليلات واهية لفشل ذريع في الأمة أفرادا وجماعات.

خربانه .... خاربه ..... لا أمل.

تشخيص أعور للداء يتسم بالارتجالية وعدم الجدية.

والآن : هل الأمور وصلت لدرجات : خربانه .... خاربه ..... لا أمل.؟

إذا كان الجواب ( لا أمل ) فنكون قد حكمنا على أنفسنا بالموت ونحن أحياء ، فانعدام الأمل يعني توقف الحياة، والأمل يعني استمرار سير دولاب الحياة..........

والبقية تأتي بعون الله

 

في حرب حزيران 1967 ظنّ حاكم مصر ( جمال عبد الناصر ) أنّه يؤدي فصلاً من فصول مسرحيات حي باب الشعرية التي ضحك بها على ذقون العامة من الناس خلال عقود من الزمن، فحسب المعركة نزهة يسخن أواراها النابحون الناعقون مثل أحمد سعيد والمغنون من مثل فهد بلان وعبد الحليم حافظ، وتزين ساحاتها براقصات يرقصن على وقع الطبول – وكثير من هن في رعيته – فأعلن إغلاق الممرات المائية والموانئ دون الإعداد الفعلي للمعركة، ودون التأهب للحرب، بالرجال والأعتدة وبما يُرهب العدو حقيقة، فكان ما كان من انهزام قواته وقوات دول أخرى أمام العدو، وظهر العوار والفشل في الساعات الأولى من المعركة، فلم يعط للنتائج التبريرات الحقيقية للهزيمة، وهي دخول معركة بلا إعداد حربي صحيح، وأنّ إعداد المعركة كان بمظاهرة كشف جيوشه وصواريخه - التي لم تستعمل في المعركة – على شاشات التلفاز وأمام وسائل الإعلام وكاميرات الجواسيس، وأن الاستعداد الحقيقي للمعركة لم يكن موجوداً، فبحث عن كبش فداء يبرر به فشله الذريع فكان زميل كفاحه ورفيق دربه المشير عبد الحكيم عامر والممثلة برلنتي عبد الحميد، بزعم أنّهم كانوا عملاء اليهود ولم تعد الجيوش، وعندما هدد عبد الحكيم عامر بكشف المستور فكان لا بد من إنهاء المسرحية بقتله وادعاء انتحاره.

وتتكرر المسرحية بلاعبين جدد ومسرح جديد وبواقع مسرحية جديدة، فطاغية العراق( صدام حسين ) وقد حكم أرض السواد بالحديد والنار، وبرجال المخابرات وجهابذة التعذيب، وبالحبس والتشريد وقطع الأعناق وبعدها قطع الأرزاق، فأقام الجدار العازل بينه وبين رعيته، كيف لا وقد نصب نفسه كجلاد للظهور وقاطع للرقاب، ومقطع للأوصال، وصاحب كل الشرور الكيماوية يضرب بها شعبه، فأصبح العدو الحقيقي لأمته، فعلى واستكبر وتاه وضاع وحسب أن حزبه الخاسر حاميه وناصره، وظن أن الجنرالات وأصحاب النياشين العسكرية من أقاربه سيقومون بحمايته، ناهيك عن القصور والمواقع المُحصنة، وما أن وصلت طلائع الجيوش الصليبية أبواب عاصمة الرشيد حتى وضعت الحرب أوزارها، ورمى الجنود أسلحتهم، وكانت بغداد كقطعة حلوى سائغة للآكلين، أسلمها حزبه وأبناء عمومته وجنرالاته للكافرين، فوقف أمام مسجد العباس ليعلم المصلين أنّ الخونة قد باعوه وخذلوه، ولم يعط للهزيمة السبب الصحيح، وهو أنّه لم يكن لشعبه الحاكم العادل الذي يحبهم ويحبونه بل كان جلادهم وظالمهم وبالتالي عدوهم.

وفي فلسطين وفي انتخابات مجلس الضرار التشريعي الفلسطيني عام 2006، لعبت عوامل عديدة وتشابكت مخططات وحالات أدت لهزيمة الفاسدين المُفسدين من فتح وفوز جماعة حماس بغالبية مقاعد المجلس وبتولي حكومة عاجزة مقطعة الأوصال لا حول لها ولا قوة، مما تسبب بحالة من الفوضى والعجز والاقتتال، فسّر فلول فتح المهزومين هزيمتهم بفساد ولصوصية بعضهم وأتوا بأسماء ووقائع ككبش فداء، وتناسوا أن الفساد كان من أسباب هزيمتهم، ولكن ليس فساد البعض بل فساد معشش فيهم جميعاً كأفراد وقادة وكحركة، فقادتهم ورموزهم كانوا عنوان الفساد والإفساد ....ومن أهم أسباب فسادهم هي خيانتهم العظمى لله ورسوله وجماعة المسلمين وتفاوضهم مع أعداء الله وتنازلهم عن أرض فلسطين ليهود، نعم عمالتهم لأعداء الله ونذالتهم وخساستهم والاتفاقيات الخيانية كانت في قمة فسادهم.

وفي الطرف الآخر من لعبة الانتخابات فقد أصمّ رجال حركة حماس آذانهم عن سماع النصائح والتحذيرات التي نشط المخلصون من أبناء الأمة شباب حزب التحرير من تحذيرهم بخوض معركة ضرار محرمة شرعاً لكونها من مخططات الكفرة ولأنها تجري في ظل احتلال ولأنها من مستلزمات أوسلو وخارطة الطريق، ولأن الديموقراطية العفنة وأنظمتها ليست العنوان الصادق للتغيير والإصلاح، وبعد نجاحهم في الانتخابات فقد أصموا آذانهم عن تقبل النصيحة برفض تولي الحكومة في ظل الاحتلال وتحت سنابك خيوله، فقبلوها حكومة هزيلة لا حول لها ولا قوة تحكم بغير شرع الله وتتحاكم للطاغوت، كان من نتائج ذلك الوقوع في غضب الله بتولي الحكم بقوانين الكفر والعجز عن إدارة شؤون الناس والتذلل للفاسدين لكي يُشاركوهم ويعينوهم ومن ثم أن يتم الاقتتال بين أبناء الأمة الواحدة، فكانوا ضغثاً على أبالة ومصيبة من المصائب التي حلت بالأمة فزادت من آلامها وأضافت لجروحها جروح وجروح، معللين فشلهم الذريع بمؤامرات الفاسدين، ناسين السبب الحقيقي وهو أنّ كل المصائب التي أصابت أهل فلسطين كان سببه بعدهم عن التقيد بأحكام الشرع الحنيف ودخولهم انتخابات مجلس ضرار وتوليهم حكومة تحكمها أنظمة وقوانين كافرة.

وتبقى الفئة المخلصة المؤمنة بأنّه يوجد أمل دائماً ، والأمل ليس بعملهم وإن كان عملهم هو الحالة التي يتحقق فيه الأمل، فيعملون لتغيير الأوضاع ولهم في ربهم الرجاء كل الرجاء، فهم من يؤمن أنّ الحل موجود وهو العودة الصادقة لدينهم بالعمل السياسي الموصل لعودة دولة الخلافة الراشدة التي بها سلام العالم وأمنه.

رابط هذا التعليق
شارك

بورك فيكم أخي

 

أجل فمثل هذه الكلمات تنم عن اتكالية وجهل بالأخذ بالأسباب

ومثل هذا هو ما يجب لحامل الدعوة أن يترفع عنه

فعلمنا بأن العمل علينا لا النتيجة يجب أن يكون دافعاً لمزيد من العطاء امتثالاً لقول الحق "قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

وقوله "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"

 

فالمؤمن خلق ليعبد الله والعبادة تقتضي الجد في العمل والأخذ بأسباب النجاح

 

فلولا صبر رسول الله ومصحبه الكرام في مجتمع مكة الذي أقفل أبوابه عن نصرة الدعوة لما انتشر الإسلام

ولولا محاولات الفاتح وإصراره على اقتحام القسطنطينية لما فتحها وأنار بالإسلام طرقاتها

 

بارك الله فيك على التعقيب والتفاعل

ونحن كمسلمين مُطالبون ولا بُدّ بتحري قاعدة " ربط الأسباب بالمسببات "

هكذا تكون فاعلية الإسلام في الدولة والمجتمع، قائمة على فهم مصالح الناس والأمة، والتعامل مع الأحداث والقضايا المختلفة من منطلق تحليلها موضوعياً وربط أسبابها بمسبباتها

ومن البديهي أن من مستلزمات القيادة الناجحة الوعي والاستنارة والأخذ بالأسباب.

والأسباب جمع سبب وهو ما يتوصل به للغير كالحبل وغيره، ومنه قوله تعالى (مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فًي الدُّنْيَا وَالآخًرَةً فَلْيَمْدُدْ بًسَبَب إًلَى السَّمَاء) (الحجـ 15)، وربما يطلق السبب على العلة والعكس صحيح، فللخير أسباب وللشر أسباب ولا محيص عن الأخذ بالأسباب، فلكل شيء سبب في تحصيله وإيجاده سواء كان خيرا أو شرا، فصراط الله المستقيم خير وله أسباب في الوصول إليه، والضلال والاحتراق بالنار شر وله أسباب كذلك، فالله تعالى بحكمته التامة ورحمته الواسعة ربط الأسباب من خير وشر بمسبباتها، وأشار إلى هذا في كلامه الذي هو القرآن كما هو ظاهر جل وعلا، فقوله تعالى (فَاجْتَنًبُوا الرًّجْسَ مًنَ الأوْثَانً وَاجْتَنًبُوا قَوْلَ الزُّورً) (الحجـ 30) لأنه سبب لغضب الله وعذابه، وقوله (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) لأنه سبب في بيان مراد الله من خلقه، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم «اعملوا فكل ميسر لما خلق له..» ثم تلا قوله تعالى (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بًالحسْنَى (6) فَسَنُيَسًّرُهُ لًلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخًلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بًالحسْنَى (9) فَسَنُيَسًّرُهُ لًلْعُسْرَى) (سورة الليل).

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك على التعقيب والتفاعل

ونحن كمسلمين مُطالبون ولا بُدّ بتحري قاعدة " ربط الأسباب بالمسببات "

هكذا تكون فاعلية الإسلام في الدولة والمجتمع، قائمة على فهم مصالح الناس والأمة، والتعامل مع الأحداث والقضايا المختلفة من منطلق تحليلها موضوعياً وربط أسبابها بمسبباتها

ومن البديهي أن من مستلزمات القيادة الناجحة الوعي والاستنارة والأخذ بالأسباب.

والأسباب جمع سبب وهو ما يتوصل به للغير كالحبل وغيره، ومنه قوله تعالى (مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فًي الدُّنْيَا وَالآخًرَةً فَلْيَمْدُدْ بًسَبَب إًلَى السَّمَاء) (الحجـ 15)، وربما يطلق السبب على العلة والعكس صحيح، فللخير أسباب وللشر أسباب ولا محيص عن الأخذ بالأسباب، فلكل شيء سبب في تحصيله وإيجاده سواء كان خيرا أو شرا، فصراط الله المستقيم خير وله أسباب في الوصول إليه، والضلال والاحتراق بالنار شر وله أسباب كذلك، فالله تعالى بحكمته التامة ورحمته الواسعة ربط الأسباب من خير وشر بمسبباتها، وأشار إلى هذا في كلامه الذي هو القرآن كما هو ظاهر جل وعلا، فقوله تعالى (فَاجْتَنًبُوا الرًّجْسَ مًنَ الأوْثَانً وَاجْتَنًبُوا قَوْلَ الزُّورً) (الحجـ 30) لأنه سبب لغضب الله وعذابه، وقوله (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) لأنه سبب في بيان مراد الله من خلقه، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم «اعملوا فكل ميسر لما خلق له..» ثم تلا قوله تعالى (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بًالحسْنَى (6) فَسَنُيَسًّرُهُ لًلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخًلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بًالحسْنَى (9) فَسَنُيَسًّرُهُ لًلْعُسْرَى) (سورة الليل).

بارك الله فيك على التعقيب والتفاعل

ونحن كمسلمين مُطالبون ولا بُدّ بتحري قاعدة " ربط الأسباب بالمسببات "

هكذا تكون فاعلية الإسلام في الدولة والمجتمع، قائمة على فهم مصالح الناس والأمة، والتعامل مع الأحداث والقضايا المختلفة من منطلق تحليلها موضوعياً وربط أسبابها بمسبباتها

ومن البديهي أن من مستلزمات القيادة الناجحة الوعي والاستنارة والأخذ بالأسباب.

والأسباب جمع سبب وهو ما يتوصل به للغير كالحبل وغيره، ومنه قوله تعالى (مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فًي الدُّنْيَا وَالآخًرَةً فَلْيَمْدُدْ بًسَبَب إًلَى السَّمَاء) (الحجـ 15)، وربما يطلق السبب على العلة والعكس صحيح، فللخير أسباب وللشر أسباب ولا محيص عن الأخذ بالأسباب، فلكل شيء سبب في تحصيله وإيجاده سواء كان خيرا أو شرا، فصراط الله المستقيم خير وله أسباب في الوصول إليه، والضلال والاحتراق بالنار شر وله أسباب كذلك، فالله تعالى بحكمته التامة ورحمته الواسعة ربط الأسباب من خير وشر بمسبباتها، وأشار إلى هذا في كلامه الذي هو القرآن كما هو ظاهر جل وعلا، فقوله تعالى (فَاجْتَنًبُوا الرًّجْسَ مًنَ الأوْثَانً وَاجْتَنًبُوا قَوْلَ الزُّورً) (الحجـ 30) لأنه سبب لغضب الله وعذابه، وقوله (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) لأنه سبب في بيان مراد الله من خلقه، وقول رسوله صلى الله عليه وسلم «اعملوا فكل ميسر لما خلق له..» ثم تلا قوله تعالى (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بًالحسْنَى (6) فَسَنُيَسًّرُهُ لًلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخًلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بًالحسْنَى (9) فَسَنُيَسًّرُهُ لًلْعُسْرَى) (سورة الليل).

 

 

وفي قوله تعالى : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون } .

فيها تسع مسائل :

المسألة الأولى : أمر الله سبحانه وتعالى بإعداد القوة للأعداء بعد أن أكد في تقدمة التقوى ; فإن الله تعالى لو شاء لهزمهم بالكلام ، والتفل في الوجوه ، وحفنة من تراب ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أراد أن يبلي بعض الناس ببعض ، بعلمه السابق وقضائه النافذ ; فأمر بإعداد القوى والآلة في فنون الحرب التي تكون لنا عدة ، وعليهم قوة ، ووعد على الصبر والتقوى بأمداد الملائكة العليا .

المسألة الثانية : روى الطبري وغيره : عن عقبة بن عامر ; قال : { قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل } ; فقال : ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي } ثلاثا .

وروى البخاري عن سلمة بن الأكوع ، قال : { مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون بالسهام ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ارموا بني إسماعيل ، فإن أباكم كان راميا ، وأنا مع بني فلان . قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال رسول الله : ما لكم لا ترمون ؟ قالوا : وكيف نرمي ، وأنت معهم ، فقال رسول الله : ارموا وأنا معكم كلكم } . زاد الحاكم في رواية : { فلقد رموا عامة يومهم ذلك ، ثم تفرقوا على السواء ما نضل بعضهم بعضا } .

وروى البخاري عن { علي قال : ما رأيت رسول الله يفدي رجلا بعد سعد ، سمعته يقول : ارم فداك أبي وأمي } .

وروى الترمذي ، وأبو داود ، والنسائي ، عن عقبة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة : صانعه يحتسب في صنعته الخير ، والرامي به ، ومنبله } . وفي رواية : { والممد به ، فارموا واركبوا ، ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ، ليس من اللهو ثلاث : تأديب الرجل فرسه ، وملاعبته أهله ، ورميه بقوسه ونبله . ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنها نعمة كفرها } . وقد شاهدت القتال مرارا فلم أر في الآلة أنجع من السهم ، ولا أسرع منفعة منه .

رابط هذا التعليق
شارك

لا مكان بيننا كمسلمين للقول :

 

 

 

خربانه ، خاربه ، لا أمل

 

 

 

إ ( إن تجاوز الفشل عبر جسر النجاح يصنعه أصحاب الإرادة القوية، وهم من نصفهم بـ "صُنّاع النجاح" فإذا كان الفشل يمثل خطوة للوراء؛ فإن تحويل الفشل إلى نجاح يمثل خطوات للأمام تدفع صاحبها لمزيد من الإنجاز.

ولعل ما يستدعي منا النظرة العميقة والتحليل أن غالبية النجاحات العظيمة تنطلق من حالة من الفشل، وعلى سبيل المثال فإن البطالة هي شكل من أشكال الفشل ولكن بالدراسة وإيجاد الحلول المبتكرة تتحول هذه المشكلة لطاقات متفجرة بقصص عديدة من النجاح، وهو ما حدث ويحدث في الصين التي سخّرت طاقاتها لخدمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تتيح للشباب فرص العمل، والنجاح يدفع لمزيد من النجاح، وإذا كانت هذه تجارب الآخرين فالسيرة النبوية وسيرة السلف الصالح تحوي العديد من التجارب التي حوّلت الفشل إلى نجاح؛ ففي غزوة حنين عندما قارب المسلمون على الهزيمة بعد أن غرّتهم كثرتهم (لأن الغرور هو أحد بواعث الفشل).

ثبت النبي أمام أعداء الله، فنزل النبي، واحتمى به الصحابة، ودعا واستنصر وهو يقول‏:‏ ‏(‏أنا النبي لا كذب‏.‏ أنا ابن عبد المطلب‏.‏ اللهم نزّل نصرك‏)‏‏، فثبت المسلمون وحوّلوا الهزيمة إلى نصر والفشل إلى نجاح، ويذكر القرآن الكريم هذه القصة في سورة التوبة (‏‏لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين).

 

وداعًا للفشل

 

دافعية النجاح هي أهم سلاح لمواجهة الفشل، فعلى الأفراد أن ينموا داخلهم دافع النجاح والتفاؤل، ويدعّموه بمزيد من العمل والاجتهاد والتخطيط والمثابرة، وكذلك على الإدارة في مختلف المؤسسات أن تدعم داخل موظفيها أو عمالها دافع النجاح، والإدارة الناجحة تصنع من الفشل نجاحًا بتغيير استراتيجياتها وسياساتها، وبداية التخلص من الفشل هو الاعتراف به كعثرة في طريق النجاح، ومن ثم دراسة أسبابه ومعالجتها وليس الهروب أو الاستسلام للفشل.

وعلينا أن نعي جيدًا أن جميعنا قد يفشل في شيء ما، أو في مرحلة من مراحل حياته، ولكن يمكننا أن نتعلم من هذا الفشل ونتعامل معه، وأن نعتبر الفشل حلقة في سلسلة النجاح، وكما تقول الحكمة: "راحت السكرة وجاءت الفكرة"، فعلينا أن نخرج من سكرة الفشل و الإحباط إلى الفكرة التي تصنع النجاح، وإذا استطعت أن تجيب عن السؤال.. لماذا فشلت؟ فستكون الإجابة أكثر يسراً عندما تسأل.. كيف أنجح؟ فمن ذاق مرارة الفشل هو أدرى بالطبع بطعم النجاح، ومن يتعلم من أخطائه فسيقول "وداعًا للفشل". ) *** منقول -***

 

نعم أخوتي شباب الدعوة:

 

وداعا للفشل المرافق له أن لا أمل، وأبشروا بقرب النصر المبين ،فأملنا في الله كبير بتحقق الوعد والتمكين، وأصعب حالات البشر هي القنوط ، والقنوط هو الفشل الحقيقي فأبشروا يا شباب الدعوة بقرب التمكين والنصر فوعد الله ما زال قائم ما استمسكنا بحبل الله وتركنا اليأس والقنوط وتوجهنا لله بقلب سليم ، فمهما عم البلاء فلنا في الله الرجاء .

 

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)

تم تعديل بواسطه طالب عوض الله
رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك شيخنا

 

تشخيص دقيق لنفر لن أقول عنهم ضلوا الطريق انما سافترض انهم على جهالة , حتى أصبحت لغوة على ألسنتهم أن يقولوا خربانة أو لا أمل , فدعنا نحاسب ونوجه تلك الكلمات الى من يقول لا أمل وهو على وعي , وسأضرب مثلا للتوضيح :

 

في برنامج "اسلاميون" على الجزيرة أتو لنا بمن يقول أن قيام الخلافة ثانية "حلم" أو شعار اناس "سذج" , أي يقول أن لا أمل , فتلك العقول الخربة لا تنطق إلا خرابا ولا تخدم إلا سياسة معلومة لكل ذي عقل وهي حتما سياسة ضد الاسلام ولو نطق بها مسلمون .

 

فمن يأتي على تشخيص المشكلة تشخيصا صحيحا يطرح العلاج الناجع , ويكون بذلك قد أبدع , أما على النقيض ممن يعيبون العلاج الناجع وهم أصلا لم يشخصو المشكلة خاصة اذا كان العلاج عودة الاسلام فماذا ستقول فيهم ؟

 

 

وردت تلك المشاركة في موقع آخر فأشكر المشارك وألفت نظره لأنه أثناء انتحابات مجلس الضرار الفلسطيني وحينما ثابر حملة الدعوة الاسلامية بالنصح بأنها شرك لا يقاع الناس في الحلول الاستسلامية وفي مخالفة الحكم الشرعي بالدخول في التحاكم للطاغوت لم يجد أصحاب شعار " الاسلام هو الحل " تبريرا لأعمالهم أمام الناس سوى مهاجمة الحزب بتبريرات ساذجة ، والمشكلة الكبرى في أنّها تبريرات تعتمد على الكذب المتعمد أحيانا، أو/ و سوء الظن أو / و الحسابات الخاطئة أو التقدير الخاطئ للمواقف، وربما تبريرات يصدق عليها أنّها تأخذ وصف أنها كتعلق الغريق بين الأمواج في البحر المحيط بقشّة، ونادراً ما كانت التبريرات صادقة. وبمواقفهم تلك كانت الطامة الكبرى حيث تمادوا بالغش والكذب المتعمد وتولوا الحكم بغير ما أنزل الله تعالى فأوقعوا الأمة في البلاوى والمصائب والمهازل ، حتى بلغ الأمر بهم أن سفكوا دماء المسلمين وقصفوا المساجد بالصواريخ فلا حول ولا قوة الا بالله العظيم.

 

وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)

رابط هذا التعليق
شارك

تاريخ التسجيل: 21-05-07

الدولة: الجزائر

المشاركات: 1,876

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج: 16 ص: 175

قوله صلى الله عليه وسلم( اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) روي أهلكهم على وجهين مشهورين رفع الكاف وفتحها والرفع أشهر ويؤيده أنه جاء في رواية رويناها في حلية الاولياء في ترجمة سفيان الثوري فهو من أهلكهم قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين الرفع أشهر ومعناها أشدهم هلاكا

وأما رواية الفتح فمعناها هو جعلهم هالكين لا أنهم هلكوا في الحقيقة واتفق العلماء على أن هذا الذم انما هو فيمن قاله على سبيل الازراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح احوالهم لانه لا يعلم سر الله في خلقه قالوا فأما من قال ذلك تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في امر الدين فلا بأس عليه كما قال لا أعرف من أمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعا هكذا فسره الامام مالك وتابعه الناس عليه وقال الخطابي معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول مساويهم ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو اهلكهم اي أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الاثم في عيبهم والوقيعة فيهم وربما أداه ذلك الى العجب بنفسه و رؤيته أنه خير منهم والله اعلم ) انتهى.

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

تاريخ التسجيل: 21-05-07

الدولة: الجزائر

المشاركات: 1,876

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج: 16 ص: 175

قوله صلى الله عليه وسلم( اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) روي أهلكهم على وجهين مشهورين رفع الكاف وفتحها والرفع أشهر ويؤيده أنه جاء في رواية رويناها في حلية الاولياء في ترجمة سفيان الثوري فهو من أهلكهم قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين الرفع أشهر ومعناها أشدهم هلاكا

وأما رواية الفتح فمعناها هو جعلهم هالكين لا أنهم هلكوا في الحقيقة واتفق العلماء على أن هذا الذم انما هو فيمن قاله على سبيل الازراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم وتقبيح احوالهم لانه لا يعلم سر الله في خلقه قالوا فأما من قال ذلك تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في امر الدين فلا بأس عليه كما قال لا أعرف من أمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهم يصلون جميعا هكذا فسره الامام مالك وتابعه الناس عليه وقال الخطابي معناه لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول مساويهم ويقول فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو اهلكهم اي أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الاثم في عيبهم والوقيعة فيهم وربما أداه ذلك الى العجب بنفسه و رؤيته أنه خير منهم والله اعلم ) انتهى.

 

ولكن الحديث أخي الحبيب وجميع تفسيراته مهما بلغت لا يعني بحال التوقف عن انكار المنكر لأنّ التوقف عن انكار المنكر فيه هلاك المسلمين الحقيقي مما يوجب الفساد ويثساعد المجرم على اجرامه مما يوجب غضب الله وعقابه، والمسلم فيما يجب أن يكون عليه حاله متحد سافر : يتحدى الباطل ومخالفة الشرع بالحق المبين وبالنصح للمسلمين وفضح المؤامرات والعمل المتقصد لبذر الشر والرذيلة ومخالفة أمر الله ، وبيان حكم الله في المخالفات لشرع الله .

فصلاح الناس قائم على التواصي بالحق , والتواصي بالصبر , ومن معاني ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والصبر على ذلك كله من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل , ولذلك أوصانا المصطفى – صلى الله عليه وسلم – بقوله الشريف "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه , ثم تدعونه فلا يستجاب لكم " (الترمذي والبيهقي ) وفي رواية أخرى : " لتأمرن بالمعروف , ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم , ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم" ( الهيثمي ).

 

حَدَّثَنَا قُتَيبَةُ أخبرنا عبدُ العزيزِ بنُ مُحَمَّدٍ عن عمرو بنِ أبي عمرو عن عبدِ اللهِ الأنصاريِّ عن حُذيفةَ بنِ اليَمانِ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم قال:

- (والَّذي نَفْسي بيدهِ لتأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ وليوشِكَنَّ اللهُ أنْ يبعثَ عليكُمْ عقاباً منهُ فتدعونَهُ فلا يَستجيبُ لكُمْ) .

 

عن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري ومسلم .

 

الشرح

 

حديثنا الذي نتناوله في هذ المقال حديث عظيم ، ويكفيك دلالة على أهميته أنه يجمع أمر الدين كله في عبارة واحدة ، وهي قوله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ) ، فجعل الدين هو النصيحة ، كما جعل الحج هو عرفة ، إشارةً إلى عظم مكانها ، وعلو شأنها في ديننا الحنيف .

 

والنصيحة ليست فقط من الدين ، بل هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فإنهم قد بعثوا لينذروا قومهم من عذاب الله ، وليدعوهم إلى عبادة الله وحده وطاعته ، فهذا نوح عليه السلام يخاطب قومه ، ويبين لهم أهداف دعوته فيقول : { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم } ( الأعراف : 62 ) ، وعندما أخذت الرجفة قوم صالح عليه السلام ، قال : { يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين } ( الأعراف : 79 ) .

 

ويترسّم النبي صلى الله عليه وسلم خطى من سبقه من إخوانه الأنبياء ، ويسير على منوالهم، فيضرب لنا أروع الأمثلة في النصيحة ، وتنوع أساليبها ، ومراعاتها لأحوال الناس واختلافها ، وحسبنا أن نذكر في هذا الصدد موقفه الحكيم عندما بال الأعرابي في المسجد ، فلم ينهره ، بل انتظره حتى فرغ من حاجته ، يروي أبو هريرة رضي الله عنه تلك الحادثة فيقول : " بال أعرابيٌ في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوه ، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ؛ فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري .

 

وفي الحديث الذي بين أيدينا ، حدد النبي صلى الله عليه وسلم مواطن النصيحة ، وأول هذه المواطن : النصيحة لله ، وهناك معان كثيرة تندرج تحتها ، ومن أعظمها : الإخلاص لله تبارك وتعالى في الأعمال كلها ، ومن معانيها كذلك : أن يديم العبد ذكر سيده ومولاه في أحواله وشؤونه ، فلا يزال لسانه رطبا من ذكر الله ، ومن النصيحة لله : أن يذبّ عن حياض الدين ، ويدفع شبهات المبطلين ، داعيا إلى الله بكل جوارحه ، ناذرا نفسه لخدمة دين الله ، إلى غير ذلك من المعاني .

 

وأصل النصيحة : من الإخلاص ، كما يقال : " نصح العسل " أي : خلصه من شوائبه ، وإذا كان كذلك فإن إخلاص كل شيء بحسبه ، فالإخلاص لكتاب الله أن تحسن تلاوته ، كما قال عزوجل : { ورتل القرآن ترتيلا } ( المزمل : 4 ) ، وأن تتدبر ما فيه من المعاني العظيمة ، وتعمل بما فيه ، ثم تعلمه للناس .

 

ومن معاني النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : تصديقه فيما أخبر به من الوحي ، والتسليم له في ذلك ، حتى وإن قصُر فهمنا عن إدراك بعض الحقائق التي جاءت في سنّته المطهّرة ؛ انطلاقا من إيماننا العميق بأن كل ما جاء به إنما هو وحي من عند الله ، ومن معاني النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم : طاعته فيما أمر به ، واتباعه في هديه وسنته، وهذا هو البرهان الساطع على محبته صلى الله عليه وسلم .

 

ثم قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ولأئمة المسلمين ) ، والمراد بهم العلماء والأمراء على السواء ، فالعلماء هم أئمة الدين ، والأمراء هم أئمةٌ الدنيا ، فأما النصح للعلماء : فيكون بتلقّي العلم عنهم ، والالتفاف حولهم ، ونشر مناقبهم بين الناس ، حتى تتعلّق قلوب الناس بهم، ومن النصح لهم : عدم تتبع أخطائهم وزلاتهم ، فإن هذا من أعظم البغي والعدوان عليهم، وفيه من تفريق الصف وتشتيت الناس ما لا يخفى على ذي بصيرة .

 

وأما النصيحة لأئمة المسلمين فتكون بإعانتهم على القيام بما حمّلوا من أعباء الولاية ، وشد أزرهم على الحق ، وطاعتهم في المعروف .

 

والموطن الرابع من مواطن النصيحة : عامة الناس ، وغاية ذلك أن تحب لهم ما تحب لنفسك، فترشدهم إلى ما يكون لصالحهم في معاشهم ومعادهم ، وتهديهم إلى الحق إذا حادوا عنه ، وتذكّرهم به إذا نسوه ، متمسكا بالحلم معهم والرفق بهم ، وبذلك تتحقق وحدة المسلمين ، فيصبحوا كالجسد الواحد : ( إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .

 

فهذه هي مواطن النصيحة التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عملنا بها حصل لنا الهدى والرشاد ، والتوفيق والسداد

رابط هذا التعليق
شارك

ورد آخر على الموضوع في موقع آخر من أخت فاضلة :

 

 

إقتباس(خنساء @ Jan 11 2010, 08:32 PM)

بروك بكم ..

إن مما تسعى إليه الدول الاستعمارية ، تكوين النفسية الانهزامية عند المسلمين ، حتى عندما تراودهم ذكريات العزة ،

فنجد من المسلمين من يرى في عودة الإسلام استحالة وأنه حلمٌ ، وللإعلام دورٌ في هذا فهو من جعل من الغرب قمة وما هو

للإسلام في آخر الأمة ، فيصور دمار الغرب حضارة ، ويجعل من النهضة الإسلامية الفكرية تخلفاً وانحطاطاً ..

وما دام الإعلام يسير بهوى الحكام فهي (خربـــــــــــــــــــــانة ) لكن .. لن يطول خرابها

 

 

 

بارك الله في الأخت الفاضلة

 

وقد أفلحت الدول الاستعمارية في أفساد النفسية الانهزامية عند المسلمين، حتى عندما تراودهم ذكريات العزة ،

فنجد من المسلمين من يرى في عودة الإسلام استحالة وأنه حلمٌ ، وللإعلام دورٌ في هذا فهو من جعل من الغرب قمة وما هو للإسلام في آخر الأمة ، فيصور دمار الغرب حضارة ، ويجعل من النهضة الإسلامية الفكرية تخلفاً وانحطاطاً .. والأنكى من هذا فساد نفسية بعض الحركات الاسلامية التي تهاجم الحزب لأنه تقدم منهم ومن الأمة ناصحا في انتخابات مجلس الضرار الفلسطيني ، وكما جاء في ردي على الزميل المشارك قبلك وأخطر ما كان في ردود أفعالهم المنازلة الغير متسمة بالتقوى، بل استعمال الميكافيلية في النزال، معتمدين على المثل العامي ( الذي تغلب به العب به ) فمكانت ردود أفعالهم تعتمد على الكذب والتجريح الشخصي والادعاءات الكاذبة بعيدا عن شرف النزال ومراعاة الزمالة و أخوة الدين ، فقد عمدوا لدبلجة الاتهامات والأكاذيب على الحزب ورجاله وحتى تأليف الكتب القادحة وبث الاشاعات المغرضة ، حتى وصلت ردودهم النارية لدرجة الدعاء على شباب الحزب من على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ). فلا حول ولا قوة الا بالله العظيم.

 

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27)

رابط هذا التعليق
شارك

سنعود يا عمنا

 

بإذن الله سنعود من جديد

 

أسياداً للأرض بعد أن أنهكنا الذل والهوان

 

نحكمها بشرع الله وحده لا شرعة الطواغيت اللئام

 

سنعود ويعود شباب الأمة ليصطفوا من جديد في صف العاملين لنصرة هذا الدين بإذن الله لأن في ذلك وحده عز الدنيا ونعيم الآخرة

 

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

بارك الله في الأخ الحبيب " دائم الأمل "

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه و بعد ,

 

طبيعة حامل الدّعوة أنّه يحمل هموم العالم أجمع ، ويبتدع من الأساليب والوسائل كإرهاصات تدعم عمله المستهدف التغيير، مستبشرا بوعد الله تعالى بالتمكين مطمئنا لحتمية تحققه وبالبشارات الأخرى من الله تعالى ورسولنا الكريم مما يجعله بحق دائم الأمل عن قناعة واعتقاد جازم ، وبناء عليه فسيبقى على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، والمحجة البيضاء هي التقيد التام بالأحكام الشرعية مع التقيد بالسير الواعي على الطريقة . مؤمنا بقرب تحقق الأهداف والتمكين، لذا فلا مجال لليأس أو القنوط .

 

مما يعني أنه سيكون إنسان مميز يتصف بالصدق والأمانة والتحدي والسفور ، لا يحني هامته لظالم ، لا يُداجي ولا ينافق ، عفيف أمين خلوق ، يبتعد عن كل ما يغضب الله مما يلجأ له أدعياء حمل الدعوة من المنتسبين للحركات المغلفة بالاسلام، فيرفض المنازلة الغير متسمة بالتقوى، كما يرفض استعمال الميكافيلية في النزال، مسفهاً المثل العامي ( الذي تغلب به العب به ) مما يعني رفض اعتماد الكذب والتجريح الشخصي والادعاءات الكاذبة بعيدا عن شرف النزال ، وسيراعي في خلافه مع الآخرين ونقاشه معهم شروط الشرع في أخوة الاسلام.

 

( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ . )

 

لا يعتمد التبريرات الواهية ، خاصة تلك التي تعتمد على الكذب أو سوء الظن أو الحسابات الخاطئة أو التقدير الخاطئ للمواقف، وربما تبريرات يصدق عليها أنّها تأخذ وصف أنها كتعلق الغريق بين الأمواج في البحر المحيط بقشّة، أي لا يعتمد إلا ما نص عليه الشرع من تفسيرات واضحة لمجريات الأعمال.

 

 

 

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)

رابط هذا التعليق
شارك

  • 1 month later...

النجاح والفشل

 

ان افعال الانسان مهما تنوعت وتعددت لا تخرج عن اطار اشباع حاجاته العضوية وغرائزة بوصفة انسان, وهذه الافعال يقوم بها الانسان لاجل الوصول لغاية وضعها لنفسه او وضعت من قبل غيره فآمن بها واعتقدها, واما افعال العبث فليست هي موضع البحث ، وانما الافعال التي تحقق النتائج اوالتي توصل للغايات هي موضع البحث .

 

 

 

لقد كان من جراء وجود العلاقات بين المجتمعات البشرية ان وصفت افعال بعينها بالمدح وكذلك افعال اخرى وصفت بالذم وكانت هذه الاوصاف نتيجة اعراف تواضع عليها البشر من ناحية انها موافقة للفطرة البشرية كالظلم والعدل او مخالفة لها ،او من واقعها فوصف الصدق ممدوح والكذب مذموم والشجاعة ممدوحه والجبن مذموم ووصف كل فعل يحقق غاية بانه ناجح وكل فعل لا يحقق الغاية بأنه فاشل ، فعزي وصف نتيجة الفعل بالفشل والنجاح بتحقق الغاية او عدم تحققها بغض النظر عن الافعال لعدم وجود قاعدة تضبط هذه الافعال .

 

 

لقد كان ظهور الاسلام الحد الفاصل بين العقل والشرع واعني بذلك ما هو عقلي وما هي شرعي من ناحية وصف الافعال ومن ناحية التقييد الشرعي اتجاهها بـ افعل او لا تفعل او ما ترك على التخيير بين الفعل و الترك واستبعد الوصف ( العقلي ) وإعني به الهوى واتباعه بوصف الافعال بالمدح او الذم بناء عليه كقوله (انصر اخاك ظالماً او مظلوما ) و( ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه حين الغضب ) ، او وصف نتائجها بالفشل او النجاح ، وجعل الانتقال من الاحساس الى الفعل دون عقله مذموم شرعاً وفعل من افعال الجاهلية ,وضبط كل افعال الانسان ضمن القاعدة الواحدة .

ان وصف الافعال بالخير او بالشر لا يأتي من ذات الافعال لانها مجرد افعال فقط ، بل يأتي وصفها بالخير والشر والمدح او الذم بناء على اعتبارات خارجة عن ذات الافعال ، فالمسلم الذي يؤمن بالله ورسوله وبالشريعة التي تبين اوامر الله ونواهيه وتنظم علاقته بربه وبنفسه وبغيره توصف افعاله بالخير او بالشر بناءً على تقيده بعقيدته وما انبثق عنها من مفاهيم تحدد الغاية التي يهدف إليها المسلم وهي نوال رضوان الله عز وجل فيكون لأفعاله مقياس محدد من الله عز وجل, ليس لعبادته فقط وانما لكل فعل يفعله تجاه نفسه او غيره او تجاه ربه وهذا المقياس يستغرق كل الافعال والعلاقات .

لا بد ان يكون للعمل قصد وغاية وطريقة للوصل لهذه الغاية وكلها يجب ان تتحدد من قبل القيام بالعمل ، ويضاف اليها متعلقاتها حتى يظل العمل ضمن دائرة طاعة الله بأن تدرك الصلة بالله حين القيام بالعمل سواء كان فرضاً كالصلاة اوالزكاة اوالحج اوحمل الدعوة او كان مندوباً كالتجارة والصناعة ورطوبة العلاقة مع الغير, فالقصد لتحقيق قيمة عينها الشرع واباحها وفرضها او ندبها لا ينفصل مطلقاً عن طريق طلب تحقيق هذه القيمة فلا يطلب رضى الله بالمعصية فكيفية الوصول معينة من الشرع والفكرة لا تنفصل عن طريقتها .

ان الهم لا ينصب فقط على الغاية ويغض النظر عن طريقة الوصول لها بل لا بد ان يكون كل فعل دق او جل من افعال المسلم موافق لامر الله ونهيه فالغاية وان كانت مهمة فان الالتزام بالامروالنهي مهم ايضاً كأهمية الغاية ، ولا يقال بان الغاية تبرر الوسيلة ، فالغاية وان كنا نتوق لبلوغها فإننا ملتزمون بما حدد الله لنا من افعال ووصفها بالمدح والذم فتعين لنا ميزان من الله لهذه الافعال وميزان لله ثابت, والافعال لا يتغير وصفها تبعاً للغاية فتبررها حيناً ولا تبررها احياناً اخرى تبعاً لهوى او لمصلحة او لمراعاة ظروف وقوة وضعف .

ان الحكم على الافعال لا يكون بناءً على نتائجها بل يكون بالحكم على نفس الافعال من كونها موافقه لامر الله عز وجل او مخالفة فالطاعة هي موافقة الآمر فيما امر فلا توصف الافعال بالنجاح او الفشل بناءً على نتائجها اذ ان المسلم قد اطاع الله بفعله ووقف عند حده وجاءت النتيجة بعكس غايته التي حددها فلا يوصف فعله بأنه فاشل ، لان النتيجة لا تتعلق بفعله هو بل تتعلق بأفعال الغير ورد فعلهم وتقبلهم او عدمه لفكرته ومثاله ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد عرض نفسه على القبائل لينصروه ولقد اخذ بالاسباب وذهب إلى الطائف ودعاهم وبين له الحق بياناً لا لبس فيه ولا غموض ...... فكان رد فعلهم هو النتيجة فلا يوصف هذا العمل بالفشل مطلقاً .

ان المسؤولية امام الله عز وجل فيما يتعلق بإبراء الذمة هي طاعته فيما امر وإلتزام نهجه في العسر واليسر وإبراء الذمة يتعلق بالفعل ولا يتعلق بالنتيجة ولو تعلق ابراء الذمة بالنتيجة لكان هذا الامر تكليفنا ما لا نطيق وحاشا لله ان يكلفنا هذا ومثا له اننا كحملة دعوة حين نقوم بالاعمال ضمن دائرة طاقتنا البشرية نترسم خطا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ولا نسأل عن النتائج اوافقت ما نصبوا اليه ام اتت مخالفة, فالنتائج متباينة في واقعها وقد تعلقت بردود افعال ادت إلى نتيجة ومن المغالطة ان نحكم عليها آنيا لان واقعها يختلف عن كنهها وما سوف يحدث في المستقبل وذلك كالحكم على الامر من اول طرقة ليس كالحكم عليه بعد تتالي الطرق وعدم الكسل عن الطرق فالاثر ان لم يحدث اليوم بالصبر والثبات ودوام الفعل سيحدث غدا لان وعد الله متحقق قطعاً بالنصر والتمكين .

ان الغاية تختلف عن النتيجة, فالنتيجة ليست غاية فالقصد من العمل ليس تحقيق نتيجة بل هو تحقيق قيمة ... وتحقيق القيمة عبارة عن بلوغ غاية تعينت قبل القيام بالعمل عبر طريقها الشرعي للوصول ومثاله بان الحصن لا يفتح بقراءة القرآن ولا بقراءة البخاري ومسلم لرد العدو مع ان قراءة القرآن مطلوبه إلا انها ليست الطريق الشرعي لبلوغ الغاية ..... فإن فعل وقرأ فإن النتيجة حاصله, فرد الفعل هو نتيجة للفعل وليس غاية له .

ان المسلم واجب عليه الإدراك ان الله سبحانه وتعالى قد خلق الوجود ودبره بنظام محكم يقوم على ارتباط على نتائج بأسبابها وانها لا تتخلف الا اذا كان سبحانه فعل ذلك كمعجزة لاحد الانبياء, وأما في الحياة العادية وسيرها فسنة الله في خلقة هي ارتباط النتائج بأسبابها ، ومثاله ان لا نصر في المعركة دون الاخذ بأسبابه من الاعداد المادي والروحي ، ولا نجاح في الامتحان دون دراسة جادة ولا انتاجاً زراعياً وغيره إلا بالعناية الزراعية .... ففهم القضاء والقدر يوضح للانسان ان الحياة مفتوحة امامه بجميع مجالاتها وانها كلها نتائج رتبها الخالق بقدرته على اسبابها .... وأي تقاعس عن الاخذ بالاسباب يعني وجود مخالفة وكذلك أي انحراف عن الطريق .

ان الاخفاق المتكرر يوجد في النفس البشرية احساساً عميقاً بالاسى بوصفه كائناً بشرياً يحب ويكره ويرضى ويغضب حين يحمل الخير للغير ويقابل بالصد وغلظة الجواب وكل ما يدور في دائرة الرفض, فكان لا بد له ان يسأل نفسه لماذا ؟؟؟؟ ولا بد له ان يتفقد موضعه وموقعه ودقة سيره على نهجه فإن وجد انحراف آب والتزم والا فإن الامر قضاء من الله وكل افعاله ممدوحة من الله ولا توصف بالفاشله ، ومثل هذه الامور لا تفت في عقد المسلم المصمم على السير في طريق طاعة الله ولا يؤثر في الحق الذي يحمله بل يزيده عزم وثقة بأن الله عز وجل ناصره ومؤيده واسوته رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن الخيرية في هذه الامة باقية وعمله فيها واجب عليه لانهاضها لا يمكن ان يوصف بأنه عمل فاشل, وكذلك صدامه مع الكافرواعوانه و مخططاته وكشفها,وان الكافر قد وضع الامة في ظروف مقصودة مصنوعة لايصالها إلى مرحلة تفقد رجاءها وثقتها وتصل الى حاله من اليائس والإستسلام ليسهل التحكم فيها وتمرير كل ما يريده عليها دون ان تحرك ساكناً بعد تبلد احساسها وبعد ان تفقد كل امل وحيوية ، ورغم كل ما صنع فقد بقيت الامة هي الامة بحيويتها وقوتها تتوق لإعادة بناء مجدها .

ان عمل حملة الدعوة ليست لمجرد العمل ، ولا لمجرد حمل الدعوة حتى يقال انه يحب الاستمراربالحمل والعمل قياماً بالواجب ، وهو مجرد عمل ومجرد حمل دعوة سواء اثمر العمل وحمل الدعوة ام لم يثمر .... لا ليس ذلك كذلك ، بل ان العمل وحمل الدعوة واجب لتحقيق غرض معين وهو استئناف الحياة الاسلامية وحمل الدعوة الى العالم عن طريق اقامة الخلافة .... وليس اقامة الخلافة هو نهاية المطاف ، لان اقامة الخلافة ليست هي الغاية ، وانما هي الطريقة الشرعية لتطبيق الاسلام حتى يعيش الناس حياة اسلامية .... والعمل في الامة حتى تتبلور اذواقهم على الحضارة الاسلامية وتكون احكام الاسلام ومفاهيمه وافكاره قريبة منهم وغير غريبة عنهم .... ولذلك فإن العمل ليس لمجرد اقامة الخلافة حتى يقال بأنه يجب ان ينصب كل الهم والجهد الآن لايجاد اهل النصرة وانما العمل المهم في الامة لتحمل الاسلام حملا فكريا بدوام سقيها بهذه الافكارحتى يصيرمفهوم الخلافة والحكم بالاسلام مطلب الناس وهمهم.

ان تطبيق الاسلام سيتصادم مع كثير من مصالح الناس الآنية ومع ما اوجده الكافر من اعمالهم من افكار ، ولذلك اذا لم يؤمنوا بالاسلام كما نؤمن ويصدقوا به كما نصدق ويدركوه كما ندركه ويستعدوا للرضوخ له وحمايته كما نستعد سيلقى تطبيق الاسلام صعوبة عند الناس ... وهذا واجبنا ومسؤوليتنا حتى اذا جاء نصر الله وجد له بيتاً يأوي اليه ووجد عند البيت حراساً يحرسونه .

فلا توصف افعالنا حين تحقق الغاية بأنها ناجحة كما لا توصف حين عدم تحققها بأنها فاشلة ..... لانها في كل الاحوال كانت اعمال شرعية لبلوغ غاية شرعية بالطريقة الشرعية, واما وصف النتائج من حيث واقعها فأمر اخر مع التأكيد ان وصفا النجاح والفشل ليسا ذماً او مدحاً وانما هما وصف واقع،والزمن ليس حكما على النجاح او الفشل , بل دوام العمل الدؤوب للغاية المحدودة ومثاله رسول الله نوح قد لبث الف سنة الا خمسين عاماً ما كل ولا مل وما كسل وما توانى ، وكل افعاله في هذه السنوات الطوال ما افترت من عزيمته ، والامر الاخر رسول الله يونس ارسله الله إلى مئة الف او يزيدون فأمنوا فمتعناهم الى حين فلا يقال بأن يونس قد نجح وان نوح قد فشل .

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...