Jump to content
منتدى العقاب

لماذا يطلب حزب التحرير النصرة من جيوش المسلمين؟


Recommended Posts

لماذا يطلب حزب التحرير النصرة من جيوش المسلمين؟

(مترجم)

بدايةً فإن موضوع طلب النصرة، وهو الوصول إلى السلطة عن طريق أهل القوة والمنعة، لا يجب أن تتم مناقشته على أساس اعتباره الاستراتيجية المثلى أم لا؟ وإنما يجب أن يكون الموضوع هل هذا الحكم الشرعي ملزم أم لا؟ فإنه كثيراً ما يبني "إسلاميون" طريقتهم التي يسلكونها ويبررونها بمرجعية إسلامية، على أساس أنها الاستراتيجية المثلى والوسيلة المتاحة سياسياً.

لقد بين الأصوليون أن فعل النبي عليه الصلاة والسلام هو حكم شرعي عندما يتعلق بآية تشريع في القرآن (آيات الأحكام). لذا فإن العلماء عند تفسيرهم للعلاقة بين القرآن والسنة يعرّفون السنة بأنها الأفعال التي تبين ما جاء في القرآن مجملا. إن طلب الرسول صلى الله عليه وسلم للنصرة هو مثال واضح على هذا. روى ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب قال: (لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ نَبِيّه أَنْ يَعْرِض نَفْسَه عَلَى قَبَائِل الْعَرَب، خَرَجَ وَأَنَا مِنْهُ وَأَبُو بَكْر إِلَى مِنًى، حَتَّى دَفَعَنَا إِلَى مَجْلِس مِنْ مَجَالِس الْعَرَب).

لقد أصر النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل بالذات بالرغم من الأذى والاضطهاد الذي تعرض له. في الواقع فإن إصرار النبي صلى الله عليه وسلم على فعل يجلب الأذى هو دليل على وجوبه لأن إحدى القواعد الخمس الفقهية الثابتة تنص على أن الضرر يزال فقط إذا كان الضرر أو المشقة غير مرتبط ارتباطاً جوهرياً مع الحكم الشرعي نفسه، ومثال ذلك إذا جُرح مسلم خلال القتال أو إذا عطش أثناء الصيام وهكذا. بمعنى آخر، لو لم يكن طلب النصرة بهذه الطريقة ملزمًا لما أصر عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع ما جلبه من ضرر وأذى.

وعليه فإن الزعم بأن هذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم (وهو طلب النصرة) ليس ملزماً شرعاً يتطلب تخصيصا أو قرائن وأدلة تجعله خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بزمانه. وهناك انتقاد آخر لموقف حزب التحرير في طلب النصرة يقول أن هذا الفعل ليس فقط خاصًا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أيضاً خاص بالظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية التي عاش فيها صلى الله عليه وسلم. لكن هذه الآراء قد فشلت في التفريق بين الحقيقة الثابتة والأبدية أن جميع المجتمعات مبنية على السلطة من جانب، وبين كيف كان التعامل مع هذه السلطة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من جانب آخر. وبمعنى آخر فإن الحكم الشرعي يعالج واقعا ثابتا وهو ما تشترك فيه جميع المجتمعات بغض النظر عن الزمان أو المكان، بينما تطبيق الحكم الشرعي هو الذي يتعلق بالظروف.

من ناحية أخرى من المهم أن نوضح أن الشرع باعتباره إرادة الله سبحانه وأوامره، يعالج واقع الإنسان والمجتمع. وتحديداً إعطاء أحكام شرعية للخصائص الدائمية للإنسان والمجتمع. لذا فإن النقاش حول ما هو "عملي" لا يمكن أن ينفصل عن مناقشة ما الذي يجب علينا فعله.

إن موضوع طلب النصرة هو مثال على كيفية مخاطبة الشرع للبعد المجتمعي وهو طبيعة السلطة. إن وجهة النظر التقليدية كانت أن السلطة السياسية يحافظ عليها من قبل وحدة متجانسة واحدة. لذا فإنك إذا أردت أن تأخذ السلطة فإنه يجب عليك القضاء على تلك الوحدة المتجانسة أو إزاحتها ومن ثم ظهور وحدة متجانسة مكانها (قوة جديدة). ولكن وجهة النظر هذه تفشل في التعرف على طبيعة القوة التعددية في المجتمع، على سبيل المثال حقيقة أن القوة متفرقة من خلال أقطاب الدعم وليست متركزة بالكامل بيد قطب واحد. ويعرف العالم المشهور في التغيير السياسي جين شارب ركائز الدعم على أنها "مؤسسات وفئات المجتمع التي تمد النظام القائم بمصادر القوة اللازمة للسيطرة والتوسع بقدراتها". وبأخذ هذا بعين الاعتبار يرتفع إلى الصدارة هذا التعريف الأكثر حيوية بكثير للقوة السياسية وهي جميع الوسائل والمؤثرات والضغوطات بما فيها السلطة والعقوبات والجوائز المتاحة لتحقيق أهداف صاحب القوة. ومن وجهة نظر استراتيجية هذا يعني أن من يسعون لقلع "الدولة" يجب أن يعملوا على سحب ركائز الدعم من مركز القوة وليست باتجاهها (مثل القيام بأعمال تمردية).

من المهم الآن أن نفهم أن هناك وظائف مختلفة للقوة التي تمارسها كل ركيزة بشكل متميز. على سبيل المثال فإن المؤسسات الدينية والإعلام تملك قوة ردع، وعند الاستيلاء على السلطة يجب أن نتعرف على ركائز الدعم التي تمتلكها كل من الوظائف وقدرتها على إحداث الانتقال المؤسساتي الجذري. في عالم العرب والمسلمين المعاصر هذه القدرة والوظائف تسيطر عليها الأجهزة العسكرية. وهذا يعني أنه ومع تشتت القوة إلا أنها تبقى مركزة في كيان واحد أكثر من غيره. بالإضافة إلى أن الموضوع ليس متعلقًا فقط بالقدرة المادية على إحداث التغيير الجذري ولكن أيضاً الاستعداد والرغبة لذلك.

ليس كافيًا إحداث انقلاب يحافظ وينعش صفات نظام الحكم الظالم نفسه الذي يسعى الحزب لاقتلاعه. فالذي يسعى إليه الحزب هو التغيير الجذري. وغالبا ما يسمى هذا "بالانقلاب الثوري" كما حدث في مصر عام 1952 ضد الملكية وفي تونس عام 1957 وفي اليمن عام 1962 وهكذا. وبطبيعته فإن طلب النصرة يتوقف على القدرة على كسب أهل القوة للقيام بانتقال فكري شامل، والذي من شأنه أن يسمح لهم بأن يقوموا باستخدام قوتهم لحل السلطة الحالية ومن ثم تخليهم هم عن السلطة. وهذا لن يحدث إذا كان الهدف من الانقلاب هو المصالح المادية. بكسب عناصر من الجيش تستطيع الحركة بالتالي تحويل "الحارس المحافظ والتقليدي" للكيان القائم إلى جندي لحل هذا الكيان؛ وهو ما لا يمكن المبالغة بآثاره الاستراتيجية.

منذ نشأته وضح حزب التحرير الملامح الدائمية للمجتمع وعرف الفرق بين "السلطة" وهي (القوة المستقلة) وبين القوة الغاشمة (القوة التابعة). ولقد تبنى منذ البداية طلب النصرة باعتباره أمراً ملزمًا وأنه الطريقة الشرعية للوصول إلى الحكم. ولا يسعى الحزب إلى "بناء القوة" مدعياً أن الأمة تفتقد إلى وسائل القوة، ولكنه يقر بحقيقة استراتيجية أساسية وهي أننا نفتقد إلى القدرة على الوصول إلى وسائل القوة الموجودة من مثل الجيوش والموارد الطبيعية في العالم الإسلامي.

ومن هنا فإننا ندعو وسنستمر بدعوة المخلصين من أهل القوة والمنعة في العالم الإسلامي لتبني دعوة حزب التحرير وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي حرفوش

Link to comment
Share on other sites

بارك الله فيك
لكن يا أخي كيف يحصل ذلك دون قاعدة شعبية؟! فالحزب وإن إنجز الكثير لكنه لم يستطع للآن بناء قاعدة شعبية تتبنى مشروعه
وأما واقع الجيوش فلن يتغير إلا بتغيّر الجمهور الأغلب، وإلا فستبقى قوة بيد الرويبضات ومنْ وراءهم.

Link to comment
Share on other sites

الله يبارك فيك أخي عبد الله، لعل في تصورك لمعنى القاعدة الشعبية ما يحتاج لتجلية، المطلوب يا رعاك الله وجود رأي عام منبثق عن وعي عام على القضايا الأساسية التي يدعو لها حزب التحرير، وليس المطلوب وجود أعضاء للحزب يشكلون أغلبية في المجتمع، المهم هو إيجاد الرأي العام، والناس إجمالا منذ زمن طويل يؤيدون مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، ويؤيدون وحدة الأمة الإسلامية، ويريدون الانعتاق من الغرب الكافر وأتباعه، وهكذا، فالرأي العام موجود، ويحتاج لدوام سقي ورعاية

Link to comment
Share on other sites

10 ساعات مضت, أبو مالك said:

الله يبارك فيك أخي عبد الله، لعل في تصورك لمعنى القاعدة الشعبية ما يحتاج لتجلية، المطلوب يا رعاك الله وجود رأي عام منبثق عن وعي عام على القضايا الأساسية التي يدعو لها حزب التحرير، وليس المطلوب وجود أعضاء للحزب يشكلون أغلبية في المجتمع، المهم هو إيجاد الرأي العام، والناس إجمالا منذ زمن طويل يؤيدون مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية، ويؤيدون وحدة الأمة الإسلامية، ويريدون الانعتاق من الغرب الكافر وأتباعه، وهكذا، فالرأي العام موجود، ويحتاج لدوام سقي ورعاية

تغمرني بأخلاقك أخي أبو مالك، تقبّل الله منك....
لم أقصد أن يكون أغلبية المجتمع من حزب التحرير وإنما قصدت بالقاعدة الشعبية التأييد لمشروع الحزب، إذ لا يكفي إيجاد رأي عام يؤيد تطبيق الشريعة ووحدة الأمة والإنعتاق من الغرب، ولنا في الشام مثالا على ذلك.
فرأيي بأن الأمة ما زالت تجهل الحزب، ولا أقصد بالجهل عدم معرفته، ولكن لم يصلها بشكل واضح الحزب وهو ما زال غامضاً بالنسبة لها، ولو لم يكن لحاز بالتأييد لا محالة لأنه يحمل مشروعا كاملا استنبطه من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

Link to comment
Share on other sites

انا متأكد اخي عبد الله انك تعلم ان الحزب بدعوته وشبابه يواجه اكبر حملة تشويه لفكره واحكامه التي يتبنى وذلك من القريب قبل البعيد .. من ابناء الاسلام انفسهم المخدوعين والمضللين ومن كافة الانظمة العميلة وزبانيتها الذين يحاربون الاسلام عامة وشباب الدعوة خاصة.. ولا يعطونهم مجالا لنشر الفكر الصافي كما يجب ومنه فكرة الخلافة التي يحاربونها جهارا نهارا هم واسيادهم في الغرب..

لذلك اقول انك صادق فيما تفضلت ولكن كما يمكرون فان الله خير الماكرين.

والعاقبة المتقين.

Link to comment
Share on other sites

أخي جمال ابو عباده بارك الله فيك على حسن الظن بأخيك
هو كما تفضلت، وإنما يجرى البحث والمراجعة للتنقيب عن كل التفاصيل ولإجراء ما يلزم ربما من تعديلات.
وواقع الأمة تجمّد وحيّر الساعين للتغيير، وهذه سنة الله ... ألا إن نصر الله قريب.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
 Share

×
×
  • Create New...