اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بحث مقارن بين واقع الدولة القطرية وحرب المرتدين


Recommended Posts

أخواني

أتمنى على من أعطاه الله منكم ملكة الكتابة والقدرة على البحث

 

أن يقوم بعمل بحث مقارنة بين اليوم وزمن أبو بكر الصديق وذلك مقارنة هدم ركن الاسلام الزكاة في زمن ابي بكر والموافقة على الدولة القطرية عند الاخوان المسلمين

 

وان يكون البحث منتظم للنشر والطباعة والتوزيع على عامة المسلمين وذلك لتوضيح الملابسات الحاصلة اليوم والتي يدعي فيها المسلمون ان الاخوان لا يقدرون الان على التغيير ويجب ان نصبر عليهم

 

واذكر ان ما دفعني لطلب ذلك التشابه الكبير بين اليوم وذلك اليوم من حيث

 

1. ان هدم ركن الزكاة كان سيؤثر على الامة الى يومنا هذا وان الغرب لو نجحوا عن طريق الاخوان بتثبيت الدولة القطرية فلن يتم جمع المسملين تحت ظل دولة واحدة لهذا اليوم

 

2. ان كل الصحابة والمسلمين كانوا ضد وقف ابي بكر في قتال المرتدين وطلبوا منه التريث لان الوقت لا يسمح وهذا ما يطلب من شبابنا اليوم بالزبط ان يتركوا الاخوان قليلا حتى نرى ما سيفعلون

 

3. ان مايفعله الأخوان اليوم هو خطر عظيم عليهم وعلى الامة فهم والله اعلم الذين اخبر عنهم النبي في حديث الذين أحدثوا بعد النبي وقال عنهم عند الحوض سحقا سحقا ويجب التنبيه لهذا فابوبكر حارب المرتدين وهؤلاء ماذا ؟؟؟

 

4. حقيقة هل سيكون الاخوان حجر عثرة في طريق دولة الخلافة حين تقوم لان دولتهم التي يسعون لانشائها الان ستهدم تحت ظل دول الخلافة الاسلامية القادة

رابط هذا التعليق
شارك

القيادة في الاسلام فردية وليست جماعية:

لا تزال البشرية تتخبط في أتون النظم البشرية، فلا تخرج من مستنقع نظرية إلى وقعت فريسة غيرها، وما زال المشرعون من بني البشر يرقعون نظمهم محاولين إخفاء فشلها تحت مسميات لا أصل لها في الواقع، ومن هذه الترقيعات خرافة ما يسمى بالقيادة الجماعية.

انتشرت في أوروبا فكرة الديمقراطية السياسية Political Democracy وهي أن يحكم الناس أنفسهم على أساس من الحرية والمساواة فلا تمييز بين الأفراد بسبب الأصل أو الجنس أو الدين أو اللغة.

ومن هذه الديمقراطيات: الديمقراطية الإدارية Demo Administration للدلالة على القيادة الجماعية التي تتم بالمشورة والمشاركة مع المسؤولين في عملية اتخاذ القرارات.

وانتشرت في روسيا والصين الاشتراكية، وقامت على أساس دولة الحزب الواحد، وحتى يخرجوا من شبهة الحجر على عقول الناس ادعوا بأن قيادتهم قيادة جماعية.

والناظر حقيقة في طبيعة القيادة يرى أنه يستحيل أن تكون القيادة جماعية وإلا لفسدت الحياة ولما استقامت على تحقيق رعاية الشئون.

ورب العالمين سبحانه يشير إلى هذا المعنى بوضوح في غير موضع من القرآن الكريم، فتراه يقول:

لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22 ) الأنبياء

قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (42 ) الاسراء

مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92 ) المؤمنون

وقد أشار أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى هذا المعنى أيضا يوم السقيفة فقال:

أخرج البهيقي عن ابن اسحق في خطبة أبى بكر الصديق رضي الله عنه يومئذ ( أي يوم سقيفة بني ساعدة ) قال :انه لا يحل أن يكون للمسلمين أميران ، فانه مهما يكن ذلك يختلف أمرهم وأحكامهم ، وتتفرق جماعتهم ، ويتنازعوا فيما بينهم ، وهنالك تترك السنة ، وتظهر البدعة، وتعظم الفتنة ، وليس لأحد ذلك صلاح .

وفي سنن البهيقي باب لا يصلح إمامان في عصر واحد قال : وروينا من حديث السقيفة أن الأنصار حين قالوا منا رجل ومنكم رجل قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومئذ: سيفان في غمد واحد إذاً لا يصطلحان .

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: إذا بويع لخليفتين فاضربوا عنق الآخر منهما

القيادة والرئاسة والإمارة بمعنى واحد:

 

والقائد والرئيس والأمير يحتم الاسلام أن يكون واحدا، في الموضوع الواحد، ولا يجيز أن يكون أكثر من واحد، فالاسلام لا يعرف ما يسمى بالقيادة الجماعية، ولا يعرف الرئاسة الجماعية وإنما القيادة في الاسلام فردية محضة، والدليل على ذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله.

روى أحمد واللفظ له، وأبو داود والبزار عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم"

فالنص في هذا الحديث على أن يكون الأمير واحدا. ففي رواياته وقعت الجمل الثلاث التالية:

إلا أمروا عليهم أحدهم،،، فليؤمروا أحدهم ،،، فليؤمروا أحدهم.

وكلمة أحد هي كلمة واحد، وهي تدل على العدد الواحد لا أكثر، ويفهم ذلك من مفهوم المخالفة، ومفهوم المخالفة في العدد والصفة يعمل به بدون نص، مثل قوله تعالى قل هو الله أحد ، أي لا ثاني له، ولا يعطل مفهوم المخالفة إلا إذا ورد نص يلغيه، فإذا لم يرد نص يلغي مفهوم المخالفة فإنه حينئذ يعمل به، مثل قوله تعالى الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة

فالجلد في الآية قيد بعدد مخصوص وهو مائة جلدة، وتقييده بهذا العدد المخصوص يدل على عدم جواز الزيادة على المائة جلدة.

وعلى هذا فإن قول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث: فليؤمروا احدهم ،، يدل مفهوم المخالفة فيه على أنه لا يجوز أن يؤمروا أكثر من واحد

وأما الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أرسل معاذا وأبا موسى إلى اليمن وقال لهما يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا

فإن الرسول عليه السلام أرسل كل واحد منهما إلى جهة في اليمن وليس إلى مكان واحد

فالحديث رواه البخاري بنصين، وفي أحدهما ينص على أنهما أرسلا إلى مكانين حيث قال:

حدثنا موسى حدثنا أبو عوانه حدثنا عبد الملك عن أبي بردة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن ، قال وبعث كل واحد منهما إلى مخلاف قال واليمن مخلافان ، ثم قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا فانطلق كل واحد منهما إلى عمله...

وعلى ذلك فلا يجوز أن يكون للأمر الواحد رئيسان اثنان ولا للمكان الواحد رئيسان اثنان بل يجب أن يكون الرئيس والقائد والأمير واحدا فقط ويحرم أن يكون أكثر من ذلك.

كذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما

ففيم يقتل من ينازع الخليفة على منصبه؟؟ وفيم لو كان من الممكن شرعا أن تكون الخلافة جماعية؟

أما ما تفشى في بلاد المسلمين من إقامة رئاسة جماعية باسم مجلس أو غيره فهو مخالف للحكم الشرعي إلا إذا كانت اللجنه أو المجلس أو الهيئة من أجل حمل الأعباء ومناقشة الأمور والقيام بالشورى فإن ذلك جائز وهو من الاسلام لأن مما يمدح به المسلمون أن أمرهم شورى بينهم ويكون رأيها من حيث الاعتبار على النحو المبين في حكم الشورى

على أن الخليفة وجهاز الدولة الاسلامية يتضمن وجود المعاونين الذين هم الوزراء يعينهم الخليفة معه ليعاونوه في تحمل أعباء الخلافة والقيام بمسئولياتها

فكثرة أعباء الخلافة خاصة كلما كبرت وتوسعت دولة الخلافة ينوء الخليفة بحملها وحده فيحتاج إلى من يعاونه في حملها والقيام بمسئولياتها وتعيينهم من المباحات.

لا شك أن الخلفاء الراشدين اقتدوا بالرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في أنه كان أكثر الناس مشاورة كما بينت الأحاديث، ولا شك أننا سنجد الكثير الكثير من المواقف والنصوص التي منها نتبين أن الخليفة نزل على رأي أهل الشورى وعمل بها

ولكن النقطة الحاسمة في البحث هنا هي لمن القرار الأخير: وهل يمكن للخليفة أن يخالف أهل الشورى أو الأغلبية حتى ولو كان القرار خطيرا ويتعلق بهم بل وبدين الله تعالى وجودا وعدما في واقع الحياة؟؟

إليكم التفصيل:

روى الإمام ابن كثير في البداية والنهاية (وما رواه موجود بنصه أيضا في معظم كتب التفسير بل وفي كتب الحديث أحيانا):

قال سيف بن عمر‏:‏ عن هشام بن عروة، عن أبيه قال‏:‏ لـمَّا بويع أبو بكر وجمع الأنصار في الأمر الذي افترقوا فيه، قال‏:‏ ليتم بعث أسامة وقد ارتدَّت العرب إمَّا عامَّة وإمَّا خاصَّة في كل قبيلة، ونجم النِّفاق واشرأبَّت اليهودية والنَّصرانية، والمسلمون كالغنم المطيرة في اللَّيلة الشَّاتية لفقد نبيِّهم صلَّى الله عليه وسلَّم وقلَّتهم وكثرة عدوِّهم‏.‏

فقال له النَّاس‏:‏ إنَّ هؤلاء جلَّ المسلمين والعرب على ما ترى قد انتقصت بك، وليس ينبغي لك أن تفرِّق عنك جماعة المسلمين‏.‏

فقال‏:‏ والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننت أنَّ السِّباع تخطَّفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته‏.‏

تأملوا: قال له الناس،، وقالوا فيما قالوا: وليس ينبغي لك ان تفرق عنك جماعة المسلمين

وكان القرار الفصل له وحده وليس لجماعة ولم ينزل على رأي الناس

تأمل أيضا ما ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن القرارات المتخذة في تلك الفترة:

فمن حديث القاسم وعمرة عن عائشة قالت‏:‏ لـمَّا قبض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ارتدَّت العرب قاطبة وأشرأبَّت النِّفاق، والله لقد نزل بي ما لو نزل بالجِّبال الرَّاسيات لهاضها، وصار أصحاب محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم كأنَّهم معزى مطيَّرة في وحش في ليلة مطيرة بأرض مسبعة، فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بخطلها وعنانها وفصلها

ما اختلفوا: أي الصحابة وكلهم أهل لأخذ الرأي منه والمشورة إلا وكان الفصل لأبي بكر رضي الله عنه

وتأمل أيضا هذا النص العظيم مما نقله لنا ابن كثير يرحمه الله:

فقيل له‏:‏ مه يا أبا هريرة‏.‏ فقال‏:‏ إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجَّه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشَّام فلمَّا نزل بذي خشب قُبض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وارتدَّت العرب حول المدينة فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا‏:‏ يا أبا بكر ردَّ هؤلاء توجَّه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدَّت العرب حول المدينة‏.‏

فقال‏:‏ والذي لا إله غيره لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما رددت جيشاً وجَّهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله، فوجَّه أسامة فجعل لا يمرُّ بقبيل يريدون الإرتداد إلا قالوا‏:‏ لولا أنَّ لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الرُّوم، فلقوا الرُّوم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين، فثبتوا على الإسلام

من الذي اجتمع إل أبي بكر؟ أصحاب رسول الله ولمن كان القرار الفصل؟

عن الحسن البصريّ أنَّ أبا بكر لـمَّا صمَّم على تجهيز جيش أسامة، قال بعض الأنصار لعمر‏:‏ قل له فليؤمِّر علينا غير أسامة، فذكر له عمر ذلك، فيقال‏:‏ أنَّه أخذ بلحيته وقال‏:‏ ثكلتك أمَّك يا ابن الخطَّاب أؤمِّر غير أمير رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثمَّ نهض بنفسه إلى الجُّرف فاستعرض جيش أسامة وأمرهم بالمسير وسار معهم ماشياً وأسامة راكباً وعبد الرحمن بن عوف يقود براحلة الصِّديق‏.‏

إذن فعمر رضي الله عنه مندوب لينقل رأي الأغلبية وأصحاب الشأن للخليفة، والقرار الفصل للخليفة وحده،

وأما موقف الردة والمرتدين:

قال ابن كثير: وادَّعى النُّبُّوة أيضاً كما ادَّعاها مسيلمة الكذَّاب وعظم الخطب، واشتدَّت الحال، ونفذ الصِّديق جيش أسامة فقلَّ الجند عند الصِّديق فطمعت كثير من الأعراب في المدينة، وراموا أن يهجموا عليها فجعل الصِّديق على أنقاب المدينة حراساً يبيتون بالجيوش حولها، فمن أمراء الحرس عليٌّ ابن أبي طالب، والزُّبير بن العوَّام، وطلحة بن عبد الله، وسعد ابن أبي وقَّاص، وعبد الرَّحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود‏.‏

وجعلت وفود العرب تقدم المدينة يقرُّون بالصَّلاة، ويمتنعون من أداء الزَّكاة، ومنهم من امتنع من دفعها إلى الصِّديق، وذكر أنَّ منهم من احتج بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏‏(‏خذ من أموالهم صدقة تطهِّرهم وتزكِّيهم بها وصلِّ عليهم إنَّ صلاتك سكن لهم‏)‏‏)‏‏.‏

قالوا‏:‏ فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا، وأنشد بعضهم‏:‏

أَطَعْنَا رَسُولَ اللهِ إذْ كانَ بينَنَا * فَواعجَباً ما بالُ مُلْكِ أَبي بَكْرِ

وقد تكلَّم الصَّحابة مع الصِّديق في أن يتركهم وما هم عليه من منع الزَّكاة ويتألَّفهم حتَّى يتمكَّن الإيمان في قلوبهم، ثمَّ هم بعد ذلك يزكُّون فامتنع الصِّديق من ذلك وأباه‏.‏

وقد روى الجماعة في كتبهم سوى ابن ماجه عن أبي هريرة أنَّ عمر بن الخطَّاب قال لأبي بكر‏:‏ علام تقاتل النَّاس وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏أُمرت أن أقاتل النَّاس حتَّى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله فإذا قالوها عصموا منِّي دماءهم وأموالهم إلا بحقها‏)‏‏)‏‏.‏

فقال أبو بكر‏:‏ والله لو منعوني عناقاً، وفي رواية‏:‏ عقالاً كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأقاتلنَّهم على منعها، إنَّ الزَّكاة حقَّ المال، والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصَّلاة والزَّكاة‏.‏

قال عمر‏:‏ فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنَّه الحقّ‏.‏

قلت‏:‏ وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ‏}‏ ‏[‏التَّوبة‏:‏ 5‏]‏‏.‏

وثبت في الصَّحيحين‏:‏ ‏(‏‏(‏بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّداً رسول الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، وحجُّ البيت، وصوم رمضان‏)‏‏)‏‏.‏

هكذا يتبنى الخليفة الرأي الشرعي الذي يتوصل إليه علمه واجتهاده ويعمل على تطبيقه حتى لو خالف ما تبناه أو فهمه الآخرون

وقد روى الحافظ ابن عساكر من طريقين عن شبابة ابن سوار، ثنا عيسى بن يزيد المدينيّ، حدَّثني صالح بن كيسان قال‏:‏ لـمَّا كانت الرِّدَّة قام أبو بكر في النَّاس فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال‏:‏ الحمد لله الذي هدى فكفى، وأعطى فأغنى، إنَّ الله بعث محمَّدا صلَّى الله عليه وسلَّم والعلم شريد، والإسلام غريب طريد، قد رثَّ حبله، وخلق عهده، وضلَّ أهله منه، ومقت الله أهل الكتاب فلا يعطيهم خيراً لخير عندهم، ولا يصرف عنهم شراً لشرِّ عندهم، قد غيَّروا كتابهم وألحقوا فيه ما ليس منه، والعرب الآمنون يحسبون أنَّهم في منعة من الله لا يعبدونه ولا يدعونه، فأجهدهم عيشاً، وأضلَّهم ديناً في ظلف من الأرض مع ما فيه من السَّحاب، فختمهم الله بمحمَّد وجعلهم الأمَّة الوسطى، نصرهم بمن اتَّبعهم، ونصرهم على غيرهم حتَّى قبض الله نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم فركب منهم الشَّيطان مركبه الذي أنزله عليه، وأخذ بأيديهم وبغى هلكتهم ‏{‏وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 144‏]‏‏.‏

إنَّ من حولكم من العرب منعوا شاتهم وبعيرهم ولم يكونوا في دينهم، وإن رجعوا إليه أزهد منهم يومهم هذا، ولم تكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا على ما قد تقدَّم من بركة نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّم وقد وكَّلكم إلى المولى الكافي الذي وجده ضالاً فهداه، وعائلاً فأغناه، ‏{‏وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 103‏]‏‏.‏

والله لا أدع أن أقاتل على أمر الله حتى ينجز الله وعده ويوفي لنا عهده، ويقتل من قتل منَّا شهيداً من أهل الجنَّة، ويبقى من بقي منها خليفته وذريته في أرضه، قضاء الله الحق، وقوله الذي لا خلف له ‏{‏وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ‏}‏ ‏[‏النُّور‏:‏ 55‏]‏‏.‏ ثمَّ نزل‏.‏

وقال القاسم بن محمَّد‏:‏ اجتمعت أسد وغطفان وطيء على طليحة الأسدي، وبعثوا وفوداً إلى المدينة، فنزلوا على وجوه النَّاس فأنزلوهم إلا العبَّاس، فحملوا بهم إلى أبي بكر على أن يقيموا الصَّلاة ولا يؤتوا الزَّكاة، فعزم الله لأبي بكر على الحقِّ وقال‏:‏ لو منعوني عقالاً لجاهدتهم، فردَّهم، فرجعوا إلى عشائرهم فأخبروهم بقلَّة أهل المدينة وطمَّعوهم فيها، فجعل أبو بكر الحرس على أنقاب المدينة، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد، وقال‏:‏ إنَّ الأرض كافرة، وقد رأى وفدهم منكم قلَّة، وإنَّكم لا تدرون ليلاً يأتون أم نهاراً، وأدناهم منكم على بريد، وقد كان القوم يؤملون أن نقبل منهم ونوادعهم، وقد أبينا عليهم، فاستعدُّوا وأعدُّوا فما لبثوا إلا ثلاثاً حتى طرقوا المدينة غارةً، وخلَّفوا نصفهم بذي حسى ليكونوا ردءاً لهم، وأرسل الحرس إلى أبي بكر يخبرونه بالغارة، فبعث إليهم أن الزموا مكانكم، وخرج أبو بكر في أهل المسجد على النواضح إليهم فانفشَّ العدوّ واتَّبعهم المسلمون على إبلهم ... الخ

واضح أن أبا بكر رضي الله عنه هو الذي منعهم وكان القرار له وحده وقد حاول بعض الصحابة أن يتألفهم والاسلام والمدينة في ضعف من قلة الرجال والجند والخطر داهم فأبى الخليفة

والمتتبع لسيرة الفاروق عمر رضي الله عنه يرى أن أمر الفتوحات على سبيل المثال كان القرار الفصل فيها له أين يسير المسلمون

كان يعين القادة ويخلعهم رغم كفاءاتهم القتالية

وما تكاد شاردة ولا واردت من خطط الحرب والتحركات - رغم بعد المسافات وصعوبة الحال- إلا ويكون الرجوع فيها لعمر رضي الله عنه

قال ابن كثير رحمه الله:

قال سيف بن عمر‏:‏ لما ارتحل أبو عبيدة من اليرموك فنزل بالجنود على مرج الصفر وهو عازم على حصار دمشق إذ أتاه الخبر بقدوم مددهم من حمص، وجاءه الخبر بأنه قد اجتمع طائفة كبيرة من الروم بفحل من أرض فلسطين وهو لا يدري بأي الأمرين يبدأ‏.‏

فكتب إلى عمر في ذلك، فجاء الجواب‏:‏ أن ابدأ بدمشق فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم، فانهد لها واشغلوا عنكم أهل فحل بخيول تكون تلقاءهم، فإن فتحها الله قبل دمشق فذلك الذي نحب، وإن فتحت دمشق قبلها فسر أنت ومن معك واستخلف على دمشق، فإذا فتح الله عليكم فحل فسر أنت وخالد إلى حمص واترك عمراً وشرحبيل على الأردن وفلسطين

لما فتح المسلمون فارس وجاءوا بالكنوز إلى عمر رضي الله عنه:

فروينا‏:‏ أن عمر لما نظر إلى ذلك قال‏:‏ إن قوماً أدوا هذا لأمناء‏.‏

فقال له علي بن أبي طالب‏:‏ إنك عففت فعفت رعيتك، ولو رتعت لرتعت‏.‏

فقال‏:‏ اللهم إنك منعت هذا رسولك ونبيك، وكان أحب إليك مني، وأكرم عليك مني، ومنعته أبا بكر وكان أحب إليك مني، وأكرم إليك مني، وأعطيتنيه فأعوذ بك أن تكون أعطيتنيه لتمكر بي‏.‏

ثم بكى حتى رحمه من كان عنده‏.‏

والخليفة هو الذي يعين الولاة ويعزلهم وما أمر سيدنا عثمان رضي الله عنه في أمره وعزله منا ببعيد

لما افتتحت إفريقية أمر عثمان عبد الله بن نافع بن الحصين وعبد الله بن نافع ابن عبد القيس أن

يسيرا إلى الأندلس فأتياها من قبل البحر وكتب عثمان إلى من انتدب معهما‏:‏ أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس‏.‏

فخرجوا ومعهم البربر ففتح الله على المسلمين وزاد في سلطان المسلمين مثل إفريقية‏.‏

ولما عزل عثمان عبد الله بن سعد عن إفريقية ترك في عمله عبد الله بن نافع بن عبد القيس فكان عليها ورجع عبد الله إلى مصر وبعث عبد الله إلى عثمان مالًا قد حشد فيه فدخل عمرو على عثمان فقال له‏:‏ يا عمرو هل تعلم أن تلك اللقاح درت بعدك قال عمرو‏:‏ إن فصالها قد هلكت‏.‏

ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه كما كان أبو بكر وعمر وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

كل من كان بمنصب رئيس الدولة كان يعين الولاة والقضاة ويعزل وعلى هذا سارت الدولة الاسلامية.

فلا شك أن القيادة في الاسلام فردية، تقوم على الشورى ولكن القرار النهائي والفصل فيها للخليفة وحده ليصلح بهذا حال المسلمين.

والحمد لله رب العالمين

رابط هذا التعليق
شارك

الكل يلومنا الآن على عدم صبرنا على مرسي للنتظر ما سيفعل ونعتيه مهلة

 

اليس ان نجح مرسي في مسائل اقتصادية محدودة كما في تركيا

 

اليس هذا من أخطر ما يهدد بيضة الاسلام

 

وشعوبنا المسلمة في أغلبها لا تمتلك الفكر والمفهوم الاسلامي الصحيح

 

فأردت ان نوضح للناس أنه لا يعني قلة من يحملون الرأي عدم صوابه

 

وان هناك ثوابت لا يمكن ان يتم التنازل عنها

 

 

بل ولا أكون مبالغا ان قلت

 

ان ابا بكر وقف في حرب المرتدين وحمى الاسلام

وان أحمد بن حنبل وقف في قضية خلق القرآن وحمى الاسلام

وان حزب التحرير يقف الآن في وجه الدعوات القطرية والوطنية (الاسلام المجزء في ولايات أو دول) وفي وجه الدولة المدنية والتدرج وسيحمى الاسلام به ان شاء الله

 

وسيذكر هذا ابنائنا قادما انه كان هناك في الامة رجال يقضين في زمن كان الناس فيه نيام

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...