اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

القراءة الإيجابية لأحاديث آخر الزمان


Recommended Posts

القراءة الإيجابية لأحاديث آخر الزمان




الأحاديث التي تتكلم عن آخر الزمان كثيرة، ولكن نرى أن كثير من أبناء المسلمين عندما يقرؤونها يقرؤونها بسلبية ولا يقرؤونها بإيجابية، والمقصود بالقراءة السلبية هو القراءة التي تقعد عن العمل وتجلد ظهور المسلمين وتلقي اللوم على المسلمين فيما هم فيه، ولا تقدم أي نوع من الدوافع للمسلمين للتغيير، وكأنها قدر محتوم يجب الاستسلام له، ومن السلبية قول المتكاسل عن إقامة الخلافة أنه لن تقوم خلافة حتى يسبقها كذا وكذا من الأعمال مما ذكرته الأحاديث، وأن الخلافة لن يقيمها إلا الإمام المهدي فلا داعي للعمل لإقامة الخلافة.

أما القراءة الإيجابية فهي القراءة التي تنظر في هذه الأحاديث لبحث حال أمة الإسلام وسبب ما نحن فيه واستخلاص الأحكام الشرعية منها، وما هو الواجب اتجاه هذا الأمر لنقوم بتغييره وفق الأحكام الشرعية، بغض النظر أحدث ما في الحديث أم لم يحدث أو متى وقت حدوثه، فنحن نقوم بتحليل الأحاديث تحليل شرعي فكري سياسي دافع للتغيير بغض النظر عن زمان الحديث.

القراءة التي نتحدث عنها ليست بحاجة إلى مجتهدين وعلماء فقهاء ليقوموا به، فيكفي الشخص أن يقرأ شرح الحديث من أي عالم، ثم يقوم هو بتحليل الشرح بايجابية تخدم الإسلام وأهله، فنحن هنا لا نطالب بنسف كل شروح الحديث أو نتهمها بالنقص لا سمح الله، بل نقول كيف نقرؤها ونفهمها بايجابية بطريقة تخدم الإسلام والعمل للتغيير في امة الإسلام.



ولنستعرض بعض الأحاديث وكيف يمكن قراءتها قراءة بايجابية:

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط فعمل بها بينهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم تمطروا وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنفذوا بعض ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة رسوله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) [البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر]


هذا الحديث يبين بعض المعاصي التي إن حدثت عوقب الناس بمثل تلك العقوبات، ولكن نحن كمسلمين مطلوب منا العمل، صحيح أن هذه المعاصي منتشرة هذه الأيام، لكن يجب علينا العمل لإيجاد من يمنع هذه المعاصي، ولا يمنعها إلا خلافة قادمة قريبا يقيمها المسلمون، وبما أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومنع هذه المعاصي واجب، إذن إيجاد الخليفة الذي يطبق شرع الله واجب على المسلمين.

فلن يُمنع الزنا، ولن تُجبى الزكاة وتُوزع على مستحقيها، ولن يُمنع الغش، ولن يوجد من يحكم بالقرآن والسنة ويحافظ عليهما إلا خليفة المسلمين.

فنحن لا نقرأ هذه الأحاديث لنندب حظنا ونقول فقط أنها معاصي منتشرة وهذا سبب هزيمتنا والمسلمون يستحقون ما هم فيها ونقعد عن العمل.


2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلمً : (( إنَّ بين يدي الساعة لهرجاً ))، قال : قلت : يا رسول الله ما الهرج ؟ قال : (( القتل )) ، فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ، إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس بقتل المشركين ، ولكن يقتل بعضكم بعضاً ، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته )) فقال بعض القوم : يا رسول الله ، ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا ، تنـزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم ))
[أخرجه : ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، وهو حديث صحيح] .



لماذا يكثر القتل في آخر الزمان؟؟
طبعا لا نتكلم عن جريمة القتل كجريمة لأنها يمكن أن تحدث في كل وقت، ولكن نتحدث عن كثرة القتل، والسبب واضح وهو عدم تطبيق شرع الله وتآمر الحكام الموجودين اليوم في هذه المسالة.

فعدم تطبيق الشرع في موضوع الديات والقصاص من القاتل، وانتشار السلاح مع الناس، والمشاكل الكثيرة التي تحدث بين الناس بسبب عدم تطبيق شرع الله، وعدم رعاية شؤون الناس حسب الإسلام، مسؤول عنها الحكام الموجودين.

أيضا الأعمال التفجيرية التي تودي بحياة الآلاف من المسلمين سببها الحكام الموجودين بسبب تمكينهم للغرب الكافر من أن يكون له يد في بلادنا، فتعمل مخابراته على زرع الفتنة بين المسلمين وتقوم هي أيضا بتفجير الكثير وتنسبه إلى المسلمين.

وعدم وجود المناهج المبنية على العقيدة الإسلامية يخلف هذا الهباء من الناس الذين لا عقول لهم.

إذن الحل هو إيجاد خليفة للمسلمين يحكم بالإسلام بين الناس ويرفع الشقاق من بينهم ويرعى شؤونهم حسب أحكام الإسلام ويقتص من القاتل حسب شرع الله ويبني عقليات المسلمين على العقيدة الإسلامية ويقطع كل يد للكافر في بلاد المسلمين وينهي الفتن الموجود بينهم.


3- قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها، فارتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع )) [الترمذي]


هذا الحديث يخبر عما يحدث آخر الزمان، فانه بسبب حكام الجور الموجودين، ظهرت الأمور التي في الحديث، وهذا بسبب المناهج غير الإسلامية والمبنية على أساس فصل الدين عن الحياة في المدارس والإعلام الممنهج لإبعاد الناس عن دينهم، وهؤلاء الحكام لا يقومون إلا بما يغضب الله، فنحن كمسلمين والحال كما هو عليه وجب علينا العمل على التغيير بإيجاد خليفة للمسلمين يطبق شرع الله ويقيم حدوده.

فقد أصبحت خيرات المسلمين يتمتع بها فئة قليلة من الأغنياء وأصحاب النفوذ ويحرم منها البسطاء بسبب عدم تطبيق أحكام الإسلام في توزيع الثروة، وأصبحت المسؤولية في أي منصب من المناصب يعتبرها صاحبها غنيمة له يستغلها لصالحه وهذه موجودة في الفئة الحاكمة فلا غرابة أن توجد في أتباعهم ورعيتهم، والزكاة أصبحت لا تؤدى لان لا حاكم يجمعها ولانتشار الأفكار الرأسمالية القائمة على النفعية حتى أصبح المسلم يقول ما الفائدة من إخراج الزكاة فيعتبرها كأنها غرامة عليه أي عقوبة، وتعلم لغير الدين أي أصبحت العلوم الشرعية تتعلم للنفاق ومداهنة الحاكم والتكسب منها لجني الثروات الهائلة، فهاهم علماء السلاطين الذين يحملون الشهادات والألقاب ينافقون الحكام، وليس كالعلماء السابقين الذين كانوا يقولون الحق لا يخشون في الله لومة لائم، وبسبب الحضارة الغربية التي دخلت علينا وانتشار دور العجزة وغياب الوازع الديني بسبب عدم تطبيق الإسلام، عق الرجل أبويه، وفقد معنى القوامة الشرعي فسيرته امرأة، لأنه جبن عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصبح صديق السوء الذي يأمره بالحرام والجبن وعقوق الوالدين خير له من الصديق الصالح الذي يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ويأمره ببر والديه، وبسبب تلك الحياة التي نحياها أصبح الناس لا يبالون بالحديث بالمسجد وأصبح الصغار يلعبون في المساجد وكثر الشجار، وبسبب إهمال المساجد من الحكام والأخلاق الفاسدة بين كثير من أبناء المسلمين وبعدهم عن الدين وغياب الراعي الذي يعطي المسجد مكانته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصبح المسجد منبرا للتسبيح بفضل الحاكم، فالشرطة لا تتدخل إن أثار شخص مشكلة في مسجد وافسد على المصلين صلاتهم، أما إن تكلم عن الحاكم وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر يعتقل ولو بعد حين، واليوم أصبح حكامنا هم أرذل الناس وأفسقهم، ونصبوا علينا من المسؤولين من لا يخاف الله ولا يتقيه، وانتشر النفاق بين الناس بمداهنة الفسقة، وأشاع حكامنا المحرمات كالخمر والزنا بين الناس عن طريق الإعلام والتعليم وعدم تطبيق الشرع بل تشجيع الفاحشة وشرب الخمر بدعوى أنها حرية شخصية، ونشروا لنا المغنين والمغنيات على شاشات التلفزة لينشروا الفساد بين المسلمين، وغيرها الكثير من المنكرات.

أما الوعيد في آخر الحديث فهو وعيد على المعاصي إن استمرت بين المسلمين، وهذا يوجب على المسلمين حتى لا نغضب الله أن نعمل للتغيير، ولا يمكن تغيير هذه المنكرات إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.



الناظر في هذه المنكرات يجد أن الحكام بعدم تطبيقهم للشرع هم المسؤولين عن انتشارها بل وتشجيع القيام بها من هذه الفضائيات الكثيرة، ومحاربة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى تطبيق شرع الله بحجة انه إرهابي ومتطرف.


إن إهمال أن للحكام اليد الطولى في ذلك يعتبر جهلا أو موالاة للحكام وكلاهما أمر سيء، وعجبا لأشخاص يشتغلون بتخريج الأحاديث ومعرفة صحيحها من ضعيفها يصفون هؤلاء الحكام المجرمين بولاة الأمر الذين تجب طاعتهم في أعناق المسلمين وهم لا يحكمون بالإسلام.


4- قال صلى الله عليه وسلم: (( إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً)) [رواه أحمد وابو دواد وصححه الألباني في صحيح الجامع] .


إن هذه الفتن المنتشرة بين المسلمين هذه الأيام سببها الحكام، فمثلا أعمال القتل والتفجير، والمؤامرات على المسلمين مثل السلام المزعوم في فلسطين، والتفجيرات في بلاد المسلمين، ومحاربة كل من يفكر بتطبيق الإسلام بحجة الإرهاب، والأزمات التي أدخلنا بها حكامنا بسبب عدم تطبيق الإسلام مثل الفقر والجهل وانتشار المحرمات، بل ومحاربة النصارى الذين يسلمون في بلادنا وردهم إلى النصرانية، وتشجيع الارتداد عن الدين، وكثر بين الناس شتم الذات الإلهية ثم الاستغفار، والقيام بأعمال الكفر مثل قتل المسلم أخاه المسلم.

فتن كثيرة جلبها علينا حكامنا ببعدهم عن شرع الله بل ومحاربته وهذه الفتن التي يُحدثونها هي من اجل إحكام سيطرتهم علينا، ويعملون على إلصاق كل منقصة بـ"المتطرفين والإسلاميين" أي لنظن أن من يدعو لتطبيق الإسلام هو الإرهابي المجرم وهم من يحدثوا كل هذه الأمور.

أما التكفير اليوم فحدث ولا حرج، فالسني يكفر الشيعي والشيعي يكفر السني وبعض فرق السنة تكفر البقية وغيرها، انتشرت الأفكار الضالة والمكفرة بين الناس، لا يوجد تعليم صحيح مبني على العقيدة الإسلامية يبين للناس الصحيح من الخطأ في الأفكار، ولا يوجد قضاء إسلامي ليحكم هو بكفر الشخص، فالشخص حتى يحكم بكفره يجب أن يكون ذلك من قاض مسلم عدل فقيه.


5- قال عليه الصلاة والسلام: (( سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة) [ابن ماجه والحاكم وأحمد].


والخداع هنا كناية على أن الشخص يرى الأمر على غير حقيقته، وهذا ليس غباء محكما في الشخص، بل لان هناك من يغير المسميات للأشياء والأشخاص والأوصاف والمفاهيم، فيحصل الخداع، حيث ذكر الرسول في الحديث أن الكاذب الذي يكذب على الناس هو إنسان صادق بفعل أناس يغشون الناس مع هذا الشخص فيبينون انه إنسان صادق، كحكام اليوم الذين يكذبون على الناس بأنهم يريدون رعايتهم مع أنهم في الحقيقة هم عملاء للغرب الكافر يخدمون مصلحته، فهؤلاء كذبة فيما يدعون جرى تصديقهم عن طريق أناس آخرين غيروا المسميات.


أما الذين يكشفون كذبهم ويبينون أنهم أعداء للأمة ويخدمون الغرب الكافر، فهؤلاء يوصفون من قبل الحكام وزبانيتهم بأنهم إرهابيين متطرفين يكذبون على الأمة، مع أنهم يريدون مصلحة الأمة، فهؤلاء صادقين فيما يدعون جرى تكذيبهم عن طريق الحكام وزبانيتهم فغيروا المسميات. 


ولذلك أعطى الرسول عليه الصلاة والسلام الاسم الحقيقي لهؤلاء الذين يدعون أنهم يرعون مصالح الأمة، والاسم هو "الرويبضات".

ويبين هذا الحديث أن من طرق الحرب على الإسلام تغيير المسميات ونشر التضليل والكذب بين المسلمين، ولذلك فإن من طرق التصدي لذلك هو بيان الحقائق وبيان كذب هؤلاء الحكام وإعلامهم ومن ورائهم أسيادهم الكفار، وان العمل السياسي بين الأمة عن طريق حزب مبدئي هو السبيل لذلك، وليس أي عمل آخر.


6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم. وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها، وإن آخرهم يصيبهم بلاء وأمور تنكرونها. ثم تجيء فتن يرقق بعضها بعضا ، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي، ثم تنكشف. ثم تجيء فتنة، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي، ثم تنكشف. فمن سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه موتته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت الناس الذي يحب أن يأتوا إليه. ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يمينه وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع؛ فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر)) [رواه ابن ماجة]. 


فالحديث يتحدث أن عافية هذه الأمة في أولها أي خلاصها بالرجوع على ما كان عليه أولها، والبلاء الذي يصيبنا اليوم لو عايشه أجدادنا لاستغربوا من شدته ومن تآمر الحكام المفضوح على دين الإسلام، والفتن التي نراها تشتد وتغلظ حتى أصبح المسلم يترحم على الفتن السابقة لعظم الفتن القادمة، ولا يدري المؤمن هل ينجو من هذه الفتن أن تصيبه في جسمه أو في دينه، ويحث الحديث على الإيمان بالله تعالى ومبايعة الإمام لأنه جُنَّة من هذه الفتن، وبما انه غير موجود فواجب الأمة العمل على إيجاده لان الدين لا يوجد بالشكل الصحيح إلا بوجود الإمام، ولا يمكن رفع هذه الفتن إلا بإعادة الخلافة.


7- قال صلى الله عليه وسلم : (( من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، ويفتح القول، ويخزن العمل، ويقرأ في القوم المثناة، ليس فيهم أحد ينكرها ))قيل: (( وما المثناة؟ ))قال : (( ما اكتتب سوى كتاب الله )) [الألباني]


وما اكتتب سوى كتاب الله هو الدساتير الوضعية التي وضعها البشر، فهي من وضع البشر، وهذا حكم الجاهلية الذي حذر منه الله تعالى، والحكام المفروضون على المسلمين هذه الأيام كلهم دون استثناء لا يطبقون الإسلام إلا بعض الأحكام في الأحوال الشخصية الزواج والطلاق، وواجبنا ليس الحوقلة فقط، بل العمل مع العاملين لإقامة الخلافة التي تطبق الدين وإلغاء أي تشريع غير شرع الله تعالى، ويوجب علينا أثناء التغيير محاربة أفكار الكفر مثل الديمقراطية والدساتير الوضعية.

وفعلا نجد الكثير ممن يسمون أنفسهم حركات إسلامية أو بعض علماء المسلمين يسيرون على هذه القوانين الوضعية ويحتكمون إليها ولا ينكرونها أو يعملوا على تغييرها.


8- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم ))قلنا: (( يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ ))قال : (( فمن؟ )) [البخاري]


هذا الحديث يتكلم عن العملية الممنهجة التي يقوم بها حكامنا لإبعاد الناس عن دين الإسلام وجعلهم يقلدون الغربيين في كل شيء في اللباس وأمور الحياة والتعليم والعمل والخروج إلى الأسواق وكل شيء، حتى لو وضعوا القاذورات على رؤوسهم لوضعه هؤلاء المضبوعين بالغرب والذين يشعرون بان الغربي أفضل منهم.

والسبب الرئيس في ذلك هم حكامنا الذي يتحدثون العربية، لكن قلوبهم قلوب النصارى واليهود في الحقد على الإسلام وأهله، فلو أمرهم أسيادهم بقتل عشرة من المسلمين يقتلون عشرين زيادة في القربى إلى أسيادهم الكفرة.

وهذا من الأمور التي تزيد الواجب وجوبا في خلع هؤلاء الحكام وإقامة الخلافة الراشدة التي يعز فيها الإسلام والمسلون.

هذا وان قوة الدولة هي قوة للغتها وهي تقضي على عقدة النقص عند رعاياها فيقلدهم الباقين، وان من ضعف الدولة ضعف لغتها وتقليد رعاياها لأناس آخرين دولهم قوية في العالم.

9- قال صلى الله عليه وسلم : (( إنكم قد أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، كثير معطوه، قليل سؤاله، العمل فيه خير من العلم. وسيأتي زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، العلم فيه خير من العمل)) [الألباني] 


هذا الحديث وغيره مما في نفس المعنى يتحدث عن علماء هذا الزمان ووصفهم، تجدهم لا يتقون الله بعلمهم، يخدمون الحاكم الموجود ويزينون له الباطل، ويلوون الأحكام الشرعية لتصبح على مقاس الحاكم.

أما حفظة القران فقد أصبحوا يستغلون جمال أصواتهم لجلب الناس إلى الحاكم، ويدعون له من على المنابر بعد الصلاة، ويصفونه بأنه ولي الأمر واجب الطاعة. 

لا نصيب للقران عندهم إلا التلاوة تخرج من حناجرهم، أما أن يدخل القران قلوبهم فيدفعهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وان يعملوا على إيجاده مطبقا في دولة الخلافة فهذا ما لا شأن لهم به.

تمتلئ المساجد وراء هؤلاء الأئمة، لكن لأنهم لا يجرؤون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يبقى الجهل مسيطرا على من خلفهم من المصلين، يخرجون كما دخلوا. هذا بدل أن يكون المسجد مكانا للتعلم والتفقه بالدين ومنطلقا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 

تجد القرآن طبع بأجمل الأوراق وسجل على أفضل المسجلات، لكن لا تجد القران حقيقة مطبقًا في الحياة.

كثر حفاظ القران بلا قرآن يحركهم، وكثر حفاظ الفقه بلا فقه يسيرهم، تسيرهم الدولارات ورضا الحكام، نشروا الجهل بالدين بدل أن ينشروا العلم النافع لدين الله تعالى.

10- قال صلى الله عليه وسلم: (( ليأتين على الناس زمان لا يبقي منهم أحد إلا أكل الربا، فمن لم يأكله أصابه من غباره )) (أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم]


في هذا الحديث يظن المرء أن الجميع سيرابي، ولكن أقول وبالله التوفيق، انه مع كثرة انتشار الربا والبنوك الربوية، أصبح حكام المسلمين يجعلون كل معاملة صغرت أو كبرت لا تمر إلا عن طريق البنوك، وهذا معنى انتشار الربا وإصابة غباره للجميع، والله تعالى أعلى واعلم، وليس معناه والله تعالى أعلى وأعلم أن كل المسلمين سيستحلون الربا والعياذ بالله.

من هذا النوع من الأحاديث وغيره الكثير ما يهمنا نحن كمسلمين، هو الالتزام بالحكم الشرعي من الكتاب والسنة، مهما كانت الظروف، ولا يهم أدركنا الزمن الذي يتحدث عنه الحديث أم لا، لأننا مخاطبون بالأحكام الشرعية، وبما انه لا يوجد حاكم للمسلمين يقيم فيهم شرع الله وجب علينا كمسلمين العمل على إيجاد هذا الحاكم، سواء حدثت الفتنة التي في الحديث أم أنها لم تحدث بعد، ذلك لا يهم المهم العمل بما أمر الله تعالى.


11- سلسة أحاديث تتحدث عن أحداث تحدث في آخر الزمان.. مثل:


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ، فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )) [رواه أبو داود وأخرجه أحمد ، وصحّحه الألباني] .

وقال صلى الله عليه وسلم : ((يكُونُ اخْتِلافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ. فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ. فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُلْقِي الْإِسْلامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ. فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ)) [أبو داود]

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، وَهُوَ يَأْرِزُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا )) [رواه مسلم ، وأخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد والدارمي ، وصححه الألباني] .

وعَنْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ، قَالَ : يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ )) [رواه البخاري، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني] .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ِ ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ، ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا ، أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذًا )) . [رواه أبو داود ، وأخرجه أحمد ، وصححه الألباني] .

وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )) . [رواه مسلم وأحمد بنفس النص ، وصححه الألباني ، وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه ، بنصوص أخرى] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضرة فلا يأخذ منه شيئا)) [رواه البخاري] .



فنحن في هذه الأحاديث التي تتحدث عن أحداث تحدث في آخر الزمان، ليس المطلوب منا معرفة هل حدث الحدث الذي في الحديث، أو أن وقته اقترب، أو نركن فنقول أن فلسطين محررة لا محالة، أو أن المهدي هو من يقيم الخلافة، أو أن وقت خروج الدجال قد اقترب، كل هذا ليس مطلوبا منا.


ما هو مطلوب منا هو الالتزام بالشرع والعمل على إقامة حكم الله في الأرض، بإقامة الخلافة، التي تحرر فلسطين بالجهاد في سبيل الله.


هذه الأحاديث تؤخذ لمعرفة الأحكام الشرعية التي فيها والاستئناس بها لا غير، فالله يحاسبنا على التزامنا بالأحكام الشرعية ولا يحاسبنا على معرفة هل وقعت الحوادث التي في هذه الأحاديث أم لم تحدث، وان حدث أي حدث من هذه التي في الأحاديث فالمطلوب هو عرض هذا الأمر على الحكم الشرعي، فاحتلال فلسطين يوجب على المسلمين تحريرها من شرق النهر أو من مصر أو من جزيرة العرب المهم أن تحرك الجيوش لتحريرها.


إن ما تحدثت عنه أحاديث آخر الزمان يتبين منها أن حكام المسلمين هم الذين اوجدوا هذه الظروف التي نحن فيها بعدم تطبيقهم للإسلام، ونشرهم للفساد بين المسلمين ومساعدتهم للكفار في حرب الإسلام وأهله، ولا يجادل في ذلك إلا مكابر.


والحل لا يكون إلا بإزالة الشر من جذوره وذلك بإزالة الحكام من على كراسيهم واستبدالهم بخليفة للمسلمين يحكم بالكتاب والسنة.


الأمر ليس فيه تعقيد، من هي الفئة المنصورة الواردة في الحديث: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ‏ ‏ظاهرين ‏إلى يوم القيامة قال فينزل ‏‏عيسى ابن مريم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء ‏تكرمة الله هذه الأمة)) [صحيح مسلم]، ليس المهم من هي هذه الجماعة، المهم أن تلتزم الجماعات القائمة بالكتاب والسنة، وليس مهم من هي الفرق الهاكلة الواردة في الحديث: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة وقبله: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي وفي رواية: قيل فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي)) [أبو دواد والترمذي وغيرهم] المهم أن تكون الجماعات القائمة مستندة في أفكارها على الكتاب والسنة بدليل شرعي.


وخلاصة القول أن التوقف الكثير عند الغيبيات التي وردت في الأحاديث، وإهمال موضوع العمل بالأحكام الشرعية فيه سلبية قاتلة مقعدة عن العمل للتغيير، نحن قوم كما قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : ((إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما كتاب الله وسنتي)) [الموطأ] المطلوب العمل بالشرع ولا يهم الزمن الذي نحن فيه والعصر الذي نحن فيه، ولا يجب انتظار الأحداث لتحدث أو هل حدثت الأمور التي في الأحاديث أم لا، المهم الالتزام بالشرع.



12- أحاديث الشام وفضلها

الأحاديث التي تتحدث عن الشام وفضلها لا تعني مثلا أن الخلافة ستقوم بالشام، وإنما الأحاديث تتحدث عن فضل هذه البقعة من الأرض وفضل أهلها، ولا نعرف بالضبط وقت الملحمة ووقت انتصار الفئة الظاهرة على أعدائها، ووقت إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فنحن مطلوب منا العمل للخلافة والله ينزل نصره متى شاء وعلى من شاء من عباده.

ومن الأحاديث التي تحدثت عن الشام وفضلها وفضل أهلها:
• عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا)) [رواه البخاري].
• عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى للشام قلنا لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها)). [رواه أحمد والترمذي]
• عن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا ًمجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق. فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله، إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله)). [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني]
• عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: هناك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يخرج قرن الشيطان)) [رواه الترمذي وصححه الألباني].
• عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام)). [رواه أحمد والطبراني وقال الهيثمي ورجال أحمد رجال الصحيح]
• عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تخرج نار من نحو حضرموت -أو من حضرموت- تسوق الناس. قلنا: يا رسول الله فما تأمرنا، قال: عليكم بالشام)). [رواه أبو يعلى وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح]
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)). [رواه أبو يعلى وقال الهيثمي رجاله ثقات].
• أخرج الطبراني من حديث عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: ((رأيت ليلة أسري بي عموداً أبيض كأنه لواء تحمله الملائكة فقلت ما تحملون؟ قالوا: عمود الكتاب أمرنا أن نضعه بالشام قال: وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله تخلى عن أهل الأرض فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى وضع بالشام)) [وهذا الحديث حسن الحافظ ابن حجر إسناده في فتح الباري، وأورد الحافظ في الفتح أيضاً هذا الحديث من طريق أبي الدرداء وصحح إسناده].



فهذه الأحاديث مثلا لا تجعلنا نجزم أن الخلافة بعد ثورة الشام ستقوم في سوريا، فهذا في علم الغيب، نحن مطلوب منا أن نعمل للخلافة في جميع أنحاء العالم ومنذ هدمت الخلافة قبل 95 سنة تقريبا، ومكان إقامة الخلافة لا يعلمه إلا الله وزمانها أيضا لا يعلمه إلا الله.

صحيح أن هناك إرهاصات ومبشرات ولكن هذه أيضا لا تخبرنا عن مكان إقامة الخلافة أو زمانها، نحن مطلوب منا العمل والله يقدر لدينه كيفما شاء ووقتما شاء، فان جزمنا مثلا أن الخلافة ستقوم في سوريا بعد ثورة الشام ولم تقم الخلافة في سوريا فان هذا يحبط الإنسان وتجعله يشك في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

انظر مثلا إلى محاولات المسلمين لفتح القسطنطينية وكثرتها، فإنهم فهموا أن المطلوب منهم العمل على فتح القسطنطينية كأي بلد آخر، هذا وإن تنافسوا في فتحها فحتى ينالوا بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنها وهذا أمر مهم أصبحت متاخمة لحدود الدولة الإسلامية والإسلام يطلب فتح البلاد التي تلي بلاد المسلمين، ولكن الفهم الصحيح لهم جعلهم يفتحون ما قبلها من البلاد، ولا يكتفون بفتح ما بعدها، ولا يتوقفون عن فتح بلاد أخرى في مشارق الأرض ومغاربها، لان الفهم الصحيح هو فتح بلاد الكفر ونشر الإسلام فيها، هذا أولا وثانيا رغم عدم نجاح الكثير من المحاولات إلا أنهم لم ييأسوا أو يشككوا في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعيدون الكرة أكثر من مرة حتى هيأ الله للمسلمين فتحها على يد السلطان محمد الفاتح.

نعم يجب أن يكون الإنسان واعيا على كيفية التعامل مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل عام، وبالذات في بحثنا هذا "الأحاديث التي تخبرنا عن أحداث مستقبلية"، فيجب النظر في هذه الأحاديث بايجابية دافعة للعمل والتغيير والالتزام بشرع الله، وليس بسلبية مقعدة تجعل الإنسان يعيش في عالم الأحلام والأماني التي تهيؤها له نفسه، فان تبخرت أمانيه لخطأ نظرته في قراءة الأحاديث انتكس انتكاسة كبيرة يائسا من التغيير ومشككا في الأحاديث.

 

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4917&fbclid=IwAR14Q1pA0PFDIGXxHMUfoqEkIkGGTUSoEtXP47d9NMmCfRJGLcNabGyTOYo

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...