مكافحة تجنيد الشباب والأطفال فى التنظيمات الإرهابية

[احمد عماد الدين]

هناك 58 جماعة مسلحة (فاعلين مسلحين من غير الدول) في نحو 15 دولة يتم فيها تجنيد واستخدام الأطفال واستغلالهم على نطاق واسع، خاصة في تلك التي تتزايد فيها درجات التطرف وهو ما يُعتبر جريمة حرب، حيث إن تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة، واستغلالهم فى الأعمال المسلحة يُعد أمر يعاقب عليه القانون الدولي.

وتختلف طرق تجنيد الشباب والأطفال، حيث تتنوع بين أدوات تستخدم القوة كأن يتم خطف الشباب وخداعهم والاتجار بهم وقد يكون التجنيد طواعية في ظل جاذبية الخطاب الإرهابي لبعض الشباب، وكذلك في ظل وجود إقصاء أو مظالم لهؤلاء الشباب في مجتمعاتهم.

وتسوق بعض التنظيمات الإرهابية نفسها لكثير من الشباب على كونها قادرة على الدفاع عنهم وعن أسرهم، بعضها يلجأ إلى التجنيد القسري للأطفال عن طريق الخطف أو العنف المباشر، حيث قام "جيش الرب للمقاومة" في أوغندا باختطاف أكثر من 20 ألف طفل عام 1987، كما قامت جماعة "بوكو حرام" بعمليات خطف جماعي للأطفال بما في ذلك اختطاف 267 تلميذة في أبريل عام 2014، و110 فتيات في مارس 2018، كما لجأت "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية لاستخدام الاعتقال والعنف والترهيب لتجنيد ما يقرب من 1770 شابًّا عام 2017.

ومع توسُّع تنظيم "داعش" في العراق قام أعضائه باختطاف الآلاف من الأطفال من دور الأيتام ومن المدارس وحتى من منازل أسرهم، وقد وصل عددهم إلى 6800 طفل تم خطفهم فقط خلال عام 2014.

وبالنسبة للمجندات الشابات في التنظيمات الإرهابية فتعتبر أدوارهن لا تقل خطورة عن الرجال أو الشباب، حيث يقمن بأدوار هامة في تجنيد فتيات أخريات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على القيام بعمليات إرهابية، فقد إستخدمت جماعة "بوكو حرام" بنيجيريا الفتيات اللائي لم يبلغن سن السابعة من العمر في أغلب عملياتها الإرهابية. 

وفيما يتعلق بتنظيم "داعش" فإن دور المرأة في البداية كان محصورًا في العمل المنزلي، لكن مع مرور الوقت قام التنظيم بتجنيد نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و25 عامًا في وحدة متخصصة بالكامل للإناث تعرف باسم "لواء الخنساء". 

وتتعدد الآليات التي يمكن من خلالها تحسين الجهود الدولية في إطار مواجهة ومكافحة تجنيد الأطفال والشباب في التنظيمات الإرهابية، ومنها وجود برامج حكومية أكثر فاعلية وأن تكون ضيقة النطاق قدر الإمكان عبر تحديد عوامل الخطر المحددة محليًّا، والتعامل معها، وتعزيز مكافحة تجنيد الفتيات، ومكافحة التطرف داخل الأُسر.