اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

شوهانا خان : أطفال الغرب الذين سلبت حياتهم


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خبر وتعليق

 

أطفال الغرب الذين سلبت حياتهم

 

 

عبرت لي مؤخرا إحدى الأخصائيات الاجتماعية عن سعادتها بسبب تبني طفل معاق من قبل إحدى الأسر. وعندما سألتها عن سبب إيداعه في دار الرعاية أساسا، قالت إن والدته قد تخلت عنه في المستشفى بعد ولادته مباشرة. على الرغم من أنه يمكنني تفهم فرحة مناسبة تبني الطفل، إلا أنني شعرت بالحزن العميق كون الصبي قد تم التخلي عنه أصلا وجعلني أفكر في عشرات الأطفال في المملكة المتحدة، الذين يمرون بتجارب مماثلة.

 

 

 

فقد تلقت المحكمة الاستشارية وخدمات دعم الأسرة والطفل (Cafcass) في الفترة ما بين نيسان/أبريل 2011 - نيسان/أبريل 2012، طلبات جديدة وصل عددها 8,403 طلبا لأطفال تواجه أسرهم إجراءات المحكمة حول ما إذا كان بإمكانها أن تستمر في الاحتفاظ بهم ورعايتهم أم لا. كان من المتوقع في نيسان/أبريل من العام الماضي، أن يرتفع هذا الرقم بحلول أبريل 2013 ليصل إلى 10,000 طلبا. على الرغم من أن الأرقام لم يتم كشفها بعد لإثبات مدى صحة هذا التوقع، إلا أننا نعلم أن استمرار تدفق الأطفال إلى نظام الرعاية لم ولا يتوقف.

 

 

 

وكما هو الحال دائماً، فإن المجتمعات الليبرالية العلمانية تركز على كيفية محاولة التعامل مع التدفق عند بدء حدوثه. لذلك لا نجد أي تقصير من قبلها في تدشين الحملات الإعلانية من أجل الحصول على المزيد من الأشخاص الراغبين في احتضان هؤلاء الأطفال في منازلهم والاعتناء بهم مقابل أجر. كذلك كثرت المبادرات لمحاولة لتحسين إدارة الخدمات الاجتماعية للتأكد من أن الأطفال المهمَلين في منازلهم يتم دعمهم ورصدهم قبل نقلهم بعيداً عن أسرهم كملاذ أخير. لكن السؤال الذي لا يتم طرحه أبدا هو لماذا أصلاً يتعرض العديد من الأطفال في تلك المجتمعات لسوء المعاملة والإهمال من قبل أسرهم؟

 

 

 

بطبيعة الحال فإن هذه المسألة ليست مسألة بسيطة. ففي كثير من الأحيان يفقد الوالدان أو الآباء والأمهات الوحيدون القدرة على تربية أطفالهم لسبب من الأسباب، ربما لتغير ما يطرأ في حياتهم. ولكن في معظم الحالات نجد أولاً أن العديد من الأطفال هم نتيجة لعلاقات غير شرعية أو منحلّة، وبالتالي يصبح الأطفال غير مرغوب فيهم، أو ثانيا لأن الآباء والأمهات أنفسهم لا ينظرون إلى دورهم كما يجب عليهم من المسؤولية والوفاء.

 

 

 

وقبل هذا كله، فإن القيم الليبرالية الناشئة عن المجتمع العلماني تدفع الناس إلى ترك رغباتهم تتحكم في سلوكهم. فإذا فقدت الأبوة والأمومة المتعة المتوقعة، وأصبحت تتطلب التضحية واستمرار وضع الآخرين قبل الذات، فحينها ينفر الناس منها ولا يرغبون في فعلها. كذلك فقد دفعت القيم الليبرالية بالحرية الجنسية على أنها شيء إيجابي، وفصلت عن الأذهان فكرة أن الغريزة الجنسية تأتي معها القدرة على إنجاب الأطفال. فإذا ما حدث حمل غير مرغوب فيه، فإن الحل يكون بوضع الطفل في دور الرعاية وليس وقف الاختلاط والمجون ابتداءً.

 

 

 

يبني الإسلام عقلية المساءلة عن كل أنواع المسؤوليات في الحياة، ويرجعها إلى الله تعالى، وتربية الأطفال هي المفتاح الأول لذلك. إن نظام "الخلافة الإسلامية" يضع الحياة الأسرية في صميم قلبه، ومن خلال قيمه وقوانينه وأحكامه الشرعية لا يسمح بأي شيء من الإضرار بالأسرة أو التقليل من قيمتها.

 

 

 

لقد حرمت الليبرالية العديد من الأطفال من الحماية والحب والأمن الذي يستحقونه من والديهم. إن العالم يتطلع الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى عز الإسلام.

 

 

 

 

 

 

 

شوهانا خان

 

الممثلة الإعلامية للقسم النسائي لحزب التحرير في بريطانيا

 

 

 

23 من جمادى الأولى 1434

الموافق 2013/04/04م

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...