اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

ولكنكم قوم تستعجلون ....


Recommended Posts

ولكنكم قوم تستعجلون

 

إن السيرُ في طريق الدعوة نحو تحقيق الغاية، كأنه سيرٌ بالسيَّارة في طريق طويل، يقتضي الانتباه واليقظة في جانب، والصبر والهدوء ومجانبة الاستعجال في جانب آخر

 

وإن السيرُ في طريق الدعوة وتحقيق الغاية وما تحرص عليه النفس يحتاج إلى العزيمة التي لا تُقْهَر، والصبر الذي لا ينفد، والإصرار الذي لا يقبل الانكسار، وتحديد الهدف لكل خطوة تخطوها ماذا تريد منها ، والحماس الذي لا يبرد رغم كل محاولة من كل الناس لإخماده .

 

والعزيمة المُؤَكَّدَة على الرقيّ والنهوض بالشخصيّة نفسيتة وعقلية، والاستعداد الذاتي لبذل الجهود والجهد والتضحية لذلك، فنثير فيه الحماس الذي لا تُخْمِده قوّة في الكون.

 

إن الشابُ قد تفتر عزيمته لعدم تحديد الأهداف لكل خطوة يخطوها ولكل موقف يتعرض له بشكل يدعو للاستماتة في سبيل إنجازها، وتجاوز كل عقبة تعترض طريقَها مهما كانت كؤودًا. فلو تصور الواحد منا لحظة عمله وتعرضه للمواقف عظمة ثباته وأهميته للدعوة وعظمة الأجر والثواب على العمل والتضحية والصبر على الأذي ومشقة الطريق فسوف يستميت في العمل والثبات ..

 

لذلك فإن الأهدافُ المُحَدَّدَةً هي بمثابة نقاط انتقال واهتداء واستضاءة في الطريق، أو منارة نور يهتدي بها المارّة من بعيد حتى بلوغ الغاية.

 

ثم يأتي دورُ الإصرار، كالنملة تصعد ثم تسقط، ثم تصعد فتسقط؛ ولكنها لا تنثني عن إرادتها، ولا يفتُّ السقوطُ المُتَكَرِّر في عضدها، وإنما تُصِرُّ على الصعود، ومواصلة السير، حتى بلوغ الغاية.

 

إنَّ تحقيقَ الهدف لا يحصل إلاّ بالإصرار. الإصرار عنصرٌ أساسيّ في سبيل إنجاز الغاية، وهو شيء لا بديلَ منه، ولا عوضَ عنه، ولا يحلّ محلّه حتّى الموهبة؛ فقد تجد أناسًا كثيرين هم موهوبون ومبدعون ؛ ولكنهم فاشلون غيرُ ناجحين، مُهْمِلُون مُتَسَكِّعُون في الحياة؛ لأنهم فقدوا الإصرارَ

 

والناس يثقون بالإنسان الذي يتمتّع بـ"الإصرار" لأنهم يتأكّدون أنه عندما يتولَّى مسؤوليّةً لا يدعها حتى ينجزها

 

و نعم قد يخفق الواحد منا في الإنجاز ولكن – الإخفاق – لا يُهِمُّ لأن النجاح ليس دائمًا هو الإنجاز، وإنما هو المحاولة الدائمة للإنجاز ......

لذلك قال أحدهم " إرْفُضْ أن تكون من الأغلبيّة الحذرة التي تلعب لكي لا تخسر، اِلْعَبْ لتفز، والفوزُ ليس دائمًا إحرازُ النصر على الفريق، وإنما هو شجاعةُ المحاولة، ولذّةُ العمل، وحلاوةُ الشعور بالمسؤوليّة، وطيبُ النفس بالإصرار والعزيمة الثابتة ثبوت الجبال الرّاسيات.

 

إنّ الغايةَ لا تُبْلَغ بالتَمنِّي والترجِّي، والحماسِ الآنئ الذي ينطفئ كشعلة تَشِبُّ فجأة، وتخمد عاجلاً، ولكن تَمَسَّكْ بالعزيمة لا تثنيها العواصفُ الهوجاءُ، والإصرارِ الذي تنهزم لديه كلُّ العقبات، فتقطف ثمارَ الجهود يانعه، وتنجز أعمالك بلذة، وتنال أهدافَك رغم كره الكارهين واعتراض المعارضين.

 

وإن لم يكن ذلك فإن لذّةَ الجهد، وحلاوةَ مواصلة السير هي الفوزُ بنفسها،

 

إنظر للنبي القدوة كيف يربي أصحابه على ذلك كله ...

 

 

عن أبي عبد الله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ فقال : " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " .رواه البخاري

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...