اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خطبة جديدة للشيخ عصام عميرة


Recommended Posts

الجمعة 15/6/1434 هـ

الموافق 26/4/2013 م

 

حكامكم أعداؤكم أيها المسلمون

 

 

(الخطبة الأولى)

 

أيها الناس: إن من أكبر الغفلة أن لا يعرف المسلم عدوه الذي بينه الله في القرآن الكريم بيانا شافيا في قوله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا، إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. قال ابن كثير: بين الله تعالى عداوة إبليس لابن آدم وأنه مبارز لهم بالعداوة فعادوه أنتم أشد العداوة وخالفوه وكذبوه فيما يغركم به، وإنما يقصد أن يضلكم حتى تدخلوا معه إلى عذاب السعير، فهذا هو العدو المبين. ومعرفة العدو لا تحتاج إلى ذكاء كبير وفطنة عالية، ولا يلزم لحصولها تفكير عميق أو مستنير، بل يكفي فيها التفكير السطحي. فكم يحتاج المسلمون في العراق من الجهد ليعرفوا أن المالكي وزمرته الحاكمة هم أعداء لهم، بعد أن أقدمت حكومة الاحتلال بقيادة المالكي فجر يوم الثلاثاء الماضي على جريمتها الكبرى، بل مجزرتها الرهيبة في قضاء (الحويجة) التابع لمحافظة كركوك، عندما أصدرت الأوامر إلى قواتها العسكرية المدعمة بالآليات الضخمة والأسلحة بصنوفها المتنوعة والطائرات لاقتحام ساحة الاعتصام هناك، وفتحت النار وبالذخيرة الحية على أناس عزل من كل سلاح، غير سلاح الإيمان بالله عز وجل، فسقط جراء ذلك الاعتداء السافر العشرات بين قتيل وجريح؟ وكم يحتاج المسلمون في الشام لاكتشاف عداوة بشار لهم بعد أن قتل ودمر وحرّق واصطلم وشتت وهجّر واغتصب ويتم ورمل وشنع وخرب، ولم تبق كلمة في هذا الباب إلا وانطبقت على فعاله السوداء الشنعاء؟ وكم يحتاج المسلمون في فلسطين لاكتشاف عداوة عباس وسلطته المخزية بعد أن تنازل وفرط وقتل وجرح واعتقل وسرق وخان وباع وسمسر وتبجح على شعبه، ومنعهم من مجرد الكلام والتعبير عن الرأي، وآخر جرائم أجهزة أمنه الذليلة في مدينة طولكرم أنهم فرقوا يوم أمس بالقوة والغاز المسيل للدموع تجمعا سلميا محتجا على المفاوضات ومشروع حل الدولتين وأطروحات أمريكا التي يحملها وزير خارجيتها جون كيري، واعتقلوا ما لا يقل عن عشرين شخصا، في حين يتبجحون بافتتاح مهرجان للموضة والدياثة والرقص الحديث وعرض الأزياء على أجساد النساء الكاسيات العاريات في رام الله؟ وكم يحتاج المسلمون في مصر ليكتشفوا عداوة رئيسهم الجديد بعد أن كذب عليهم بخصوص تطبيق الشريعة الإسلامية إذا هم خلعوا سلفه الذي حكمهم بأنظمة الكفر والطاغوت والجاهلية، وسامهم سوء العذاب عقودا طويلة؟ وكما يحتاج المسلمون في تركيا لاكتشاف عداوة رئيسهم الذي لا زالت دولته المسماة "إسلامية" عضوا في حلف شمال الأطلسي الكافر؟ وكم يحتاج المسلمون في الأردن ولبنان وباكستان وبنغلاديش والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا واليمن وماليزيا وأندونيسيا وإيران وباقي بلاد المسلمين كي يكتشفوا أن حكامهم أعداءٌ لهم بعد كل ما لاقوه منهم من قتل وذبح وفقر وجهل وتشريد ونهب أموال وموالاة لقوى الكفر والاستكبار العالمي على حساب مصالح تلك الشعوب؟

أيها الناس: لن نستطيع إحصاء جرائم الحكام بحق المسلمين منذ هدم خلافتهم لكثرتها وتنوعها وطول زمانها، ولكن أليست تلكم الجرائم أكثر من كافية لتجعلنا نجزم بأن هؤلاء الحكام هم أعداء لنا، ومنافقون للغرب وعملاء له، فنتخذهم أعداءً كما أمرنا ربنا عز وجل؟ إقرأوا إن شئتم قوله تبارك وتعالى في المنافقين: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً، فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا...} إلى قوله سبحانه: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ، وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا}. وقد يسأل سائل فيقول: إن الله سبحانه وتعالى حدد لنا العدو المبين وهو الشيطان، ولم يقل إن الحكام لكم عدو فاتخذوهم عدوا!! ويجاب على مثل هذا السؤال بأن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ...}، إلى قوله سبحانه: {...إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}. أليس هذا هو دأب حكامنا؟ ألم يبسطوا إلينا أيديهم وألسنتهم بالسوء لما ثقفونا في ساحات الاعتصام وميادين التحرير والتغيير؟ إننا لا نرى الشيطان عيانا، ولكننا نرى أولياءه من الإنس جهارا نهارا. والحكام هم الوكلاء المعتمدون للشيطان في بلاد المسلمين، وإني لأظن الشيطان يباهي أتباعه وأولياءه بحكامنا قائلا لهم: هكذا فافعلوا وإلا فلا، فلقد قعدت لهؤلاء الأشقياء صراط الله المستقيم، وأتيتهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وليس أحد منهم من الشاكرين. وإن النجاح الذي حققته معهم ليس له نظير منذ يوم الحج الأكبر يوم عرفة الذي كنت فيه أصغر وأدحر وأحقر وأغيظ وأذل من أي وقت من الأوقات. فهم أي حكام المسلمين اليوم قد رفعوا شأني، وأعلوا رايتي، وخضعوا لسلطاني، وولغوا في دماء المسلمين، وأصبحوا جنودا مخلصين في جيش إبليس اللعين. فماذا ينتظر المسلمون بعد هذا البيان الشافي والشرح الوافي؟ ألم يحن الوقت لنعلن أن حكامنا أعداؤنا. ألا فلنعلنها صرخة مدوية تجلجل جنبات الأرض، وتزلزل هؤلاء الحكام الأعداء ومن يقف خلفهم من قوى الكفر.

أيها المسلمون: إن حكامكم أعداؤكم، فاخلعوهم، ونصبوا مكانهم إماما واحدا يحكمكم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

 

(الخطبة الثانية)

 

أيها الناس: تعاني الأمة الإسلامية اليوم من حالة اضطراب شديدة في معرفة أعدائها، وذلك بسبب القهر والتضليل والتجهيل الذي تعرضت له عبر عقود طويلة، فتغشّى مفهومَ العداوة ما تغشى، وأصبح المسلمون – إلا من رحم الله – لا يفرقون بين العدو والصديق، وأشكل عليهم مفهوم الولاء والبراء على نحو غير مسبوق. وللخروج من هذا المأزق القاتل والنفق المظلم، لا بد لنا من أن نرى الأشياء بنور ربنا، {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}. ونور ربنا يكشف لنا الأعداء بجلاء ووضوح لا تخفى منهم خافية، وإذا التبس منهم أمر أو خفي على المسلمين منهم جانب، فالكشاف الإسلامي هو الحل، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ، وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}. وقال عليه السلام: "أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي لا يَهْتَدُونَ بِهَدْيِي، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلا يَرِدُون عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكِذْبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي".

أيها الناس: لا خلاص ولا أمن ولا حياة كريمة إلا في ظل حكم شرع الله الرؤوف الرحيم، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، فارجعوا إلى شرع خالقكم وهدي نبيكم عليه الصلاة والسلام تفلحوا وتفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة، وتبرّأوا من حكم الجاهلية، حكم الخضوع لأمريكا عدوتكم ورائدة الإرهاب العالمي، واتخذوها وحكامكم أعداءً، فهم أولياء الشيطان في الأرض، لا يماري في ذلك عاقل مؤمن. واعملوا مع العاملين لإقامة الدين، وإعزاز المسلمين، وإرغام أنف الشيطان وأوليائه من الحكام والكافرين. فاللهم عجل لنا بخلافتنا، ورد علينا ضالتنا.

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فلسطين: خطبة جمعة بعنوان

 

"حكامكم أعداؤكم أيها المسلمون"

خطبة جمعة لفضيلة الشيخ عصام عميرة (أبو عبد الله)

بيت المقدس، 16 جمادى الآخرة 1434هـ الموافق 26 نيسان/أبريل 2013م

 

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=-JbDBgPVV_M

 

 

18 من جمادى الثانية 1434

الموافق 2013/04/28م

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...