ابن الصّدّيق Posted June 1, 2013 Report Share Posted June 1, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مقالة الحرب العالمية الثالثة قد بدأت في سوريا إذا أراد المرء أن يعرف كيف تبدو الحرب العالمية الثالثة فليس عليه النظر أبعد من سوريا، وإذا ظل لدى أحد شك في أنّ الحرب في سوريا هي حرب عالمية، فإنّه ينبغي أن يدقق ببضعة تعريفات لمصطلح الحرب العالمية، فتعريف الحرب العالمية -وفقاً للقاموس السياسي الذي يمكن الاطّلاع عليه على صفحات الإنترنت- أنّها: "الحرب التي تشارك فيها معظم الدول الرئيسية في العالم"، ويُعرّف قاموس ماكميلان الحرب العالمية بأنّها: "الحرب التي تشارك فيها العديد من الدول الكبيرة من مختلف بلدان العالم". وقد أصبح واضحاً أنّ الكثير من دول العالم اتحدت ضد الشعب السوري في الحرب، ويبدو هدفهم جلياً في القضاء على من قاموا ضد نظام بشار الأسد الاستبدادي مهما كان الثمن، فبعض الدول تدعم علناًوحشية الأسد، وبعضها الآخر تدعمه من خلال التقاعس المتعمد عن نصرة الثورة، مما يوفر الدعم لنظام حكم الأسد الاستبدادي، وفي كلتا الحالتين، فإنّ النتيجة هي استمرار آلة القتل الأسدية لتعيث فساداً في البلاد وضد المدنيين في سوريا. من بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن للأمم المتحدة، فإنّ روسيا والصين تدعمان نظام الأسد علناً، فروسيا دعمت خطة جنيف قبل دعم الصين وأمريكا لها في السعي للحفاظ على أن تظل أيدي الأسد تقطر دماً؛ من خلال الاستمرار في المجازر اليومية التي أصبحت السمة المميزة لحكمه. وتدعم بريطانيا وفرنسا وأمريكا نظام بشار من خلال التردد الصارخ والخداع، مما يضعهما في خانة روسيا والصين نفسها، وقد لعبوا جميعاً دوراً فعّالاً في دعم نظام الأسد والحفاظ على استقراره من خلال المبادرات السياسية، من مثل تدخل الجامعة العربية وخطة عنان وخطة السلام للإبراهيمي، وكلها مبادرات توفر لطاغية الشام متسعاً من الوقت لتنفيذ الفظائع البشعة. أمّا بقية دول أوروبا، فهي ليست بعيدة جداً عن هذا الركب في الجريمة التي تُرتكب ضد الشعب السوري، والانقسامات المستمرة في أوروبا بشأن أفضل السبل لتسليح بعض الفصائل الانتقائية من المعارضة تعرض كما لو كان تسليح المعارضة سيؤثر على القدرة العسكرية لنظام الأسد بأيّ شكل من الأشكال؛ مما يؤكد من جديد دعمهم الضمني للأسد حتى يستمر في سفك الدماء. وعلى قدم المساواة، فإنّ جيران سوريا مذنبون في دعم الأسد أيضاً، فالعراق ولبنان وإيران لا يدعمون الأسد علناً، ولكنهم يشاركون بوحدات عسكرية في قتل أهل سوريا مع شبيحة الأسد، وأمّا الدول الأخرى مثل الأردن وتركيا -على الرغم من الخطابات الرنانة التي يصدرونها- لم يقوموا بأيّ شيء لوقف آلة القتل الأسدية أو حرفها عن مسارها، والأمر نفسه ينطبق على بلدان أبعد من ذلك، مثل قطر والمملكة العربية السعودية وبلدان العالم الإسلامي على نطاق أوسع. فكلهم كبار عندما يتعلق الأمر بالشجب والإدانة، ولكنهم لا يحركون ساكناً لوقف المجازر ضد الشعب السوري. فما لقضية سوريا قد وحدت الشرق والغرب، البلدان الإسلامية وغير الإسلامية والأمم الرأسمالية -بما في ذلك الصين التي تتظاهر بأنّها دولة اشتراكية- في اتخاذهم جميعاً لهذا الموقف؟ ولماذا العالم على استعداد لغض الطرف عن 100,000 قتيل وتشريد أكثر من 1.5 مليون لاجئ؟ الجواب على السؤالين: هو أنّ العالم يخشى من عودة الإسلام السياسي على شكل دولة، أي عودة الخلافة، ففي مقال نُشر في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان: "المتمردون الإسلاميون المعضلة السياسية في سوريا، المعضلة التي يواجهها الذين يسعون للحفاظ على النظام العالمي القائم"، وورد فيه: "إنّ الطابع الإسلامي للمعارضة يعكس الدائرة الرئيسية للتمرد، والتي كانت منذ بدايتها من قبل الأغلبية السنية في سوريا، ومعظمهم من المناطق المهمشة المحافظة فيها، والانحدار نحو الحرب الأهلية الوحشية قد عمّق من الخلافات الطائفية، وسمح بانتشار واسع للجماعات المتمردة من أجل تأمين إمدادات الأسلحة للإسلاميين لملء الفراغ وكسب المؤيدين. وجدول أعمال المقاتلين المتدينين مختلف عن العديد من الناشطين المدنيين من الذين كانوا يأملون بأن تكون الانتفاضة سبيلاً لإيجاد سوريا مدنية ديمقراطية"، وهكذا فإنّ المشهد السياسي في سوريا قد تغير إلى الأبد، وأصبح يشكل تحدياً كبيراً للقوى الكبرى في العالم، ولهذا السبب وحده وضعت القوى الكبرى خلافاتها جانباً وتعاونت مع حكومات البلدان الإسلامية (السنية والشيعية) لإعطاء الأسد المزيد من الوقت لسحق الثورة. منذ ما يقرب من تسعين عاماً، كانت الحرب العالمية الأولى لتدمير الخلافة العثمانية ونهب ثرواتها، وبذلك اعتقد الغرب أنّه وجّه ضربة قاضية للعالم الإسلامي ولقلب الإسلام السياسي، أي الخلافة. أمّا اليوم فالحرب العالمية الثالثة التي تُخاض في سوريا (قلب العالم الإسلامي) هي لمنع قيام الخلافة فيها، وهذا الذي يوحد الغرب وحلفاءهم في الحرب العالمية الثالثة. في الماضي تغلب المسلمون في المنطقة على خلافاتهم وهزموا أعداءهم مثل الصليبيين والمغول وجددوا مجد الخلافة، واليوم لم يعد السؤال ماذا لو قامت الخلافة بل السؤال متى ستعود الخلافة؟ وماذا سيكون مصير تلك البلدان التي شاركت في الحرب العالمية الثالثة؟ عابد مصطفى 22 من رجب 1434 الموافق 2013/06/01م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25920 ابو انعام, جمال عبدالرحمن, الرضا and 1 other 4 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.