مصر: تراجع للاسلام أم تراجع لمدعي تمثيله

[منذر عبدالله]

مصر الكنانة . . .!

 

هل ما يجري فيها هو تراجع للمشروع الاسلامي أم إنهيار للانتهازيين والوصوليين من أصحاب الشعارات الاسلامية والمضامين الغربية . . . !

 

لم ننسى أن الاخوان قد عقدوا مع بقايا نظام مبارك في الدولة وخاصة قيادة الجيش صفقات أدت الى دخولهم السلطة وجعلتهم يقفون عدة مرات الى جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة في وجه ثوار الميدان . . .

 

وقبل ذلك جلسوا في السادس من فبراير ٢٠١١ مع عمر سليمان وأتفقوا معه على انهاء الثورة مقابل الاعتراف بهم كحزب سياسي واعادة النظر ببعض الدوائر الانتخابية...هذا ليس إدعاء ... بل هو بالضبط ما صرح به بعد ذلك الاجتماع سعد الكتاتني...ولكن حسابات الاخوان يومها سقطت ...فقد رفض الثوار الخروج من الساحات وكان شباب الاخوان أيضا من أول الرافضين لتلك الصفقة المشبوهة التي أرادت أن تخمد ثورة شعب وهي في عز عنفوانها.

 

الاخوان قد تخلوا من اجل سلطة ناقصة من دون دفاع ولا أمن ولا سياسة خارجية ولا داخلية ولا اعلام ولا قضاء ... تخلوا مقابل تلك السلطة الفاسدة عن المشروع الاسلامي والتفوا على الثورة وارتضوا التبعية للغرب بل ودخلوا في صفقات تحمي قتلة الثوار والذين سرقوا أموال الشعب ...

 

لا بد أن يكون لأصحاب المشروع الاسلامي الحقيقي خطابهم الخاص بعيدا عن الجماعات الملوثة والملتوية والمرتبطة ... لا بد أن نبين لشباب تلك الجماعات ولكل اهل مصر أسباب فشل جماعاتهم ..وهي أنهم تخلوا عن المشروع الاسلامي لصالح الدولة العلمانية وتخلوا عن الجهاد لصالح السلام مع يهود وتخلوا عن فكرة التحرير وقبلوا بالتبعية للغرب..ثم نبين أن الاسلام لا يمكن أن يحكم بالتقسيط ولا بالتدرج وأنه لا يمر عبر قنوات الانظمة الكافرة والعميلة.

ثم إنه لمن الظلم الكبير أن يقال أن ما يجري الان في مصر هو صراع بين الاسلام والكفر . . .مع علمنا أنه صراع سياسي وإن حاول البعض إعطائه صبغة فكرية ...

 

يجب أن يكون واضحا أن الاخوان قد تخلوا في هذا الصراع عن أهم سبب للقوة وهو الفكرة الاسلامية ومشروعها .

 

كان الواجب على الاخوان أن يسيروا مع الثورة حتى النهاية الى أن يسقط النظام كله ...المجلس الأعلى والقضاء والاعلام والداخلية وكل ما له علاقة بنظام مبارك, لا أن يعقدوا معهم الصفقات ...

 

لو قاد الاخوان الثورة حتى النهاية لسقط النظام كله ولكان الشعب والجيش وكل المسلمين في العالم قد التفوا حولهم ولأدى ذلك الى تحرر حقيقي وقيام دولة اسلامية حقيقية.

 

الواجب على الاخوان وغيرهم أن يتخلوا عن نهج التدرج المائع وأن يقطعوا كل علاقة مع الكافر الغربي وأن يدركوا أن النصر الحقيقي ليس بدخول سلطة ناقصة وآثمة تحكم بدساتير الكفر وتخضع لسلطة الغرب, وإنما يتحقق النصر الكامل بالالتزام الكامل بشرع الله والتوكل عليه وحده (إن تنصروا الله ينصركم)

 

ما يجري في مصر اليوم سيزيد المؤمنين ايمانا وثباتا وسيزيد المنبطحين انبطاحا...سيميز أهل مصر قريبا بين الاسلام ومن يحاول إمتطائه وبين أصحاب الشعارات الاسلامية الجوفاء بل التي تحمل مضامين غربية وأصحاب المشروع الاسلامي الحقيقي.

 

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[40]الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)

 

منذر عبدالله

[موسى المقدسي]

" لو قاد الاخوان الثورة حتى النهاية لسقط النظام كله ولكان الشعب والجيش وكل المسلمين في العالم قد التفوا حولهم ولأدى ذلك الى تحرر حقيقي وقيام دولة اسلامية حقيقية."

 

هل يوجد في ثقافة الاخوان باب إسمه قيام دولة اسلامية حقيقية ؟

 

هل يعلمون ان الدولة الاسلامية نظام حكمها خلافة راشدة على منهاج النبوة ؟

هل يؤمن الاخوان المسلمون في مصر بأن الخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعا ؟ وبالتالي فهم مكلفون كغيرهم من المسلمين ببيعة خليفة للمسلمين وليس للمصريين فحسب ؟ وان هذه البيعة قد تكون بيعة انعقاد اذا تمت على أرض الكنانة من قبل اهل الحل والعقد فيها او قد تكون بيعة طاعة اذا تمت بيعة الانعقاد خارج ديارهم ؟

لو كان لدى الاخوان المسلمين في مصر او خارجها مثل هذه الثقافة لما وقعوا في فخاخ الغرب ورضوا بالديمقراطية وتولي اليهود والنصارى والتحاكم الى القانون الدولي وشرعة الطاغوت الذي أمرهم الله تعالى أن يكفروا به .

 

وهنا نحمد الله أن كشف للمسلمين بطلان منهجهم وفضح نفاق بعضهم وأحرج المخلصين منهم ، وفي ذلك خير للاسلام والمسلمين ليبقى بعد هذا فكر حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله ، فكرا مبدئيا ثابتا صافيا نقيا لا يعرف الوسطية والتدرج و المداهنة والوقوف على أبواب السلاطين

تم تعديل July 2, 2013 بواسطه موسى المقدسي