المكر الامريكي على سوريا الشام - حمد طبيب

[حمد]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

" المكر الأمريكي على سوريا الشام "

 

قد ينظر البعض من السياسيين، إلى الموضوع السوري -الآن- على أنه متعلق بناحية إنسانية أو قانونية، يريد المجتمع الدولي- أو الإرادة الأمريكية وبعض الدول الداعمة لها بشكل منفرد- فرضها وتطبيقها، وذلك كردٍّ على عمليات القتل الجماعي التي حصلت في ضواحي دمشق في الغوطة .

والحقيقة أن أعمال أمريكا ومخططها اليوم في سوريا، ليس له أي علاقة بنواحي إنسانية، أو قانون دولي إلا من الجانب الذي يخدم مصلحتها السياسية، لأنها أصلاً هي المسئولة عن كل الجرائم التي حصلت، وما زالت تحصل في سوريا بما فيها جريمة الكيماوي في الغوطة ..

أما هدف أمريكا من كل هذه الأعمال، والسياسات المحمومة تجاه سوريا فهو إنقاذ النظام السوري من الانهيار المفاجئ، وتسلم الأمور من قبل المخلصين هناك، وخاصة أن النظام قد بدأت تظهر عليه علامات الانهيار الأولي وذلك بعدم قدرته على السيطرة، وتتابع الانهيار الاقتصادي، وتشوه صورته الإقليمية والدولية، لدرجة أنه أصبح وجهاً قبيحاً غير مقبول، ويسيء إلى سياسات أمريكا ..

ولا نقصد بإنقاذ النظام هنا إنقاذ بشار وزبانيته، بل على العكس فإن أمريكا أصبحت تدرك أن بشار قد مات سياسياً، ويجب تغييره بطريقة تحفظ عليها سوريا كدولة عميلة، ولألاّ يسيطر عليها المسلمون من دعاة الدولة الإسلامية ..

لذلك فإن محور المخطط الأمريكي تجاه سوريا الآن يقوم على ترتيب الوضع لما بعد حكم بشار، والتخلي عنه نهائياً ..

ولعل سائل يقول: أن أمريكا لا تملك البديل الآن وسوف يحدث فراغ سياسي في سوريا بعد انهيار بشار وزمرته، والحقيقة أن أمريكا قد رتبت الأمور لهذه المرحلة عن طريق ضباط في الجيش السوري في الداخل وفي الخارج، وعن طريق الائتلاف السوري، وعن طريق بعض السياسيين ممن انشقوا عن النظام، وبمساعدة بعض الدول الإقليمية مثل تركيا ..

وبمعنى آخر فإن أمريكا تُعدُّ لعملية انقلاب عسكري وسياسي على النظام السوري، تبدأ بالضربات العسكرية ثم عملية انقلاب عسكري عن طريق ضباط موالين لأمريكا وبمساعدة الائتلاف السوري والضباط العسكريين والسياسيين في الخارج ..ثم تقوم دول الجوار والجامعة العربية بدعم هذه الحكومة الجديدة، وإذا اقتضى الأمر بالتدخل العسكري عن طريق الأردن وتركيا بقوات عربية ..

فالأمر ليس مرتبطاً بضربة جوية كما يتصور البعض ثم ينتهي الأمر، فهذا إن حصل – ولن يحصل بهذه الطريقة – فهو فشل ذريع للسياسة الأمريكية وللمجتمع الدولي، وتقوية للنظام السوري وتحسين صورته، وبالتالي فإن العالم كله يثور في وجه هذه السياسة الفاشلة ..ويسبب أيضا انزعاجاً لأمريكا أمام شعبها وأمام الكونغرس..لذلك لا بد من إزالة النظام حتى تصبح العملية ناجحة، وتظهر أمريكا بثوب المنتصر..

أما الخطوة التالية لهذا الأمر؛ فهي العمل على تصفية الجماعات الإسلامية المخلصة داخل سوريا، بحجة جمع الكلمة خلف القيادة الجديدة التي حرّرت سوريا من ظلم النظام، ومن يأبى ذلك فإن الحرب سوف تُعلن عليه من قبل النظام الجديد، ومن يؤازره داخليا وخارجيا..

فهناك هدفان ظاهران لهذه المسرحية الأمريكية الإجرامية؛ الأول: إسقاط النظام واستبداله، والثاني – وهو الأخطر- العمل على تصفية الجماعات الإسلامية التي ازداد نفوذها حتى أصبحت هي البارزة والمؤثرة والمستقطبة للشعب السوري، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى هدفها العظيم..

لذلك فان أمريكا وحلفاءها في الداخل السوري وخارجه سيعمدون إلى إثارة الحرب على المخلصين من المجاهدين ممن يرفضون الانضمام تحت لوائهم...، فهل تستطيع أمريكا تمرير هذا المخطط الخبيث في ارض الشام؟!

يجب أولا أن نوقن أن الشام في كنف الله ورعايته، التي هي اقوي من قوة أمريكا ومكرها ، وإلاّ لما استطاعت هذه الثورة أن تستمر وان تصل إلى هذه المراحل العظيمة، فالرسول عليه السلام يقول: ( إن الله تكفل لي بالشام وأهله) فأهل الشام وثورة الشام هم في كفالة الله ورعايته وحفظه، ويقول كذلك: ( إن ملائكة الرحمن باسطة اجتحتها على الشام) أي إن الله عز وجل يرد عنها الكيد ولإجرام والمكر!!..

الأمر الثاني هو ا ن أهل الشام قد أصبح عندهم الوعي على مخططات الكفار وعلى ألاعيبهم وخداعهم، وأصبح عندهم كذلك التأييد الكاسح لفكرة الخلافة ولدعاة الخلافة في ارض الشام، فليس من السهل على أمريكا أو الائتلاف السوري أو الدول الإقليمية خداعهم وحرفهم عن مشروعهم الحضاري..

لهذه الأسباب وغيرها فان مشروع أمريكا وعملها هو في بوار وخسارة بإذنه تعالى، وسيصدق فيه قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ 36 لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) 37 الأنفال، وقوله) وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ 46 فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) ابراهيم47

نسأله تعالى أن يعجل بالنصر للمخلصين من أبناء هذه الأمة الكريمة، وان يخزي المنافقين والعملاء من أذناب الكفار ، وان يرفع راية (لا اله إلا الله محمد رسول الله) فوق رايات أمريكا وحلفائها، وان يجعل قلوبهم حسرة كحسرة هرقل وهو يودع سوريا بعد معركة اليرموك قائلا: ( سلاماً يا سوريا سلاماً لا لقاء بعده أبدا!!..).

 

حمد طبيب- بيت المقدس

2-9-2013

[حمد]

نساله تعالى ان يمكر بامريكا وحلفها

[حمد]

امين يا الله..يا الله...يا الله..يا مفرج الكروب ...يا رب العالمين

[حمد]

امريكا تحشد الراي العام الدولي، والراي الامريكي، والدول العربية لمرحلة ما بعد بشار، وليس من اجل الضربة العسكرية؛ اي انها تريد تسخير العالم في خدمة مشروعها الجديد للشام.....فالمرحلة تحتاج الى اموال طائلة، والى جهود كبير جدا، وهي في نفس الوقت محفوفة بالمخاطر الكبيرة......فنساله تعالى ان يرد مكرها في نحرها......