رائعة من البازي ( ليس بعد الكفر ذنب )

[ابن الصّدّيق]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه.

 

قرأتُ لأخي الحبيب وشيخي الفاضل ( البازي ) هذه السطور الرائعة .. وما أكثر روائعه .. وما أبهى ربطه بين حادثات عهد النبوّة الطاهر بواقعنا الأليم لاستكشاف موضع الداء والسقم واستخلاص الدواء الشافي .. فجعلني أعيش لحظات مفعمة بالإخلاص والحرص على نقاء مستقبل أمتنا المظلومة وأحببت أن تشاركوني قراءتها وبارك الله في كاتبها وفيكم جميعاً أخوة الإيمان:

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

عندما حاول شعراء قريش في الجاهلية ، النيلَ من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهَجَوْهُ بالشعر

 

انبرى شعراء المسلمين في المدينة للمنافحة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فكان حسّان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة ينظمون القصائد في مدحه عليه السلام والحثّ على اتباعه

 

وكان حسان وكعب رضي الله عنهما يقدحون في شخوص المشركين ويذمّونهم بعد أن استأذنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وتعهّد حسان أن يسلّه منهم كما تُسَلّ الشعرة من العجين

 

وأمّا عبد الله بن رواحة فكان يعيب فيهم كفرهم ، وينتقص من أحلامهم لإعراضهم عن الحق ومحاربتهم لدعوة الإسلام

 

فكانوا يرون في هجاء عبد الله رواحة لهم فخراً ، وفي هجاء حسان وكعب مقتاً شديداً

 

ولمّأ أسلموا ، وشرح الله صدورهم للإسلام ، وعلموا بعد جهلٍ ، واهتدوا بعد ضلال

 

صاروا يروْن الإهانة كلّ الإهانة في شعر عبد الله ، وكم كان هجاء حسان وكعب سهلاً إذْ لا يذكّرهم بكفرهم وضلالهم

 

نعم ، الكفر آفة الآفات ، والإثمُ الذي لايعادله إثم ، والذنب الذي لايفوقه ذنب

 

فهو الباعث على ارتكاب المعاصي والموبقات ، والولوغ في كل ماهو محرّم

 

ولعل القولَ : ليس بعد الكفر ذنبٌ ، هو مايعبّر عن عن ماهيّة الإنسان الكافر ، الذي استباح كلّ شيء ، لأنه لاينتظر مردّاً ، ولايرجو حساباً

 

واليوم لانستغرب من أبي لهب إيذاءَه للرسول وهو ابنُ أخيه ، ولانرى عجباً في تعامل والدة مصعب بن عمير مع مدلّلِها مصعب بعد إسلامه ، ولايدهشُنا قتلُ أبي جهل لسمية وزوجها رضي الله عنهما ، وغيره وغيره

 

لأننا سرعان مانعود لصوابنا بعد ذهولنا أمام أفعالهم لنقول : ليسَ بعدَ الكفْرِ ذنب

 

اليوم ، وبعد عامين ونصف العام من انطلاقة الثورة في سوريا ضد بشار أسد ونظامه المجرم

 

يستعر القتل ، وتعظمُ الجرائم ، وتُسْتَباحُ الحرمات ، وتُرَملُ النساء ، ويُيَتّمُّ الأطفالُ

 

تُغْتَصَبُ الحرائر ، ويُقْصَفُ المدنيّون بالبراميل المتفجّرة ، وتُلْقى القنابل العنقودية على النازحين الهاربين من بطش المجرمين

 

تُمْنَع الأدويةُ عن المشافي ، ويموت المرضى لنقص الدواء ، يعود الناس لمئة سنة مضت ، ويعيشون في ظلام دامس لانقطاع الكهرباء بفعل الفاعل الوحيد وهو النظام وأعوانه

 

يٌقْتَلُ الناسُ بصواريخ سكود التي قطعوا عن أولادهم لقمة الخبز ليشتروها ويحرّروا أرضهم بها ، فادّخرها النظام ليقتلهم بها

 

يختنق الأطفال ، والنساء والشيوخ من النائمين في الغوطة بالغازات السّامة ، التي أطلقتها أيادي المجرمين وأحقادهم

 

يقترِف النظام البعثي المجرم ، ورأسه النّتِنُ بشار بن أبيه ، ولاعجب

 

نعم لاعحب ، لأننا سنعود لنقول ماقلناه عن أبي جهل وأبي لهب ووالدة مصعب وكل الكافرين شركاء بشار وأبيه

 

ليسَ بعد الكفر ذنب

 

فبشّار وأبوه من قبله ، قد أعلنوا كفرهم الذي لم يكن سرّأً ، وأرادوا بلاد الشام قلعة من قلاع العلمانية البعثية القومية الكافرة

 

ومعهم كل من استحل دماء المسلمين التي حرّمها الله تعالى ، وجعلَ نقضَ الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقتها لمسلم

 

نعم ، ليسَ بعد كفر بشار ونظامه ذنب ، لأن كفرهم هو الباعث على كلّ جرائمهم وموبقاتهم

 

غير أنّ ذنبَ من ينادون بالعلمانية على أنقاض البعث ، ويريدون بناءها بدم شهداء الشام ، لعمري هو أكبر ، ويجعلهم أشد كفراً ونفاقاً من بشار وأبيه ، ونظامهما المجرم الكافر ، لأن الحقيقة التي لاتحجبها الأباطيل هي أنّه

 

لايحرر أرضنا ، ولايبني نهضتنا ، ولايثأر لشهدائنا ، ولا يرضي ربَّنا ، إلا استئناف الحياة الإسلامية وإقامة حكم الإسلام

 

فالعمل العمل ، والحذر الحذر ، ومع حزب التحرير نقيم خلافتنا ونبني نهضة أمتنا ، ونكنس دنس العلمانيين من بلادنا

 

 

البازي

 

 

 

.

[البازي]

بارك الله بأستاذي وأخي أبي عمّار

حيّاه الله ، وبارك به ونفع الله به الأمة

جزاكم الله خيراً