منذر عبدالله Posted September 15, 2013 Report Share Posted September 15, 2013 (edited) حين تُصبح الحياةُ بالنسبة للانسان, كالسفينة في وسَط البحر الهائج في ظلمات الليل, تَتلاطمها الأمواجُ الشديدة, والأعاصير العاتية, تُبحر وتُبحر دون أن تَرى في الأفق أثراً للحياة, أو سبيلاً للنجاة. يكون الانسان في هذه الحالة في أشد حالات الشعور بالعجز والضعف والاحتياج إلى القوة المُخَلّصَة التي تستطيع أن تعوض عن عجزه وضعفه. {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } في ظلّ هكذا ظروف قاسية, ودروب مظلمة, وتحديات جمة, تَجدُ المُسلمَ صاحب الفكرة المستنيرة عن الوجود وأصله وغايته ومصيره, لا يحتار في أمره ولا ينتابه يأس, ولا تجرفه السيول, ولا تعصف به الرياح...الله أكبر...! تَجده إذا عَزَم على أمرٍ تذَكّر قوله تعالى (ومَن يَتَوكّل على الله فَهُو حَسبُه) وإذا إشتدت الأعاصير, وثارت البراكين, وأرتفعت الأمواج وكثرت الجروح, يقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) فيكون من الذين (عليهم صلوات من ربهم ورحمة) وحين تتحول الأعاصير العاتية فجأة إلى نسائم جميلةٍ وعليلةٍ, فيشعر المسلم بمعية الله ورعايته له, وتكرمه عليه يقول (الحمد لله) فيتحقق فيه قوله (ولإن شَكرتم لأزيدّنكم) إنّ العقيدة الاسلامية وحدها التي تُجيب الانسانَ بشكل قطعي صحيح عن أسئلته الوجودية. تعطيه الأجوبة المقنعة المطابقة للواقع والمستندة الى الأدلة, والتي تُعبّر عن الوجود والفطرة الانسانية أصدق تعبير. ما يجعل الانسان يجزم بصحتها, ويعتقد بصدقها مع شعور فطري متأصل فيه أنه مخلوق لخالق. فيلتقي الفكر الصادق مع الشعور الفطري في أروع وأجمل إنسجام, حول أعظم حقيقة تتعلق بوجود الانسان وأصله ومصيره والغاية من وجوده في هذه الحياة. فينطلق الانسانُ في الحياة بخيرها وشرها مطمئن النفس, ثابتَ الخُطى, قوي الإرادة, حتى لو كان في بيئة وأجواء غريبة ومعادية وقاسية جداً كما هو الحال الآن, تَجدهُ يُحَوّلُ السَلبيةَ إلى إيجابية وتحدِ, فيتذكر دور الأنبياء الكرام عليهم السلام الذين واجهوا دائما هكذا ظروف وتحديات, فينهض لإصلاح الكون بعد أن أطبقت عليه ظلمات الكفر, وفسدت فيه القيم, وجارت فيه النُظم. يَسيرُ وَهُو يُرَدّدُ قول الله (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء, الذين يُصْلِحونَ ما أفسد الناس) تجده يستبشر بالنصر حين ييأس الناس. عيناه تتطلعان بشكل دائم نحو خلافة موعودة, أو جنة ممدودة, يسير ولا يخشى في الله لومة لائم, وهو يردد(لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته) اللهم إجعلنا من هؤلاء وزيادة. منذر عبدالله Edited September 15, 2013 by منذر عبدالله احدى الحسنيين, عبد الله العقابي, طارق and 1 other 4 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.