اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الأعضاء المتميزين

Popular Content

Showing content with the highest reputation since 19 ديس, 2017 in مشاركات

  1. http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo/52656.html بيان صحفي استئناف النشاط في منتدى العقاب الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد، وبعد، فقد كان منتدى العقاب، ولأكثر من عقد ونصف من الزمان، منارة فكرية تضج بالنقاشات الحية التي تتناول واقع الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، وتستشرف آفاق المستقبل وتخطط له، وتشحذ الهمم للعمل الدؤوب لاستئناف الحياة الإسلامية، وتجلي الأفكار الإسلامية، وتهدم وتجادل الأفكار العلمانية وما شابهها، وها نحن في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير نزف للأمة الإسلامية بشرى استئناف نشاطات المنتدى، ليكمل رحلته جنبا إلى جنب مع شقيقه منتدى الناقد الإعلامي، وإلى جانب صفحات المكتب الإعلامي لحزب التحرير ومواقع الحزب الأخرى، وصفحات الحزب على مواقع التواصل الإلكتروني، خصوصا في ظل الهجمة الشرسة على تلك المواقع والصفحات والتي كانت هدفا لحملات عالمية لإغلاقها والتعتيم عليها. ولقد رأينا أن التواصل والنقاشات على صفحات مواقع التواصل الإلكتروني كالفيسبوك والتويتر تضمحل في دقائق، وتختفي فيها الأفكار في طيات عجلة تلك المواقع التي تتجدد كل لحظة، فلا تصل تلك الخواطر وثمرات العقول إلا إلى قلة قليلة من المتابعين، فتضيع بضياعها جهود عظيمة، ونتاج عقول مفكرة مبدعة، بينما وجدنا صفحات المنتدى تحتفظ لعقود طويلة بتلك الثمرات، وتصل للقارئ والمتابع في حلة رائعة من التنسيق والتهذيب يليق بثمرات العقول. كما وجدنا أن الأفكار تحتاج لسبر أغوار، لا يمكن بلوغها في عجلة سرعة مواقع التواصل الإلكتروني، فكان المنتدى أحق بها وأهلها، والأمة الجادة التي تتحسس طريقها لتستعيد مكانها سيدة الأمم وخير أمة أخرجت للناس تحتاج للتعمق والتدبر والتخطيط والتشاور والتحاور، فلعل الله تعالى يجعل منتدياتنا ومواقعنا ردفا لنشاطات علمائنا وشبابنا، وأبناء أمتنا في قيامهم بفرض استئناف الحياة الإسلامية عبر إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، تلك الدولة التي يمكن الله فيها للمسلمين دينهم الذي ارتضى لهم. إن باب التسجيل في المنتدى مفتوح، ولعل الله تعالى يجعل في مشاركاتكم في المنتدى الخير كله، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يعيننا، ويوفقنا لما يحب ويرضى. والحمد لله رب العالمين. رابط المنتدى: https://www.alokab.com الدكتور عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
    8 points
  2. أصول الفقه الميسرة الجزء الأول: الحاكم: من له السيادة الشرع أم العقل بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة لقَد كَانَ مَبحَثُ أصُولِ الفِقْهِ مَحَلَ عِنَايَةٍ فَائِقَةٍ عِندَ فُقَهَاءِ المُسلِمِينَ وَعُلَمَائِهِمُ المُتقَدِّمِينَ مِنهُمْ والمُتأخِّرِينَ؛ لِمَا لَهُ مِنْ عَظِيمِ الأثَرِ فِي ضَبطِ الاجتِهَادِ واستِنبَاطِ الأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ, لِمُعَالَجَةِ قَضَايَا المُسلِمِينَ وَالمُستَجَدَّاتِ, وَمِنَ الطَّبِيعِيِّ أن يكُونَ هَذَا المَبحَثُ مَحَلَّ اهتِمَامٍ كَبِيرٍ فِي أَيامِنَا هَذِهِ مِنْ قِبَلِ فَرِيقَينِ: الفريق الأول: هُوَ ذَلِكَ الفَرِيقُ الذِي كَرَّسَ عِلمَهُ وَجُهدَهُ لِخِدْمَةِ أعَدَاءِ المُسلِمِينَ الذِينَ يَعمَلُونَ لِتَروِيجِ أفكَارِ الغَربِ وَمَفَاهِيمِهِ وَتَسوِيقِهَا فِي بِلادِ المُسلِمِينَ, تَحْتَ غِطَاءٍ مِنَ القَوَاعِدِ الفِقْهِيَّةِ التِي يَكثُرُ ذِكرُهَا عِندَ تَبرِيرِ عَدَمِ تَطبِيقِ الإِسلامِ, وَتَبرِيرِ عَدَمِ الالتِزَامِ بِمَا هُوَ مَقطُوعٌ بِهِ فِي الشَّرِيعَةِ مِنْ وَاجِبَاتٍ وَمُحَرَّمَاتٍ, وَتَبرِيرِ السَّيرِ مَعَ الغَربِ المُعَادِي للإِسلامِ, وَأَخَذُوا يُرَدِّدُونَ عَلَى مَسَامِعِ النَّاسِ قَوَاعِدَ دَسُّوهَا فِي أصُولِ الفِقْهِ لِلتأثِيرِ فِي الرَّأيِ العَامِّ. وَمِنْ هَذِهِ القَوَاعِدِ: المَصَالِحُ المُرسَلَةُ, وَالتَّدَرُّجُ فِي تَطبِيقِ الإِسلامِ وَمَا لا يُؤخَذُ كُلُّهُ لا يُترَكُ جُلُّهُ, وَالضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المحظُورَاتِ, وَلا يُنكَرُ تَغَيُّرُ الأَحكَامِ بِتَغَيُّرِ الأَزمَانِ, وكَذَلِكَ الرُّخَصُ المأخُوذَةُ مِنَ الفَهمِ المَغلُوطِ لِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ, كَأَخَفِّ الضَّرَرَينِ وَأهوَنِ الشَّرينِ. كُلُّ ذَلِكَ لِلحَيلُولَةِ دُونَ وُصُولِ الإِسلامِ إِلَى الحُكْمِ وَحدَهُ دُونَ سِوَاهُ, وَلِتَبرِيرِ التَّنازُلاتِ لِلتَّعَايُشِ مَعَ الكُفرِ, حَتَّى أَصبَحَ مَبحَثُ أُصُولِ الفِقْهِ مِنَ المَبَاحِثِ التِي تُطَوِّعُ النَّاسَ لِلغَرْبِ الكَافِرِ وَتَجعَلُ الحَركَاتِ الإِسلامِيَّةَ مَطِيَّةً لِتَحقِيقِ أَهدَافِ الكُفَّارِ, إِلَى أَنْ أَصبَحَ فِي المُسلِمِينَ مَنْ يَدعُو إِلَى الدِّيمُقرَاطِيَّةِ, وَالدَّولَةِ المَدَنِيَّةِ, وَيُفتِي بِإِبَاحَةِ الرِّبا وَالمُشَارَكَةِ فِي حُكُومَاتٍ لا تَحكُمُ بِالإِسلامِ بَلْ تُعَادِيهِ, وَيُوجِبُونَ عَلَى المُسلِمِينَ أَنْ يَكُونُوا أَعضَاءَ فِي الكِنِيسِتِ الإِسرَائِيليِّ, وَأنْ يَكُونُوا أعضَاءَ فِي مَجَالِسِ تَشرِيعِيَّةٍ فِي بِلادِ المُسلِمِينَ أو فِي بِلادٍ غَربِيَّةٍ مُعَادِيَةٍ للإِسلامِ, كُلُّ ذَلِكَ بِحُجَّةِ المَصلَحَةِ. وَكَانَ هَذَا الفَرِيقُ بِحَقٍّ عَقَبَةً كَأدَاءَ فِي وَجْهِ دَعوَةِ الإِسلامِ, وَسَهْمًا مَسْمُومًا فِي صَدْرِ الإِسلامِ, وَاستُخدِمَتْ فَتَاوَاهُمْ أَدَاةً فِي قَتلِ المُسلِمِينَ تَحْتَ مُسَمَّيَاتِ التَّطَرُّفِ وَالإِرهَابِ! الفريق الثاني: أمَّا الفَرِيقُ الثَّانِي فَهُوَ ذَلِكَ الفَرِيقُ مِنَ المُخلِصِينَ الذِينَ نَذَرُوا حَيَاتَهُمْ لِخِدْمَةِ الإِسلامِ وَدَعوَتِهِ, وَعَودَتِهِ فِي دَولَتِهِ, فَأَخَذُوا عَلَى عَاتِقِهِمْ تَنقِيَةَ هَذَا العِلْمِ الجَلِيلِ مِنْ كُلِّ دَخِيلٍ عَلَيهِ.
    5 points
  3. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الحزب السياسي - كحملة الدعوة في زمن الاستضعاف مثلا - يدعو الناس الى الفكرة بطريقة بليغة مؤثرة لافتة، ثم يترك اللهُ لهم الخيار، فان استجابوا فانه يعمل بهم ومعهم لتطبيقها عمليا في الدنيا وصولا الى الجنة في الآخرة. وان لم يستجيبوا فأمرهم الى الله، ان شاء عذب وان شاء غفر. وليس مطلوبا من الحزب السياسي أن يحمل السيوف على رقاب الناس ليقبلوا ما يدعوهم اليه بل يبقى الحزب ثابتا على فكرته عاملا بطريقته واثقا بربه حتى يلقى الله تعالى استجابة الناس هي من شأن الله تعالى الذي خير الناس وبين لهم طريق الهداية طريق الضلال وترك لهم اتخاذ القرار. لذلك لم تكن استجابتهم مسؤولية الحزب السياسي على الاطلاق هذه الصورة تكررت مع الأنبياء جميعا عليهم السلام ابراهيم عليه السلام على سبيل المثال، لم يستجب له أهل العراق، ولوطا عليه السلام لم يستجب له قومه، وعيسى عليه السلام كذلك، وقوم هود وقوم صالح فأهلك الله اقواما وأمهل آخرين وآخرون استجابوا لنبيهم كسادتنا وأحبابنا الأنصار رضي الله عنهم وعن المهاجرين لكن الحقيقة أن أحدا من الأنبياء لم يحمل على قومه بالسيف ليحتضنوا فكرته فنحن اليوم نبذل المهج ونخلص النصيحة ونحمل الفكرة لأهلنا وأناسنا وأمتنا سائلين الله أن يهدي قلوبهم فيستجيبوا ويلتزموا اقامة حكم الله في الأرض، فان استجابوا فهم أهل التقوى وأحق بها وأهلها، وان لم يستجيبوا أو تلكأوا فما على الرسول الا البلاغ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلاۤ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذٰلِكَ فَعَلَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى ٱلرُّسُلِ إِلاَّ ٱلْبَلاغُ ٱلْمُبِينُ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَولَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ
    5 points
  4. التعريف بأصول الفقه أولاً: تعريف الفقه: الفِقْهُ: هُوَ عِلْمٌ بِالمَسَائِلِ الشَّرعِيَّةِ العَمَلِيَّةِ المُستَنبَطَةِ مِنَ الأَدِلَّةِ التَّفصِيلِيَّةِ. وَمِنْ هَذَا التَّعرِيفِ يَتَبَيَّنُ لَنَا أَنَّ الفِقْهَ مَوضُوعُهُ الأَحكَامُ الشَّرعِيَّةُ العَمَلِيَّةُ الفُرُوعِيَّةُ, وَأَنَّ أدِلَّةَ هَذِهِ الأَحكَامِ هِيَ الأَدِلَّةُ التَّفصِيلِيَّةُ, وَلَيسَتِ الأَدِلَّةَ الإِجمَالِيَّةَ, فَلا يُقَالُ: إِنَّ دَلِيلَ حُكْمَ المَسأَلَةِ الفُرُعِيَّةِ هُوَ القُرآنُ أوِ السُّنةُ أو أيُّ دَلِيلٍ إِجمَالِيٍّ, بَلِ الدَّلِيلُ عَلَى المَسأَلَةِ الآيَةُ مِنَ القُرآنِ, أوِ الحَدِيثُ الذِي استُنبِطَ مِنهُ الحُكْمُ, وَهَكَذَا. وَلِذَلِكَ لا يَكُونُ مَجَالُ الأَدِلَّةِ الإِجْمَالِيَّةِ وَالقَواعِدِ الفِقهِيَّةِ هُوَ الاستِدلالُ بِهَا عَلَى الأَحكَامِ الفُرُوعِيَّةِ, فَالقَاعِدَةُ الفِقهِيَّةُ لَيسَتْ دَلِيلاً عَلَى المَسأَلَةِ الفَرعِيَّةِ, بَلِ النَّصُّ المُتَمَثِّلُ فِي الآيَةِ أَوِ الحَدِيثِ أوْ وَاقِعَةِ الإِجْمَاعِ هِيَ الأَدِلَّةُ. فَالقَوَاعِدُ الفِقهِيَّةُ وَالأَدِلَّةُ الإِجْمَالِيَّةُ هِيَ ضَوَابِطُ لِلاجتِهَادِ وَفَهْمِ النُّصُوصِ, وَمَجَالُهَا أُصُولُ الفِقْهِ كَمَا سَيَظهَرُ بِوُضُوحٍ فِي تَعرِيفِ الأُصُولِ. وكَذَلِكَ يَتَبَيَّنُ لَنَا مِنْ تَعرِيفِ الفِقْهِ أَنَّ الأَحكَامَ العَقَائِدِيَّةَ لَيسَتْ فِي بَابِ الفِقْهِ؛ لأَنَّ العَقَائِدَ مَحَلُّهَا التَّصدِيقُ, وَلَيسَ العَمَلُ. ثانياً: تعريف الأصول: أَمَّا الأَصلُ, فَهُو الأَسَاسُ الذِي يُبتَنَى عَلَيهِ. وَعَلَيهِ يَكُونُ تَعرِيفُ أُصُولُ الفِقْةِ هُوَ: القَوَاعِدُ التِي يُبنَى عَلَيهَا استِنبَاطُ الأَحْكَامِ الشَّرعِيَّةِ مِنَ الأَدِلَّةِ التَّفصِيلِيَّةِ. وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ لا بُدَّ أنْ يَكُونَ الأَسَاسُ الذِي يُبنَى عَلَيهِ الفِقْهُ أَمرًا مَقطُوعًا بِهِ, وَلا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ ظَنيًا. وَعَلَيهِ فَأُصُولُ الفِقْهِ كَالعَقَائِدِ لا بُدَّ مِنَ القَطْعِ فِيهَا, وَكُلُّ أصْلٍ لا يَثبُتُ بِالدَّلِيلِ القَطعِيِّ لا يُعتَبَرُ مِنَ الأُصُولِ, مِثلُ: "المَصَالِحُ المُرْسَلَةُ" وَ "شَرْعُ مَنْ قَبلَنَا" وَ "الاستِحْسَانُ" وَ "مَذهَبُ الصَّحَابِيِّ" وَغَيرُهَا, فَكُلُّهَا لَيسَتْ أَدِلَّةً عِندَنَا, وَمَنِ اعتَبَرَهَا مِنَ الأَدِلَّةِ يَكُنْ رَأيُهُ رَأْيـًا شَرْعيًا, وَإِنْ كُنَّا نَرَاهُ مَرجُوحًا لِوُجُودِ شُبْهَةِ دَلِيلٍ عَلَى هَذِهِ المَسَائِلِ. وَهُنَاكَ قَوَاعِدُ كَثِيرَةٌ اعتُبِرَتْ أَدِلَّةً, وَهِيَ عَقلِيَّةٌ لا يُوجَدُ عَلَيهَا شُبهَةُ دَلِيلٍ, وَهِيَ مَردُودَةٌ, وَلا تُعتَبَرُ مِنَ الأَدِلَّةِ, وَالآرَاءُ المُستَنبَطَةُ عَلَى أَسَاسِهَا لَيسَتْ آرَاءَ شَرْعِيَّةً. هَذِهِ القَوَاعِدُ مِثلُ: "الضَّرُورَاتُ تُبِيحُ المَحظُورَاتِ" وَ "لا يُنكَرُ تَغَيُّرُ الأَحكَامِ بِتَغَيُّرِ الأَزمَانِ" وَ "مَا لا يُؤخَذُ كُلُّهُ لا يُترَكُ جُلُّهُ" وَغَيرُهَا. وَسَنَتَعَرَّضُ لِهَذِهِ القَوَاعِدِ فِي مَوضِعِهَا بِشَيءٍ مِنَ التَّفصِيلِ وَبِالبَيَانِ المُفِيدِ لِحَامِلِ الدَّعوَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. مِمَّا سَبَقَ نَستَطِيعُ القَولَ: إِنَّ أُصُولَ الفِقْهِ: هِيَ جُملَةُ الأَدِلَّةِ وَالقَوَاعِدِ القَطعِيَّةِ التِي يُبنَى عَلَيهَا استِنْبَاطُ الأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ مِنَ الأَدِلَّةِ التَّفصِيلِيَّةِ.
    5 points
  5. أهمية دراسة علم أصول الفقه وَهُنَا يَبرُزُ سُؤَالٌ هُوَ: لِمَاذَا نَدرُسُ عِلْمَ أُصُولِ الفِقْهِ؟ أو مَا أهمِيَّةُ دِرَاسَةِ عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ؟ للإِجَابَةِ نَقُولُ: إِنَّ أهمِيَّةَ هَذَا العِلْمِ تَكمُنُ فِي الأُمُورِ الآتِيَةِ: أولاً: عَلَى صَعِيدِ الاجتِهَادِ وَالفِقْهِ, فَلا يَكُونُ الفَقِيهُ فَقِيهًا, وَلَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ استِنبَاطِ حُكْمٍ شَرعِيٍّ بِغَيرِ الوَعيِ التَّامِّ عَلَى هَذَا العِلْمِ الجَلِيلِ, فَبِهِ تُفهَمُ النُّصُوصُ, وَيُضبَطُ الاجتِهَادُ. ثانيًا: عَلَى صَعِيدِ الحَركَاتِ الإِسلامِيَّةِ العَامِلَةِ لإِنهَاضِ الأُمَّةِ بِالإِسلامِ وَالذِي يَفرِضُ عَلَيهَا أَنْ تُحَدِّدَ أُصُولَ الفِقهِ المُعتَمَدَةِ فِي فَهمِهَا لِلنُّصُوصِ وَاستِنبَاطِهَا لِلأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ المُتَبنَّاةِ لَدَيهَا, وَالتِي تُحَدِّدُ لَهَا الهَدَفَ تَحدِيدًا دَقِيقًا وَالمُتَمَثِّلَ فِي استِئنَافِ الحَيَاةِ الإِسلامِيَّةِ بِإِقَامَةِ دَولَةِ الخِلافَةِ, وَتُحَدِّدُ لَهَا أَيضًا جَمِيعَ السِّيَاسَاتِ التِي سَتُطَّبقُ فِيهَا دَاخِليًا وَفِي العَلاقَاتِ الخَارِجِيَّةِ, وَتُحَدِّدُ طَرِيقَ السَّيرِ المُوصِلَةَ لِهَذَا الهَدَفِ العَظِيمِ. كُلُّ ذَلِكَ بِاجتِهَادٍ صَحِيحٍ مِنَ الشَّرعِ, بِحَيثُ لا تَخرُجُ أيَّةُ جُزئِيَّةٍ, وَلا أَيُّ عَمَلٍ عَنِ الإِسلامِ. هَذَا وَإِنَّ أَيَّ حِزبٍ أو جَمَاعَةٍ لا أُصُولَ عِندَهَا تُحَدِّدُ لَهَا مَعَالِمَ الطَّرِيقِ, وَمَشرُوعَهَا النَّهضَوِيَّ لَهِيَ ضَائِعَةٌ تَسِيرُ عَلَى غَيرِ هُدىً, وَدُونَ ضَوَابِطَ شَرعِيَّة. ثالثًا: عَلَى صَعِيدِ حَاجَةِ حَامِلِ الدَّعوَةِ إِلَى أُمُورٍ أَربَعَةٍ لازِمَةٍ لَهُ لُزُومَ الرُّوحِ لِلحَيَاِة مِنهَا: اللوازم الأربعة لحامل الدعوة الأول: حَاجَةُ حَامِلِ الدَّعوَةِ إِلَى بِنَاءِ العَقلِيَّةِ الإِسلامِيَّةِ القَادِرَةِ عَلَى مُحَاكَمَةِ الأَفكَارِ وَالأَعمَالِ, وَكُلِّ مَا يَعتَرِضُهُ أثنَاءَ سَيرِهِ فِي حَيَاتِهِ الخَاصَّةِ وَالدَّعَوِيَّةِ. الثاني: حَاجَتُهُ إِلَى الرَّدِّ عَلَى الدَّعْوَاتِ الفَاسِدَةِ وَتَفنِيدِها, وَبَيَانِ بُطلانِهَا, وَآثارِهَا السَّيئَةِ عَلَى مُجتَمَعِهِ. الثالث: حَاجَةُ حَامِلِ الدَّعوَةِ إِلَى أَنْ يُحَصِّنَ نَفسَهُ مِنَ الزَّلَلِ وَالانحِرَافِ, وَأَنْ لا يَقَعَ فِي فَخِّ التَّضلِيلِ, فَقَوَاعِدُهُ تُمَكِّنُهُ مِنْ مَعرِفَةِ الغَثِّ مِنَ السَّمِينِ, وَالحَقِّ مِنَ البَاطِلِ فِي مُجتَمَعٍ مَلِيءٍ بِالأفكَارِ الفَاسِدَةِ الآتِيَةِ عَنْ طَرِيقِ الغَزْوِ الفِكرِيِّ. الرابع: حَاجَةُ حَامِلِ الدَّعوَةِ لِلوُقُوفِ عَلَى أحكَامِ المُستَجِدَّاتِ بِعَرضِهَا عَلَى الشَّرعِ, وَعَرضِ أَعمَالِ الحُكَّامِ وَالسَّاسَةِ عَلَى قَوَاعِدَ وَمَقَايِيسَ شَرعِيَّةٍ حَتَّى يَتأَتى لَهُ خَوضُ الصِّرَاعِ الفِكْرِيِّ وَالكِفَاحِ السِّيَاسِيِّ عَلَى بَصِيرَةٍ, امتِثَالاً لِقَولِهِ تَعَالَى: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي). رابعًا: عَلَى صَعِيدِ الدَّولَةِ التِي يُرَادُ إِقَامَتُهَا, وَالتِي أَنَاطَ الشَّرعُ بِهَا تَطبِيقَ الإِسلامِ فِي الدَّاخِلِ, وَحَمْلَ رِسَالَتِهِ إِلَى العَالَمِ فِي الخَارِجِ عَنْ طَرِيقِ الدَّعوَةِ وَالجِهَادِ, حَيثُ لا يَتَسَنَّى لَهَا ذَلِكَ إِلاَّ بِاجتِهَادٍ صَحِيحٍ وَفْقَ أُصُولٍ قَطْعِيَّةٍ يَجْرِي استِنبَاطُ الأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ عَلَى أَسَاسِهَا, لِكُلِّ أعمَالِهَا, وَمَا يَستَجِدُّ أثنَاءَ التَّطبِيقِ, حَيثُ لا يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَأخُذَ مِنْ غَيرِ الإِسلامِ. خامسًا: عَلَى صَعِيدِ القِيَادَةِ فِي الأُمَّةِ التِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قِيَادَةً فِكرِيَّةً مَبدَئِيَّةً, فَلا يَجُوزُ أنْ تَبقَى القِيَادَةُ فِي الأُمَّةِ قِيَادَةً شَخصِيَّةً, وَلا مَرجِعِيَّاتٍ, وَلا مَشَايِخَ وَمُرِيدِينَ. فَهَذَا أبُو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ فِي أَوَّلِ خُطبَةٍ لَهُ بَعدَ تَوَلِّيهِ الخِلافَةَ: "أمَّا بَعدُ، أَيُّها النَّاسُ فَإِني قَد وُلِّيتُ عَلَيكُمْ وَلَسْتُ بِخَيرِكُمْ فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي, وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني. أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه فإِذا عَصَيْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلا طَاعةَ لِي عَلَيكُمْ". وَدَولَةُ الإِسلامِ دَولَةُ مَبدَأ, وَرِجَالُهَا مِنَ البَشَرِ, وَالانقِيَادُ فِيهَا للهِ وَحْدَهُ. وَلَمَّا كَانَ الفِقْهُ هُوَ العِلْمُ بِالأَحكَامِ الشَّرعِيَّةِ العَمَلِيَّةَ المُستَنبَطَةَ مِنْ أَدِلَّتِهَا التَّفصِيلِيَّةِ عَزَمْتُ عَلَى أَنْ أكتُبَ فِي عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ, فَكَتَبْتُ كِتَابِي هَذَا الذِي سَمَّيتُهُ: "أصُولُ الفِقْهِ المُيَسَّرَةُ" وَأرَدْتُ أَنْ أَجعَلَهُ مَبَاحِثَ صَغِيرَةً مُتَعَلِّقَةً بِالنَّوَاحِي العَمَلِيَّةِ التِي تَلزَمُ حَامِلَ الدَّعوَةِ, وَأَنْ أكتُبَهُ بِلُغَةٍ عَصرِيَّةٍ سَهْلَةٍ مُيَسَّرَةٍ, وَبَعِيدَةٍ كُلَّ البُعدِ عَنْ أُسلُوبِ الأَكَادِيمِيِّينَ الذِي يُعنَى وَيَهتَمُّ بِالنَّاحِيَةِ التَّنظِيرِيَّةِ, وَيَنأى عَنِ النَّاحِيَةِ العَمَلِيَّةِ, مَعَ عِلْمِي بِأَنَّنِي لَنْ آتِيَ بِشَيءٍ جَدِيدٍ فِي مَضمُونِ أُصُولِ الفِقْهِ, وَكَمَا ذَكَرْتُ سَتَكُونُ كِتَابَتِي سِلْسِلَةً مِنَ البُحُوثِ المُختَصَرَةِ فِي مَوَاضِيعَ مُخْتَارَةٍ مِنْ أُصُولِ الفِقهِ, حَيثُ أقُومُ بِعَرْضِ كُلِّ بَحْثٍ, وَكُلِّ مَوضُوعٍ بِشَكلٍ مُيَسَّرٍ فِي صِيَاغَتِهِ, وَلَهُ مَسَاسٌ بِالدَّعْوَةِ, وَالقَضَايَا المُعَاصِرَةِ المُثَارَةِ فِي السَّاحَةِ الإِسلامِيَّةِ؛ كَي يَتَشَجَّعَ حَمَلَةُ الدَّعوَةِ عَلَى دِرَاسَتِهَا, وَيَتَسَنَّى لِلرَّاغِبِينَ فِي الاطِّلاعِ عَلَى أُصُولِ الفِقْهِ مِنْ قِرَاءَتِهَا وَاستِيعَابِ مُصطَلَحَاتِهَا بِيُسْرٍ وَسُهُولَةٍ. وَأَسأَلُ اللهَ العَلِيَّ القَدِيرَ أَنْ يَجعَلَ هَذَا العَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ, وَأَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنَّا, وَأنْ يَنفَعَ حَمَلَةَ الدَّعوَةِ بِمَا فِيهِ, وَأنْ يُوَفِّقَنَا بِأَنْ نَجمَعَ فِيهِ جَمِيعَ المَسَائِلِ ذَاتِ الصِّلَةِ بِالمَوضُوعِ, إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ, وَمَا تَوفِيقِي وَثِقَتِي واعتِصَامِي واعتِزَازِي إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ, عَلَيهِ تَوَكَّلتُ, وَإِلَيهِ أنِيبُ. سعيد رضوان أبو عواد 23/11/2013م
    5 points
  6. من هم أهل الحل والعقد في المجتمعات اليوم؟ والذين منهم تطلب النصرة؟ باستعراض الأدلة التي وردت في طلب النصرة نجد أن في حادثة طلب النصرة من بني شيبان مثلا، تجلت فئات من أهل الحل والعقد في مجتمعهم إذ ذاك، وهم: "غُرَرٌ فِي قَوْمِهِمْ وَفِيهِمْ مَفْرُوقُ بْنُ عَمْرٍو وَهَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ، وَمُثَنّى بْنُ حَارِثَةَ وَالنّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ" " فَقَالَ مفروق وَهَذَا هَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ شَيْخُنَا، وَصَاحِبُ دِينِنَا،" " فَقَالَ هانئ وَهَذَا الْمُثَنّى بْنُ حَارِثَةَ شَيْخُنَا وَصَاحِبُ حَرْبِنَا" وهكذا نجد أن شوكتهم في قبيلتهم تعود لأنهم شيوخ القبيلة، وأصحاب رأي وقوامة على الدين في قومهم، أو أنهم أصحاب قوة وحرب!. لذلك لما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه حين دخل الإسلام وذهب إلى قومه وكان سيدًا عليهم قال لهم: إن كلام رجالكم ونسائكم وأطفالكم عليّ حرام، حتى تشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أسلم قومه واتبعوه! لذلك رأيناه ﷺ يحرص على البقاء وسطهم (أي أهل الحل والعقد)، حيث إنه بعد الفتح، لم يذهب إلى مكة، رغم أن العرب تنقاد قلبياً لقريش، بل رأيناه ﷺ يقول للأنصار: «ألا ترضون أن يرجع الناس بالشاة والبعير، وترجعون أنتم برسول الله» رواه مسلم، وطبيعي أن أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار يحيون في المدينة، أي إنه ﷺ بوصفه نبياً أولاً، وقائداً سياسياً ثانياً، آثر البقاء في وسط أهل الحل والعقد، والذين يشكلون معظم الوسط السياسي أيضا (مع اختلاف طبيعة الوسط السياسي قليلا عن طبيعة أهل الحل والعقد)، الذي أنشأه بنفسه، ورعاه وربّاه بيديه، وسهر على صفائه ونقائه، ولم يتخذ وسطاً سياسياً جديداً، ولم يدخل قادة قبائل جديدة في أهل الحل والعقد، بل إنه بقوله ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح» حمى هذا الوسط السياسي من كل دخيل،"[1] وحافظ على نقاء أهل الحل والعقد ممن فهم الإسلام ونصره، ولهم الكلمة في مركز الحل والعقد في العاصمة، ورأينا كيف أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه جعل بعض أهل الكوفة التي انتقل إليها أيضا من أهل الحل والعقد والوسط السياسي وأهل الشورى حيث الحل والعقد، وصناعة القرارات. ولا شك أن كل مجتمع يحوي أمثال هؤلاء، وقد تختلف تركيبة بعض المجتمعات عن بعضها: فبعضها ما زالت فيه شوكة للقبائل وفيها شيوخها والمثقفون والمفكرون والعلماء من أبنائها، ولا يعنينا في العملية التغييرية إحياء القبلية، وإنما أن تنقاد تلك الجموع الضخمة من المجتمعات للفكرة الإسلامية بانقياد أصحاب الحل والعقد والرأي فيها لها، فينقادون بانقيادها، وأن نستغل ثقل تلك الكتل المجتمعية في الدولة وقدرتها على أن تحول مكمن السلطة إليها ومن ثم إلى الدولة التي تبايعها. فجل المجتمعات في الخليج العربي، والعراق وأجزاء من الأردن وسوريا ومصر وباكستان وغيرها ما زالت قبلية- عشائرية، تشكل القبيلة- العشيرة التنظيم الأكبر اجتماعيا، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال التواجد الكبير لثقافة القبيلة في المجتمعات الخليجية، وهناك الكثير من القرى والمدن الصغيرة التي يسكنها أفراد من قبيلة واحدة، ويظل الكثير من أفراد المجتمع حريصين على إثبات انتمائهم القبلي من خلال الأسماء أو البحث عن روابط عرقية تؤكد انتماءهم إلى قبائلهم. ودرجة الانتماء القبلي متفاوتة بينهم من حيث عمق المفهوم القبلي والحاجة إليه اجتماعيا[2]. لذلك لما لم تستطع أميريكا قولا ولا فعلا نتيجة المقاومة العراقية المزلزلة لها بعد غزوها للعراق 2003، قامت باختراق بعض القبائل وأنشأت نظام الصحوات، فأبطلت المقاومة وجنبت نفسها جحيما كانت قد اصطلت بناره! فبعض المجتمعات ما زالت تُقدر مكانة شيوخ القبائل وتجلهم، وتنقاد لهم فئات كثيرة من المجتمع، وتحاول بعض الأنظمة استمالتهم دائما، مثل الأردن والسعودية مثلا، وهؤلاء قد يشكلون أحيانا مكمنا للسلطة، ومنبعا للقوة المجتمعية قابلا للتفجير، وقادرا على قلب الأنظمة وتغيير الأوضاع، بانقيادهم للفكرة لا "بقبليتهم" وبعض الفئات من المجتمع تنقاد للعلماء أو للوجهاء الذين يبنون علاقة انقيادية لهم ولآرائهم، فتخافهم الملوك، مثلما خاف المأمون بن هارون الرشيد العالمَ الجليلَ يزيد بن هارون[3]، وما مثال عز الدين بن عبد السلام رحمه الله وقيادته لحزب غير مسمى قوامه طلابه ومريدوه من غالبية الرعية في مصر، فما أن خرج محتجا على الحاكم حتى خرجت الجموع وراءه مما اضطر الحاكم للنزول عند حكمه ورأيه خشية من الرأي العام، وما مثال يزيد بن هارون ووقوفه بحزم أخاف المأمون من إظهار القول بخلق القرآن حتى مات يزيد رحمه الله تعالى، فالعالم والمفكر قد يكونان قائدين لحزب سياسي ليس له اسم، ولكن له وجود وثقل وحركة في المجتمع، بخلاف العالم والمفكر الذي يودع أفكاره بطون الكتب أو خطب الجمعة التي تعتمد العاطفة دون بناء فكري رعوي سياسي، ولا يطرح فيها آلية إيجادها في الواقع فلا يكون لها من أثر في الواقع ولا في الأمة! فأمثال هؤلاء أهل حل وعقد وشوكة في المجتمع لما لهم من تأثير فيه! وبعض الدول تكمن السلطة فيها في الجيش، فتؤخذ النصرة من المخلصين من الضباط فيه وفق عملية بالغة التعقيد ليس هنا مجال نقاشها، وهؤلاء الفئة يشكلون: أهل القوة والمنعة، إلا أنهم لا يكونون هم فقط أهل القوة والمنعة، إذ أن العملية التغييرية تتطلب صناعة الرأي العام في المجتمع، وانقياد المجتمع أيضا للحزب، وهذا يتم عبر أهل القوة والمنعة والنصرة، أي أهل الحل والعقد في المجتمع أيضا، فيتشكل من مجموع الفريقين: أهل النصرة أي أهل القوة والمنعة الذين ينصرون الدعوة من الجيش، وأهل الحل والعقد من المجتمع. أو قد تكمن السلطة في المجتمع والدولة في العائلة الحاكمة مثلا كما في السعودية، إلا أنها والحال كذلك إلا أن هذه السلطة التي تكمن في جهة من الجهات تكون مستندة في سلطانها وبقائها إلى قوة حقيقية بحيث إذا زالت هذه القوة انهارت السلطة من الجهة التي تكمن فيها، والأصل في كل شعب أن تكون القوة التي تسند السلطة هي قوة الشعب أو قوة أقوى فئة في الشعب. ولذلك كان طريق أخذ السلطة طبيعياً هي أخذ الشعب، أو أخذ أقوى فئة في الشعب (وقادة تلك الفئة الأقوى من الشعب هم أهل الحل والعقد أو أهل القوة والمنعة)، فيكون حينئذ أخذ السلطة طبيعياً. إلا أنه توجد بلدان تستند السلطة فيها إلى غير قوة الشعب، أي إلى قوة خارجة عن الشعب كالبلاد الخاضعة لنفوذ أجنبي، أو التي تستند في وجودها لنفوذ أجنبي. فإن السلطة فيها وإن كانت على الشعب ولكنها غير مستندة إليه. وفي هذه الحال يمكن أن تؤخذ السلطة فيها بأخذ الشعب أو أقوى فئة فيه، وبتدمير صلات القوة بين الدولة صاحبة النفوذ فيه وبين النظام فيه، فيصبح الصراع بين الشعب وبين السلطة وبين الشعب وبين القوة التي تسند السلطة. وإذا تتالى هذا الصراع فإن الشعب أو الفئة الأقوى فيه سينتزع السلطة من السلطة التي يصارعها مهما كانت القوة التي تسندها وسيعطيها لمن يعتقد فيه في ذلك الوقت أنه محل أمل وموضع ثقة[4]. وقد يكون أهل الحل والعقد والقوة والمنعة موجودون فعلا في المجتمع، ولكن السلطة فيه تشغلهم عن قيادة المجتمع بما تخشاه السلطة منهم، بشراء بعضهم، أو بإشغالهم بقضايا جانبية تبعدهم عن لب الصراع معها، فإذا ما تقصدهم الحزب في العملية التغييرية وأثار فيهم مكامن قوتهم، أحيا وجودهم، وانبعث من ورائهم خلق كثير ينصرون الدعوة. ومما هو جدير بالذكر، أن صفة أهل الحل والعقد تؤخذ من كونهم يمثلون الأمة، أو الفئة فيها القادرة على التغيير في المجتمع، ومن الجدير بالذكر أيضا أن الغاية من التركيز عليهم هي أن عملية التغيير من ناحية عملية ينبغي أن تتم من خلال تغيير الفئات الأقوى في المجتمع القادرة على إحداث التغيير فيه، وإلا فإن تغيير كافة أبناء المجتمع عملية بالغة التعقيد والصعوبة. [1] المحافظة على نقاء الوسط السياسي، أبو عبيدة، العدد 205، الوعي نيسان 2004. [2] أنظر: المجتمع والقبيلة في الخليج، د. علي الخشيبان. [3] [4] بتصرف عن جواب سؤال بعنوان: أين تكمن السلطة؟ لتقي الدين النبهاني في العام 1970.
    4 points
  7. حضرة السيد بهاء الاسئلة التي طرحتها من قبيل: هل هذا السؤال أو الأسئلة تقع في عالم الشهادة، أم هي أسئلة عن عالم الغيب؟ انظر إلى صيغة السؤال لماذا يخلق الله الإنسان؟ لماذا يخلق الله أرضا و و ؟؟ إذا سؤالك هو ليس موجها للمخلوقات بل هو موجه للخالق، أي إلى الله جل وعلا، ولأجل الحصول على إجابة عليك أن تتواصل مع الخالق لتحصل على إجابة منه! ولكن هل يمكنك أن تتواصل مع الله وهو غيب؟ بمعنى أن ذاته وصفاته لا تقع تحت الحس، وبذلك نعود إلى ضوابط التفكير التي هي شروط لصحته وهي أن ما لا يقع عليه الحس لا يمكن التفكير فيه، وبالتالي لا يمكن الحكم على ذات الله وصفاته، فتكون الاسئلة التي سألتها معلقة ولا اجابات عليها، إلا إذا تلقيت اجاباتها من الله، فحينئذ يمكنك التفكير بها عقلا والرضى بها أو السخط منها بمعنى أن تؤمن أو تكفر بها! وما دمت سميت نفسك بأنك ملتزم جديد بمعنى أنك مسلم مؤمن بالله وبرسوله وبكتابه القرآن الكريم، فيجب عليك تلقي ما جاء في القرآن الكريم الذي هو كلام الله ورسالته للبشر، وكذلك تلقي ما جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالرضى والقبول، والا خرجت من الإسلام. والقرآن وحديث الرسول عليه السلام فيه شفاء لما في الصدور والقلوب، أي فيهما الاجابات عن كل الاشكاليات والاسئلة التي يحتاج الإنسان للاجابة عليها ليطمئن قلبه ويسعد في دار الدنيا والآخرة. وعليه يجب عليك كمؤمن دراسة القرآن والحديث للبحث عن اجابات عن جميع الأسئلة التي هي من جنس المغيبات التي لا يقع الحس عليها، وما وجدت فيهما من اجابات يجب أن يطمئن اليها قبلك ويشفى ما في صدرك من ضيق وحرج بسبب ضغط الأسئلة التي تشكل لديك عقدة وعقد بحاجة إلى حلول. يتبع بمشيئة الله
    4 points
  8. إقامة الخلافة الثانية اشد وأصعب وأقسى من إقامة دار الإسلام الأولى أو التغيير الثاني اشد وأصعب من التغيير الأول أخطأ من توقع من المفكرين أن عملية إعادة استئناف الحياة الإسلامية ستكون سهلة ميسورة قياسا على الأحداث الأولى ووقائعها فهي لا تحتاج إلا إلى صرع الأفكار الباطلة بالحقيقة الفكرية القطعية وكفاح الوسط السياسي المتحكم في مفاصل الحياة ودقائقها ، مما يؤدي آليا و اتوماتيكيا وبعد جولة سريعة من الكفاح والصراع إلى التفاف الناس وبخاصة المنصفين المؤثرين منهم فيهم حول الحزب المبدئي إلى إقامة السلطان واستئناف الحياة الإسلامية على الأسس الجديدة ؛ كما أخطأ الكافر المستعمر عندما ظن أن القوة كفيلة بالقضاء على فكرة متأصلة في وجدان وعقول امة من الأمم مهما ضعفت ما دامت الفكرة راسخة في وجدانها، خاصة إنْ كانت هذه الفكرة قد توصل إليها بالاقتناع الذاتي المؤدي إلى اليقين المتين ، أو أنَّ شراء ذمم بعض المنحلين المؤثرين كفيل بفعل ذلك أو أنَّ إغراء الشعوب بإثارة الشهوات وإشباعها وترويج طراز العيش البهيمي كفيل بترك الأمم لعقائدها لا سيما أتباع العقيدة الإسلامية ، كما أخطأ من ترك عملية التغيير إلى الزمن المتراخي الطويل لأنه اعتقد أن التغيير مبني على تغيير الأفراد فقط دون العلاقات المتحكمة في المجتمعات الحاكمة على الأفراد والمتحكمة بهم بصرامة القوانين القمعية التي تتحكم حتى بعقائدهم؛ ذلك أن التغيير المبني على إيصال فكرة أساسية إلى سدة الحكم قائم على عنصري الإرادة الصادقة والتحدي التي تمتزج مع سلوك الطريق الصحيح من أوله إلى آخره لا الانصياع للقوانين .. وكذلك أخطأ من ظن انه يستطيع ان يصل الى العدل والطهر من خلال التكيف مع الظلم والعهر..فيُقدر الغباء في خصومه إذ سمحوا له العمل وفق قواعد لعبتهم وقوانينهم التي ما دخلها إلا بعد أنْ تنكر لما يزعمه من الإيمان فكان هو الغبي بامتياز ،وسقط من أعين الناس .. وقديما دعا المخالفون مخالفيهم إلى الادّهان المتبادل بزعمهم.وهو في الحقيقة فخ لإبعاد حملة الدعوة عن دعوتهم .
    4 points
  9. اننا اذ نذكر هذه الامور فلا نذكرها للتوصيف المجرد فقط او للتيئيس من احداث عملية التغيير وبخاصة ان الامة رغم كل ما فعلوا بها لا زالت تثمر ولا زالت غضة طرية وعصية على الاستئصال بفضل الله ومنته وهي مستعدة للتضحية ولا زالت مستعدة رغم كل الاخفاقات المتعددة الموجبة لليأس نتيجة ضبابية المنهاج وخيانة القادة .. نعم ، إننا نذكر هذا ، لبيان أن أمر التغيير اليوم ليس سهلا ميسورا وانه يحتاج الى عقلاء مؤمنين حقا ، عزيمتهم صادقة وارادتهم حديدية ، يخططون على مستوى الصراع الكوني ولا أقول الإقليمي فالتفكير الاقليمي المحدود بقعطة جغرافية محددة بمعزل عن المحيط المجاور بات خرافة بعد تحول العالم الى قرية صغيرة وادارة الصراع يجب الا تحدد باقليم تتجه الانظاراليه فقط وها هو الكافر المستعمر يستعمل كل الدول لتكون جنودا في حربه لدرجة اننا ما عدنا نسمع ضجيجا ولا عواء لأي حاكم من حكام المسلمين ولو على سبيل التسويق المحلي كما كان الامر من عقود حلت .. خاصة بعد ان ادرك الكافر المستعمر مرة اخرى ان احتلال أي جزء من جغرافيا المسلمين بشكل مباشر يكلفه غاليا فلجأ الى ادارة الحرب بالوكالة مستفيدا من التناقضات الهائلة في بلاد المسلمين ومن الواقع الذي فرضه عليهم بقوة الحديد والنار .. ولإعادة معادلة الصراع إلى صعيده امة واحدة مؤمنة رغم خلافاتها مع كفار حقيقيين عاملين في بلادنا لتحطيم دعوة الحق وابادتها وابادة اتباعها للحيلولة دون ظهورها وعودتها بطراز عيش يسعد البشر كلهم ويقضي على الطغاة والمجرمين لا بدّ ان نركز على ايجاد معايير تجمع الامة من الثقافة الاسلامية المشتركة التي لا مراء فيها ولا خلاف والتي تعتبر القاسم المشترك الواحد بين الفئات لتكون بمثابة القائد الواحد والمرجعية الواحدة ليكون كل عامل يسير قدما في بناء الامة وليس في القضاء عليها بما يخدم مصلحة الكفار الحقيقيين سواء بارتباط وعمالة لاداء مهمة او عن سذاجة وعمى وحمق يصب في خانة مصلحتهم .. نعم من حق كل حزب وجماعة ان يكون له فهم خاص فيما يتعلق بالفروع الفقهية وان يدعو لها وان يراها هي الحق ولو بغلبة الظن ولكن المفقود الان هو وجود معايير عليا في الامة تكون بمثابة المنهج الواحد العام الشامل لكل الفئات باجتهاداتها تحاكم الجميع على اساسها لإيجاد عملية التمايز والحسم بين من يخدم مشروع الأمة وبين من يعمل ضدها فمثلا لا بد من التركيز على الامور التي تتجاوز الفهم الخاص بحزب او جماعة الى تركيز الامور التي تتعلق بالامة وان كانت موجودة في فكر الحزب او الجماعة لخطاب الامة بها باعتبار ان هذه المعايير معاييرها هي او ميزانها هي لمحاسبة الجميع ..وليست معايير حزب تعبر عن فهم خاص يقابل بافهام خاصة اخر وهذا لا يمكن ان يفيد الا برفع مستوى الأمة الفكري وتعويد المؤمن على النقد الذاتي والاتباع على بصيرة وسؤال مرجعيته عن الاسباب الموجبة لاسس طريقته ونتائجها ومناسبة الوسائل الى تحقيق النتائج ام لا .. كسؤال ابن الجهاد الاسلامي او ابن حماس لقادته عن مشروعهم المزعوم لتحرير فلسطين كيف يكون وما هو طريقه وما هي علاقاته وما آل اليه على سبيل المثال .. من خلال عقلية الاتباع على بصيرة وسلوك الطريق الواضح . اللهم وفق امة الاسلام لما تحبه وترضاه وانر بصيرتها ووحد كلمتها واظهر دينها على الدين كله وما ذلك عليك بعزيز .
    4 points
  10. فقد اتضح النهج في التغيير الاول وامتازت الفئة الفاعلة عن الفئة المنفعله بين مؤمنين وكفار- حتى المنافقين ما كانوا معروفين- مرجعيتهم واحدة وقائدهم واحد وهو علاوة على قيادة ذلك نبي يوحى اليه ، والوحي ينزل بين ظهرانيهم منجما يكشف لهم ما استتر ويبين لهم حيوية الاتصال بالحق المعبود وتأثير هذا في وجدان العاملين من استشعار معية الرحمن واذا وُعد احدهم بجائزة ايقن بها وانطلق لا يبالي شيئا ولا ينتظر امرا يجعله يتردد ادنى تردد بخلاف حالنا اليوم فالقيادات متعددة وحملة الدعوة يعملون بين مسلمين يزعم كل واحد منهم انه على الحق وانه ابو المعارف الاسلامية حتى لو تبنى عين الكفر وحال المؤمن انه يخشى ذنوبه ولا يوجد يقينا حيا انه ان فعل كذا كان من اهل الجنة لينطلق لا يلوي على شيء ولا يتردد ادنى تردد فضلا عن صعوبة وطبيعة الحياة وتعقدها وتعدد مطالبها مما جعل الكثيرون يعملون اكثر من عمل لتحصيل لقمة العيش عداك عن قرار الكفار في العالم ان يحولوا بين الامة بواقعها المزري هذا وبين الوصول لاقامة التغيير الثاني بخلاف ما كان عليه الحال في التغيير الاول فقد كان الكفار شبه مغيبين ولا مبالين عمّا كان يحدث في بلاد الحجاز ..بخلاف حالهم اليوم فهم يعملون على مدار الساعة يوميا لكتم انفاس العاملين للتغيير وقد اجتمع لهم كل خبث ابالسة الانس والجن
    4 points
  11. والتغيير القائم على فكرة اساسية ألف باءه أن تكون هذه الفكرة محترمة في المجموعة البشرية التي هي مادة التغيير وصناعته وصياغته على الأسس المناقضة لما كانت عليه من اعتقادات وقناعات لم تتخل عنها بسهولة ولهذا من توسل القوة لفرض قناعات تغاير قناعات المجموعة البشرية كان مصيره الفشل الذريع وقد أدرك الصليبيون هذه الحقيقية بعد حملاتهم المتكررة المتعددة على العالم الإسلامي كما سيدرك تنظيم الدولة هذه الحقيقية حتى لو زعموا أنهم يطبقون الإسلام على مسلمين إما لان المسلمين لم يعودوا يفكرون على أساس الإسلام فصار حالهم حال من يريد أن يفرض عليهم فكرا مناقضا بالقوة ولهذا قال الواعون لا بدّ من سير طريق الرسول لإقامة وبناء الدولة على الفكرة فالدار بعد ان هدموا الخلافة العثمانية ما عادت دار إسلام ظهر فيها الكفر البواح بل صار واقعها انها دار كفر مقيم في كل أركان الحياة حتى بات التنكر للعبادات الفردية أمرا طبيعيا او لان المسلمين يبقون من البشر لا يستسيغون إجبارهم بالعصا او ترغيبهم بالجزرة للاقتناع بفكرة أي فكرة بل دائما و ابدا كانت القوة خادما لتنفيذ الفكرة، فالعصا والجزرة لتحقيق مطامع وتبديد مخاوف وليست ابدا للاقتناع بفكرة ، أو لنقل هي ثواب وعقاب يتنزل بعد ايمان يقتضيهما . وبتتبع الأحكام الشرعية واستقراءها ندرك ان القوة كانت دائما تبعا للفكرة التي تتولى الرعاية والسياسة والكياسة عند الحكام العادلين وتلازم الحكام المتهورين المارقين الطغاة المستبدين .. وتُوجه القوة لأداء الرعاية على أكمل وجه .. وهذا يؤكده الوحي الذي بيّنه فعل الرسول وسيره العملي بان طريق تغيير المجتمع من الداخل يكون بتغيير القناعات ،وخاصة قناعات الفئة المؤثرة التي ينقاد الناس لها واظهر الوحي ان تغيير المجتمعات من الخارج مع التوسل بالإعداد والقوة وما يوحيه التلويح بها يعتمد أيضا على الفكرة والرعاية والدعوة للفكرة باعتبارها حق ويقين وباعتبارها شكلت نموذجا شاخصا بشريا قائما ماثلا امام اعينهم من خلال تطبيق الانموذج الاسلامي عمليا فيظهر لهم انه يقوم على العدل حتى مع المخالف للفكرة من الذين وافقوا ان يتعايشوا معنا وفق معاييرنا واحكامنا التي بينت لهم سلفا وبوضوح تام. وباعتبارها أي القوة ليست الا لتكسير الحواجز المادية فهي ليست للتدمير لذات التدمير ولا لاستباحة الأعراض والاعتداء عليها ولا _ وهنا بيت القصيد – لتغيير قناعات الناس مهما كانت .. وبهذا كانت أحكام الجهاد وقتال البغاة الخارجين على امام دار العدل، وقتال الفئة التي تبغي على أختها وكذلك أحكام العقوبات كلها مضبوطة بالفكرة وما توحيه من ضوابط وقيود تمنع الحاكم ان يتفلت من عقالها ويخرج عن قيودها الى الاستبداد والاهواء والاستهتار بكرامة الانسان ؛ فكرامة الانسان محفوظة حتى في ايقاع العقوبة حتى لو كان مخالفا في العقيدة ما دام معصوما دمه مصونة حرمته .. وجدير بالذكر ان طبيعة الفكرة تستدعي احيانا المذنب نفسه ليقوم بالاعتراف والاقرار بالذنب وان ادى هذا الى استجلاب العقوبة لنفسه بنفسه والتي قد تصل حدّ الموت اذا رأى ان لا يستر على نفسه ، خوفا من الله وعذابه وطمعا في جبر جريمته فالفكرة تتحكم في الحاكم والمحكوم على السواء والقوة تخدم الفكرة وما يتفرع عنها من علاجات لكافة المشاكل والعلاقات .
    4 points
  12. إن الواقع اظهر أنّ عملية استئناف الحياة الإسلامية باتت معقدة اشد التعقيد ، وطويلة لكنها ليست مستحيلة ، فمهما طالت يمكن الوصول لها بشرط السير في سكتها .. وتصبح مستحيلة وليست فقط بعيدة وطويلة الأمد إن كان المسير على غير سكتها إذ أن من لم يتلبس بعملية التغيير الحقيقي أضحى جزءا من الواقع الفاسد ومآله حتما التكيف مع تراكم الفساد في الواقع ليصبح جزء متماهيا تماما معه أو منعزلا لا يأبه به ولا يؤبه له ..
    4 points
  13. الحاكم "من له السيادة" إِنَّ مِنْ أَهَمِّ الأَبحَاثِ المُتَعَلِّقَةِ بِالحُكمِ وَأَلزَمِهَا بَيَانًا, هُوَ بَحثُ الحَاكِمِ, الذِي يُعتَبَرُ أَسَاسًا لِلأَبحَاثِ التِي تَأتِي بَعدَهُ فِي أُصُولِ الفِقْهِ, حَيثُ يَجرِي تَقرِيرُ جَمِيعِ القَوَاعِدِ بِنَاءً عَلَيهِ, وَهُوَ البَحثُ الذِي يُحَدِّدُ مَنْ هِيَ الجِهَةُ التِي يُرجَعُ إِلَيهَا لإِصدَارِ الأَحكَامِ عَلَى الأَشيَاءِ وَالأَفعَالِ, وَمُحَاكَمَةِ التَّشرِيعَاتِ وَالأَفكَارِ, وَضَبطِ المَفَاهِيمِ. إِنَّ تَحدِيدَ هَذِهِ الجِهَةِ هُوَ بِمَثَابَةِ الإِيمَانِ بِاللهِ فِي بَحْثِ العَقِيدَةِ, الذِي يَتَرَتَّبُ عَلَيهِ الإِيمَانُ بِجَمِيعِ مَسَائِلِ العَقِيدَةِ. وَلَقَدِ اختَرتُ عُنوَانَ: "مَنْ لَهُ السِّيَادَةُ" عَلَى غَيرِ مَا جَرَتْ عَلَيهِ كُتُبُ الأُصُولِ؛ لأَنَّ الوَاقِعَ العَمَلِيَّ الذِي يُوَاجِهُ حَمَلَةَ الدَّعوَةِ فِي الآوِنَةِ الأَخِيرَةِ هُوَ قَضِيَّةُ التَّشرِيعِ المُتَرَتِّبةُ عَلَى تَحدِيدِ مَنْ تَكُونُ لَهُ السِّيَادَةُ فِي إِصدَارِ وَتَشرِيعُ الأَحكَامِ؟ هَلْ هَذِهِ السِّيَادَةُ هِيَ للهِ أَمْ لِلإِنسَانِ؟ هَلْ هِيَ لِلشَّرعِ أَمْ لِلعَقْلِ؟ هَلْ هِيَ لِلشَّرعِ أَمْ لِلشَّعْبِ؟ وَهَذَا مَوضُوعٌ قَدِيمٌ جَدِيدٌ, تَنَازَعَ فِيهِ فَرِيقَانِ: الفريق الأول: يَرَى أَنَّ الحَاكِمَ عَلَى الأَشيَاءِ وَالأَفعَالِ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تَعَالَى, وَهَذِهِ مَسأَلَةٌ مِنَ المُسَلَّمَاتِ عِندَ المُسلِمِينَ, فَهِيَ مَسأَلَةٌ عَقَائِدِيَّةٌ مَحْسُومَةٌ, آتيةٌ مِنَ الإِيمَانِ بِاللهِ المُتَّصِفِ بِصِفَاتِ الكَمَالِ المُطلَقِ, وَمِنَ الإِيمَانِ بِالشَّرِيعَةِ وَكَمَالِهَا, وَأَنَّ الحَاكِمِيَّةَ للهِ, وَمُنَازَعَتَهُ فِيهَا كُفْرٌ, فَالتَّشرِيعُ عِندَ المُسلِمِينَ مِنَ اللهِ تَعَالَى, وَهُوَ المَصدَرُ المَقطُوعُ بِصِدقِهِ, وَهَذِهِ هِيَ عَقِيدَةُ المُسلِمِينَ. والفريق الثاني: يَرَى أَنَّ الحَاكِمَ عَلَى الأَشيَاءِ وَالأفعَالِ هُوَ الإِنسَانُ مُمَثَّلاً فِي الشَّعبِ, وَيَعنِي بِذَلِكَ العَقْلَ وَلَيسَ للهِ وَلا لِلشَّرعِ وَلا لِلدِّينِ! وَقَبلَ مُنَاقَشَةِ رَأْيِ الفَرِيقِ الثَّانِي لا بُدَّ مِنْ دِرَاسَةِ المَسَائِلِ الآتِيَةِ لِمَعْرِفَةِ وَاقِعِهَا, ثُمَّ بَيَانِ مَدَى صِدْقِ أَو كَذِبِ, وَصِحَّةِ أو بُطْلانِ القَولِ القَائِلِ بِأَنَّ التَّشرِيعَ لِلنَّاسِ مِنْ دُونِ اللهِ! وَهَذِهِ المَسَائِلُ هِيَ: 1. الإنسَانُ: وَاقِعُهُ: حَاجَاتُهُ وَغَرَائِزُهُ. 2. العَقلُ: حَقِيقَتُهُ, وَالأَحكَامُ الصَّادِرَةُ عَنهُ. 3. الوَاقِعُ الذِي يُرَادُ إِصدَارُ الأَحكَامِ عَلَيهِ, وَهُوَ الأَشيَاءُ وَالأَفعَالُ. 4. الغَايَةُ مِنَ التَّشرِيعِ.
    4 points
  14. الشرح السياسي للنص الشرعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس ألا ‏ ‏إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏ ‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم...)) عند قراءتنا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند السؤال عن شرح الحديث، فإنك بالأعم الأغلب ستأخذ المعنى العام للحديث وهو أن الإسلام لا يميز بين الناس، فالمسلم العربي وغير العربي والمسلم الأسود والأبيض لا فرق بينهم عند الله تعالى إلا بمقدار ما يتفاضلون به من التقوى. وهذا المعنى واضح من نص الحديث، ولكن الشرح السياسي للحديث وهو الشرح الذي يبين الواجب علينا كمسلمين هذه الأيام لتطبيق هذا الحديث على أرض الواقع، فإنك لا تجد هذا الشرح، وإن وجدته وجدته خاصا بمعنى الحديث ولا يتطرق إلى الساسة والى طبقة الحكام في البلد نهائيا وهم المسؤولون عن رعاية أهل البلد، ولا أظن أن العلماء يجهلون ذلك الأمر ولكنه الخوف والنفاق للحكام، وهذا الذي يركز عليه الإعلام، أما الأمور السياسية الشرعية فالإعلام يعتم عليها ولا يذكرها ولا يذكر أصحابها. إن شرح الحديث هذا فقط شرحا سياسيا يبين أن: • التفاضل لن يزول ما دام لنا عدة دول كل دولة لها حدود ولها راية مختلفة عن غيرها، إذ أن هذه الحدود المختومة بهذه الراية العمية (العلم الوطني) تعني أن أهل ذلك البلد خير من جيرانهم في البلد المجاور، وأن لهم من الحقوق والواجبات ما ليس لجيرانهم في البلد المجاور، وهذا يعني تمييز المسلمين بعضهم عن بعض. • إذا فرضنا أن احد البلدين وفير بالثروات الطبيعية فان هذا سيعني أن سكان هذا البلد أغنياء وجيرانهم فقراء وهنا حصل التفاضل. • إذا اعتدي على بلد من قبل عدو خارجي والحال كما نراه اليوم فإن سكان البلدان المجاورة لا شأن لهم ما دام العدو لم يقترب منهم وهذا يعني استفراد العدو بكل بلد على حدة، وهذا يعني تفاضل بالحماية والأمن. • هذا الحديث تكلم عن جميع الأصناف التي يمكن للبشر أن يتخيلوها، وهذا يعني أن التفاضل بينهم لا يمكن أن يقضى عليه إلا بأن تكون لهم دولة واحدة وحاكم واحد ولا يكون هناك تمييز بين البشر فيها من حيث اللون أو العرق أو حتى الدين ولا يكون هناك تمييز بين ولاياتها من حيث المالية والاهتمام بها والعناية بها، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل دولة الخلافة. ومثال على الفهم السياسي للنص الشرعي شرح الآية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) ﴾ معنى النص أن ضلال البعض لا يضر الإنسان إذا اهتدى وسار على الطريق القويم، ولا يفهم من النص غير هذا المعنى، ولكن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه دل الصحابة على المعنى السياسي لهذه الآية أي المطلوب من المسلمين اتجاه هذا النص، فعن قيس ابن أبي حازم رحمه الله قال: قال أبو بكر بعد أن حمد الله وأثنى عليه: " يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم}، وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب)) ". فإن هذا المعنى الذي ذكره أبو بكر الصديق غير وارد في الآية ولكنه نبه المسلمين أن ضلال البعض يوجب على المسلمين أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والأخذ على يد الظالمين الذين ينشرون الضلال والفساد. هذه المقولة قالها أبو بكر الصديق يوم كان خليفة للمسلمين يوم كان للمسلمين دولة يوم كان المسلمون في أفضل أحوالهم، أما لو قدر لأبي بكر الصديق أن يعود ويدلي برأيه في هذه الآية هذه الأيام لقال إن الحكام الحاليين هم سبب الفساد وسبب ضلال الناس وإن الواجب على الناس هو العمل بأقصى طاقة للتخلص منهم وإقامة الخلافة على أنقاض عروشهم والتي بإقامتها سوف يتوقف إضلال الناس وإفسادهم. وإذا عدنا إلى حديثنا السابق فمن هذا الحديث فقط نفهم المعنى الذي ذكرناه في الأعلى، وإذا نظرنا إلى جميع الأدلة الشرعية التفصيلية في هذا الباب من القرآن والسنة لما وجدنا تعارضا بينها أبدا، ولوجدناها جميعا (تطلب من المسلمين في هذه المسألة بالذات) تطلب من المسلمين أن يقيموا دولة واحدة يحكمها حاكم واحد وهذه الدولة لا تميز بين الرعية أبدا وستعمل على القضاء على أي أمر يوجد التمييز بين أفراد الرعية، وسيكون للحاكم ولسياسته الدور الرئيس في هذا الأمر. http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4736&fbclid=IwAR29067FcAdWbNZDK8tlNn4_ZfBCkuywaHmyfWE9XS3425jMGAEbpNOCB20
    3 points
  15. طلب النصرة شريعة وواقع طلب النصرة هو حكم شرعي ينبغي لكل من يتلبس بالعمل للتغيير أن يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عمل للتغيير لإقامة دولة الإسلام طلب النصرة من القبائل، وانه بدون نصرة لم يكن ليصل للحكم في المدينة، فطلب النصرة جزء رئيس من عملية التغيير؛ بل هو أحد أركان عملية التغيير، وأن المقولات التي تطرح أنه لا أمل في الجيوش لذلك يجب الإقلاع عن هذا الحكم هو طرح باطل بل طرح يرضي الكفار ولا يخدم الإسلام.من ناحية شرعيةطلب النصرة من ناحية شرعية ثابت بنص القران والسنة والشواهد على ذلك كثيرة:• وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحكم عن طريق طلب النصرة يدل على أن هذا وحي وليس مجرد أسلوب كما يحلو للبعض تسميته، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.• تكرار طلب الرسول عليه الصلاة والسلام النصرة يدل على فرضيتها رغم التعذيب والتكذيب والصد.• عدد القبائل التي عرض عليها الرسول النصرة كثيرة تزيد عن 15 طلب كما ورد في السيرة.• الألفاظ التي وردت في النصوص تدل على طلب الحكم (الأمر لنا) أي الحكم، (تمنعوني) (وتحموني) أي طلب الحماية والأمن منهم وهذا لا يكون لمن لا يملك القوة، (على نهكة الأموال والأولاد والأشراف) وهذه لا يصيبها بلاء إلا إذا أعطوه الحكم وجابههم الناس على هذا الأمر.• وهناك نصوص تبين أن طلب النصرة جاء بأمر من الله بلفظ صريح، اخرج الحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال : {لما أمر الله نبيه أن يعرض نفسه على القبائل خرج وأنا معه وأبو بكر} –فتح الباري-، وعرض نفسه بمعنى طلب النصرة.• تسمية الأنصار بهذا الاسم كانت قبل الجهاد وسببها إعطاء النصرة للرسول صلى الله عليه وسلم أي الحكم. من ناحية الواقعطبعا لا أريد التركيز على الأدلة الشرعية بقدر بحث المسألة من ناحية واقعية، مع أن الأدلة الشرعية وحدها كافية إن سار المسلم بالطريق الصحيح للاستدلال على صحة الأفعال، وهذه الطريقة هي "الحكم الشرعي"، وأيضا فالأبحاث الشرعية سبقني بها الكثير لمن أراد الحق، ومسلم لا يكتفي بقال الله وقال الرسول فلا يأمنن أن يخسف الله به الأرض، ولكن لعل العقول لم تستوعب فنبحث في الواقع لمزيد إيضاح.أما من الواقع فانه لا يمكن لأحد الوصول إلى الحكم إلا عن طريق الجيش أو أهل القوة والمنعة الذي يمتلك القوة الفاعلة في الدولة، وهو الحامي للبلد من أي اعتداء خارجي، ومن الاعتداء الداخلي إن عجز الأمن الداخلي على حماية امن البلد، وهو الذي يثبت الحاكم على الكرسي كما انه هو الذي يخلعه إن أراد بانقلاب عسكري، أما إن وقف الجيش إلى جانب الحاكم فان الحاكم يستطيع البقاء ولو على دماء شعبه، إذ أن الشعب لو ثار لا يمكنه خلع الحاكم، إلا أن يحصل الخلل في الجيش من قتل الشعب ورؤيتهم للدماء الغزيرة فينفضوا عن الحاكم.وهناك عدة أطروحات تطرح للوصول إلى الحكم في الدولة منها:1- القيام بعمليات عسكرية ضد الجيش والدولة. 2- الاستعانة بدول أخرى للوصول إلى الحكم 3- الانتخابات 4- الإصلاح الفردي 5- الانقلاب العسكري من الجيش على الحكام الموجودين وإعطاء النصرة لأهل الحقأما الحالة الأولى وهي القيام بعمليات عسكرية ضد الدولة فهذه الطريقة صعبة وشاقة إن لم تكن مستحيلة، فالدولة في أيامنا الحاضرة تمتلك الأسلحة الثقيلة من طائرات ودبابات وسفن حربية وقذائف وصواريخ، وهذه حازتها الدولة بالتصنيع العسكري، أو بشرائها بملايين الدولارات، ولم تنزل هذه الأسلحة من السماء، هذا من ناحية، والناحية الثانية هي التدريب العسكري للجنود على هذه الأسلحة وعلى فنون القتال، وأيضا هناك الأمن الداخلي الذي عادة يتولى الأمن في الداخل ويقوم عن طريق عيونه بالبحث عن كل ما من شانه تهديد النظام، هذا هو الوضع العام في دول اليوم.فمن أراد التغيير بالقوة العسكرية فهناك عدة عقبات أمامه إن أراد استخدام القوة ضد الدولة، ومن هذه العقبات: الأمن الداخلي واستخباراته، الأفراد وتنظيمهم، المال اللازم لشراء الأسلحة، الدول التي تبيع السلاح، تصنيع السلاح، الجيش.• أما الأمن الداخلي فلن يسكت على أي مجموعة تعمل على تنظيم نفسها لتحارب الدولة وعن طريق عيونه المنتشرة فسيصل خبرها إلى الدولة وبالذات بعد توسعها أفرادا وتنظيما وتسليحا، وعندها يصطدم هذا المشروع بأجهزة الأمن، التي ستحاربه بقوة وبقوة تنظيمها وبما تملك من دعم من النظام والجيش والمال والتجهيز والاستعداد، وهذه عقبة ستحبط محاولات التنظيم العسكري من الانقضاض على الحكم.• الأفراد وتنظيمهم مشكلة يواجهها التنظيم العسكري، إذ أن ذلك سيفرض عليهم العيش بشكل امني، وسيكون من الصعب عليهم التواصل فيما بينهم بسبب الملاحقة الأمنية المفضية إلى الاعتقال لان الدولة لن تتركهم في حالهم، ولن يُصَبِّرَ أناس في مثل هذا الوضع إلا المبدأ الذي يسيرهم، وبدونه ستتحول حياتهم إلى جحيم.• وتأتي المشكلة الأخرى لهم وهي المال، هذا إذا علمنا أن الأسلحة تكلف الكثير من المال، وثمنها ليس بالشيء اليسير، فمن أين ستأتي بالمال؟؟ من الأفراد على سبيل المثال؛ هذا مستحيل، لان الأفراد مهما بلغوا من غنى لن يستطيعوا تشكيل جيش بل جماعة مسلحة تملك السلاح الخفيف، حتى هذه الجماعة التي تمتلك السلاح الخفيف لن تستطيع الاستمرار في الدعم إذا نفذت الذخائر، هذا عدا عن الملاحقة لأفراد هذه الجماعة ولمصادر تمويلهم.• وهناك مشكلة من يبيع السلاح، وبالذات السلاح الثقيل، فدول اليوم كلها تعادي الإسلام، هذا إذا فرضنا أن الحركة تملك المال الكافي لشراء السلاح، لان الجماعة إذا أرادت أن تهزم جيشا فلا بد لها من سلاح يوازي قوة الجيش حتى تستطيع هزيمته، وهذا في غير مقدور الجماعة المسلحة إلا أن ترتبط بدولة معينة وعندها عليها الخضوع لاملاءاتها، لان دول اليوم لا تعرف إلا المصالح.• أما تصنيع السلاح فهذا مستحيل اللهم إلا بعض المتفجرات التي لا تهز كيانا ولا تزيله، أما السلاح الثقيل فهذا يحتاج إلى مال وفير ومصانع لا يمكن إخفاؤها في البيوت، ولذلك فهذا أمر مستحيل.• ويبقى العائق الأكبر إن استطاعت الحركات المسلحة إرهاق الأمن وهو موضوع الجيش الذي يمتلك عتادا قويا لا يمكن للجماعة المسلحة اجتيازه.• وتستطيع الدولة الإبادة للناس بمختلف الأسلحة إن حصل لهم ظهور، خاصة إذا رافق ذلك تواطؤ وتعتيم إعلامي مقصود، مثل إبادة أهل الشيشان وأهل أوزبكستان بمجزرة أنديجان، ومذابح المسلمين في الصين، والإبادة التي حصلت للمسلمين أيام الاتحاد السوفييتي، ومجزرة حماة، وغيرها من الأمثلة – الأمثلة هي لقدرة الدولة على الإبادة دون حسيب أو رقيب وليس لان هؤلاء استخدموا السلاح-.• وأحيانا إذا سارت الحركة زمنا ثم حصلت لها أزمة مالية خانقة فقد تضطر إلى الاستعانة بالمجرمين والمنتفعين من اجل الدعم المالي والتمويل، وإلا الفناء للحركة، وهذا الدعم لن يكون بدون مقابل أو تنازل من الحركة، واقل هذا التنازل عن فكرة السيادة للإسلام والقبول بالأنظمة الوضعية وتحقيق هدف الداعمين، والنفاق لهذه الجهة الداعمة، وهذا سقوط ما بعده سقوط.• وهناك موضوع آخر وهو أن دولة الباطل وان حصلت غلبة للمقاتلين، فإنها ستتلقى المدد من الكفار خصوصا وأنهم لا يريدون أي ظهور لمن يطبق الإسلام.ولذلك كان تشكيل الجماعات المسلحة ومقاتلة الدولة غير فعال في الوصول إلى الحكم اللهم إلا القتل والتدمير لا غير، وهذه فيها من الإثم في قتل الناس ما فيها، وان كانوا عونا للظالمين. وهذا الصراع يشغل أفراد الحركة عن الدعوة إلى ناحية القتال والقتل وكيف نخطط ونقتل ونختبئ ونجهز المال والعيش الصعب، ويتم الابتعاد عن الثقافة الإسلامية للأفراد وعن بناء الأشخاص بناء إسلاميا صحيحا لان التركيز يكون على الناحية العسكرية، ومن جانب الناس فسيتم خلق الكثير من السدود والحواجز بين الحركة والناس بسبب قتل الحركة لأبنائهم وأقاربهم إذا كانوا من أجهزة الأمن والجيش، وسيصم الناس آذانهم عن الاستماع لهذه الحركة.ثانيا:أما الاستعانة بدول أخرى فهذا فيه انتحار سياسي أي رهن قرار الجماعة بالدولة الداعمة، ودول اليوم لا تدعم دون مقابل، فدعمها يكون لتحقيق أهدافها وليس لإقامة خلافة إسلامية أو حكم إسلامي، هذا علاوة عن الدماء التي ستسفك في قتل الناس، وإزهاق أرواحهم، والخيانة لأهل البلد وذلك بالارتباط بالأجنبي.ثالثا:أما الانتخابات البرلمانية فلن توصل احد إلى الحكم ويستطيع التحكم بمفاصل الدولة إلا أن يسنده الجيش، وبدون دعم الجيش لن ينجح الأمر، فهذه انتخابات الجزائر فشلت لان الجيش لم يوافق عليها، وهذه تركيا قد تم تحييد الجيش ثم استمالته، ولولا انه تبرأ -أي حزب العدالة والتنمية الحاكم- من الإسلام واحترم العلمانية ما استطاع أن يصمد في الحكم نهائيا، هذا علاوة على الدعم الأمريكي له والذي سهل له البقاء في الحكم .رابعا: أما الإصلاح الفردي، فمن اسمه فان تأثيره يقتصر على الأفراد، ومقومات الفرد هي العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات، فان صلحت، بان كانت عقيدته لا تشوبها شائبة، وعَبَدَ اللهَ بأداء الفرائض والقيام بالنوافل، وكانت أخلاقه القرآن، وسار في معاملاته حسب ما يريده الله ورسوله وكانت هذه-(( على سبيل المثال مع انه مستحيل))- صفة 95% من الناس في المجتمع فان المجتمع سيبقى مليء بالفساد، فمن للشركات المساهمة والبنوك الربوية؟؟، ومن لتحرير فلسطين؟؟، ومن لتعليم أولادنا المنهاج المبني على العقيدة الإسلامية بناء سليما؟؟، ومن لتوحيد بلاد المسلمين في دولة واحدة؟؟، ومن لنشر الإسلام وتطبيقه على الكفار؟؟، ومن لتطبيق الأنظمة الإسلامية في الاقتصاد والحكم والعلاقات الخارجية حسب الإسلام؟الجواب لا احد، لان الفرد الصالح لا يتدخل بهذه الأمور حسب نظرتهم، فان تدخل يبدأ هنا العمل بالأمور السياسية ويحتاج إلى حزب يؤويه، وعندها يخرج من دائرة "أصلح الفرد يصلح المجتمع" إلى الأعمال السياسية في حزب سياسي.ولا يعني ذلك إهمال موضوع إصلاح الإفراد، فلا يقبل في الحزب الذي يسعى للتغيير فرد غير صالح.خامسا: أما الانقلاب العسكري من الجيش وإعطاء النصرة لأهل الحق فهو الوحيد المعول عليه، وغيره من الطرق العقلية لا يمكن أن تنجح، ولا يكون الانقلاب إلا بإقناع قادة الجيش أو من يستطيعون تحريك الجيش إلى السمع والطاعة لمن يريد الانقلاب، وان يكون المقابل لهذا الانقلاب عظيما، لأنهم قد يفقدون حياتهم إن هم أطاعوا من أراد الانقلاب، فان كان المقابل المال فسرعان ما ينفض هؤلاء القوم إذا عرض عليهم مبلغ أكثر من المال، أما إن كان المقابل هو السيادة والمنصب، فالنزاعات والشقاق التي ستطيح بهؤلاء القوم، أما إن كان المقابل المبدأ فهو الانقلاب الصحيح، فالمبدأ جامع للناس وليس مفرق، وهذا ما حصل مع الأنصار الذين كان المقابل لعملهم وهو نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام لإقامة حكم الإسلام هو"الجنة".حركات المقاومةحركات المقاومة لا تعدو اثنتين، حركة مدعومة من جهة معينة، وهذه تأخذ حكم الجهة الداعمة، فان كانت الدولة الإسلامية (الخلافة) تدعم بعض الفرق المسلحة في منطقة معينة، فعندها ستصبح من قوات الدولة الإسلامية، وليست جماعة مسلحة، أما إن كانت الجهة الداعمة دولة غير الدولة الإسلامية فعندها ستحقق هذه الجماعة أهداف تلك الدولة والتي عادة بل وغالبا لن تخدم الإسلام بل تخدم أهداف لتلك الدولة، كما حصل مع المجاهدين في أفغانستان عندما دعمتهم أمريكا والسعودية وباكستان لأجل طرد الروس، فقد طرد الروس وهذه مصلحة أمريكية، ولم يحققوا لأنفسهم ما يريدون وهو دولة قوية تقف في وجه أمريكا، بل دولة هزيلة سرعان ما انتهت. ومثل الشريف حسين الذي اخذ الدعم من الانجليز ضد الدولة العثمانية مقابل وعود بالحكم فكانت النتيجة انه لم يحصل شيء، بل حقق مصلحة الانجليز بهدم الدولة العثمانية. ومثل المنظمات الفلسطينية التي ادعت تحرير فلسطين وإذا بها تلهث خلف سراب الدولة الفلسطينية المزعومة، ومثل حزب الله الذي لا تتجاوز أهدافه حدود سايكس بيكو.أما إن كانت تلك الجماعة غير مدعومة فمصيرها الضعف الشديد والحاجة الملحة للمال والسلاح، وهذا سيضعف عملها كثيرا، ولم يثبت أن حركة مسلحة ذاتيا قضت على كيان قوي من داخله، إلا في حالة الدعم الخارجي، أو أن هذه الدولة ليست صاحبة الأرض وقد ملت من قتل جنودها فتخرج وتضع عملاءها، أو انه أصابها في موطنها ضعف أو منافسة على الأرض من دول أخرى، أو أن طارئا أصابها يقتضي الانسحاب، وعادة ما تنسحب الدولة وتضع السلطة في يد عملاء لها، يريحوها عناء الوجود العسكري، كما حصل في بدايات القرن مع الاستعمار الغربي لبلاد المسلمين، أما إن كان بقاء الجيش مصيريا في تلك المنطقة فستعمل الدولة للقضاء على هذه الحركة المسلحة ولو اضطرت إلى الإبادة.وتلعب الناحية الإعلامية الدور الكبير في القوة العسكرية، فمثلا غطاء إعلامي، يجعل الدولة تحجم عن أعمال القتل، أما إن استطاعت الدولة التعتيم الإعلامي ورافقها سكوت أو تآمر أو اتفاق، فان الدولة تستطيع عن طريق سلاح الطيران والمدفعية والأسلحة الثقيلة إبادة المئات وتهجيرهم، وهذا لا يمكن رده بالمقاومة، بل بسلاح مواز له في القوة.وبرز أخيرا موضوع إنشاء دول عميلة للاحتلال، تتولى الدفاع عن الاحتلال، مثل سلطة أوسلو في فلسطين، ومثل حكومة العراق التي تدافع هي الأخرى عن الاحتلال وتعطيه الشرعية، ومثل حكومة كرزاي العميلة في أفغانستان سابقا، وغيرها من الحكومات، وبهذه الفكرة استطاع المحتل إيجاد أناس من أهل البلد يدافعون عنه، بل ويقتتلون على هذه السلطة الهزيلة كما حصل في فلسطين، وتسفك دماء الكثير من أبناء المسلمين وهو ينظر إليهم، ولذلك فالحاجة ماسة إلى قتال الجيوش وإنهاء الاحتلال وميليشياته التي تتسمى زورا وبهتانا "دول".أما قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يسمى جهادا، وليس مقاومة، فرسول الله صلى الله عليهوسلمك لم يرو عنه إلا انه جهز جيشا وقاتل الأعداء وهكذا صحابته الغر الميامين في الخلافة الراشدة، وبقية دهور الخلافة، قتال الجيوش لا قتال العصابات المسلحة والميليشيات والتنظيمات العسكرية، حتى في زمن الضعف زمن صلاح الدين الأيوبي كان القتال البارز هو قتال الجيوش لا قتال الحركات وبالذات في فلسطين المحتلة أيام الصليبيين، حيث لم يعرف المسلمون قتال الحركات بالشكل الموجودة به اليوم إلا بعد هدم دولة الخلافة.ولذلك فتحرير البلاد المحتلة يحتاج تسيير الجيوش لا قتال الحركات المسلحة، -(وان كان لها اجر القتال في سبيل الله)-، لا القتال الذي يحصل من البعض من اجل خدمة بعض أهداف الدول ولا يكون الهدف منه رضا رب العباد.ولا يعني هذا قولي عدم قتال العدو إن هو دهم أرضا يريد احتلالها، ليس هذا ما أقول، فالقتال في حالة الاحتلال فرض عين على جميع أهل البلد، إلا أن يتمكن العدو فينتقل الوجوب إلى من يليهم وهكذا, ولكن الحديث عن التنظيمات العسكرية المدعومة من دول إجرامية يبتغون من دعمها تحرير الأرض، حيث الأصل أن تقوم هذه الدول نفسها وبجيشها بتحرير الأرض وليس دعم جماعات مسلحة.ولذلك وجب التركيز على طلب النصرة من أهل القوة والمنعة لإقامة دولة الإسلام من اجل تطبيق الإسلام وتحرير ما احتل من بلاد.قوة الدولة أما دول اليوم فليست قوتها فقط نابعة من قوتها العسكرية وان كان للقوة العسكرية الدور الكبير في هذه القوة، فهناك عناصر أخرى تؤثر في قيام الدول، فمن ظن أن قتال الحاكم والقضاء على حكمه ومن ثم الجلوس على كرسي الحكم هو المطلوب يكون هذا الإنسان بسيط التفكير، فعناصر قوة الدول تعتمد على أشياء غير القوة المادية، مثل: المبدأ الذي ستطبقه، العامل الاقتصادي والتكنولوجي، العامل الديموغرافي، العامل الجغرافي، الدبلوماسية، وطبعا لا ننسى القوة العسكرية.فالمبدأ أو النظام الذي سيطبق لا تعرفه للأسف الكثير من الحركات المسلحة وغير المسلحة، وان كانت تتصور الإسلام في العبادات كما تتصور بعض الحركات الإسلامية، وتشجيع العبادة والأخلاق الإسلامية، وبعضها يرى تطبيق الإسلام في تطبيق بعض الحدود ولبس النساء للباس الشرعي، ولكنهم جميعا يطبقون النظام الديمقراطي في الحكم، أو مبدأ الفصل بين السلطات ولا يدرون أن الإسلام له أنظمة للحياة لا بد من تطبيقها، مثل نظام الحكم والنظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسة الخارجية وسياسة التعليم، ولا بد أن تكون مستقاة من الإسلام فقط، وان شكل نظام الحكم هو الخلافة وليس الديمقراطية أو الدولة المدنية أو دولة المواطنة أو غيره من التسميات التي تدل على جهل بأحكام الإسلام.وبناء عليه فلا يجوز لهذه الدولة الوليدة إن وجدت أن تطبق النظام الرأسمالي الغربي على المسلمين، وإلا ستبقى تابعة سياسيا واقتصاديا وثقافيا للغرب يتحكم بها، ولن تحقق النهضة المطلوبة، خاصة وأنها دولة وليدة وتحتاج غيرها من الدول.والدولة التي يجب قيامها يجب وضع العامل الديموغرافي في الحسبان، فدولة كلبنان مثلا ضعيفة في ميزان دول اليوم وكذلك الكويت، أما دولة كمصر أو تركيا أو باكستان فقوية، وكذلك العامل الجغرافي من مساحة واسعة وتضاريس تعطي الدولة قوة كبيرة، كجبال أفغانستان التي أعطتهم قوة في مواجهة أعدائهم، و لذلك فعلى الجماعة المسلحة التفكير في الدولة قبل إقامتها من مساحة جغرافية وعدد لسكان، وليس مجرد قتال الدولة، والقول أن الجماعة تمثل دولة مصغرة، فتقوم بالقتال للدولة ولا تجني إلا سفك الدماء، لان الدول الكبيرة عادة كمصر وتركيا وباكستان من المستحيل على الجماعات المسلحة النيل منها وتدمير حكومتها ونظامها، وحتى الدول الصغيرة بما لديها من دعم خارجي تستطيع الصمود وبقوة في وجه الجماعات المسلحة.وأيضا يجب وضع الأسلحة ونوعيتها في الاعتبار، فالدولة التي لا تملك سلاحا يوازي السلاح الذي تمتلكه الدول الأخرى أو سلاحا مضادا له، ستكون في موضع ضعيف، فسلاح الطيران والصواريخ، ما لم تملك الدولة سلاحا مضادا لها أو سلاحا يوازي قوتها أو اقل بقليل، ستبقى هذه الدولة تتعرض للقصف السهل من الأعداء دون أن تفعل شيئا، وهذه دولة من الصعب عليه الصمود.وهناك الدبلوماسية والوعي السياسي لدى الجماعات المسلحة، فمثلا حركة تحسن الظن بدول الضرار في العالم الإسلامي، أو تقول أنها تريد إمارة إسلامية ولن تتدخل في شؤون الدول المجاورة لها، أو لا تستطيع إدراك عمالة وتبعية الحكام الموجودين في العالم الإسلامي، أو لا تستطيع إدراك الألاعيب الدولية في السياسة والاقتصاد، من الصعب عليها النجاح فيما ترمي إليه. وخير مثال يمكن الاستشهاد به في هذا الصدد حكومة طالبان في أفغانستان.هذا كله إذا استطاعت الوصول للحكم عن طريق العمل العسكري الذي غالبا ما يكون بدعم خارجي من دول أو قبائل وليس بجهود الحركة الذاتية.أجر الأنصار وإثم حراس الظالميناجر أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم كبير عند الله تعالى، فهم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموه الحكم، سلموا الحكم لرجل لا يعرفهم ولا يعرفونه، جاءهم من منطقة أخرى، وطبعا سلموه الحكم ليس لهدف دنيوي ولا لمنصب ولا لأمر آخر، وسيدهم سعد بن معاذ تنازل عن كرسي الحكم لرجل غريب، لماذا يا ترى هذا الأمر؟ انه لسبب واحد، لان عبارة "لا اله إلا الله محمد رسول الله" استقرت في قلوبهم" وفقهوا معناها بأن عليهم كأهل للقوة والمنعة نصرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه بتمكينه من نشر الإسلام من بلادهم وأرضهم، فهم الذين نصروا الإسلام ورسوله بعد أن كان الرسول صلى الله عليه وسلم مطاردا في مكة ومعذبا من أهله والمسلمون ضعفاء، فأعطوا النصرة لرسول الله صلى الله وسلم، فعز الإسلام وأهله وانطلقت من بلادهم " المدينة" جيوش التوحيد ناشرة الإسلام بالجهاد.ولذلك ففضل الأنصار عظيم، وسموا بذلك لنصرتهم للإسلام ورسوله فقد قيل لأنس بن مالك: أرأيت قول الناس لكم: الأنصار, اسم سماكم الله به أم كنتم تدعون به في الجاهلية؟ قال: بل اسم سمانا الله به في القرآن. وأما فضلهم فالكثير من الأدلة تدل عليه، قال تعالى: { والّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه والّذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ}، وقال عليه الصلاة والسلام: { آية المنافق بغض الأنصار وآية المؤمن حبّ الأنصار} وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: { إنّ الأنصار عيبتي الّتي أويت إليها فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم فإنّهم قد أدّوا الّذي عليهم وبقي الّذي لهم}وأما سيدهم فما ورد في وفاته من الكرامات لهذا الصحابي الذي تنازل عن أعظم شهوة، وهي شهوة الحكم لرجل غريب عنه، من اجل نصرة الله ورسوله، ما ورد من كرامات لعظيم، حيث روى الحافظ البيهقي في (الدلائل): عن جابر بن عبد الله، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: {من هذا العبد الصالح الذي مات؟ فتحت له أبواب السماء، وتحرك له العرش؟ قال : فخرج رسول الله فإذا سعد بن معاذ}, وروى الإمام احمد والنسائي عن جابر قال: قال رسول الله لسعد يوم مات وهو يدفن: { سبحان الله لهذا الصالح الذي تحرك له عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، شدد عليه، ثم فرج الله عنه} وفي رواية أخرى { إن للقبر ضغطة، ولو كان احد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ} رواه احمد. وروى الحافظ البزار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد هبط يوم مات سعد بن معاذ سبعون ألف ملك إلى الأرض لم يهبطوا قبل ذلك} لماذا ذلك؟؟الكثير ممن فسروا لم يذكروا نصرة هذا الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه ونصرة المستضعفين من المسلمين، ولكن هذا هو السبب الذي يجب أن يكون دافعا اليوم لأهل القوة لنصرة العاملين للخلافة، فينالوا أجرا عظيما عند الملك العزيز الجبار، الذي يؤتي ملكه من يشاء وينزعه ممن يشاء.أما إن أصر أهل القوة على نصرة الظالمين المجرمين، أو سكتوا عنهم فالعذاب الأليم بانتظارهم يوم القيامة، فقد قال الله تعالى في حق فرعون وهامان وجنودهما : { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون} وقال أيضا: { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} وهنا السؤال لماذا قرن الجنود بفرعون رأس الكفر ومعاونه هامان المجرم؟؟لان فرعون وهامان ما كانا يستطيعان الظلم والتجبر وقتل المستضعفين والبغي والفساد في الأرض بدون الجنود، وبدون القوة التي تحمي شرورهم في الأرض، ولذلك ذكروا في الآية، والله تعالى اعلم.وقال أيضا في حق الأتباع والمتبوعين {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَاب * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} ولذلك من كان في أهل القوة هذه الأيام ليعلم انه إما أن يكون من الأنصار الجدد لهذا الدين وله من الأجر ما له عند الله تعالى، أو أن يستمر في نصرة الظالمين المجرمين الذين يحاربون الإسلام وأهله، وعندها لا يلومون إلا أنفسهم لما سيصيبهم من الذل والهوان عند الله تعالى، أو أن يتنحوا وفي هذا إثم لأنه عدم استغلال لما بأيديهم من قوة لنصرة الحق، فلم يبق لهم إلا نصرة الحق، من اجل إعلاء كلمة الله لا غير، أي أن يكون عملهم من اجل إعادة تطبيق الإسلام عن طريق دولة الخلافة الراشدة قريبا بإذن الله. الخلاصةحتى من استقراء الواقع بدون الرجوع إلى الأدلة الشرعية يتبين كيف أن الوصول للحكم لا يتم بدون دعم أهل القوة لمن يريد الوصول إلى الحكم وإلا لا يستطيع الوصول، أو لا يستطيع إلا أن يرضي الجيش.وحتى عندما تنشق بعض فرق الجيش فهي أيضا ضعيفة ما لم تَحُزْ أسباب القوة والدفاع ومختلف الأسلحة، فانشقاق بعض فرق الجيش في ليبيا أبقاها ضعيفة وعندها ما عندها من أسلحة.هكذا كانت أمريكا والدول المستعمرة توصل عملاءها إلى سدة الحكم في مناطق العالم الإسلامي بشكل فاعل، كما في انقلاب الضباط الأحرار في مصر لصالح أمريكا، وكما في الانقلابات في أوروبا الشرقية لصالح النفوذ الأمريكي عندما تم تحييد الجيش.ولذلك القول بان طلب النصرة هو حكم شرعي عليه الكثير من الأدلة الشرعية لمن أراد الحق، وعليه شواهد وأدلة عقلية تدعمه، فعلى الذين يهاجمون هذه الفكرة أو يسفهونها أن يعودوا إلى صوابهم.قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4540&fbclid=IwAR3UG046iD9REsghY-rgdo6YWqjAUT0W6i_aYEzyDLOyw6X2aYhdj68pA1E
    3 points
  16. بسم الله الرحمن الرحيم نحو فهم سنن الله: لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟ بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، والتي تكون بها أول مجتمع مسلم وأول دولة اسلامية على يد رسول الله عليه الصلاة والسلام خطر ببالي سؤال. والسؤال هو: لماذا انتظر رسول الله عليه السلام في مكة ولم يهاجر بعد بيعة العقبة الكبرى (بيعة الحرب) وبعد أن أخذ النصرة من اهل المدينة، فلم يخرج الرسول من مكة مع أنه أمر جميع صحابته في مكة بالهجرة إلى المدينة؟ وما هي العبرة من انتظاره عليه السلام حتى يتآمر عليه أهل قريش ويقرروا قتله ثم يخرج من بيته وهو محاصر، ويظهر وكأنه طرد وهاجر هروبا من قتل قريش له، مع أنه كان بامكانه الخروج كما خرج اصحابه، خصوصا وأن أهل المدينة من الأنصار كانوا بانتظار هجرته اليهم بناء على ما تعاقدوا عليه في بيعة النصرة في شهر ذي الحجة من العام الثالث عشر للبعثة ولكنه بقي في مكة إلى شهر ربيع الأول. وقد استأذنه أبو بكر رضي الله عنه بالهجرة وحده، فأمره بالمكوث لعل الله يجعل له صاحبا، وأبو بكر رضي الله عنه كان قد جهز لرسول الله عليه السلام ناقتين بعد بيعة النصرة مباشرة وسمنهما خصيصا للهجرة ثم استأجر دليلا من بني الديلم هاديا خريتا اي محترفا في معرفة الطرق، وكانت خطته في الأخذ بالأسباب للوصول بسلامة الله إلى المدينة محكمة، وتعلمنا منها كيفية التخطيط والأخذ بالأسباب. ومع ذلك فلم يهاجر الرسول وكان بانتظار الإذن له من الوحي. أي أن كل الأمور كانت جاهزة لهجرته لإقامة دولة الإسلام في المدينة، وكذلك خطة الهجرة وأسبابها كانت جاهزة، وكان الشيء الوحيد الناقص هو موعد الخروج، فلماذا الانتظار من قبل الوحي ورسول الوحي على قريش حتى تكتمل مؤامرتها وليحصل الاتفاق بين كل قبائلها على قتله واختيار شاب شجاع من كل قبيلة حتى يتم توزيع دمه بين القبائل ولا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه؟ وفعلا هذا السؤال كان يحيرني ولا أجد له جوابا شافيا، وتفكرت في الأمر قريبا، فخطر ببالي أمرين: الأول: هو قول ورقة بن نوفل لرسول الله ولخديجة بعد أن نزل عليه الوحي أن ما جاء نبي بمثل ما أتى به إلا وأخرجه قومه، فكان لا بد لقربش من إخراجه، فهذا هو دأب الأقوام السابقة مع انبيائها الثاني: قول الله تعالى في سورة الإسراء: (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)) وهذه السورة مكية ونزلت قبيل الهجرة وهي تحدد سنة ربانية أي قانونا سببيا تربط فعلا بشريا بعاقبة ربانية هي عقوبة على هذا الفعل، وهذه السنة أن أخراج قريش للرسول من أرض مكة ستكون عاقبتها أن أهل مكة لن يلبثوا بعده إلا قليلا، وعدم اللبث في الآية هنا لا يعني بالضرورة الإهلاك كما هي سنة الله في الأقوام السابقة، ولكن هي نصر الله له عليهم وانتهاء دينهم وحضارتهم وتحولها إلى أمة أخرى. وإذا ربطنا تأخر رسول الله في الهجرة من مكة إلى المدينة بعد بيعة النصرة وتأخر ذهابه لأقامة حكم الإسلام وايجاد المجتمع المسلم، نجد أنه لا فائدة من التأخير إلا شيء واحد فقط، ألا وهو أن تحق عليهم سنة الله بأن لا يلبثوا خلافه بعد إخراجه إلا قليلا، ولن تجد لهذه السنة الربانية تحويلا بل ستنطبق عليهم إذا قاموا بالمكر به لإخراجه، يقول الله تعالى في سورة الأنفال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) ويقول في سورة التوبة: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) ولعل العبرة كما نراها في الآيات أعلاه هي أن أهل قريش يمكرون برسول الله لحبسه أو قتله أو إخراجه ولكن الله هو خير الماكرين، فالله قد نصر رسوله بعد أن أخرجه قومه من مكة أثناء الهجرة عندما وصلوا إليه في غار ثور بهدف قتله، وبما أن قريش كانت مصرة على إخراجه بالمكر والمؤامرة مع سبق الإصرار ودون تردد، فكانت عاقبة هذا الأمر وهذا الفعل هو انطباق سنة الله عليهم وهي أنهم لن يلبثوا خلافه إلا قليلا، أي أن عاقبة هذا الفعل الماكر ستكون بعذاب من الله لهم، وهذا العذاب ليس هو اهلاكهم مع أنهم يستحقون ذلك، لأن الله قد نسخ الإهلاك ببعثة رسول الله عليه السلام بقوله في سورة الأنفال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ۚ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ) ولكن عذابهم كان انتصار رسول الله عليه الصلاة والسلام عليهم بعد بضع سنوات قليلة (8 سنوات) وتم له فتح مكة وتحويلها من الشرك إلى الايمان، فانتهت بفتح مكة أمة قريش المشركة وبدأت مرحلة جديدة وهي أمة قريش المسلمة بقيادة رسول الله، فأعز الله رسوله ونصره على كفر وشرك قريش، ثم انتهت قريش المشركة ولم يلبث أهل مكة بعد إخراجهم رسولهم إلا قليلا، وتحولت إلى الإسلام وضمت إلى دار الإسلام ودولته، وبدأ تاريخ وعهد جديد للاسلام في قريش. فلو هاجر رسول الله وخرج من مكة بمشيئته ودون أن يجبره قومه على الخروج منها، لما حقّت عليهم سنة الله بأن يعذبهم بنصره عليهم وعدم لبثهم خلافه إلا قليلا، فقد ينصره الله عليهم بعد سنين طويلة أو ينصر المسلمين عليهم في خلافة ابي بكر أو عمر، انظروا وتفكروا فيما لو التزمت قريش بصلح الحديبية عشر سنوات –بعد السنة السادسة للهجرة- فما الذي كان سيحصل؟ لكن اصرار الرسول عليه السلام على عدم الخروج والهجرة إلا بعد إخراجهم له، هو ما نتج عنه فتح مكة ونصره عليهم في بضع سنوات، فانطبقت بذلك سنة الله وقانونه البشري عليهم، فالسبب ينتج ويؤدي إلى المسبب، والفعل البشري يفعِّل السنة الربانية التي تنتج العاقبة الموعودة. وخلاصة الأمر أن رسول الله لم يخرج من مكة هاربا من مكر قريش به لقتله، بل خرج منها بعد تآمرهم عليه لقتله أو إخراجه، لتنطبق ولتحق عليهم سنة الله بنصره عليهم وإهلاكهم، وهو ليس مثل إهلاك الأقوام السابقة بالتدمير التام بل بأن يتحولوا جميعا من دينهم وحضارتهم المشركة التي يصرون على التشبث بها إلى دين وحضارة الرسول الذي أخرجوه، أي تمت هزيمة دين الشرك ونصرة دين الإسلام، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. اللهم عجل لنا بنصرك وفرجك وتمكين هذه الأمة في دولة اسلامية راشدة على منهاج النبوة وأن ييسر لهذه الدعوة انصارا جددا يقيمون الخلافة. ولكم تحياتي
    3 points
  17. بروفيسور ماهر الجعبري: رحلة الشك العلمي.. أول الكلام August 8, 2018 بروفيسور ماهر الجعبري يخيل للبعض أن العلوم الطبيعية التي تمخضت عن النهج العلمي التجريبي هي ذروة المعرفة البشرية، وأنها باتت الحكمَ على غيرها من المعارف، بل وهي التي تُصدِّق العقائد أو تكذّبها، وقد تمر الحياة على كثير من العلماء دون أن يعيشوا لحظة من صحوة حقيقية، وهم ينخرطون في دهاليز العلم المادي متفاعلين معه، ومستسلمين لكل المعلومات «العلمية» التي انغمست في أذهانهم عبر مسيرتهم العلمية، وهي التي تتحوّل مع مرور الزمن، ومع التدفق العلمي والإعلامي على عقول البشرية إلى ما يشبه اليقين، وهي التي تحوّل تعاطيهم معها إلى ما يشبه الإيمان، عبر التصديق الجازم الذي لا يتطرق إليه شك، رغم أنهم يدركون أن من ثوابت الطريقة العلمية: أن مخرجاتها قابلة للنقد والنقض والدحض. ومع كرّ الأيام وتكرار الكلام وتقليب الصفحات، تصبح تلك المعارف العلمية لدى غالبية العلماء ثابتًا أو مرجعًا عقليًّا لكل فكر، وأساسًا ذهنيًّا للحكم على الأفكار الأخرى؛ إذ من الصعب على كثير من العلماء أن يستشعروا بجدران ذلك «الصندوق» الذي وُضعوا أو وَضعوا أنفسهم فيه، فكيف بهم أن يحاولوا الخروج منه بتفكيرهم الناقد وإبداعهم الرائد! رغم أن «التفكير الناقد» و«الإبداع» باتا كلمي السر للحركة العلمية العالمية. إذ إن ثمة سطوة للعلم كما للساسة، ولصفحاته هيبة في نفوس البشر كما الأديان، ومن الصعب على الناس أن تفكّر بإعادة النظر بمخرجات العلم المفصلية أمام تلك الهيبة وذلك السلطان، وخصوصًا أن العلماء والهيئات العلمية تصبح أحيانًا قاسية جدًا في ردود أفعالها على من يحاول «إعادة النظر»، وكأنّها تُغيَّبُ عندها العقليةُ المنفتحة، وتنسى تَقَبُّلَ الرأي الآخر أمام أية محاولة للخروج من الصندوق. وأمام تلك الغفلة «العلمية» نطرح في أول الكلام سؤالًا تأسيسيًّا: هل يمكن أن يكون التاريخ العلمي للبشرية قد مرّر أباطيل «علمية» وحوّلها في الذاكرة الجمعية للبشرية إلى حقائق لا يمكن النقاش حولها؟ وهل يمكن أن تكون أذهاننا قد امتلأت بـ«الخزعبلات العلمية» من التي تَكوَّنت لها هالةٌ عاطفية تجعل ممن يطرح أي تساؤل حولها محل نقد وقدح وردح؟ هنا سؤال مصيري لا يقل أهمية عن تلك الأسئلة الوجودية التي تَطرقُ ذهنَ المفكر في بداية مشواره العقلي، والتي تكون الفاتحة لموقفه الديني من الوجود: من أين أتيت وإلى أين أمضي؟ لأن تلك المعلومات العلمية لم تكتفِ بطرح أجوبة عن تلك الأسئلة الوجودية، بل إن العلم قد أقحم نفسه في طرح نهج معرفي بديل للإجابة عن تلك الأسئلة الوجودية، وهو المنهج العلمي، في مقابل المنهج العقلي، وما يتمخض عنه من النهج النقلي الذي يؤكد العقل صدق النقل فيه. ولذلك فإن البحث في الموقف مما تُسمّى الحقائق العلمية لا يقل أهمية عن التفكير العقائدي، لأن المجالين قد تشابكا في المجالات المعرفية، وتعاركا في طريقة التفكير، وتنافسا على عقول البشرية وقلوبها، وخصوصًا في ما يتعلق بموقف الإنسان من الوجود وما حوله. وتبدو معالم هذا الصراع بين التصورات العلمية والأطروحات الدينية جلية في المناظرات والمؤلفات والوثائقيات، رغم محاولات كثير من علماء الطبيعة وعلماء الشريعة (وعلماء اللاهوت) إيجاد حالة من التصالح المعرفي، وفرض السِّلم بين العلمانية والدينية، عبر نهج التوفيق بين مخرجات العلم، وبين مظّنات النصوص الدينية ودلالاتها في الكتب السماوية، وخصوصًا بعدما تجاوزت أوروبا مرحلة الكبت الديني في عصورها الظلامية، وانفتحت على عصر النهضة الذي قام على «العلم»! ثم لحقتها ضمن ذلك المسار بقيةُ شعوب الأرض وأممها، ومنهم الأمة الإسلامية، التي رضخت تحت ضغط الغلبة العسكرية أمام الغزو الاستعماري إلى الشعور بالغلبة الفكرية أمام سلطان المعرفة الغربية. إن النظرة العامة للتصورات الدينية للوجود المادي تكشف عن تصوّر مبسّط جدًا للأرض والسماء ومصابيحها، قد لا يبدو في انسجام مع ذلك المشهد المعقّد الذي ترسمه وكالات الفضاء العالمية لذلك الكون المتمدد في الزمان والمكان، والمركب في الكرات والحركة والدوران! رغم كل محاولات التوفيق وليّ أعناق النصوص… وقد تكشف تلك النظرةُ المقارنةُ عن تنافر ظاهر أو خفي، رغم الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ورغم دعوى أن الأديان السماوية نزلت على الناس خلال مرحلة متواضعة من المعرفة البشرية للكون، بينما هي دعوى لا تصمد أمام الوثائق الإغريقية والتفاسير الإسلامية للقرآن التي تناولت الأطروحات الحديثة نفسها حول شكل الأرض مثلًا، ونقلت شيئًا من الجدل المُزمن حول بعض تلك الأمور، مما لا زال العلم نفسه يردد صداه، كأنه جدل عابر للأزمان، مما سنبيّنه خلال هذا المسار المعرفي الذي يبدأه أول الكلام هذا. ثم إن ذلك التصوير البسيط لمشهد الأرض والسماء وانبثاق الحياة في القرآن -وما يشبهه في الكتب السماوية- يوجد طمأنينة ذهنية وقلبية، قد تتزحزح أمام ذلك التدفق العلمي لذلك الكون المتمدد في الزمان والمكان، والمركّب في الكرات والحركة والدوران كما كتبنا أعلاه، ويصبح ذهن المؤمن بالدين السماوي محل هجوم ذهني لكثير من الأسئلة التي تقلقه كلّما حاول التوفيق بين مخرجات العلوم التي تصنَّفُ على أنها حقائقُ ضمن ذلك الصندوق العلمي، وبين دلالاتِ النصوصِ الكونيةِ التي تُعتبر عقائد في الأديان السماوية، وعبثًا يحاول الكثيرون أن يلبَسوا طاقية لكل وقت ومهمة، واحدة للعالم الطبيعي، وأخرى للمتدين بدينه السماوي الذي يطرح إجابات كونية قد لا تتجانس مع تلك المعلومات العلمية (أو الحقائق!). من هنا تبدأ مسيرة شقاء، شقاء أوّلُه نفسي يقلق الباحث المفكر، ومنتهاه بشري يقلق هذه البشرية، رغم محاولة المفكرين الغربيين تعريف العلمانية على أنها فصل الدين عن الحياة، فربما من الضروري العودة إلى البحث في تعريفها الأصلي، مما سنطرحه ضمن هذا المسار المعرفي. وفي أول الكلام، قبل أن نفتح ما يليه، نطرح أسئلة استهلالية للتفكير الذاتي: 1- هل ترى أن التصور العلمي لتركيب المادة ومكونات الذرة وسلوكها هو حقيقة لا تقبل الجدل؟ 2- هل تؤمن بأن أقدام الأمريكان قد وطئت سطح القمر حقًّا؟ 3- هل انتهى علم البشر إلى أن شكل الأرض مكوّر بيضاوي أم هل تصح نظرية الأرض المسطحة؟ 4- هل انبثق الوجود المادي من نقطة متناهية في الصغر عبر الانفجار الكوني العظيم وأدى إلى الكون الفسيح المتمدد؟ 5- هل تطورت الحياة من خلية بسيطة إلى إنسان «جبّار» يحلّق في الفراغ الكوني ويجوب آفاق السماوات والأرض؟ 6- هل تعاني الأرض حقًّا من أزمة الاحتباس الحراري التي تهدد مستقبلها وديمومتها أم هي قضية مفتعلة لغايات سياسية؟ وأمام هذه السيل الجارف من التساؤلات العلمية الوجودية وما يلحق بها، يُلحّ على الذهن تساؤل عام: هل يمكن أن نكون قد حملنا خزعبلات علمية خلال حشرِنا داخل الصندوق العلمي؟ وهل يمكن أن نكون قد خضعنا لأجندات سياسية وحضارية قادتنا إلى ما نحن عليه الآن من معرفة علمية كادت أن تكون غير خاضعة للنقاش؟ وضمن محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة العلمية المصيرية، نتساءل عن طريق المعرفة التي تتولد عنها تلك الإجابات، وعن مستوى القناعة بها، من حيث التصديق بها حد اليقين الذي لا يتزحزح والتسليم بها في ما يشبه «الإيمان» وهو التصديق الجازم! أو الشك العلمي؟ وقبل أن نتقدم خطوة في الإجابة عن هذه الأسئلة، نتساءل أيضًا حول «التفكير الناقد» الذي يختبر المعلومات، ويميز الحقائق عن الأباطيل، ثم حول مستويات التصديق بتلك المعارف حسب تصنيف العلم نفسه ما بين حقيقة ونظرية وفرضية، ضمن هذا المسار المعرفي حول الشك العلمي. أستاذ الهندسة – باحث ومفكر أكاديمي من فلسطين الخليل – فلسطين
    3 points
  18. بسم الله الرحمن الرحيم صفات القيادة الناجحة لقد خلق الله تعالى الناس متفاوتين، يفضل بعضهم بعضاً في القدرات والطاقات والعقول، وغير ذلك مما حباهم الله به، وهذا بالتالي جعل الأداء عند الناس في مجالات الحياة المتنوعة في تفاوت وتفاضل، وجعل قسماً منهم يبرز في نواحي معينة لا يبرز فيها القسم الآخر، ومن هذه الأمور المسؤولية والقيادة وتقدم الصفوف ... فمنذ القدم يبرز في حياة الناس أناسٌ تكون فيهم صفات معينة تؤهلهم لقيادة الناس، وتقدم الصفوف أمامهم؛ فمثلا في النظام القبلي البدائي يتقدم الناس رجلٌ يسمّى بشيخ القبيلة أو المسئول فيها، يمتاز عن باقي الناس بصفاتٍ تؤهله لذلك، وفي الدول أيضاً تبرز في أشخاص معينين صفات معينة، تؤهلهم لأن يكونوا هم القادة الذين يحكمون الناس ويتقدمون الصفوف أمامهم. إلا أن هذا الكلام ليس معناه أن من يتقدم الصفوف أو يكون مسئولاً هو مؤهلٌ للقيادة دائماً، وأنه أحق بها لأنه يحمل صفات الرجل القيادي، فهذا ليس بالضرورة، فقد يكون في الحكم مثلاً أو في القيادة لأن أمواله في مجتمع رأسمالي تؤهله لأن يكون قائدا أو حاكماً، وقد يكون في الحكم أو القيادة والمسئولية لأن الذي سبقه قد ورّثه هذا الأمر بسبب القرابة أو المصلحة أو غير ذلك، وقد يكون الشخص مسئولاً وليس عنده الصفات القيادية التي تؤهله لذلك، فلا تلبث مسئولية هذه الأصناف أن يعتريها الضعف ثم تنهار، وقد يكون الشخص عادياً في المجتمع؛ عاملاً أو مدرساً أو طبيباً وفي شخصيته الصفات التي تؤهله لأن يكون قياديا ورائدا في المجتمع. إذن هناك صفات معينة يجب أن تتصف بها الشخصية القيادية أو الرائدة، فما هي هذه الصفات وما هي درجة تسلسلها في هذه الشخصية، وهل فقدُ البعض منها لا يجعله شخصيةً قيادية .. أما صفات الشخصية القيادية فيمكن إجمالها في النقاط التالية : - 1- التميز والثبات في الفكر والرأي، وعدم الفوضوية في الأعمال :- فالإنسان حتى يكون قيادياً ناجحاً يجب أن يرتكز إلى فكر ثابت في حياته، يُصدر من خلاله الأحكام، ويقود الناس وفق هذا الفكر، ونقصد بالفكر الثابت هنا عدم التلوّن، وعدم الانتقال من فكرٍ إلى آخر حسب الأهواء والمصالح الآنية، فإذا كان الإنسان مستنداً إلى فكرٍ ثابت فإنه يكون ثابت الرأي، غير متقلب في تصرفاته وقيادته للناس، ولا يكون تبعاً لأفكار وأهواء أخرى، يتغير كلما أراد أن يتغير، فهذا يُضعف شخصية الإنسان ومواقفه القيادية أمام من يقودهم ويتقدمهم، ولا يشترط أن يكون القائد مبدئيا في نظرته للحياة، فقد يكون مبدئيا وقد يكون إنسانا عاديا دون مبدأ، ولكن المبدئية عند الإنسان تعطيه الثبات والقوة في الفكر والرأي وبالتالي القوة في طريقة القيادة . أما القيادي المسلم فإنه يجب أن يكون مبدئيا لأنه يتقدم المسلمين ؛ً بمعنى أنه يلتزم مبدأ الإسلام فكراً وعملاً ورأياً، فيفهمه فهماً صحيحاً ويكون على دراية بما يلزم من أحكامه، ويلتزم هذه الأحكام في كافة أموره وعلاقته مع الغير، وخاصة في قيادته للناس، ولا يكون تبعا للغير متلونا حسب الأشخاص أو الأهواء، فإذا كان كذلك ضعفت شخصيته وقيادته ثم لا يلبث أن ينهار شيئا فشيئا .. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في قوله: ( لا يكونوا إمعة تقولون: إذا أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وان أساءوا فلا تظلموا ) .. 2- الحزم والعزم وعدم التردّد في اتخاذ القرارات :- فالشخصية القيادية إذا اتخذت قراراً تكون حازمةً في هذا القرار، ولا تدع الأمور لآراء الناس وتعدّدها، لأن هذا يجلب عليه التسلط، ويضعف شخصيته أمام من يقودهم، ويفتح المجال للتنافس على القيادة نتيجة شعور الناس بضعفه في اتخاذ القرارات ... وليس معنى ذلك عدم المشورة أو أخذ الرأي، بل معناه عدم كثرة التردّد في المواقف الحازمة كأمور الحرب أو السلم أو الأمور المصيرية المهمة، والتي تحتاج إلى سرعة قرارٍ وحزمٍ وعزم .. وقد ذكر الحق تعالى في هذا المعنى قوله: " فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " والرسول عليه السلام يقول: "ما كان لنبي لبس لأمة الحرب أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين قومه.." 3- كثرة المشورة وأخذ الرأي فيما يؤخذ فيه الرأي :- وهذه ليست نقطة ضعف في شخصية القائد ولا تعيبه، ولا تظهره على أنه لا يعرف فنون القيادة، أو القدرة على إصدار الرأي، بل هذه الصفة تزيد في قوة الرابطة بينه وبين من يتقدم صفوفهم، وتكسب رأيه قوة فوق قوة، وسداداً مع سداد؛ فالله سبحانه قد أرشد نبيه عليه السلام فقال: " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) فالمشورة مطلوبة وهي من صفات القائد الناجح الذي يريد تقوية الصف من خلفه، والاستبداد في الرأي هي من صفات القائد الفاشل، الذي يكثر خطؤه وتزداد الهوة بينه وبين أتباعه لدرجة القطيعة في نهاية المطاف .. 4- المثابرة والاهتمام الدائم بشؤون الرعية، وعدم إظهار اللامبالاة :- فالشخصية القيادية يجب أن تُشعر الرعية أو من يتقدمهم في الصف أنه حريص على مصالحهم كلها، وانه يحافظ على حياتهم، وعلى أموالهم وعلى أعراضهم .. فهذا الحسّ عند الناس بواقع قائدهم يجعلهم يطمئنون لقيادته، ويسلّمون له الأمور، ولا مجال لوجود الشك أو الخوف أو التردّد في عملية الانقياد خلف هذا القائد، أما إذا أظهر هذا القائد عدم المبالاة، واظهر الاهتمام بمصلحته الشخصية على مصالح أمته وشعبه، فإن ذلك يضعف قيادته، ويفتح المجال للتمرد والتشكيك من قبل الآخرين تجاهه، وتصبح النظرة عند شعبه إن هذا القائد يستغلّ وجوده في القيادة لتلبية نزواته ومصالحه، لذلك يبدأ التذمّر والتردّد في الانقياد خلفه، ثم يزداد هذا الأمر اتساعاً شيئاً فشيئاً حتى يقوم الناس على التخلص منه وإسقاطه.. 5- الذكاء وسرعة الفهم والبديهة :- ونقصد هنا بالذكاء أن يكون القائد منفتح الذهن سريع التفكير، سريع الملاحظة للأمور سريع الفهم ، لأن الخمول في التفكير وضعف الفهم وضعف البديهة عند القائد يُضعف شخصيته أمام شعبه، فهذا الأمر يجب أن يكون موجودا مسبقا في شخصية القائد، ويجب أن يعمل على تنميته باستمرار بكل الوسائل والسبل، لأن سرعة الفهم والبديهة يمكن تنميتها في الشخصية .. فالقائد الناجح هو القائد الذي يفهم الأمور بسرعة، ويردّ عليها بسرعة، ويفهم أيضاً الأمر وما يراد منها.. فمثلاً عندما يكون القائد في مكان لا يريد أن يعلم به أحد، وفي نفس الوقت لا يريد أن يثير الشبهة حوله يجيب إجابةً يجعل الخصم يكتفي وينشغل بها، كما حصل مع الرسول عليه السلام عندما كان في طريقٍ الهجرة، ولا يريد أن يعلم أحد إلى أين يذهب ولا من أي مكان جاء، فلقيه رجل في الطريق وسأله: ممن القوم ؟! فقال الرسول عليه السلام: من ماء !! .. فأخذ هذا الرجل يفكر ويسأل نفسه من أيِّ ماءٍ هم..من ماء كذا أم من ماء كذا ؟ حتى قطع الرسول عنه مسافة وهو يسأل نفسه نفس السؤال !! .. 6- القدرة السياسية في إدارة الشؤون والمناورات السياسية، والقدرة على تحمّل المسئوليات في ذلك:- فالناس متفاوتون في هذا الأمور، فهناك رجال عندهم فنّ القيادة وتحمل المسئوليات سجية من سجاياهم، وأهّلهم الله سبحانه وتعالى- بما حباهم من شخصية مبدعة- لفن القيادة وتحمل المسئوليات، وهناك من الأشخاص من ترى في شخصيته التبعية والانقياد وحبّ السير خلف الغير، والضعف وعدم القدرة على تحمل المسئولية .. لذلك عندما جاء أبو ذر رضي الله عنه إلى الرسول عليه السلام وقال له: يا رسول الله ولّني .. أي أعطني ولاية كما أعطيت معاذ بن جبل وكما أعطيت عتاب بن أسيد وأبا موسى الأشعري ومحمد بن مسلمة وغيرهم قال له الرسول عليه السلام : " يا أبا ذرّ انك رجل ضعيف وإنها أمانة وأنها يوم القيامة خزي وندامة .. " وأبو ذر كما نعلم لم يكن ضعيف الجسم، وإنما كان من الفرسان المشهورين، لكنه فيه حدّة تبرز في المواقف القيادية، وقد ثبت ذلك بكثرة خروجه على الخلفاء وانعزاله عن الناس .. وهذا ليس من صفات القائد الناجح .. أما المناورات السياسية فهي فنّ من الفنون أيضاً .. يجب أن تتوفر في شخصية القائد لأن حياته كلها سياسية ورسمٌ للسياسة في الداخل والخارج، فيجب عليه أن يعرف كيف يتعامل مع الأعداء في رسم المناورات السياسية التي تخذّل عن بلاده وتخدم شعبه، تماما كما فعل الرسول عليه السلام في معاهده الحديبية، حيث رسم خطة دقيقة غابت حتى جهابذة الزعامة في مكة !! 7- القوة الجسمية بما يكفي لتحمل الأعباء والمسئوليات :- ولا نقصد هنا بالقوة الجسمية أن يكون فارساً أو مصارعاً أو غير ذلك، وإنما نقصد أن لا يكون عليلاً كثير الشكوى من الأمراض، ضعيف البنية لا يستطيع تحمل الأمور ومكابدة المشاقّ والسهر والمتابعة، والصبر في ساعات المتابعة الدقيقة .. فالقيادة تحتاج إلى أعباء جسمانية وليست من الأمور السهلة، فتحتاج إلى أعصاب هادئة متزنة، وإلى جسدٍ خالٍ من المرض، وإلى عقلية سليمة من أي مرضٍ عصبي أو غيره، لأن الأمور لا تسير على وتيرة واحدة في حياة الأمم والشعوب، فقد تتعرّض الدولة أو الجيش إلى حصارٍ يفرض على القائد أن يلزم غرفة المتابعة ليل نهار، ولا يستطيع النوم إلا ساعات قليلة، فهذا الأمر تحتاج إلى أعصاب هادئة، وإلى جسد عنده القدرة على التحمل، وإلى اتزانٍ وعدم انفعال في غير موضعه، أما إذا كان الجسم غير قادر على المواجهة والتحمل والصبر فإنه يفقد اتزانه في لحظة ما ويصدر الأوامر في غير موضعها فيضيّع الأمور كلها ويجعل الأمة تخسر خسراناً كبيراً .. 8- العلم والمعرفة بما يلزم لأخذ القرارات، وعدم التردّد وعدم إظهار الاتكال دائما على الغير :- ولا نقصد هنا بالعلم أن يكون عالما، ولا نقصد بالمعرفة أن يكون محيطا بكل شيء، وإنما أن يكون عنده القدرة- بمعرفته وعلمه -لاتخاذ القرار خاصة في ألأمور المهمة من فكر أو دين أو غير ذلك .. ، وان يكون كذلك عارفا للأهداف العليا والغايات السامية، وأن يكون عنده علم بالقضايا المصيرية لأمته وشعبه.. فإذا أخذ القرار عن علم ومعرفة؛ أي اسند هذا القرار لعلم ومعرفة كان قرارا صلباً قويا يستند إلى فكر ثابت يخدم الشعب الذي يتقدمه، وأما أن كانت القرارات ضد الأهداف والغايات العليا لشعبه فانه يعرض نفسه للاتهام الدائم، وبالتالي تضعف شخصيته أمام الناس وسرعان ما يقوم عليه الناس .. فيجب أن يكون القائد ملماً بالعلوم والمعارف التي تلزم في أمور القيادة وليس في كل شيء، ولا أن يكون عالماً .. أما إذا كان أمياً- كما هو الحال عند بعض حكام الخليج- فانه يعرض نفسه للانتقاد الدائم، وتكون قراراته غير سليمة وغير صائبة .. فمثلاً عندما اعترضت أمير المؤمنين قضيته سواد العراق، وتوزيعها على المحاربين نظر أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في المسألة نظرة العلم والمعرفة وبُعد النظر، وجعل ذلك مستندا إلى فهم شرعيّ وهو: إن الحاجة تدعو إلى إيجاد مصرف دائم يُصرف منه على الجند، وعلى مصالح الدولة، ويعطى منه المحتاجون إلى آخر الزمان.. وكان فهمه مستندا إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) 10-الحشر، فقال: ( والذي نفسي بيده لولا أن اترك الناس بيّانا ليس لهم شيء ما فتحت على قرية إلا قسمتها كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ولكني اتركها خزانة لهم يقتسمونها) رواه البخاري. 9- اللين في موضوع اللين والشدة في موضع الشدة وسعة الصدر والرحمة والألفة :- فالشدة والقسوة مطلوبة في موضعها؛ بحيث لو كان في مكانها اللين والرقة فسد الأمر وضاع، والّلين أيضا مطلوبٌ في موضعه ومكانه بحيث لو كان بدلا منه الشدة فسد الأمر وضاع، وأيضا يجب أن يكون من صفات القائد سعة الصدر والرحمة والألفة لمن يقودهم أو يحكمهم أو يتقدم صفوفهم في أي أمر، والله سبحانه وتعالى خاطب بنيه عليه السلام فقال: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ .. ) والإمام عمر رضي الله عنه وهو القائد الناجح .. قال : :(... لقد لنت للناس حتى خشيت الله في اللين، ثم اشتددت عليهم حتى خشيت الله في الشدة، فأين المخرج؟..) فهذه الصفة هي من صفات القائد الناجح، يقدّرها حيث يرى وليس لها ضوابط معينة، وتحتاج إلى سرعة في التفكير واستحضارٍ للبديهة بحيث تؤتي النتائج السليمة الصحيحة في موضعها .. 10- الطموح وسعة الأفق والنظرة إلى أعلى في الارتقاء بمن يقودهم :- فالقائد الناجح ينظر إلى الأفق الواسع الرحب بشكل دائم، وينظر إلى الأعلى على أن يتقدم الصفوف في كل أمر وفي كل شيء، وذلك حتى يرتقي من علٍ إلى أعلى بشكل دائم .. فطموح القائد يجلب الخير الدائم على شعبه، واستكانته وكسله يجلب عليهم الوبال ويجعل الأمم تطمع فيهم .. فلو أخذنا على سبيل المثال فرنسا في عهد نابليون وفرنسا هذه الأيام لرأينا الفرق الكبير في الطموح والنظرة إلى الأمام، فنابليون كان يفكر أن يقود العالم أجمع، بينما قادة فرنسا اليوم يفكرون في الانضواء تحت المجموعة الأوروبية للتقوّي بها، المتحدة. هذه هي صفات القائد الناجح الذي يجلب على نفسه وأمته الخير ويرتفع بهم من علٍ إلى أعلى، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه في تقدير الأمور؛ فإذا رأى في نفسه ضعفاً وعدم قدره في فن القيادة أراح واستراح وأبعد نفسه عن هذا الأمر، وإن وجد في نفسه الكفاءة خاض غمار الأمر ليجلب لنفسه ولغيره الخير العميم، ولا يبخل على شعبه بذلك نسأله تعالى أن يولّي أمة الإسلام القادة الناجحين الأصفياء في ظلّ حكم الإسلام .... آمين يارب العالمين
    3 points
  19. بسم الله الرحمن الرحيم. بالفعل لقد أثرت النهضة العلمية التي جاءت من الغرب عن طريق البحث العلمي القائم على فكرة فصل الدين عن الحياة على طريقة تفكير العلماء وعلى سلوك عامة الناس فالعلم والوسائل العلمية التي توصل اليها الانسان بالطريقة العلمية في التفكير اصبحت مقدسة عند الانسان الا ما رحم ربي وهذه الطريقة العلمية في التفكير حولت وجهة الانسان على حقيقة هذا الكون والانسان والحياة وما قبلها وما بعدها هذه الطريقة العلمية القائمة على عقيدة باطلة ألهت الانسان وأصبحت قبلة تفكير كثير من الناس .لقد يفنى عمر الانسان مع هذه الطريقة في التفكير ويحسب انه ملك الدنيا باكملها بما توصل اليه عقله وهو في الحقية انه لم يتوصل الى شيئ ما لم يهتدي الى العقيدة الاسلامية التي تجيبه على جميع الاسئلة
    3 points
  20. السلام عليكم من أجل الإجابة عن سؤال (لماذا خلقنا الله؟) لا بد أن نمهد للجواب عليه بمثال للتقريب، الأ وهو مثال الساعة. نحن لدينا ساعة يد، ويمكن أن نسأل حولها ثلاثة أسئلة: 1. هل احتاجت إلى صانع؟ 2. كيف صنعت؟ 3. لماذا صنعت؟ أما الأجوبة فهي كما يلي: 1. النظرة السريعة إلى الساعة تجعل الإنسان يحكم على الفور من غير تردد بأنها احتاجت إلى صانع، وأن هذا الصانع يتصف بصفات لازمة هي العلم والارادة والقدرة حتى يستطيع القيام بالصناعة 2. للإجابة على سؤال (كيف؟) لا بد من النظر في واقع الساعة أو سؤال الصانع. 3. أما سؤال (لماذا؟) فلا بد من علم بالخلفيات التي سبقت الوجود، أي لا بد من معرفة مفهوم الزمن وأن البشر قسموا السنة إلى 365 يوما وكل يوم إلى 24 ساعة وكل ساعة إلى 60 دقيقة وكل دقيقة إلى 60 ثانية، فإذا لم تعرف هذه الخلفية لا يمكن معرفة الإجابة على وجه الجزم، فتحكم بأن هذه الساعة هي أداة لها وظيفة لقياس ومعرفة الأوقات. وبتطبيق هذا المثال على الكون نسأل نفس الأسئلة : هل الكون مخلوق؟ والجواب نعم وذلك بانعام بالنظر في الكون نفسه لنصل إلى الحكم عليه بانه محتاج ومحدود وعاجز، ولا بد له من بداية وأن خالقه هو الله سبحانه المتصف بصفات القدرة والارادة ووالعلم وجميع صفات الكمال. أما سؤال كيف خلق الكون؟ فاجابته تكون بالنظر في الكون والانسان والحياة لمعرفة كيف بدأ الخلق، وقد قدم القرآن بعض الإجابات عن بعض الكيفيات، والعلم ما زال يحاول تقديم إجابات عن هذا السؤال، واللافت أن آلاف السنين لم تكن كافية حتى يلم الإنسان الماما كافيا بكيفية الخلق، ولا يزال يحاول ذلك وهو يتقدم كل يوم شيئا فشيئا، ولكنه يجهل الكيفية الكاملة. ولا يستطيع الإنسان انتظار عشرات ومئات السنين للحصول على إجابة شافية، فأعطاه الوحي إجابات كافية وفق ما يلزمه لسد حاجته إلى جواب لهذا السؤال. سؤال لماذا خلق الله الكون؟ واجابته لا تكون بالنظر في الكون، لأنه يتعلق بأمر سبق الوجود فكما سبقت فكرة الزمن وجود الساعة فلا بد أن تسبق فكرة خلق الكون وجوده الفعلي، ومن هنا لا يمكن للعلم ولا لتطوره أن يجيب عن هذا السؤال لأن العلم يبحث في الوجود، وسؤال (لماذا؟) يبحث فيما قبل الوجود، والإجابة لا تكون إلا عند الخالق الصانع لأنه هو صاحب الإرادة في الخلق. وترجع إمكانية عدم معرفة الإجابة عن سؤال (لماذا ؟) لأنه يتعلق بما قبل الوجود، أما سؤال (هل؟) وسؤال (كيف؟) فيتعلقان بالوجود، ومن هنا يمكن أخذ الإجابة عنهما من النظر في الوجود وبالتالي فللحصول على إجابة للسؤال الثالث (لماذا ؟) لا بد من أن نبحث في القرآن عن إجابة ربانية عن هذا السؤال، لأنه هو وحده الخالق الواجب الوجود، فهل نجد في الوحي إجابة قاطعة وحاسمة عن هذا السؤال؟ يتبع بمشيئة الله مع تحياتي
    3 points
  21. السلام عليكم لنعد الآن لطبيعة الأسئلة التي طرحت من قبل السيد بهاء، هل هي فعلا أسئلة فطرية طبيعية يسألها كل إنسان؟ أم أن هنالك أسئلة أولى منها وأهم منها، يجب أن تسأل ومن الطبيعي والفطري والضروري أن يطرحها كل عاقل ومفكر؟ فهل سؤال "لماذا خلق الله الإنسان"؟ هو بداية ما يجب أن يسأل! وهل السؤال عن عدل الله حين خلق هو فعلا السؤال الطبيعي؟ وهل السؤال عن حاجة الله إلى الخلق؟ هو سؤال فطري. ولا بد من تلقي اجابات لهذه الأسئلة أولاً؟؟؟ أرى أن هذه الأسئلة هي أسئلة مفتعلة وهي ليست طبيعية ولا فطرية، وليست هي الأسئلة الصحيحة التي يجب أن تسأل ويبدأ بها!! لماذا هي ليست بالأسئلة الصحيحة والطبيعية؟ لأن الأسئلة التي يسألها البشر في العادة هي أسئلة أهم وأولى من هذه الأسئلة، وهي تلك الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى عند الإنسان وبحاجة إلى اجابات عنها، واجاباتها تحدد توجه الإنسان الفكري وتحدد مصيره وغاياته واولوياته وتحدد اعتقاداته، وينبني عليه سلوكه ونظام حياته وتصرفاته. فما هي الأسئلة الطبيعية والضرورية التي يسألها عقل الإنسان؟ والتي لا بد منها ولا بد من اجابات عليها وهي التي تشكل العقدة الكبرى لديه؟ كل عقل وفكر سوي لا بد أن يسأل الآسئلة الكبرى التالية وهي: · من أين أتى؟ أي من هو أصل الإنسان؟ · إلى أين سيذهب؟ أي ما هو مصير الإنسان بعد الموت · ولماذا؟ أي ما هي الغاية من وجوده في الحياة الدنيا؟ وهناك أسئلة تتعلق بهذه الأسئلة ولكنها تشكل عقدا صغرى، تحل تلقائيا مع وجود اجابات صحيحة عن هذه الأسئلة الكبرى. وفي الحقيقة كل الأديان العقائد والمبادئ تعطي اجابات محددة لهذه الأسئلة، واختلاف الاجابات عن هذه الأسئلة هي التي تجعل الاجابات والأفكار التي احتوتها عقيدة مختلفة عن باقي العقائد. فكل دين وكل عقيدة وكل مبدأ له فلسفة معينة في اجابات هذه الأسئلة التي تشكل العقدة الكبرى للإنسان. لذلك عليك أولاً الإجابة عن هذه الأسئلة الكبرى التي تشكل عقدة اساسية لا بد من حلها، وحلها يكون باعطاء اجابات صحيحة مقنعة للعقل وموافقة للفطرة تؤدي إلى الطمأنينة الدائمة أي السعادة عند الانسان وهذا هو معنى قوله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" لأن اجابات الإسلام عن العقدة الكبرى هي اجابات صحيحة تشفي ما في الصدر والقلب من شك وريبة وانزعاج وتوصل إلى الطمأنينة والسكينة. وقد اجاب الإسلام عن هذه الأسئلة بأن قال بأن جواب السؤال الأول هو أن أصل الانسان انه مخلوق لله خالقه وربه، فالله خلق الكون والحياة والإنسان فتكون العلاقة بين الله والإنسان هي علاقة الخلق والربوبية وأن هل الله هو مسبب جميع الأسباب. أما السؤال الثاني فقد اجابه الإسلام بأن قرر أن الموت ليس نهاية الانسان بل هناك حياة أخرى بعد الموت، وأن فيها محاسبة على أعمال الإنسان في الحياة، فإما أن يدخل الجنة وإما أن يكون مصيره النار والسؤال الثالث اجابه الإسلام وقرر بأن الغاية من خلق الإنسان هي اعمار الأرض بأن يكون خليفة فيها يطبق شريعة الله وأن يكون عبدا لله أي طائعا له في كل شؤون حياته، وقد قرر الإسلام بأن الله سخر له ما في السموات والأرض واعطاه حرية الارادة والاختيار ليقوم بهذه المهات، وأنه إذا نجح في هذا الامتحان فسيكون مصيره الجنة، وأنه إذا فشل وكفر فسيكون مصيره النار والعياذ بالله. هذه الاجابات هي باختصار تشكل عقيدة الإسلام وفكرته الكلية عن الكون والانسان والحياة، والتي بدون الايمان العقلي بها لا يدخل الانسان الاسلام ولا يكون مؤمنا، وهي معنى الشهادتين "اشهد أن لا اله الا الله واشهد أن محمدا رسول الله" والشهادة تقتضي وجود الدليل والشاهد على الموضوع، ولذلك لا يقبل ايمان المؤمن الا بالشهادة بأن الله حق وأن الرسول حق وأن القرآن كتاب الله حق وأن الآخرة حق وأن الجنة والنار حق وأن الانسان مستخلف في هذه الأرض لعمارتها وعبادة الله فيها. ولذلك لا يصير المؤمن مؤمنا الا بوجود الدليل العقلي لديه عن هذه الأمور والأفكار حتى تصلح شهادته وتكون شهادة حق. يتبع بمشيئة الله
    3 points
  22. عبد المؤمن الزيلعي ابو الياس راسلتُ الإعلام مراراً بمقالاتي حتى تُنشر لكن لا جدوى من نشرٍ فالجوهر بخلاف المظهر لا إعلامٌ حرٌ مهما زعموا ، بل عبدٌ مستأجر من يملك مالاً أو يدعم فله التقرير لما يـُنشر يا إعلام الكبر تمهل من أنت علينا تتكبر عرّفت بنفسك من نفسك سطرت التعريف لِتُذكر وتقول أنا حرُ النشرِ باستقلال الموقع أفخر ؟!! ما بالك تنسى تتناسى ما نرسلهُ بل تتضجَّر ؟! أم أن الداعم يكرهنا ينعتنا بالخط الأحمر يا ويح الإعلام مضلٌ لقضايا الأمة يتنكر يعمل هدماً يعبد صنماً يرضي الكافر ولنا ينخَر ويحارب جهراً للدينِ يزعمهُ ارهاباً أخطر ويغرد في سرب الكفرِ يسقي زرع الكفر ويسهر ينشر سماً يفتك فينا دجالٌ ممسوخٌ أعور يُلبس حقاً ثوب الباطل والباطلُ في حقٍ يَظهَر و يصيغُ الأخبار بمكرٍ ينفث حقدا ولنا يسحر لكن الحق سننشرهُ في الوتس وفيسٍ وتويتر حتما سنقض مضاجعهم مهما الباطل حقداً كشّر هيا نعلي دين اللهِ ننصر خالقنا كي نُنصر
    3 points
  23. نحتاج الى تعلم فكر الرحمة عند تعاملنا مع البشر وتواصلنا معهم فكريا ، فلم يسمع افكارك من تنعته بأبى جهل ، ولم يسمع افكارك من تتهمه بالخيانة والعمالة ، ولم يسمع افكارك من تُظهر أنك اعلم منه عند نقاشك معه .فهذا مخالف لفكر الرحمة ونهج النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى المجادلة بالتى هى أحسن ، وعلينا تجسيد الآية القرآنية (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) فى انفسنا قبل أن نخاطب الناس ،فنبينا محمد عند نقاشه مع عتاولة قريش كان حليما رحيما بعباد الله هدفه الأسمى أن يكسب القلوب قبل العقول . ودمتم بود
    3 points
  24. حزب_التحرير له عملان يقوم بهما عبر جهازيه الاثنين في الامة الاسلامية #الاول جهاز #التفاعل : الذي مهمته توعية الامة بالمكائد التي يقوم بها الكفار بأنفسهم وعبر #الحكام الخونة و كشف مخططاتهم الماكرة و خدعهم الفاجرة و تعريف #المسلمين بنظام #الاسلام #الخلافة حتى يتهيأوا لها عن دراية و معرفة و علم و الحمدلله اصبحت الخلافة مطلب الجماهير الاسلامية في كافة الاقطار و اصبح مؤتمرات الخلافة تعج بالمسلمين بالالاف المؤلفة الذين يتعشقون للخلافة و بلهفة و شوق و حنين و انظر طول الارض الاسلامية و عرضها ترى جموع المسلمين الهادرة التي تهتف في الشوارع خلافة خلافة خلافة جهاز التفاعل يتفاعل مع الناس بتثقيفهم و توعيتهم و تحذيرهم من المكائد و تبصيرهم بأمور دينهم و دنياهم و بالصراع الفكري و الكفاح السياسي .. #الثاني جهاز #النصرة : جهاز النصرة والمنفصل تماما عن جهاز التفاعل مع الناس وهذا الجهاز عمله هو طلب النصرة ممن يملكون القوة في الامة سواءا كانوا قادة جيوش او غيرهم ممن هم اهل للقوة والنصرة .. ويتم اقناعهم بالعقل ان ينضموا الى العاملين المخلصين لاقامة دولة الخلافة بحسب استطاعتهم ومكانهم .. نعم جهاز طلب النصرة يعمل بطريقة منظمة ودقيقة عن طريق مراكز القوة، بعد أن يقتنعوا قناعة تامة بالفكرة والغاية منها، وهذه الطريقة عند الحزب لها رجالها وهم ( جهاز طلب النصرة ) الذي لا يعرفه الناس، ويعمل بشكل سرّي كامل ... في رمضان العام الماضي اطلق حزب التحرير نداءا اسماه #النداء_القبل_الاخير هذا رابط الفعاليات في عواصم العالم الاسلامي نحن تحركنا في الأمة وانتشرت فكرة الخلافة وأصبحت مطلبا، وحشد حزب التحرير معه الأنصار من القوة العسكرية، ونحن الآن نسعى لتعظيم سواد أهل النصرة لتحقيق وعد الله. آن الأوان لإطلاق النداء قبل الأخير، في هذه الأجواء الرمضانية، وهو نداء عالمي علت فيه أصوات رجالات الحزب وإعلامييه في سماء الأمة الإسلامية عبر القارات، من إندونيسيا وباكستان، والأردن وسوريا وتركيا ولبنان، ومن المسجد الاقصى إلى تونس والسودان.و نسأل الله تعالى ان يكون هذا العام هو عام الخلافة عام النداء الاخير الذي ينبيء العالم أجمع بقيام الخلافة و عودتها من جديد لتحكم العالم
    3 points
  25. القراءة الإيجابية لأحاديث آخر الزمان الأحاديث التي تتكلم عن آخر الزمان كثيرة، ولكن نرى أن كثير من أبناء المسلمين عندما يقرؤونها يقرؤونها بسلبية ولا يقرؤونها بإيجابية، والمقصود بالقراءة السلبية هو القراءة التي تقعد عن العمل وتجلد ظهور المسلمين وتلقي اللوم على المسلمين فيما هم فيه، ولا تقدم أي نوع من الدوافع للمسلمين للتغيير، وكأنها قدر محتوم يجب الاستسلام له، ومن السلبية قول المتكاسل عن إقامة الخلافة أنه لن تقوم خلافة حتى يسبقها كذا وكذا من الأعمال مما ذكرته الأحاديث، وأن الخلافة لن يقيمها إلا الإمام المهدي فلا داعي للعمل لإقامة الخلافة.أما القراءة الإيجابية فهي القراءة التي تنظر في هذه الأحاديث لبحث حال أمة الإسلام وسبب ما نحن فيه واستخلاص الأحكام الشرعية منها، وما هو الواجب اتجاه هذا الأمر لنقوم بتغييره وفق الأحكام الشرعية، بغض النظر أحدث ما في الحديث أم لم يحدث أو متى وقت حدوثه، فنحن نقوم بتحليل الأحاديث تحليل شرعي فكري سياسي دافع للتغيير بغض النظر عن زمان الحديث.القراءة التي نتحدث عنها ليست بحاجة إلى مجتهدين وعلماء فقهاء ليقوموا به، فيكفي الشخص أن يقرأ شرح الحديث من أي عالم، ثم يقوم هو بتحليل الشرح بايجابية تخدم الإسلام وأهله، فنحن هنا لا نطالب بنسف كل شروح الحديث أو نتهمها بالنقص لا سمح الله، بل نقول كيف نقرؤها ونفهمها بايجابية بطريقة تخدم الإسلام والعمل للتغيير في امة الإسلام.ولنستعرض بعض الأحاديث وكيف يمكن قراءتها قراءة بايجابية:1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن ما ظهرت الفاحشة في قوم قط فعمل بها بينهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم تمطروا وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنفذوا بعض ما في أيديهم وما عطلوا كتاب الله وسنة رسوله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) [البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر]هذا الحديث يبين بعض المعاصي التي إن حدثت عوقب الناس بمثل تلك العقوبات، ولكن نحن كمسلمين مطلوب منا العمل، صحيح أن هذه المعاصي منتشرة هذه الأيام، لكن يجب علينا العمل لإيجاد من يمنع هذه المعاصي، ولا يمنعها إلا خلافة قادمة قريبا يقيمها المسلمون، وبما أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ومنع هذه المعاصي واجب، إذن إيجاد الخليفة الذي يطبق شرع الله واجب على المسلمين.فلن يُمنع الزنا، ولن تُجبى الزكاة وتُوزع على مستحقيها، ولن يُمنع الغش، ولن يوجد من يحكم بالقرآن والسنة ويحافظ عليهما إلا خليفة المسلمين.فنحن لا نقرأ هذه الأحاديث لنندب حظنا ونقول فقط أنها معاصي منتشرة وهذا سبب هزيمتنا والمسلمون يستحقون ما هم فيها ونقعد عن العمل.2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلمً : (( إنَّ بين يدي الساعة لهرجاً ))، قال : قلت : يا رسول الله ما الهرج ؟ قال : (( القتل )) ، فقال بعض المسلمين : يا رسول الله ، إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس بقتل المشركين ، ولكن يقتل بعضكم بعضاً ، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته )) فقال بعض القوم : يا رسول الله ، ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا ، تنـزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم )) [أخرجه : ابن ماجه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، وهو حديث صحيح] .لماذا يكثر القتل في آخر الزمان؟؟طبعا لا نتكلم عن جريمة القتل كجريمة لأنها يمكن أن تحدث في كل وقت، ولكن نتحدث عن كثرة القتل، والسبب واضح وهو عدم تطبيق شرع الله وتآمر الحكام الموجودين اليوم في هذه المسالة.فعدم تطبيق الشرع في موضوع الديات والقصاص من القاتل، وانتشار السلاح مع الناس، والمشاكل الكثيرة التي تحدث بين الناس بسبب عدم تطبيق شرع الله، وعدم رعاية شؤون الناس حسب الإسلام، مسؤول عنها الحكام الموجودين.أيضا الأعمال التفجيرية التي تودي بحياة الآلاف من المسلمين سببها الحكام الموجودين بسبب تمكينهم للغرب الكافر من أن يكون له يد في بلادنا، فتعمل مخابراته على زرع الفتنة بين المسلمين وتقوم هي أيضا بتفجير الكثير وتنسبه إلى المسلمين.وعدم وجود المناهج المبنية على العقيدة الإسلامية يخلف هذا الهباء من الناس الذين لا عقول لهم.إذن الحل هو إيجاد خليفة للمسلمين يحكم بالإسلام بين الناس ويرفع الشقاق من بينهم ويرعى شؤونهم حسب أحكام الإسلام ويقتص من القاتل حسب شرع الله ويبني عقليات المسلمين على العقيدة الإسلامية ويقطع كل يد للكافر في بلاد المسلمين وينهي الفتن الموجود بينهم.3- قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها، فارتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع )) [الترمذي]هذا الحديث يخبر عما يحدث آخر الزمان، فانه بسبب حكام الجور الموجودين، ظهرت الأمور التي في الحديث، وهذا بسبب المناهج غير الإسلامية والمبنية على أساس فصل الدين عن الحياة في المدارس والإعلام الممنهج لإبعاد الناس عن دينهم، وهؤلاء الحكام لا يقومون إلا بما يغضب الله، فنحن كمسلمين والحال كما هو عليه وجب علينا العمل على التغيير بإيجاد خليفة للمسلمين يطبق شرع الله ويقيم حدوده.فقد أصبحت خيرات المسلمين يتمتع بها فئة قليلة من الأغنياء وأصحاب النفوذ ويحرم منها البسطاء بسبب عدم تطبيق أحكام الإسلام في توزيع الثروة، وأصبحت المسؤولية في أي منصب من المناصب يعتبرها صاحبها غنيمة له يستغلها لصالحه وهذه موجودة في الفئة الحاكمة فلا غرابة أن توجد في أتباعهم ورعيتهم، والزكاة أصبحت لا تؤدى لان لا حاكم يجمعها ولانتشار الأفكار الرأسمالية القائمة على النفعية حتى أصبح المسلم يقول ما الفائدة من إخراج الزكاة فيعتبرها كأنها غرامة عليه أي عقوبة، وتعلم لغير الدين أي أصبحت العلوم الشرعية تتعلم للنفاق ومداهنة الحاكم والتكسب منها لجني الثروات الهائلة، فهاهم علماء السلاطين الذين يحملون الشهادات والألقاب ينافقون الحكام، وليس كالعلماء السابقين الذين كانوا يقولون الحق لا يخشون في الله لومة لائم، وبسبب الحضارة الغربية التي دخلت علينا وانتشار دور العجزة وغياب الوازع الديني بسبب عدم تطبيق الإسلام، عق الرجل أبويه، وفقد معنى القوامة الشرعي فسيرته امرأة، لأنه جبن عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصبح صديق السوء الذي يأمره بالحرام والجبن وعقوق الوالدين خير له من الصديق الصالح الذي يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ويأمره ببر والديه، وبسبب تلك الحياة التي نحياها أصبح الناس لا يبالون بالحديث بالمسجد وأصبح الصغار يلعبون في المساجد وكثر الشجار، وبسبب إهمال المساجد من الحكام والأخلاق الفاسدة بين كثير من أبناء المسلمين وبعدهم عن الدين وغياب الراعي الذي يعطي المسجد مكانته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصبح المسجد منبرا للتسبيح بفضل الحاكم، فالشرطة لا تتدخل إن أثار شخص مشكلة في مسجد وافسد على المصلين صلاتهم، أما إن تكلم عن الحاكم وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر يعتقل ولو بعد حين، واليوم أصبح حكامنا هم أرذل الناس وأفسقهم، ونصبوا علينا من المسؤولين من لا يخاف الله ولا يتقيه، وانتشر النفاق بين الناس بمداهنة الفسقة، وأشاع حكامنا المحرمات كالخمر والزنا بين الناس عن طريق الإعلام والتعليم وعدم تطبيق الشرع بل تشجيع الفاحشة وشرب الخمر بدعوى أنها حرية شخصية، ونشروا لنا المغنين والمغنيات على شاشات التلفزة لينشروا الفساد بين المسلمين، وغيرها الكثير من المنكرات.أما الوعيد في آخر الحديث فهو وعيد على المعاصي إن استمرت بين المسلمين، وهذا يوجب على المسلمين حتى لا نغضب الله أن نعمل للتغيير، ولا يمكن تغيير هذه المنكرات إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.الناظر في هذه المنكرات يجد أن الحكام بعدم تطبيقهم للشرع هم المسؤولين عن انتشارها بل وتشجيع القيام بها من هذه الفضائيات الكثيرة، ومحاربة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى تطبيق شرع الله بحجة انه إرهابي ومتطرف.إن إهمال أن للحكام اليد الطولى في ذلك يعتبر جهلا أو موالاة للحكام وكلاهما أمر سيء، وعجبا لأشخاص يشتغلون بتخريج الأحاديث ومعرفة صحيحها من ضعيفها يصفون هؤلاء الحكام المجرمين بولاة الأمر الذين تجب طاعتهم في أعناق المسلمين وهم لا يحكمون بالإسلام.4- قال صلى الله عليه وسلم: (( إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً)) [رواه أحمد وابو دواد وصححه الألباني في صحيح الجامع] .إن هذه الفتن المنتشرة بين المسلمين هذه الأيام سببها الحكام، فمثلا أعمال القتل والتفجير، والمؤامرات على المسلمين مثل السلام المزعوم في فلسطين، والتفجيرات في بلاد المسلمين، ومحاربة كل من يفكر بتطبيق الإسلام بحجة الإرهاب، والأزمات التي أدخلنا بها حكامنا بسبب عدم تطبيق الإسلام مثل الفقر والجهل وانتشار المحرمات، بل ومحاربة النصارى الذين يسلمون في بلادنا وردهم إلى النصرانية، وتشجيع الارتداد عن الدين، وكثر بين الناس شتم الذات الإلهية ثم الاستغفار، والقيام بأعمال الكفر مثل قتل المسلم أخاه المسلم.فتن كثيرة جلبها علينا حكامنا ببعدهم عن شرع الله بل ومحاربته وهذه الفتن التي يُحدثونها هي من اجل إحكام سيطرتهم علينا، ويعملون على إلصاق كل منقصة بـ"المتطرفين والإسلاميين" أي لنظن أن من يدعو لتطبيق الإسلام هو الإرهابي المجرم وهم من يحدثوا كل هذه الأمور.أما التكفير اليوم فحدث ولا حرج، فالسني يكفر الشيعي والشيعي يكفر السني وبعض فرق السنة تكفر البقية وغيرها، انتشرت الأفكار الضالة والمكفرة بين الناس، لا يوجد تعليم صحيح مبني على العقيدة الإسلامية يبين للناس الصحيح من الخطأ في الأفكار، ولا يوجد قضاء إسلامي ليحكم هو بكفر الشخص، فالشخص حتى يحكم بكفره يجب أن يكون ذلك من قاض مسلم عدل فقيه.5- قال عليه الصلاة والسلام: (( سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة) [ابن ماجه والحاكم وأحمد].والخداع هنا كناية على أن الشخص يرى الأمر على غير حقيقته، وهذا ليس غباء محكما في الشخص، بل لان هناك من يغير المسميات للأشياء والأشخاص والأوصاف والمفاهيم، فيحصل الخداع، حيث ذكر الرسول في الحديث أن الكاذب الذي يكذب على الناس هو إنسان صادق بفعل أناس يغشون الناس مع هذا الشخص فيبينون انه إنسان صادق، كحكام اليوم الذين يكذبون على الناس بأنهم يريدون رعايتهم مع أنهم في الحقيقة هم عملاء للغرب الكافر يخدمون مصلحته، فهؤلاء كذبة فيما يدعون جرى تصديقهم عن طريق أناس آخرين غيروا المسميات.أما الذين يكشفون كذبهم ويبينون أنهم أعداء للأمة ويخدمون الغرب الكافر، فهؤلاء يوصفون من قبل الحكام وزبانيتهم بأنهم إرهابيين متطرفين يكذبون على الأمة، مع أنهم يريدون مصلحة الأمة، فهؤلاء صادقين فيما يدعون جرى تكذيبهم عن طريق الحكام وزبانيتهم فغيروا المسميات. ولذلك أعطى الرسول عليه الصلاة والسلام الاسم الحقيقي لهؤلاء الذين يدعون أنهم يرعون مصالح الأمة، والاسم هو "الرويبضات".ويبين هذا الحديث أن من طرق الحرب على الإسلام تغيير المسميات ونشر التضليل والكذب بين المسلمين، ولذلك فإن من طرق التصدي لذلك هو بيان الحقائق وبيان كذب هؤلاء الحكام وإعلامهم ومن ورائهم أسيادهم الكفار، وان العمل السياسي بين الأمة عن طريق حزب مبدئي هو السبيل لذلك، وليس أي عمل آخر.6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم. وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها، وإن آخرهم يصيبهم بلاء وأمور تنكرونها. ثم تجيء فتن يرقق بعضها بعضا ، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي، ثم تنكشف. ثم تجيء فتنة، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي، ثم تنكشف. فمن سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتدركه موتته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت الناس الذي يحب أن يأتوا إليه. ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يمينه وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع؛ فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر)) [رواه ابن ماجة]. فالحديث يتحدث أن عافية هذه الأمة في أولها أي خلاصها بالرجوع على ما كان عليه أولها، والبلاء الذي يصيبنا اليوم لو عايشه أجدادنا لاستغربوا من شدته ومن تآمر الحكام المفضوح على دين الإسلام، والفتن التي نراها تشتد وتغلظ حتى أصبح المسلم يترحم على الفتن السابقة لعظم الفتن القادمة، ولا يدري المؤمن هل ينجو من هذه الفتن أن تصيبه في جسمه أو في دينه، ويحث الحديث على الإيمان بالله تعالى ومبايعة الإمام لأنه جُنَّة من هذه الفتن، وبما انه غير موجود فواجب الأمة العمل على إيجاده لان الدين لا يوجد بالشكل الصحيح إلا بوجود الإمام، ولا يمكن رفع هذه الفتن إلا بإعادة الخلافة.7- قال صلى الله عليه وسلم : (( من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار، ويفتح القول، ويخزن العمل، ويقرأ في القوم المثناة، ليس فيهم أحد ينكرها ))قيل: (( وما المثناة؟ ))قال : (( ما اكتتب سوى كتاب الله )) [الألباني]وما اكتتب سوى كتاب الله هو الدساتير الوضعية التي وضعها البشر، فهي من وضع البشر، وهذا حكم الجاهلية الذي حذر منه الله تعالى، والحكام المفروضون على المسلمين هذه الأيام كلهم دون استثناء لا يطبقون الإسلام إلا بعض الأحكام في الأحوال الشخصية الزواج والطلاق، وواجبنا ليس الحوقلة فقط، بل العمل مع العاملين لإقامة الخلافة التي تطبق الدين وإلغاء أي تشريع غير شرع الله تعالى، ويوجب علينا أثناء التغيير محاربة أفكار الكفر مثل الديمقراطية والدساتير الوضعية.وفعلا نجد الكثير ممن يسمون أنفسهم حركات إسلامية أو بعض علماء المسلمين يسيرون على هذه القوانين الوضعية ويحتكمون إليها ولا ينكرونها أو يعملوا على تغييرها.8- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم ))قلنا: (( يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ ))قال : (( فمن؟ )) [البخاري]هذا الحديث يتكلم عن العملية الممنهجة التي يقوم بها حكامنا لإبعاد الناس عن دين الإسلام وجعلهم يقلدون الغربيين في كل شيء في اللباس وأمور الحياة والتعليم والعمل والخروج إلى الأسواق وكل شيء، حتى لو وضعوا القاذورات على رؤوسهم لوضعه هؤلاء المضبوعين بالغرب والذين يشعرون بان الغربي أفضل منهم.والسبب الرئيس في ذلك هم حكامنا الذي يتحدثون العربية، لكن قلوبهم قلوب النصارى واليهود في الحقد على الإسلام وأهله، فلو أمرهم أسيادهم بقتل عشرة من المسلمين يقتلون عشرين زيادة في القربى إلى أسيادهم الكفرة.وهذا من الأمور التي تزيد الواجب وجوبا في خلع هؤلاء الحكام وإقامة الخلافة الراشدة التي يعز فيها الإسلام والمسلون.هذا وان قوة الدولة هي قوة للغتها وهي تقضي على عقدة النقص عند رعاياها فيقلدهم الباقين، وان من ضعف الدولة ضعف لغتها وتقليد رعاياها لأناس آخرين دولهم قوية في العالم.9- قال صلى الله عليه وسلم : (( إنكم قد أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه، قليل خطباؤه، كثير معطوه، قليل سؤاله، العمل فيه خير من العلم. وسيأتي زمان قليل فقهاؤه، كثير خطباؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، العلم فيه خير من العمل)) [الألباني] هذا الحديث وغيره مما في نفس المعنى يتحدث عن علماء هذا الزمان ووصفهم، تجدهم لا يتقون الله بعلمهم، يخدمون الحاكم الموجود ويزينون له الباطل، ويلوون الأحكام الشرعية لتصبح على مقاس الحاكم.أما حفظة القران فقد أصبحوا يستغلون جمال أصواتهم لجلب الناس إلى الحاكم، ويدعون له من على المنابر بعد الصلاة، ويصفونه بأنه ولي الأمر واجب الطاعة. لا نصيب للقران عندهم إلا التلاوة تخرج من حناجرهم، أما أن يدخل القران قلوبهم فيدفعهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وان يعملوا على إيجاده مطبقا في دولة الخلافة فهذا ما لا شأن لهم به.تمتلئ المساجد وراء هؤلاء الأئمة، لكن لأنهم لا يجرؤون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يبقى الجهل مسيطرا على من خلفهم من المصلين، يخرجون كما دخلوا. هذا بدل أن يكون المسجد مكانا للتعلم والتفقه بالدين ومنطلقا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. تجد القرآن طبع بأجمل الأوراق وسجل على أفضل المسجلات، لكن لا تجد القران حقيقة مطبقًا في الحياة.كثر حفاظ القران بلا قرآن يحركهم، وكثر حفاظ الفقه بلا فقه يسيرهم، تسيرهم الدولارات ورضا الحكام، نشروا الجهل بالدين بدل أن ينشروا العلم النافع لدين الله تعالى.10- قال صلى الله عليه وسلم: (( ليأتين على الناس زمان لا يبقي منهم أحد إلا أكل الربا، فمن لم يأكله أصابه من غباره )) (أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم]في هذا الحديث يظن المرء أن الجميع سيرابي، ولكن أقول وبالله التوفيق، انه مع كثرة انتشار الربا والبنوك الربوية، أصبح حكام المسلمين يجعلون كل معاملة صغرت أو كبرت لا تمر إلا عن طريق البنوك، وهذا معنى انتشار الربا وإصابة غباره للجميع، والله تعالى أعلى واعلم، وليس معناه والله تعالى أعلى وأعلم أن كل المسلمين سيستحلون الربا والعياذ بالله.من هذا النوع من الأحاديث وغيره الكثير ما يهمنا نحن كمسلمين، هو الالتزام بالحكم الشرعي من الكتاب والسنة، مهما كانت الظروف، ولا يهم أدركنا الزمن الذي يتحدث عنه الحديث أم لا، لأننا مخاطبون بالأحكام الشرعية، وبما انه لا يوجد حاكم للمسلمين يقيم فيهم شرع الله وجب علينا كمسلمين العمل على إيجاد هذا الحاكم، سواء حدثت الفتنة التي في الحديث أم أنها لم تحدث بعد، ذلك لا يهم المهم العمل بما أمر الله تعالى.11- سلسة أحاديث تتحدث عن أحداث تحدث في آخر الزمان.. مثل:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ، فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )) [رواه أبو داود وأخرجه أحمد ، وصحّحه الألباني] . وقال صلى الله عليه وسلم : ((يكُونُ اخْتِلافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ. فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ. فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُلْقِي الْإِسْلامُ بِجِرَانِهِ فِي الْأَرْضِ. فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ)) [أبو داود] وعَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، وَهُوَ يَأْرِزُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا )) [رواه مسلم ، وأخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد والدارمي ، وصححه الألباني] . وعَنْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ، قَالَ : يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ )) [رواه البخاري، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني] . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ِ ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ، ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا ، أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذًا )) . [رواه أبو داود ، وأخرجه أحمد ، وصححه الألباني] . وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : (( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ )) . [رواه مسلم وأحمد بنفس النص ، وصححه الألباني ، وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه ، بنصوص أخرى] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضرة فلا يأخذ منه شيئا)) [رواه البخاري] . فنحن في هذه الأحاديث التي تتحدث عن أحداث تحدث في آخر الزمان، ليس المطلوب منا معرفة هل حدث الحدث الذي في الحديث، أو أن وقته اقترب، أو نركن فنقول أن فلسطين محررة لا محالة، أو أن المهدي هو من يقيم الخلافة، أو أن وقت خروج الدجال قد اقترب، كل هذا ليس مطلوبا منا.ما هو مطلوب منا هو الالتزام بالشرع والعمل على إقامة حكم الله في الأرض، بإقامة الخلافة، التي تحرر فلسطين بالجهاد في سبيل الله.هذه الأحاديث تؤخذ لمعرفة الأحكام الشرعية التي فيها والاستئناس بها لا غير، فالله يحاسبنا على التزامنا بالأحكام الشرعية ولا يحاسبنا على معرفة هل وقعت الحوادث التي في هذه الأحاديث أم لم تحدث، وان حدث أي حدث من هذه التي في الأحاديث فالمطلوب هو عرض هذا الأمر على الحكم الشرعي، فاحتلال فلسطين يوجب على المسلمين تحريرها من شرق النهر أو من مصر أو من جزيرة العرب المهم أن تحرك الجيوش لتحريرها.إن ما تحدثت عنه أحاديث آخر الزمان يتبين منها أن حكام المسلمين هم الذين اوجدوا هذه الظروف التي نحن فيها بعدم تطبيقهم للإسلام، ونشرهم للفساد بين المسلمين ومساعدتهم للكفار في حرب الإسلام وأهله، ولا يجادل في ذلك إلا مكابر.والحل لا يكون إلا بإزالة الشر من جذوره وذلك بإزالة الحكام من على كراسيهم واستبدالهم بخليفة للمسلمين يحكم بالكتاب والسنة.الأمر ليس فيه تعقيد، من هي الفئة المنصورة الواردة في الحديث: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ‏ ‏ظاهرين ‏إلى يوم القيامة قال فينزل ‏‏عيسى ابن مريم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء ‏تكرمة الله هذه الأمة)) [صحيح مسلم]، ليس المهم من هي هذه الجماعة، المهم أن تلتزم الجماعات القائمة بالكتاب والسنة، وليس مهم من هي الفرق الهاكلة الواردة في الحديث: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة وقبله: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي وفي رواية: قيل فمن الناجية؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي)) [أبو دواد والترمذي وغيرهم] المهم أن تكون الجماعات القائمة مستندة في أفكارها على الكتاب والسنة بدليل شرعي.وخلاصة القول أن التوقف الكثير عند الغيبيات التي وردت في الأحاديث، وإهمال موضوع العمل بالأحكام الشرعية فيه سلبية قاتلة مقعدة عن العمل للتغيير، نحن قوم كما قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : ((إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما كتاب الله وسنتي)) [الموطأ] المطلوب العمل بالشرع ولا يهم الزمن الذي نحن فيه والعصر الذي نحن فيه، ولا يجب انتظار الأحداث لتحدث أو هل حدثت الأمور التي في الأحاديث أم لا، المهم الالتزام بالشرع.12- أحاديث الشام وفضلهاالأحاديث التي تتحدث عن الشام وفضلها لا تعني مثلا أن الخلافة ستقوم بالشام، وإنما الأحاديث تتحدث عن فضل هذه البقعة من الأرض وفضل أهلها، ولا نعرف بالضبط وقت الملحمة ووقت انتصار الفئة الظاهرة على أعدائها، ووقت إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فنحن مطلوب منا العمل للخلافة والله ينزل نصره متى شاء وعلى من شاء من عباده.ومن الأحاديث التي تحدثت عن الشام وفضلها وفضل أهلها: • عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا)) [رواه البخاري]. • عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى للشام قلنا لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها)). [رواه أحمد والترمذي] • عن ابن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا ًمجندة جند بالشام وجند باليمن وجند بالعراق. فقال ابن حوالة خر لي يا رسول الله، إن أدركت ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله)). [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني] • عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: هناك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يخرج قرن الشيطان)) [رواه الترمذي وصححه الألباني]. • عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام)). [رواه أحمد والطبراني وقال الهيثمي ورجال أحمد رجال الصحيح] • عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تخرج نار من نحو حضرموت -أو من حضرموت- تسوق الناس. قلنا: يا رسول الله فما تأمرنا، قال: عليكم بالشام)). [رواه أبو يعلى وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح] • عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)). [رواه أبو يعلى وقال الهيثمي رجاله ثقات]. • أخرج الطبراني من حديث عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: ((رأيت ليلة أسري بي عموداً أبيض كأنه لواء تحمله الملائكة فقلت ما تحملون؟ قالوا: عمود الكتاب أمرنا أن نضعه بالشام قال: وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله تخلى عن أهل الأرض فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع حتى وضع بالشام)) [وهذا الحديث حسن الحافظ ابن حجر إسناده في فتح الباري، وأورد الحافظ في الفتح أيضاً هذا الحديث من طريق أبي الدرداء وصحح إسناده].فهذه الأحاديث مثلا لا تجعلنا نجزم أن الخلافة بعد ثورة الشام ستقوم في سوريا، فهذا في علم الغيب، نحن مطلوب منا أن نعمل للخلافة في جميع أنحاء العالم ومنذ هدمت الخلافة قبل 95 سنة تقريبا، ومكان إقامة الخلافة لا يعلمه إلا الله وزمانها أيضا لا يعلمه إلا الله.صحيح أن هناك إرهاصات ومبشرات ولكن هذه أيضا لا تخبرنا عن مكان إقامة الخلافة أو زمانها، نحن مطلوب منا العمل والله يقدر لدينه كيفما شاء ووقتما شاء، فان جزمنا مثلا أن الخلافة ستقوم في سوريا بعد ثورة الشام ولم تقم الخلافة في سوريا فان هذا يحبط الإنسان وتجعله يشك في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.انظر مثلا إلى محاولات المسلمين لفتح القسطنطينية وكثرتها، فإنهم فهموا أن المطلوب منهم العمل على فتح القسطنطينية كأي بلد آخر، هذا وإن تنافسوا في فتحها فحتى ينالوا بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنها وهذا أمر مهم أصبحت متاخمة لحدود الدولة الإسلامية والإسلام يطلب فتح البلاد التي تلي بلاد المسلمين، ولكن الفهم الصحيح لهم جعلهم يفتحون ما قبلها من البلاد، ولا يكتفون بفتح ما بعدها، ولا يتوقفون عن فتح بلاد أخرى في مشارق الأرض ومغاربها، لان الفهم الصحيح هو فتح بلاد الكفر ونشر الإسلام فيها، هذا أولا وثانيا رغم عدم نجاح الكثير من المحاولات إلا أنهم لم ييأسوا أو يشككوا في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعيدون الكرة أكثر من مرة حتى هيأ الله للمسلمين فتحها على يد السلطان محمد الفاتح.نعم يجب أن يكون الإنسان واعيا على كيفية التعامل مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل عام، وبالذات في بحثنا هذا "الأحاديث التي تخبرنا عن أحداث مستقبلية"، فيجب النظر في هذه الأحاديث بايجابية دافعة للعمل والتغيير والالتزام بشرع الله، وليس بسلبية مقعدة تجعل الإنسان يعيش في عالم الأحلام والأماني التي تهيؤها له نفسه، فان تبخرت أمانيه لخطأ نظرته في قراءة الأحاديث انتكس انتكاسة كبيرة يائسا من التغيير ومشككا في الأحاديث. http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4917&fbclid=IwAR14Q1pA0PFDIGXxHMUfoqEkIkGGTUSoEtXP47d9NMmCfRJGLcNabGyTOYo
    2 points
  26. التفكير العاطفي التفكير العاطفي يسيطر على كثير من أبناء المسلمين، فللأسف أثناء الحكم على الأمور السياسية والشرعية والفكرية يغلب عليهم التكفير العاطفي، مع أن التفكير العاطفي هو للمرأة على أطفالها وللحالات الإنسانية، أما الأمور السياسية فيجب إبعاد التفكير العاطفي عنها نهائيا.• فترى أناسًا يؤيدون أردوغان لأنه تكلم ببضع كلمات عن يهود ولأنه ماهر بالخطابات السياسية، مع أن واقعه بعيدا عن العواطف أنه علماني يوالي أمريكا ويفتح أراضيه لقواتها العسكرية.• وترى أناسا يتعاطفون مع أي مقاومة للعدو حتى لو كانت لتنفيذ مشروع استعماري، مع أن هذه المقاومة في العلن مرتبطة بأنظمة تسالم العدو وتدعمه• وترى أناسا يتعاطفون مع أي شخص يقاتل الكفار مع انه يخالف الشرع في علاقاته مع المسلمين وإيذائه لهم وتكفيره لمن يخالفه.التفكير العاطفي لو فكر به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :• لما قاتل أبو بكر المرتدين لان ذنبهم البسيط أنهم منعوا الزكاة فقط وهذا لا يوجب سفك الدماء، وهذا طبعا من ناحية عاطفية.• ولما رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم الغامدية لأنها تابت وأنابت، وقصتها تقطع القلوب وهذا طبعا من ناحية عاطفية.• ولما أمر رسول الله صلى اله عليه وسلم بقتل رجال بني قريظة جميعهم وسبي نسائهم وأطفالهم لأن العاطفة تعارض إبادة رجال من قوم معينين.• وحسب العاطفة كان يجب على رسول الله أن يخفف من دعوته للإسلام وأن يساير الكفار قليلا، لأن أصحابه المساكين تعرضوا لأشد أنواع العذاب بسبب الدعوة وهذا ينافي العاطفة.التفكير العاطفي لا مكان له في السياسية والحكم وإدارة شؤون الناس، ولا مكان له في الأمور الشرعية أو الفكرية، وإنما هو للأم على أطفالها وللحالات والروابط الإنسانية فقط، وإخراجه إلى النواحي السياسية يجعل الناس تنخدع من أي حاكم مجرم يجيد التمثيل، وتجعلها تنجذب لخطاب إنسان منافق سواء أكان عالما أو مفكرا أثّر على عواطف الناس، ويجعلها تتعاطف مع مجرم يحكم بالعلمانية لأنه تم اعتقاله أو سجنه أو قتله، ويجعلها تقع كثيرا فيما يريد الكفار له أن يمر على المسلمين من مكائد. http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4885&fbclid=IwAR1ut-Fjm8kKXnTcqAHTwDMzKyTwCseFZm01E3E_OJD6jPEVpTh9ffzerko
    2 points
  27. نظرة ونظرة المسلم يجب أن يكون سياسيا واعيا على ما يجري حوله، فكل مسلم واعي مدرك يتقي الله تراه يقف مع أهل غزة في عدوان يهود عليهم، ويفرح بما تفعله كتائب القسام والكتائب المقاتلة في غزة في صفوف يهود الملاعين. فيهود قوم جبناء لو قست القوة العسكرية التي يمتلكوها بما تمتلكه كتائب القسام لوجدت الفرق بينّا واضحا جليا، ومع ذلك ترى كتائب القسام وغيرها تحدث الرعب عند يهود، مع أن الأمر بالميزان العسكري لأسلحة بدائية بالنسبة لما عند يهود من القوة التدميرية في سلاح يهود وصغر المساحة التي يقع عليها قطاع غزة والتي تبلع مساحتها 365كم مربع تري أن يهود يمكنهم إبادة قطاع غزة بسهولة، ولكن لأن يهود قوم جبناء فترى أن كتائب القسام وكتائب الفصائل الفلسطينية تحدث عملية رعب شديدة عند يهود. أما النظرة السياسية في الموضوع فيجب أن تكون واعية منبثقة من العقيدة الإسلامية ومرشدة ومبينة الحل لأهل غزة وفلسطين وللمسلمين عموما. · فالموضوع الأول الذي يجب التركيز عليه هو أن يهود ليسوا أهل حرب وهذا يعني أن الأردن بما تملك من قوة تستطيع إبادة يهود ، ولكن الخيانة في النظام الأردني والنظام المصري والنظام السوري والتركي وغيرهم تجعلهم يحرسون يهود لا يقتلوهم أو يقاتلوهم، وهذا يوجب فرضية العمل على التخلص من الحكام الخونة وإقامة نظام الخلافة مكانهم حتى يخلص المسلمين أولا من شر الحكام ثم يطهر فلسطين وكل بلد محتل من رجس الاحتلال صليبيا كان أو يهوديا أو غيره بتحريك الجيوش وإبادة المعتدين. · ثانيا المساعي القطرية والمصرية نراها تصب في نفس الأمر وهو التهدئة والعمل بالمشاريع الغربية، فلا نرى من حكام هاتين الدولتين وغيرها إلا السعي الحثيث لحفظ أمن يهود وعقد الهدن والمصالحات والاتفاقيات مع يهود وأهل فلسطين كي يبقى كيان يهود سالما لا يتعرض لهم احد، ولذلك يجب على المسلمين خلع جميع حكام المسلمين لأنهم حرس ليهود. · يجب التفريق بين أهل غزة والكتائب المقاتلة وبين قادة حماس حكام غزة، فتأييدنا لأهل غزة والكتائب المقاتلة هو تأييد للمسلمين في وجه عدو صهيوني لئيم مجرم يجب إبادته، أما قادة حماس فيجب محاسبتهم وأطرهم على الحق لأنهم يسيرون في مشروع أوسلو بشكل صريح أو ضمني وتصفية قضية فلسطين ويقبلون بالوساطات المصرية والقطرية ويقبلون الدعم من مجرمين قتلة مثل النظام الإيراني، فهذه يجب محاسبتهم عليها بشدة، فلا يعني أن غزة تتعرض لهجوم حتى لو كان حرب إبادة -لا قدر الله- أن نقول يوما أن ارتباط قادة حماس بإيران أو قبولها بالمشاريع الغربية أن هذا جائز لهم، بل يبقى الحرام حراما وتبقى أخطاؤهم القاتلة أخطاء سيحاسب عليها القادة ويطلب منهم الرجوع عن أخطائهم ويأثم شرعا كل من لم يحاسبهم من المسلمين. · قيادة حماس في كل هجوم على قطاع غزة من يهود ترفض استنصار الجيوش وتحريض الجيوش على الحكام والتحرك لتحرير فلسطين، ربما لان القيادة تدرك أن هذا ممنوع من قبل الحكام، ولذلك ترى القيادة في ذروة الهجوم عليهم لا تجرؤ على تحريض الجيوش على الحكام لخلعهم والتحرك لتحرير فلسطين، إدراكا منها أن هذا يغضب الحكام وهي لا تسعى لإغضابهم. ولا يقولونَ قائل لأن هذه الدعوة لتحريك الجيوش لا تثمر لذلك لا تقبل عليها قيادة قطاع غزة، بل هي في نظر قيادة حماس دعوة ممنوعة ستحاسب عليها عسيرا إن فكرت بها، وطبعا عند البسطاء من الناس هي دعوة لا تثمر لذلك لا تستخدمها قيادة حماس. · أما تناول الأحداث فمن الخطأ في أثناء الهجوم اليهودي الغاشم على غزة أن يكون موضوع النقاش هو علاقات قادة حماس مع الأنظمة في العالم الإسلامي، بل يكون الموضوع موضوع تحريض للناس والجيوش على الثورة على حكامهم المتخاذلين الذين يحمون يهود ويتركون أهل غزة لقمة سائغة ليهود، أما في فترات الهدوء فيجب أن يكون الخطاب أيضا خطاب تحذيري لقيادة حماس من العلاقات مع الأنظمة في العالم الإسلامي، ولا يكون الخطاب في أي حال من الأحوال خطاب هجومي على أهل غزة ولا على الكتائب المقاتلة هناك، بل موضوع أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وتحذير لأي ارتباط بالأنظمة في العالم الإسلامي. ليس نفاقا لا سمح الله ولكن هذه هو الخطاب السياسي الذي يصلح للأمة الإسلامية ولأهل غزة ولتوجيههم للنهوض من كبوتهم لما فيه الخير لهم وللمسلمين أجمعين.
    2 points
  28. السلام عليكم حياك الله أخي عبد الله بالنسبة لسؤالك أعلاه حول سبب الموت، فأود التنبيه أن مثال المطر ليس مني، بل هو ما ذكره الأشاعرة لتوضيح رأيهم في نفي العلة الغائية عن أفعال الله، ولأثبات أن الله يستطيع إنبات النبات دون حاجة للمطر كواسطة ضرورية أو سبب مؤثر مفروض عليه أما بحث سبب الموت فهو بحث مختلف عن بحث العلة الغائية، فما ذكرته من مثال قطع رأس انسان بأنه يؤدي إلى الموت حتما، فهذا مشاهد محسوس، ومثله اطلاق الرصاص على الدماغ أو القلب مباشرة، أو اتلاف أي عضو من أعضاء الإنسان الأساسية التي بدونها تنتفي الحياة من الجسم، فكل هذه الأمور توصل إلى الموت عادة كما يراها الناس ولذلك قال الشاعر المتنبي: من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد هذا من ناحية الواقع المحسوس، ولكن من ناحية النصوص الشرعية فإنها أثبتت بالقطع أن الإنسان لا يموت إلا بأجله أي في الوقت الذي كتبه الله عليه، لذلك رأي الأشاعرة ورأينا أن الانسان يموت بسبب واحد وهو انتهاء الأجل. ومعنى انتهاء الأجل هو قبض ملك الموت لروح الإنسان عند وقت محدد كلف الله ذلك الملك به، أي أن سبب الموت هو نزع الروح من الجسد لا غير. وهذا يساوي أن سبب الحياة هو وجود الروح فالروح هي سر الحياة، فما دامت الروح في الجسد يبقى الكائن حيا وإذا قبضت هذه الروح مات الكائن. فسبب الحياة هو وجود الروح والموت يحصل عند انعدام السبب، أي أن الموت هو زوال ما كان سببا للحياة أي زوال الروح. فتصبح القضية هي كيف نوفق بين النصوص الشرعية القطعية حول سبب الموت بأنه نزع الروح من قبل ملك الموت عند موعد الكتاب المؤجل، وبين المشاهد المحسوس من أسباب يحصل عندها الموت كحز الرقبة؟ وقد قام الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله في الجزء الأول من كتاب الشخصية الإسلامية بالتوفيق لهذا التعارض الظاهري بين الأمرين، من خلال تحديد معنى السبب وأن سبب الموت حسب الأدلة الشرعية واحد لا يتعدد، وأن حز الرقبة واتلاف القلب ليس هو السبب وإنما هو حالة من الحالات التي يحصل عندها الموت، والتفريق بين السبب والحالة هو المخرج الذي اعتمده الشيخ تقي الدين والأشاعرة . ومعنى كلام الشيخ تقي الدين هو لزوم التفريق بين سبب الحياة وشروط بقاء الحياة في الإنسان أو الكائن الحي. ومن خلال ادراكنا الواقعي لشروط بقاء الحياة في تاجسم نجد أنها تنقسم إلى شروط خارجية وداخلية: أما الشروط الخارجية فهي كالأكل والشرب والتنفس فكل منها شرط من شروط الحياة، وكذلك جميع الحاجات العضوية لأن عدم اشباعها يؤدي إلى الهلاك. وأما الشروط الداخلية اللازمة لبقاء الحياة فتتمثل في عمل منظومة أجهزة الجسم بشكل سليم، أي أن صلاحية الجسم الحي لدعم الحياة تكون من خلال اتصال الأعضاء الاساسية وعمل أجهزة الجسم بشكل سليم، وعدم تلف أي عضو ضروري كالدماغ والقلب والرئتين والكبد والجلد ... الخ. وفي حالة انعدام أي شرط من الشروط الداخلية أو الخارجية فإن ذلك يؤدي إلى عدم المشروط أي انعدام الحياة، لأن الشرط هو ما لا يلزم من وجوده وجود ويلزم من عدمه العدم، وبما أن جميع الشروط الداخلية والخارجية لازمة للحياة فإن انعدام أي شرط لازم منها يؤدي إلى عدم صلاحية الجسم كمنظومة لدعم الحياة، فيصبح وجود الروح التي هي سبب الحياة في الجسم وكأنه غير ممكن لاختلال أحد شروط اللازمة لفعالية السبب، فيحصل الموت عند ذلك لأن السبب والشروط لا بد منها كلها لبقاء الحياة، فإذا انعدم السبب حصل الموت وإذا انعدم الشرط حصل الموت ولكن انعدام الشرط يؤدي إلى تعطيل عمل وفعالية السبب أي يؤدي إلى الموت، فيكون السبب الحقيقي للموت هو خروج الروح وليس بسبب الجوع أو الخنق أو حز الرقبة، لأن كل هذه الأمور هي شروط للحياة وليست أسبابا والسبب الوحيد للحياة هو وجود الروح وسبب الموت هو نزع الروح لا غير. وهذه الشروط اللازمة للحياة هي ما سماه الشيخ تقي الدين بالأحوال فهي ظروف وأوضاع يحصل عندها الموت ولكن الشرط ليس هو سبب الحياة ولذلك ليس هو سبب الموت. طبعا هذا الكلام لا يقوله الشيخ تقي الدين حرفيا بل هذا توضيح وتفسير مني لمعنى كلامه، لأن الكثير من الشباب يعرفون الفرق بين الأسباب والشروط ويمكنهم التفريق بينهما، فكان ربط موضوع الموت بهذه الأمور (السبب والشروط) أوضح من ذكر موضوع الحالات, وخلاصة الأمر أن موضوع سبب الموت بقطع الرأس الذي ذكرته هو استشكال شرعي بين النصوص القطعية وبين الواقع المشاهد لحالات الموت، وقد تم حل هذا الإشكال بهذه الطريقة وأقر بصعوبة فهمها من الكتب التي عالجت هذا الموضوع. أما موضوع العلة الغائية فهو مختلف، فليس هناك نصوص تنفي علية أفعال الله تعالى وتعارضت مع الواقع كما في مسألة الموت، بل العكس هو الصحيح، فهناك أدلة ونصوص شرعية تثبت قطعا وجود غايات لأفعال الله كقوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وتثبت تعليل الأحكام الشرعية كما في قوله: (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) وغيرها الكثير وهي أدلة متضافرة تثبت ذلك قطعا. والحمد لله رب العالمين
    2 points
  29. السلام عليكم ورحمة الله بعد هذا التوضيح لدليل الاستكمال عند الأشاعرة، لا بد لنا من توضيح أمرين متعلقين به وهما: ألف: الفرق بين الغاية والعلة الغائية باء: رأي الأشاعرة في العلل والأسباب الكونية
    2 points
  30. السلام عليكم النقطة الثانية: اشكالية الابحاث المتعلقة بموضوع صفات الله عند علماء الكلام كان من أول الابحاث التي بحثها المتكلمون وبخاصة المعتزلة مسألة كلام الله وخلق القرآن، ومن هنا يرجع أصل تسمية علم الكلام والمتكلمين لأن أول ابحاثهم كانت مسألة كلام الله، وقد أثارت قضية خلق القرآن اشكالية كبيرة لدى المسلمين في العصر العباسي، وقد سجن الإمام أحمد بن حنبل وجلد بسببها، وتعرض الكثير من علماء المسلمين للتعذيب من جراء فرض الدولة العباسية رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن على الناس بقوة الدولة وبالإكراه، وانتهت هذه المحنة في زمن المتوكل على الله وتم بعدها اخراج الإمام أحمد من السجن، وفي الحقيقة لم يفد هذا البحث المسلمين في شيء وإنما أضرهم أكثر مما نفعهم. يذكر الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله تعالى في كتاب الشخصية الاسلامية أنه مع مجيء المتكلمين وتسرب الأفكار الفلسفية دب الخلاف في صفات الله، بسبب بحث المعتزلة لعلاقة ذات الله بصفاته، فقالت المعتزلة أن ذاته وصفاته شيء واحد، أما أهل السنة -الأشاعرة- فقالوا أن صفات الله ليست عين ذاته، ثم بينوا معنى كل صفة من صفات الله الأزلية كالعلم والقدرة والسمع والبصر والارادة والمشيئة والكلام. والغريب -كما يقول الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى- أن نقاط الجدل التي اثارها المتكلمون هي عينها كان قد اثارها فلاسفة اليونان من قبل، وقد تصدى أهل السنة للمعتزلة بسبب اندفاعهم وراء الفلسفة اليونانية للتخفيف من هذا الاندفاع ووراء ما توصل اليه هذه الآراء من فروض نظرية وقضايا منطقية، ولكنهم وقعوا في نفس ما وقع فيه المعتزلة فردوا على الصعيد ذاته. فجميع الفرق الكلامية لم تدرك معنى العقل بالشكل الصحيح، هو السبب الذي افقدهم الضوابط والشروط اللازمة لصحة هذه الأبحاث، ولو ادركوا معنى العقل لما تورطوا في هذه الأبحاث الفرضية والنتائج المدرك أنها غير واقعية، بل هي أشياء ترتبت على أشياء أخرى فسميت حقائق عقلية، وهي في حقيقتها أبحاث فيما وراء الطبيعة والمحسوسات. وكذلك لم يميز المتكلمون بين طريقة القرآن في تقرير الحقائق وبين طريقة الفلاسفة في ادراك الحقائق. ولهذا كان بحث المتكلمين جميعا في صفات الله في غير محله وهو خطأ محض، فصفات الله توقيفية، فما ورد منها في النصوص القطعية ذكرناه بالقدر الذي ورد في النصوص ليس غير، فلا يجوز أن نزيد صفة لم ترد ولا أن نشرح صفة بغير ما ورد عنها بالنص القطعي, ومن أراد الاستزادة حول هذا البحث فعليه بمراجعة موضوع صفات الله في الجزء الأول من كتاب الشخصية الإسلامية. ولذلك نرى نتائج هذا المنهج المنطقي في البحث واضحة في بحث الأشاعرة حول العلة الغائية في أفعال الإله، فنرى تعرضهم لمعاني صفات الله وما يستلزم هذا البحث من فروض ونتائج غير محسوسة، فنراه بشكل واضح خصوصا صفة الإرادة وصفة القدرة، ويجصل من جراء ذلك استنتاجات ولوازم لا ضرورة لها، ولذلك وجب علينا الوقوف عند حد ما أثبتت النصوص لنا حول صفات الله، دون الدخول في استنتاجات منطقية لا دليل عليها. يتبع بمشيئة الله
    2 points
  31. السلام عليكم ورحمة الله لكي ندرك الأسباب التي دفعت الأشاعرة –مع تقديرنا الشديد لهم- إلى ما يشبه انكار السببية، ونفي العلة الغائية عن أفعال الإله -كما ذكرنا أعلاه- لا بد لنا من التعرض لمجموعة قضايا تثيرها هذه الأبحاث، وهي: 1. مدى صلاحية علم المنطق للاستدلالات العقلية والتوصل إلى نتائج صحيحة 2. اشكالية الابحاث المتعلقة بموضوع صفات الله عند علماء الكلام 3. واقع العلة وعلاقتها بالسبب والغاية والارادة والفعل والحكمة 4. دليل الاستكمال الذي بنى عليه الأشاعرة نفي العلة الغائية عن افعال الله وسنبدأ بطرح هذه النقاط نقطة نقطة ثم التوصل إلى خلاصة لهذا الموضوع تحل هذه الإشكاليات التي تعرض لها الأشاعرة ونحن إذ نطرح مثل هذه القضايا لا نقصد التعرض للأشاعرة بالنقد من حيث هو نقد، بل نود تصويب الأخطاء التي نراها من جراء انجرار الأمة في ماضيها وراء المنطق اليوناني دون تمحيص جدير بمبلغ هذا العلم من الحق، وهدفنا دائما التصويب وتجنب الأخطاء وخصوصا لدى الأشاعرة الذين هم أقرب المتكلمين الينا وهدفنا من ذلك هو سعينا لانهاض المسلمين من جديد بإحسان فهم الإسلام، لأننا نعتبر أساس مشكلة الأمة الإسلامية وانحطاطها الذي وصلت اليه، هو الضعف الشديد الذي طرأ على أذهان المسلمين في فهم الإسلام، أو هو سوء الفهم للإسلام ، وكان من أهم أسباب هذا الضعف هو تأثر المسلمين بالمنطق اليوناني ونشوء علم الكلام في القرون الأولى، وكان لا بد لنا من أجل إحسان فهم الإسلام وإزالة الغشاوات عن الإذهان، من التعرض لبعض الأبحاث التي ناقشها المتكلمون من مثل القضاء والقدر وصفات الله وغيرها من الأبحاث، وهنا أردنا التعرض لهذا الموضوع المتعلق بالعلة الغائية لتصويب الرأي فيها وحل الإشكاليات التي فرضتها هذه الأفكار لدى المسلمين في الماضي والحاضر. والله من وراء القصد
    2 points
  32. السلام عليكم ورحمة الله بعد النقاش مع بعض الإخوة ومراجعة الموضوع (لماذا انتظر رسول الله ولم يهاجر إلا بعد اكتمال تآمر قريش لقتله؟) حول المذكور أعلاه بعنوان "أخذ العبرة والعظة من هذه السنة الربانية"، تبين لنا أن هناك استخلاصات عامة لا تستفاد مباشرة من هذه السن الربانية وهي أمور ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع، وبالتالي وحتى يتم ضبط الموضوع فكريا وأصوليا تمت المراجعة والتعديل للخلاصة والعبر المستفادة منه كما يلي: 1. سنة عاقبة إخراج النبي من بلده هي سنة ربانية خاصة بالانبياء ولا تنطبق على باقي البشر (سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا) الإسراء. 2. الفعل البشري من طرف قريش بأخراج الرسول من بلده مكة (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا) يفعّل ويحرك السنة الربانية التي بنتج عنها العاقبة الموعودة (إِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) وليس الإهلاك التام كما هي سنة الله في الأقوام السابقة 3. السنن الربانية لا تتبدل ولا تتحول وهي واقعة لا محالة وحتما (وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77))، ولكن موعد استحقاق السنة الربانية غير محدد ولكنه قريب (إِلَّا قَلِيلًا). 4. الفعل البشري فيه طرفان : طرف قريش الظالمة والطرف الثاني رسول الله عليه السلام، فقريش أخرجت الرسول بالإكراه والمكر والتآمر مع سبق الإصرار، والرسول عليه السلام مكث في مكة ولم يخرج منها، مع أن الله جعل له مدخل صدق إلى يثرب وأهل نصرة أعطوه السلطان في الآيات التي تليها من سورة الإسراء (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80))، فالرسول عليه السلام لم يهاجر بنفسه بالرغم من النصرة والسلطان أي مع توفر داعي الهجرة ولكنه لم يستعجل الخروج من مخرج الصدق، وطلب من أصحابه الهجرة وانتظر هو في مكة، وهذا كان له الدور الحاسم في أن تحق على قريش السنة الربانية وأن تعمل عملها فيهم، فلو خرج الرسول من مكة بعد أخذ النصرة بارادته واختياره ولم يمكث فيها صابرا، لما حقت على قريش هذه السنة لأنها تفعل وتنتج العاقبة بعد قيام الفاعل بالعمل وهو الإخراج وكذلك قيام الرسول عليه السلام بالعمل المطلوب منه وهو الصبر والثبات والبقاء في بلده بانتظار اخراجهم إياه. أما هذه الخلاصة المذكورة أعلاه: فهي ليست في محلها تماما ولا تستفاد من هذه النصوص العبر المستفادة: أما العبرة الصحيحة فهي أن علينا مراعاة السنن الربانية التي وضعها الله في الأقوام، اقتداء بفعل الرسول عليه السلام في مراعاة السنن الربانية والأخذ بالأسباب لتحقيق الأهداف. ومراعاة السنن الربانية تكون بمعرفتها وتفعيلها من خلال قيامنا بالأفعال السببية اللازمة من طرفنا لتفعيل هذه السنة من مثل الصبر والثبات وعدم الاستعجال، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى عدم انطباق السنة الربانية على الطرف المنافس أو العدو، فيجب علينا الانتظار ريثما يكتمل إجرام وظلم العدو حتى تعمل سنة الله فيه بشكل كامل وتام فإلى جانب الالتزام بالأحكام الشرعية عموما وأحكام طريقة الرسول خصوصا للوصول إلى إقامة الخلافة، يجب علينا ادراك سنن الله في المجتمعات والدول ومراعاتها في افعالنا كجماعة مسلمة، وأن اهمالها بعدم معرفتها بالبحث والتمحيص أو بمعرفتها وعدم الالتزام بمقتضياتها يؤديان إلى التقصير في الأخذ بأسباب النجاح، أو تأخير الوصول إلى الأهداف. وسنن الله هي قوانين ثابتة لا تتبدل ولا تتحول ولا تنخرق إلا بمعجزة، والواجب علينا تجاهها هو معرفتها بإحسان والعمل بمقتضياتها بإحسان، تحت قاعدة لزوم الأخذ بالأسباب لتحقيق الأهداف، وإن عدم الأخذ بالأسباب قد يعيق العمل ويؤخره وقد يؤدي إلى الفشل والاخفاق حسب نوع التقصير، فيما إذا كان المطلوب شرطا لازما أو هو شرط افضلية وتكميل، أو كان المطلوب إزالة سبب معيق أو التغلب على سبب مانع. والله الموفق وعليه التكلان
    2 points
  33. احذروا من تداول الدراسات الأجنبية وركزوا على الأحكام الشرعية قرأت دراسة بريطانية تقول: "أن الزواج بـ امرأة ثانية... تجعلك سعيداً وناجحا وتزيد من ثقتك في نفسك وتزيد في رزقك وتطيل عمرك...! من الخطر تداول تلك الدراسات وتدارس فوائد الزواج بثانية فنحن كمسلمين ننظر للتعدد نظرة أنه حكم شرعي، ولا ننظر لأسباب التعدد كما يطرح الكثير من الناس، فلا يوجد أسباب للتعدد بل التعدد جائز شرعا بدون أي أسباب، ولكن يجب على من يعدد أن يعدل، وليس العدل شرطا للتعدد، فمن عدد فلا اثم عليه، وان ظلم يحاسب على الظلم ويبقى التعدد مباحا. وثانيا ماذا لو خرجت دراسة بريطانية اخرى تبين مضار التعدد هل سننشرها؟؟؟ اذن نحن كمسلمين ننظر لهذه المسالة نظرة ان هذا الامر جائز ولا شيء فيه، وليس له اسباب كما يروج البعض، ولا ننظر للفوائد والمضار، فهذه لا نبحثها، وان كان التعدد يفيد في حالة الحروب وعدم انجاب الزوجة وامور اخرى، ولكنها ابدا لا تؤثر في موضوع الحكم الشرعي وهو اباحة التعدد للرجل. ......................... واللي بدو يعدد هو إنسان حر المهم أن يكون رجلا مقتدرا فقط، ويتحمل النتائج من زوجته لوحده.. حسن عطية #الحقيقة
    2 points
  34. هل حزب التحرير جامد أم مبدئي؟؟الكثيرون يقولون أن حزب التحرير جامد وثابت على فكرة قد أصبحت قديمة، وان الناس تحب التغيير لذلك فان متبعي حزب التحرير سيبقون قليلي العدد لن يزيدوا كثيرا إلا أن أجرى تغييرا وتبديلا؟ انتهى.للرد على ذلك أقول وبالله التوفيق• عدم تغيير حزب التحرير لفكرته وطريقته هو بسبب بسيط وهو كونها حكما شرعيا تستند إلى الأدلة الشرعية، وهو الحزب الوحيد الذي يوجد له طريقة مستندة إلى الأدلة الشرعية الراجحة، على عكس الكثير من الحركات التي لا يوجد لها طريقة أصلا للعمل، وإن وجدت طريقة فهي باجتهاد عقلي قابل للتغيير والتبديل بسبب طبيعة العقل الذي يتفاوت حكمه من شخص لشخص ومن زمان لزمان وهو عرضة للاختلاف الواسع في إصدار الأحكام.• الكثير من الأنبياء لم يغيروا طريقتهم في الدعوة وبقوا متمسكين بطريقتهم ولا أقول جامدين، فالجمود هو البقاء على أمر معين دون نظر ولا مجرد الاستعداد للنقاش، بينما شباب الحزب متمسكين بطريقتهم، أي أنه يوجد عندهم الاستعداد للنقاش والتحاور مع الغير، ولكن لأنهم لا يجدوا -ولن يجدوا والله تعالى أعلى وأعلم- من ينقض فكرتهم القوية المعتمدة على الكتاب والسنة باجتهاد صحيح وبأدلة قوية، لذلك يبقى شباب الحزب متمسكين بطريقتهم.• الكثير من الحركات تستهوي الأتباع والمؤيدين بإشباع الشهوات والمساعدات مثل الحركات التي تقدم مساعدات لأفرادها والتي تقوم بأعمال خيرية والتي توفر التسهيلات لمن ينضمون لها، فهذه الحركات تلقى قبولا ممن يحتاج مساعدة، فهي حركات غير مبدئية وإنما حركات خيرية، وهذه الحركات في العادة تتلقى تمويلا، والتمويل هو هيمنة من الجهة الداعمة لها، وهذا ما هو غير موجود في حزب التحرير، حيث حزب التحرير الحزب الوحيد الذي يقوم أفراده بتمويله على عكس باقي الأحزاب.• الدعوة الفكرية عادة أتباعها قلة، وهذا ما حصل مع جميع الأنبياء، فقصة سيدنا نوح عليه السلام خير دليل، ففترة زمنية طويلة وقلة في الأتباع، لا تدل على عقم في طريقة سيدنا نوح عليه السلام أو صحة فكرة المعارضين له، بل تدل على أن الدعوات الفكرية دائما أتباعها قلة، لان من يلمسون صحة الفكر في حالة الاضطهاد هم القلة دائما، بينما الكثرة تدرك صحة الفكر بعد رؤيته مسيطرا وله دولة وقوة، قال تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}• حزب التحرير يعادي جميع الجهات التي تحارب الله ورسوله والمؤمنين ويعمل على إقامة دولة مبدئية، أي انه لا يداهن لا ينافق ولا يداجي من بيدهم الأمور، ولذلك يتعرض للملاحقة في جميع دول العالم بدون استثناء، ولذلك يخشى الناس إتباعه إلا من وجد عندهم الجرأة والصدق، على عكس أغلب الحركات والأحزاب الأخرى التي تستند إلى دول تنطلق منها وتدعمها وتوفر لها المناخ الملائم، حيث تقوم قيادة هذه الحركات بالنفاق لبعض الحكام حتى ينالوا عندهم المأوى والقدرة على تنظيم أمورهم.• حزب التحرير يتعرض لتعتيم إعلامي شديد من قبل الأنظمة على عكس باقي الحركات، وهذه لها تأثير في انتشاره.• سيبقى هذا هو ديدن الدعوات الفكرية السياسية الرعوية، وعندما تقوم الدولة المبدئية دولة الخلافة ستجد أتباعها بالملايين، لأنهم في تلك الفترة سيدركون صحة هذه الدعوة، ولا يقيم الدولة الإسلامية الحقيقية إلا حركات مبدئية سياسية صادقة. http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=2958&st=0&gopid=15964&#entry15964
    2 points
  35. ‎يامن ابو محمد‎ ‎ | آمال الشام‎ لقد سبق ونشرت منشوراً ودعوت الله فيه أن يفرج على أبي بكر ويرده سالماً ، موضحاً بهذا الدعاء حقيقة حاله بعد خبر مقتله ، ثم وضحت الأمر أكثر في أحد التعليقات على صفحتي ؛ ولكني أتفاجأ وأستغرب كل الإستغراب عندما أرى تعليقاً لأحدهم على إحدى الصفحات وهو يجزم ويقول لقد قتل وأنا شاهد على ذلك.... مع ان هذا الشخص الذي كان مسجوناً معه في محكمة الباب لم يراهم وهم يقتلونه ولم يرى حتى جثته ، فمن أين أتى هذا الجزم !!! وبناء عليه وعلى إرادة الكثير بمعرفة الأسباب التي بنينا عليها أقول التالي : 1 _ لقد كنا في بداية الأمر نظن أنهم قد أعدموه وظَنُّنا هذا هو مما أخبرونا هم به ولم يخطر في بالنا أبداً أن يكونوا كاذبين في دعواهم ، وقد طلبنا منهم مايثبت موته فلم يعطونا شيئ ، لم يعطونا جثته ولا حتى مقطع فيديو يثبت موته ولا حتى قرار محكمة منهم يثبت هذا ، وإنما جاء الخبر عن طريق مسؤول في المحكمة اسمه ( أبوالعباس ) وهو من كان سبب إعتقال أبي بكر على حاجز من حواجز التنظيم في مدينة الباب ، وصرنا نسأل بعدها في غيرها من الدوائر فتبدوا على ملامح من نسال الدهشة من هذا الإسم ليذهب إلى مسؤول عندهم ويعود بالخبر الكاذب الذي عمموه فيما بينهم . 2 _ مضى على هذا الحال فترة ليست بالقصيرة ليأتينا خبرٌ من إحدى عناصر الفصائل (س ع ) الذي كان مسجوناً عند التنظيم ليخرج بعدها من سجونهم ويخبر رجلاً أنا أعرفه جيداً ويقول له ( لم يَقتُل الدواعش مصطفى خيال وهو كان معي في السجن واخبرنا ان نوصل ذلك لأهله ) هذا مانقل لي حرفياً من الشخص الذي إلتقى بهذا السجين . 3 _ في وقت آخر ومن سجين آخر من إحدى الفصائل(س ع) وهو غير ذاك الفصيل الذي ذكرته آنفاً ، آتاني خبرٌ من هذا السجين الذي خرج من سجون التنظيم ، وقد جائني الخبر عن طريق رجل إلتقى به وهذا الرجل أعرفه جيداً وهو ثقة ( بأن أبابكرٍ حي ولم يمت كما ادعى التنظيم بل هو موجودٌ عندهم ) . هذه من أهم الأخبار التي اتتنا عن أخي ، ويوجد غيرها ولكن غيرها هو إستئناسات ببعض اللقائات التي جرت مع مسئوليهم ، ووددت أن اكتفي بذلك ففيه شفاء بإذن الله . ▪ وهناك نقطة مهمة أحب أن ألفت إنتباهكم إليها وهي أن الدواعش مشهورون بالكذب وهذا مايعرفه جميع من خالطهم وإحتك بهم ، ولقد حصلت حالات كثيرة بأنهم يخبرون أهل السجين بأنهم قتلوه ومن ثم يعودُ لأهله بعد فترة من الزمن ، وهذا ليس بجديد . ▪ كما أحب أن ألفت الإنتباه بأني لا أجزم بأن أبا بكر حي بل أظن وبغلبة بأنه على قيد الحياة ، نظراً لما فصلت فيه منذ قليل.... يامن خيال .
    2 points
  36. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بألف خير عيد أضحى مبارك عليكم وعلى أحبابكم
    2 points
  37. الأحكام النسبيةهي أكثر وأكبر مشكلة نواجهها هذه الأيام، وهو أن يحكم على فعل معين أو على شخص معين مقارنة بالموجود، فإن كان الشخص الموجود شيطانا على سبيل المثال وخرج شخص أقل شيطنة منه، قلنا ما أحسن هذا الرجل، وإن جاء شخص وطرح اسم الإسلام في مشروعه الانتخابي وغيره لا يطرح، قلنا ما أفضل هذا الرجل وما اشد حرصه على الإسلام وما أفضل مشروعه، وفي نيته تطبيق الإسلام بإذن الله، وان خرج شخص يقاوم يهود ويفاوضهم، قلنا هذا أفضل ممن يفاوض يهود ولا يقاومهم.المشكلة عند هؤلاء هي مشكلة في التفكير، إذ جعلوا تفكيرهم وحكمهم على الأشياء نسبي، وليس مفصلي، فالأمر عندهم كله يخضع للقياس والتقدير العقلي والمقارنة مع الواقع الموجود ولاستبعاد حصول الخير والتغلب على هذا الواقع السيئ.أما مشكلة التفكير عند هؤلاء، فهي في عقولهم فقد سمحوا لعقولهم أن تقرر ما هو الخير والشر وما هو الفعل الحسن والفعل القبيح، فما رآه عقلهم حسنا قالوا عنه حسنا وما رآه عقلهم سيئا قالوا عنه سيئا، فعقلهم يقول مثلا: لا مانع من خوض انتخابات ديمقراطية لإيصال المسلمين إلى سدة الحكم كي يبدؤوا بالتفكير والعمل للحكم بالإسلام وهذا أفضل من اعتزال الساحة للمجرمين كي ينفردوا فيها، والشرع يقول: أن هذا أمر مرفوض، فهم يقدمون ما يقوله عقلهم على الحكم الشرعي، ويبدؤون بالالتفاف على الأحكام الشرعية حتى توافق ما يقولون، وأحيانا يضربون بها عرض الحائط إن لم يستطيعوا التحريف للأحكام الشرعية.والإشكال الثاني عندهم هو المقارنة مع الموجود، وهذا أيضا بسبب الابتعاد عن الشرع، فالأقل سوءا أفضل من السيئ ومن الأشد سوءا، ولذلك فمرسي مثلا أفضل من مبارك مع أن كلاهما حكم بالنظام العلماني الديمقراطي الكافر، فلا يبحثون هنا الحكم الشرعي بالحكم بالنظام العلماني الديمقراطي، بل يضعون الاثنين في ميزان المفاضلة والمقارنة حتى يصدروا حكمهم، وهكذا في كل أمر، فإن حكم حاكمان بالكفر، وأحدهما سمح بتعلم القران والآخر منع تعلم القران، فإنهم يختارون من يحكم بالكفر ويسمح بتعلم القران لأنه في نظرهم أفضل، ولا يبحثون هنا موضوع حكمه بالكفر، بل يغضون النظر عنه.وأيضا من الأسباب التي تجعل هؤلاء يفكرون هكذا هو استبعاد حصول الخير وذلك بإقامة الخلافة، فهم يقولون أنها مستحيلة القيام هذه الأيام، وأنها لن تقوم قبل مئات السنين، أو أن الطريق لإقامتها يكون بمسايرة الكفار والمجرمين حتى نتمكن من إقامة الخلافة، وهذه كلها أسباب تدفع لهكذا تفكير.إن الحكم النسبي على الأشياء مرفوض شرعا، والأصل أن يكون الحكم شرعيا فقط، فما وافق الشرع عملنا به ولو وقف أمامنا كل العالم، وما كان حراما تركناه ولو فعله كل العالم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة عندما قال لعمه ((يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته)) فتفكير الصحابة كان ما الذي يرضي ربنا لنعمله، وما الذي يغضبه لنجتنبه، وهذا ما يجب تنميته عند الأمة الإسلامية. http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4282&st=0&gopid=15812&#entry15812
    2 points
  38. والشكر متصل للأستاذ يوسف الساريسي بارك الله تعالى فيه
    2 points
  39. المكتب الإعــلامي بريطانيا بيان صحفي بوريس الشعبوي يهاجم النساء المسلمات لإخفاء طريقة حياته العلمانية الفاشلة (مترجم) ليس سرا أن وزير الخارجية البريطاني السابق والذي يطالب برئاسة الوزراء بوريس جونسون ينظر باحتقار للمسلمين والإسلام. فقد سبق له أن كشف عن عنصريته وكراهيته للإسلام، وبصراحة تامة، أي شخص لا يشاركه هذه النظرة الضبابية يسيء فهم الاستعمار البريطاني الماضي والحاضر. لذلك ليس من المستغرب أن يهاجم هو والإعلام البريطاني مرة أخرى القيم الإسلامية، في محاولة واضحة لمناشدة الناخبين الذين يميلون بشكل متزايد إلى اليمين. اليوم في أوروبا يرى السياسيون والمتعصبون العلمانيون المرأة المسلمة هدفاً سهلاً. إنهم يتصورون أن لباس المرأة المسلمة مفروض عليها من الرجال، لأنهم لا يستطيعون فهم لماذا تختار الكثير من النساء المسلمات طواعية رفض الليبرالية الغربية و"تحريرها" للمرأة. ما يرفضون فهمه هو أن الإسلام حرر عقول الرجال والنساء للهروب من استعباد مروجي الثقافة الليبرالية العلمانية، ليختاروا بإخلاص إطاعة الخالق وحده. فهذا التجاهل من جانب المسلمين لأهواء ورغبات المخلوقات هو في الحقيقة لعنة بالنسبة للنخبة العلمانية الذين يرغبون بشدة في جعل الرجال والنساء "المحرَّرين" المستغربين يظلون عبيداً لهم وحدهم، سواء هنا أو في الخارج. عندما لا يعجبك ما تراه في المرآة، فإنه من المناسب جدا تغيير وضع المرآة، وهذا تماما ما يفعله بوريس وغيره من السياسيين، فهم لا يستطيعون تحمل الفوضى التي خلقوها، سواء أكان ذلك في بريكست، أو الوضع الاقتصادي، أو الانقسام والكراهية المستمرين، الناجمة بسبب عيوبهم الخاصة، فبوريس هو رجل المؤسسة الذي يوالي فقط مصالح النخبة الرأسمالية التي تدير بريطانيا. وكمحافظ حقيقي، لم يكن على وشك أن يمسك دفة سفينة تيريزا ماي الغارقة، وبالتالي رحيله مؤخرا عن الحكومة، مع استمرار أزمة بريكسيت. والآن نراه يعيد اختراع نفسه مرة أخرى بصفته المدافع عن قيم البريطانيين، ويأمل بشدة في زيادة شعبيته بين الجمهور البريطاني الذي غذّته الحكومة ووسائل الإعلام بالقومية وكراهية الأجانب على مدى العقدين الماضيين. قد يستمر بوريس وغيره بجبنٍ في إلقاء الاتهامات الرخيصة على النساء المسلمات لتعزيز شعبيتهم، لكنهم في الحقيقة لا يكشفون إلا عن المظهر الخادع لمبدئهم الليبرالي العلماني. فهم لا يستطيعون أن يواجهوا فكرا بفكر، وأن يناقشوا صحة القيم الإسلامية المنبثقة من العقيدة الإسلامية، ضد القيم الليبرالية القائمة على العقيدة العلمانية. ففي هذا النقاش هم لا يستطيعون الصمود، وبالتالي تأتي محاولاتهم الضعيفة لمهاجمة شرف المرأة المسلمة، لفظيا وجسديا، على أمل تغطية عجزهم وعدم صلاحية طريقة حياتهم العلمانية. تهدف روايات الرئيس الأمريكي الشعبوية إلى جعله بطلاً للرهاب القومي في أمريكا، وبعد لقائه مع ستيف بانون، منظّر ترامب، يبدو أن بوريس يتبع نفس النص. لقد أُرهق جمهور الناخبين الأمريكيين من الإفلاس الفكري لسياسييهم، كما حصل مع عدد من الشعوب الأوروبية، وقد كشفت الموجة الأخيرة من فوز المرشحين الشعبويين السهولة التي يمكن من خلالها الفوز بالانتخابات على أساس إلقاء اللوم على الآخرين. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الناس يتصورون أن المنتخَب الجديد الذي يشار إليه بالبنان، على وشك إحداث بعض التغيير الذي تشتد الحاجة إليه، إلا أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة عندما يدركون أنه لم يتغير شيء على الإطلاق. النظام الرأسمالي العلماني يودي بالإنسانية إلى الفشل يوميا. فمشجعوه وسياسيوه ليس لديهم حلول للمشاكل والبؤس الذي لا ينتهي التي خلقوها للعالم. لقد أظهر الإسلام، بالمقابل، قدرته على جمع البشر معاً وحل مشاكلنا الجماعية بإنسانية وعدالة بطريقة تتفق مع طبيعتنا البشرية. في مواجهة مثل هذه الإساءات من السياسيين والإعلاميين في الغرب، على المسلمين رجالا ونساء أن يفضحوا المبدأ العلماني الشرير الذي يعاني منه الناس العاديون في العالم حاليا، وأن يطالبوا بمعرفة سبب فرض هذه المجموعة من القيم على البشرية؟ فهي لا تستند إلى أساس فكري ولم يتم اختيارها، بل فُرضت على الناس فرضاً، ثم رُوجت لهم بكذبة أنها أفضل ما لدينا. إن المسلمين لديهم عقيدة فكرية سامية وأنظمة للحياة ترضي البشر، وتحقق العدالة للناس بينما تنكر على الفاسدين أي فرصة للظلم. هذه هي الحقيقة التي يسعى بوريس وأمثاله في العالم للتغطية عليها، والتي يجب على المسلمين فضحها ليسمعها الجميع. ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ التاريخ الهجري 25 من ذي القعدة 1439هـ رقم الإصدار: : 26/1439هـ التاريخ الميلادي الثلاثاء, 07 آب/أغسطس 2018 م يحيى نسبت الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا المكتب الإعلامي لحزب التحرير بريطانيا عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 07074192400 www.hizb.org.uk E-Mail: press@hizb.org.uk
    2 points
  40. الأمر وصيغة الأمر يشكل على بعض الأصوليين التفريق بين الأمر وصيغة الأمر، فيستدلون بأدلة وجوب إطاعة أمر الله عز وجل على صيغة الأمر بأنها تفيد الوجوب، وهذا خلط. أما أمر الله عز وجل فهو واجب والتمرد عليه فسق وكفر، وطاعة أمره تكون باتباع أمره على الوجه الذي أمر، فإن كان أمره جازما يفيد الوجوب وإن كان غير جازم يفيد الندب وإن كان للتخيير يفيد الإباحة، والتمرد على أمره يكون في الواجب والمندوب والمباح، وهو غير القيام بالفعل، فمن لم يفعل المندوب تمردا على أمر الله فهو عاص أو كافر، أما من لم يفعله باعتباره طلبا غير جازم فلا إثم عليه. أما صيغة الأمر فهي الصياغة اللغوية التي وضعها العرب لتفيد الطلب، وهي لا تفيد الوجوب ولا الندب ولا الإباحة إلا إذا اقترنت بقرينة؛ وذلك لسببين: 1- أن صيغة الأمر في اللغة إنما وضعت للطلب، والقرينة هي التي تحدد نوع الطلب، ولا يقتصر الطلب على الوجوب والندب والإباحة بل له معان متعددة، أذكر على سبيل المثال: الامنتان كقوله تعالى: "كلوا مما رزقكم الله" والتهديد كقوله: "اعملوا ما شئتم" ….. 2- أن الوضع اللغوي جاء قبل الوضع الشرعي، فصيغة الأمر تفهم من لغة العرب، ولم يعرف العرب الواجب والمندوب والمباح إلا بعد ورود الشرع. فكيف يقال بأن الأمر بوضعه اللغوي يفيد الوجوب؟!
    2 points
  41. أخواي أبو المجد وعبد بارك الله فيكما حجة منْ يقول بالرؤية فقط قوية جداً ولم أقل بعدم الأخذ بها، والموضوع عبارة عن تساؤل للتعمق حوله، فمنْ يقول بالحساب لا ينفي بالضرورة الرؤية ويعتبر الحساب آلية للتحقق من بدء الشهر، وبالنسبة لأوقات الصلاة فأكرر بأن واضعيها يستعملون حسابات ومعادلات معينة على أسس فقهية فترى الطريقة الشافعية والأزهرية إلخ، ولا وجود لمشاهدة الشمس ولا الظل فيها. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) - سورة الإسراء هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) - سورة يونس كل عام وأنتم بخير.
    2 points
  42. الخمر بين القياس اللغوي والقياس الشرعي بداية يجب التفريق بين الإندراج وبين الإلحاق: فالإندراج متعلق بالفرد المشمول بالعام، كإندراج اللحوم المجمدة تحت اللحوم وإندراج الخضروات المجمدة تحت الخضروات. أما الإلحاق فإنه متعلق بفرد مختلف وغير مشمول بالعام لوجود علة تجمع بينهما، كإلحاق اللحوم المجمدة بالخضروات المجمدة والجمع بينهما لوجود صفة التجميد. وهذا هو القياس الشرعي فهو إلحاق فرع بأصل لوجود علة تجمع بينهما، فيأخذ الفرع حكم الأصل. أما القياس اللغوي فهو احتواء اللفظ على صفة تجمع أفراد مختلفين، كلفظ الفن فهي تجمع الرسم والشعر والبناء ووو. وعليه فقد اختلف الفقهاء في لفظ الخمر: فقال الأحناف: الخمر اسم أطلقه العرب على ما كان معروفا لديهم وهو المسكر من عصير التمر. وعليه فإن المواد المسكرة الأخرى لا تندرج لغة تحت مسمى الخمر وإنما تشترك مع الخمر في صفة الإسكار، فتحرم بالقياس لا بالنص. أما الشافعية فقالوا: إنما أطلق العرب على الخمر خمرا لوجود صفة المخامرة، فكل ما يخامر العقل هو خمر. وعليه فإن كل المواد المسكرة تندرج تحت مسمى الخمر، فتحرم بالنص لا بالقياس. والتحريم بالنص يختلف عن التحريم بالقياس؛ فالتحريم بالنص يشمل صناعتها والاتجار بها واستعمالها لغير الشرب وو..، أما التحريم بالقياس فهو محصور بما يحقق الإسكار فقط أي شربها فقط وبالحد الذي يحقق الإسكار. وبتدقيق المسألة لغة نجد القول بأن الخمر من المخامرة لا دليل علية ولا نستطيع إثباته بل على العكس فإن أهل اللغة رجحوا كون الصفة تشتق من الإسم وليس العكس أي المخامرة من الخمر وليس العكس. كما أن القول بأن الخمر عند العرب هو المسكر من التمر هو تخصيص لا دليل عليه، فمن قال أن العرب لم تكن تعرف الأصناف الأخرى من الخمر؟! وعليه فإن الراجح والله أعلم أن الخمر اسم لا صفة، وأنه اسم عام وليس خاصا بالتمر فيشمل كل شراب معد للإسكار بغض النظر عن مادته وطريقة صنعه، كلفظ السم فهو يشمل سم الأفعى وسم العقرب والسم المحضر في المختير، وكلفظ السرير فهو يشمل السرير المصنع من الحديد أو من الخشب. وعليه فإن أي شراب معد للإسكار هو خمر يحرم بالنص، وأن أي مواد أخرى كالعطور والكحول المصنع لأغراض صناعية أو المواد الطبيعية كجوزة الطيب هي ليست خمرا، وتحرم بالقياس. والله اعلم
    2 points
  43. في نفس الآية عدة قرائن تفيد أن الطلب للندب وليس للوجوب: 1- بين أن كتابة الدين في مصلحة أخروية أي ثواب (ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ) وهذا يرجح الطلب إلى الندب. 2- وأن فيها ومصلحة دنيوية (وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا) وهذا يدل على أن الطلب للارشاد وليس على الالزام. 3- وتحفيز على كتابة الدين كبيره وصغيره (وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ) وهذا لا ضرورة له لو كان الأمر للوجوب. 4- ثم بين أنه لا حرج في عدم كتابتة في التجارة (وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ)
    2 points
  44. أيا رمضان مهلا ؛ وقبل ان ترحل يا حبيبى يا رمضان : بلغ الهك أننا صمناك إيماننا واحتسابا بلغ الهك ان المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها يرجون أن تأتى العام القادم وقد توحد المسلمين بلغ الهك ان المسلمين يتوقون شوقا لعزتهم المفقودة بلغ الهك أننا نرجو رحمته ونخاف عذابه وان لم يغفر لنا لنكونن من الخاسرين .
    2 points
  45. اللهم وفق امة الاسلام لما تحبه وترضاه وانر بصيرتها ووحد كلمتها واظهر دينها على الدين كله وما ذلك عليك بعزيز
    2 points
  46. السلام عليكم نهيب بالأعضاء الكرام والكريمات أن يحسنوا اختيار القسم للموضوع الذي يريدون نشره، فالأخبار توضع في قسم الأخبار لا في القسم السياسي، وهكذا ومن نشر موضوعا ولم يجده حيث نشره، فليبحث عنه فإن المشرف ربما قام بنقله للقسم الصحيح وبارك الله تعالى فيكم ويتقبل الله طاعاتكك
    2 points
  47. جاء في كتاب الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار [علاء الدين الحصكفي] للاجماع، وأن الحكم الملفق باطل بالاجماع، وأن الرجوع عنالتقليد بعد العمل باطل اتفاقا، وهو المختار في المذهب، وأن الخلاف خاص بالقاضي المجتهد، وأما المقلد فلا ينفذ قضاؤه، بخلاف مذهبه أصلا كما في القنية. قلت https://al-maktaba.org/book/33086 بعض العلماء يقولون أن المسألة خلافية
    2 points
  48. صدقت، وصُدِّقت، والله ليتمن هذا الأمر حتى لا يبقى في الأرض بيت مدر ولا حجر ولا وبر إلا ويدخله الإسلام، ولله الأمر من قبل ومن بعد
    2 points
  49. في التكتل وخطر الطبيقية قال تعالى من سورة عبس: ( عَبَسَ وَتَوَلى. أن جاءَهُ الأعمى. وَما يُدْريكَ لَعَلَّهُ يَزّكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى. أما من استغنى. فأنت لهُ تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأمّا من جاءك يسعى. وَهُوَ يخشى. فأنت عنه تلهى. ) إنَّ القاعدة الأساسية في عمل التكتلات السياسية المستهدفة تغيير المجتمعات الحرص الشديد من قبل قادة وزعماء كافة التكتلات على التركيز على كسب أصحاب النفوذ ومشاهير القوم وأصحاب التأثير في مجتمعاتهم لجسم تكتلاتهم، أو لكسب تأييدهم ونصرتهم لتكتلاتهم وأفكارهم وتطلعاتهم. تلك هي القاعدة في كل التكتلات الذي ظهرت في الحقب التاريخية المتعاقبة على مر الأيام، لم يشذ عن ذلك إلا بعض التكتلات الباطنية التي قامت لأهداف آنية بعيدة عن غايات إحداث التأثير لانقلاب جذري في المجتمع. وسيبقى ذلك طريقاً وسبيلاً لكل تكتلات مستقبلية. وينبه هنا إلى أن ذلك ليس من لوازم طريقة التغيير الحصرية، بل هي رغبات مفضلة لدى أصحاب التكتلات للإسراع في بلوغ الغايات عن طريق أصحاب النفوذ والنصرة، حيث نصرتهم هي أقرب الطرق لذلك، فعن طريقهم في الأعم الأغلب تحدث النصرة، وبدونهم يكون العمل شاقــاً مُضنياً متعثر الخطى، غير مأمون الوصول بالسرعة المتوخاة. لقد ركّز الرسول صلى الله عليه وسلم على كسب سادة القوم في مكة لتأييد دعوته ولحمل مبدأه ونصرة دعوته، فركز على الوليد بن ألمغيره وأمية بن خلف وأبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان وغيرهم من سادة القوم. وبعدها ركز على طلب النصرة والمنعة له ولدعوته من رؤساء القبائل من العرب من غير قريش كغطفان وثقيف وبني كندة وسليم وأخيراً يثرب. إلا أنه لم يحصر تركيزه عليهم فقط بل قد دعا عامة الناس من كل طبقات المجتمع وفي كل المواقع لاعتناق الفكر وحمل الدعوة. ومع أنه قد أفلح في اكتساب قلة من سادة المجتمع كعمر وأبي بكر وعثمان ومصعب، إلا أنّ الغالبية ممن أسلم في العهد المكي كان من المستضعفين بما في ذلك العبيد المسترقين. وذلك أمرٌ طبيعي وبديهي، فالحاجة للتغيير تقوى لدى المحرومين المستضعفين والمظلومين المضطهدين، وتقل وتضعف لدى السادة المترفين. وتبين لنا سورة ( عبس ) كم كان تركيز الرسول صلى الله عليه وسلم ولهفته على كسب سادة القوم وأصحاب الفعاليات والنصرة شديداً. لذا جاء لفت النظر والتوجيه من الله تعالى في تلك السورة للتشديد على حتمية عمومية الدعوة والطلب إلى العمل لكسب جميع الناس لجسم الدعوة بغض النظر عن المواقع، وعدم حصر الجهد لكسب طبقة أصحاب الشهرة والنفوذ على حساب إهمال أمر العامة من الناس، فإيجاد القاعدة الشعبية الصالحة للتغيير يكون عن طريق إيجاد الرأي العام المنبثق عن الوعي العام لدى أفراد المجتمع عامة: سادتهم وعامتهم، مترفوهم ومستضعفوهم. ومع أنه مع أن البديهي أن أصحاب النفوذ في المجتمع وسادته وكبراءه هم أسهل وأنجح في العمل لإحداث التغيير لأنَّ فيهم تكون النصرة ولأنهم هُم أهل المنعة والنصرة الحقيقية المانعة والفاعلة، إلا أن استعراض تاريخ حركات التغيير في العالم ترينا أن الثورات وحركات التغيير قد قادها وتزعمها أو في حالات أخرى كان وقودها وعناصر نجاحها ممن عانى من الحرمان والضياع والظلم والاضطهاد من الأمة وعامة الناس. ففي الثورة البلشفية عام 1918 كانت مراهنات البلاشفة على العمال والطبقات الكادحة، حيث استغلوا جوعهم وحرمانهم لتأجيج نار ثورتهم، فأججوا بهم وبأجسادهم نار الاضطرابات وباستغلال دمائهم واضراباتهم أقاموا دولتهم ودكوا حصون وقصور الإمبراطورية الروسية البائدة. وقبلها الثورة الفرنسية كانت قد استغلت جوع الجياع وحرمان المحرومين لتأجيج نار الثورة وبالتالي إحداث التغيير. كما أنَّ كلُّ ثورات التغيير أو التحرر الأفريقية في القرن العشرين التي قامت في الكنغو والنيجر ونيجيريا وروديسيا وزنجبار وجنوبي أفريقيا كان وقودها المأجج أوار نارها عامة الشعب البسطاء. وفي القديم الغابر لم يتمكن " بروتس " من إحداث ثورته وانقلابه على " يوليوس قيصر " وقتله إلا بالاستعانة بعامة الشعب وبسطائه، وهم نفس الفئة الذين استغلهم خصوم بروتس السياسيين في الثورة المضادة التي قادوها ضده وبهم تمكنوا من بروتس وحركته. كما أنّ بعض العملاء المستوزرون من صنائع الكافر المستعمر في العالم الإسلامي قد عمدوا لاستغلال القاعدة الشعبية باستمالة عامة الناس وضمهم في صفوف أحزابهم من أجل الضغط بواسطتهم لتحقيق مكاسب آنية لهم. كما حدث في مصر في سنوات الأربعينيات من القرن الماضي (القرن العشرين )، حيث قام الباشاوات الإقطاعيون أصحاب الطرابيش الحمراء بضم عامة الناس لحزب النحّاس وفؤاد سراج الدين ( حزب الوفد ) مستغلين إياهم كورقة ضغط فاعلة عند الملك والإنجليز لتحقيق مكاسبهم الشخصية عن طريق تحريك الشارع المصري بالمظاهرات وغيرها، في حين قامت زوجاتهم من خلال الهالة من الإعجاب والتأييد التي أحدثها ضم عامة طبقات الشعب لحزب أزواجهنَّ من استغلال ذلك لتمرير لمؤامرة " حركة تحرير المرأة " ولمســاندة دعوات الناعق " قاسم أمين " والقيام بتحدي مشاعر المسلمين ودينهم بقيامهم بتمزيق الحجاب علناً في حشد شعبي آثم في ميدان الأزبكية بالقاهرة الذي استبدل باسم " ميدان التحرير " تخليداً لهذه المناسبة المجرمة من يومها وليومنا هذا ..... كما أن عملاء الإنجليز في الأردن سليمان باشا النابلسي وعبد الحليم النمر قد لجئا في مرحلة معينة في أوائل الســتينات بتوجيه من المخبرات الإنجليزية لتأسيس " الحزب الوطني الدستوري" ذلك الحزب الذي أداره وأدار جريدتيه ( الميثاق والصريح ) من خلف ستار سكرتيرة الباشا اليهودية الإسرائيلية ( سارة عمرام ). وكان من المقاصد الخفية وراء تشكيل هذا الحزب تمكين وزارة الباشا من استغلال الشارع لتمرير مخططات رهيبة لصالح النظام الحاكم ولأسيادهم الكفار المستعرين بعد هالة من الشعبية الزائفة التي أحاطوها بذلك الزعيم المستوزر والتي منحته 59 صوتاً من مجموع أصوات نواب المجلس البالغة ستون صوتاً. وقد كشف نائب حزب التحرير في مجلس النواب الأردني عن منطقة طولكرم سماحة الشيخ أحمد الداعور ذلك المخطط الإجرامي الرهيب في جلسة الثقة لحكومة الباشا العميل حيث جاء في مقدمة كلمته: ( أتقدم إليكم ببياني هذا لأكشف البرقع الشفاف الذي يخفي سحنة الاستعمار في هذه الحكومة...) انتهى ودعوة الإسلام في مكة رفضها وقاومها وحال دون اعتناقها سادة القوم من زعماء وقادة عشائر ومفكرين وأدباء وشعراء وحكماء وتجار وأصحاب النفوذ والتأثير وأصحاب رؤوس الأموال. واعتنقها وقاوم من أجلها وبذل الغالي والرخيص من أجلها أفراد من عامة الناس من المحرومين والمغمورين، ومع أنه كان من مشاهير المسلمين في الدعوة في العهد المكي تجار وقادة وزعماء وأدباء وأصحاب نفوذ وتأثير وأصحاب رؤوس أموال، إلا أن الغالبية العظمى من المسلمين كانت من عامة الناس البُسَطاء ومن المحرومين والعبيد، وبهؤلاء المضطهدين الحفاة العراة الجياع انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم ينشر دعوته ويقيم دولته في المدينة المنورة، لينطلق منها بهم لنشر الدعوة بالجهاد داكا الحصون والقلاع وفاتحاً الأمصار والبلاد فتحول العبيد والمحرومين إلى قادة وأسياد وأمراء. وفي تكتل حزب التحرير العامل لاستئناف الحياة الإسلامية والذي قام في أوائل الخمسينيات من القرن المنصرم ركز قائد التكتل وخليتها الأولى على كسب أصحاب الفعاليات والتأثير من أدباء وعلماء وفقهاء ومفكرين وحملة شهادات جامعية وقادة مجتمع، وكسب العديد منهم، بل قد كانت الحلقة الأولى التي حملت الدعوة منهم، ومن تلك الحلقة الأولى انبثقت القيادة الأولى، إلا أنه نسأل الله له الرحمة لم ينس الركيزة الثابتة من غيرهم، فكان من مشاهير حملة الدعوة الأوائل تجار وعمال وصناع وأجراء، وكان منهم الجزار والبقال والفكهاني والاسكافي والفران والترزي والمزارع والطالب. فاختلط الجامعي الأزهري والمهندس والأمي الذي يمهر الوثائق ببصمة إبهامه في تكتل فريد لم يشهد التاريخ له مثيلا يعملون سويةً ويداً بِيَـدٍ لمحاولة تغيير الأوضاع بمحاولة دخول المجتمع وإحداث القاعدة الشعبية والرأي العام المنتج للتغيير بالفكر الذي حملوه وتنبنوه، الفكر الذي جمع وساوى بين حامل الشهادة الجامعية والأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، وبين العالِـمُ والتاجر، وبين المهندس والعامل، وبين الأديب والطالب. لم يُفاضل بينهم لطبقاتهم المتغايرة، بل كانت المفاضلة بينهم على ضوء المتفاعل مع الدعوة أكثر كائناً من كانت طبقته، فتقدَّمَ أحياناً الطالب على الأديب، وتقدم في حالات أخرى الفران الأمي على العالِم...... حتى الحلقة الأولى التي نشرت الدعوة والتي ضمت جمعاً خيّراً من أفاضل العلماء والمثقفين وحملة الشهادات الجامعية، ناء كاهل بعضهم وفترت همته ونكل عن مواصلة الطريق فتخلف وترك المسيرة، في حين استمر غيرهم في العمل بهمة ونشاط، منهم العمال والأميين والتجار والصُّناع استمروا في العمل سوياً مع إخوان لهم من العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والمهندسين والوجهاء ورؤساء العائلات ومدراء الشركات والمؤسسات وأصحاب المصانع وضباط الجيش. والرابط الوحيد بينهم وهم يشكلون جميع ألوان طيف هذا المجتمع أنهم حملة دعوة وأنهم جميعاً وبلا استثناء مفكرون وسياسيون وأنهم النخبة الصالحة من الأمة لأنهم حملوا أرقى فكر منبثق عن المبدأ الوحيد الصالح للتغيير، وبهذا الفكر وبه وحده يعملون للتغيير وسيصلون للغاية إن شاء الله قريباً ويومئذ سيفرح المؤمنون. أما حركة النكث التي استهدفت الحزب ووجوده وعملت جاهدة بتحريك خفي لهدمه وإلحاقه بالماضي، وكانت من أخطر المراحل في تاريخه، فقد قادها وأشعل أوار فتنها نفر من حملة الشهادات الجامعية والألقاب البراقة، جمح بهم الغرور حين ظنوا في أنفسهم القادة والسادة والطبقة التي يجب أن تقود وتأمر فتطاع، فانبرى لهم المخلصون من أفراد التكتل من كل الطبقات المشخصون بقوة فكرهم وسلامة عقيدتهم وتقواهم فوأدوا الفتنة في مهدها: فتنة أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق، ليثبتوا أنّ الفكر هو الرابط الذي لا تنقصم عراه في التكتل مقروناً بالتقوى وإخلاص النية لله تعالى. وفي الندوات والنقاشات ودروس المساجد والمحاضرات رأينا الغلبة والفوز للأمي السياسي حامل الفكر المستنير على العالِم حامل أرقى الشهادات الجامعية. فقد كان حملنا للدعوة ودخولنا للمجتمع بفكرنا الذي حملناه، كائناً من كان حامله، وربما كان حملة الدعوة من بٌسَطاء الناس أنشط وأقوى أثراً وتأثيراً في ذلك من المثقفين حملة الشهادات الجامعية، سواء منها الأكاديمية أو الشرعية أو الأدبية. فلم نحمل الدعوة أبداً ولم نصل لإحداث العملية الصهرية بالمثقفين أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق، لا بل قد حملنا الدعوة بهم وبإخوانهم ممن يمهرون الوثائق ببصمة إبهامهم الأيسر من العمال والصناع من بُسَطاء الناس وعامتهم. ويجب التنبيه هنا أننا لم ولن ننشر الدعوة بين الناس ونكسبهم لها بطبقة أصحاب ربطات العنق حملـة الألقاب والشهادات الجامعية، وإن كان من الطبيعي والبديهي والضروري أن يكون في صفوفنا الكم الهائل من هؤلاء الناس بصفتهم من شرائح المجتمع، ولأنهم من أصحاب التأثير في أوساطهم وفي غير أوساطهم إن أحسنوا حمل الفكر وتفاعلوا معه وأخلصوا النية لله تعالى... كما أن التركيز عليهم دون غيرهم من طبقات المجتمع يفرغ العمل من محتواه ويغير مسار العمل حيث يركز على الطبقيــة الجوفـــاء والشعور بالرقي المظهري، وهذا الشعور هو - إن حصل لا سمح الله - أول طريق انهيار التكتل، لأنه يضعف حرص التكتل على كسب ثقة البسطاء من الأمة، ومتى تحول التكتل إلى تكتل عنوانـه وواجهته أصحاب الياقات المنشاة وربطات العنق متجاهلاً الذخيرة الهامة وهي بسطاء الناس المأهلون للتفاعل مع الفكر ونشر المبدأ فقد عمل على صرف الأمة عنه مما يُنتج انهياره، وبعدها يحتاج إلى جهود مضنية لمعاودة كسب ثقة الأمة وإقناعها للعمل معه. وذلك بالتأكيد هو من مقاصد التحذير الوارد في كتاب التكتل الحزبي حيث يقول: (وأمّا الخطر الطبقي فإنّه يتسرب إلى رجال الحزب، لا إلى الأمة. وذلك أنه حين يكون الحزب يمثل الأمة أو أكثريتها، تكون له مكانة مرموقة، ومنزلة موقرة، وإكبار تام من قبل الأمة والخاصة من الناس. وهذه قد تبعث في النفس غروراً، فيرى رجال الحزب أنهم أعلى من الأمة، وأن مهمتهم القيادة، ومهمة الأمة أن تكون مقودة. وحينئذ يترفعون على أفراد الأمة، أو على بعضهم، دون أن يحسبوا لذلك حساباً. وإذا تكرر ذلك صارت الأمة تشعر بأن الحزب طبقة أخرى غيرها، وصار الحزب كذلك يشعر بالطبقية. وهذا الشعور هو أول طريق انهيار الحزب، لأنه يضعف حرص الحزب على ثقة البسطاء من الجمهور، ويضعف ثقة الجمهور بالحزب، وحينئذ تبدأ الأمة تنصرف عن الحزب......) [1] انتهى وأضيف على ما تقدم أن أخطر من ذلك هو أن يفقد الحزب ثقـة أفراده العاديين حين يرون أن حزبهم قد تحوَّل عنهم من حزب قوامه وذخيرته الفكر وحملتة إلى حزب الأطباء والمهندسين أصحاب ربطات العنق بدل أن يكون حزب الفكر ومن حمله كائناً من كان. أننا في هذه المرحلة بالذات وقد تمكن التكتل من كسب مكانة مرموقة، ومنزلة موقرة، وإكبار تام من قبل الأمة والخاصة من الناس، حيث يتوافد الناس على حضور مؤتمراتنا ومحاضراتنا بالآلاف المؤلفة، ويتلهفون على سماع آرائنا السياسية فيما يستجد من أحداث تهمهم، وينظر الناس بإعجاب شديد لحسن ترتيبنا وأدائنا في ذلك، وينظر الناس إلى تحركنا المنظم في المناسبات العامة وبأعداد هائلة نسبياً من شبابنا أكثر مما ظنوا، وحين يرى الناس أننا لسنا شرذمة صغيرة لا وَزنَ لها ولا يُحسب لها حساب كما يروج الخصوم ووسائل إعلامهم. في هذه المرحلة بالذات نحن أحوج للتواضع وعدم الغرور. فمهما كثر عددنا ومهما وصل ثقلنا في المجتمع، فإن هذا الصرح الشامخ ممكن أن ينهار إذا وصل إلى صفوفنا فيروس الغرور ومرض الطبقيـــة، والشعور بأننا حزب أصحاب القمصان البيضاء والياقات المنشاة وربطات العنق حملة الألقاب البراقة والشهادات الجامعية. لا بل نحن حملة الإسلام فكرة وطريقة، نحرص أن يكون فينا العالِم والفقيه والمجتهد والمهندس ورجل الأعمال والأديب والحكيم والشاعر والمعلم والطبيب، ونحرص بنفس القدر على أن يكون فينا أيضاً وقبل ذلك القصاب والترزي والمزارع والفران والاسكافي والفكهاني والبقال وسائق الجرار وطالب العلم والتاجر وكل طبقات المجتمع، وبهم جميعاً في تكتل عنان فريد سنقيم دولة الخلافة الراشدة التي ستدك حصون الظالمين وتفتح البلاد أمام الدعوة إن شاء الله. وبناء عليه فلا ضير أبداً أن يصل إلى المراكز القيادية والإدارية أقوى الأفراد لتحمل ذلك باعتبار التمكن الفكري والإداري فقط بغض النظر عن طبقاتهم، وأن يصل إليها أقوام من بُسطاء الناس وعامتهم، وأن تكون الأولوية في توكيل المهمات والأعمال الحزبية لجميع الأفراد من كل الطبقات من هذا المنطلق، فيفاضل في انتقاء الأفراد لهذه الأعمال بالصلاحية الفكرية والإدارية ليس إلا، وتعتبر عملية انتقاء الأفراد لتلك الأعمال والمهمات على أساس طبقـي كنوع من الغــرور القاتل والانتحار الموصل للطبقية الجوفاء الموصلة بالتأكيد للتصدع وبالتالي للانهيار والفشل. وحتى نكون على بينة من الأمر وعواقبه المحتملة فإن من الخطورة المستقبلية للنظرة الطبقية تلك أنه إن وصل التكتل لقيادة الأمة برغم ما تقدم وبذلك الشعور من الطبقية الجوفاء في قياداته فسيكون وبالاً على الأمة التي سيقودها، إذ سيبرز الظلم وتتحول الدولة إلى دولة طبقات ومحاسيب وأتباع، مما يظهر الفساد بانعدام المساواة والعدل، ويتسبب ذلك ببروز الهوة السحيقة بين الحاكم والمحكوم، ويشعر الناس أن حكامهم ليسوا منهم مما يُضعف القاعدة الشعبية لهؤلاء الحكام عند الأمة، وهذا يعني الانحراف عن المبدأ والتخلي عن الفكر والمتبنيات، والتحول إلى المُلك العضوض. على أن ذلك لا يعني أن يُهمل التركيز على حملة الشهادات والألقاب وعليَّـة القوم وأصحاب النفوذ والتأثير، والعكس هو الصحيح فكما ورد في بداية البحث يجب التركيز عليهم بصفتهم أفراد يعيشون في هذا المجتمع، كغيرهم من بقية طبقات الناس وبنفس القدر، ومحاولة كسبهم ما استطعنا لذلك سبيلنا استئناساً بهدي المصطفى S وتقيداً بطريقته وخط سيره، كما أنَّ بهـم ومعهم إن صلحوا وتفاعلوا مع الدعوة وأفكارها نختصر الطريق ونصل للغايات بأقصر الطرق وأسلمها إن شاء الله. [1] - التكتل الحزبي . صفحة 53.
    2 points
×
×
  • اضف...