اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

هل تتمكن أمريكا من اختراق الثورة السورية؟


حمد

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل تتمكن أمريكا من اختراق الثورة السورية؟

 

لقد كثر الحديث مؤخرا في وسائل الإعلام عن إمكانية التحاور مع الجبهة الإسلامية السورية، وانضمامها للمجلس العسكري، وتشكيل ائتلاف موسع يتعاون مع الائتلاف السوري كمقدمة لإنجاح مؤتمر جنيف ومن هذه الأخبار والتصريحات:

 

* ما نقلته شبكة "سكاي نيوز" العربية 17-12-2013 عن وزير خارجية أمريكا جون كيري قوله: "إنه لم يتم عقد أي لقاء بين مسؤولين أميركيين والجبهة، إلا أنه تحدث عن إمكانية حصول اجتماع بين الجانبين، وذلك بعد أن ذكرت مصادر دبلوماسية أن الجبهة تلقت بالفعل دعوة من واشنطن".

 

* وفي خبر أوردته (سي إن إن) الاثنين، 16-12-2013 قالت: "إن الإدارة الأمريكية، لم تستبعد إجراء لقاء مع "الجبهة الإسلامية"، التي أعلن تشكيلها الشهر الماضي من فصائل إسلامية مقاتلة".

 

 

* وفي أخبار موقع المختصر للأخبار العاجلة 6-12-2013 ذكر هذا الموقع "أن أحمد عيسى الشيخ رئيس مجلس شورى الجبهة الإسلامية، وزهران علوش رئيس الهيئة العسكرية في الجبهة، يعلنون تأكيد انسحاب الجبهة الإسلامية من هيئة الأركان العسكرية منذ فترة بعيدة... وأشارا في بيان لهما وصلت نسخة منه لـ موقع "كلنا شركاء" أن انتسابهم إلى هيئة الأركان ما كان إلا في وقت كانت فيها مؤسسة تنسيقية مشتركة ضد النظام، دون أن يكون لها تبعية لأي جهة أخرى سياسية كانت أو غير ذلك، بخلاف ما تم الإعلان عنه مؤخراً من تبعية الأركان للائتلاف، وأكد القياديان في الجبهة أن انسحابهم من الجبهة يعود لجملة من الأسباب، وأن هيئة الأركان معطلة عن العمل أو التمثيل منذ فترة، وكانت "كلنا شركاء" كشفت عن سلسلة لقاءات جمعت معظم الفصائل التي شكلت "الجبهة الإسلامية" مع مجلس هيئة الأركان في أنطاكية لمناقشة الطلب الذي تقدمت به تلك الفصائل العسكرية إلى هيئة الأركان والذي تدعو فيه إلى حل الهيئة، وتشكيل هيئة جديدة تعمل تحت مظلة سياسية جديدة بعيداً عن الائتلاف.

 

* وأورد موقع جريدة الحياة الالكتروني 17-12-2013 "أقرت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية "ماري هارف" بوجود "إشاعات" عن اجتماع قد يعقد في تركيا بين دبلوماسيين أميركيين، وممثلين للجبهة الإسلامية.

 

ومن دون أن تؤكد أي شيء في هذا الصدد، أقرت هارف أن حكومتها "لن تستبعد احتمال (حصول) لقاء مع الجبهة الإسلامية، وأضافت "في حال كان علينا إعلان أمر ما، سأكون سعيدة بالقيام بذلك"، وجاء ذلك بعد معلومات صحافية تحدثت عن إمكان عقد اجتماع بين الجبهة الإسلامية والسفير الأميركي في دمشق "روبرت فورد".

 

وأكدت هارف أن الجبهة الإسلامية هي "تحالف لتنظيمات إسلامية معروفة داخل المعارضة السورية" و"نستطيع إجراء حوار مع الجبهة الإسلامية لأنها ‘بالتأكيد لا تعتبر إرهابية'"، في إشارة إلى اللائحة الأميركية السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

 

 

فما حقيقة هذه التصريحات، وهل تتمكن أمريكا من اختراق ثورة الشام العملاقة عن طريق مثل هذه الطروحات والمشاريع السياسية؟ وهل يتحقق لها النجاح في حرف هذه الثورة العظيمة عن مسارها الإيماني المستقيم؟!

 

ولبيان هذا الموضوع الحساس والخطير في هذا الظرف العصيب وهذه الأحداث المتلاحقة في ثورة الشام نقول بداية:

 

إن ثورة الشام - كما نعلم - هي ثورة متميزة في طريقتها وأسلوبها في التعامل مع النظام، ومتميزة أيضاً بأهدافها وغاياتها التي تنادي وتجهر بها في السر والعلن، لذلك استعصت على الكفار وخاصة أمريكا، ولم تستطع اختراقها وشق صفها، أو حتى حرفها عن مسارها الصحيح حتى الآن، وهذا الأمر سبب لأمريكا ولغيرها من الدول الفاعلة في الساحة الدولية العالمية - والدول الإقليمية التابعة لها - المشاكل والمتاعب، وجعلها في مبادرات مستمرة واحدة تلو الأخرى، وقد قامت أمريكا بالإيعاز لتركيا لإيجاد مراكز عمليات ومتابعة داخل أراضيها وعلى الحدود السورية من أجل حرف مسار هذه الثورة عن طريق شراء الذمم السياسية والعسكرية، عن طريق المجالس العسكرية وعن طريق المجالس والائتلافات السياسية..

 

إلا أن استمرار الثورة على هذه الشاكلة يعتبر أمراً خطيراً بالنسبة لأمريكا، ويهدد مناطق نفوذها وعملاءها السياسيين المجاورين، ويشكل سابقة خطيرة تحتذي حذوها الثورات مستقبلاً... فيجب عليها أن تجد مخرجاً معيناً لهذا الأمر، وأسهل الأمور بالنسبة لها هو حرف مسار الثورة الداخلي، لأن إيقافها هو أمر مستحيل ما دام الأسد في السلطة، وما دامت سياسة الدمار والخراب والتهجير الداخلي والخارجي وسياسة القتل الممنهج موجودة... وهذه السياسة معروفة عند الاستعمار قديما وحديثاً وليست أمراً جديداً، وهي من الأساليب التي تتبعها أمريكا اليوم لإنهاء ثورة الشام والتخلص من خطرها و"شرورها" عليها...

 

وقبل أن نذكر الأعمال التي تقوم بها أمريكا هذه الأيام في محاولة شق الصف، وحرف المسار في ثورة الشام... وهل تستطيع أن تنجح أم لا في أعمالها الخبيثة نقول؛

 

إن الثورات السياسية أو العسكرية يجب أن تؤسس تأسيساً فكرياً صحيحاً، ويجب أن يتسم أفرادها بالوعي السياسي والفكري على مؤامرات وألاعيب الدول الكافرة، ولا يكفي مجرد الروح القتالية العالية، وحب القتال وطلب الشهادة، لأن عدم الوعي عند الأفراد والقيادات في الثورات يؤدي إلى نتيجة عكسية تماماً من الهدف المنشود، وقد برهن التاريخ القريب على صدق هذا الأمر، فثورات الاستعمار التي حصلت في البلاد العربية في بدايات وأواسط القرن الماضي وما قبله، كانت نهايتها عكسية على الأمة - رغم أنها طردت الاستعمار العسكري -، والسبب هو عدم وعي القائمين عليها على خطط وأساليب الاستعمار ودهائه ومكره، حيث استطاع هذا الاستعمار أن يجني ثمرة هذه الثورات بتنصيب رجالات تعطي الولاء له باسم الثورية والحرية...، وكل الزعامات الظالمين الموجودين الآن في سدة الحكم لبلاد المسلمين هم امتداد لتلك الحقبة، رغم أن تلك الثورات قد قدمت الملايين من الشهداء مثل ثورة الجزائر!!..

 

وما حدث أيضاً في ثورة جهاد الشعب الأفغاني ضد روسيا هو أيضاً صورة لمكر الكفار وخاصة أمريكا، وتمكنهم من ركوب الموجة وتسيير دفة الثورة في الاتجاه الذي يخدم مشاريع أمريكا وسياساتها، والأنكى من ذلك والأمرّ هو تمكن أمريكا في نهاية المطاف من إشعال نار الفتنة بين أبناء الدم الواحد والدين الواحد، والقتال المشترك ضد الكفار الروس، حيث كانت النهاية مفجعة وكارثية عندما حصل الاقتتال بين الفرق الجهادية..

 

وهذه الثورات التي حصلت في ليبيا ومصر واليمن هي أيضاً شاهد حي على أهمية البناء الفكري السليم لقادة وزعامات الثورات، وأهمية تصورهم للأهداف الصحيحة، فالوصف العام الموجود - باستثناء القليل من الناس - هو عدم الوعي وعدم البناء الفكري السليم، وعدم تصور الأهداف والغايات الصحيحة بناء على ما تحمله من فكر، وهذا هو السبب في استمرار معاناة الناس واستمرارية ثورتهم رغم ما جرى من تغير شكلي لا يسمن ولا يغني من جوع...

 

أما بالنسبة للأعمال التي تقوم بها أمريكا وأنصارها وعملاؤها وحلفاؤها لحرف مسار ثورة الشام وخرقها وركوب موجتها فتتمثل في الأعمال الآتية:

 

 

1- زيادة سياسة القتل الممنهج والفظائع والمذابح ضد أبناء الشام، وزيادة المعاناة سواء أكان ذلك للمهجّرين على الحدود أو المهجّرين داخل سوريا، أم كان ذلك بتضييق الخناق على وسائل العيش، وهذا أمر واضح وهو سياسة خبيثة، الهدف منها الضغط على الشعب من أجل الضغط على القيادات العسكرية وذلك للرضا والقبول بالحلول السياسية المطروحة، وكان آخر هذه الأمور المعاناة بسبب الثلوج وموجات البرد القارس، وأيضاً ما قام ويقوم به النظام من فظائع في مدينة حلب وغيرها بالبراميل المتفجرة!!..

 

2- الزجّ بفرق جديدة من المتطوعين الإيرانيين وكتائب حزب الله وغيرهم من الخبراء والطيارين الأجانب وذلك من أجل تحقيق انتصارات على الجبهات العسكرية، ولتكون هذه الانتصارات أداة ضغط جديدة نحو البرامج السياسية المطروحة في مؤتمر جنيف..

 

3- الأخطر من هذا وذاك ما تقوم به تركيا من لقاءات مع بعض الفرق العسكرية للالتفاف عليها وإشراكها في الحل السياسي تحت مسميات عدة وذرائع واهية، وقد كان آخر هذه اللقاءات ما جرى في مدينة أنطاكيا مع الجبهة الإسلامية التي تشكلت من سبع فرق قتالية... والخطر في هذا الأمر هو أن الارتباط السياسي ببرامج تركيا يعني التحايل على موضوع الدولة الإسلامية الذي تنادي بها تلك الكتائب، وأيضاً تسخير تلك الفرق بطريقة أو بأخرى في إشعال نار الفتنة بينها وبين الفصائل القتالية الأخرى كما جرى في أفغانستان أو كما جرى على الساحة السورية نفسها قبل حوالي الشهر من اقتتالٍ بين بعض الفرق العسكرية.. فأمريكا مستميتة في هذا الاتجاه ومستعدة لتقديم تنازلات كبيرة تجاه هذه الفرق العسكرية، ومستعدة لتقديم الدعم العسكري لها عن طريق تركيا..

 

4- ترويج فكرة الإسلام المعتدل والوسطية والتدرج في تطبيق الإسلام عن طريق تركيا، لأن تركيا هي عبارة عن شيطان ألبسته أمريكا ثوب الإسلام فبرزت في شعار الواعظين، وصارت تحرف المسلمين وتجعل من أرضها وأموالها محطة لصناعة العملاء السياسيين..

 

فهذه الفكرة خبيثة وخطرها الأكبر هو ارتباطها بمثل هذه الدول الماكرة كتركيا تحت شعار الإسلام وحب الإسلام والعمل للإسلام... وللأسف الشديد فإن ميثاق الجبهة الإسلامية التي أعلنته على الملأ يقر الوسطية والتدرج ويقر كذلك بفكرة الدولة الإقليمية التي تنادي بها الدول العميلة للاستعمار ضد فكرة الدولة الإسلامية العالمية...

 

فقد جاء في البند السابع من ميثاق الجبهة: "منهجنا هو الوسطية والاعتدال بعيدا عن الغلو في الدين..."، وجاء في البند الثامن من الميثاق: "التركيز على بناء الاعتقاد الصحيح والمنهج القويم، والأخذ بالتدرج المرحلي المنضبط"، وجاء في أهداف الجبهة: "بناء سوريا على أسس سليمة من العدل والاستقلال والتكافل بما يتماشى مع مبادئ الإسلام"

 

فهذه الأمور الأربعة تحاول أمريكا جاهدة بل مستميتة أن تنفذ من خلالها للفرق الجهادية لضمها لمسار الخيانة، أو ضم بعضها وتقويته على حساب الفرق الجهادية المخلصة التي ثبتت على هدفها وغايتها حتى الآن... وتحاول أمريكا جاهدة الوصول إلى ثمرة تقنع بها الدول الأخرى الفاعلة في الساحة الدولية قبل (مؤتمر جنيف 2 المؤامرة)، فهل تنجح أمريكا في هذه السياسة الخبيثة تجاه ثورة الشام المباركة؟!

 

إن هذا الأمر حقيقة يتوقف على درجة الوعي والبناء الفكري السليم الموجود عند المجاهدين - ومنهم الجبهة الإسلامية - فالأمر ليس مجرد القتال ضد الظلم، وليس مجرد التغيير لمجرد التغيير وبأية طريقة كانت، بل يجب أن تعي هذه الفرق وتُوعّى كذلك على خطورة المؤامرة، وتُوعّى كذلك على حقيقة الهدف وطريقة الوصول إليه، وعلى خطورة الاتصال مع الدول الكافرة...

 

فكل الأعمال الخارجية والداخلية والأموال التي تنفقها أمريكا، والمؤتمرات الداخلية والخارجية لا يمكن أن تُنجح أعمال أمريكا إذا ثبتت الثورة على أهدافها الصحيحة، ولم تقترب من دوائر أمريكا ومن عملائها الإقليميين أمثال تركيا وأموالهم السياسية...

 

بل على العكس من ذلك فكلما امتد الوقت بهذه الثورة دون استطاعة أمريكا اختراقها فإنه انتصار كبير للمقاتلين، وانتصار لمشروعهم السياسي، وخطر على عملاء أمريكا وكل مشاريعها في المنطقة...

فالأسد لن يستطيع البقاء أبد الدهر، والدول الإقليمية لن تستطيع الوقوف بجانب بشار إلى ما لا نهاية...

بمعنى آخر الوقت ليس في صالح أمريكا إنما هو ضدها ويشكل خطورة عليها..

 

فالقضية المهمة في موضوع الثورات العسكرية هو (مسألة التأسيس الفكري)، لأن الثورات يمكن اختراقها بسهولة إذا لم تبنَ بناءً فكريا صحيحا واضح الطريق وواضح الهدف، وخاصة أن هذه الثورات ينضم إليها الغث والسمين، وتستطيع الدول بسهولة اختراقها عسكريا، أي تستطيع عن طريق الأموال والعملاء تأسيس فرق مقابلة للفرق المخلصة، وتوجه بسياسات الغرب، كما هو حاصل في بعض الفرق في الثورة السورية اليوم...

 

والقضية المهمة الثانية هي (عدم الاقتراب ولو سنتيمتر واحد من الدول الكافرة وسياساتها) لأن الاقتراب منها مهلكة وإحباط لأي عمل كان...

 

وفي الختام فإننا ننصح هذه الكتائب والألوية والجبهات المقاتلة ضد ظلم النظام وشروره، وتسعى إلى إنقاذ الشعب السوري من ظلم الكفار وخاصة أمريكا، وتسعى إلى إعادة الإسلام إلى سدة الحكم والسلطان ومنها الجبهة الإسلامية السورية وألويتها نقول لها:

 

1- لا تقتربوا من دوائر أمريكا وعملائها ولو قيد شعره، حتى مهما قدمت من تنازلات، ومهما أبدت من استعداد للجلوس معكم عن طريقها مباشرة أو عن طريق شياطينها في تركيا... فالله سبحانه يصف الكفار وعملاءهم فيقول: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ويقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ويقول: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ والركون هنا هو الاقتراب من دوائرهم والرضا بما يطرحون من مبادرات ماكرة خبيثة، ويصف مكر الكفار فيقول: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾.

 

2- إن أمريكا وعملاءها في مأزق سياسي كبير لا يحسدون عليه، وإنهم يسعون جاهدين للخروج من هذا المأزق، وإن أي مبادرة لا تستند إلى تطويع الوضع الداخلي لا يمكن أن تنجح إطلاقا مهما حشدت لها أمريكا ومهما عقدت من مؤتمرات ومهما أنفقت من أموال... لذلك فإن أمريكا في هذه المرحلة مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة قد يُهيأ إلى الجبهة الإسلامية أو غيرها أنها انتصار على أمريكا وأهدافها، وأنها خدمة للثورة والثوار، وليس فيها معارضة للإسلام... لكنها في الحقيقة طعم يقدم للصيد والإيقاع في الشراك عن طريق تركيا الماكرة، ثم يتم ربط هذه الجماعات بإحكام مع تركيا، وتقديم الدعم والمال والسلاح لها، والعمل شيئا فشيئا إلى تطويعها، ثم إغراء وإشعال الفتن بينها وبين الفرق الأخرى بطريقة أو بأخرى من أساليب المكر والدهاء...

 

3- ليس عند أمريكا أية مشكلة بالتخلي عن نظام الأسد إذا وجدت البديل لذلك، والبديل كما تدرك هي وغيرها من دول فاعلة لا يكون إلا بإشراك بعض الفرق المقاتلة داخل سوريا وتهيئة الأمور شيئا فشيئا عن طريق تركيا، حتى إذا اطمأنت لذلك أمرت عميلها الأسد بالرحيل ليستلم بدلا منه من خططت له من قبل عن طريق تركيا وغيرها من دول، ولا مانع عندها من إشراك بعض الفرق المقاتلة في الحكم إذا خضعت لشروط معينة تريدها تركيا وأمريكا..

 

4- إن هذه الخطوة في الاقتراب من دائرة حكام تركيا عملاء أمريكا - إن تمّت لا سمح الله - فإنها ستؤدي إلى شق الصف بين المقاتلين، وإلى التلهي في الحلول الجزئية ونسيان الهدف الأساسي وهو خلع جذور الاستعمار وليس طرد النظام فحسب، ثم بناء نظام سياسي جديد قائم على الإسلام وحمل رسالة الإسلام... وهذا الأمر تخطط له أمريكا خطوة تلو الأخرى، ستكون بداياته الرضا بالارتباط بحكام تركيا ثم بناء حكومة انتقالية مشتركة من عدة قوى يكون للجبهة الإسلامية نصيب كبير منها إن هي رضيت بالانضمام للمجلس العسكري تحت مسميات جديدة...

 

5- إن طرح مسألة التدرج في التطبيق الإسلامي هو أمر خطير لأن الرضا بها يعني الرضا بأنصاف وأرباع الحلول، ويعني أيضا القبول بمشاريع الاستعمار بداية كمرحلة، والرضا كذلك بأن تطبق قوانين الكفر بين المسلمين كمرحلة، ثم بالتدرج من خلالها، كالرضا بداية أن تعمل أمريكا والدول الكافرة منطقة حماية للسوريين في منطقة حلب وريفها مثلا تشكل نقطة انطلاق ومأوى لحكومة انتقالية تتدرج شيئا فشيئا تحت مظلة دولية وإقليمية نحو تحرير كامل سوريا، والقبول بالإسلام الشكلي كما قبلت به تركيا من قبل وربما هذا يتوافق مع فكرة الوسطية التي طرحتها الجبهة الإسلامية السورية في ميثاقها فهاتان الفكرتان وهي الوسطية والتدرج في التطبيق هي ما ينادي بها علماء السلاطين وتسعى أمريكا لترسيخها في أذهان المسلمين مقابل الفكر الصحيح في بناء الخلافة الإسلامية واستئناف الحياة الإسلامية وطرد جميع العملاء في بلاد المسلمين... ومثل هذه الأفكار أيضا فكرة استقلالية سوريا في بناء الدولة الجديدة، فهذه أفكار تقبل بها أمريكا وحلفاؤها وهي كذلك مستعدة لقبولها واللقاء مع أصحابها لأنها بداية الحلول الوسطية، وبالتالي لا تشكل أي حكومة جديدة في سوريا - تتخذ منها أساسا - أي خطر على أمريكا وحلفائها من دول المنطقة، فكيف إذا كان هذا الأمر يستند كذلك إلى مساعدات تركيا عميلة أمريكا؟!

 

6- يجب أن يتركز في أذهان المقاتلين جميعا في سوريا أن القضية الرئيسية ليست تحرير سوريا من ظلم النظام فقط، وليست بناء نظام جديد بطرح الوسطية والتدرج والحدود المنفصلة كما سطرت الجبهة في ميثاقها إنما القضية أكبر من ذلك بكثير، فهي قضية عزة أمة إسلامية وتميزها عن كل البشر، وقيامها على أساس فكر الأمة وقوتها وإمكاناتها، وحملها رسالة الإسلام بعد ذلك رسالة هدى تماما كما حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وهذا الأمر يحتاج إلى تضحيات عظيمة، وقتال الأسود والأحمر من الناس تماما كما اشترط الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك في بيعة العقبة الثانية...، فيجب أن يتهيأ الشعب في سوريا وقادة الكتائب المقاتلة لهذا الأمر، فالأمر جلل وعظيم ودونه الرقاب والمتاعب الكثيرة، ولكن الله عز وجل تكفل بنصره ونصرته إذا صدق أصحابه وتكفل بمدهم بعون منه سبحانه.. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾، ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.

 

7- ليتذكر هؤلاء الذين يميلون إلى تركيا ومشاريعها وبرامجها المبرمجة من قبل أمريكا أن لهم أخوة في ساحات القتال لا تلين لهم قناة أبدا حتى لو استشهدوا جميعا دون غايتهم ومرضاة ربهم عز وجل، وقد جمعهم ميثاق دولة الخلافة، ولهم كتائب تسمت باسم الخلافة ومعانيها..

 

فكونوا لهم عونا ولا تكونوا عونا عليهم واحذروا أن يبذر الكفار بذور الفتن بينكم وبينهم، ليتم لهم إنهاء مشروع الخلافة في دولة الشام - لا سمح الله - عندها تفرح أمريكا وحلفاؤها..

 

وأخيرا نقول: إن الله عز وجل لن يجعل لهؤلاء ولا لهؤلاء على المخلصين سبيلا بإذنه تعالى، وسيظل صوت الخلافة قائما في أرض الشام حتى تقام دولة الإسلام وتعود سوريا الشام كما قال عليه السلام: «عقر دار المؤمنين بالشام»، نسأله تعالى أن يجعل مكر أمريكا في عنقها، وأن يبعد الفتن والشرور عن المقاتلين في أرض الشام، وأن يرزقهم الوعي والسداد والرشاد حتى تقام دولة الإسلام... آمين يا رب العالمين.

 

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حمد طبيب - بيت المقدس

 

 

 

19 من صـفر 1435

الموافق 2013/12/22م

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_31880

رابط هذا التعليق
شارك

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

هؤلاءالرجال ان شاء الله لايمكن اختراقهم

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إستفسار!

 

إلى الإخوة المشرفين بمنتدى العقاب, بداية السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

 

كنت قد نشرت منذ مدة -تحديدا بتاريخ 27 نوفمبر 2013- مقالا حول ميثاق الجبهة الاسلامية تحت عنوان "ميثاق الجبهة يحمل في طياته السم الزعاف"ذكرتُ فيه أن هنالك ضبابية في صياغة الميثاق و في ثناياه مسائل لا علاقة لها بمشروع الأمة الاسلامية "الخلافة" بوصفها دولة لا حدود لها بل ليس لديها حدود إنما هي ثغور تتوسع بصفة دائمية ناهيك عن واجب الخليفة فيها العمل الفوري على ضم كل الأراضي التابعة للدولة الاسلامية و أن تلك الدول لا تعتبر من السياسة الخارجية بل هي أراضي دولة الخلافة و إن لم تنضم بعد. و أردت طرح البيان للنقاش حيث أوردت بعض الفصول التي أرعبتني حقيقة, لكن فوجئت بحذف المقال بعد سؤال من أحد الأعضاء عن سبب هذا التشكيك. فأردت حينها الإستفسار فأرسلت إلى صفحة الفايس بوك محاولا مدي بما يدعو لحذف مقالي من المنتدى طالبا تصحيح خطأ فهمي و لكن قوبلت بالتجاهل.

و منذ تلك الفترة و أنا أنتظر الرد و في نفس الوقت أتابع تحركات الجبهة التي و في كل مرة تزداد ظنوني تجاهها من كونها تحتاج التابعة الدقيقة و التصحيح للعديد من الأفكار الضبابية. إلى أن أكرمنا أخونا الفاضل حمد طبيب بمقاله الذي رفع كل الإلتباسات و ها هو المقال اليوم يُنشر على منتدى العقاب.

فسؤالي هو : لماذا حذف المقال؟ أليس من الأجدى أن يقع النقاش -كما هو حال المنتدى عادة- لتستبين الأفكار من الإدعاءات؟

أم أن الذي أوردته تناقض مع يُرجى من الجبهة ؟

إذا أمكن إفادتي بهذه النساؤلات سيما مع من حذف كلامي.

و جازاكم الله عنا كل خير.

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

أود التعليق على مقالة الكاتب حمد طبيب وأنتقده في بعض ما ورد فيها.

 

إن أسلوب صياغة المقال هو اسلوب تشكيكي وفيه هجوم مبطن على ميثاق الجبهة وعلى الجبهة ذاتها، فالذي يقرأ الجملة التالية "هل تتمكن أمريكا من اختراق الثورة السورية؟ " والجمل التي هي في مقدمة المقالة، أقول: من يقرأ ذلك يشعر أن الكاتب عندما كتب هذه المقالة كان يجلس على كرسيه خلف الطاولة ويراقب من خلال وسائل الإعلام ما يجري على أرض الواقع، ومن ثم يخرج بنتيجة أن أمريكا والجبهة هما طرفي الصراع، وأن الجبهة تكاد أن تركع أمام الهجمة الأمريكية وأن الثورة السورية سوف تؤتى من ثغر الجبهة، لا بل إن الجبهة تحاول أن تبيع الثورة أو أنها على الأقل هي في واد والثورة في واد آخر وأن أمريكا تريد اختراقها من قبلهم أي من الجبهة.

 

ثم يقول الكاتب "إن الثورات السياسية أو العسكرية يجب أن تؤسس تأسيساً فكرياً صحيحاً، ويجب أن يتسم أفرادها بالوعي السياسي والفكري على مؤامرات وألاعيب الدول الكافرة" إن ثورة الشام المباركة هي ليست ثورة لا سياسية ولا عسكرية، بل هي ثورة عفوية للأمة قدر الله لها أن تنشأ في ظل أعتى أنظمة العالم كفراً وظلماً. فكثير من رجال السياسة ومن العاملين في السياسة وكثير من العسكريين حاولوا منذ أكثر من خمسين عاماً على تحريك الأمة الإسلامية وخاصة في الشام لكنهم فشلوا، ليقدر الله لهذه الأمة أن تقوم بهذه الثورة دون أن يكون لأحد أي فضل عليها، بل هي ثورة أمة بكل معنى الكلمة. وبهذه الثورة المباركة خلق الله لمن يريد أن يعمل من أجل تأسيس الفكر الصحيح بين أبناء الأمة الثائرين فرصة ذهبية لا تعوض، وسيندم من تفوته الفرصة من أبناء الأمة المخلصين على عدم الخوض في هذه الثورة من أجل السير بها إلى طريق الهداية، فهذه مبادرة من الأمة إلى من يعتقد في نفسه أنه على قدر كبير من الوعي السياسي وأنه قادر على تأسيس الثورات تأسيساً فكرياً صحيحاً كي يبادر هو إلى ذلك، وإن من أخطر السقطات التي يمكن أن يقع بها الواعين السياسيين أن لا يشعروا بالتحول الذي يحدث في حركة الأمة اليوم فلا يبادر إلى الإنخراط فيها بحجة أنها ليست متأسسة تأسيساً فكرياً صحيحاً. إن التنظير لمجرد التنظير إنما هو جلوس في برج عاجي وهوعبث وهروب من الواقع وإنسلاخ عن الأمة.

 

إن ميثاق الجبهة، بغض النظر عن ضعفه وعن نقصه، إنما هو ميثاق لا يخالف في أي بند من بنوده الأحكام الشرعية، وإن الموقعين على الميثاق هم الثوار في سوريا، وليسوا المنظرين في الخارج، وهؤلاء (الثوار) لم يضعوا هذا الميثاق من عبث، ولم يأت هذا الميثاق من فراغ، بل أتى بعد انكشاف زيف الديمقراطية والقوانين الوضعية تحت أي مسمى كان للقائمين على الميثاق، وبعد اتضاح أن الإسلامَ والإسلامُ وحده هو الذي يجب أن يكون، وما الوصول إلى هذا الأمر إلا بتوفيق من الله تعالى بأن قيض لهؤلاء ثلة من الشباب المؤمن الواعي بينوا لهم الحق فاستجابوا.

 

إن الكلام من خلف الطاولة سهل أيها الإخوة، وإن الإنتقاد لمجرد أن ما ورد في الميثاق لا يذكر بالنص وبالحرف الواحد ما هو موجود في التأسيس الفكري الذي تعلمناه لهو أمر عظيم شديد الخطورة، ويكون الأمر أشد خطراً عندما تنتقد بلسان لاذع صَليْت من يعمل اليوم في الثورة وربما يكون غداً حاكماً يحكم البلد، فكيف سيكون موقفك منه وموقفه منك عندئذ ؟ هل سيبقى عندك ماء وجه كي تذهب إليه لتقول له: إن الإسلام يأمرك أن تعلنها خلافة إسلامية، وأنك يجب أن تعطي البيعة لمن هو أهل لها ! لا يا إخوتي يجب علينا جميعاً تغيير اسلوب التعامل مع المسلمين، ولكن ليس على حساب الفكر الصحيح، بل على حساب العجب والكبر وحب الأنا الموجود في داخلنا.

 

أريد أن أكتفي بهذا القدر من الإنتقاد، فليست غايتي الجلد بل النصح. نسأل الله السلامة في الدين والدنيا والآخرة.

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله خيرا اخي حمد على هذا التحليل السياسي الفذ و العميق .فالامه احوج ما تكون هذه الايام الى رجال يتحلون بالوعي السياسي بما يجنبها الوقوع في حبائل اعداء الله الذين يتربصون بامة الاسلام الدوائر . و يتحينون الفرص للولوج من اية ثغرة ممكنه لهدم اي مشروع اسلامي حقيقي و صادق يعيد الحياة و العزة الى امة الاسلام. و بكل تاكيد فان ثورة الشام سوف تقسم الى فترتين تاريخيتن .الاولى ما قبل مؤتمر جنيف 2 والثانيه مابعد هذا المؤتمر.

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله

أود التعليق على مقالة الكاتب حمد طبيب وأنتقده في بعض ما ورد فيها.

 

إن أسلوب صياغة المقال هو اسلوب تشكيكي وفيه هجوم مبطن على ميثاق الجبهة وعلى الجبهة ذاتها، فالذي يقرأ الجملة التالية "هل تتمكن أمريكا من اختراق الثورة السورية؟ " والجمل التي هي في مقدمة المقالة، أقول: من يقرأ ذلك يشعر أن الكاتب عندما كتب هذه المقالة كان يجلس على كرسيه خلف الطاولة ويراقب من خلال وسائل الإعلام ما يجري على أرض الواقع، ومن ثم يخرج بنتيجة أن أمريكا والجبهة هما طرفي الصراع، وأن الجبهة تكاد أن تركع أمام الهجمة الأمريكية وأن الثورة السورية سوف تؤتى من ثغر الجبهة، لا بل إن الجبهة تحاول أن تبيع الثورة أو أنها على الأقل هي في واد والثورة في واد آخر وأن أمريكا تريد اختراقها من قبلهم أي من الجبهة.

 

ثم يقول الكاتب "إن الثورات السياسية أو العسكرية يجب أن تؤسس تأسيساً فكرياً صحيحاً، ويجب أن يتسم أفرادها بالوعي السياسي والفكري على مؤامرات وألاعيب الدول الكافرة" إن ثورة الشام المباركة هي ليست ثورة لا سياسية ولا عسكرية، بل هي ثورة عفوية للأمة قدر الله لها أن تنشأ في ظل أعتى أنظمة العالم كفراً وظلماً. فكثير من رجال السياسة ومن العاملين في السياسة وكثير من العسكريين حاولوا منذ أكثر من خمسين عاماً على تحريك الأمة الإسلامية وخاصة في الشام لكنهم فشلوا، ليقدر الله لهذه الأمة أن تقوم بهذه الثورة دون أن يكون لأحد أي فضل عليها، بل هي ثورة أمة بكل معنى الكلمة. وبهذه الثورة المباركة خلق الله لمن يريد أن يعمل من أجل تأسيس الفكر الصحيح بين أبناء الأمة الثائرين فرصة ذهبية لا تعوض، وسيندم من تفوته الفرصة من أبناء الأمة المخلصين على عدم الخوض في هذه الثورة من أجل السير بها إلى طريق الهداية، فهذه مبادرة من الأمة إلى من يعتقد في نفسه أنه على قدر كبير من الوعي السياسي وأنه قادر على تأسيس الثورات تأسيساً فكرياً صحيحاً كي يبادر هو إلى ذلك، وإن من أخطر السقطات التي يمكن أن يقع بها الواعين السياسيين أن لا يشعروا بالتحول الذي يحدث في حركة الأمة اليوم فلا يبادر إلى الإنخراط فيها بحجة أنها ليست متأسسة تأسيساً فكرياً صحيحاً. إن التنظير لمجرد التنظير إنما هو جلوس في برج عاجي وهوعبث وهروب من الواقع وإنسلاخ عن الأمة.

 

إن ميثاق الجبهة، بغض النظر عن ضعفه وعن نقصه، إنما هو ميثاق لا يخالف في أي بند من بنوده الأحكام الشرعية، وإن الموقعين على الميثاق هم الثوار في سوريا، وليسوا المنظرين في الخارج، وهؤلاء (الثوار) لم يضعوا هذا الميثاق من عبث، ولم يأت هذا الميثاق من فراغ، بل أتى بعد انكشاف زيف الديمقراطية والقوانين الوضعية تحت أي مسمى كان للقائمين على الميثاق، وبعد اتضاح أن الإسلامَ والإسلامُ وحده هو الذي يجب أن يكون، وما الوصول إلى هذا الأمر إلا بتوفيق من الله تعالى بأن قيض لهؤلاء ثلة من الشباب المؤمن الواعي بينوا لهم الحق فاستجابوا.

 

إن الكلام من خلف الطاولة سهل أيها الإخوة، وإن الإنتقاد لمجرد أن ما ورد في الميثاق لا يذكر بالنص وبالحرف الواحد ما هو موجود في التأسيس الفكري الذي تعلمناه لهو أمر عظيم شديد الخطورة، ويكون الأمر أشد خطراً عندما تنتقد بلسان لاذع صَليْت من يعمل اليوم في الثورة وربما يكون غداً حاكماً يحكم البلد، فكيف سيكون موقفك منه وموقفه منك عندئذ ؟ هل سيبقى عندك ماء وجه كي تذهب إليه لتقول له: إن الإسلام يأمرك أن تعلنها خلافة إسلامية، وأنك يجب أن تعطي البيعة لمن هو أهل لها ! لا يا إخوتي يجب علينا جميعاً تغيير اسلوب التعامل مع المسلمين، ولكن ليس على حساب الفكر الصحيح، بل على حساب العجب والكبر وحب الأنا الموجود في داخلنا.

 

أريد أن أكتفي بهذا القدر من الإنتقاد، فليست غايتي الجلد بل النصح. نسأل الله السلامة في الدين والدنيا والآخرة.

 

 

عجيب أمرك يا جابر ...!!!

 

لم هذا الهجوم على المقال ...!!!

 

إنّ الجبهة رفضت في ميثاقها وعلى لسان قادتها أن تكون تُريد الخلافة بل تُريد دولة اسلامية قطرية في سوريا، وميثاقها عليه علامات استفهام قوية من حيث فتحهم الباب للالتقاء بالغرب أو بعملائهم من الأنظمة الرسمية، وفتحت الباب للعملية السياسية (اذا لم تخالف الدين الحنيف!)...

 

المقال رسم خطا صحيحاً لهم ولفت نظرهم ونصحهم ... فهل تُريد أن نداهنهم حتى يكون لنا ماء وجه لنطلب منهم أن يقيموا الخلافة إن وصلوا إلى الحكم ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

ما هذا المنطق العجيب الغريب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

هل تظنّ أنّ الخلافة ملك أبينا نطالب به لنريق ماء وجوهنا ؟؟؟!!! .......... أم فرض ربنا يا رجل ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!

 

وهل تظنّ أنّ النصر يأتي من العبيد فنتوسل لهم أم هو من عند ربّ العبيد يا رجل ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!

رابط هذا التعليق
شارك

من يقاتل مع طاغية الشام افقده الله الطمأنينة وهذا ظاهر بالافعال الجبانة التي يقومون بها من قتل وتدمير

ومن يقاتل مع الطاغية اخرج الله تعالى وقدرته من تفكيره ومن معادلته على الارض

ومن يقاتل مع الطاغية ليس لديه اي فكر بديل لحل اي ازمة على الارض فحركته عشوائية ارتجالية

قد تاتيه الاوامر ببعض التحركات ولكنها ليست نابعة من اي احساس بما يجري على الارض

وظهور النظام والمرتزقة الداعمة تاخذ هالة فارغة من القوة باستعمال القذف والتفجير والقتل والتدمير وهذا لانتائج له

 

اما الثوار والحاضنة الشعبية ورغم الالم والعذاب فقد ادخلوا في حساباتهم الله الحي القيوم

هازم الاحزاب وحده وقد ارتفعوا عن سطحية التفكير ليتوكلوا على الله

نداء فيه تصديق جازم * ياالله مالنا غيرك ياالله *

والفكر العميق المستنير يزداد تعمقا في عقول الناس يوما بعد يوم وهذا الامر الطبيعي

الفكر الاسلامي لايتراجع وجوده في الشارع رغم شراسة القتل والتدمير

والتفاعل الفكري حاصل مع الامة وكل المؤشرات تظهر هذا التقدم حتى بدأ الحديث علنا لن نسمح بقيام دولة الخلافة

 

ولا امل لامريكا باختراق الثورة بسبب بسيط هو افلاسها الفكري فلا بدائل فكرية مطروحة

وهم يريدون ولكن لا شئ يسير بغير ما يريده الله

رابط هذا التعليق
شارك

حتى يصل المؤمن الى التوكل على الله حق التوكل فلا بد ان يقوم توكله على علم ووعي لا عن عاطفة

 

فالذي يتوكل على الله على علم يكون في صلابته كالصخر الاصم

 

اما الذي يحمله عن عاطفة فيكون رخوا فيه ضعف وفيه من الليونة ما يمكن ان تلين منها قناته وتخورعزيمته ويستكين فينهار ويضيع العباد والبلاد

 

فالنبي عليه الصلاة والسلام اسوتنا الحسنة وقدوتنا ومثلنا الاعلى علمنا في هذا الامر من سيرته العطرة المباركة دروسا بليغة فقد كان في حمله لرسالة ربه وتبليغه اياها وهو فرد اعزل مؤمنا جريئا صلبا متينا واثقا قوي الشخصية متحديا لا يهتز له جفن ولا يكترث ولا يهاب حتى لو اطبقت عليه كل قوى الارض تكذيبا وتسفيها وتهديدا ووعيدا فهو صلى الله عليه وسلم المؤمن المتوكل حق التوكل على الله الخالق المدبر القوي المتين توكلا مطلقا لا دخن فيه ولا كدر ولا ثغرة بحجم الذرة لشك او ارتياب توكل عبر عنه صلى الله عليه وسلم اعظم تعبير باعلانه بكل جراة وصلابة ان انفراد سالفته الشريفة دون هذا الدين او يظهر

 

وحين اعزه الله ونصره بالانصار وهاجر واقام دولة الاسلام ما لبث ان يستقر وقبل ان يتجاوز مرحلة استخلاف الله له الى تمكينه كتب الى عظماء الارض وجبابرتها الكتب وارسل اليهم المراسيل والرسل يبلغهم الاسلام بكل جرأة وصلابة وتحد وحظه من القوة المادية لا يساوي عشر معشار ما يملكون لكنه صلى الله عليه وسلم يملك مالا قيمة لعدتهم وعتادهم امامه ولا قبل لهم بهزيمته يملك رسالة الهدى والحق المبين ويملك التوكل على الله سبحانه

 

 

فيا ايها المسلمون يا اهل الشام قد هتفت ثورتكم الطاهرة المباركة هي لله هي لله وقد اعلنت ان قائدها للابد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكونوا على ما اراد الله لعباده الصالحين الصادقين المخلصين من يقين التوكل عليه سبحانه حيث قال جل من قائل( وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) 123 هود

 

وقال (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:173-175)

 

وتوسموا خطى خير البشر وسيد هم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وكونوا على ما كان عليه في عظيم توكله على ربه,,فالدين دين الله وهو ناصره ولو كره الكافرون والمشركون فيا فوز من كان له شرف اختيار الله لهم ليكونوا انصار له ولدينه ولرسوله في الدنيا والاخرة فاحرصوا ان تكونوا أولئك ولا تركنوا الى غير الله وكونوا في جنبه سبحانه فهو الذي لا يغلب من كان له وليا ونصيرا وما كيد امريكا والغرب وكل قوى الكفر والشر الا في تباب

تم تعديل بواسطه مقاتل
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...