اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

سؤال في موضوع الروح


راية الإسلام

Recommended Posts

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

 

 

هل يوجد عند الكافر المشرك روح ؟ وإن كان لديه روح فهل عنده روحانية؟؟؟

تم تعديل بواسطه راية الإسلام
رابط هذا التعليق
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

الروح هي إدراك الصلة بالله، وهذا وصف لواقع، وهي لا تكون عند من لا يدرك صلته بربه من كونه مخلوقاً له. والكافر لا توجد عنده روح ولا ناحية روحية، وإن كانت الناحية الروحية موجودة فيه مدركة عندنا أنه مخلوق لله، وفرق بين من عنده روح أو ناحية روحية ومن فيه ناحية روحية. والسلام

رابط هذا التعليق
شارك

الكافر الذي يؤمن بوجود الله له روح وبالتالي أدرك الناحية الروحية أي كون كل ما في الوجود مخلوق والخالق هو الله

 

إﻻ أن إدراكه للروح وجدانياً وليس عقلانياً فلم يمزج الروح بالمادة بل فصلهما وبالتالي ضل الطريق

 

أما هل هو روحاني؟ فنعم، يكفي أن نرى بكاء بعضهم عند ترانيمهم في الكنائس، ولكن هذه الروحانية غير صادقة ﻷنها مبينة على ضال

رابط هذا التعليق
شارك

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

 

الروح والروحانية

 

تردد اكثر من مرة على لسان بعض الشباب ان هناك حاجة لروحانية تغمر النفوس، وان الناحية الروحية لا تكاد تلمس عند البعض، وان هذا هو نتيجة لطغيان الفكر على العقول، واشتغال الشباب بالثقافة والفكر، واذا جاز هذا ان يوجد لدى بعض الناس ممن لا تزال تطغى عليهم ثقافة العصور الهابطة، فانه من المستهجن ان يوجد لدى من لديهم الفكر العميق بل الفكر المستنير . ومن اشبعت عقولهم بالثقافة الصحيحة، وامتلأت نفوسهم بالمثل الاعلى الا وهو نوال رضوان الله، ومن وقفوا حياتهم على الدعوة الاسلامية كما جاء بها صاحب الدعوة سيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه واله وسلم .

ان هذه الدعوة قد ادركت عامل التغشية التي كاد بها اعداء الاسلام لهذا الدين الحق، وارادوا تغشية العقول ببعض الافكار الزائفة، كان اول ما عنيت به تمحيص هذه الافكار، وبيان الفكر الاسلامي الحق في مثل هذه المواضيع، فتصدت لهذه الافكار من مثل القضاء والقدر، والخير والشر، والتوكل على الله والهدى والضلال، والروح والروحانية وما اشبه ذلك وبينت حقيقة رأي الاسلام في هذه المواضيع بيانا يشفي القلوب، ويقنع النهى، ويجعل العقيدة يقينية قطعية، بالبرهان المسدد، والشرح المسكت، والدليل القاطع . وجعلت ذلك من اجل هداية الناس، وازالة الغشاوة، وحمل الناس جميعا ان يروا الحق، وان يستنيروا برأي هذا الدين الحق لذلك كان غريبا على حامل الدعوة ان يعطي الافكار لتثقيف الناس وهو لا يزال غير مبصر لواقع ما يحمل من افكار، وغير محول هذالافكار في نفسه الى مفاهيم . لذلك كان من المستهجن ان يصدر من احد من شباب هذه الدعوة بل ممن تثقفوا بثقافته ولو تركوا تحمل ثقل المسؤولية في صفوفها، ‎تساؤل عن الروح والروحانية، او شعور بالحاجة الى الروحانية والناحية الروحية، وكأنه لا يزال يعيش في ظل افكار العصر الهابط، وكأنه لم ير الفكر المستنير فضلا عن التثقيف به وحمله للناس .

ان هذه الدعوة رأت منذ نشأتها ان المشاعر الدينية التي هي احساسات غريزة التدين، يحملها المسلمون كما يحملها غيرهم، ‎شعور خالص بالتقديس يصدر غريزيا عن المرء، دون ان يرتبط بالعقل، او يصدر عن فكر . حتى صارت مشاعر التدين عند المسلمين كما هي عند غيرهم، مشاعر بحتة لغريزة التدين تتطلب الاشباع، دون ادراك يسيرها ودون عقل يهديها . لذلك تصدى لمعنى الروح، ولمعنى الناحية الروحية، ولمعنى الروحانية، وبينها ابلغ بيان .

ان الايمان بوجود الله عقلي ومبني على العقل، والله حقيقة يدرك وجودها الحس، وبالتالي العقل، فلا مجال لسيطرة مشاعر الغريزة عليه، بل هو الذي يسيطر على هذه المشاعر . هذا الايمان العقلي، وان كان لا بد ان يطابق الغريزة، ‎وان يتجاوب معها، ولكنه ليس ايمانا ناتجا عن الغريزة، ولا عن احساساتها، اي ليس هو نتيجة المشاعر، بل هو نتيجة العقل والادراك، ولذلك لا بد ان يكون الادراك هو الذي يسيره، ‎والعقل هو الذي يسند ويسيطرعليه .

فالله ليس هو فكرة تهتدي اليه الغريزة، ولا هو مجرد تصور يتطابق مع ميول الغريزة، وانما هو حقيقة يدركها العقل، ويطمئن اليه القلب، وترتاح اليها النفس، ولذلك يجب التشديد على انه لا يجوز ان يكون الايمان بالمشاعر وحده، ولا ان يكون بالميول الغريزية، بل يجب ان يكون بالعقل، وان يكون الادراك هو المسير، ومن الخطأ والخطر ان يؤمن المرء بناء على المشاعر، وان تكون هذه المشاعر هي المسيرة للايمان، بل يجب ان يكون الايمان بالعقل وحده، وان كان لا بد من ارتباطه بالمشاعر وتجاوبها معه، وان يكون العقل وحده هو المسير للمشاعر، والمصحح لها، والحائل دون انحرافها او خطئها . فان المشاعر وحدها تؤدي الى الخطأ، بل قد تؤدي الى الضلال والكفر . لذلك لا بد من ضبط هذه المشاعر بالادراك، وصيانتها بالعقل، والحيلولة بينها وبين الانحراف والضلال والكفر بالعقل والادراك .

هذا هو التدين وهذا هو الايمان، وهذا هو ما اوجبه الاسلام . ونظرا لانه طرأت على المسلمين بعض ترهات الاديان الاخرى، وهي اديان كفر، تفشت فيهم فاشية الايمان بناء على المشاعر، وطغت عليهم سيطرة المشاعر، تماما كما جرى لاتباع اديان الكفر، لذلك كان لا بد من ارجاع المسلمين الى افكار الاسلام وفي اساسها الايمان بالله، ولا بد من التصدي للمشاعر والوقوف في وجه جعلها دليل الايمان، وجعلها مسيرة للايمان او للانسان، والزامها الحد الذي جاء به الاسلام، الا وهو العقل، فكان لا بد من التركيز تركيزا قويا على العقل، وعلى ان لا يكون الايمان الا بالعقل، وعلى ان المشاعر نفسها يجب ان يسيطر عليها العقل، وان تسير بالعقل، وذلك حتى يحال بين المسلم وبين الانحراف، وبينه وبين الضلال والكفر وهو يظن نفسه انه يؤمن بالله وانه يعبد الله .

والروح والروحانية والناحية الروحية هي من اهم مظاهر الايمان بالله، بل من اهم اسس هذا الايمان واهم نواحيه ونتائجه واثره .‎بل هي الدليل على صدق هذا الايمان وصحته وقوته، والتي بها يدرك الهدى من الضلال وصدق الايمان من كذب الغواية والكفر، واستقامة اليقين من انحراف الهوى .

فالتقديس الذي هو العبادة او اس العبادة ومظهرها، يبدو في الافكار والاعمال، فيحدث في النفس هزة خفيفة او ظاهرة، هي نتيجة المشاعر الناتجة عن هذا التقديس، او يحدث المشاعر نفسها او يكون نتيجة لهذه المشاعر، فالمسلم حين يفكر في صنع الله، ويدرك عظمة خلقه للاشياء، وحين يقف بين يدي الله في الصلاة، او سجود الشكر، او الدعاء، يشعر بوجود الله وعظمته وبعبوديته نفسه وضعفها وصغرها، وحين يقف امام قبر الرسول الاعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، متصورا حمله للرسالة للناس كافة، وما لاقى في سبيلها من عنت وارهاق، ومتصورا قربه من الله، واصطفاء الله له، ‎وقوله له"فانك باعيننا"ومتصورا غير ذلك مما يتصف بالنبوة والرسالة مدركا انه مع ذلك عبد لله، وانه بشر يتميز بانه اوحي اليه، وحين يقرأ القران، ويدرك معانيه او يتعبد بالفاظه، وحين يفعل المسلم ذلك كله، وحين يفعل غيره من اعمال التقديس، انما يفعله بعقل وادراك، لا بمشاعر خالية من العقل والادراك اي لا بمشاعر بحتة، ولا عن احساس غريزي صرف . هذا المسلم تكون لديه الروحانية والناحية الروحية، في كل عمل من هذه الاعمال، ‎وفي كل حركة من حركات التقديس، فتكون هذه هي الروحانية، وهذه هي الناحية الروحية، وهي وان كانت ناتجة عن الغريزة وعن مشاعر الغريزة ولكن العقل هو الذي سيرها، والادراك هو الذي كان اساسها، فتكون من اعمال العقل والادراك المتجاوبة مع المشاعر والغريزة، لا من المشاعر ولا من الغريزة بل من العقل والادراك .

اما غير المسلم فان التقديس لديه انما هو ناتج عن احساس غريزي بحت ومن مشاعر ليس غير، فلا يوجد للعقل اي وجود، ‎بل هو يستبعد العقل والادراك، ولا يكون لديه الا المشاعر الصرفة وحدها . فهذا التقديس ليس ايمانا ولا هو نتيجة الايمان، ‎وهو في نظر الاسلام ليس عبادة، وانما هو اعمال كفر وطقوس ضلال .‎وهذا وان كان له مظهر الروحانية والناحية الروحية ولكنه ليس روحانية ولا ناحية روحيه، وانما هو ضلال وكفر، وهو ليس عبادة لله وان توجه فيه صاحبه لله او لفكرة الالوهية، وانما هو شرك وكفر، وبدل ان يثاب صاحبه من الله، ويتقرب به اليه فانه سيعذب من الله عليه، ويزداد بعدا عن الله بهذه الطقوس وهذا التقديس . لذلك كان من اكبر الكبائر ان يقدس غير الله، او ان يقدس بغير ما امر به الله ان يقدس به، وكان من افحش الاخطاء ان تشيع مشاعر الغريزة عن غير طريق العقل والادراك، وان يجري التدين بالغريزة وحدها، وبالمشاعر البحتة الخالية من العقل والادراك، ‎او غير المسيرة بالعقل والادراك، ومن هنا كان من افحش الاخطاء ان تكون الروحانية والناحية الروحية عن غير طريق العقل والادراك اوان تكون خالية من العقل والادراك .

ان المسلمين وقد حملوا الدعوة للعالمين، وفتحوا بلاد الكفر واخضعوا امم الكفر وشعوبه، اختلطوا بهذه الامم والشعوب وهي كافرة يحملون لها الاسلام والدعوة الاسلامية، اختلطوا بها بعد ان اسلمت ودخلت في دين الله يعلمونها افكار الاسلام اي عقائده واحكامه، تعرضوا لافكار مشابهة لما عندهم من افكار، ولرؤية اعمال يشابه ما لديهم من اعمال، فكانوا يصححون الافكار والاعمال ويهدمون الكفر والضلال . الا ان كثيرا ممن تظاهروا بدخول الاسلام دخلوه نفاقا، ‎فكان الكثير منهم من المفكرين والعلماء والمثقفين فاخذوا يكيدون للاسلام نفسه كما يكيدون للمسلمين، فادخلوا في الاسلام افكارا تناقض افكاره، كما تسلل الكثير منهم لمركز القيادة للمسلمين فكرية كانت او سياسية، فكان ما كان من وضع غشاوات على بعض افكار الاسلام، وكان ما كان من ادخال بعض افكار الكفر، وبعض احكام الكفر على المسلمين لذلك كان لا بد للواعين من المسلمين من ازالة عوامل التغشية التي غشيت بعض افكار الاسلام ومن تبيان حقيقة افكار الاسلام لتظهر الافكار المدسوسة من افكار الكفر واحكامه .

فمثلا لم تكن لدى المسلمين فكرة ان الانسان مركب من مادة وروح بل كانت الفكرة ان هذا الانسان قد خلقه الله، انه عبد لله، وانه يجب ان يؤمن بالله ويعبده .‎وكانت الفكرة ان الانسان ليس خيرا ولا شرا، فهو لا يعرف الخير ولا الشر، ولا اي منهما من طبيعته، ‎وانه يولد على الفطرة، فيه قابلية الهداية وفيه قابلية الضلال . فجاء الاسلام لهداية هذا الانسان الى الله والى عبادته، وبيان طريقة عيشه في الحياة على وجه يمكنه من عبادة الله، ويمكنه من الارض . هذا هو واقع الانسان، فهو ليس مركبا من مادة وروح، ولا هو مفطور على نزعة الخير او الشر . بل هو انسان يعيش في هذه الحياة، ويجب ان يعيش وفق طريقة معينة تبقيه عبدا لله وتتجلى فيه عبوديته لرب العالمين .

ولكن الشعوب والامم الكافرة التي كانت موجودة عند ظهور الاسلام، كانت ترى ان الانسان مركب من المادة والروح، فجسمه مادة، وكونه عبدا لله هو الروح، وتكمن في روحه التي هي سر الحياة فاذا تغلبت مادته اي جسمه وغرائزه كان شريرا وتغلب فيه جانب الشر، واذا تغلبت عليه روحه اي كونه عبدا لله الذي خلقه وخلق فيه سر الحياة، كان خيرا، ولذلك على الانسان اذا اراد التقرب الى الله عليه ان يغلب الناحية الروحية فيه ليهمل الجسد ويعذبه ويتقشف حتى تتغلب الناحية الروحية لديه على الناحية المادية، واذالم يفعل ذلك وغلب جسده بتغليب غرائزه وشهواته كان بعيدا من الله وكان شريرا، وهكذا وجدت لديهم فكرة الخير والشر، وفكرة الروح والمادة واقترنتا معا بالنسبة للانسان فكانت فكرة ان الانسان مركب من المادة والروح وكانت فكرة الشر التي هي استجابة مطالب الجسد وفكرة الخير التي هي استجابة مطالب الروح اي مطالب كون الانسان مخلوقا لله . وهكذا سيطرت على الناس فكرة الخير والشر وسيطرت عليهم فكرة تركيب الانسان من المادة والروح .

ولما جاء الاسلام الى هذا الانسان، جاءه بالعقيدة الاسلامية محددة واضحة وجاءه بالاحكام الشرعية التي تنظم جميع اعماله بما فيها العبادة والتقديس . وان الذي يرضيه التزام هذه العقيدة والتقيد بهذه الاحكام ومنها العبادة والتقديس، وان الذي يسخطه انما هو التنكب عن هذه العقيدة وعدم التزام هذه الاحكام . فاذا كانت هناك فكرة خير فان الخير هو ما ارضى الله وان كانت هناك فكرة شر فالشر هو ما اسخط الله . فان الانسان يسمي ما يحبه خيرا فيجب ان يكون ما يحبه هو ما يرضي الله، وان كان يسمي ما يكرهه شرا فيجب ان يكون ما يكرهه هو ما يسخط الله . وما عذا ذلك فلا وجود لفكرة الخير فيه ولا وجود لفكرة الشر لديه . فالخير هو ما يحبه الانسان، ‎فيجب ان يكون ما يحبه هو ما يرضي الله، والشر هو ما يكرهه الانسان، فيجب ان يكون ما يكرهه هوم ما يسخط الله . فانه عليه الصلاة والسلام يقول"لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"وهواه هو ما يحبه وما يكرهه، فيجب ان يتقيد هواه بما جاء به الاسلام .

وعلى ذلك فان هذا الانسان لا يصح ان يقيس الاشياء بما لديه من جوعات، لا بغرائزه ولا بحاجاته العضوية، ولا يصح ان تسيره هذه الجوعات، اي لا الغرائز ولا الحاجات العضوية، وانما يجب ان يسير هذ الجوعات في اشباعها بما جاء به الوحي من عند الله، ‎اي بافكار الاسلام واحكامه، فالمسير للانسان انما هو ماجاء به الوحي، وليس احساسات الغرائز، ولا الحاجات العضوية فهو اذا تحركت فيه غريزة التدين اي مشاعر التقديس فيجب ان يسيرها بما جاء به الاسلام، فيقدس الله ويكسر الصليب . وان تحركت فيه غريزة النوع فيجب ان يسيرها بما جاء به الاسلام، فيتزوج ويشبع غريزة النوع، ويعاقب الزاني . وان تحركت فيه غريزة البقاء فيجب ان يسيرها بما جاء به الاسلام فيشتغل ليأكل ويعاقب السارق وان يبكي من خشية الله لا من عدم تمكنه من اشباع غريزته، وان يتقي النجاسة حين يقضي حاجته، وهكذا فان الانسان يجعل واقع جسده محل المعالجة باحكام الله ولايأخذ معالجاته من واقع جسده، لا من غرائزه ولا من حاجاته العضوية . اما روحه التي هي سر الحياة، فانه لا دخل لها بمعالجة الغرائز، ولا هي محل بحث لدى الانسان، وانما هي من الله وهي سر الحياة ليس غير .

هذا ما جاء به الاسم، وهو ان هذا الانسان يجب ان يتقيد بكل ما نزل به الوحي من عند الله على سيدنا محمد رسول الله، ولا شيء ما عدا ذلك مطلقا .‎ولكن بعض ممن دخلوا في الاسلام من النصارى واليهود والمجوس والمشركين وسائر الديانات الاخرى، وبقيت عندهم رواسب قديمة من اديانهم نقلت منهم عفوا ومن غير قصد لابنائهم ولكثير من المسلمين، فاستسيغت فكرة ان الانسان مركب من المادة والروح، ثم استسيغت فكرة الخير والشر، واستسيغت تقديسات المشاعر البحتة، ونتج عن ذلك ان الروح هي شعور الانسان بانه مخلوق لخالق، اي بعبوديته لله، وان الروحانية هي ما يسيطر على الانسان من مشاعر الاقرار بالله ومشاعر عبوديته لله وان الناحية الروحية في الانسان هي مشاعر غريزة التدين . وهكذا صارت مشاعر غريزة التدين وحدها هي المسيطرة . فالروح هي الشعور بالعبودية والروحانية اثر هذا الشعور في الانسان، والناحية الروحية هي كل ما يتعلق بمشاعر غريزة التدين، واستبعد العقل والادراك استبعادا كليا عن ذلك، فلا وجود له، بل لا ملاحظة لوجوده بل استنكر عند الكثيرين تحكمه بهذه المشاعر، وتمييزه لصدقها او كذبها، لانحرافها او استقامتها بل ربما لهديها او ضلالها وكفرها .

هذا هو ما تسرب لبعض المسلمين، بل ما يكاد يكون طاغيا على الكثيرين منهم، ومن اجل ذلك جاءت هذه الدعوة ببيان معنى الروح ومعنى الروحانية ومعنى الناحية الروحية فبينت ان الروح هي ادراك الصلة بالله، وان الناحية الروحية هي الصلة بالله اي هي كون الانسان مخلوقا لخالق وكون الحياة مخلوقة لخالق وكون الكون مخلوقا لخالق، فالصلة بالله للانسان والحياة والكون هي انها مخلوقة لخالق، اي هي كونها مخلوقة لخالق، فادراك هذه الصلة اي ادراك كون الاشياء مخلوقة لخالق ان الاشياء من كون وانسان وحياة مخلوقة لخالق، لديه روح، اي لديه ايمان وادراك لاثر من يؤمن به . فالادراك لخلق الله اي للخلق نفسه هو الروح، ولذلك يتقيد بهذا الادراك وبالتالي يتقيد بما جاء به الوحي من عند الله من افكار واحكام، اي يدرك انه عبد لله، فالروح لم تأت من الحياة، ولامن اي شيء اخر، وانما تأتي من ادراك الصلة بالله، اي ادراك كونه و جميع الاشياء مخلوقة لله اي ادراك عبوديته لله، اي ادراك انه عبد لله . هذه هي الروح، فالناحية الروحية هي كون الاشياء مخلوقة لخالق، وادراك هذه الناحية الروحية هي الروح، فهي اتية من الادراك، اي من ادراك الانسان وليس من الانسان ولا من الله، بل من الادراك نفسه . اما الروح التي هي سر الحياة فلا دخل لها في ذلك، ولا محل لها هنا، فهي من الله ولا يعلم حقيقتها احد الا الله، وهي موجودة في الحمار والخنفساء، والعجل والثعبان وغير ذلك من الاحياء، وهي ليست خاصة بالانسان، ولامن الله، ولا من فطرة الانسان، ان الكافر لديه روح اي سر الحياة، وهو انسان، ولديه فطرة الانسان، ومع ذلك فانه ليس لديه روح بمعنى ادراك الصلة، ولا روحانية، مع انه انسان .

ولذلك فان الروح هي نفس الادراك، فان وجد لدى الانسان وجدت الروح لديه 9، وان لم يوجد في الانسان لا توجد لديه روح . فهذه الروح التي هي ادراك الصلة بالله، ينتج عنها اثر من جراء اتصالها بالمشاعر مع الادراك، فهذا الاثر هو الروحانية، فالروحانية هي ادراك الصلة بالله اي هي المشاعر المسيرة بالادراك الناتجة عن ادراك الصلة بالله . فاذا كانت كذلك كانت روحانية وان لم تكن كذلك لا تكون روحانية .

فالروحانية لا يصح ان تكون من مشاعر التقديس وحدها، بل يجب ان تكون من ادراك الانسان كونه عبدا لله، اي من ادراك صلته بالله، ‎وان يكون الادراك هو الذي يسيرها، وما لم تكن كذلك لا تكون روحانية، بل قد تكون كفرا كقيام المسلم ببناء كنيسة يتعبد فيها النصارى .

والروحانية تأتي من عدة اعمال، فقد يفكر المسلم في مخلوقات الله فتتحرك مشاعره من هذا التفكير وتسير بالادراك فتوجد عنده مشاعر، وقد يذهب المسلم لزيارة احد الصالحين او لزيارة قبر احد الصالحين فتتحرك مشاعر التدين لديه، وتسير بالادراك فتوجد لديه الروحانية وقد يقرأ القران، وقد يتهجد وقد يقرأ في صحيح البخارى، او سننن ابن ماجة وقد يجلس للتسبيح، ‎وقد يذكر الله بقلبه او بلسانه وقد وقد الى غير ذلك من الاعمال . فالروحانية قد تأتي من نفس الادراك في تشعبه وتفريعه، وقد تأتي من اعمال، ومن هنا جاء الشرع بالتفكير كعبادة، وجاء بانواع العبادات، وانواع التسبيح والحمد والذكر، فالمسلم اذا اراد ان تكون لديه الروحانية فما اسهلها عليه ما دام يدرك صلته بالله اي ما دامت لديه الروح، فما عليه الا ان يقوم بما جاء به الوحي من اعمال واقوال وتفكير، بناء على ما لديه من روح، مسيرا لهذه الاعمال بالادراك، فانه توجد لديه الروحانية ويحس بالطمأنينة والرضا اي اذا اراد المسلم ان تتحرك لديه مشاعر التدين فان عليه ان يقوم بما جاء به الشرع فقط من اعمال او اقوال بناء على ما لديه من روح مسيرا تلك الاعمال والاقوال بالادراك، فانه غالبا يستطيع تحريك مشاعر التدين، اي يستطيع غالبا ان يوجد لديه الروحانية، وان يحس بالطمأنينة والرضا .

والشرع جاء باعمال واجبة من العبادات . وجاء بما هو غير واجب ولكنه فوق الواجبات، لانه يصدر عن طواعية من غير وعيد وتهديد، ‎واذا كان المسلم يقوم بالواجبات خوف عذاب الله، وبناء على التهديد والوعيد فانه احرى به ان يقوم زيادة على ذلك بما طلبه الله منه وجعل له حرية الاختيار ان يقوم به وان لا يقوم به . فالمسلم لديه الروح موجودة بشكل دائم لان ايمانه يقضي بوجود الروح، واما الروحانية فانه ان ارادها قد توجد لديه من غير القيام باعمال واقوال، وقد توجد لديه بالاقوال والاعمال، ‎وقد بين الله له هذه الاقوال والاعمال فلا يجوز له ان يتعداها ولا بحال من الاحوال .

وشباب هذه الدعوة قد الزمهم انخراطهم في سلكها ان يقوموا بالتزامات الاسلام، ومنها الفروض والواجبات وما هو فوق الفروض والواجبات، وان المذخور الروحي لازم لهم لزوم الماء والهواء، فان ما القي على كاهلهم من حمل لا يستطيعون القيام به الا بالمذخور الروحي، ولذلك لا بد لهم من المذخور الروحي، الاانه لابد لهم من الروحانية في اكثر الاوقات .‎ولذلك لا يقال ان الروحانية ضعيفة عند شباب هذه الدعوة، ‎لانها اولا جزء من مهمتهم، وثانيا طبيعة انخراطهم في الدعوة تعني وجود الروحانية لديهم، وثالثا هي لازمة لهم للاستمرار في حياة الدعوة لزوم الماء والهواء، ولهذا فان الروحانية عند هؤلاء الشباب هي بمقدار يفوق ما عند الكثير من الناس .

الا ان هذه الروحانية التي لديهم هي روحانية المجاهدين في خنادق القتال، وروحانية المتعبدين في المساجد، ولكنها لا تظهر بالتمسكن ولا بالتشدق، ولا بالاصطناع والتظاهر، لانها ليست مشاعر بحتة، بل هي مسيرة بالعقل وناتجة عن الادراك، فهي مستقرة بالنفس، ثابتة في القلب، مستقرة في العقل ويكفي مظهر من مظاهرها الا وهو التقيد بحكم الشرع، اي التقيد بما جاء به الوحي من عند الله .

ولذلك فان واجب الشباب حين يشاهدون مظاهر الروحانية عند غيرهم، او يرون غيرهم يقوم باعمال تنتج روحانية، فان عليهم ان يجعلوا هذه الروحانية مشاعر مسيرة بالادراك، ناتجة عن ادراك الصلة بالله، حتى يصححوا مشاعر الناس، وحتى يهدوا الناس وحتى يحولوا بينهم وبين مشاعر الخطأ او الانحراف او الضلال . فهم حملة دعوة، ‎ومن اهم اعمال دعوتهم تصحيح عبادة الناس لله، وتصحيح مشاعرهم، فانه لا يصح ان يظل احد من المسلمين متلبسا بمشاعر التدين وحدها من غير عقل بل يجب ان نرجع جميع المسلمين الى مشاعر التدين المسيرة بالادراك، والناتجة عن ادراك الصلة بالله اي ان نرجع جميع المسلمين للروحانية التي جاء بها الاسلام، ‎والتي هي وحدها الروحانية التي يثيب عليها الله .

 

5 من ذى القعدة سنة 1392

10/12/1972

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

جهود مباركة ان شاء الله

 

لكن اتساءل عن تسميات (الروح ,الروحانية , الناحية الروحاية ) من اطلقها على مدلولاتها ؟

 

و ما الدليل الشرعي لحصر هذه المدلولات بتلك المسميات _مادمنا في موضوع عقائدي _؟

 

اتمنى الاجابة الكافية و الشافية لاسئلة تحوك في نفسي

رابط هذا التعليق
شارك

أصل هذة المصطلحات الفلسفه اليونانيه القديمه ويراد بها ما يقابل المادة فهم يعتبرون أن الانسان مكون من مادة وروح فاذا تبع غرائزه وشهواته سار ماديا بحتا مثله مثل الحيوان واذا تبع الروح وزهد في حاجاته وغرائزه وشهواته سار روحانيا ملائكيا أي تعلق بالغيب نسبة الى الملائكه

 

ثم انشقت عنها كلمة الروحانيه أي التعلق بالغيب والارتباط به بمعنى الايمان والدين وهذا دارج عند أصحاب الديانات من غير الاسلام منذ القدم مثل النصرانيه والبوذيه والهندوسيه وهو الزهد في الدنيا ومتاعها أي الترفع عن المادة والتمسك بالدين وسمي ذلك بالسمو الروحي

 

وبعرض هذه المصطلحات على العقيدة الاسلاميه تبين أنها لا تعارضها في المفهوم والمعني وهو الارتباط بالايمان والدين فجاز استخدامها

 

فهي مصطلحات فكرية الكل يفسرها حسب فكرته ولكن التفسير الصحيح هو ما نقول به وهو

ان الكون والانسان والحياة مادة فقط وليس هي مادة وروح كما قالوا

فاذا ادركنا انها مخلوقة لخالق وان الخالق امر باوامر ونهى عن اشياء

وقمنا بالعمل (المادة) وفق امر الله أصبح هناك روح وروحانية وناحيه روحيه. فالروح والروحانيه والناحيه الروحيه معني واحد

تم تعديل بواسطه عماد النبهاني
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...