اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

التضليل والاستعباط الإعلامي على ثورة مصر الكنانة


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

 

التضليل والاستعباط الإعلامي على ثورة مصر الكنانة

 

 

الخبر :

 

غصَّ ميدانُ التحريرِ يومَ الجمعةِ الثلاثينَ من شهر تشرينٍ الثاني لعام ألفين واثنَيْ عَشَرَ بوسطِ القاهرةِ بالمتظاهرينَ المطالِبينَ بإسقاطِ النظامِ الجمهوريّ المصريّ، إلا أنّ الإعلامَ يدّعي أنّ هذه الحشودَ هي للاحتجاجِ على الإعلانِ الدستوريّ وعلى المسودةِ النهائيةِ للدستورِ قبل عرضِها على محمد مرسي.

 

 

التعليق :

 

1- منذُ أن تم تغييرُ الرئيسِ المصريِّ محمد حسني مبارك والإتيانُ بمحمد مرسي لم يهدأ الشارعُ المصري، فالاعتصاماتُ والتجمعاتُ ظلتْ مستمرةً بتفاوتِ أحجامِها واختلافِ أماكنِها، وجميعُها تصبُ في اتجاهٍ واحدٍ وهو المطالبةُ بالتغييرِ الحقيقي في البلادِ، ولكنْ ولأنّ المؤامرةَ على الثورةِ المصرية كانت عظيمةً، وأدواتُها مختلفُ الأحزابِ الرسميةِ وغيرِ الرسميةِ المرتبطةِ بالقوى الغربيةِ، علمانيةً ليبراليةً أو "إسلاميةً" ليبراليةً، الذين تمكنوا من تضليلِ الناسِ لبعضِ الوقت، بإيهامِهم أنّ تغييرَ وجهِ النظامِ بآخَرَ هو تغييرٌ للنظامِ، خصوصا وأنّ الناسَ شعروا عند الإطاحةِ بمباركٍ أنهم أنجزوا الكثير، ولكنَّ الناسَ لم تظلَّ نائمةً على تلكَ النشوةِ، فازداد حجمُ الاحتجاجاتِ والاعتصاماتِ حتى عادتْ إلى مليونيتِها.

 

2- بعدَ أن عقدَ مرسي و"الإسلامُ" الليبراليُّ صفقةً مع الغربِ وتحديدا مع أمريكا تقومُ على احتواءِ الغضبِ الشعبي على نظامِ حسني مبارك لإنقاذِ النظامِ الجمهوريّ العلمانيّ والذي أقسمَ مرسي باللهِ العظيم أن يحافظَ عليه، مقابلَ تسليمِهِم مناصبَ حكمٍ منزوعةَ السلطة، بعد عقدِ هذهِ الصفقةِ وتسلمِهِم لمناصبِ الحكمِ ومرورِ أربعةِ أشهرٍ، تبينَ للذينَ خرجوا إلى الميادينِ مطالِبينَ بتغييرِ النظامِ أنّ النظامَ لمْ يتغيرْ، بل إنّ الوجوهَ هي التي تغيرتْ فقط، فالحالةُ الاقتصاديةُ ظلتْ مترديةً بل وازدادتْ سوءا، بقروضٍ ربويةٍ ومن غير قروضٍ، ولا يبدو أنّ هناك تحسنّاً أو حتى خطةً اقتصاديةً تحسّنُ من ظروفِ الناسِ المعيشيةِ، كما إنّ حناجرَ الثوارُ في أحدِ المليونيات من ميدانِ التحريرِ التي كانتْ تصدحُ بـ "على القدس رايحين شهداء بالملايين" تأكد لها أنّ ملايينَ الأمتارِ المكعبةِ من الغازِ المصريّ الطبيعي هو الذي استمرَ بالتدفقِ دعما لكيانِ يهود، ولمْ يُرسَلْ جنديٌ واحدٌ على القدس، بل والأنكى من ذلكَ أن أقدَمَتِ "التوليفةُ" الجديدةُ بقيادةِ مرسي على ما لمْ يجرؤ عليه سلفُه، حيث قام بحملةِ "تطهيرٍ" للمجاهدينَ من سيناءَ ممن يتشوقونَ لقتالِ يهود، وأقفلتْ العديدَ من شرياناتِ الحياةِ لأهلِ غزة، الأنفاقِ، وأصبحت مصرُ وسيطاً محايداً بين اليهودِ والمسلمين في فلسطين!

 

3- بعد أن اتضحتْ هذه الصورةُ عند أهلِ الكنانة، وهي أنّ النظامَ لمْ يتغيرْ بلِ الذي يحصلُ هو إعادةُ ترميمٍ للنظامِ السابق، بإيجادِ وزراءَ لا سلطةَ بين أيديهم، بل ظلتِ السلطةُ بيدِ الطاقَمِ القديم، وهم السلطةُ التنفيذيةُ على وجهِه الحقيقي، ولم يُستبدَلْ في الوِزاراتِ إلا الوزراءُ "الذين لا يملكونَ من أمرِهم شيئاً"، كما أنّ النظامَ القضائيَّ بقوانينِه الجائرةِ لم يتغيرْ، فالقوانينُ الجائرةُ التي كانت تجلِدُ ظهورَ الناسِ ظلتْ كما هي، والقضاةُ ممن لا ذمةَ عندَهُم، وهم جلُّ القضاة، ظلوا في محاكمِهِم الصُّوريةِ التي يُصدِرون فيها أحكامَ ضباطِ الأجهزةِ الأمنيةِ والمخابراتِ والمحسوبياتِ وإرادةِ كل فاسدٍ يريدُ من خلالِها نهبَ ثروةً أو انتقاماً من ضعيفِ أو ذي نخوةٍ أو دين، بعدَ اتضاحِ هذه الصورةِ عند الناسِ عادتِ الجماهيرُ إلى الميادينِ مرةً ثانيةً وبالملايينِ أيضا، والشعارُ هو الشعارُ "الشعب يريد إسقاط النظام".

 

4- ولما لاحظتِ القوى الغربيةُ أنَّ الأمورَ ستَفْلِتُ من بين أيديهم، دفعوا بأدواتِهم وقلْ بعملائِهم من كلا الطرفين، العلمانيينَ الليبراليينَ و"الإسلاميينَ" الليبراليينَ إلى احتواءِ الشارعِ مرةً ثانيةً بتضليلِه أو بمساومتِه، فاختزلوا مطالبةَ الناسِ بتغييرِ النظامِ بجدليةِ الإعلانِ الدستوري ومسودةِ الدستور، ذلك الدستورُ الذي لمْ يختلفْ عليه العلمانيون الليبراليون أو "الإسلاميون" الليبراليون إلا في بعضِ التفاصيلِ والألفاظ، ولِمَ الاختلافُ والمسودةُ هذه تقومُ على الدستورِ العلماني المستوردِ من الغربِ الليبرالي، والذي حُكِمتْ به مصرُ منذُ الاستعمارِ قبلَ قرنٍ من الزمنِ تقريبا؟! طبعا الإعلامُ العميلُ من فضائياتٍ محليةٍ أو عالميةٍ يروجُ لهذا التضليلِ ويُظهِرهُ للمشاهدِ المحليِّ والإقليميِّ وعلى مستوى العالمِ الإسلاميِّ بأنّ ما يؤرقُ ويطالبُ بهِ الملايينُ في الشارعِ هو إقرارُ أو عدمُ إقرارِ الدستورِ القديمِ الجديدِ أو الإعلانِ الدستوريِّ البائسِ الذي فرضَهُ مرسي مؤخرا بعد لقائِه الأخيرِ بهيلاري كلينتون، وزيرةِ خارجيةِ أمريكا، بيومٍ واحدٍ فقط، لمحاولةٍ احتواءِ غضبِ الشارع.

 

كما يركزُ الإعلامُ على إبرازِ العلمانيينَ والاشتراكيينَ من رؤساءِ أحزابٍ مغمورةٍ وهم ممقوتون عند الناسِ، على أنّهم هم قادةُ هذه الملايين، وذلك لتنفيرَ الناسِ من التجمهرِ والمطالبةِ بإسقاطِ النظام، ولا أدَلَّ على ذلك من الاعتداءِ على رئيسِ أكبرِ هذه الأحزاب، حزبِ الوفد، السيدِ البدوي، في ميدانِ التحريرِ حين ضربَهُ أحدُ المحتجين على "قفاه"، أو رَشْقِ محمد البرادعي بالأحذيةِ والحجارةِ حين خرجَ للإدلاءِ بصوتِه إبَّانَ فترةِ الانتخابات، والباقي من رموزِ العلمانيين العملاءِ لا يَجرؤون حتى على الظهورِ في الشارعِ العامِّ عِلاوةً على ظهورِهِم بين الحشودِ من مثل عمرو موسى.

 

5- لقد حانَ الوقتُ للنظامِ المصريِّ بواجِهَتِه الجديدةِ أن يقولَ للناسِ "فهمتُكُم" فيدركَ أنّ المسلمينَ في أرضِ الكنانةِ لا يقبلونَ غيرَ الإسلامِ نظاما كاملا شاملا بديلا عن النظامِ الجمهوريِّ العلمانيِّ الحاليِّ، وأنّ أهلَ الكنانةِ لا يقبلونَ بعملاءِ الغربِ حُكَّاما له، سواءً أكانوا حليقين أو بلحى، ولا يقبلونَ إلا بإلقاءِ بلاطجةِ النظامِ، من مُدِيريْ وضباطِ الأجهزةِ الأمنيةِ والمخابراتِ وقضاةٍ وإعلاميين، لا يقبلونَ إلا بإلقاءِ هؤلاءِ جميعا وغيرِهِم ممن نالوا من هذهِ الأمة، ليصيروا جزءاً من التاريخِ، وكلُّنْا ثقةٌ بأنَّ ذكاءَ وحَمِيّةَ أهلِ الكنانةِ ستمكنُّهم من تحقيقِ ذلك، وتمكنُّهُم من العملِ على إقامةِ دولةِ الخلافةِ الإسلاميةِ التي روّجَ لأجهزتِها ولدستورهِا شبابُ حزبِ التحرير لشهورٍ عدةٍ في شوارعِ مصرَ وأمامَ مساجِدِها وميادينِها، ففي ظلِ الخلافةِ فقطْ يشعرُ المسلمون بالعزةِ والكرامةِ والرفاهيةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( يَكُونُ بَعْدِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا وَلَا يَعُدُّهُ عَدًّا )) أحمد.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير: الأستاذُ أبو عمرو

 

 

23 من محرم 1434

الموافق 2012/12/07م

 

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله بهذه الكلمات التي تعبر عن واقع مرير في ارض الكنانه ونسال الله ان يحمي ارض الكنانه من المفسدين والمجرمين والمتسلقين على دين الله وان يكرمهم الله بخلافه على منهاج النبوه لان الرسول حذر المسلمون ان يلدغو من جحرهم مرتين

رابط هذا التعليق
شارك

أهم ما جاء في المقال أعلاه، من ناحية التحليل السياسي، قول الكاتب:

عادتِ الجماهيرُ إلى الميادينِ مرةً ثانيةً وبالملايينِ أيضا، والشعارُ هو الشعارُ "الشعب يريد إسقاط النظام".

 

وقوله:

4- ولما لاحظتِ القوى الغربيةُ أنَّ الأمورَ ستَفْلِتُ من بين أيديهم،

 

هل يعينني أحد الأخوة في النقطتين أعلاه؟

شخصياً لم ألحظ عودة الجماهير بالملايين إلى الميادين تنادي باسقاط النظام؟ فأين ومتى كان ذلك؟ إن كان يقصد الكاتب الحشود التي دعت إليها جبهة "إنقاذ" مصر، فلا أرى أنها يصدق عليها "ملايين تنادي بإسقاط النظام"

أما أن القوى الغربية لاحظت أن الأمور ستفلت من أيديهم..فلم يحصل عندي مؤشر واحد على هذه الملاحظة المهمة، والتي أعتبرها العمود الفقري للتحليل!

 

تحياتي

رابط هذا التعليق
شارك

أهم ما جاء في المقال أعلاه، من ناحية التحليل السياسي، قول الكاتب:

عادتِ الجماهيرُ إلى الميادينِ مرةً ثانيةً وبالملايينِ أيضا، والشعارُ هو الشعارُ "الشعب يريد إسقاط النظام".

 

وقوله:

4- ولما لاحظتِ القوى الغربيةُ أنَّ الأمورَ ستَفْلِتُ من بين أيديهم،

 

هل يعينني أحد الأخوة في النقطتين أعلاه؟

شخصياً لم ألحظ عودة الجماهير بالملايين إلى الميادين تنادي باسقاط النظام؟ فأين ومتى كان ذلك؟ إن كان يقصد الكاتب الحشود التي دعت إليها جبهة "إنقاذ" مصر، فلا أرى أنها يصدق عليها "ملايين تنادي بإسقاط النظام"

 

أرى أنه يقصد التضليل الإعلامي الحاصل بإبراز أمور وإخفاء أخرى ... على نحو ما يقول:

منذُ أن تم تغييرُ الرئيسِ المصريِّ محمد حسني مبارك والإتيانُ بمحمد مرسي لم يهدأ الشارعُ المصري، فالاعتصاماتُ والتجمعاتُ ظلتْ مستمرةً بتفاوتِ أحجامِها واختلافِ أماكنِها، وجميعُها تصبُ في اتجاهٍ واحدٍ وهو المطالبةُ بالتغييرِ الحقيقي في البلادِ،

 

أما أن القوى الغربية لاحظت أن الأمور ستفلت من أيديهم..فلم يحصل عندي مؤشر واحد على هذه الملاحظة المهمة، والتي أعتبرها العمود الفقري للتحليل!

 

أرى أن الجواب في النقطة 4 :

ولما لاحظتِ القوى الغربيةُ أنَّ الأمورَ ستَفْلِتُ من بين أيديهم، دفعوا بأدواتِهم وقلْ بعملائِهم من كلا الطرفين، العلمانيينَ الليبراليينَ و"الإسلاميينَ" الليبراليينَ إلى احتواءِ الشارعِ مرةً ثانيةً بتضليلِه أو بمساومتِه، فاختزلوا مطالبةَ الناسِ بتغييرِ النظامِ بجدليةِ الإعلانِ الدستوري ومسودةِ الدستور، ذلك الدستورُ الذي لمْ يختلفْ عليه العلمانيون الليبراليون أو "الإسلاميون" الليبراليون إلا في بعضِ التفاصيلِ والألفاظ، ولِمَ الاختلافُ والمسودةُ هذه تقومُ على الدستورِ العلماني المستوردِ من الغربِ الليبرالي، والذي حُكِمتْ به مصرُ منذُ الاستعمارِ قبلَ قرنٍ من الزمنِ تقريبا؟! طبعا الإعلامُ العميلُ من فضائياتٍ محليةٍ أو عالميةٍ يروجُ لهذا التضليلِ ويُظهِرهُ للمشاهدِ المحليِّ والإقليميِّ وعلى مستوى العالمِ الإسلاميِّ بأنّ ما يؤرقُ ويطالبُ بهِ الملايينُ في الشارعِ هو إقرارُ أو عدمُ إقرارِ الدستورِ القديمِ الجديدِ أو الإعلانِ الدستوريِّ البائسِ الذي فرضَهُ مرسي مؤخرا بعد لقائِه الأخيرِ بهيلاري كلينتون، وزيرةِ خارجيةِ أمريكا، بيومٍ واحدٍ فقط، لمحاولةٍ احتواءِ غضبِ الشارع.

 

 

تحياتي

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...