اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

نقاش في حديث خصال النفاق ..


Recommended Posts

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أربع من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً. ومن كانت فيه خَصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتُمِنَ خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدَر، وإذا خاصم فجر) متفق عليه

 

هل من كان كاذبا غادرا خائنا فاجرا يكون منافق خالصا من أهل الخلود في النار

 

هذا الحديث أوجد اشكال عند العلماء في فهمه وحصل خلاف كبير عليه وهذا جزء منه

 

قالت طائفة : إنما ذلك مخصوص بالمنافقين زمان رسول الله .

 

أفادني أبو بكر الفهري بالمسجد الأقصى ( أن مقاتل بن حيان قال خرجت زمان الحجاج بن يوسف فلما كنت بالري أخبرت أن سعيد بن جبير بها مختف من الحجاج فدخلت عليه ، فإذا هو في ناس من أهل وده . قال : فجلست حتى تفرقوا . ثم قلت : إن لي والله مسألة قد أفسدت علي عيشي . ففزع سعيد ، ثم قال : هات . فقلت : بلغنا أن الحسن ومكحولا وهما من قد علمت في فضلهما وفقههما فيما يرويان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن صلى وصام ، وزعم أنه مؤمن : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان . ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه ثلث النفاق . وظننت أني لا أسلم منهن أو من بعضهن ، ولم يسلم منهن كثير من الناس . قال : فضحك سعيد ، وقال : همني والله من الحديث مثل الذي أهمك . فأتيت ابن عمر وابن عباس فقصصت عليهما ما قصصت علي ، فضحكا وقالا : همنا والله من الحديث مثل الذي أهمك . فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ، فقلنا : يا رسول الله ، إنك قد قلت : ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن صام وصلى وزعم أنه مؤمن : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ، ومن كانت فيه خصلة منهن ففيه ثلث النفاق ، فظننا أنا لم نسلم منهن أو من بعضهن ولن يسلم منهن كثير من الناس . قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :ما لكم ولهن ؟ إنما خصصت به المنافقين ، كما خصهم الله في كتابه . أما قولي : إذا حدث كذب فذلك قول الله عز وجل (إذا جاءك المنافقون)لا يرون نبوتك في قلوبهم ، أفأنتم كذلك ؟ قال : فقلنا : لا . قال : فلا عليكم ، أنتم من ذلك برآء . وأما قولي : إذا وعد أخلف ، فذلك فيما أنزل الله علي (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ) إلى يكذبون ). أفأنتم كذلك ؟ قال : فقلنا : لا ، والله لو عاهدنا الله على شيء لوفينا بعهده . قال : فلا عليكم ، أنتم من ذلك برآء . وأما قولي : إذا ائتمن خان ، فذلك فيما أنزل الله) إنا عرضنا الأمانة ( إلى : جهولا ( فكل مؤمن مؤتمن على دينه ، والمؤمن يغتسل من الجنابة في السر والعلانية ، ويصوم ويصلي في السر والعلانية ، والمنافق لا يفعل ذلك إلا في العلانية ، أفأنتم كذلك ؟ قلنا : لا . قال : فلا عليكم ، أنتم من ذلك برآء . قال : ثم خرجت من عنده فقضيت مناسكي ، ثم مررت بالحسن بن أبي الحسن البصري ، فقلت له : حديث بلغني عنك . قال : وما هو ؟ قلت : من كن فيه فهو منافق . قال : فحدثني بالحديث . قال : فقلت : أعندك فيه شيء غير هذا ؟ قال : لا . قلت : ألا أحدثك حديثا حدثني به سعيد بن جبير فحدثته به ، فتعجب منه ، وقال : إن لقينا سعيدا سألناه عنه ، وإلا قبلناك..

قال القاضي : هذا حديث مجهول الإسناد ، وأما معناه ففيه نحو من الأول ، وهو تخصيصه من عمومه ،

 

وتحقيقه بصفته أماقوله (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ) الآية ، فإنه كذب في الاعتقاد ، وهو كفر محض .

 

وأما قوله (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ) فهي الآية التي نتكلم فيها الآن ، وهي محتملة يمكن أن يصحبها الاعتقاد ، بخلاف ما عاهد عليه عند العهد .

 

ويحتمل أن يكون بنية الوفاء حين العهد ، وطرأ عليه ذلك بعد تحصيل المال .

 

وأما قوله (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال )

 

وقوله فيه : إن المؤمن يصلي في السر والعلانية ، ويغتسل ويصوم كذلك ، فقد يترك الصلاة والغسل تكاسلا إذا أسر ، ويفعلها رياء إذا جهر ولا يكذب بهما ، وكذلك في الصوم مثله ، ولا يكون منافقا بذلك ، لما بيناه من أن المنافق من أسر الكفر ، والعاصي من آثر الراحة ، وتثاقل في العبادة .

 

وقالت طائفة : هذا فيمن كان الغالب عليه هذه الخصال .

 

والذي عندي أنه لو غلبت عليه المعاصي ما كان بها كافرا ما لم تؤثر في الاعتقاد .

 

والذي عندي أن البخاري روى عن حذيفه أن النفاق كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان ; وذلك أن أحدا لا يعلم منه هذا ، كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه منه النبي ، وإنما هو القتل دون تأخير ، فإن ظهر ذلك من أحد في زماننا فيكون كقوله) من ترك الصلاة فقد كفر ، وأيما عبد أبق من مواليه فقد كفر)

 

وقد قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إن أخوة يوسف عاهدوا أباهم فأخلفوه ، وحدثوه فكذبوه ، وائتمنهم عليه فخانوه ، وما كانوا منافقين .

 

تحقيقه أن الحسن بن أبي الحسن البصري عالم من علماء الأمة قال : النفاق نفاقان : نفاق الكذب ، ونفاق العمل ، فأما نفاق الكذب فكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما نفاق العمل فلا ينقطع إلى يوم القيامة..

 

احكام القران لابن العربي

 

فهل من تعقيب بارك الله فيكم

رابط هذا التعليق
شارك

  • 2 weeks later...

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أربع من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً. ومن كانت فيه خَصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتُمِنَ خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدَر، وإذا خاصم فجر) متفق عليه

 

هل من كان كاذبا غادرا خائنا فاجرا يكون منافق خالصا من أهل الخلود في النار

 

هذا الحديث أوجد اشكال عند العلماء في فهمه وحصل خلاف كبير عليه وهذا جزء منه

 

قالت طائفة : إنما ذلك مخصوص بالمنافقين زمان رسول الله .

 

أفادني أبو بكر الفهري بالمسجد الأقصى ( أن مقاتل بن حيان قال خرجت زمان الحجاج بن يوسف فلما كنت بالري أخبرت أن سعيد بن جبير بها مختف من الحجاج فدخلت عليه ، فإذا هو في ناس من أهل وده . قال : فجلست حتى تفرقوا . ثم قلت : إن لي والله مسألة قد أفسدت علي عيشي . ففزع سعيد ، ثم قال : هات . فقلت : بلغنا أن الحسن ومكحولا وهما من قد علمت في فضلهما وفقههما فيما يرويان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن صلى وصام ، وزعم أنه مؤمن : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان . ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه ثلث النفاق . وظننت أني لا أسلم منهن أو من بعضهن ، ولم يسلم منهن كثير من الناس . قال : فضحك سعيد ، وقال : همني والله من الحديث مثل الذي أهمك . فأتيت ابن عمر وابن عباس فقصصت عليهما ما قصصت علي ، فضحكا وقالا : همنا والله من الحديث مثل الذي أهمك . فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ، فقلنا : يا رسول الله ، إنك قد قلت : ثلاث من كن فيه فهو منافق ، وإن صام وصلى وزعم أنه مؤمن : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ، ومن كانت فيه خصلة منهن ففيه ثلث النفاق ، فظننا أنا لم نسلم منهن أو من بعضهن ولن يسلم منهن كثير من الناس . قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :ما لكم ولهن ؟ إنما خصصت به المنافقين ، كما خصهم الله في كتابه . أما قولي : إذا حدث كذب فذلك قول الله عز وجل (إذا جاءك المنافقون)لا يرون نبوتك في قلوبهم ، أفأنتم كذلك ؟ قال : فقلنا : لا . قال : فلا عليكم ، أنتم من ذلك برآء . وأما قولي : إذا وعد أخلف ، فذلك فيما أنزل الله علي (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ) إلى يكذبون ). أفأنتم كذلك ؟ قال : فقلنا : لا ، والله لو عاهدنا الله على شيء لوفينا بعهده . قال : فلا عليكم ، أنتم من ذلك برآء . وأما قولي : إذا ائتمن خان ، فذلك فيما أنزل الله) إنا عرضنا الأمانة ( إلى : جهولا ( فكل مؤمن مؤتمن على دينه ، والمؤمن يغتسل من الجنابة في السر والعلانية ، ويصوم ويصلي في السر والعلانية ، والمنافق لا يفعل ذلك إلا في العلانية ، أفأنتم كذلك ؟ قلنا : لا . قال : فلا عليكم ، أنتم من ذلك برآء . قال : ثم خرجت من عنده فقضيت مناسكي ، ثم مررت بالحسن بن أبي الحسن البصري ، فقلت له : حديث بلغني عنك . قال : وما هو ؟ قلت : من كن فيه فهو منافق . قال : فحدثني بالحديث . قال : فقلت : أعندك فيه شيء غير هذا ؟ قال : لا . قلت : ألا أحدثك حديثا حدثني به سعيد بن جبير فحدثته به ، فتعجب منه ، وقال : إن لقينا سعيدا سألناه عنه ، وإلا قبلناك..

 

قال القاضي : هذا حديث مجهول الإسناد ، وأما معناه ففيه نحو من الأول ، وهو تخصيصه من عمومه ،

 

وتحقيقه بصفته أماقوله (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ) الآية ، فإنه كذب في الاعتقاد ، وهو كفر محض .

 

وأما قوله (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ) فهي الآية التي نتكلم فيها الآن ، وهي محتملة يمكن أن يصحبها الاعتقاد ، بخلاف ما عاهد عليه عند العهد .

 

ويحتمل أن يكون بنية الوفاء حين العهد ، وطرأ عليه ذلك بعد تحصيل المال .

 

وأما قوله (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال )

 

وقوله فيه : إن المؤمن يصلي في السر والعلانية ، ويغتسل ويصوم كذلك ، فقد يترك الصلاة والغسل تكاسلا إذا أسر ، ويفعلها رياء إذا جهر ولا يكذب بهما ، وكذلك في الصوم مثله ، ولا يكون منافقا بذلك ، لما بيناه من أن المنافق من أسر الكفر ، والعاصي من آثر الراحة ، وتثاقل في العبادة .

 

وقالت طائفة : هذا فيمن كان الغالب عليه هذه الخصال .

 

والذي عندي أنه لو غلبت عليه المعاصي ما كان بها كافرا ما لم تؤثر في الاعتقاد .

 

والذي عندي أن البخاري روى عن حذيفه أن النفاق كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان ; وذلك أن أحدا لا يعلم منه هذا ، كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه منه النبي ، وإنما هو القتل دون تأخير ، فإن ظهر ذلك من أحد في زماننا فيكون كقوله) من ترك الصلاة فقد كفر ، وأيما عبد أبق من مواليه فقد كفر)

 

وقد قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إن أخوة يوسف عاهدوا أباهم فأخلفوه ، وحدثوه فكذبوه ، وائتمنهم عليه فخانوه ، وما كانوا منافقين .

 

تحقيقه أن الحسن بن أبي الحسن البصري عالم من علماء الأمة قال : النفاق نفاقان : نفاق الكذب ، ونفاق العمل ، فأما نفاق الكذب فكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما نفاق العمل فلا ينقطع إلى يوم القيامة..

 

احكام القران لابن العربي

 

فهل من تعقيب بارك الله فيكم

رابط هذا التعليق
شارك

راجع الصفحة 140 من كتاب "من مقومات النفسية الإسلامية"

 

تحت عنوان "اخلاف الموعد"

 

حيث نقول: النفاق هنا نفاق عمل وليس نفاق تكذيب، يعني ليس نفاق عقيدة، فهو حرام لا كفر...

رابط هذا التعليق
شارك

أخي اسماعيل نعم هذا أحد الأقوال في محاولة فهم ما المقصود بالنفاق الخالص لأن الحديث يقول من كان فيه هذة الاربع خصال كان منافقا خالصا فهل خالصا تعني نفاق عمل خالص ؟

 

فهل يوجد نفاق عمل خالص ونفاق تكذيب خالص ؟ الاول معصيه والثاني كفر في الدرك الاسفل من النار ؟

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...