أبو عبد الشهيد Posted June 16, 2012 Report Share Posted June 16, 2012 بعد فشلها في إجهاض الثورة السورية: أمريكا والخيارات الصعبة د. سعيد بن حسين لقد كان واضحا للواعين منذ البداية حجم التآمر الأمريكي على الثورة السورية الطاهرة, فقد دفعت أمريكا عملاءها في المنطقة لدعم النظام السوري كل حسب موقعه وما يتاح له, فأوكلت لعميلها أردوغان لإنقاذ النظام السوري، وذلك بدفعه للقيام بإصلاحات جريئة وصادمة يمكن تمريرها على الشعب السوري, و ظل أردوغان الذي كان يعتبر بشار صديقا حميما له يمانع في رحيله عن الحكم حتى الشهر السابع من الثورة, معتبرا الدعوات التي تنادي بشار بالتنحي عن الحكم بأنها سابقة لأوانها, ما يعني استماتته في إبقاء بشار في الحكم بالرغم من المجازر الوحشية التي ارتكبها في رمضان و ما لحقها. و بعدما انفضح دور أردوغان للشعب السوري خاصة بعد تخاذله عن نصرة المدن الثائرة المنكوبة وهو الذي كان يهدد بأنه لن يسمح بارتكاب مجازر كمجزرة حماه في الثمانينات, أدركت أمريكا حينها أنه لا بد من استبدال عميلها سيء الذكر بشار بعميل آخر أقل قبحا لأنها أدركت أن الشعب السوري لن يتراجع عن ثورته. و أسندت هذا الدور إلى عملائها في الجامعة العربية وبخاصة أمينها العام نبيل العربي وإلى أردوغان الذي يتظاهر باحتضان المعارضة. وبما أن تأمين البديل الذي يحافظ على مصالحها وعلى أمن دولة لإسرائيل ليس بالأمر الهين ويحتاج لوقت طويل, تذرعت أمريكا بالفيتو الروسي الصيني لإطالة الأزمة, وهي التي لم تعر يوما للروس و غيرهم أي حساب في تنفيذ مخططاتها, يشهد بذلك غزوها للعراق و قصفها المتواصل لليمن و باكستان, و تدخلها من قبل في البوسنة بالرغم من الفيتو الروسي و دون اعتبار لقرارات مجلس الأمن. لقد ألهت أمريكا العالم والشعب السوري بمسلسل المهل العربية والدولية, وأطلقت بالمقابل يد عملائها في لبنان والعراق وإيران لدعم النظام السوري عسكريا ولوجستيا, و كان الدور المركزي موكولا في ذلك لإيران التي تدعم النظام السوري بالمال والسلاح والرجال, وهو دور ليس بغريب عنها فلطالما ساعدت إيران أمريكا سرا وعلانية, فإيران هي التي جلبت الوجود الأمريكي لمنطقة الخليج في أواخر الثمانينات من خلال زرع الألغام في مياه الخليج وهي التي دفعت و لا زالت دول الخليج للارتماء في أحضان أمريكا عبر تهديداتها المستمرة وهي التي ساعدت أمريكا في احتلال أفغانستان والعراق وتباهت بذلك على لسان مسئوليها آنذاك رافسنجاني و أبطحي. وتتطلع أمريكا من خلال هذه المهل وهذا الدعم الغير مباشر أن تجهض الثورة السورية أو في أسوأ الحالات حرفها عن مسارها ذي التوجه الإسلامي الذي بدأ يتبلور شيئا فشيئا. وكانت أمريكا تتصور أن إطالة الأزمة مع ما فيها من بطش وقسوة لم يشهد لها التاريخ مثيلا من شأنها أن تتعب الثوار وتستنزفهم فيتراجعوا أو يرتموا في أحضانها إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل, فالثورة اشتد عودها وأينعت ثمارها ولم يبق إلا قطافها وهو ما صرح به مساعد المبعوث الأممي كوفي عنان بعد زيارته لدمشق بعد مجزرة الحولة المروعة بقوله إن كل عناصر الثورة قد اكتملت بسوريا وأنه لا يمكن جلوس المعارضة مع النظام للتفاوض, ما يعني فشل ما كانت تخطط له أمريكا من خلال مبادرة عنان الذي صرح مؤخرا بأن الوضع قد يخرج عن السيطرة قريبا, فالمجازر المروعة التي يرتكبها النظام جعلت الثورة تمتد بشكل سريع إلى دمشق وحلب واللاذقية وهو ما ينذر بسقوط النظام سقوطا مدويا ومفاجئا, إذ لم يبق للنظام إلا قبضته الأمنية وبعض شبيحة القرى العلوية. وهذا الوضع الجديد أربك أمريكا و إسرائيل التي عبر رئيس وزرائها ناتنياهو لأوباما سابقا بأن إسرائيل لا تريد سقوطا سريعا و مفاجئا للنظام السوري. إن سيناريو هروب بشار وانفراط عقد نظامه أصبح ماثلا للعيان وهو ما جعل أمريكا تسرع الخطى لإنقاذ خطة عنان للانتقال السلمي للسلطة حتى لا تفلت الأمور من يدها. لأن فشل هذه الخطة قد يخرج الوضع عن السيطرة وهذا ما يؤرقها و يقض مضجعها. إن أمريكا تسعى لتطبيق الحل اليمني في سوريا لتأمين البديل من خلال مرحلة انتقالية يتنحي فيها بشار عن الحكم وتشكل فيها حكومة وحدة وطنية مع الإبقاء على الأجهزة الأمنية والعسكرية والقيام ببعض المحاكمات لبعض المسئولين عن الجرائم لامتصاص غضب الناس وإعطاء مصداقية للحكومة الجديدة, إلا أن تمرد بشار على ولية أمره أمريكا هو الذي صعب عليها تنفيذ هذا الحل وتنحيته بالقوة سيؤدي إلى تفكك أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وسيدفع البلاد إلى المجهول وهو ما تخشاه أمريكا, ولذلك ليس لأمريكا من حل لتطبيق الحل اليمني سوى الضغط على الدول المؤثرة على النظام السوري وعلى رأسهم روسيا لإقناعها بضرورة تنحي بشار وإلا فإن الوضع سوف يخرج عن السيطرة و بخاصة إذا اشتدت الثورة في دمشق وحلب, ومن الأوراق التي تستخدمها أمريكا للضغط هو تلويحها بالتدخل العسكري وهو ما صرح به مارتن دمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية وكذلك التلويح بأن هذا التدخل يمكن أن يحدث خارج سلطة الأمم المتحدة وهو ما لوحت به سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. إن هذا التهديد لا يمكن أن يحدث إلا إذا مالت الكفة لصالح الثوار المؤمنين المخلصين و ذلك لإنقاذ النفوذ الغربي و تأمين أمن دولة إسرائيل, و الغرب و على رأسهم أمريكا يهيئون أنفسهم لهذا الأمر, فقد كشفت صحيفة القدس عن مصادر دبلوماسية أن المناورات الأخيرة بالأردن و التي شاركت فيها أمريكا بشكل كبير تحت اسم الأسد المتأهب تستهدف بالأساس التدخل في سوريا في حال سقوط النظام أو فقدانه السيطرة على مقدراته العسكرية و بخاصة مخازن الصواريخ الكيميائية للسيطرة عليها حتى لا تقع في يد جماعات مسلحة. وبناء عليه سوف نرى في المستقبل المنظور تحرك أمريكي محموم من أجل إنجاح خطة عنان الذي دعا إلى تشكيل مجموعة اتصال دولية لحل القضية السورية. أما إذا فشلت هذه التحركات فإن الصراع الدولي سوف يشتد في سوريا. فبريطانيا وعملاؤها في المنطقة وبخاصة قطر والسعودية تهدد بتسليح المعارضة وهو ما صرح به لقناة الجزيرة ويليا هيغ وزير خارجية بريطانيا بعد مجزرة الحولة بقوله إذا فشلت خطة عنان فإن بريطانيا سوف تسعى لدعم المعارضة السورية, أما أمريكا فقد تضطر للتغاضي عن ذلك ولكنها إذا أحست بأنها سوف تفقد نفوذها في سوريا فإنها ستسعى إلى دفع البلاد نحو الحرب الأهلية وهو خيار الأرض المحروقة ولذلك تركت هذا الباب مواربا أمام بشار للقيام بالمجازر لجر البلاد لحرب طائفية كخيار أخير لإفساد النفوس و زرع الأحقاد كما فعلت في العراق, وفي هذا الإطار يفهم لماذا حالت كلينتون دون تحويل مجازر بشار إلى محكمة الجنايات الدولية وبعرضها مخرجا آمنا له في حال تركه السلطة, وهو ما يفهم على انه ضوء أخضر لارتكاب المجازر طالما أنه لن يحاسب عليها. إن المسلمين في سوريا أرقى من أن يسقطوا في حرب طائفية بغيضة, يدفع بها النظام و تهدد بها أمريكا, لأن أهل الشام مؤمنون صابرون محتسبون دماءهم في سبيل الله, ولن تنجح محاولات النظام و لا تلويح أمريكا لجرهم إلى حرب طائفية, ولا أدل على ذلك من عدم قيام ردات فعل انتقامية بالرغم من عمليات القتل الطائفية الممنهجة التي يتبعها النظام. لقد كشفت هذه الأحداث للشعب السوري الصابر المؤمن حجم التآمر الدولي على ثورته وفساد النظام الدولي وأجهزته الإجرامية وعلى رأسها مجلس الأمن الذي لم ينشىء إلا لحماية مصالح الدول الاستعمارية, كما فضحت الحكام العملاء و تخاذلهم عن نصرتهم و أسقطت أردوغان من عليائه وكشفت جماعات إسلامية وارتباطاتها المشبوهة وتخليها عن ثوابت الدين في نصرة المستضعفين من المؤمنين, و لن ينسى الشعب السوري لهؤلاء مواقفهم, كما كشفت هذه الأحداث لأهل الشام زيف الأفكار التي ينادي بها الغرب, كفكرة الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان, و فساد الوطنية و القومية, فالحدود الاستعمارية التي يحرسها الحكام العملاء تحول دون نصرة المسلمين بعضهم لبعض, بل تعتبر من يفعل ذلك متسللا يستحق السجن كما يحدث في الأردن أو معصية لألي الأمر كما يروج لذلك علماء السلاطين في بلاد الحجاز. و بالمقابل زادت هذه الأحداث من إصرار أهل الشام في المضي قدما لإسقاط هذا النظام الإجرامي متوكلين على الله ومستمدين العون منه سبحانه, وزادتهم هذه الأحداث قربا من الله و أصبحنا نسمع بمواقف تذكرنا بالصحابة الكرام, و هم يقتربون شيئا فشيئا من تحقيق غايتهم, و إن الذي يعجل بذلك و يقطع دابر الكافرين ومؤامرتهم هو اشتداد الثورة في دمشق و حلب وما سيتبعها من انشقاقات واسعة في الجيش السوري, ما سيرجح كفة الجيش الحر و ينهي عصابة الإجرام من آل أسد وآل مخلوف الذين سيفرون لا يلوون على شيء, و عندها ستقطع أيادي أمريكا والغرب و أذنابهم وتعود بلاد الشام عقر دار الإسلام, حاضنة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يتحقّق بقيامها قوله تعالى في الظالمين: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. حزب التحرير غريب and ابو محمد 1924 2 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
خلافة راشدة Posted June 16, 2012 Report Share Posted June 16, 2012 عفوا لماذا وقع هذا المقال على انه من حزب التحرير مع ان الكاتب للمقال هو الاستاذ سعيد بن حسين؟ Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
أبوحمزة Posted June 17, 2012 Report Share Posted June 17, 2012 بارك الله في الكاتب وأسأل الله أن يكون النصر قريبا إن شاء الله عندي بعض الأسئلة: - ماهي مصالح روسيا والصين في سوريا ولماذا تضع هذه الدول نفسها في وضع محرج دوليا مع وضوح القضية؟! - من يدعم الجيش الحر حاليا؟ هناك أخبار على أن الدعم من تركيا وأمريكا هل هذا صحيح؟! - قائد الجيش الحر يقول أنهم يقيمون على أراضي تركية قريبة من الحدود - هل هذا صحيح؟ وشكرا Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.