اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مناظرة في معني الايمان وحقيقته


عماد النبهاني

Recommended Posts

ذهب جمهور المحققين من الماتريدية - وعلى رأسهم الماتريدي- إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط وذهب بعضهم إلى أنه التصديق بالقلب والإقرار باللسان .

 

وغاية ما استدلوا به على صحة قولهم هو :

-1أن الإيمان في اللغة هو التصديق وهو باق على معناه اللغوي لم ينقل إلى غيره واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [ يوسف:17]

-2أن الكفر ضد الإيمان والكفر هو التكذيب والجحود وهما يكونان بالقلب فكذا ما يضادهما.

 

3-أن الله قد فرق بين الإيمان والأعمال وذلك بما ورد في كثير من الآيات من عطف الأعمال على الإيمان والعطف يقتضي المغايرة .

 

4-أن الله خاطب المؤمنين بالإيمان قبل فرض الأعمال فدل ذلك على عدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان.

 

قال أبو المعين النسفي : " الإيمان في اللغة عبارة عن التصديق فكل من صدق غيره فيما يخبره يسمى في اللغة مؤمنا به ومؤمنا له قال الله تعالى: وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ" أي بمصدق لنا ثم إن اللغوي وهو التصديق بالقلب هو حقيقة الإيمان الواجب على العبد حقا لله تعالى وهو أن يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الله تعالى فمن أتى بهذا التصديق فهو مؤمن فيما بينه وبين الله تعالى ...فمن جعله لغير التصديق فقد صرف الاسم عن المفهوم في اللغة إلى غير المفهوم وفي تجويز ذلك إبطال اللسان وتعطيل اللغة ورفع طريق الوصول إلى اللوازم الشرعية والدلائل السمعية يحققه أن ضد الإيمان هو الكفر والكفر هو التكذيب والجحود وهما يكونان بالقلب فكذا ما يضادهما إذ لا تضاد يتحقق عند تغاير المحلين والذي يدل عليه أن الله تعالى فرق بين الإيمان وبين كل عبادة بالاسم المعطوف عليه ما فرق بين العبادات بالأسماء المعطوفة المفعولة لها على ما قال الله تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ [ التوبة:18]

فقد عطف إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة على الإيمان ولا شك في ثبوت المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يحققه أن الله تعالى خاطب باسم الإيمان ثم أوجب الأعمال على العباد على ما قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة:183] وهذا دليل التغاير وقصر اسم الإيمان على التصديق .

 

وبالوقوف على هذا يثبت بطلان قول من جعل الأعمال إيمانا وهو قول فقهاء الحديث وأكثر متكلميهم" .

والجواب عما ذكروه هو كما يلي:

 

أولا قولهم: إن الإيمان في اللغة هو التصديق وهو باق على معناه لم ينقل إلى غيره ...

والجواب عن ذلك من وجوه:

-1

يقال لهم: "مما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم ولهذا قال الفقهاء الأسماء ثلاثة أنواع : نوع يعرف حده بالشرع كالصلاة والزكاة ونوع يعرف حده باللغة كالشمس والقمر ونوع يعرف حده بالعرف كلفظ القبض ولفظ المعروف في قوله: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [ النساء:19] ونحو ذلك...

فاسم الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ما يراد بها في كلام الله ورسوله وكذلك لفظ الخمر وغيرها... فلو أراد أحد أن يفسرها بغير ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل منه...." .

ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين المراد باسم الإيمان والإسلام والنفاق والكفر " بيانا لا يحتاج معه إلى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد استعمال العرب ونحو ذلك فلهذا يجب الرجوع في مسميات هذه الأسماء إلى بيان الله ورسوله فإنه شاف كاف بل معاني هذه الأسماء معلومة من حيث الجملة للخاصة والعامة بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول ويعلم بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من مقام الإيمان" .

 

-2القول بالترادف بين الإيمان والتصديق غير صحيح بدليل " أنه يقال للمخبر إذا صدق صدقه ولا يقال آمنه ولا آمن به بل يقال آمن له كما قال تعالى فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ [العنكبوت:26] "وقال" فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ [ يونس:83] ففرق بين المعدى بالباء والمعدى باللام فالأول يقال للمخبر به والثاني للمخبر ولا يرد كونه يجوز أن يقال ما أنت بمصدق لنا لأن دخول اللام لتقوية العامل كما إذا تقدم المعمول أو كان العامل اسم فاعل أو مصدرا على ما عرف في موضعه"

كما أن " الفرق بينهما ثابت في المعنى فإن كل مخبر عن مشاهدة أو غيب يقال له في اللغة صدقت كما يقال له كذبت فمن قال السماء فوقنا قيل له صدقت وأما لفظ الإيمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن الغائب فيقال لمن قال طلعت الشمس صدقناه ولا يقال آمنا له فإن أصل معنى الأمن والائتمان إنما يكون في الخبر عن الغائب فالأمر الغائب هو الذي يؤتمن عليه المخبر" .

 

-3وعلى فرض صحة القول بالترادف بين الإيمان والتصديق فإن القول بأن التصديق لا يكون إلا بالقلب أو بالقلب واللسان عنه جوابان:

" أحدهما المنع بل الأفعال تسمى تصديقا كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((العينان تزنيان وزناهما النظر والأذن تزني وزناها الاستماع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والقلب يتمنى ذلك ويشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه)) وكذلك قال أهل اللغة وطوائف من السلف والخلف. قال الجوهري : والصديق مثال الفسيق الدائم التصديق ويكون الذي يصدق قوله بالعمل. وقال الحسن البصري: ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال... .

 

الثاني: أنه إذا كان أصله التصديق فهو تصديق مخصوص كما أن الصلاة دعاء مخصوص والحج قصد مخصوص والصيام إمساك مخصوص وهذا التصديق له لوازم صارت لوازمه داخلة في مسماه عند الإطلاق فإن انتفاء اللازم يقتضي انتفاء الملزوم ويبقى النزاع لفظيا هل الإيمان دال على العمل بالتضمن أو اللزوم " .

 

ثانيا قولهم إن الكفر ضد الإيمان والكفر هو التكذيب والجحود وهما يكونان بالقلب فكذا ما يضادهما .

يقال لهم: " إن لفظ الإيمان في اللغة لم يقابل بالتكذيب كلفظ التصديق فإنه من المعلوم في اللغة أن كل مخبر يقال صدقت أو كذبت ويقال صدقناه أو كذبناه ولا يقال لكل مخبر آمنا له أو كذبنا له ولا يقال أنت مؤمن له أو مكذب له بل المعروف في مقابلة الإيمان لفظ الكفر يقال هو مؤمن أو كافر والكفر لا يختص بالتكذيب بل لو قال أنا أعلم أنك صادق لكن لا أتبعك بل أعاديك وأبغضك وأخالفك لكان كفره أعظم فلو كان الكفر المقابل للإيمان ليس هو التكذيب فقط علم أن الإيمان ليس هو التصديق فقط بل إذا كان الكفر يكون تكذيبا ويكون مخالفة ومعاداة وامتناعا بلا تكذيب فلا بد أن يكون الإيمان تصديقا مع موافقة وموالاة وانقياد لا يكفي مجرد التصديق ....فيجب أن يكون كل مؤمن مسلما منقادا للأمر وهذا هو العمل " .

 

ثالثا: استدلالهم بالآيات الوارد فيها عطف العمل على الإيمان وقولهم إن العطف يقتضي المغايرة.

يقال لهم: إن الإيمان يرد في النصوص مطلق عن العمل ويرد مقرونا بالعمل فأما إذا ورد مطلقا فإنه يكون مستلزما للأعمال إذ لا يمكن تصور وجود إيمان القلب مع انتفاء جميع الأعمال وذلك كقوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا [الحجرات:15] وقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ))وقوله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا)).

وأما إذا عطف العمل على الإيمان فإن العطف هنا لا يقتضي المغايرة بل هو من باب عطف الخاص على العام أو الجزء على الكل وذلك كقولة تعالى حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى [ البقرة:238] وقوله: مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ [ البقرة:98] . ومن هذا الباب قوله تعالى وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ونحوها من الآيات والله تعالى عطف العمل على الإيمان حتى لا يظن أحد أنه يكتفى بإيمان القلب فقط بل لابد معه من العمل الصالح

 

رابعا: قولهم بأن الله خاطب المؤمنين بالإيمان قبل فرض العمل فدل ذلك على عدم دخول الأعمال في مسمى الإيمان.

فيقال لهم :" إن قلتم إنهم خوطبوا به قبل أن تجب تلك الأعمال فقبل وجوبها لم تكن من الإيمان وكانوا مؤمنين الإيمان الواجب عليهم قبل أن يفرض عليهم ما خوطبوا بفرضه فلما نزل إن لم يقروا بوجوبه لم يكونوا مؤمنين ولهذا قال تعالى: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [ آل عمران:97] ولهذا لم يجئ ذكر الحج في أكثر الأحاديث التي فيها ذكر الإسلام والإيمان ...وذلك لأن الحج آخر ما فرض من الخمس فكان قبل فرضه لا يدخل في الإيمان والإسلام فلما فرض أدخله النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان إذا أفرد وأدخله في الإسلام إذا قرن بالإيمان وإذا أفرد" .

 

وبهذا يتبين لنا تهافت قولهم وتساقط استدلالاتهم وأن ما ذهبوا إليه خلاف الحق والصواب

 

فهل من معقب؟؟؟

تم تعديل بواسطه عماد النبهاني
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

أخي العزيز عماد النبهاني

 

هذا الموضوع من القضايا التي قتلت بحثا في منتدى العقاب منذ سنين، ولا نرى فائدة من الرد مرة بعد مرة على أناس أبوا أن يقبلوا بوجود فارق بين الايمان والعمل ويدخلون العمل في مسمى الايمان، ثم هم انفسهم يعودون عن ما يقولون ولا يكفرون الفاسق والعاصي الذي يفعل المنكر (كما فعل الخوارج من قبلهم) وهذا تناقض واضح في المنهجية!!!.

 

ومثله يفعلون في خبر الواحد، فعندهم خبر الواحد يفيد العلم ويؤخذ في الايمان والاعتقاد، ويعتبرون خبر الواحد مثله مثل القرآن ومثل الخبر المتواتر الذي هو قطعي الثبوت، ثم تراهم يعودون ولا يكفرون منكر خبر الواحد كما يفعلون مع منكر الخبر المتواتر، فلماذا؟ وهذا ايضا تناقض واضح في المنهجية!!!

 

المشكلة تكمن في الإصرار من الحنابلة السلفيين على منهج معين يعتمد ظاهر النصوص وأقوال السلف من القرون الثلاثة الأولى، وفي تلك العصور لم تكن العلوم الشرعية ولا اللغوية قد دونت أو بوبت بالشكل الذي حصل لاحقا، فقد اعتمد منهج البحث عند العلماء اللاحقين على التعريفات والاصطلاحات وعلم الحد من أجل تحديد واقع الأشياء من خلال تحديد معناها باستخدام "التعريف"، ولذلك تراهم يفرقون بين الايمان والعمل بناء على التعريف الذي وضعوه وحددوه لكل منهما، وكذلك التفريق بين قطعي الثبوت وظنيه وادراج خبر الواحد تحت مسمى ظني الثبوت. وهكذا منهجهم.

 

ومنهج الحنابلة وأهل الحديث يعتمد منهجية أخرى في ذلك، فهم من جهة يرددون ألفاظا واصطلاحات (الايمان والاعتقاد وخبر الواحد والمتواتر والقطعي والظني) استخدمها الفقهاء والأصوليون وعلماء الكلام وفق منهجية معينة، ولكن استخدام مدرسة الحنابلة لهذه الألفاظ والمصطلحات يكون بشكل مختلف ومغاير، بأن يحاولوا استخراج معناها من أحاديث الرسول عليه السلام وأقوال الصحابة والتابعين وغيرهم من "السلف"، فيما أن ذلك يعتبر منهجية غير صحيحة في البحث.

 

فالرسول عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الشريف (الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل) فيجعلون هذا الحديث هو العمدة والأساس في تعريف الايمان، ولو دققوا للاحظوا أن رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحابته والتابعين لم يعتنوا في أقوالهم ولم يكن همهم الانشغال بالتعريفات والاصطلاحات الكلامية التي عرفت في العصور اللاحقة.

 

ولذلك فهناك خلط منهجي في البحث عند الحنابلة والسلفيين يقعون فيه دائما عند نقاش غيرهم، فما لم يحرر الباحث موضع الخلاف فلن يصل معهم إلى نتيجة ذات بال وسيظل الدوران في حلقة مفرغة، وعلى ذلك فالموضوع هو المنهجية وليس الرد على تعريف هنا أو هناك أو راي لهم هنا أو هناك، والحل معهم يكون بتحديد المنهج الصحيح للبحث وليس خلط الحابل بالنابل.

 

هذا بشكل عاجل، ولكي لا يقول المتابعون أنه لا يوجد للمنتدى رد على مثل هذه القضايا.

 

والله الموفق وعليه التكلان

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

أوردت ردا على موضوع مشابه تحت عنوان :

 

وأود ذكر الرد هنا للفائدة:

 

السلام عليكم

 

بارك الله فيك أخي حليم على تصويبك

 

قول الحسن البصري (الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل) وإنكار كونه حديثا

 

ذُكِر هذا القول لشهرته ولاستدلال الناس به، وهناك من الأحاديث الكثيرة ما تؤيد معناه ، وهو قول يختصر مضمون استدلال الحنابلة

 

ومنهجيتهم في التعريف كما ذكرنا في التعقيب ما قالوه:

 

 

ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين المراد باسم الإيمان والإسلام والنفاق والكفر " بيانا لا يحتاج معه إلى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد استعمال العرب ونحو ذلك فلهذا يجب الرجوع في مسميات هذه الأسماء إلى بيان الله ورسوله فإنه شاف كاف بل معاني هذه الأسماء معلومة من حيث الجملة للخاصة والعامة بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول ويعلم بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من مقام الإيمان"

 

وهم يعنون بذلك أن للايمان معنى شرعيا بينته النصوص لا يجوز العدول عنه، ولذلك لا يستدل على معنى الايمان من اللغة ولا من غيرها

 

ولكن المدقق في النصوص الشرعية التي ورد فيها ذكر الايمان لا يتوصل إلى ما توصلوا إليه، ذلك أنهم لا يعملون كل النصوص بل يستنتجون من بعضها ويتركون النصوص الأخرى، وهذه منهجيتهم في البحث عادة، ولذلك ترى لهم في مواطن مختلفة أكثر من راي في المسألة الواحدة لاستنادهم إلى نصوص معينة في كل موطن.

 

أما علماء الماتوريدية من أهل السنة الذين ردوا عليهم واعتبروا رايهم :

 

 

وبهذا يتبين لنا تهافت قولهم وتساقط استدلالاتهم وأن ما ذهبوا إليه خلاف الحق والصواب

 

فهذا يكون صحيحا إذا كان للايمان معنى شرعيا نقل من معناه اللغوي إلى معنى شرعي ونسخ المعنى اللغوي، وهذا بحاجة إلى إثبات منهم وهو ما لم يحصل هنا، بل تم ذكر الكلام مجملا.

 

والحاصل أن النصوص الشرعية تفرق بين معنى الايمان والإسلام ويستخدم الايمان أحيانا بمعنى الإسلام والعكس بالعكس، ويذكر العلماء قاعدة في ذلك (إذا اجتمعا تفرقا وإذا تفرقا اجتمعا) بمعنى أن معنى الإسلام يدخل فيه الايمان إذا لم يجتمعا في نفس النص والعكس بالعكس.

 

انظر قوله تعالى : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم)،فهذه الآية تدل على أن أعمال الإسلام من صلاة وصيام وزكاة ليست من الايمان ولكنها من مقتضيات الإسلام ، وأن الايمان هو عمل قلبي وهؤلاء الأعراب لم يدخل الايمان في قلوبهم بعد.

 

وبالتالي ترى النصوص الشرعية تدخل أحيانا الأعمال في مسمى الايمان في قوله تعالى: (ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم) لأن لفظ الايمان والإسلام لم يجتمعا في نفس النص.

 

وهذا هو الإشكال لدى الحنالة والسلفيين وأهل الحديث، وهو ما اعترضنا عليه في منهجيتهم في البحث، ثم يرمون أقوال غيرهم بالتهاتفت والتساقط ومخالفة الحق والصواب،

 

ندعو الله لهم بالهداية والرشاد، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه وهم أهل حديث ورواية وليسوا اهل فقه واجتهاد ولا علماء في العقيدة.

 

والحمد لله رب العالمين

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

حياك الله أخي عماد وبارك الله فيك

 

استدراك اسم الموضوع المشابه حيث سقط ذكره من المشاركة السابقة

 

حيث أن عنوان الموضوع هو : "بحث متعلق بخبر الاحاد ارجو الاطلاع عليه" في القسم الفكري

 

ولكم تحياتي

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله بكم جميعا، وجزاك الله خيرا أخي يوسف على ما تفضلت به، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتابي في هذا الموضوع يفصل فيه تفصيلا القول الفصل في مفهوم الإيمان شرعا

 

عند الوصول لهذا الموقع، يرجى التسجيل به باستعمال ايميل، وكلمة دخول، وهو موقع فيه الملايين من الكتب

 

لتحميل الكتاب يطلب منك الموقع رفع أي ورقة أو كتاب أو أي شيء، مع إعطاء بعض التفاصيل عن المادة المرفوعة ثم يمكنك تحميل الكتاب

 

موقع آخر يمكن التحميل من خلاله هو

 

القول الفصل في مفهوم الإيمان شرعا

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...