اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

عثمان بخاش: قراءة في الوضع السوري


Recommended Posts

قراءة في الوضع السوري

 

عثمان بخاش

 

المعطيات القريبة المتمثلة بالاعلان الايراني المكشوف عن الدفاع عن نظام الاسد ، وتصريح حسن نصر الله بان أصدقاء النظام السوري لن يسمحوا بسقوطه، ودخول حزب الله ليكون طرفا مباشرا في الدفاع عن نظام الاسد البعثي الطاغوتي الفرعوني، ما مكن عصابات الاسد من استعادة بعض المبادرة الميدانية في ريف القصير وفي ريف دمشق، ومكن بشار من الخروج من جحره للظهور الاعلامي السريع قبل العودة اليه،

بينما من جهة أخرى نسمع عن تصريحات متكررة للساسة الامريكان باعادة النظر في خيارات التدخل ، و تقديم المزيد من المساعدات غير القتالية لقوات سليم ادريس، في حين اعطت الجامعة العربية الضوء الأخضر للدول العربية بتقديم السلاح للثوار،

 

كل هذا يؤشر الى دخول الساحة السورية في حرب استنزاف مهلكة مدمرة يترتب عليها

1- إطالة زمن الصراع المهلك بما يترتب عليه من تدمير واسع لمقومات الدولة والمجتمع في سوريا بحيث يحتاج نظام ما بعد الأسد الى طاقات وقدرات تستغرق عقدا من الزمن لاعادة البناء

2- بما يترتب عليه من إنهاك قوى الثورة، وهذا يمهد لادخال الثوار إلى بيت الطاعة الأمريكي للقبول بما يعرض عليهم من"حل سياسي" يطبخ في واشنطن

3- ويترتب عليه توريط حزب الله في المستنقع السوري ما يؤدي، بل قد حصل هذا، حتما إلى نزع هالة "المقاومة" التي بنى عليها رصيده السياسي والشعبي، وهذا كله يؤدي الى استنزاف قدراته واتلمهيد للجم دوره وبالتالي القبول بالسقف الأمريكي لتحركه ضمن الساحة اللبنانية فحسب دون طموحات خارجية

4- كما يزيد من خطر الصدام السني – الشيعي بما يحمل في طياته من امكانية اقتتال بين المسلمين لا يبقي ولا يذر ليس فقط على مستوى سوريا بل يتعداها الى دول الجوار والمنطقة برمتها

ولكن بسبب خشية أمريكا- وإسرائيل- من وقوع بعض السلاح الكيماوي في أيدي منظمات الثوار فمن المرجح ان تقوم أمريكا بعمليات جراحية تستهدف نزع هذا السلاح او تعطيله، فإذا ما أمنت ذلك، لم يهمها بعدها استمرار النزيف السوري لسنوات أخر حتى تحقق ما تبتغيه من ضمان عهد ما بعد الاسد الهالك

 

أما ما يروج من اقاويل وتخوف من سعي عصابة الأسد الى اقامة كيان علوي في المنطقة العلوية وصولا الى الساحل ، كما يدل على ذلك مسلسل المجازر التي ترتكب، وقد يكون هناك المزيد منها في غضون الأسابيع القادمة، فضلا عن تهجير سنة حمص وغيرهم من الجيوب السنية، ففي قرائتنا نستبعد وقوع هذا فأمريكا لا تريد الان ولا تقبل بتزعزع الكيان التركي الذي يقوده حليفها اردوغان ومن معه من "المسلمين المعتدلين"،

فمن المعروف ان العلويين في تركيا يشكلون اضعاف اضعاف ما في سوريا، واقامة اي كيان علوي في سوريا يعني تحريك نزعات الانفصال عند علوي تركيا وهذا ما لن تسمح به امريكا على الاقل في المدى المنظور....هذا لا ينفي ان امريكا تريد على المدى البعيد تفتيت المنطقة كلها على اسس عرقية اثنية طائفية، ولكننا نتكلم عن المدى المنظور الان فمصالح السياسة الامريكية تقتضي الحفاظ على النظام التركي كما هو بل وتعزيزه ليكون منطلقا لها الى بقية العالم العربي السني، بعد أن فشل رهانها على النظام الايراني الشيعي.....

اما النظام الايراني فتستخدمه امريكا ليكون فزاعة الخليج ولرهن نفط الخليج لمصانع السلاح الامريكية ، على أن يكون له بعض الفتات في الكعكة العراقية....وعندما تحسم أمريكا وضع سوريا، اذا قدر لها ذلك، ستفرض على الايرانيين القبول بقواعد اللعبة وعدم التصادم مع مصالحها......

وأما روسيا فهي اقل حيلة من ان تلعب دورا مؤثرا في انهاء الوضع السوري، وأمريكا انما تتخذها مطية لتحقيق مآربها، فنظام بشار الأسد، كنظام أبيه من قبل، هو بحماية أمريكا،

ومن الطبيعي أن تسعى الدول الاوروبية إلى انتزاع حصة من الكعكة السورية عبر عملائهم المحليين على شاكلة الاردن ودول الخليج....

هذا الصراع الدولي الشرس يفسر لماذا تتميز الثورة السورية عن سابقاتها في بلاد "الربيع العربي" الذي تم احتواؤه في مصر وتونس وليبيا واليمن، بحيث لم تخرج هذه البلاد عن التبعية الغربية ، فما زال الغرب مهيمنا على تفاصيل النشاط السياسي والاقتصادي في هذه الدول ولم يثمر الربيع العربي الفجر الاسلامي المترقب....

وواضح لكل ذي بصيرة أن انتصار ثورة الشام يتطلب تكاتف جهود الأمة جميعا ، وهنا نذكّر ان دحر هجمتي التتار والصليبيين انما تم بعد ان توحدت قيادة المسلمين من مصر الى سوريا،

فيا أبناء الكنانة هل لكم أن تعيدوا أمجاد اسلافكم فتهبوا لنصرة أهلكم واخوانكم في الشام المباركة؟؟

ويا أهل الاردن الى متى تكتفون بمتابعة اخبار اهلكم في الشام بينما قوات الصليبيين تصول وتجول في أرضكم

ويا اهلنا في الحجاز والجزيرة العربية الى متى تصمتون عن اجرام حكامكم الذين سلطوا ملة الكفر لنهب ثرواتنا وانفاق عشرات المليارات على خردة من الحديد لا تسمن ولا تغني من جوع، فكل هذه الجيوش لم تجاهد يوما، ولا ساعة في سبيل نصرة دين الله

 

ويا أهلنا في تركيا، يا أحفاد العثمانيين الذين دقوا أبواب فيينا مرتين، ما لكم تصمّون اذانكم عن تطنيش قادتكم عن نصرة اهلكم في الشام

وفي الوقت الذي تسلل فيه اليأس والقنوط إلى نفوس البعض وهو أمر نهى الله عباده عنه بقوله :" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" " (الزمر :53)

و قد تكفل الله – عز وجل - بنصر عباده المؤمنين في الشام كما جاء في كثير من أحاديث الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، نختارمنها:"عن عبدالله بن حوالة أنه قال: يارسول الله اكتب لي بلدا اكون فيه فلو أعلم انك تبقى لم اختر على قربك قال: (عليك بالشام – ثلاثا) فلما رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – كراهيته للشام قال: (هل تدرون مايقول الله عز وجل؟ يقول : انت صفوتي من بلادي ادخل فيك خيرتي من عبادي...... واليك المحشر ورايت ليلة اسري بي عمودا أبيض كانه لؤلؤ تحمله الملائكة قلت : ما تحملون؟ قالوا : نحمل عمود الاسلام أمرنا أن نضعه بالشام وبينما أنا نائم رأيت كتابا اختلس من تحت وسادتي فظننت ان الله تخلى من أهل الارض فاتبعت بصري فاذاهو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام فمن أبى أن يلحق بالشام فليلحق بيمنه وليستق من غدره فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) (محمد:7)

5-5-2013م

 

 

https://www.facebook.com/osman.bakhach.9/posts/165569613604852

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...