Jump to content
منتدى العقاب

الإرهاب الأمريكي في أرض الشام..ما هي نهايته؟!حلقات/ حمد طبيب


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الإرهاب الأمريكي في أرض الشام.. ما هي نهايته؟!

 

listen.gifprint.gifgroup.png

 

الحلقة الأولى

 

 

 

إن الناظر والمتابع لما يجري على أرض الشام في الأسابيع القليلة الماضية، يرى أن أمريكا ومن يساندها من المجتمع الدولي، ومن يحالفها من دول المنطقة بالإضافة إلى عميلها وأداة بطشها في أرض الشام، يرى أنها قد زادت من إجرامها وبطشها وتنكيلها بأهل الشام الصابرين المرابطين المحتسبين لله عز وجلّ..

 

والسبب في زيادة البطش والإجرام ضد أهل الشام هو مخاوف أمريكا وشعورها بقرب انهيار النظام نتيجة قسوة الضربات من قِبَل الثورة، ونتيجة الوهن الذي أصاب جيش الطاغية ووحداته الخاصة، ونتيجة الانهيار الاقتصادي داخل الشام، ومع هذه المخاوف فإن أمريكا لم ترتب الأمور لما بعد النظام، ولم تنجح حتى الآن في ضمان سير الأمور؛ بحيث لا تخرج عن السيطرة، وذلك لأسباب عدة منها:-

 

1- ضعف فرق الجيش الحر الموالية لها داخل سوريا، مقابل الكتائب والألوية الكثيرة من المجاهدين الخارجين عن سياستها وسيطرتها.

 

2- تعدد الولاءات السياسية داخل الائتلاف السوري، وضعف التأييد الشعبي له داخل الشام، وقلة الفرق العسكرية المحسوبة عليه داخل الشام، وقد ورد هذا على لسان أكثر من مسئول أمريكي وأوروبي؛ فقد ذكرت وزيرة خارجية أمريكا كلينتون في 30-10-2012؛ أي قبل ترتيب مؤتمر الدوحة لتوسيع المعارضة.. "أن المجلس الوطني السوري يواجه فشلا كبيرا في استقطاب الداخل السوري، ولذلك يجب توسيع المعارضة وإشراك قيادات من الداخل.."، ثم أضافت: "أن هناك تزايداً ملحوظاً لنفوذ الجماعات الإسلامية والجهادية، في التطورات النوعية التي شهدتها سوريا خلال الأسابيع الأخيرة."

 

ونقلت عنها وسائل الإعلام في 15-11-2012 قولها: "أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة السورية، فالمعلومات حول متطرفين يتوجهون إلى سوريا، ويعملون على تحويل مسار - ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي- لصالحهم، مما يثير قلق الولايات المتحدة، ويحتم إجراء إصلاح جذري للمعارضة السورية".

 

3- وقد زاد الطين بلة ما جرى في جبل قاسيون قبل أيام، وأخفت الحكومة السورية حقيقته؛ حيث تسربت أخبار من داخل اللواء (104-105) الذي قصفته أمريكا وكيان يهود؛ بالصواريخ والطائرات من الجو والبر والبحر، هذه الأخبار توحي بأن تذمرا كبيرا كان يسود داخل هذين اللواءين وألوية أخرى من جنسها...، فأرادت أمريكا ونظام بشار أن يسكت مثل هذا التذمر نتيجة استمرار الحرب، وكثرة الدمار والخراب، وخرق قوانين الحرب بالمذابح الجماعية وغير ذلك.. وخاصة بعدما جرى في مذابح بانياس..

 

وأرادت كذلك أن تقضي على ترسانة الأسلحة المتطورة داخل هذه المنطقة الحساسة.

 

وقد أرادت أمريكا أن تحقق أكثر من هدف -بالإضافة إلى ما ذكر- تحت غطاء ضربة يهودية لأسلحة تنقل إلى حزب الله..

 

ومن أهداف أمريكا التي أرادت تحقيقها من هذه العملية الإجرامية:-

 

1- أرادت أمريكا أن ترسل رسالة إلى فرق الجيش السوري؛ بأن أية عملية تململ أو انشقاق لصالح الثوار المخلصين المناوئين لسياسات أمريكا، سيكون مصيرها المصير نفسه كما حصل للألوية في جبل قاسيون، وذلك قبل إجراء الحل السياسي الذي تريده هي عن طريق الائتلاف السوري والجيش الحرّ الموالي لسياساتها..

 

2- أرادت أن ترسل رسالتين؛ الأولى إلى دول العالم بشكل عام؛ أن أمريكا يدها طويلة وتستطيع أن تناور على أكثر من صعيد في الموضوع السوري وتستطيع -في حال فشلها بالطرق السياسية- أن تفرض الحلول بالقوة عن طريقها وبمساعدة حلفائها الدوليين والإقليميين، لذلك بدأت أمريكا تلوّح بالحل السياسي أو العسكري إذا فشل الحل السياسي، وذلك تحت غطاء وذريعة استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام أو المعارضة، وأن جميع الخيارات مفتوحة إذا استخدم هذا السلاح، فقد جاء في تصريح للرئيس الأمريكي في 26/4/2013 قال فيه: (إن استخدام أسلحة كيماوية يمكن أن يؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة"، وصرح في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي في 17/5/2013 فقال: (إن استخدام السلاح الكيماوي هو «خط أحمر»، وقال بأن الولايات المتحدة على استعداد لاتخاذ «تدابير إضافية» عند الضرورة، "سواء دبلوماسية أو عسكرية"، لأن هذه الأسلحة الكيميائية في سوريا تهدد أيضاً أمننا على المدى البعيد، وكذلك أمن حلفائنا وجيراننا."

 

والرسالة الثانية هي لدول أوروبا بالذات؛ مفادها أن هناك خطراً يتهدد كيان يهود، وهذه العملية إشارة واضحة، فعلى المجتمع الدولي -وخاصة أوروبا- أن تتحرك لإنقاذ الوضع بالحلول السياسية، وقد جاءت حركة رئيس الوزراء اليهودي بعد العملية مباشرة إلى عدة دول لإثارة الأمر، وحث المجتمع الدولي للتحرك السريع لدرء الخطر عن كيان يهود، حيث صرح نتانياهو في (منتجع سوتشي) الروسي 15-5-2013 في لقاء مشترك مع الرئيس الروسي فقال: (المصلحة المشتركة في استقرار الوضع في المنطقة، وفي إيجاد سبل التعاون مع موسكو للوصول إلى الاستقرار المنشود... وقال أيضا: (إن السبيل الوحيد لمنع تنفيذ السيناريو السلبي (في سورية) هو الوقف الفوري للنزاع المسلح والتحول للحل السياسي، ومن المهم في هذه المرحلة الامتناع عن القيام بأي أعمال تؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر).

 

فقصة الأسلحة هذه التي تذرع بها كيان يهود لم تكن سوى ذريعة دولية، وغطاء دولي لما قامت به أمريكا من مناورة سياسية بالطريق العسكري للأهداف التي ذكرنا، وهناك عدة مؤشرات تدلل على هذا الأمر بالإضافة لما تسرب من أخبار من داخل اللواء، ولما ورد على ألسنة الخبراء والمحللين السياسيين والعسكريين؛ من هذه المؤشرات:

 

أولا: أن عملية القضاء على نقل الأسلحة، لا تحتاج إلى تدمير لواء كامل، وتدمير مخازنه ومعداته العسكرية بشكل شبه كامل، فمثل هذا العمل بهذا الحجم في هذه المنطقة الحساسة، والتي تعتبر عرين الأسد، هو أبعد من مسألة نقل أسلحة إلى حزب الله أو غيره.

 

الأمر الثاني هو: لماذا هذا اللواء بالذات، فهناك ألوية أخرى في جبل قاسيون، فلماذا لم تضرب، ولم تخش حكومة اليهود من تسرب الأسلحة منها؟!

 

الأمر الثالث: إن هناك عملية مشابهة جرت قبل هذه العملية؛ عمل كيان يهود على ضرب الأسلحة أثناء حملها إلى لبنان داخل البقاع اللبناني، وليس داخل معقل النظام، وفي النقاط الحساسة والمهمة له.

 

الأمر الرابع: أن بعض الخبراء العسكريين مثل اللواء الأردني المتقاعد (فايز الدويري) قد أكد مشاركة صواريخ كروز الأمريكية وتوما هوك بعيدة المدى من البحر في هذه العملية حيث ذكر في تصريح لوسائل الإعلام بتاريخ 7/5/2013 (...أن الغارة "الإسرائيلية" الأخيرة شاركت في القيام بها 10 مقاتلات، وتم إطلاق حوالي 40 صاروخًا.. وأوضح أن من بين تلك الصواريخ المستخدمة صواريخ "كروز وتوماهوك" الأمريكية بعيدة المدى، حيث طالت موقع قرب جبل قاسيون، الذي يعد ثكنة عسكرية كبيرة، توجد فيه ألوية للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ومخازن أسلحة كبيرة... ولفت الخبير الإستراتيجي إلى أن الأقمار الاصطناعية "الإسرائيلية" والغربية تتابع بصورة مستمرة ودقيقة الساحة السورية طوال الوقت... وقال: إن وجود طائرات مقاتلة بهذا التشكيل كان من الطبيعي أن ترصده رادارات النظام السوري، ويتم إنذار الدفاع الجوي للقيام بالردّ، وأشار مراقبون إلى أن عدم حدوث ذلك يضع علامات استفهام حول الموقف الحقيقي لنظام بشار من مثل هذه الغارات... ولفت الدويري إلى أن تنفيذ هذه الغارات ربما يكون له هدف آخر متعلق بالجانب الأمريكي الذي أراد أن يعرف رد فعل النظام السوري إذا ما فكر الغرب القيام بتدخل عسكري في سوريا وسط مخاوف من وقوع خسائر...).

 

 

يتبع....

 

 

حمد طبيب

 

 

 

 

 

20 من رجب 1434

الموافق 2013/05/30م

 

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإرهاب الأمريكي في أرض الشام.. ما هي نهايته؟!

الحلقة الأولى

 

إن الناظر والمتابع لما يجري على أرض الشام في الأسابيع القليلة الماضية، يرى أن أمريكا ومن يساندها من المجتمع الدولي، ومن يحالفها من دول المنطقة بالإضافة إلى عميلها وأداة بطشها في أرض الشام، يرى أنها قد زادت من إجرامها وبطشها وتنكيلها بأهل الشام الصابرين المرابطين المحتسبين لله عز وجلّ..

 

والسبب في زيادة البطش والإجرام ضد أهل الشام هو مخاوف أمريكا وشعورها بقرب انهيار النظام نتيجة قسوة الضربات من قِبَل الثورة، ونتيجة الوهن الذي أصاب جيش الطاغية ووحداته الخاصة، ونتيجة الانهيار الاقتصادي داخل الشام، ومع هذه المخاوف فإن أمريكا لم ترتب الأمور لما بعد النظام، ولم تنجح حتى الآن في ضمان سير الأمور؛ بحيث لا تخرج عن السيطرة، وذلك لأسباب عدة منها:-

 

1- ضعف فرق الجيش الحر الموالية لها داخل سوريا، مقابل الكتائب والألوية الكثيرة من المجاهدين الخارجين عن سياستها وسيطرتها.

 

2- تعدد الولاءات السياسية داخل الائتلاف السوري، وضعف التأييد الشعبي له داخل الشام، وقلة الفرق العسكرية المحسوبة عليه داخل الشام، وقد ورد هذا على لسان أكثر من مسئول أمريكي وأوروبي؛ فقد ذكرت وزيرة خارجية أمريكا كلينتون في 30-10-2012؛ أي قبل ترتيب مؤتمر الدوحة لتوسيع المعارضة.. "أن المجلس الوطني السوري يواجه فشلا كبيرا في استقطاب الداخل السوري، ولذلك يجب توسيع المعارضة وإشراك قيادات من الداخل.."، ثم أضافت: "أن هناك تزايداً ملحوظاً لنفوذ الجماعات الإسلامية والجهادية، في التطورات النوعية التي شهدتها سوريا خلال الأسابيع الأخيرة."

 

ونقلت عنها وسائل الإعلام في 15-11-2012 قولها: "أنها تنتظر من المعارضة السورية أن تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة السورية، فالمعلومات حول متطرفين يتوجهون إلى سوريا، ويعملون على تحويل مسار - ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي- لصالحهم، مما يثير قلق الولايات المتحدة، ويحتم إجراء إصلاح جذري للمعارضة السورية".

 

3- وقد زاد الطين بلة ما جرى في جبل قاسيون قبل أيام، وأخفت الحكومة السورية حقيقته؛ حيث تسربت أخبار من داخل اللواء (104-105) الذي قصفته أمريكا وكيان يهود؛ بالصواريخ والطائرات من الجو والبر والبحر، هذه الأخبار توحي بأن تذمرا كبيرا كان يسود داخل هذين اللواءين وألوية أخرى من جنسها...، فأرادت أمريكا ونظام بشار أن يسكت مثل هذا التذمر نتيجة استمرار الحرب، وكثرة الدمار والخراب، وخرق قوانين الحرب بالمذابح الجماعية وغير ذلك.. وخاصة بعدما جرى في مذابح بانياس..

 

وأرادت كذلك أن تقضي على ترسانة الأسلحة المتطورة داخل هذه المنطقة الحساسة.

 

وقد أرادت أمريكا أن تحقق أكثر من هدف -بالإضافة إلى ما ذكر- تحت غطاء ضربة يهودية لأسلحة تنقل إلى حزب الله..

 

ومن أهداف أمريكا التي أرادت تحقيقها من هذه العملية الإجرامية:-

 

1- أرادت أمريكا أن ترسل رسالة إلى فرق الجيش السوري؛ بأن أية عملية تململ أو انشقاق لصالح الثوار المخلصين المناوئين لسياسات أمريكا، سيكون مصيرها المصير نفسه كما حصل للألوية في جبل قاسيون، وذلك قبل إجراء الحل السياسي الذي تريده هي عن طريق الائتلاف السوري والجيش الحرّ الموالي لسياساتها..

 

2- أرادت أن ترسل رسالتين؛ الأولى إلى دول العالم بشكل عام؛ أن أمريكا يدها طويلة وتستطيع أن تناور على أكثر من صعيد في الموضوع السوري وتستطيع -في حال فشلها بالطرق السياسية- أن تفرض الحلول بالقوة عن طريقها وبمساعدة حلفائها الدوليين والإقليميين، لذلك بدأت أمريكا تلوّح بالحل السياسي أو العسكري إذا فشل الحل السياسي، وذلك تحت غطاء وذريعة استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام أو المعارضة، وأن جميع الخيارات مفتوحة إذا استخدم هذا السلاح، فقد جاء في تصريح للرئيس الأمريكي في 26/4/2013 قال فيه: (إن استخدام أسلحة كيماوية يمكن أن يؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة"، وصرح في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي في 17/5/2013 فقال: (إن استخدام السلاح الكيماوي هو «خط أحمر»، وقال بأن الولايات المتحدة على استعداد لاتخاذ «تدابير إضافية» عند الضرورة، "سواء دبلوماسية أو عسكرية"، لأن هذه الأسلحة الكيميائية في سوريا تهدد أيضاً أمننا على المدى البعيد، وكذلك أمن حلفائنا وجيراننا."

 

والرسالة الثانية هي لدول أوروبا بالذات؛ مفادها أن هناك خطراً يتهدد كيان يهود، وهذه العملية إشارة واضحة، فعلى المجتمع الدولي -وخاصة أوروبا- أن تتحرك لإنقاذ الوضع بالحلول السياسية، وقد جاءت حركة رئيس الوزراء اليهودي بعد العملية مباشرة إلى عدة دول لإثارة الأمر، وحث المجتمع الدولي للتحرك السريع لدرء الخطر عن كيان يهود، حيث صرح نتانياهو في (منتجع سوتشي) الروسي 15-5-2013 في لقاء مشترك مع الرئيس الروسي فقال: (المصلحة المشتركة في استقرار الوضع في المنطقة، وفي إيجاد سبل التعاون مع موسكو للوصول إلى الاستقرار المنشود... وقال أيضا: (إن السبيل الوحيد لمنع تنفيذ السيناريو السلبي (في سورية) هو الوقف الفوري للنزاع المسلح والتحول للحل السياسي، ومن المهم في هذه المرحلة الامتناع عن القيام بأي أعمال تؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر).

 

فقصة الأسلحة هذه التي تذرع بها كيان يهود لم تكن سوى ذريعة دولية، وغطاء دولي لما قامت به أمريكا من مناورة سياسية بالطريق العسكري للأهداف التي ذكرنا، وهناك عدة مؤشرات تدلل على هذا الأمر بالإضافة لما تسرب من أخبار من داخل اللواء، ولما ورد على ألسنة الخبراء والمحللين السياسيين والعسكريين؛ من هذه المؤشرات:

 

أولا: أن عملية القضاء على نقل الأسلحة، لا تحتاج إلى تدمير لواء كامل، وتدمير مخازنه ومعداته العسكرية بشكل شبه كامل، فمثل هذا العمل بهذا الحجم في هذه المنطقة الحساسة، والتي تعتبر عرين الأسد، هو أبعد من مسألة نقل أسلحة إلى حزب الله أو غيره.

 

الأمر الثاني هو: لماذا هذا اللواء بالذات، فهناك ألوية أخرى في جبل قاسيون، فلماذا لم تضرب، ولم تخش حكومة اليهود من تسرب الأسلحة منها؟!

 

الأمر الثالث: إن هناك عملية مشابهة جرت قبل هذه العملية؛ عمل كيان يهود على ضرب الأسلحة أثناء حملها إلى لبنان داخل البقاع اللبناني، وليس داخل معقل النظام، وفي النقاط الحساسة والمهمة له.

 

الأمر الرابع: أن بعض الخبراء العسكريين مثل اللواء الأردني المتقاعد (فايز الدويري) قد أكد مشاركة صواريخ كروز الأمريكية وتوما هوك بعيدة المدى من البحر في هذه العملية حيث ذكر في تصريح لوسائل الإعلام بتاريخ 7/5/2013 (...أن الغارة "الإسرائيلية" الأخيرة شاركت في القيام بها 10 مقاتلات، وتم إطلاق حوالي 40 صاروخًا.. وأوضح أن من بين تلك الصواريخ المستخدمة صواريخ "كروز وتوماهوك" الأمريكية بعيدة المدى، حيث طالت موقع قرب جبل قاسيون، الذي يعد ثكنة عسكرية كبيرة، توجد فيه ألوية للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ومخازن أسلحة كبيرة... ولفت الخبير الإستراتيجي إلى أن الأقمار الاصطناعية "الإسرائيلية" والغربية تتابع بصورة مستمرة ودقيقة الساحة السورية طوال الوقت... وقال: إن وجود طائرات مقاتلة بهذا التشكيل كان من الطبيعي أن ترصده رادارات النظام السوري، ويتم إنذار الدفاع الجوي للقيام بالردّ، وأشار مراقبون إلى أن عدم حدوث ذلك يضع علامات استفهام حول الموقف الحقيقي لنظام بشار من مثل هذه الغارات... ولفت الدويري إلى أن تنفيذ هذه الغارات ربما يكون له هدف آخر متعلق بالجانب الأمريكي الذي أراد أن يعرف رد فعل النظام السوري إذا ما فكر الغرب القيام بتدخل عسكري في سورياوسط مخاوف من وقوع خسائر...).

 

يتبع....

 

 

حمد طبيب

20 من رجب 1434

الموافق 2013/05/30م

 

الرابط

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_25842

Link to comment
Share on other sites

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإرهاب الأمريكي في أرض الشام ما هي نهايته

 

listen.gifprint.gifgroup.png

 

 

الحلقة الثانية

 

 

 

4- القلاقل السياسية، التي أحدثها موضوع طول المدة في الثورة، وتأثير ذلك على عملاء أمريكا من دول المنطقة وخاصة تركيا وإيران والعراق وحزب الله.. حيث بدأ التململ داخل المعارضة التركية ضد الحكومة بقيادة (الأحزاب اليسارية)، وبدأ توجيه النقد للحكومة بسبب تدخلاتها في سوريا وزاد هذا الأمر بعد عملية الريحانية داخل حدود تركيا، وأيضاً ما أحدثته الثورة السورية من تأثير على أحداث العراق، ومحاولات المناوئين لسياسات أمريكا خلع المالكي وزعزعة حكمه..

وفي إيران دعت أحزاب المعارضة إلى عدم تدخل إيران في الموضوع السوري، بسبب تأثير ذلك على الاقتصاد الإيراني، وفي لبنان خرجت أصوات عديدة داخل حزب الله وداخل لبنان، توجه انتقادات لاذعة إلى القيادة السياسية لحزب الله...

 

ففي 15-5-2013 صرح زعيم المعارضة التركية (كليتشدار أوغلو) لوسائل الإعلام التركية -أي بعد التفجيرات الأخيرة في مدينة الريحانية- فقال: (إن أردوغان هو المسئول عن التفجيرات بسبب مواقف حكومته تجاه الأزمة السورية، ووصف مقاتلي المعارضة السورية بـ«الإرهابيين»، متهماً الحكومة التركية بتسليحهم وإرسالهم إلى سوريا)، وفي الوقت نفسه اتهم (إردوغان) المعارضة التركية بأنها هي السبب فقال: (نحن نقف إلى جانب الضحايا، فعلى عكس حزب المعارضة واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض بتحريض سكان الريحانية ضد اللاجئين السوريين لإجبارهم على مغادرة تركيا، وقال: (إن حزب الشعب الجمهوري وحزب التيار القومي لديهما مواقف متشابهة في هذا الإطار).

 

أما العراق؛ فقد صرح ( المالكي) أكثر من مرة بأن أحداث سوريا سيكون لها مردود سلبي على الدول المجاورة خاصة العراق، ففي خبر نقله تلفزيون الفرات العراقي 18-5-2013 (حذر رئيس الوزراء نوري المالكي من خطورة الأوضاع الجارية في المنطقة، مؤكدا استعداد العراق لوضع كل إمكاناتها من أجل إنجاح أي مجهود ينقذ سوريا من الوضع الحالي؛ جاء ذلك خلال لقائه وفدا من الكونغرس الأمريكي).

 

وفي 28/2/2013 حذر وزير الخارجية الألماني الأسبق (يوشكا فيشر)، في تصريح له لإحدى وكالات الأنباء الألمانية نشرته: (صحيفة "سوددويتشيه تزايتونغ" الألمانية: (بأن سوريا تتجه إلى حرب أهلية طاحنة، محذرا من تداعياتها على جيرانها وعلى رأسهم الأردن والعراق ولبنان).

 

وفي دراسة موضوعية أجرتها مجلة السياسة الكويتية في11/2/2013 جاء فيها -نقلا عن مسئولين وسياسيين من عدة دول: (وزير خارجية تركيا سابقا (شكري الك داغ) قال: (إن الأزمة السورية ستنتقل بلا شك إلى العراق وقد لا تتوقف عنده, انفرد برأيه أنور اويمن وزير خارجية تركيا سابقا قائلاً: إن الأزمة السورية لن تؤثر على سورية ولبنان فقط، بل سوف تنتقل إلى جميع الدول المجاورة..."، ورأى (برهان غليون) -رئيس المجلس الوطني السوري المعارض سابقا- إن المالكي وحسن نصر الله لا يفعلان إلا تكرار ما يفعله الأسد مع شعبه، من جانبها قالت النائبة العراقية (ندى الجبوري): (حسب المؤشرات في سورية؛ فإن تداعيات الأزمة سوف تنتقل إلى العراق ولبنان وحتى إلى الأردن..)، في حين قال د. (غازي فيصل حسين) -سفير العراق في باريس سابقا: (إن الصراع الراهن على السلطة في سورية، يمثل امتدادا لأزمات النظم السياسية في لبنان والعراق).

 

5- الأمر الخامس الذي دعا أمريكا للإسراع في الحل السياسي هو ما يتعلق بالداخل الأمريكي نفسه والكونغرس، وموقفه تجاه الثورة، ودعوة القيادة السياسية لعدم التورط في الموضوع السوري، كما جرى في أفغانستان والعراق سابقا ففي تحليل إخباري عن صحيفة هآرتس اليهودية 29-3-2013 جاء فيه: (أوباما لا يريد أن يجتذب إلى حرب سورية نهايتها وتأثيراتها غير قابلة للتوقع، عليه أن يفكر بميزان المصالح بأسره، فالمصداقية والردع موضوعان في كفة، وسلم الأولويات في السنوات الثلاث التالية لإدارته؛ (الميزانية، التناسب بين الخارج والداخل)، في الكفة الأخرى...)، وفي دراسة أصدرها مركز التقدم الأمريكي (مركز دراسات واشنطن) للكاتب (لورانس كروب) مقالاً نشره في موقع (ذي ناشيونال إنترست) في آذار 2013 جاء فيه: (.. إن آخر شيء تحتاجه الولايات المتحدة هو أن تندفع بتهور إلى حرب كارثية أخرى مثل حرب فيتنام أو العراق، خصوصاً أن الغموض يلف الأدلة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وأن وجود تهديد لأمننا أمر مشكوك فيه. وحتى تدخل عسكري محدود ينطوي على مخاطر، وشن هجوم على سوريا لن يكون ضرورة، وإنما سيمثل حرباً اختيارية. ولهذا يجب النظر فيه فقط بعد حسابات إستراتيجية دقيقة، وبمشاركة الكونغرس وحلفائنا، والأمم المتحدة. ومن الواضح أننا لم نتخذ بعد أياً من هذه الخطوات التحضيرية).

 

6- وأيضاً ما يتعلق بالصراع الدولي على سوريا وخاصة من قبل فرنسا وبريطانيا.. فقد عقدت بريطانيا عدة مؤتمرات للمعارضة السورية كان آخرها في لندن؛ فقد ذكر وزبر خارجية بريطاني (وليام هيغ) في 9-1-2013 (...بريطانيا ستستضيف اجتماعا دوليا، للترتيب للفترة التي ستعقب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد "المحتوم".، كل هذه الأمور جعلت أمريكا تفكر جدياً في المسارعة بإنهاء الوضع داخل سوريا حتى لو اضطرت في النهاية إلى عقد مؤتمر دولي، ومشاركة دول المنطقة بهذا الحل؛ لأن الوضع لم يعد يحتمل التأخير أكثر من هذا.. والحقيقة أن فرنسا وبريطانيا تعملان على زعزعة النفوذ الأمريكي، وربط المأساة السورية بأمريكا بطريقة مبطنة وهذا ما ذكره (بسام جعارة)؛ الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، في لقاء مع محطة العربية13/2/2013 حيث قال: (أمريكا هي عدوة الشعب السوري الأولى وهي المسئولة عن كل ما يجري هناك...)، فالأعمال التي تجري في العراق ضد المالكي لها ارتباط بالموضوع السوري كما ذكرنا ولعملاء أوروبا داخل العراق أيدٍ في ذلك، أيضا ما يجري في تركيا ولا يستبعد أن يكون هناك أيدٍ تابعةٌ لأحزاب سياسية في الداخل التركي مرتبطة بالدول الأوروبية قد نفذت عملية الريحانية لإحراج الحكومة التركية وبالتالي عرقلة مشاريع أمريكا.

 

فما هي الأعمال التي تقوم بها أمريكا للإسراع في إنهاء الوضع داخل سوريا لصالحها ولا يخرج عن السيطرة؟!

 

إن أمريكا تسير في أكثر من اتجاه الآن من أجل إنهاء الأزمة السورية بحيث لا تخرج عن سيطرة عمالتها وولائها السياسي، وفي الوقت نفسه تبقى ضمن دائرة السيطرة، ولا تتسبب بالتورط الأمريكي (في أفغانستان أو عراق جديدة)، من هذه الأعمال والسياسات التي تسير فيها أمريكا:-

 

1- إطلاق يد النظام بممارسة أقسى أنواع البطش ضد الثوار وضد المدنيين، حتى إذا طرح أي خيار سياسي مستقبلاً يلقى قبولاً في أوساط الناس، والسياسيين والمعارضة، وهذا الأمر ملاحظ من خلال زيادة عدد المذابح والتدمير للقرى والمدن، واستخدام الأسلحة الفتاكة، وهذا الأمر واضح من خلال الأعمال الإجرامية التي زادت ضراوتها على المواطنين العزل، وما جرى كذلك من الدعم المباشر من قبل حزب الله وإيران بشكل لافت للنظر، وهذا الأمر يتفق مع ما حذر منه الأخضر الإبراهيمي-المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا- بطريقة مبطّنة؛ حيث ذكر في تصريح بتاريخ 30-12-2012 لقناة (سي إن إن) الأمريكية أن الأزمة السورية أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما التوصل إلى حل سياسي يرضي طموحات الشعب السوري، وإما مواجهة الجحيم، الذي قد يؤدي بحياة مئات الآلاف.. وقال هذا المبعوث الدولي في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في العاصمة المصرية القاهرة، إن الوضع في سوريا سيئ جداً ويتفاقم، وإنه إذا كان الصراع في سوريا قد أدى إلى الآن، إلى مقتل 50 ألفاً، فإن استمرار الصراع لمدة عامين قادمين، سيؤدى إلى مقتل 200 ألف آخرين!!..

 

2- تهيئة الأمور سياسياً عن طريق ترتيب أوراق المعارضة في الائتلاف السوري، وترتيب الأمر مع الدول المجاورة، ومن خلال المجتمع الدولي لإيجاد حكومة انتقالية على أرض الواقع، في مناطق معينة داخل سوريا تمهد للانتقال شيئاً فشيئاً حسب الخطة السياسية التي يجري الاتفاق عليها مع الأطراف السياسية وبتأييد من المجتمع الدولي؛ وهذا ما ذكره أكثر من مسئول أمريكي فقد صرح السفير الأمريكي في سوريا سابقا (روبيرت فورد) في مقابلة لقناة العربية في 17/5/2013: (نتمنى على الوفود السورية وبمساعدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن توافق على كيفية تأسيس حكومة انتقالية جديدة، انتقالية مع وجوه جديدة في رأينا، لا يمكن لبشار الأسد أن يشارك في هذه الحكومة الانتقالية، ولكن في نهاية المطاف، يبقى الموضوع (خاضعا) للنقاش بين السوريين وليس قرارا أميركيا، وجهة نظرنا واضحة منذ عامين؛ ندعم فكرة أن الحكومة الانتقالية يجب أن تكون لديها الصلاحيات كاملة وخصوصا في الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية.."

 

 

يتبع....

 

حمد طبيب

 

21 من رجب 1434

الموافق 2013/05/31م

 

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإرهاب الأمريكي في أرض الشام ما هي نهايته

listen.gifprint.gifgroup.png

 

 

الحلقة الثالثة والأخيرة

 

 

4- العمل على عقد مؤتمر دولي يمهد لثلاثة أمور؛ الأول: استخدام الردع ضد السلاح الكيماوي لفتح الباب أمام أمريكا للقيام بعمليات عسكرية جوية محدودة ضد أي عائق يقف في طريق تنفيذ العمل السياسي تحت ذريعة استخدام السلاح الكيماوي، الأمر الثاني: الذي تريده أمريكا من هذا المؤتمر هو وضع خطة عملية -بدعم دولي مادي ومعنوي- تبدأ من القرارات الدولية ثم الدعم المالي والسياسي، والدعم بقوات دولية -قوات سلام- إذا اقتضى الأمر، الأمر الثالث: الذي تريده أمريكا هو استصدار قرار ضد الفرق التي تسميها إرهابية وتشكل خطراً على الحل السياسي مستقبلا.

 

فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون مع وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) بمدينة سوتشي جنوبي روسيا على البحر الأسود 18/5/2013، أعقبها لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ دعوا الأمم المتحدة وروسيا إلى الإسراع في عقد مؤتمر دولي لإنهاء النزاع الدامي في سوريا ومعالجة الأزمة الإنسانية فيها، بعد تصاعد أعداد اللاجئين السوريين إلى أكثر من 1.5 مليون شخص، حسب تقديرات وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وشدد (لافروف) في ختام المباحثات على أن تنظيم المؤتمر الدولي بشأن سوريا "يجب أن يتم بأسرع ما يمكن"، بيد أنه أشار أيضا إلى أنه من المبكر جدا تحديد موعد لهذا المؤتمر الذي يمكن أن يعقد في جنيف على غرار ذلك الذي عقد في حزيران/يونيو2012.

 

وهذا ما طلبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس (16 مايو/أيار) بواشنطن حيث قال: "سنواصل تشديد الضغط على نظام الأسد والتعاون مع المعارضة السورية. إن رئيس الوزراء (أردوغان) كان في طليعة جهود المجتمع الدولي لضمان حصول عملية انتقالية نحو سوريا ديمقراطية بدون بشار الأسد، وفيما يتعلق باحتمال استخدام نظام الأسد لأسلحة كيميائية والذي كان أوباما اعتبره بمثابة "خط أحمر"، أبدى الرئيس الأميركي استعداده لاتخاذ "تدابير إضافية" عند الضرورة، "سواء دبلوماسية أو عسكرية لأن هذه الأسلحة الكيميائية في سوريا تهدد أيضا أمننا على المدى البعيد، وكذلك (أمن) حلفائنا وجيراننا، أما رئيس الوزراء التركي أردوغان الذي كان دعا أوباما أخيرا إلى اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه النظام السوري، فقد قال:"إننا متفقون تماما مع الولايات المتحدة على أمرين: وضع حد لهذا الوضع الدامي في سوريا وتلبية المطالب المشروعة (للسوريين) عبر تشكيل حكومة جديدة..."

 

أما بالنسبة لهذا المؤتمر فإن اللقاءات والترتيبات بين أمريكا وروسيا من جانب، وبين أمريكا وفرنسا وبريطانيا من جانب ثان، وبين أمريكا والمعارضة السورية وحكومة بشار من جانب ثالث، وبين أمريكا ودول المنطقة المحيطة بسوريا أو المعنية بالموضوع السوري من الدول العربية... كل هذه الترتيبات تجري على قدم وساق لإنجاح المؤتمر الدولي والخروج بقرارات حاسمة، تمهد لإنهاء الأزمة وتهيئة الأمور لما بعد بشار داخل سوريا.. وتسليم الأمور شيئاً فشيئاً لما تسمى بالمعارضة السورية، مدعومة ببعض وحدات الجيش الحر، وبعض السياسيين من داخل النظام القديم، ومدعومة كذلك بوحدات من الجيش السوري، وقد تدعم بقوات سلام عربية من الدول المحيطة..

 

أما بالنسبة لبشار وزبانيته فيتنحى عن الحكم بصورة تدريجية، مقابل تقديم ضمانات دولية، ومن الحكومة الجديدة له ولحاشيته، ولكل من سار معه.. إما بإيجاد منطقة حكم آمنة لهم؛ كما كانت أمريكا تخطط في منطقة الساحل تحت إشراف روسي، أو بطريقة أخرى تراها مناسبة ويتفق عليها المجتمع الدولي بقرار من مجلس الأمن.. وغالباً ما يكون الأمر بإيجاد منطقة آمنة حتى يبقى الأمر بيد أمريكا حتى بعد تنحي بشار، وحتى تكون هذه الدويلة أداة ضغط على حكومة المعارضة الجديدة، وأداة لحماية بقايا النظام من عمليات الثأر والتصفية..

 

هذا هو المكر الأمريكي والإرهاب العظيم للمجاهدين في أرض الشام، الساعين لرفع راية التوحيد وإنهاء راية الكفر والإلحاد، والقضاء على الظلم الدولي، وهذا الإجرام الدولي للمسلمين في الشام... هذا هو التآمر ضد إعادة الحكم بما أنزل الله عز وجل في أرض الشام.. فهل ستنجح أمريكا في هذا المكر والإجرام؟

 

إننا نقول، -وكلنا ثقة بالله عز وجل وبوعده-: بأن أمريكا قد فشلت خلال سنتين من العمل الدؤوب والإجرام، وكل ذلك بترتيب وتهيئة من الله لأرض الشام ولأهل الشام، ولن تنجح خلال أسابيع أو أشهر معدودات، وإنما سيكون هذا الإسراع، وهذه الزيادة في الإجرام مسماراً جديداً في نعش أمريكا وعميلها وزبانيته، وإن انهيار النظام سيكون بإذن الله أسرع من مكرهم وتدبيرهم، ولن تستطيع هذه القوى العميلة؛ من الائتلاف وغيره من فعل أي شيء أمام بركان الأمة بإذنه تعالى، وإن شاء الله تعلن دولة الخلافة الراشدة عما قريب من مآذن الشام ومنابر الشام..

 

فقد هيأ المولى عز وجل ستة أمور مهمة، قبل ثورة الشام صبت كلها في خدمة المخلصين لله عز وجل، وفي خدمة الثورة واستعصائها على أمريكا، وستخدم هذه الثورة بإذنه تعالى في انتصارها وظهورها؛ هذه الأمور هي:-

 

1- ما لحق بأمريكا ودول أوروبا من خسائر فادحة في حرب العراق وأفغانستان، وتأثير ذلك على الشعوب في هذه الدول وكراهيتها وإحجامها عن خوض حروب جديدة على شاكلة الحروب السابقة.

 

2- ما جرى في الثورات التي تقدمت الثورة السورية؛ من انكشاف لبعض الحركات الوطنية والقومية والحركات الإسلامية، وعدم التزامها ووفائها لتطلعات الأمة وغاياتها كما جرى في تونس ومصر، فجاءت ثورة الشام بطريقة مغايرة تماما.

 

3- الأزمة الاقتصادية في أمريكا وأوروبا وتأثيراتها الخطيرة، والتي شكلت عقبة أمام تحركات هذه الدول عسكرياً خارج أرضها.

 

4- ما يعانيه حكام الدول المحيطة بسبب تآمرهم على شعوبهم مع أمريكا وأوروبا واضطهادهم لشعوبهم وخاصة تآمرهم على العراق من قبل، وهذا الأمر واضح في تركيا والعراق بشكل بارز..

 

5- انكشاف الائتلاف الوطني السوري وبعض القيادات العسكرية التي سارت في ركاب أمريكا؛ عن طريق تركيا وغيرها من الدول مثل (سليم إدريس) وغيره، فابتعدت الأمة عن مشاريعها وتعلقت قلوبها بالمجاهدين والمخلصين.

 

6- ما حققته الثورة من إنجازات عظيمة واستعصائها على كل أساليب البطش والقتل التي مارسها نظام بشار وزبانيته.

 

كل هذه الأمور كانت بمثابة الأرضية الطيبة التي تمهد للمخلصين، وتمهد للمجاهدين لتحقيق المزيد من الانتصارات، حتى تقام بإذنه تعالى الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وتنتشر إلى الدول المجاورة، ثم إلى كل بلاد المسلمين ثم إلى كل الأرض بإذنه تعالى!!...

 

( ...وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ 5 وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ الناس لا يعلمون 6) الروم

 

 

 

 

 

حمد طبيب - بيت المقدس

 

22 من رجب 1434

الموافق 2013/06/01م

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
 Share

×
×
  • Create New...