اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

حتمية يوم القيامة في ميزان العقل:


أبو مالك

Recommended Posts

حتمية يوم القيامة في ميزان العقل:

 

أما اليوم الآخر، فهو جزء من العقيدة، وركن من أركان الإيمان، ومعلوم أن العقيدة يُستدل عليها بالدليل القطعي، إما من العقل أو من النقل الذي ثبت أصله وصحته بالعقل،

ودليل الآخرة نقلي، لا ريب، ثبت للعقل وجود الخالق سبحانه، وثبت صدق رسله في رسالاتهم ومناهجهم، وأخبرتنا تلكم الكتب والشرائع كلها أن الله تعالى يبعث الميت ليحاسبه على عمله في هذه الحياة الدنيا، وهذا كله من الغيب الذي ثبت بالقطع عن طريق القرآن والكتب التي أنزلها الله على رسله، والتي أثبتت المعجزات والأدلة القواطع على صدق أنبيائها، فلا شك أن دليل الآخرة نقلي، ولسنا نبتغي من هذا الفصل أن نعقد أدلة عقلية على حتمية الآخرة، ولكننا نبتغي أن ننبه إلى تناسق وتناغم منهج الحق الذي قام على هذا التصور الشمولي للعقيدة، بما فيها من علاقة بين الخالق والخلق، وما فيه من انسجام ووضوح في الرؤية، لا تشوبه شائبة، يتناسب مع الفطرة، ويتوافق مع العقل، ولو تُرك العقل ليتفكر مليا، لأدرك حتمية أن يأتي يومٌ بعد الموت تقام فيه موازين الحق والعدل.

إن عمر الفرد في هذه الحياة الدنيا جد قصير، وأيامه في هذا العالم الفاني محدودة، تنبؤه دقات قلبه أن العمر دقائق وثوان، وحاجاته على الأرض تكاد لا تنقضي، وآماله غير محدودة، ولكنه يموت، يموت آملا بلقاء جديد مع من يحب، وبقضاء ما تبقى من آماله، وتحقيق غاياته وأوطاره.

وينظر الإنسان من حوله، ليرى الخير والشر يصطرعان، ويشهد في كل ثانية معركة الرذيلة والفضيلة، والـُمثُلِ والأهواء، ويرى الشر عارما من حوله، وتعلو الرذيلة على الفضيلة، لأن مسالكها محفوفة بالشهوات، ومسالك الفضيلة محفوفة بالأشواك، فيرى تبجح الرذيلة، واستعلاءها، ولا يكاد في عمره المحدود يشهد انتصارا ساحقا للحق على الباطل، ولا عواقب الخير والشر، حتى وإن شهد جولات ينتصر فيها الحق على الباطل، فإن الانتصار المطلق لما يقم بعد، ويأبى ضمير البشر المتحضر أن لا يلقى الشر جزاءه، يأبى أن يرى المجرم السفاح الذي عاش حياته يثير الحروب والويلات لمطامع حقيرة، وغايات بائسة، تسببت في إهلاك الحرث والنسل، وتشريد الضعفاء، أن يموت بلا عقوبة،

أو أن يرى ذلك الحاكم الظالم المستبد الذي ظلم الرعية، وغشها ونهب خيراتها، وأباح البلاد والعباد لأعدائهم، لقاء مطامع دنيئة، ونفس خبيثة، وخيانات استمرأها، وذل تجرعه، أن يمضي من هذه الدنيا، وقد أحالها جحيما على رعيته، لم تهنأ لطفل منهم أو لشيخ أو امرأة حياة، ولم تصفُ لهم ساعة من كدر، وهو أمضاها متنعما في قصوره، لاهيا في نزواته، فلا بد من القصاص الحق، ولا بد من إقامة العدل، ليأخذ كل ذي حق حقه.

ولا أن يرى الصالح المصلح، التقي النقي، يقضي أيضا بلا مكافأة، لأن ميزان العدل ساعتها ما كان ليستقيم، وما كان فؤاد امرئ واحد ليهوي إلى الحق –وهو المحفوفة طريقه بالأشواك- إلا أن يكون مجنونا، لولا عقيدة يوم القيامة، وحتمية الآخرة، فلا بد إذن من جهنم جزاء وفاقا للمجرمين الأفاقين المارقين، يلاقون فيها جزاء أعمالهم نكالا وعدلا، ولا بد من الجنة يفوز بها الصالحون المصلحون، الأتقياء المؤمنون.

وهذه الأمم التي تقيم الشرائع والقوانين لتضبط سلوك البشر على مناهج بشرية، إنما تضع القانون والشرطي موضع اليوم الآخر، ليضمن سير الناس على محجة واضحة، ولكن هيهات أن يُقام الحق ويصان العدل على مستوى البشرية كلها، وهيهات أن يكون ذلك بديلا عن العدل المطلق والحق الناصع، أو أن يكون الشرطي الرادع الحقيقي للبشر عن الانزلاق وراء الشهوة والرذيلة، ولا أدل على ذلك من أن السجون تغص بالخارجين عن تلك القوانين، ولا أدل على ذلك من استعلاء الرذيلة وتقنينها، ولا أدل على ذلك من استعلاء الامم الغربية بمناهجها وخوضها الحروب لأجل بسطها على غيرها بقوة السيف، لتصوغ الحياة على مثالها، وتستعمر الأمم الضعيفة، وتنهب خيراتها،

فما كانت تلك الأنظمة والقوانين، في أغلب الأحيان، إلا آلية لانتقال الظلم من مرحلة انسان فرد لانسان فرد، إلى مرحلة الدولة والجماعة تظلم غيرها، وتقيم مصالحها فوق اعتبارات الجماعات الأخرى، فلا بد من القيامة! ولا بد من الآخرة!

ثم أيكون مصير هذا الجنس البشري الذي عمر الأرض وصنع فيها ما صنع، كمصير أية حشرة تافهة، أتت للدنيا وعاشت فيها لحظات ثم فنت؟ هذا الإنسان الذي امتلك هذه الآلة الجبارة العظيمة التي تسمى العقل، والذي سخر له كل ما في الكون ليكون في خدمته، أيكون كل هذا من أجل سويعات معدودة يقضيها على ظهر هذه البسيطة ثم يفنى؟ أم لا بد أن تكون الحكمة العظيمة، والغاية الكبرى التي خلق الخالق سبحانه وتعالى لأجلها هذا الكون وسخره لهذا الإنسان، تقتضي أن يكون هذا الاتصال الحتمي بين الدنيا وما بعدها، ليلقى الإنسان جزاء أعماله، ويرى بأم العين، أن الله تعالى ما خلقه عبثا، ولا لهوا ولعبا، وبالتالي فإن وجوده في هذه الدنيا إنما هو لأجل هذه الغاية العظيمة، التي استحق لأجلها أن تسخر له كل هذه الطاقات والمخلوقات، وأوتي هذا العقل الجبار ليحسن القيام بهذه المهمة المنوطة به، وهي الاستخلاف في الأرض، ليعبد الله تعالى، ويقيم الحق والعدل على هذه البسيطة استمرارا لسنة العدل والحق التي أقام الله تعالى عليها الملكوت كله، وليعمر هذه الأرض حق عمارتها.

إن الفكر الضحل النافي لحتمية يوم القيامة، ولحتمية الثواب والعقاب على الأفعال في هذه الحياة الدنيا، إنما يمعن في الاستخفاف بهذا الملكوت العظيم، يظنه إنما نشأ صدفة، ولا يستقيم على نظام ولا عدل ولا يقوم على الحق، ويستوي فيه الإنسان مع أحقر بعوضة وُجدت فيه، لا يمتاز عنها إلا أن أيامه أطول من لحظاتها! ولبئس الفكر هذا!

فلولا جهنم وعذابها، ولولا القيامة والبعث والنشور، ولولا الجنة ونعيمها، لكانت الحياة شريعة غاب، فالآخرة هي المكان الأوحد الذي يقام فيه الحق والعدل مطلقا كاملا لكل البشر على مر العصور، يُنتصف فيه للضعيف من القوي، إن كان له حق عليه، ويُسأل كل البشر عن مقدار الذر من أعمالهم، وتعاد فيه الحقوق لأصحابها، ويُنتصف فيه للمحجة البيضاء، والشريعة الحنيفة، والمثل السامية الصحيحة، والحق المطلق، من كل من خرج عليه، من كل من خرج من الاستقامة إلى الطغيان، ومن كل من خرج عن عبادة الله الخالق الرازق، إلى عبادة من دونه، يُنتصف فيه للفضيلة من الرذيلة، وللحق من الباطل، حتى إذا أقيمت تلك المحكمة الإلهية العادلة، يخبرنا رب العزة سبحانه في نهاية سورة الزُّمَر، أنه بعد انقضاء يوم القيامة، وبعد أن يساق أهل النار للنار، وأهل الجنة للجنة، لشدة ما رأت الخلائق من القضاء بالعدل، وإقامة الحق، في تلك المحكمة الإلهية العظيمة، فلا تظلم نفس شيئا، ولا يضيع الحق قيد أنملة، تقول الخلائق كلها الحمد لله رب العالمين. ﴿وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين (75)﴾.

رابط هذا التعليق
شارك

Guest المحقق

هذا خطاب عاطفي وليس فكري وليس عليه أي دليل ، دع الأمر في إطاره النقلي فاستدلالك هنا عاطفي ، وإذا أردت أن أرى ذلك بعقلي ، فإني أرى ( بعقلي ) جهنم وعذابها لفرد واحد يفوق أهوال الدنيا للبشرية كلها

رابط هذا التعليق
شارك

واضح أنك لم تقرأ قراءة متمعنة ولا ربطت أن الكلام أعلاه إن هو إلا إنزال لمفاهيم قرآنية على الواقع

 

وأتركك مع دليلين اثنين من جملة أدلة كثيرة بني الكلام أعلاه عليها فتفكر بها جيدا قبل أن تقرر ما ذهبت إليه


  1. وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ



  2. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ


 

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ

رابط هذا التعليق
شارك

أخي، هل تقبل هذه الصورة عن رسول الله ؟ هل تقبل أن يكون رسول الله جالسا مع أصحابه فتمر امرأة فيشتهيها، فيترك أصحابه ويذهب لزوجته التي تمرس اللبن، فيأخذها ويعاشرها ويغتسل ويخرج، فيسأله أصحابه ، أكان شيء ؟ فيقول أن فلانة ( لا أدري إن كان هنا قد سمّى اسمها ) مرت بي فأتتني شهوة النساء فمن وجد ذلك فليجامع أهله ، ويقول أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ، لا يمكن أن أتخيل أن رسول الله يفعل ذلك

ولو فعلها أي أحد أمامك لقلت عنه الأقاويل فما بالك برسول الله ؟ يخرج من بيته وقد اغتسل فيسأله الصحابي ( أكان شيئ ؟ ) والرسول يجيب بكل أريحية

 

اتقوا الله في عقولنا

 

ما شاء الله لا قوة الا بالله يا محقق، عندما تهوى تحكم العقل، وعندما يختلف الهوى يختلف الموقف

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

بارك الله فيك أخي أبا مالك على هذا الموضوع

 

ولكن لي استدراك عليه من زاوية أخرى حتى لا يقع القراء في حيرة. نظرا للنقاش الذي حصل وتعقيب الأخ "المحقق"،

 

حيث أننا لا نعتبر أن الدليل على وجود يوم القيامة هو دليل عقلي محض مستقل بذاته، بل إن الدليل على ثبوت يوم القيامة والجنة والنار والحساب والحشر والصراط هو دليل نقلي وسمعي في الأساس ولا يمكن أن يكون دليلا عقليا مستقلا عن السمع. ولذلك فالاستدلال على كل ما تعلق بما بعد الموت والحياة الآخرة يرجع إلى النصوص القطعية ولا يخضع للعقل والحس.

 

ولكن يمكن أن ينظر العاقل المفكر إلى وجود قرائن عقلية على الحاجة واللزوم لوجود يوم للقيامة واللحساب والجزاء، وأذكر منها ما يلي:

 

تحقيق العدالة:

 

لا يجد العقل مناصا من الإقرار بشكل ما بالحاجة إلى وجود المحاسبة للطائع والعاصي في هذه الدنيا، ولا مانع بأن يحصل ذلك في يوم آخر حيث ان العقل يؤمن بأن تحقيق العدالة يقتضي الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، وما دام هذا الأمر لا يحصل في الحياة الدنيا فلا مانع من حصوله في حياة ثانية أخرى، وإذا ربط هذا الأمر مع وجود صفات الكمال لله عز وجل وخصوصا صفة العدل فتصبح المسألة ليست فقط عدم منع، بل تصبح أمرا لا بد منه.

 

دورة الحياة والإعادة:

 

لقد اهتم القرآن الكريم بهذه القضية ايما اهتمام، لأن المشركين من العرب كذبوا أكثر ما كذبوا ليس بوجود الله بل بيوم القيامة، ولذلك تجد القرآن الكريم يسرد عشرات المرات وبأمثلة كثيرة من حياة البشر وبيئتهم لتقريب الصورة وللتمثيل، حتى تستطيع عقول الكفار أن تستوعب المسألة، فضرب أمثلة كثيرة منها مثال النبات، حيث تكون الأرض هامدة فيرسل الله عليها المطر فتنبت الزرع والنبات، وعندها ترى الأرض مخضرة تعج بالحياة ثم يهيج هذا الزرع ويصبح مصفرا ثم يتحول إلى الحطام والموت، ولكن يبقى منه شيء وهو البذور. ولكن هذه البذور تبقى خامدة جامدة حتى ينزل المطر مرة أخرى بأمر الله، فتحيا من جديد، فتكون دورة حياة ثانية بإعادة الحياة مرة أخرى لهذا النبات والزرع.

كل هذه الصور والأمثلة الرائعة هي لكي يقوم الكفار المشركين باستخدام عقولهم من خلال عملية قياس عقلية، حيث أنهم يشاهدون دورة الحياة والإعادة للنبات كل سنة في حياتهم، وقد شبه الله تعالى حياة الإنسان بحياة النبات ولذلك فعودة الإنسان للحياة مرة أخرى في يوم القيامة ليس أمرا مستحيلا بل إنه جائز، ولكن الله جعل هذه الإعادة في اليوم الآخر

وقد ذكر النبي عليه الصلاة السلام في الحديث بما معناه أن الإنسان يفنى ولكن يبقى منه عجم الذنب وهو عظمة في مؤخرة العمود الفقري وينبت الإنسان منه يوم القيامة.

 

الريادة التكرار:

 

الأمر الذي فيه ريادة وابتكار وابداع في عرف البشر هو أصعب من عملية تكراره من خلال نسخه وإعادة صنعه مرة أخرى، ولذلك فالإعادة أسهل وفق مقاييس العقل من الابتكار والابداع والريادة أول مرة، لأن المرة الأولى تحتاج إلى جهد فكري وعملي عظيم لكي تكون متقنة، أما بعد التجربة الأولى للاشياء، فإن صنعها يكون أسهل وأهون، لأن الأمر حينها لا يحتاج للابداع والابتكار مرة أخرى بل هو مجرد تكرار.

ولذلك ذكر الله تعالى للكفار بأن الله هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ولكنه استدرك بقوله "ولله المثل الأعلى" لأن الابداع والابتكار لا يقاس عليه الخالق بل هو مثل لتقريب الصورة فقط، فمن آمن بقدرة الله على الخلق أول مرة كان عليه أن يؤمن يقدرة الله على الإعادة لأنها أهون واسهل من ناحية الواقع والعقل يؤيد ذلك.

وكذلك عندما تحدى أحد المشركين رسول الله عليه الصلاة والسلام في مسألة إعادة الحياة للعظام التالفة وهي رميم أجابه القرآن في سورة يس بقوله: (قل يحيها الذي أنشاها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، فقد رد القرآن عليه بأن العقل يقر بأن من أنشأ الشيء في المرة الأولى يمكنه أن يعيد إنشاءه مرة أخرى ولا عجب في ذلك. وهذا يؤكد الفرق بين الريادة والتكرار.

 

وهناك الكثير من الأمثلة العقلية التي ضربها القرآن للدلالة على وجود يوم القيامة ويوم للبعث والنشور، ومنها الآيات التي تتحدث عن مراحل تطور الأجنة في بطون أمهاتهم ودلالتها أن البعث لا ريب فيه وغيرها.

 

ولكن علينا ملاحظة أن هذه الأدلة ليست أدلة عقلية لإثبات يوم القيامة، وإنما كانت قرائن للمشركين ولغيرهم بأن الحياة الأخرى والبعث والنشور والحساب والجزاء ليس أمرا مستحيلا بل هو أمر جائز، وخصوصا لمن آمن بأن الله هو الخالق فلا عجب بأن يؤمن بأن الله قادر على إعادة الخلق والحياة مرة أخرى

 

فهذه الأدلة هي أدلة تنفي إدعاء المشركين باستحالة وقوع حياة أخرى ويوم آخر، وتثبت في المقابل جواز ذلك من ناحية العقل السليم. وهناك أدلة ترجح جانب حدوث اليوم الآخر على جانب الفناء السرمدي، وهي أدلة عقلية مثل تحقيق العدالة لأنه عدم تحققها هو صفة نقص في الخالق وهذا محال، ولذلك وبما أن الله كامل بصفاته وجب وجود يوم آخر لتحقيق العدالة.

 

وعليه فإن كلامنا في الأدلة على وجود اليوم الآخر ليست هي أدلة عقلية تثبت بذاتها ويدركها العقل، من مثل استدلالنا على وجود الله وإعجاز القرآن، ولكنها قرائن عقلية تعين في فهم وإدراك معنى اليوم الآخر الذي هو من علم الغيب عند الله، وكذلك هي أدلة تجعل العاقل يرجح الحاجة (نظريا) إلى وجود اليوم الآخر لتتم المحاسبة والعدالة.

 

هذا ما أردت استدراكه على كلام أخي أبا مالك -بارك الله فيه- لكي لا يقع القراء في حيرة من أقوالنا واستدلالاتنا من أننا نجعل الدليل على يوم القيامة يستقل به العقل ويؤيده النص، بل العكس هو الصحيح فالايمان باليوم الآخر دليله نقلي ويؤيده العقل ولا يمنع من وقوعه. وهذا هو بالبضط الإطار الذي يتكلم منه أخونا أبو مالك.

 

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا في هذه الدنيا، في يوم العرض عليك وخفف عنا في يوم الحساب وأدخلنا الجنة برحمتك يا الله، وأرض عنا يا الله.

تم تعديل بواسطه أبو دجانة
رابط هذا التعليق
شارك

ولكننا نبتغي أن ننبه إلى تناسق وتناغم منهج الحق الذي قام على هذا التصور الشمولي للعقيدة، بما فيها من علاقة بين الخالق والخلق، وما فيه من انسجام ووضوح في الرؤية، لا تشوبه شائبة، يتناسب مع الفطرة، ويتوافق مع العقل، ولو تُرك العقل ليتفكر مليا، لأدرك حتمية أن يأتي يومٌ بعد الموت تقام فيه موازين الحق والعدل.

تحقيق العدالة:

 

لا يجد العقل مناصا من الإقرار بشكل ما بالحاجة إلى وجود المحاسبة للطائع والعاصي في هذه الدنيا، ولا مانع بأن يحصل ذلك في يوم آخر حيث ان العقل يؤمن بأن تحقيق العدالة يقتضي الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية، وما دام هذا الأمر لا يحصل في الحياة الدنيا فلا مانع من حصوله في حياة ثانية أخرى، وإذا ربط هذا الأمر مع وجود صفات الكمال لله عز وجل وخصوصا صفة العدل فتصبح المسألة ليست فقط عدم منع، بل تصبح أمرا لا بد منه.

 

بارك الله فيكما وجزاكما الله خيراً كثيراً.

 

هل أجد عندكما ما يؤكّد أو ينفي مسألة تحقيق العدالة في الفطرة التي فطرنا الله عليها ؟

 

منذ زمن بعيد ( أيام الصبا ) قرأتُ أو سمعتُ ( لم أعد أذكر ) أن شيخ قبيلة في الجاهلية قبل الإسلام كان يحبّ العدل والحق .. وكلّما رأى أو سمع عن ظالم ينبّه الناس أن تابعوا خبر هذا الظالم لابدّ أن يصيبه مصاب جزاء ما فعله من جور وظلم .. وتأتي الأيام فعلاً بنكبة يُصابها الظالم .. وتكرّرت الحالات وتكرّرت الجزاءات إما بمصيبة أو نهاية بقتلة شنيعة .. إلى أن بلغ الشيخ خبر رجل ظالم طاغية فما كان من الشيخ إلاّ قال كالعادة ترقبوا مصيبة هذا الظالم .. لكن جاء الخبر بغير ما توقعه الشيخ .. مات الظالم بعد حين على فر اشه وبين أهله وعزّ قومه .. فما كان من الشيخ إلاّ أن انتفض وقال : ما دام أنّ الظالم مات في عزّة ولم يعاقب .. إذن لا بُدّ من بعث ويوم آخر للإقتصاص من الظالم .. انتهت القصة.

 

وما زلنا نرى أناساً غير مسلمين يرفضون الظلم والجور والتعدّي !

 

هل فطرنا الله على حبّ العدل ؟ أم أن رجع ذلك إلى أمرٍ آخر ؟

 

معلوم أن الإسلام دين الفطرة .. وطبعاُ من ضمنه حب العدل ورفض الظلم.

 

ولستُ هنا لأجيب عن سؤالي لكن أرجو تفسير ذلك من حيث مظهرها لدى البعض دون الآخرين وكيفية حصول طمسها لدى الكثيرين إلى درجات بشعة كما نرى حولنا .. أحسن الله إليكما.

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله بكم جميعا

إنما أحببت أن أذكر أن أمور الاعتقاد ليست مجرد دليل ودلالة، وإنما أبحاث الاعتقاد تتوسع للفهم والتفكر والتدبر،

فليس قوله تعالى: إن في خلق السموات والأرض

مجرد دليل ونتوقف في البحث عند الاستدلال ، وإنما يتوسع البحث للتفكر والتدبر والتأمل

ولذلك قال عليه سلام الله، ويل لمن قرأها ولم يتدبرها

أو كما قال عليه سلام الله

رابط هذا التعليق
شارك

عن عطاء قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال عبد الله بن عمير : حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت : قام ليلة من الليالي فقال : يا عائشة ! ذريني أتعبد لربي قالت : قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ ! قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها : { إن في خلق السماوات والأرض }... (صححه الألباني في السلسلة صحيحة68 )

 

 

>

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

بالإضافة إلى ما ذكره أخي أبا مالك من قرائن عقلية على ضرورة وجود يوم آخر بعد الموت تقام فيه موازين الحق والعدل وأن هذا الأمر يتناسب مع الفطرة، ويتوافق مع العقل ، فإني أود أن اضيف أمرا آخر يرشد إلى ما ذهب إليه أخونا أبو مالك -وهو جزء من الفطرة التي فطر الله الناس عليها- ألا وهو حب الخلود.

 

حب البقاء وكراهية الموت:

 

خلق الله سبحانه الإنسان وأودع فيه طاقة الحياة ليتحرك ويقوم بأعمال (سلوك) ليشبع هذه الطاقة، وهذه الطاقة الحيوية تتمثل في الحاجات العضوية والغرائز، أما الحاجات العضوية فهي خمس الأكل والشرب والنوم والإخراج والتنفس. وأما الغرائز فثلاث هي حب البقاء والنوع والتدين.

 

ومعنى غريزة أنها مغروزة في طبائع الإنسان وهي جزء من جبلته وخلقه، ولا يستطيع أحد محو هذه الغريزة أو استئصالها أو كبتها وإنما يكون ذلك لبعض مظاهر هذه الغريزة.

 

وغريزة حب البقاء لها مجموعة من المظاهر تظهر من خلالها مثل الدفاع عن النفس وحب التملك وتجنب الأخطار وحب الاستطلاع والأثرة (الأنانية) وحب السيادة وغيرها، وكل هذه المظاهر تصب في غريزة حب البقاء، وهي موجودة في الإنسان وباقي المخلوقات الحية، ويقوم الإنسان بأعمال سلوكية معينة لإشباع هذه الغريزة كلها تصب في صالح بقائه كفرد وكإنسان

 

ودافع غريزة حب البقاء هو سعي الإنسان للبقاء والخلود الفردي والذاتي والتهرب من الموت وكراهيته، وهذه أهم وأقوى غريزة في الإنسان وهي اصلية فيه. ولكن لما كان الله سبحانه قد قهر عباده بالموت، وجعل الموت نهاية كل حي، والموت سنة ربانية لا بد منها فلكل كائن حي نهاية وموت لا فرار منه،

 

ولكن لما كان هذا الموت وهذه النهاية تصادم غريزة الإنسان التي أودعه الله فيها من حب البقاء وكراهية الموت، فإن هذه الفطرة تدفع الإنسان للبحث عن من يكملها له أي تبحث عمن يسد هذا العجز والنقص والخلل في الحياة،

 

وعند البحث يتوجه الإنسان إلى الذات الكاملة الأزلية التي لا تموت سعيا لسد نقصه فيستعين بها على التغلب على عجزه، وهذا يستلزم عبادة الله سبحانه الخالق الأزلي (إياك نعبد وإياك نستعين) وذلك لنيل رضوانه وليجبر عجزه وموته بالحياة الخالدة، فيندفع الإنسان لعبادة خالقة الإزلي سعيا وراء الخلود لأنه أدرك أنه ميت وأن حياته قصيرة ولا بد من هذا اليقين المتمثل بالموت في يوم من الأيام طال الزمان أم قصر.

 

ولما جاء دين الله بالايمان باليوم الآخر وأن الخلود لن يكون في الدنيا بل سيكون في الآخرة، فإن هذا الايمان قد طمأنه وأراح فطرته المتمثلة في غريزة حب البقاء، ذلك أنه سيحقق شعوره هذا بضرورة الخلود في اليوم الآخر، ولكن هذا الخلود الذي يسعى إليه سلاح ذو حدين، فإما خلود في نعيم مقيم أو خلود في جهنم وبئس المصير.

 

ولذلك فإن سعي الإنسان للخلود في الدار الآخرة التي لا موت فيها يجب أن يرتبط بإحسان عمله في الدنيا كي يرضى الله عنه ويدخله جنة عدن ودار الخلد والسلام والمستقر وأن يزحزحه عن النار دار الخلد في العذاب المقيم والعياذ بالله.

 

وبالتالي فإن الشعور بالخلود شعور أصيل في فطرة الإنسان وهو من أهم غرائزه التي فطره الله وجبله عليها، ولذلك فهو يكره الموت ولا يطمئن قلبه مع قناعته العقلية بأن الموت هو النهاية، بل يبقى شعور النزوع إلى الخلود يتملكه حتى يغرغر.

 

وهذا الشعور أو النزعة للخلود المفطورة في الإنسان ينسجم بل يتناسق ويتناغم معها فكرة الايمان بالحياة الخالدة في الآخرة ولذلك كان الايمان باليوم الآخر مما يتوافق مع الفطرة، بل مما لا ترضى الفطرة إلا بوجوده في مكان ما وفي زمان ما.

 

وكان حل العقدة الكبرى (من أين؟ وإلى أين؟ ولماذا؟) لا يؤدي إلى الطمأنينة في قلب الإنسان إلا بالإجابة الصحيحة التي توافق فطرته بأن هناك يوم آخر فيه الخلود.

 

وهذا الأمر يؤكد المقولة بأن عقيدة الإسلام توافق الفطرة وتقنع العقل.

 

قال تعالى في سورة البينة (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه )

 

نسالك اللهم رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار

 

والحمد لله رب العالمين.

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

أخي العزيز ابا المأمون غفر الله لك

 

في الحقيقة وكما ذكر أخي أبا مالك :

إنما أحببت أن أذكر أن أمور الاعتقاد ليست مجرد دليل ودلالة، وإنما أبحاث الاعتقاد تتوسع للفهم والتفكر والتدبر،

فليس قوله تعالى: إن في خلق السموات والأرض

مجرد دليل ونتوقف في البحث عند الاستدلال ، وإنما يتوسع البحث للتفكر والتدبر والتأمل

ولذلك قال عليه سلام الله، ويل لمن قرأها ولم يتدبرها

 

 

وأود في هذا الموضوع أن أذكر لحضراتكم بعض اقوال المفسرين لقوله تعالى في سورة الشورى: { أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَى ٱلسَّاعَةِ لَفِى ضَلَـٰلَ بَعِيدٍ {18}

 

ومنه تتضح الصورة للإخوة الذين ينظرون للأمور من زاوية واحدة فقط أو لمن يأخذون بنظرية العامل الواحد أو أن الحق لا يكون إلا في رأي واحد، فأحببت أن انقل لكم بعض تفاسير لهذه الآية توضح ما ذهبنا إليه، وإليكم:

  • مفاتيح الغيب للرازي

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنزَلَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } والمعنى أنه تعالى أنزل الكتاب المشتمل على أنواع الدلائل والبينات، وأنزل الميزان وهو الفصل الذي هو القسطاس المستقيم، وأنهم لا يعلمون أن القيامة متى تفاجئهم ومتى كان الأمر كذلك، وجب على العاقل أن يجد ويجتهد في النظر والاستدلال، ويترك طريقة أهل الجهل والتقليد، ولما كان الرسول يهددهم بنزول القيامة وأكثر في ذلك، وأنهم ما رأوا منه أثراً قالوا على سبيل السخرية: فمتى تقوم القيامة، وليتها قامت حتى يظهر لنا أن الحق ما نحن عليه أو الذي عليه محمد وأصحابه، فلدفع هذه الشبهة قال تعالى: { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا } والمعنى ظهر، وإنما يشفقون ويخافون لعلمهم أن عندها تمتنع التوبة، وأما منكر البعث فلأن لا يحصل له هذا الخوف.

ثم قال: { أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلَـٰلٍ بَعِيدٍ } والممارة الملاجة، قال الزجاج: الذين تدخلهم المرية والشك في وقوع الساعة، فيمارون فيها ويجحدون { لَفِي ضَلَـٰلٍ بَعِيدٍ } لأن استيفاء حق المظلوم من الظالم واجب في العدل، فلو لم تحصل القيامة لزم إسناد الظلم إلى الله تعالى، وهذا من أمحل المحالات، فلا جرم كان إنكار القيامة ضلالاً بعيداً.

  • فتح القدير الشوكاني

{ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَى ٱلسَّاعَةِ } أي: يخاصمون فيها مخاصمة شك، وريبة، من المماراة، وهي: المخاصمة، والمجادلة، أو من المرية، وهي: الشك، والريبة { لَفِى ضَلَـٰلَ بَعِيدٍ } عن الحق؛ لأنهم لم يتفكروا في الموجبات للإيمان بها من الدلائل التي هي: مشاهدة لهم منصوبة لأعينهم مفهومة لعقولهم، ولو تفكروا لعلموا أن الذين خلقهم ابتداء قادر على الإعادة.

  • روح المعاني للالوسي

فالمعنى إن الذين يترددون في أمر الساعة ويشكون فيه { لَفِي ضَلَـٰل بَعِيدٍ } عن الحق فإن البعث أقرب الغائبات بالمحسوسات لأنه يعلم من تجويزه من إحياء الأرض بعد موتها وغير ذلك، فمن لم يهتد إليه فهو عن الاهتداء إلى ما وراءه أبعد وأبعد.

  • خواطر الشعراوي

لذلك وصف الذين يجادلون فيها مجرد جدال بأنهم في ضلال بعيد { أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } [الشورى: 18] والمراء: هو الجدل العقيم الذي لا يوصل إلى الحقيقة.

ووصفهم بأنهم في ضلال بعيد، لأن مجرد النظر العقلي يثبت يوم القيامة وضرورته بالنسبة للحياة الدنيا، فلو تأملوا واقع حياتهم لوجدوا أنهم في أمور دنياهم يأخذون بمبدأ الثواب والعقاب، فلا بدَّ لتستقيم الأمور من مجازاة المحسن بإحسانه، ومعاقبة المسيء على إساءته.

في واقع حياتهم تعليم وتلاميذ في المدارس يُجرون لهم اختبارات شهرية يُصوَّب فيها الخطأ بالأحمر ليعرف التلميذ خطأه ويُصححه، أما في امتحان آخر العام فلا تُصوَّب الأخطاء، إنما تُعطى عليها درجة يترتب عليها نجاح أو رسوب، هذا هو الحساب والجزاء.

فإذا كنتم تفعلون ذلك في أمور دنياكم، فلِمَ تكذبون به مع الله عز وجل، وفي البشر في رحلة الحياة المؤمن والكافر والطائع والعاصي والمجرم والمحسن، كيف إذن يتساوى كُلُّ هؤلاء؟

الرجل الذي قال: لن يموت ظَلُومٌ حتى ينتقم الله منه، لأن العقل يقول ذلك ولا يصح أنْ يفلت بجرائمه دون عقاب، فلما رأى ظالماً مات سالماً لم يُصِبْه شيء قال ماذا؟ قال: لا بدّ أن وراء هذه الدنيا حياةً أخرى يُعاقب الظالم على ظلمه، لا بدَّ وإلا فقد فاز المجرمون الظالمون وأفلتوا بجرائمهم، وضاع حَقُّ المظلومين والضعاف في الدنيا وفي الآخرة.

 

 

فهل كلام العلماء والمفسرين لآيات الله واستدلالهم بالأدلة العقلية على أن المشككين بالآخرة في ضلال ضلال بعيد، في هذا المقام غير معتبر؟

 

الحقيقة أن الأدلة العقلية والنقلية تتعاضد ولا يجافي ولا يناقض بعضها بعضا، بل جميعها تصب في نفس الاتجاه،

 

وبذلك فعلينا أن نوسع الافق في التفكير والبحث وطرائق الاستدلال، خصوصا إذا كانت هذه طريقة القرآن في التدليل، وبالتالي فليس هناك فصل تام بين العقلي والنقلي إما هذا أو هذا بل قد يكون كليهما وهما يتكاملان ولا ينفصلان

 

والحمد لله رب العالمين

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

يوسف أيها الصديق، تفسير ما قلتُه هو أن الاعتقاد يحتاج إلى دليل قطعي واحد، فإن كان من المغيبات التي لا يقع عليها الحس –كيوم القيامة- كان إثباتها بالدليل النقلي القطعي – القرآن والحديث المتواتر. ويكفي آية واحدة لإثباته، وبعد ذلك تكثر الآيات لتدل على الشيء نفسه في سياق الموعظة في الأحوال المختلفة. ثم أي كلام آخر قد يكون تأملاً في الحكمة الإلهية من وجود يوم القيامة وليس استدلالها على إثبات يوم القيامة، بل إن كل هذا الكلام العقلي لا يرقى أن يكون دليلا على يوم القيامة لو لم يكن هناك دليل قطعي نقلي عليها، وعليه فإن عنوان المقالة (حتمية يوم القيامة في ميزان العقل) ليس صحيحا، فحتمية يوم القيامة آتية من النقل.

وبالنسبة لما أوردته من أقوال المفسرين فهي كما يلي:

كلام الرازي ( لأن استيفاء حق المظلوم من الظالم واجب في العدل، فلو لم تحصل القيامة لزم إسناد الظلم إلى الله تعالى، وهذا من أمحل المحالات، فلا جرم كان إنكار القيامة ضلالاً بعيداً) هو بحث في كمال العدل لله سبحانه وتعالى.

أم كلام الشوكاني، (لأنهم لم يتفكروا في الموجبات للإيمان بها من الدلائل التي هي: مشاهدة لهم منصوبة لأعينهم مفهومة لعقولهم، ولو تفكروا لعلموا أن الذين خلقهم ابتداء قادر على الإعادة) فهو مناقشة لمن آمن بالخلق الأول وأنكر إمكانية الإعادة بعد الممات، وليس لإثبات يوم القيامة، بل هو تعبير بألفاظ الشوكاني عن قوله تعالى (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ...) وبالتالي فهو بحث في القدرة المطلقة، وهي من صفات الكمال الواجبة عقلا لله سبحانه وتعالى.

وكلام الآلوسي يشبه كلام الشوكاني

أما الشعراوي، فظاهر كلامه كما تقول ولكن لا ذلك ليس دليلا على صحة هذا المنهج.

والخلاصة، أننا لا مانع أن نتفكر في الحكمة من وجود يوم القيامة لكن ليس لآثباتها

رابط هذا التعليق
شارك

Guest المحقق

ما شاء الله لا قوة الا بالله يا محقق، عندما تهوى تحكم العقل، وعندما يختلف الهوى يختلف الموقف

 

أولا نقاشك هذا أيضا ليس علميا أنت لا تناقش رأيي في المسألة وتناقش شخصي ، على العموم ليس بحثي

 

نعم أرفض هذه الصورة عن رسول الله ، وكان هذا في بحث اخر

 

تقول أنني أرفض العقل إن خالف الهوى ، أنا قلت لك أساسا أن هذا البحث ليس بحثا عقليا ، وليس هذا بدليل ولا بشبه دليل على اليوم الاخر عدا أن يكون ( حتميا ) كما جاء في عنوان الموضوع

 

هذه الأمور إن شئت فسميها أمور نستأنس بها وليست ( براهين حتمية )

 

وأرجوا أن لا تأخذ الأمور بهذه الحدّة لغضبك من أمور أخرى ناقشتها في المنتدى ( ناقش الأفكار ولا تناقش الأشخاص )يا سيدي المشرف

رابط هذا التعليق
شارك

أنا لم اناقش في شخصك، لا في لون عينيك ولا حسن هندامك

 

نحن يا أخي، بشكل صريح، قبل أن نقرر طرد عضو نهائيا من المنتدى، نحاول أن نعطيه فرصة، وأن نلفت نظره الى حقيقة واقعه وطبيعة نشاطه

 

هناك فرق بين أن تناقش الأفكار، وهو ما نرحب به دائما، وبين التصيّد. مشاركاتك بشكل عام هي أقرب الى التصيد منها الى نقاش الأفكار، والمتصيد يقع عادة في التناقضات، اضف الى ذلك أن أسلوبك في الخطاب يفتقر الى اللياقة، وهذا كله لا مكان له في المنتدى

 

يمكنك أن تعتبر هذا انذارا صريحا، لعدم التصيد ولاختيار الاسلوب المناسب في الخطاب

 

وهو ليس شخصيا، كما فهمت، ولا غضبا كما تصورت، هذه صورة أردناها للمنتدى من يومه الأول، نعمل بحسبها بغض النظر عن طبيعة العضو ومكانته وعلمه وحبنا او بغضنا له.

رابط هذا التعليق
شارك

Guest المحقق

لم أكن أعلم أن كلامك في الرد الأول هو انذار - قبل الطرد - على كل حال ، لم تناقش ما قلت ، كل ما قلته أن ما ورد أعلاه ليس دليلا على وجوب وجود يوم اخر وأن هذا كلام وجداني عاطفي ليس إلا ، لم يتم نقاش هذا الأمر وأصبحت مهددا بالطرد من المنتدى ، أتيت بكلام لي في موضوع اخر لا دخل له بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد ولا يتناقض في مضمونه مع ما ذكرت أعلاه

 

على العموم المراقب المنصف يستطيع أن يميز بين الاصطياد والنقاش ، ومن يصطاد ومن يناقش

 

أشكرك

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

اتصور (ولا اقول أعتقد) أن الاختلاف بيننا وبين الأخ أبي المأمون ليس بالكبير

 

فالاعتراض هو في الأساس على العنوان بالقول بالحتمية

 

نرجو من أخينا الكبير ابي مالك صاحب الموضوع توضيح هذه النقطة

 

مع تحياتي

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

أستسمح أستاذنا الكريم أبا مالك و أساتذتنا الكرام لإضافة نقطة أراها مهمة وأرجوا أن يعطوا رأيهم بها

والمسألة هي :

صحيح أن الايمان بالآخرة وباقي الأمور الغيبية التي لا ندركها دليلها نقلي

إنما قد يواجه الدليل النقلي بمعارض عقلي فإن كان المعارض العقلي يقيني فهذا يعني أن الدليل النقلي إما غير صحيح أو يجب تأويله

وإن كان غير يقيني ولا صحيح فيجب تبيانه عقلا لكي لا يقدح في الدليل النقلي فيصبح شبة يجب تدميرها

وفي مثال الإيمان بالآخرة فإن الشبهة العقلية التي أوردها الكفار هي استحالة عودة الحياة بعد الموت وبعد أن نصير ترابا وهذه الاستحالة هي شبهة عقلية

فلزم تبيان أن إعادة البعث غير مستحيلة عقلا لكي تسقط تلك الشبهة ولكي لا يقدح في الدليل النقلي الذي يثبت حصول البعث

هذا والله أعلم

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

كلام رائع أخي متعلم

 

عند البحث في العقائد وحتى يكون فهم دلالة النصوص قطعيا لأخذها في العقيدة، هناك بحث في أصول الفقه يسمى (ما يخل بالفهم)، وهو يشترط وجود عشرة أمور لا بد منها لإفادة القطع ومنها المعارض العقلي.

 

وبالتالي لا بد من بحث: هل يتعارض الايمان النقلي مع العقل أم لا؟ حتى يكون الايمان بالنقل جازما، وهو كما ذكر أخونا متعلم أعلاه.

 

أما بالنسبة للاحكام الشرعية فلا يرد بحث هذا الأمر أي المعارض العقلي، وإنما يرد بحث العلة والحكمة والفائدة

 

ويوجد في كتاب "النظام الاجتماعي في الإسلام" بحث مفصل لهذا الأمر تحت باب تعدد الزوجات والله أعلم.

 

وعليه وبما أن أخانا أبا المأمون قد ذكر لفظ الحكمة في كلامه عند قوله:

 

والخلاصة، أننا لا مانع أن نتفكر في الحكمة من وجود يوم القيامة لكن ليس لآثباتها

 

فمبحث الحكمة لا يكون في العقائد ولكن يكون في الأحكام الشرعية ويجب أن يكون دليل الحكمة نقليا ولا يخضع للعقل، أما ما يخضع للعقل في الأحكام الشرعية فهو النظر في آثار تطبيق الأحكام الشرعية على الفرد والمجتمع وعلى حلول المشكلات بشكل حقيقي، فيجوز بحث وذكر الآثار والنتائج المترتبة على تطبيق الأحكام الشرعية وأنها العلاج الصحيح بالعقل.

 

والله الموفق وعليه التكلان

 

والحمد لله على نعمه علينا

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

قلبت في رأسي كلامكم، وتوقفكم عند كلمة حتمية، وضرورة، على أساس أن الأمر الذي يوصل إلى القناعة بأن الأمر حتمية أو ضرورة إنما هو دليل، وبالتالي فكأننا نقول بأن على القيامة أدلة عقلية، وهو ما نفيته في أول الكلام، وبينت فيه أن المقصود ليس إثبات القيامة بالعقل، بقدر ما هو التفكر والتدبر في انسجام مفهوم يوم القيامة مع مفهوم العدل، ومع مفهوم المحاسبة، ومع نظام الكون كله، من باب التدبر والتفكر،

ولا شك أن استعمال الألفاظ حين التنويه على المقصود منها أمر لا ضرر فيه، فلم يرد القول: الدليل على يوم القيامة، أو البرهان على يوم القيامة من خلال العقل.

بالنسبة للمعارض العقلي، فليس بدقيق مع تفضلتم إليه من خلال إنزاله على هذا الموضوع، إنما موضوعه دلالات الألفاظ في إطار الدليل على العقيدة ينبغي أن لا تتعارض مع الحس، وهذا كله لا مجال لإنزاله هنا، لأن دليل القيامة النقلي قطعي لفظا ومعنى ولا مجال للتعارض مع الحس فيه ليقال إنه يتناقض مع المعارض العقلي.

 

أما التوصل من العدل إلى القيامة، فبرأيي أيضا أنه لا يصلح، لأنه فرق بين عدل الله تعالى، والعدل في مفهوم البشر،

هذا وإن كان عدل الله تعالى، له متعلقات بنا كبشر نحس بها، كما للرزق متعلقات بنا، نلمسها في واقعنا من خلال ما يأتينا من رزق الله تعالى، إلا أن العدل والرزاق والرحمن، فيها شق متعلق بالله تعالى، لا نعرف عنه ولا نستطيع التفكير فيه،

والشق المتعلق بنا لا يصلح دليلا على قطعية القيامة، لأن عقولنا قاصرة عن إدراك جوانب كثيرة من متعلقات العدل مثلا، لا نستطيع معها فهمه، كسؤال من يسأل عن توزيع النعم بين البشر، والتساوي فيها، كمثال امرأة فقيرة معدمة محرومة غير مسلمة ماتت، لا يستطيع العقل أن يحدد نعما أنعمت عليها مكافئة لغيرها من البشر، لا يستطيع العقل إلا أن يقول أن الله بعدله المطلق لا يظلمها مثقال ذرة، ولكنه يعجز عن الفهم وهو غير مطالب بأن يحلل أو يحاكم عدل الله وفقا لقدراته المحدودة

إذن، فكما ترى أن المتعلق بنا كبشر قد يصل إلى مرحلة من عدم القدرة على الوصول من خلاله إلى الوصول إلى التدليل على حصول العدل في الدنيا، فإنه لا بد من التعلق بالشق الإلهي الذي أخبرنا فيه رب العزة أنه لا يظلم مثقال ذرة حتى نقطع من خلاله إلى ضرورة القيامة، وبالتالي رجعنا لأن تكون الأدلة نقلية على القيامة.

 

إذن فالخلاصة أن أدلة القيامة نقلية، ولكن هذا الموضوع ليس من باب التدليل على القيامة، ولكنه من باب الفهم والتدبر

والله تعالى أعلى وأعلم

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

بارك الله في أخينا أبي مالك على التوضيح

 

لكن التوضيح أوجد إشكالا آخر

 

فأنت تقول:

وبينت فيه أن المقصود ليس إثبات القيامة بالعقل، بقدر ما هو التفكر والتدبر في انسجام مفهوم يوم القيامة مع مفهوم العدل، ومع مفهوم المحاسبة، ومع نظام الكون كله، من باب التدبر والتفكر،

 

ولكنك عندما استعرضت ادلة انسجام مفهوم يوم القيامة مع العقل في نظرته للعدل وللمحاسبة ولنظام الكون،

 

ذكرت التالي:

 

أما التوصل من العدل إلى القيامة، فبرأيي أيضا أنه لا يصلح،

 

والإشكال الذي لاح لي في أقوالك هو أنك ترى أن الاستدلال بمفهوم العدل على يوم القيامة لا يصلح، وأنا اود أن أعبر عن تحفظي على هذه العبارة. فأرى أن القول بالحتمية والضرورة العقلية على يوم القيامة من خلال الأدلة العقلية غير دقيق والقول بأن مفهوم العدل لا يصلح دليلا على يوم القيامة أيضا غير دقيق.

 

والذي يحسن بنا قوله هو أن العقل لا يستطيع الجزم بيوم القيامة بأدلة من عنده مستقلة عن الأدلة النقلية، فليس هناك من دليل عقلي يقطع بوجود يوم القيامة لذلك فلا ضرورة ولا حتمية في أمر يوم القيامة من ناحية الأدلة العقلية. وكذلك لا يتعارض العقل من القول بوجود حياة أخرى ويوم قيامة يحاسب فيه الناس وتتحقق فيه العدالة بالثواب في الجنة للمؤمنين الطائعين والعذاب في الناس للعاصين والكافرين. بل إن العقل يرجح جانب وجود يوم القيامة على جانب من ينفيه وذلك بأدلة عقلية بغلبة الظن. ولكن لما كانت العقيدة لا يكفي فيها غلبة الظن بل الجزم واليقين هو المطلوب كانت الأدلة العقلية على وجود يوم القيامة والحياة الأخرى غير كافية للاستدلال على يوم القيامة

 

فالعقل لا يجزم بيوم القيامة، ولكنه لا ينفيه، بل يرجح جانب وجوده على جانب إنكاره.

 

ويؤيد هذا الفهم تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)غافر 28

 

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة : تَنَزَّلَ مَعَهُمْ فِي الْمُخَاطَبَة في قوله تعالى"وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ " وهذا يعني : إذا لم يظهر لكم صحة ما جاءكم به فمن العقل و الرأي التام و الحزم أن تتركوه و نفسه فلا تؤذوه ؛ فإن يك كاذباً فإن الله سبحانه و تعالى سيجازيه على كذبه بالعقوبة في الدنيا و الآخرة، و إن يك صادقاً وقد آذيتموه يصبكم بعض الذي يعدكم ؛ فإنه يتوعدكم إن خالفتموه بعذابٍ في الدنيا و الآخرة .

 

والحمد لله أولا وأخيرا، وله الثناء الحسن في الدنيا والآخرة

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

مداخلة أبي مالك الأخيرة صحيحة، وخاصة القول أن الاستدلال بمفهوم العدل على يوم القيامة لا يصلح. يعني لا يصلح دليلا على إثبات يوم القيامة.

أما تحفظ الأخ يوسف على ذلك ثم انتهاؤه بقول :(بل إن العقل يرجح جانب وجود يوم القيامة على جانب من ينفيه وذلك بأدلة عقلية بغلبة الظن. ولكن لما كانت العقيدة لا يكفي فيها غلبة الظن بل الجزم واليقين هو المطلوب كانت الأدلة العقلية على وجود يوم القيامة والحياة الأخرى غير كافية للاستدلال على يوم القيامة) فقد جعله في ارتباك.

حيث أن دليل العقيدة يجب أن يقوم لوحدة، أعني أننا لا نقول إن الدليل غير كاف، أو إن الدليل يوصل إلى غلبة ظن فنحتاج أن نبحث عن شيء آخر لنكمل الاستدلال أو نقوي غلبة الظن. فإذا كان الدليل غير كاف لإثبات أمر من العقيدة فهذا يعني أنه لا يصلح دليلا على العقيدة، وانتهى.

 

أما موضوع الحكمة، فلا أقصد التفكر في الحكمة من الأيمان بيوم القيامة، فهذا ليس موضع بحث، ولكن حكمة الخالق من جعل يوم القيامة موعدا للحساب.

تم تعديل بواسطه أبو المأمون
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

أشكرك أخي أبا المأمون على مداخلتك الأخيرة

 

أنا أفهم بالضبط ما قلته وما قاله الأخ أبو مالك

 

ولكن لاحظ واصغ سمعك:

 

إذا كانت هذه هي خلاصة الموضوع فهذا يعني أن بحث أخينا أبي مالك من الأصل لم يكن له داعٍ ولما كان عليه فتح باب كهذا، ولكان -غفر الله له- وفَّر علينا كل هذا العناء والنقاش!!!

 

ولكن لاحظ واصغ السمع ثانية:

 

ما ذكرته لكم من أن الاستئناس بالأدلة الظنية في أمور العقيدة لا مشكلة فيه، من حيث أنه يعاضد وينسجم مع الأدلة النقلية، وبالتالي يكون البحث فيه بهذا المعنى وبهذه الضوابط مجديا ومثمرا ولا مشكلة فيه!!

 

هل أدركت الفرق بين كلامي وكلامك أخي أبا المأمون؟

 

مع تحياتي لكم

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

من نعائم الله علينا ان ارسل الينا دينا لا يتنافر وحاجاتنا العضوية وغرائزنا

فأباح لنا الأكل، والسير، والتجارة ،والزواج،والانجاب وغيره الكثير الكثير، والاهم من هذا كله انه عز في ملكوته جعل دينه يؤخذ بالعقل في أصله فكان أن آمنا به ربا والها واحدا،والنقطة الاخيرة في رأي المتواضع اهم من سواها. فجاء دينه عز وجل بتفهم مسبق لما يصلح هذا الانسان ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) !!

مناسبة ما سبق ان البشر لديهم ميل غريزي الى النفور من الخطأ، والنحو الى الصواب، وفوق ذلك فان فكرة محاسبة المذنب ومن ثم عقابه فكرة متجذرة لديهم،لايمكن لانسان ان ينفيها.

وهذه الاخيرة لا يصح ان تناقَش من زاوية دليلها ،بل نقاشها يكون من زاوية وجودها وتأثير هذا الوجود على حياة الانسان وسعادته ،ومدى تأثيرها على طمأنينته.

ومنه جاءت ايات القرءان الكريم ذات العلاقة،فتحدثت عن البعث والحساب والعقاب في خضم ( نقاش) جحود الكفار بربهم،فلم يستطيعوا ان يعترضوا او ينكروا موضوع البعث والحساب والعقاب، لسبب بسيط ان هذه الاشياء مغروسة في النفس البشرية.

ونقاشها من ناحية انها اما ان تكون قطعية عقلا او غير قطعية من جهة العقل لايصح ابتداء، وهواخراج لها عن سياقها،والقرءان لم يتناولها من هذه الزاوية ابتداء.

بل كان تناولها من زاوية تناغم يوم القيامة والذي هو يوم الحساب مع ما يتركز لدى النفس البشرية بخصوص ايجابية الحساب والعقاب

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان نقاش يوم القيامة ات من ناحية اثبات القدرة للخالق عز وجل، -وهذه نقطة فصل الاخوة فيها بارك الله بهم ولهم،-ذلك ان الكفار انكروا يوم الاخرة فكان التبيين لهم بانه يكون،ولم يستطيعوا على قدرتهم في الخطاب ان ينفوا ، لان مفهوم الحساب والعقاب لديهم كبشر متأصل، وقد كان الرد من الخالق بخصوص مكابرتهم ان ذكر لهم ما هو متأصل لديهم ابتداء، ولم يأت لهم بدليل، ولو ان الموضوع يحتاج لدليل لذكره عز وجل،

ولا هم حين خاطبهم القرءان بآياته قالوا هذا ليس بدليل ، لان الموضوع لا يحتاج لاستدلال يقطع الظن ، فهم في قرارة انفسهم لا يمكن ان ينكروا ايجابية الحساب

وقدرة الله قد اتضحت بالخلق الاول ، فتتحق قدرة البعث وقدرة الحساب وقدرة العقاب - امكانا-.

خذوا هذا المثال بخصوص ايجابية الحساب والعقاب وايجابية العدل وسلبية الظلم عند البشر:

هب انك تقدمت لاجتياز امتحان، كان في الامتحان شخص يغش،وبعد ان صدرت نتيجة الامتحان رسبت انت وتفوق هو،او انه على الاقل جاوزت درجاته درجاتك،

ماذا يكون حينها تفاعلك مع الموضوع!

الشعور بالظلم

الذي هو ضد العدل

فمن تلوم!

قطعا تلوم المراقب

سواء غفل او تغافل فهو الملوم ، وحده هو الذي ستصب عليه جام سخطك

هذا في امتحان

فما بالكم بحياة فيها قتل وظلم وتعد ومظالم

 

مودتي

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...