اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

التعارض بين: استحالة الرؤية فلكيا، وشهادة الشاهد:


أبو مالك

Recommended Posts

قبل الخوض في الموضوع، أحببت أن أوضح شأنا بشأن قيمة شهادة الشاهد في الشرع، ثم أعرج على المسألة المبحوثة فقهيا في المداخلة التالية ان شاء الله:

 

كيفية الاجتهاد وفهم النصوص الشرعية

 

 

 

 

الاجتهاد هو بذل الوسع في تحصيل غلبة الظن بأن الحكم الشرعي في مسألة ما هو كذا.

على وجه يعجز معه المجتهد عن المزيد فيه.

ويكون بالاتيان بكل النصوص الشرعية المتعلقة بالمسألة المبحوثة، وفهم دلالات الألفاظ فيها، وأنواع هذه الدلالات، والبحث في الناسخ والمنسوخ من هذه النصوص، العام والخاص، المطلق والمقيد وفقا لأصول الفقه في التعامل مع هذه النصوص.

... ثم بعد أن يعرف حكم الله في هذه المسألة، مثلا أن حكم الله في الخمر أنه حرام

يأتي إلى فهم الواقع المطلوب إنزال الحكم الشرعي عليه

مثلا هل العطر خمر؟ هل المخدرات خمر؟

واقع جديد مجهول الحكم نريد أن نفهم هل ينطبق عليه حكم معلوم وهو حكم الخمر ، هل يندرج تحته أم لا

يجري المجتهد البحث في واقع الخمر ما هو؟ بأي شيء يوصف الشيء بأنه خمر شرعا؟ الإسكار مثلا، هل حدد الشرع كمية أدنى مثلا ؟ هل وهل؟

يضع المجتهد الأسئلة التي تلزم لفهم هل يندرج هذا الواقع الذي نبحث له عن حكم شرعي تحتها أم لا

ثم ينزل الحكم على الواقع فيحصل الاجتهاد

ما هو دور العقل؟

 

العقل في العقيدة دوره أن يكون حكما، فيحاكم القضايا حتى يتوصل إلى القناعات بأن وجود الله حقيقة وعليه أدلة، فيعتقده، ومطلوب منه شرعا أن يفكر ويتدبر ويقيم الأدلة

ويحرم شرعا إيمان التقليد،

بمعنى أن المقلد في إيمانه آثم وليس بكافر، لأن الشرع طلب منه أن يفكر هو ويستدل هو بما يوصله إلى القناعة

أما في الأحكام الشرعية فالعقل ليس بحكم، بمعنى أنه آلة للفهم، لفهم النصوص وإنزالها على الواقع ليفهم مراد الشارع منه

أبسط دليل: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

وقوله تعالى: أيحسب الانسان أن يترك سدى؟

الإمام الشافعي يقول ما معناه: أن من لم يؤمر وينه في مسألة فهو في تلك المسألة في مقام السدى

والله ينفي أنه ترك الناس في مقام السدى

والله بين أنه سيسألهم عن اتباع أمره في مثقال الذرة

وابن حزم أقام الحجة على فهم حديث معاذ

 

بأن الرسول عليه سلام الله لما أذن له بأن يجتهد برأيه ولا يألوا

أن معناه أن يجتهد في ضمن آلية الاجتهاد في النصوص الشرعية، بدليل أن هذا الأمر ليس لمعاذ وحده

فإن كان لكل امرئ أن يجتهد رأيه الشخصي، أي حكم عقله في المسائل، فعلى أي منها سيحكم الله على فلان بأنه في النار وعلى فلان بأنه في الجنة؟

فكل من يتبع رأي عقله يكون قد فعل الخير فلا شر إذن، ولا عصيان لأمر الله، فلا عقوبة إذن

وهذا دليل دامغ على أن الشارع يعاقب على عصيان أمر الشارع لا على اتباع العقول والأهواء

وقال تعالى: ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض

يعني لو ترك الشرع للناس ليشرعوا على أهوائهم لفسدت السموات والأرض

ولذلك لم يترك أمر التشريع للناس، بل أوجب عليهم أن يتبعوا في كل أمر حكم الله وحكم رسوله

إذا فرغنا من هذا انتقلنا إلى مسألة الشهادات

لنفهم أن مراد الشارع يتعدى إلى ما لم يفكر فيه بعض الناس في مثل هذه القضايا

فأقول:

 

قاض في الأندلس رآى أن العقوبة المرتبة على شخص غني بأن يعتق الرقاب، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، سهلة عليه، فرآى قلب الترتيب، فجعل عليه الصيام شهرين لتكون عقوبة صعبة ثم العتق

لم يفطن هذا القاضي إلى أن الشارع جعل من هذا الأمر بابا لعتق الرقاب، فنسي أن عبيدا بانتظار عتقهم من هذا الباب، وتفكر فقط في ذلك الذي يفعل المنهي عنه، وتغليظ العقوبة عليه

إذن:

فالشاهد هنا أن الشارع حين رتب أحكاما معينة بأوضاع معينة فإن العقل لا يصح له أن يتجاوزها إلى غيرها، لأن الشارع لم ينس ولم يغفل ولم يجهل بأن الواقع سيصبح كذا أو في ظرف ما سيكون أسهل على الجاني أن يفعل الفعلة لأن العقوبة بالنسبة له سهلة

مثال ثان:

 

شدد الشارع في مسألة الشهادة على الزنا، فجعله أربعة شهود، إكراما للمرأة، وللرجل، بأن لا يتهما بسهولة، فإنه من العسير جدا أن يحصل في الواقع أن يشاهد أربعة واقعة زنا

ثم إن تبين أن الشهود أو أحدهم كاذبين، فمنع قبول شهادتهم أبدا

اسقط عدالتهم، واسقط شهادتهم

حفاظا على كرامة الناس في المجتمع من أن يتعرضوا للقذف، فإن لم يقم الشهود بإثبات شهادتهم على نحو صحيح سقطت عدالتهم

وهذا أبو بكرة رضي الله عنه من الصحابة شهد ولم يستطع إثبات شهادته، وأسقطت شهادته في المجتمع

فتساءل الفقهاء: هل هناك فرق بين من يشهد وهو صادق، ومن يشهد وهو كاذب ؟

سأقول بعد قليل ما قاله الفقهاء في مثل هذه الحالة

لكن ما أريدكم أن تتفكروا فيه، هو رفع قيمة الشخص في المجتمع بحيث أن التعدي على كرامته بقذفة جريمة تجعل من يفعلها ساقط العدالة في المجتمع أبدا، فلا تقبلوا منهم شهادة أبدا

فما دخل هذا بقضية الهلال؟

سأقول لكم الآن

 

لقد رفع الله من قدر المسلمين أفرادا إلى درجة أن شهادة الواحد منهم بأنه رآى الهلال ملزمة للأمة كلها بأن تصوم بناء عليها

هذا هو قدرك عند الله

لأنك مسلم، تستحق أن تعامل هذه المعاملة الكريمة

كما أن من يعتدي على حرمتك فيقذفك يستحق أن تسقط شهادته وأن يجلد

فإن قيمتك أيضا عالية سامقة بأن شهادتك تلزم الأمة بالصوم

كما كان الصحابة رضوان الله عليهم: يجير بذمتهم أدناهم

لو أجار مسلم واحد ملكا من ملوك الفرس أو الروم للزمت ذمته للمسلمين فيجيرون من أجار

هذه الأمور غابت عن أذهانكم وأنتم تحاكمون شهادة العدول المسلمين

الشارع رفع أقداركم فلا تجعلوها موضع اتهام

كما جعل في الكفارة عتق الرقبة مقدما كي يجعله سبيلا لتلك الرقاب لتعتق

وكما رفع من قيمتك بأن من يقذفك يجلد وتسقط عدالته

وكما أن مت يقتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا

هذه النصوص كلها ترفع أقدارنا بأن تجعل وزن شهادتنا على مستوى الأمة كلها

 

ارفع رأسك عاليا: فهذا مقدارك عند الله لأنك : مسلم

رابط هذا التعليق
شارك

أعجبني ماكتبته أخي أبا مالك, وذكرني بالقدر الذي رفعه الله للمرأة المسلمة الطاهرة - قرة عين الرجل- فلا يوجد دين أو ملّة على وجه الأرض جعل من يموت دفاعًا عنها شهيدًا, مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم:" من مات دون عرضه فهو شهيد.". فأنعم بها من مكانة, وأنعم بها من شهادة.

رابط هذا التعليق
شارك

لقد رفع الله من قدر المسلمين أفرادا إلى درجة أن شهادة الواحد منهم بأنه رآى الهلال ملزمة للأمة كلها بأن تصوم بناء عليها

هذا هو قدرك عند الله

لأنك مسلم، تستحق أن تعامل هذه المعاملة الكريمة

كما أن من يعتدي على حرمتك فيقذفك يستحق أن تسقط شهادته وأن يجلد

فإن قيمتك أيضا عالية سامقة بأن شهادتك تلزم الأمة بالصوم

كما كان الصحابة رضوان الله عليهم: يجير بذمتهم أدناهم

لو أجار مسلم واحد ملكا من ملوك الفرس أو الروم للزمت ذمته للمسلمين فيجيرون من أجار

هذه الأمور غابت عن أذهانكم وأنتم تحاكمون شهادة العدول المسلمين

الشارع رفع أقداركم فلا تجعلوها موضع اتهام

كما جعل في الكفارة عتق الرقبة مقدما كي يجعله سبيلا لتلك الرقاب لتعتق

وكما رفع من قيمتك بأن من يقذفك يجلد وتسقط عدالته

وكما أن مت يقتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا

هذه النصوص كلها ترفع أقدارنا بأن تجعل وزن شهادتنا على مستوى الأمة كلها

 

ارفع رأسك عاليا: فهذا مقدارك عند الله لأنك : مسلم

رابط هذا التعليق
شارك

الحقيقة أن هنالك مشكل، وهو أن الحسابات الفلكية قد تقطع بأن الرؤية في اليوم الفلاني مستحيلة،

وهنا لا بد أن أوضح أن هنالك فرقا بين أمرين:

أولا: تولد الهلال

ثانيا: إمكانية رؤية الهلال بالبصر

أما تولد الهلال، فقليلا ما تجد من يدافع عن جعل الحسابات الفلكية التي تبين متى يتولد بداية للشهر

لأن الشرع لم يجعل دخول الشهر بتولد الهلال، بل جعله برؤية الهلال

لكن مسألة أن تقول الحسابات الفلكية بأن الهلال في تلك الليلة لم يبلغ من العمر ما يجعل رؤيته بالبصر ممكنة

أو أن موقعه في السماء يطغى عليه مثلا نور غيره من الكواكب، أو يظهر في ذلك الموقع كوكب كزحل مثلا (كما حدث قبل عام حين أثبتت السعودية الشهر وتراجعت عن الاثبات بعد أن تبين أن ما رؤي هو زحل) ... الخ

أقول: القضيتان مختلفتان

فالسؤال الذي يطرح نفسه: لو جاء شاهد إلى القاضي، وقال أنه رآى الهلال، والقاضي يعلم أن الحسابات الفلكية تقطع بأن هذه الرؤية مستحيلة، فما هو التصرف الذي يجب على القاضي القيام به إزاء هذه الشهادة؟

لاحظوا مرة أخرى الفرق: ليست الحسابات من أجل أن تقول: تولد الهلال

لكن من أجل أن تقول: أنه لا يمكن رؤيته بالبصر

وأظن الفرق بين الأمرين كبيرا

بعد التفكير في الموضوع، رأيت أن الشهادة، يجب أن يتوثق القاضي من عدالة صاحبها من جهة، حتى يقبلها ابتداء

وكما نعلم من الأصول: أن الأمر مداره هو العمل بخبر الواحد، حتى لو كان مخطئا أو كاذبا طالما أنه عدل

وأن التحقق يكون حين يكون الشاهد فاسقا، حتى وإن أخبر بالصدق:

سيدي الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول:

 

وَأَوْجَبَ اللَّهُ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - عَلَى عِبَادِهِ حُدُودًا وَبَيْنَهُمْ حُقُوقًا فَدَلَّ عَلَى أَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ بِشَهَادَاتٍ وَالشَّهَادَاتُ أَخْبَارٌ وَدَلَّ فِي كِتَابِهِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ أَنَّ الشُّهُودَ فِي الزِّنَا أَرْبَعَةٌ وَأَمَرَ فِي الدَّيْنِ بِشَاهِدَيْنِ أَوْ شَاهِدٍ وَامْرَأَتَيْنِ.

وَفِي الْوَصَايَا بِشَاهِدَيْنِ...

فَكَانَ مَا فَرَضَ اللَّهُ مِنْ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ مُؤَدِّي خَبَرًا كَمَا تُؤَدِّي الشَّهَادَاتُ خَبَرًا، وَشَرَطَ فِي الشُّهُودِ ذَوِي عَدْلٍ وَمَنْ نَرْضَى وَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ لَا يُقْبَلَ خَبَرُ أَحَدٍ عَلَى شَيْءٍ يَكُونُ لَهُ حُكْمٌ حَتَّى يَكُونَ عَدْلًا فِي نَفْسِهِ وَرِضًا فِي خَبَرِهِ،

وَكَانَ بَيِّنًا إذْ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْنَا قَبُولَ أَهْلِ الْعَدْلِ أَنَّهُ إنَّمَا كَلَّفَنَا الْعَدْلَ عِنْدَنَا مَا يَظْهَرُ لَنَا لِأَنَّا لَا نَعْلَمُ مَغِيبِ غَيْرِنَا فَلَمَّا تَعَبَّدَنَا اللَّهُ بِقَبُولِ الشُّهُودِ عَلَى الْعَدَالَةِ عِنْدَنَا وَدَلَّتْ السُّنَّةُ عَلَى إنْفَاذِ الْحُكْمِ بِشَهَادَاتِهِمْ، وَشَهَادَاتُهُمْ أَخْبَارٌ دَلَّ عَلَى أَنَّ قَبُولَ قَوْلِهِمْ وَعَدَدِهِمْ تَعَبُّدٌ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ مِنْهُمْ عَدَدٌ إلَّا،

وَفِي النَّاسِ أَكْثَرُ مِنْهُ وَكَانَ فِي قَبُولِهِمْ عَلَى اخْتِلَافِهِمْ مَقْبُولًا مِنْ وُجُوهٍ مِمَّا وَصَفْت مِنْ كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ قَوْلِ عَوَامِّ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ مَا ثَبَتَ وَشُهِدَ بِهِ عِنْدَنَا مَنْ قَطَعْنَا الْحُكْمَ بِشَهَادَتِهِ إحَاطَةً عِنْدَنَا عَلَى الْمَغِيبِ وَلَكِنَّهُ صِدْقٌ عَلَى الظَّاهِرِ بِصِدْقِ الْمُخْبِرِ عِنْدَنَا،

وَإِنْ أَمْكَنَ فِيهِ الْغَلَطُ فَفِيهِ مَا دَلَّ عَلَى الْفَرْضِ عَلَيْنَا مِنْ قَبُولِ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يُؤْخَذُ عَدَدُ مَنْ يُقْبَلُ خَبَرُهُ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَّا بِأَحَدِ الدَّلَائِلِ الَّتِي قَبِلْنَا بِهَا عَدَدًا مِنْ الشُّهُودِ فَرَأَيْنَا الدَّلَالَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبُولِ خَبَرِ الْوَاحِدِ عَنْهُ فَلَزِمَنَا - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ نَقْبَلَ خَبَرَهُ إذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ كَمَا لَزِمَنَا قَبُولُ عَدَدِ مَنْ وَصَفْت عَدَدَهُ فِي الشَّهَادَةِ بَلْ قَبُولُ خَبَرِ الْوَاحِدِ عَنْهُ أَقْوَى سَبَبًا بِالدَّلَالَةِ عَنْهُ ثُمَّ مَا لَمْ أَعْلَمْ فِيهِ خِلَافًا مِنْ أَحَدٍ مِنْ مَاضِي أَهْلِ الْعِلْمِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَتَابِعِيهِمْ إلَى الْيَوْمِ خَبَرًا نَصًّا مِنْهُمْ وَدَلَالَةً مَعْقُولَةً عَنْهُمْ مِنْ قَبُولِ عَدَدِ الشُّهُودِ فِي بَعْضِ مَا قَبِلْنَا فِيهِ.

 

انتهى

وشارح أصول البزدوي رحمه الله يقول:

بَابُ تَقْسِيمِ الرَّاوِي الَّذِي جُعِلَ خَبَرُهُ حُجَّةً):

وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ خَبَرَ الْوَاحِدِ حُجَّةٌ

فَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ خَبَرٍ وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْقَبُولِ التَّصْدِيقُ، وَلَا بِالرَّدِّ التَّكْذِيبُ

بَلْ يَجِبُ عَلَيْنَا قَبُولُ قَوْلِ الْعَدْلِ، وَرُبَّمَا يَكُونُ كَاذِبًا أَوْ غَالِطًا،

وَلَا يَجُوزُ قَبُولُ قَوْلِ الْفَاسِقِ، وَرُبَّمَا يَكُونُ صَادِقًا، بَلْ الْمَقْبُولُ مَا يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ وَالْمَرْدُودُ مَا لَا تَكْلِيفَ عَلَيْنَا فِي الْعَمَلِ بِهِ ثُمَّ لِلْقَبُولِ شَرَائِطُ بَعْضُهَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَبَعْضُهَا مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَهَذَا الْبَابُ لِبَيَانِ بَعْضِ شَرَائِطِهِ؛ لِأَنَّ حَاصِلَهُ اشْتِرَاطُ كَوْنِ الرَّاوِي مَعْرُوفًا بِالرِّوَايَةِ وَالْعَدَالَةِ وَالضَّبْطِ وَالْفَقَاهَةِ لِقَبُولِ خَبَرِهِ مُطْلَقًا، مُوَافِقًا لِلْقِيَاسِ أَوْ مُخَالِفًا وَلَيْسَتْ الْفَقَاهَةُ فِيهِ شَرْطًا عِنْدَ الْبَعْضِ

انتهى

 

إذن: مدار الأمر ليس التصديق والتكذيب

لكن مداره العمل بخبر الواحد وقبول شهادته

 

طيب:

المشكلة الآن في هذه الشهادة هي مخالفتها للواقع المحسوس، كأن يأتي شاهد في السابع والعشرين من الشهر الهجري ويقول: لقد رأيت هلال الشهر الجديد

لا شك أن القاضي سيقول له بأن الشهر إما أن يكون 29 يوما أو 30 يوما، ولا يمكن أن يكون 27 يوما

 

فهل سيقبل القاضي شهادة الشاهد وهو يعلم استحالة إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة؟

أقول:

بعد التفكير في المسألة، رأيت أن الشاهد من شروطه عند بعض الأصوليين: الفقاهة

فالقاضي يقوم بسؤاله عن الموضع الذي شاهد فيه الهلال، وعن شكله، وعن إمكانيته في تمييز الهلال عن غيره

فإن تبين علمه بما يشهد عليه قبل شهادته حتى وإن لم يكن بالإمكان رؤية الهلال في تلك الأوقات لأن هذا الموعد موعد ترقب للهلال، أي نحن في اليوم 29 والشهر قد يكون 29 يوما أو 30 يوما، فنحن في يوم يمكن أن يكون الهلال فيه في السماء

فشهادة مثل هذا والله أعلم أنها تقبل

لكن إن لم يكن يستطيع تمييز الهلال عن غيره، أو لا يعرف موضع البحث عنه، أو ما هو من الأمور التي تطعن في صحة شهادته

فلا يقبلها القاضي

هذا ما أراه إلى الآن

والمسألة قيد البحث

فمن كان لديه علم فليدل بدلوه مأجورا بارك الله بكم

رابط هذا التعليق
شارك

ملاحظة سريعة.... الحسابات الفلكية هي نتاج أبحاث علمية...و العلوم متغيرة غير ثابتة لمحدودية عقل الإنسان....فمثلا تعلمت أنا أن الذرة تتكون من نواة و إليكترونات حولها فقط ، و لكن منذ أيام إكتشف العلماء وجود أجسام جديدة تحت إسم بوزون هيغز في داخل النواة.

الحسابات الفلكية لحركة القمر حول الأرض و حركة الـأرض حول الشمس مبنية على مشاهدات.

ماذا لو ظهرت مشاهدات جديدة لم يعهدها علماء الفلك؟ مثلا مشاهدات لا تظهر إلا كل كذا ألف سنة مرة واحدة؟ ماذا سيحدث لكل تلك الحسابات الفلكية؟؟؟ أكيد سيتم تعديلها.

ما قصدته هو أن تبقى نظرتنا إلى الأمور العلمية أنها نتاج عقل بشري بناء على ما شوهد إلى يومنا هذا و تجدد المشاهدات يعني تجديد هذا النتاج.

 

أقترح أن نبتعد عن هذه الصيغة التوافقية بين الحسابات الفلكية و الرؤية و لتبقى ثقتنا بأوامر الله أنها هي الوحيدة التي تكفل لنا العيش السليم. فليقتصر البحث على الصفات الواجب توفرها في الشاهد دون تقييم الشاهد بحسابات فلكية التي ربما تجافي الصواب......و الله أعلم

تم تعديل بواسطه توفيق
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

أحب أن أضيف أمرا صغيرا في هذا الموضوع ، وأثني على ما تفضل به الإخوة من قبل

 

إن من يشدد على مسألة الحساب والقدرة العلمية يهدف بالدرجة الأولى - عن قصد ووعي ، أو بدون قصد وقلة وعي - إلى رفع مستوى العلم إلى ما فوق الشرع ، وهي دعوى في حد ذاتها علمانية التوجه ، فنحن ندرك الفارق بين التفكير العلمي والعقلي ونعرف منهج كل منهما ، وندرك أن لكل منهج مساربه ومتعلقاته ومناطاته ، ولا يصح الخلط بينهما . ونعلم أيضا معنى الدليل العقلي والدليل النقلي وتخصص كل واحد منهما في ناحية من المبدأ ..

 

لكن دعاة العلمانية جعلوا الطريقة العلمية في التفكير ، وأسس العلوم مقدمة على غيرها من الأسس

وهذه تنعكس الآن على مسألة الهلال ، فنجد تشبث البعض من المضبوعين بالطريقة العلمية بالحساب ، وتقديمه على الطريقة الشرعية المعتبرة وهي الرؤيا ، بحجج واهية يدركون تماما أنها غير صحيحة من مثل أن على المسلمين تعلم الحساب ، ومتابعة العلوم الفلكية ومواكبة التقدم العلمي وغيره ، وكأنهم لم يعلموا أن المسلمين كانوا الرواد في هذا المضمار فلا يشق لهم غبار حتى الساعة رغم الكمبيوترات والمكبرات ..

 

أقول إنه لا بد من التركيز على إرجاع الأمور إلى نصابها في المسائل الشرعية ، التي يقدم فيها الدليل النصي (النقلي ) ويعمل بمنطوقه ويجتهد في مفهومه ، ولا يعطل بحجة عقلية أو منطقية

 

والله ولي التوفيق ،

 

والهلال القادم بإذن الله لن يختلف عليه المسلمون ، لأنه سيطل على الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها وحدة واحدة يعلم أهل المغرب أن غدا أول أيام العيد لأن الهلال رآه مسلمان في أندونيسيا ، أو ماليزيا ، فيتهيؤون للعيد في ضحى يوم رمضان الأخير

 

إن شاء الله تعالى

رابط هذا التعليق
شارك

صحيح أن هناك فارقًا بين المنهج العقلي والمنهج العلمي في التفكير -أخي سيف الحق-, إلا أن المنهج العلمي أصله المنهج العقلي, كما أنني لا أرى أن الموضوع المطروح من الأخ أبي مالك حول جزئية محددة من النظرة الفلكية, يقصد منه رفع مستوى العلم فوق الأحكام الشرعية, ويصبح خادمًا للعلمانية بقصد أو بدون قصد, كما أنني لا أتصور المسألة صراع بين ما يقوله الشرع وما يقوله العلم.

 

وبصيغة أخرى نحن لا نريد أن يكون الحساب الفلكي ناسخا للحكم الشرعي في ثبوت رؤية الهلال, وفي نفس الوقت فالقول بأن رؤية الهلال مع وجود أدلة على استحالة رؤيته فيها وجهة نظر محترمة تستحق أن تبحث من الناحية الشرعيًة.

 

فما تفضل به الأخوة من حالات التثبت من الشاهد (حال كونه عدلا أو فاسقا) عندرؤيته الهلال خاضع لأحكام الشرع وليست المسألة مسألة حساب فلكي. كما أن بحث فقاهة الشاهد في الموضوع الذي يريد أن يشهد فيه ( وهو رؤية الهلال ) أيضا هو من قبيل إعمال شروط الشاهد شرعًا.

 

ولكن يبقى عندي تساؤل: ماذا لو قام رجل عدل عنده فقاهة برؤية الهلال مع استحالة رؤيته بالعين حسابيًا, ألا نقول أن الرؤية في هذه الحالة ظنيَة وقد دخل على الشاهد الوهم والحسابات- التي تتعلق بالرؤية فقط وليس بالتولد- قطعيَة؟

رابط هذا التعليق
شارك

لو اجتمعت كل علوم الدنيا، فلكية وفيزيائية ومعها الكيميائية والبيولوجية ووووو

 

ولو أجمع كل علماء الارض ومعهم علماء الدين على ان غرة الشهر غدا مثلا

 

معتمدين بذلك على الحسابات الفلكية والعلوم المجردة فلا يبدأ شهر الصيام

 

الا اذا شهد مسلم برؤية الهلال، لانها هي الرؤية الشرعية التي بها نقتدي

 

اخواني :

 

اتعلمون لماذا ؟

 

لان الله هكذا حكم .. ولا عبرة لغير حكم الله التي تقتضي رؤية الهلال

 

ولان قول الرسول عليه الصلاة والسلام واضح وضوح الشمس :

 

( فان غم عليكم فاكملوا عدة الشهر ثلاثين )

 

أوتعلون ما معنى هذا الكلام ؟

 

معناه ان الهلال قد يكون قد تولد ولكنه غمّ علينا لاسباب معينة ترجع الى قضاء الله سبحانه

 

الذي اراد بقضائه ان يبدأ الشهر بعد غد وليس غد وهو الذي لا يسأل عما يفعل

 

ولذلك لا عبرة لكبر الهلال وارتفاعه بعد اليوم الاول او الثاني

 

لانه قد يتبين من ارتفاع الهلال في السماء بعد يومين انه ابن ثلاثة وليس ابن يومين

 

حتى لو تبين ذلك فلا عبرة لها لان قضاء الله قد تمّ ولا يتوجب علينا اعادة يوم صيام

 

هذا هو حكم الله في المسألة وهذا هو الحكم الشرعي المعتبر

 

أعجب ذلك علماء الارض ام لم يعجبهم كله سواء بالنسبة لنا المسلمين

 

والله تعالى اعلم

 

 

 

 

.

تم تعديل بواسطه حليم
رابط هذا التعليق
شارك

ان القاضي يقضي بالشهود لا بعلمه

فقد يرى القاضي اثنين يزنيان و يأتي شاهدين ليقولا ان فلان و فلانة زنيا، فان حكمه سيكون العقوبة على الشهود مع انه يعلم انهما صادقين و ان الاثنين زانيان.

رابط هذا التعليق
شارك

لو اجتمعت كل علوم الدنيا، فلكية وفيزيائية ومعها الكيميائية والبيولوجية ووووو

 

ولو أجمع كل علماء الارض ومعهم علماء الدين على ان غرة الشهر غدا مثلا

 

معتمدين بذلك على الحسابات الفلكية والعلوم المجردة فلا يبدأ شهر الصيام

 

الا اذا شهد مسلم برؤية الهلال، لانها هي الرؤية الشرعية التي بها نقتدي

 

اخواني :

 

اتعلمون لماذا ؟

 

لان الله هكذا حكم .. ولا عبرة لغير حكم الله التي تقتضي رؤية الهلال

 

ولان قول الرسول عليه الصلاة والسلام واضح وضوح الشمس :

 

( فان غم عليكم فاكملوا عدة الشهر ثلاثين )

 

أوتعلون ما معنى هذا الكلام ؟

 

معناه ان الهلال قد يكون قد تولد ولكنه غمّ علينا لاسباب معينة ترجع الى قضاء الله سبحانه

 

الذي اراد بقضائه ان يبدأ الشهر بعد غد وليس غد وهو الذي لا يسأل عما يفعل

 

ولذلك لا عبرة لكبر الهلال وارتفاعه بعد اليوم الاول او الثاني

 

لانه قد يتبين من ارتفاع الهلال في السماء بعد يومين انه ابن ثلاثة وليس ابن يومين

 

حتى لو تبين ذلك فلا عبرة لها لان قضاء الله قد تمّ ولا يتوجب علينا اعادة يوم صيام

 

هذا هو حكم الله في المسألة وهذا هو الحكم الشرعي المعتبر

 

أعجب ذلك علماء الارض ام لم يعجبهم كله سواء بالنسبة لنا المسلمين

 

والله تعالى اعلم

 

 

 

 

.

على رسلك أيها الحبيب, فإننا لم نقل أن نستبدل ثبوت الشهر بالحسابات الفلكية دون الرؤية الشرعية, لم يقل أحد هذا الكلام مطلقًا. اتمنى عليك أن تعيد ما قرأته من مشاركات في هذا الموضوع. تم تعديل بواسطه باشق
رابط هذا التعليق
شارك

الله يرضى عليك اخي الباشق

 

مشاركتي يا رعاك الله لم تكن الا تعليقا برأي

 

وانا لست ممن تحسبهم متهورين

 

قرأت جميع المشاركات واخذت موقفا من الشباب لفتح هكذا موضوع اراه محسوما

 

ولا حاجة لنا بفتحه حتى لو كان صاحبه ابو مالك

 

احترامي وتقديري

 

 

 

 

.

رابط هذا التعليق
شارك

نقاش اي قضية لا يخرج عن امرين

الفهم الكلي , او النظرة العامة للقضية محل البحث

والثاني تفصيلاتها , واخص الناحية العملية

النقاش في مثل هذه الامور الاصل فيه انه يبحث في تفاصيل القضية , وليس في النظرة العامة عنها

فالكل ها هنا يأخذ بالفهم الشرعي المنبثق عن صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته

هذه هي النظرة العامة المتصلة بالموضوع

ولا اظن صاحب الوصلة يناقشها

فلم يبق الا التفصيلات

هنا مسألة احببت ان اطرحها من باب واضرب لهم مثلا

وهي ان القاضي الذي يأتيه رجل ويخبره بان اخاه المتوفى سرق ماله

فمن الطبيعي ان يرفض القاضي الدعوى

لان المتوفي لا يسرق

فالبحث في تفاصيل الواقع مهمة

ولفهم الواقع يندب سماع اراء المختصين من التجريبيين وغيرهم, وذلك لمساعدة القاضي في فهم الواقع محل المسالة , وليس لتحديد الحكم الشرعي, لان اصدار الحكم هو من اختصاص القاضي وليس من اختصاص التجريبيين, والضد يصح في فهم موضوع تولد الهلال وامكانية رؤيته .

وقد كان القضاة يتحسسون مدى معرفة من يدعي رؤية الهلال عن طريق بعض النقاط(العلمية) لان المسألة تتطلب ذلك

فسماع رؤية التجريبيين بخصوص مسألة امكانية رؤية الهلال في يوم ما في رقعة جغرافية معينة , اقول السماع من حيث هو السماع امر محمود, وهو ينم عن سعة صدر وتقدير عال للامور, والاولى اهم .

فلا يعقل ان يأتي احدهم في ليلة 26 والعشرين لخبر بانه رأى (الهلال) ثم يُقبل منه ما قال, لانه عدل وكفى.والفقهاء في عصر النهضة حالهم من هذا .

 

اهم نقطة في الموضوع هو ان يتعود الشباب على سعة الصدر في مثل هذه المواضيع التي تشكل قلقا للعامة , لانها من امور الرعاية .

وحتى لو اختلفنا مع التجريبيين في الزاوية التي ننظر الى القضية منها فلا يصح ان نُظهر ذلك, لان هؤلاء التجريبيين وان كان ديدنهم البحث بالطريقة العلمية , الا انهم مسلمون , ولا نظن بهم الا خيرا, فالمشكلة ليست في قلوبهم بل في عقولهم.ناهيك ان ظهور المسألة انها اختلاف بين الفقهاء والعلماء (التجريبيين) في هذه الحقبة من الزمان ليست مناسبة , ولا تفيد في نهضة , الامة .

والله اعلم

تم تعديل بواسطه المداوي
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

لقد أزعجتني هذه المسألة قبل حوالي عشر سنوات ، وقررت أن أقرأ ما يقوله علم الفلك حول هذه القضية، فطفقت أبحث عن مراجع علمية حول هذه القضية وبدأت بمراقبة الأهلة والشمس ومواقيت الصلاة، وقد وجدت أن هنالك مغالطات في المسألة وتلبيسا على الناس.

 

فعلم الفلك يستطيع أن يحدد لك مواقيت الخسوف والكسوف بدقة متناهية، وكذلك موقع القمر والنجوم في القبة السماوية، ويستطيع تحديد تولد الأهلة لألف سنة قادمة، كل هذا صحيح إلى درجة ما، ودعنا نقبل ذلك.

 

لكن التلبيس على الناس أن يقال لهم إن علم الفلك يستطيع أن يحدد رؤية الأهلة الجديدة بناء على أنه يستطيع تحديد موقع القمر في القبة السماوية، ويستطيع تحديد وقت تولد الهلال بدقة، وهذا غير صحيح على الإطلاق وهنا لب الموضوع.

 

فرؤية الهلال غير تولد الهلال، والشهر القمري يبدأ من خلال الرؤية وليس من خلال التولد، فالتولد ليس هو المعتبر لا شرعا ولا عرفا.

 

والآن نوجه السؤال إلى علماء الفلك ونقول لهم هل تستطيعون كما حددتم تولد الهلال بشكل دقيق أن تحددوا لنا رؤية الهلال بنفس الدقة؟ وجوابهم سيكون بكل تأكيد لا.

 

ولكن لماذا ؟

والجواب هو أن الرؤية مسألة غير منضبطة علميا، فهي تتعلق بعشرات العوامل المختلفة الفزيائية والجوية والجغرافية والفلكية والبشرية، بحيث أن أي عالم لا يستطيع وضع معادلة حسابية أو نموذج رياضي لذلك، وأحد هذه العوامل هو ساعة التولد، وعمر الهلال بعد التولد، ومنها الرطوبة ونسبة الغبار في الجو ووجود الغيوم وكثافتها،ومقدار قوس النور في الهلال، وزاوية ميل فلك القمر عن الشمس بعد الغروب، ومكث الهلال بعد غروب الشمس، وارتفاع مكان الراصد ، وحدة بصر الراصد، الخبرة والدربة للراصد، وتأثير غلاف الأرض الجوي في انكسار اشعة الشمس والقمر،وغير ذلك من العوامل المتعددة والكثيرة التي تؤثر في الرؤية للهلال.

 

افضل ما قام به علماء الفلك هو أنهم عملوا نماذج رياضية اخذوا فيها 3 أو 4 عوامل وحاولوا من خلالها تحديد الأماكن التي يمكن رؤية الهلال فيها بعد تولده، ومن خلال متابعة هذه النماذج تجدهم يذكرون أن اقل وقت للرؤية بعد التولد هو بين 13 إلى 19 ساعة وهذا يختلف حسب العوامل المؤثرة الأخرى التي لم يدخلوها في حساباتهم.

 

طبعا أهم قضية في الموضوع هي حدة بصر عين الراصد ودربته على الرصد، وهذه لا يوجد لهم أي بحث موضوعي حولها، وأكثر ما عملوه أنهم في امريكا -كما أخبرني مرة الدكتور عبد القادر عابد رئيس قسم الجيولوجيا في الجامعة الأردنية- أنهم عملوا مسابقة لرصد الأهلة وأن أقصر فترة بين الرؤية والتولد كانت 13 ساعة.

 

وعلى ذلك تجد الاختلاف بين المراصد الفلكية في تحديد إمكانية الرؤية، فبعضهم يعتبرون الفترة 4 ساعات وبعضهم 12 ساعة وبعضهم 20 وبعضهم 24 ساعة، ومع ذلك فكلهم يتفقون على ساعة ودقيقة التولد بدقة عالية، ولكنهم -كما ترى- في الرؤية مختلفون أشد الاختلاف

وهذا ما قصدته من قولي التلبيس على الناس في مسألة علم الفلك والأهلة.

 

والخلاصة أن هناك فرقا بين مسألة تولد الهلال وبين مسألة رؤية الهلال وهما مسألتان مختلفتان ولا يجوز الخلط بينهما لا علميا ولا شرعيا.

 

ونعود الآن لسؤال أخينا أبي مالك :

 

الحقيقة أن هنالك مشكل، وهو أن الحسابات الفلكية قد تقطع بأن الرؤية في اليوم الفلاني مستحيلة،

وهنا لا بد أن أوضح أن هنالك فرقا بين أمرين:

أولا: تولد الهلال

ثانيا: إمكانية رؤية الهلال بالبصر

أما تولد الهلال، فقليلا ما تجد من يدافع عن جعل الحسابات الفلكية التي تبين متى يتولد بداية للشهر

لأن الشرع لم يجعل دخول الشهر بتولد الهلال، بل جعله برؤية الهلال

لكن مسألة أن تقول الحسابات الفلكية بأن الهلال في تلك الليلة لم يبلغ من العمر ما يجعل رؤيته بالبصر ممكنة

أو أن موقعه في السماء يطغى عليه مثلا نور غيره من الكواكب، أو يظهر في ذلك الموقع كوكب كزحل مثلا (كما حدث قبل عام حين أثبتت السعودية الشهر وتراجعت عن الاثبات بعد أن تبين أن ما رؤي هو زحل) ... الخ

 

المشكل هو أن علماء الفلك لا يستطيعون الجزم بعدم إمكانية رؤية الهلال بعد تولده كما جزموا في ساعة تولده، ولكنهم يستطيعون الجزم في حالة واحدة هي عدم تولد الهلال ابتداء وعندها فقط يجزمون بعدم إمكانية الرؤية بشكل قاطع.

 

المسألة من ناحية فقهية متعلقة بالقاضي الشرعي الذي يأخذ بشهادة الشاهد ومدى فقهه، ومدى تحفزه لنيل الجائزة المالية عند قبول شهادته كما يحصل في بلاد نجد والحجاز.

 

بعض الفقهاء يأخذون بالحسابات الفلكية ليس في الاثبات ولكن في النفي، أي يعتبرون الحسابات الفلكية إذا جزمت بعدم تولد الهلال.

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

كنموذج لما قلته ارفق لكم تقدير علماء الفلك للرؤية في بداية رمضان

 

http://astro.ukho.gov.uk/assets/F2012Jul19.pdf

 

 

لم استطع انزال الصورة كما هي ولكن الرابط فقط

 

مع تحياتي

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

جزاكم الله خيرا، موضوع لافت ومهم.

 

ما تفضلت به استاذنا الكريم يوسف يحل هذا الاشكال والله تعالى أعلم

 

لكن ما اراه ان المسألة اوسع من موضوع ثبوت رؤية الهلال

 

الموضوع العريض والاساس هو شاهد عدل ضابط، يشهد بما يخالف العقل او العلم. لقد تطور علم الجنايات على سبيل المثال حتى صار يمكنه تحديد الكثير من الامور بشكل قاطع، كمسائل البصمة، والحمض النووي، والجينات، وكاميرات المراقبة، وغيرها. قد يحصل تضارب بين شهادة شاهد عدل وحقيقة من تلك الحقائق (اذا كانت حقائق)

 

ما هو الحكم الشرعي في مثل هذه المواقف؟

 

يغلب على ظنّي ان الموضوع بحاجة لبحث فقهي مستفيض، وانه عمل شاق وكبير، ويحتاج لجهد وجدية بالغَين.

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله بكم لقد أثريتم الموضوع أيما إثراء

أخص بالشكر أخي الكريم يوسف الساريسي، فقد والله أنار لنا ما كان خافيا عنا

وأشد على ما تفضل به الأخ الحبيب ورقة من أن مثل هذه القضايا أيضا بحاجة لاجتهاد

يشبه الاجتهاد في مسائل الاستنساخ والأجهزة الطبية الحافظة للحياة وما شابه

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين ". رواه البخاري ( 1814 ) ومسلم (1080).

وقوله تعالى "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ" (5)/الرحمن.

 

نعم الحسابات الفلكية لا تستطيع الجزم تماما بموضوع رؤية الهلال، لكنها تجزم تماما بمسألة تولد الهلال.

 

وانا مع حجية رؤية الهلال.

 

ولكن ما فائدة شهادة الصادق الأمين في رؤية هلال لم يتولد بعد، فقد يختلط عليه الأمر، وقد يرى كوكبا أخر، وقد يرى قمرا صناعيا ... الخ.

فهل شهادة الصادق الأمين تقبل عند القاضي اذا ما شهد على شخص بارتكابه جريمة في بلدة والمتهم مسافر في قارة أخرى.

وارى ان هذا الأمر هو جزء من فهم الواقع وتحقيق المناط.

 

والسلام

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

 

هناك بعض الآراء الشرعية للفقهاء والتي يأخذون فيها بالحسابات الفلكية ليس في إثبات الهلال بل في رد الرؤية إذا تعارضت مع الحسابات.

 

كأن يأتي شخص للقاضي ويشهد بأنه رأى الهلال ليلة 27 فهذا يعتبر مردودا حتى لو كان الشاهد عدلا لأن الشرع حدد الشهر بأنه إما 29 يوما أو 30 يوما

 

ولكن لو رآه ليلة 29 يمكن للقاضي قبول الشهادة بالرؤية لاحتمال أن يكون قد وقع خطأ في بداية الشهر السابق، فيكون الشهر السابق 28 يوما ويضاف إليه يوم آخر. وإذا حصل نفس الأمر في هلال شوال بعد ثبوت الرؤية يعيِّد المسلمون عيد الفطر ويقضون يوما بعد العيد .

 

ولكن لو أتى للقاضي شاهد عدل أو أكثر ليلة 30 من شعبان وشهد بالرؤية ثم تعارض هذا الأمر مع الحسابات الفلكية بأن كان المختصون من المسلمين العدول ينفون دخول الشهر قطعا لأن الهلال لم يتولد بعد، فماذا يفعل القاضي؟

 

المرجعية في ذلك في الحقيقة لأمرين هما: أحكام البينات وتبني الخليفة.

 

فإذا كان الخليفة يتبنى عدم اعتبار الحسابات الفلكية في النفي (أي في رد الرؤية بعد شهادة العدول وتعارضها مع الحسابات) كان على القاضي عدم النظر إلى ما يقوله الفلكيون، وكذلك إذا كانت أحكام البينات للقضاء في الدولة لا تقرر رد الشهادة عند تعارضها مع رأي الخبير العارف العالم.

 

ولكن القاضي يستطيع الاستعانة بمستشارين خبراء في علم الفلك لاستجواب الشهود والتأكد من أنهم على دراية بما يشهدون، ثم إذا أقر الخبراء بأن الشاهد أو الشهود على علم ودراية بالرؤية كان على القاضي الأخذ بالشهادة.

 

والله تعالى أعلم

تم تعديل بواسطه يوسف الساريسي
رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

مختـــــــارات

خطأ اعتماد الحساب الفلكي في نفي رؤية الهلال

 

 

 

أجاز بعض العلماء اعتماد الحساب الفلكي في النفي فقط؛ بمعنى أنه إذا جاء من يشهد برؤية الهلال، ودلت الحسابات الفلكية على أن رؤية الهلال مستحيلة أو غير ممكنة؛ فإن هذه الشهادة ترد. ( فالحساب إذا نفى إمكانية الرؤية البصرية؛ فالواجب على القاضي أن يرد شهادة الشهود، لأن الحساب قطعي والشهادة والخبر ظنيان، والظني لا يعارض القطعي، فضلا عن أن يُقَدم عليه". ومن شأن القاضي أن ينظر في شهادة الشاهد عنده، في أي قضـية من القضــايا؛ فإن رأى الحـس أو العـيان يكذبها ردهـا ولا كـرامة.

فالبينـة شـرطها أن يكون ما شهدت به ممكنا حسًا وعقلا وشرعًا، فإذا فرض دلالة الحساب قطعًا على عدم الإمكان اسـتحال القول شرعًا، لاسـتحالة المشــهود به، والشرع لا يأتي بالمســتحيلات.أما شهادة الشهود فتحمل على الوهم أو الغلط أو الكذب).

 

أما الحساب الفلكي الذي اعتمدوه في نفي رؤية الهلال فإنه يقوم على الحقائق التالية:

 

يدور القمر حول الأرض مرة واحدة كل 29 يوما و 12 ساعة و48 دقيقة، وأثناء دورانه هذا نراه بأطوار مختلفة: مبتدئًا بالمحاق، ومروراً بالهلال المتزايد، ثم التربيع الأول والأحدب المتزايد، ثم البدر والأحدب المتناقص، ثم التربيع الثاني، ثم الهلال المتناقص، وعودة مرة أخرى إلى المحاق.

وفي كل يوم تشرق الشمس من جهة الشرق صباحا، وتغرب في جهة الغرب بعد حوالي 12 ساعة تقريبا، وكما أن الشمس تشرق وتغرب فالقمر أيضا يشرق ويغرب، ولكنه لا يشرق دائما ليلا ويغرب نهارا كما يعتقد الكثيرون! فالقمر يشرق كل يوم في موعد يعتمد على طوره؛ فعندما يكون القمر محاقا فإنه يشرق مع الشمس ويغيب معها تقريبا. وعندما يكون هلالاً جديداً (متزايداً) فإنه يشرق بعد شروق الشمس بقليل ويغرب بعد غروب الشمس بقليل. وعندما يكون تربيعاً أولاً فإنه يشرق عند منتصف النهار ويغيب عند منتصف الليل تقريبا. أما عندما يكون بدرا فإنه يشرق مع غروب الشمس ويغرب مع شروق الشمس. ولرؤية هلال الشهر الجديد في السماء الغربية فإننا نقوم بتحري الهلال في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري.

 

ولا بد من توفر شرطين أساسيين تستحيل رؤية الهلال بغياب أحدهما:

 

أولا: أن يكون القمر قد وصل مرحلة المحاق (الاقتران) قبل غروب الشمس؛ لأننا نبحث عن الهلال، وهو

-أي الهلال- مرحلة تلي المحاق، فإن لم يكن القمر قد وصل مرحلة المحاق فلا جدوى إذن من البحث عن الهلال.

ثانيا: أن يغرب القمر بعد غروب الشمس؛ لأن تحري الهلال يبدأ فور بداية اليوم الهجري الجديد عند غروب الشمس، فإذا كان القمر سيغيب أصلا قبل غروب الشمس أو معها؛ فهذا يعني أنه لا يوجد هلال في السماء نبحث عنه بعد الغروب.

فإذا لم يتوفر أحد الشرطين السابقين؛ فإن إمكانية رؤية الهلال تسمى "مستحيلة".

 

ولكن حدوث الاقتران قبل غروب الشمس وغروب القمر بعد غروب الشمس غير كافٍ حتى تصبح رؤية الهلال ممكنة؛ فهل يمكن رؤية الهلال إذا غرب بعد دقائق معدودة من غروب الشمس مثلا؟ بالطبع لا، وذلك لأسباب عدة، منها:

 

أولا: غروب القمر بعد فترة وجيزة جدا من غروب الشمس يعني أنه ما زال قريبا من قرص الشمس، وأن طور المحاق (الاقتران) قد حدث قبل فترة قصيرة من غروب الشمس؛ فعند الغروب لم يكن القمر قد ابتعد ظاهريا في السماء مسافة كافية عن الشمس حتى تبدأ حافته بعكس ضوء الشمس ليرى على شكل الهلال.

ثانيا: إذا نظرنا إلى جهة الغرب لحظة الغروب فسنلاحظ الوهج الشديد للغسق قرب المنطقة التي غربت عندها الشمس؛ فإذا ما وقع القمر في تلك المنطقة فإن إضاءة الغسق الشديدة ستحجب إضاءة الهلال النحيل.

ثالثا: إن وقوع قرص القمر قرب قرص الشمس وقت الغروب يعني أن القمر قريب جدًّا من الأفق وقت رصده، ووقوع القمر قرب الأفق سيؤدي إلى خفوت إضاءته بشكل كبير جدًّا؛ فنحن لا نستطيع النظر إلى الشمس وقت الظهيرة، في حين أنه يمكن النظر إليها وقت الغروب بارتياح أحيانا؛ وذلك لأن أشعة الشمس وقت الغروب تسير مسافة أكبر في الغلاف الجوي؛ مما يؤدي إلى توهين، وتشتت أشعتها، ولا يصلنا منها إلا القليل. وهذا ما يحدث للهلال أيضا فالغلاف الجوي عند الأفق كفيلٌ بأن يشتت جميع إضاءة الهلال فلا نعود نراه.

 

فاستنتجوا مما سبق أن قرص القمر يجب أن يكون على ارتفاع مناسب عن الأفق الغربي، وأن يبتعد مسافة كافية عن قرص الشمس حتى تزداد نسبة إضاءته، ولكي يبتعد عن وهج الشمس وبالتالي يزداد سطوعه.

 

وإذا حدث الاقتران قبل غروب الشمس وغرب القمر بعد غروب الشمس، ولكنه لا يمكن رؤية الهلال لأحد الأسباب الثلاثة سالفة الذكر؛ فإن رؤية الهلال تسمى "غير ممكنة".

 

فلبيان خطأ الحساب الفلكي في رؤية الهلال نقول :

تعتمد جميع الحسابات الفلكية كما ذكرنا من قبل على مواضيع الرياضيات العالية : التكامل والتفاضل والقياس الفلكي والميكانيكي السماوي والفيزياء الفلكية وعلم نشوء الكون والكونيات وفيزياء الفضاء والبصريات الفضائية وعلوم القمر وجغرافيته الطبيعية والكواكب والأرصاد الجوية والاتصالات الفضائية والأجهزة الالكترونية الحديثة وتقنية الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مثل الديناميكية الحرارية ومكانيك السوائل والتحديد الحراري والدينامكية الجوية والمسح الفضائي والتحليل الإحصائي.

فكل هذه الحسابات تعتمد على الفيزياء الميكانيكية لحركة الكواكب حول نفسها وحول غيرها من الكواكب ، وتصور لنا كيفية تلك الحركة . وهذه الفيزياء الميكانيكية التي تسمى أيضا بالفيزياء القديمة تعتمد بدورها على قوانين نيوتن للحركة ، فقوانين نيوتن مثلا تحدد لنا كيفية حركة الأرض حول الشمس وكم من الوقت يستغرق ذلك وحساب متى تشرق الشمس وتغرب الشمس ومتى يكون هنالك كسوف بالساعة والدقيقة والثانية وفي أي البلاد يكون كسوفا كليا وأين يكون جزئيا ، وأيضا تحدد لنا متى يكون الاقتران وأين ومتى يولد الهلال .

فخطأهم هو من ناحية إنزال تلك الحسابات الميكانيكية على رؤية الهلال، أي على انعكاس ضوء الشمس على القمر ثم وصوله انتهاء إلى الأرض ، فمثلا عندما يقولون : عند الغروب لم يكن القمر قد ابتعد ظاهريا في السماء مسافة كافية عن الشمس حتى تبدأ حافته بعكس ضوء الشمس ليرى على شكل الهلال ، قد افترضوا أن ضوء الشمس يسير في خط مستقيم وبسرعة ثابتة منذ خروجه من الشمس وانعكاسه على سطح القمر حتى وصوله إلى الأرض، فلم تراع هنا قوانين الفيزياء الكميه في تلك الحسابات, أي لم تأخذ في عين الاعتبار إمكانية انحناء الضوء متأثرا بالقوى المغناطيسية المحيطة به الناتجة عن جاذبية الشمس وجاذبية القمر ثم جاذبية الأرض ، ولم تراع أيضا تأثير الغازات الموجودة في الكون والغلاف الجوي للأرض على اتجاه الضوء . فالفيزياء الكميه أو ما يطلق عليها اسم الفيزياء الحديثة والتي وضع أسسها العالم ماكس بلانك في عام 1901م ثم جاء من بعد العالم أينشتاين ثم العالم هيبيي ، أوجدت قوانين جديدة لدراسة الضوء وظواهره وكيفية تولده وسيره وانحنائه وانعكاسه وانشطاره .

فمن خلال الفيزياء الكمية استطاعوا أن يفسروا تأثر الضوء بالمجال المغناطيسي ، حيث أن هذا الضوء يحتوي على فوتونات أي جزيئات دقيقة مشحونة تتأثر بالمجال المغناطيسي المجاور ، والذي ينتج عنه انحناء تلك الأشعة عن مسارها الطبيعي عند اقترابها جسم كبير ( كوكب مثلا ) يحيط به في مجاله المغناطيسي. فمثلا كسوف الشمس كسوفا كليا ثم ابتداء انجلاء هذا الكسوف تكون أكثر نقطة تتجمع فيها الأشعة هي تلك التي يبدأ عندها هذا الانجلاء حيث أن أشعة الشمس تنحي بمرورها بجانب المجال المغناطيسي للقمر متمركزة في تلك النقطة ، فتكون كثافة تلك الأشعة أكبر ما تكون في تلك النقطة ، وهذا ما تفسره قوانين الفيزياء الكمية، ولا تستطيع تفسيره الفيزياء الميكانيكية .

ولقد كان هناك عدة تجارب في مجال التأثير على الضوء على انحنائه وعلى تسريعه باستخدام المجال الكهروميغناطيسي، أهمها تلك التجربة التي أشرفت عليها جامعة ميونخ في ألمانيا في العقد الماضي , والتي نتج عنها تسريع سرعة الضوء لعدة أضعاف والقدرة أيضا على إبطاء سرعته. فهذا أيضا بجانب التأثير على انحناء الضوء وشدة انحرافه .

أما بالنسبة لرؤية الهلال في حالة المحاق فهي واردة، وتفسيره هو أن خروج القمر من المحاق وولادته بعد الاقتران السطحي، وهو أن تقع الشمس والأرض في مستوى واحد ويظل القمر خارج الأرض وعلى نفس مستوى الشمس والأرض دون أن يكون على نفس الخط الواصل بين الشمس والأرض ، فطالما القمر على هذا الحال فإنه حسب قياسات الفيزياء الميكانيكية فإنه يستحال رؤية ضوئه على سطح الأرض، ولكنه حسب الفيزياء الكميه فإن أشعة الشمس المنعكسة على سطح القمر تتأثر بجاذبية القمر مما يؤدي على انحنائها باتجاه الأرض ، كما أن هذه الأشعة تتأثر أيضا بجاذبية الأرض مما يؤدي أيضا إلى انحنائها باتجاه مركز الأرض ، فهذا الذي يفسر رؤية الهلال في حالة المحاق بعدة ساعات على سطح الأرض

فخطأ الفقهاء اليوم في تعيين إمكانية أو عدم إمكانية رؤية الهلال في وقت محدد يرجع إلى الخلط بين ولادة الهلال وبين رؤيته, فحملت الحسابات المتعلقة بانعكاس الضوء على سطح القمر ووصوله إلى الأرض أي حسابات الفيزياء الكمية على الحسابات المتعلقة بدوران القمر حول الأرض ودورانهما معا حول الشمس أي حسابات الفيزياء الميكانيكية .

الإسلام قد حدد لنا بداية شهر رمضان برؤية الهلال, قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تصوموا حتى تروا الهلال ، ولا تفطروا حتى تروه ، فإن غم عليكم فاقدروا له"

رواه البخاري ، ومسلم بلفظ أغمي ، فالإسلام بذلك قد حل لنا مشكلة الاختلاف في تعيين بداية شهر رمضان الكريم حيث حصرها فقط برؤية الهلال وليس بتولده .

فلو كان للمسلمين دولة خلافة واحدة لأصبحنا جميعا صائمين بشهادة مسلم واحد عدل، وانجلى هذا الخلاف وتوحدت كلمة المسلمين تحت راية خليفة المسلمين. اللهم إنا نسألك أن تؤلف بين قلوب المسلمين، وأن تهديهم سبل السلام، وأن تجعلهم يدا على من سواهم، وان توحد كلمتهم تحت راية خليفة المسلمين، وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاهم إلى يوم الدين .

 

كتبه للإذاعة : أبو حكيم

 

 

 

 

المكتب الاعلامي

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/waqafat/single/3197

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...