اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الفلم المسيء أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة / سلسلة حلقات


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة

 

ج1

 

الحمد لله الواحد القهار, عدد أغصان الأشجار, وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار, والصلاة والسلام على النبي المختار, وآله الأطهار, وصحبه الأبرار, وتابعيه الأخيار, ما تعاقب الليل والنهار, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار.

 

أما بعد :

 

أيها المؤمنون :

 

فإن من أعظم حقوق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حماية جنابه ومقامه, والذب عن عرضه, والانتصار له ضد شانئيه, والانتقام من محاربيه الذين يسبونه أو يمسون مقامه بأي نوع من أنواع الانتقاص من قدره الشريف, فقد أجمع أئمة الإسلام كما روى ذلك إسحاق بن راهويه على أن من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو استهزأ به أو انتقص من حقه على أنه كافر خارج من الملة عقوبته القتل مرتدا, قال تعالى: ( وَمِنهُمُ الذِينَ يُؤذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُن قُلْ أُذُنُ خَيرٍ لَكُمْ ). إِلَى أَنْ قَالَ سُبحَانَهُ: ( وَالذِينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهم عَذَابٌ أَلِيمٌ ). (التوبة:61). ثم قال سبحانه وتعالى : ( أَلَم يَعلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارُ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الخِزيُ العَظِيمُ ) . (التوبة:63).

 

أيها المؤمنون :

 

من هذه الآيات الكريمة نعلم أن من يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يستهزئ به أو ينتقص من قدره أنه يحادد الله ورسوله أي يحارب الله ورسوله فالمحاددة معناها المحاربة, والمحاربة أغلظ وأشد من الكفر؛ لأنها كفر مع المعاداة والمناوأة والمشاققة والمعاندة, فدلت هذه الآيات على أن من يسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يستهزئ به أو ينتقص من حقه أنه محارب لله ورسوله, وأنه كافر كفرا أكبر, وخارج من الملة!

 

أيها المؤمنون :

 

تأملوا قوله سبحانه: ( فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ) .(التوبة:63). فإذا صدر إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بسبه أو الاستهزاء به أو الانتقاص من حقه, إذا صدر ذلك ممن يظهر الإسلام فهو كافر مرتد, أجمع الأئمة الأربعة وغيرهم على أنه يقتل مرتدا كافرا خارجا من الملة, ولا تلزم استتابته قبل ذلك فقد سمع سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه سمع رجلا يسب النبي صلى الله عليه وسلم فقتله دون أن يستتيبه, فإذا كان المسلم يقتل بذلك, فالذمي من باب أولى, وكذلك الكافر سواء أكان معاهدا أو غير معاهد, فكل من يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يستهزئ به أو ينتقص من حقه, سواء أكان مسلما في ظاهره أو ذميا أو كافرا, معاهدا أو غير معاهد يجب قتله, والذي يجب أن يتولى تنفيذ ذلك ولي أمر المسلمين مادام لهم ولي شرعي, فأما إذا كانوا في زمان أو مكان ليس لهم فيه ولي شرعي فعلى المسلمين أن يتولوا تنفيذ ذلك بأنفسهم متى قدروا عليه وأمنوا من فتنة أعظم!

 

أيها المؤمنون :

 

قال تعالى: ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) .(التوبة:64-66) دلت هذه الآية الكريمة على أن من يستهزئ بشيء من القرآن أو يستهزئ بشيء من الدين أو مقام النبوة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلا عن مقام الألوهية فهو كافر مرتد خارج من الملة إن كان ممن يظهر الإسلام, ويجب قتله سواء أكان مسلما أو ذميا أو كافرا معاهدا أو غير معاهد؛ لأنه لا يصدر ذلك إلا من منافق كافر عدو لله ورسوله, وقد سمى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسبه عدوا فقال في رجل كان يسبه: " من يقتل عدوي؟ " وقال صلى الله عليه وسلم: " من لي بعدوي؟ " أي من يقتل عدوي؟ وقال في كعب بن الأشرف اليهودي الخبيث قال: " من لي بكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله!؟ "

 

أيها المؤمنون :

 

انتدب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين لقتل ذلك اليهودي مع أنه كان معاهدا, أتدرون لماذا؟ لأنه كان يسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ويهجوه في شعره ويهجو المسلمين ويشبب بنسائهم وبناتهم أي يتغزل بهن بغية نشر الفساد الخلقي! وكان يؤلب بشعره المشركين على المسلمين فانتدب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه من يقتله, فخرج إليه نفر من أبطال الأنصار على رأسهم محمد بن مسلمة, خرجوا إليه وهو وراء حصنه, فاستنزلوه من حصنه وقتلوه وعفروا التراب بدمه النجس الخبيث!

 

أيها المؤمنون :

 

وإنما أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه مع أنه كان معاهدا؛ لأن المعاهد والذمي ينتقض ما بينه وبين المسلمين بمجرد الطعن في دين الإسلام أو سب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إيذاء المسلمين, فعلى كل مسلم من المسلمين سواء أكانوا رعاة أو رعية أن يذبوا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن يحموا مقامه وجنابه الشريف من شناءة أعدائه ومحاربيه وشانئيه, وأن ينتصروا له!

 

ويجب على الدولة الإسلامية أن تحمي مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تذب عن عرضه وأن توقع العقوبة الشرعية على كل من يسبه أو يستهزئ به ومن انتقص من حقه صلى الله عليه وسلم أو انتقص من أي من زوجاته الطاهرات المطهرات أمهات المؤمنين , فإن الانتقاص من أمهات المؤمنين انتقاص من عرضه صلى الله عليه وسلم. ويجب على الدولة الإسلامية أيضا أن تقوم على ذلك فتعاقب من يسب الله ورسوله وينتقص من هذا الدين!

 

أيها المؤمنون :

 

ويجب على كل مسلم ومسلمة أن يذب عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا سمع المسلم أو المسلمة أحدا يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يستهزئ به أو ينتقص منه بأي شكل من أشكال الانتقاص فلم يغضب لرسول الله, ولم ينتصر له صلى الله عليه وسلم ولم يعاقب ذلك الساب أو يسعى لدى ولي الأمر في معاقبته, وفي سبيل إقامة الحكم الشرعي عليه, فإذا لم يفعل ذلك مع قدرته عليه فهو منافق معلوم النفاق مشكوك في إيمانه وإسلامه؛ لأن الله تعالى يقول: ( لَا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ). (المجادلة:22). وقد بينا أن من معاني محادة الله ورسوله سب رسول الله صلى الله عليه وسلم, أو الانتقاص من حقه أو الاستهزاء به.

 

أيها المؤمنون :

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

أعده الأستاذ محمد أحمد النادي

 

 

06 من ذي القعدة 1433

الموافق 2012/09/23م

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة

 

ح2

 

 

 

 

الحمد لله الواحد القهار, عدد أغصان الأشجار, وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار, والصلاة والسلام على النبي المختار, وآله الأطهار, وصحبه الأبرار, وتابعيه الأخيار, ما تعاقب الليل والنهار, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار.

 

أيها المؤمنون:

 

وقد حصلت الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم في زمنه, ففي السنة السادسة من الهجرة عقد صلح بين رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبين قريش على أن يدخل المسلمون مكة للحج بعد عام. ولكن قريشا نقضت هذا العهد فجهز الرسول صلى الله عليه وسلم جيشا قويا لمحاربة المشركين وفتح مكة. ولما كان الشعر في العصور القديمة وسيلة الإعلام العامة. نزل ميدان الحرب واستخدمته الأطراف المتحاربة وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم به فقال: "اهجهم يا حسان فإن شعرك أشد عليهم من وقع السيوف". لذلك انبرى حسان بن ثابت رضي الله عنه يهجو قريشا ويشيد ببطولة المسلمين من الأنصار والمهاجرين وبشجاعتهم ويعلن تصميمهم على قتال المشركين وفتح مكة ما لم توافق قريش على دخول المسلمين مكة وأدائهم العمرة، ويرد على أبي سفيان بن الحارث الذي هجا الرسول صلى الله عليه وسلم وكان مما قاله في هذا الشأن:

 

عدمنا خيلنا إن لم تروها = تثير النقع موعدها كداء

يبارين الأسنة مصغيات = على أكتافها الأسل الظماء

تظل جيادنا متمطرات = تلطمهن بالخمر النساء

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا = وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لجلاد يوم = يعين الله فيه من يشاء

وقال الله قد يسرت جندا = هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد = قتال أو سباب أو هجاء

فنحكم بالقوافي من هجانا = ونضرب حين تختلط الدماء

وقال الله قد أرسلت عبدا = يقول الحق إن نفع البلاء

شهدت به وقومي صدقوه = فقلتم ما نجيب وما نشاء

وجبريل أمين الله فينا = وروح القدس ليس له كفاء

ألا أبلغ أبا سفيان عني = فأنت مجوف نخب هواء

هجوت محمدا فأجبت عنه = وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفء = فشركما لخيركما الفداء

هجوت مباركا برا حنيفا = أمين الله شيمته الوفاء

فمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء

فإن أبي ووالده وعرضي = لعرض محمد منكم وقاء

فإما تثقفن بنو لؤي = جذيمة إن قتلهم شفاء

أولئك معشر نصروا علينا = ففي أظفارنا منهم دماء

وحلف الحرث ابن أبي ضرار = وحلف قريظة منا براء

لساني صارم لا عيب فيه = وبحري لا تكدره الدلاء

 

 

بأبي أنت وأمي يا رسول الله! روحي فداك! ونفسي ومالي وأهلي وأولادي, وكل ما أملك! عدمنا أنفسنا وأموالنا وأهلينا وقوتنا وأسلحتنا إن لم ننصرك ونذب عنك!

 

أيها المؤمنون:

 

وها هو التاريخ يعيد نفسه حيث يذاع الآن أن بعضا ممن يطلق عليهم أقباط المهجر، أقباط ذمة المسلمين في مصر المهاجرون إلى أمريكا وغيرها، قد أنتجوا فيلما روائيا سينمائيا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يسيئون إليه فيه، وهذه الجمعيات المسماة بأقباط المهجر هي جمعيات مشبوهة لها ارتباطات وثيقة بالمخابرات الأمريكية، تستخدمها أمريكا ذريعة للتدخل في شؤون المسلمين، للضغط على حكوماتهم وعلى الرأي العام، ولاستغلالها للابتزاز السياسي وتمرير خططها. فأمريكا تستخدم الأقباط والنصارى عموما وغيرهم ممن يسمون بالأقليات في العالم الإسلامي وقودا تشعله لخلق ذرائع للتدخل السياسي, ومن ثم العسكري بحجة حماية الأقليات ومنع الاضطهاد، وكثيرا ما ينخدع الأقباط وغيرهم بذلك، ويتصورون أن الغرب الكافر يتحرك حمية لدينهم أو لإنسانيتهم كما يدعون، وهو في الحقيقة لا يبالي بهم، بل يبالي بمصالحه فقط، وهو في النهاية خاذلهم وتاركهم وراءه حال تحقيقه لأهدافه، ولن يجلب لهم سوى الخزي والعار ودماء تنزف.

 

أيها المؤمنون:

 

ولو أن أمة غير أمة الإسلام هي التي يعيش في كنفها وفي ذمتها الأقباط والنصارى وغيرهم لما أبقت منهم أحدا بعد انتصارها على جيوش أوروبا المسيحية في الحروب الصليبية، ولكنها أمة كانت تحكم بشرع الله تعالى الذي خاطبها بقوله: ( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ). فلا يعتدى على الرعية من غير المسلمين ما داموا يخضعون لسلطان الدولة ولا يخرجون عليها. ونحن المسلمون لا نقبل الإساءة إلى أي نبي من أنبياء الله تعالى، سلام الله عليهم أجمعين، ومن يسئ إليهم نعتبره كافرا بهذه العقيدة منكرا لها، صادا عن الإسلام.

 

أيها المؤمنون:

 

إن جريمة بعض هؤلاء الذين يسمون بأقباط المهجر في الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي قضية سياسية في المقام الأول، لا بد أن تتصدى لها دولة تحكم بالإسلام، وتطبق شرع الله، وتقف بقوة في وجه أمريكا والدول الاستعمارية الأخرى التي تحارب الإسلام، وتحتضن من يسيئون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللإسلام والمسلمين، وتستغلهم وتحركهم لمآربها الخاصة، إضافة إلى أن أمريكا دولة محاربة للإسلام والمسلمين، فلا بد من غلق سفاراتها، وقطع المعاهدات معها، وكشف خططها في ضرب الإسلام والمسلمين باستخدام أهل الذمة، وتحذير أهل الذمة من استغلالها لهم، ومحاولتها زرع الفتنة وتأجيج جموع المسلمين عليهم بما لا يحمد عقباه، فتستخدم دماءهم لتحقيق مصالحها.

 

أيها المؤمنون:

 

لقد أثبت هذا الحدث من جديد مدى حاجة هذه الأمة لدولة الخلافة التي تحمي ثغورها, وتغار على دينها ومقدساتها, وتضرب كل من يحدثه شيطانه بالإساءة إلى دينها بيد من حديد، فالدولة الإسلامية، دولة الخلافة، عملها الأصلي هو حمل الدعوة الإسلامية، وسياستها الخارجية لا بد وأن تدور حول هذا المحور، وعلاقاتها الخارجية يجب أن تبنى على هذا الأصل، فأي منع للإسلام من الوصول إلى أذهان الناس، ووضع العوائق أمام ذلك بقهر أو تشويه أو تحريف أو استهزاء بالإسلام عقيدة وشريعة ومفاهيم ومقاييس وأنظمة وقناعات، يستوجب على الدولة التصدي له بكل الوسائل والأساليب الشرعية المتاحة، بل ومن أجل ذلك شرع الجهاد في سبيل الله. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

 

أيها المؤمنون:

 

إن الفيلم الذي أثار حفيظة المسلمين وغضبهم أنتجه مجموعة من أقباط المهجر بالتعاون مع القس الأمريكي المتطرف تيري جونز، متذرعين في ذلك بحرية التعبير وهو الأمر الذي أكده مسؤول الاتصال السياسي بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، حين قال: "إن الحكومة الأمريكية ترفض أي إساءة لأي دين وبالذات الدين الإسلامي وإن من فعلوا هذه الإساءات إنما يعبرون عن أنفسهم, ولا يعبرون عن سياسة الدولة، ولكن القانون الأمريكي به باب يكفل لهم حرية التعبير. لذلك لا تستطيع الحكومة الأمريكية التطرف لهم أو معاقبتهم".

 

أيها المؤمنون:

 

إن الأمة الإسلامية لن ترضخ بعد اليوم لمثل هذه المبررات الواهية, وقد كثرت الإساءات والانتهاكات لمقدساتها تحت ذريعة حرية التعبير هذه. إن الحريات التي يتشدق بها الغرب لا تعني أمة الإسلام في شيء، فقد كفرنا بها وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده. إن أمة الإسلام لن تستكين بعد اليوم لموقف حكامها المتخاذلين المتواطئين مع الغرب الكافر، لن تستكين لردهم المتمثل في الشجب والإدانة والاستنكار الخجول. لقد باتت الأمة تعرف الطريقة التي ترد بها على المتطاولين على مقدساتها، وإن ما حصل في مصر وليبيا ما هو إلا البداية في السير في الطريق الصحيح والذي سيكتمل بإذن الله تعالى بقول خليفة المسلمين، من لي بأوباما رأس الكفر، فقد أذن لرعاياه بالإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم الحرية والديمقراطية، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "من لي بكعب بن الأشرف, فقد آذى الله ورسوله". فقام محمد بن مسلمة الأنصاري, وذهب إليه في قصره وقتله, وأراح المسلمين من تطاول الكافرين ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ).

 

أيها المؤمنون:

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

أعده الأستاذ محمد أحمد النادي

 

 

07 من ذي القعدة 1433

الموافق 2012/09/24م

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم

أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة

(3ج)

 

 

 

الحمد لله الواحد القهار, عدد أغصان الأشجار, وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار, والصلاة والسلام على النبي المختار, وآله الأطهار, وصحبه الأبرار, وتابعيه الأخيار, ما تعاقب الليل والنهار, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار.

أما بعد: قال الله تعالى في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: (وَلَنْ تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلَا وَالنَّصَارَى حَتَّى تَتَّبعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الُهدَى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهوَاءَهُمْ بَعدَ الذِي جَاءَكَ مِنَ العِلمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير).

 

أيها المؤمنون:

تعيش دول الغرب الكافر هاجس الخوف من عودة الإسلام بوصفه نظاما للحكم إلى الحياة مرة ثانية, وحضوره على المسرح الدولي بقوة, بالرغم من عدم وجود دولة تطبقه حتى الآن, لكنها تعود بذاكرتها قليلا إلى الوراء؛ لتعلم ما يمثله الدين الإسلامي من مفاهيم وقيم وتشريعات, ودولة كانت تطبقه دستورا ومنهاجا في واقع الحياة. هذه الدولة التي كانت تحتل على المسرح الدولي موقع الدولة الأولى في العالم ولقرون طويلة.

كذلك يأخذها الهلع عندما ترى أبناء هذا الدين قد حزموا أمرهم وساروا باتجاه عودتهم إلى دينهم لييسر لهم حياتهم كما كان من قبل, وهم أي المسلمون يحاولون كسر كل طوق طوقتهم به تلك الدول المستعمرة الكافرة, لذلك تبذل تلك الدول قصارى جهدها لتمنع ذلك؛ لأنها تعلم حقا يقينا أن حضارة الإسلام فيها من القوة المادية والفكرية والروحية والإنسانية والخلقية ما يمكنها من الإجهاز على حضارتها الغربية الفاسدة والتي ثبت إفلاسها حتى في عقر دارها, فضلا عن شرورها التي زرعتها في دول العالم أجمع.

 

لذلك نرى أن دول الغرب تعمل بقوة على إجهاض هذه العودة إلى الإسلام وتحكيم شرع الله, ومن أجل ذلك نرى أن أمريكا تتولى كبر الهجوم على الإسلام, فقد تبنت استراتيجية الهجوم على الإسلام بوصفه مشروعا حضاريا للعالم أجمع. وما يحدث الآن من صراع في المنطقة إنما يندرج ضمن هذا الصراع, وليست أحداثا معزولة بعضها عن بعض, وهذه الخطة تستهدف تفتيت المنطقة من جديد على أساس إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية, الهدف منها منع وصول الإسلام إلى الحكم. وأما الهدف الثاني من هذه الحملة الشرسة فهو أن تضع الدول الكافرة يدها على المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا عن طريق ما تسميه مشروع الشرق الأوسط الكبير.

وقد وضعت هذه الدول الكافرة نصب عينيها استهداف الإسلام بوصفه مشروعا حضاريا؛ لأنها تعلم أنه الأمر الذي إن نحجت فيه - لا قدر الله - استطاعت السيطرة على مقاليد الأمور في المنطقة, وإن فشلت فيه - وهذا ما نأمله ونرجوه من الله تعالى- فلن تستطيع وضع يدها على شيء منه, بل ستطرد منها مخذولة مدحورة, ومن ثم ستلاحق في عقر دارها, وما ذلك على الله بعزيز!

 

يشهد لذلك إقبال كثير من رعاياها ورعايا الدول الأوروبية على الدخول في الإسلام, فقد ذكرت صحيفة "الصندي تايمز" البريطانية أن أكثر من أربعة عشر ألفا من البريطانيين البيض يدخلون في الإسلام سنويا معظمهم من صفوة المجتمع ومن الطبقات المثقفة ثقافة عليا, وبعضهم من كبار ملاكي الأرض أو من المشاهير أو من الأثرياء! كذلك نشرت صحيفة "لوفيفارو" الفرنسية الصادرة في 9/10/2003م أن عددا كبيرا من الفرنسيين أيضا يدخلون في الإسلام يتراوح عددهم من ثلاثين إلى خمسين ألفا سنويا, وهكذا دواليك في بقية دول العالم الغربي والشرقي, مما دفع بعض الساسة في أمريكا وغيرها إلى التهديد بقصف مكة والمدينة بالنووي وبالسلاح المدمر!

 

أيها المؤمنون:

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: من وراء, وما وراء هذه الحملة في الإساءة إلى الإسلام ولرسول الإسلام؟ أما من وراء هذه الحملة فهم حكام دول الغرب ومفكروهم الذين يعلمون علم اليقين أنه إذا عاد الإسلام ودولة الإسلام فلن يبقى لهم وجود في بلاد المسلمين؛ لأنهم يعلمون حقا ويقينا أن دولة الإسلام كانت ولقرون طويلة هي الدولة الأولى في العالم أجمع يهابها القريب والبعيد؛ لذلك فتحت أمريكا باب سب الإسلام, والتهجم على رسوله وعلى القرآن, وتصوير أن الإسلام دين العنف, والمسلمون هم فعلا أشرار! أما حكامهم الأبالسة - أي حكام دول الغرب الكافر- فإن دورهم هو حماية من يقوم بالإساءة إلى الإسلام ورسول الإسلام, وإظهار أنفسهم أنهم محايدون, وأن عذرهم هو حرية التعبير وحرية النشر, وأن لا قانون يحرم هذه الأعمال عندهم, وأن هذا هو الفارق بين حضارتهم المتسامحة والتي تقدس الحريات؛ وحضارة الإسلام التي لا تسامح فيها ولا حرية؛ لذلك فهم يشجعون كل من تطاول على الإسلام ورسول الإسلام, يريدون بذلك أن تشاركهم شعوبهم في عداوتها وكرهها للإسلام, وأن يصوروا لهم أن المسلمين أشرار وأصحاب عنف؛ لذلك فهم يريدون من وراء هذه الخطة إيقاف حركة الإقبال على الإسلام من قبل شعوبهم؛ لأنه ثبت لديهم عمليا أنهم كلما أساءوا للإسلام ورسول الإسلام, ازداد دخول شعوبهم في الإسلام! ففي الدنمارك تحديدا والتي صورت صحفها الرسول بصور مشينة كانت المعاهد الإسلامية فيها تشهد كل يوم حالة إسلام واحدة, فأصبحت بعد نشر هذه الصور تشهد حالات إسلام كثيرة يوميا!

 

أيها المؤمنون:

وخلاصة القول: أنه لو كان للمسلمين دولة واحدة لتولت هي عملية المواجهة, بل لنقل: ربما لن تحدث أي إساءة للإسلام ولا لرسول الإسلام ولا للقرآن الكريم؛ لأن هيبة الدولة وقوتها يشكلان أكبر مانع لحدوث هذا وأقل منه! ولكن حيث إن المسلمين لا دولة لهم تحميهم وتجمع أمرهم, وحيث إن من يسمون اليوم بالعلماء إنما هم أبواق حكام, لا يتوقع منهم نصرة دين الله, ولا نصرة رسوله, وحيث إن الشعوب تتصرف بمشاعرها, وقد تدفعها غيرتها الصادقة على دينها إلى التصرفات غير اللائقة وغير المناسبة؛ لذلك فإن الدولة هي الأساس في تولي الرد على مثل هذه الإساءات, فقد كانت الدولة الإسلامية تخوض الحروب لأقل من ذلك بكثير, فاليهود لعنهم الله وأصمهم وأعمى أبصارهم أجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم تواطؤوا على كشف عورة امرأة مسلمة واحدة! والمعتصم جرد جيشا جرارا بسبب استغاثة امرأة مسلمة واحدة, فكيف إذا أسيء إلى الإسلام ورسول الإسلام؟ وكيف إذا احتلت بلاد المسلمين أرض الإسراء والمعراج, وبغداد مهد الخلافة الإسلامية, وأفغانستان والصومال والباكستان والشيشان وغيرها؟ وكيف وقد اغتصبت النساء وقتل الأطفال بالسواطير وأعدم الرجال إعداما جماعيا؟ وكيف وقد قصفت المساجد, واعتقل العلماء وعذبوا وقتلوا؟ وكيف وقد أجبر السجناء على تناول لحم الخنزير وشرب الخمر في السجون والمعتقلات؟ وكيف وقد حقق مع السجناء وهم عراة في سجن أبي غريب وغيره؟

 

أيها المؤمنون:

كل هذا وأكثر من هذا حدث وحكام المسلمين وعلماؤهم ساكتون خائفون على عروشهم وعلى مناصبهم! وعندما ثارت الشعوب على حكامها تخلت عنهم أمريكا ودول الكفر عامة, وأظهروا أنهم مع الشعوب زورا وبهتانا! اللهم يا رب العالمين انتقم لعبادك المؤمنين من الكفرة المجرمين. اللهم وأعز الإسلام والمسلمين, واحم حوزة الدين, ودمر العصاة المجرمين, وأهلك أعداءك أعداء الدين, وأعد لرسولك ولكتابك ولعبادك المؤمنين نصرك وعزتك يا رب العالمين.

 

أيها المؤمنون:

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

أعده الأستاذ محمد أحمد النادي

 

09 من ذي القعدة 1433

الموافق 2012/09/25م

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم

أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة

 

ج4

 

 

الحمد لله الواحد القهار، عدد أغصان الأشجار، وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، واجعلنا اللهم معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار.

 

أما بعد: قال الله تعالى في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُ‌ونَ (٣٨) وَمَا لَا تُبْصِرُ‌ونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَ‌سُولٍ كَرِ‌يمٍ (٤٠) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ‌ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُ‌ونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِّن رَّ‌بِّ الْعَالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ). صدق الله العظيم.

 

أيها المؤمنون: الهجوم على الأنبياء والمرسلين دأب الكفار الحاقدين قديما وحديثا، فليس غريبا أن يتعرض الأنبياء للهجوم والافتراء وتشويه السمعة بغير وجه حق، فهذه سنة من سنن الله في خلقه أن يبقى الصراع بين الحق والباطل مستمرا، ولن يتوقف ما دامت الحياة موجودة على ظهر هذه الأرض. قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِ‌مِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرً‌ا). (الفرقان 31)

 

إن ما جرى للأنبياء والرسل من قبل قد تكرر مع خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ‌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ). (الذاريات 54) فهذا سيدنا نوح عليه السلام يقول عنه قومه: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَ‌جُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَ‌بَّصُوا بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ). (المؤمنون 25) فوصفوه بالجنون! أما سيدنا هود عليه السلام فقد قال عنه قومه: (إِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٦٦) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَـٰكِنِّي رَ‌سُولٌ مِّن رَّ‌بِّ الْعَالَمِينَ).(الأعراف 66) فوصفوه بأنه سفيه وكاذب.

 

أيها المؤمنون: وأما سيدنا صالح عليه السلام فقد وصفه قومه بأنه كاذب قال تعالى على لسانهم: (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ‌ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ‌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ‌). (القمر26) وأما سيدنا شعيب عليه السلام فقد قال الله تعالى حكاية عن قومه: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرً‌ا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَ‌اكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَ‌هْطُكَ لَرَ‌جَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ).(هود91) وأما سيدنا موسى عليه السلام فقد قال فرعون عنه لقومه: (قَالَ إِنَّ رَ‌سُولَكُمُ الَّذِي أُرْ‌سِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) (الشعراء 27) وقال فرعون للسحرة: (إِنَّهُ لَكَبِيرُ‌كُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ‌ ۖ) (طه71) فوصفه بالجنون والسحر! وأما سيدنا عيسى عليه السلام فقد وصفه بنو إسرائيل بأنه ساحر قال تعالى حكاية على لسانهم: (وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ).فوصفوه بالسحر أيضا (المائدة110 ) وعن أمه الصديقة مريم عليها السلام قالوا: (وَبِكُفْرِ‌هِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْ‌يَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا) (النساء 156)

 

أيها المؤمنون: أما سيدنا محمد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيم بشهادة رب العالمين وكفى به شهيدا، فقد تعرض لحملة تشويه وافتراء تكاد تزول منها الجبال، فقالوا عنه بأنه مسحور قال تعالى: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَ‌جُلًا مَّسْحُورً‌ا) (الإسراء 47) وقالوا عنه صلى الله عليه وسلم بأنه مجنون. قال تعالى حكاية على لسانهم: (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ‌ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ). (الحجر 6) وقالوا عنه بأنه شاعر. قال تعالى حكاية على لسانهم: (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَ‌اهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ‌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْ‌سِلَ الْأَوَّلُونَ). (الأنبياء 5) وقالوا عنه بأنه ساحر كذاب. قال تعالى حكاية على لسانهم: (وَقَالَ الْكَافِرُ‌ونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ‌ كَذَّابٌ).

 

أيها المؤمنون: يحقد الكفار على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى رسالته التي جاء بها من عند الله تعالى للبشرية جمعاء: أولها وآخرها، ذكرها وأنثاها، أبيضها وأسودها، ولكن الله سبحانه وتعالى ثبت نبيه، وأظهر دعوته، ونصر دينه، ورد كيد الكائدين ومكر الماكرين عنه من قبل بأولئك الصحابة الأطهار الأبرار، فكانوا من المؤمنين المفلحين الذين قال تعالى فيهم: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُ‌وهُ وَنَصَرُ‌وهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ‌ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (الأعراف157) وقال تعالى عنهم: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِ‌هِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْ‌ضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). (الأنفال 63) نسأله سبحانه أن يجعلنا مثل أولئك الصحابة، وأن يعيننا على رد كيد الكافرين عن نبي الإسلام وعن دعوته في هذه الأيام، وذلك بأن يمكننا من إقامة دولة الخلافة التي تتولى ذلك العمل نيابة عن المسلمين أجمعين في مشارق الأرض ومغاربها، فتنسي الكافرين الحاقدين على الإسلام وأهله وساوس الشيطان!

 

أيها المؤمنون: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

أخوكم محمد أحمد النادي

 

 

11 من ذي القعدة 1433

الموافق 2012/09/27م

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة

 

ج5

 

 

الحمد لله الواحد القهار، عدد أغصان الأشجار، وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، واجعلنا اللهم معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار.

 

أما بعد :

 

أيها المؤمنون :

 

ولعل أكثر من تناول رسولنا الكريم بالإساءة والتجريح هم المستشرقون، ومن يسمون رجال الدين النصارى، فالمستشرقون جندهم الاستعمار ليكونوا أداة طعن تطعن في الإسلام، وليلبسوا الحق بالباطل: فمنهم من اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بسرقة ما جاء في التوراة والإنجيل! وزعموا أن محمدا باعتباره مؤلفا للقرآن الكريم قد اقتبس أغلب ما جاء فيه من القصص والحكم والأمثال من التوراة والإنجيل! وهذا الزعم مما يعلم المستشرقون أنفسهم أنه كذب ومحض افتراء! إذ إنهم يعلمون أن محمدا كان أميا، وأن السرقة من هذه الكتب تستلزم كتبا مترجمة إلى اللغة العربية التي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتقن قراءتها ولا كتابتها، فضلا عن إتقان اللغات العبرية والسريانية واليونانية قراءة وكتابة.

 

أيها المؤمنون :

هذا وقد جاءت الحروب الصليبية لتشحن نفوس الدهماء من الغربيين ضد الإسلام فقام قساوستهم ومن يسمون رجال الدين عندهم بتصوير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحمل عصا يضرب بها عيسى عليه السلام، ونشروا تلك الصور في كل أنحاء أوروبا فإذا سألهم أحد عن تلك الصور قالوا: "هذا نبي العرب يضرب المسيح وقد جرحه ومات!". فينزعجون لذلك ويبكون ويحزنون، ويخرجون عند ذلك من بلادهم لنصرة دينهم ونبيهم، يخرجون إلى موضع حجهم في بيت المقدس، يخرجون في كل أحوالهم على الصعب والذلول حتى النساء المخدرات والزانيات، والذين عند أهلهم من أعز الثمرات، وقد خرجوا فعلا في حرب صليبية دامت أكثر من مائة عام قتلوا فيها أمما، وأزهقوا فيها نفوسا وأرواحا لا تعد ولا تحصى، حتى استطاع صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه في النهاية أن يطهر البلاد من رجسهم وإفكهم! والتاريخ يعيد نفسه، فها هي أمريكا والغرب بحكامهم ومسؤوليهم يعيشون أجواء أن الدولة الإسلامية دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قادمة لا محالة، وأنها ستطرق وستدق أبوابهم من جديد كما بشر الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه بأن المسلمين سيفتحون روما وغيرها من بلاد الغرب، وهذا ما يخوفهم بل ويرعبهم ويزعجهم حيث وصل ذلك إلى مسامعهم أن ذلك سيتحقق بإرادة الله جل في علاه، إنه سبحانه نعم المولى، ونعم النصير!

 

أيها المؤمنون :

 

هذه الأفلام والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم والتي تعرض شخصيته بصورة تهكمية، وتقدمه للناس على أنه شخص يمثل قوى الشر نشرت مع سبق الإصرار، وكان موقف حكامهم حماية المسيئين تحت حجة حرية الصحافة وحرية التعبير والنشر، واستهجان أي رد فعل غاضب من قبل المسلمين، وتصويره على أنه عنف غير مبرر، واستغلاله لتصوير أن الإسلام دين عنف، وأن المسلمين إرهابيون! أما حكام المسلمين فكأن ما يحدث يحدث وهم نيام، وأن القلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ، وهم لم يستيقظوا بعد، فلا إجراءات ردع، ولا طرد لسفير، بل على العكس من ذلك، فقد عززوا حراستهم لهذه السفارات، وأطلقوا النار على كل من يقترب منها حتى سقط الكثير من أبناء المسلمين المحتجين على وجود سفارات تلك الدول في بلادهم، ولم تكتف أمريكا بالإساءة وحمايتها حتى أخذت تستعرض عضلاتها في البحر أمام دول العرب والمسلمين، وبالفعل فقد أرسلت جنودها من المارينز ليقوموا بحراسة هذه السفارات؛ لأنهم يعلمون أن حراسها من المسلمين ربما لا يقومون بهذه المهمة كما تريد أمريكا، فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل في أمريكا وفي حكامنا!

 

أيها المؤمنون :

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أخوكم محمد أحمد النادي

 

 

11 من ذي القعدة 1433

الموافق 2012/09/28م

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الفلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام

أثبت مدى حاجة الأمة لدولة الخلافة

 

ح6

 

 

الحمد لله الواحد القهار، عدد أغصان الأشجار، وعدد ما خلق الله في البحار والأنهار والقفار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وتابعيه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، واجعلنا اللهم معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا عزيز يا غفار. أما بعد :

 

 

 

أيها المؤمنون :

كانت قريش في الجاهلية وقبل البعثة النبوية تلقب محمدا صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين، ذلك هو الحكم والتقييم الذي أصدره جيل محمد صلى الله عليه وسلم عليه قبل بعثته، وذلك هو منظار أهل مكة لنبي المستقبل، كم هو بليغ ومعبر ذلك اللقب الكريم! لقد كان في أعينهم في ذلك العصر يمثل جوهر الصدق والأمانة، هذه الشهادة التاريخية تعطينا تفصيلا ثمينا لمعالم الصورة النفسية والاجتماعية التي كان عليها محمد قبل أن يبعث نبيا ورسولا، فكيف وقد صار نبيا ورسولا؟

 

هناك على مدار التاريخ الكثير من الشواهد على التقييم الرائع الذي وصف به الخصوم قبل الأصحاب، والأعداء قبل الأصدقاء النبي صلى الله عليه وسلم من خلال سيرته العطرة، فضلا عن الأثر العظيم الذي خلفه ظهوره في البشرية جمعاء. يقول الشاعر :

 

شهد الأنام بفضله حتى العدا * والحق ما شهدت به الأعداء

 

 

أيها المؤمنون :

 

على الرغم من وجود المسيئين الغربيين الحاقدين على الإسلام والمسلمين، إلا أن هناك منهم منصفين أنصفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تتبعنا أقوال المنصفين من المستشرقين وإعجابهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم لطال الكلام وكثر، سنذكر لكم منها أقوال ثلاثة عشر من علمائهم ومفكريهم على سبيل المثال لا الحصر :

 

أولا :

أول ما قرأنا عن قوة سطوع شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأثرها في الفكر الغربي، هو ما جاء في كتاب "المائة الأوائل" للكاتب الأمريكي الدكتور "مايكل هارث" فقد اختار فيه أعظم مائة شخصية في تاريخ العالم حسب رأيه من ناحية أثرهم وتأثيرهم في حركة التاريخ البشري، ورغم صعوبة مثل هذا البحث وقلة المحايدة المتوافرة في الغرب عن الإسلام ورموزه وشخصياته، فإن المؤلف اختار محمدا صلى الله عليه وسلم في أول المائة!

 

أيها المؤمنون :

 

وقد أجاب المؤلف عن سبب اختياره محمدا صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة أعظم مائة شخص في العالم منذ بداية البشرية حتى اليوم رغم أنه باحث غير مسلم فقال: " إن اختياري محمدا ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي! ". ويقوم المؤلف بمقارنة يسيرة بين شخصيات أنبياء الديانات السماوية الثلاث، ويستنتج منها تفوق شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أخويه موسى وعيسى عليهما السلام من حيث الكتب التي أنزلت عليهم وهي التوراة والإنجيل والقرآن، ومدى المحافظة على صحتها وأثرها في الواقع البشري إلى الآن. لذلك قال: " إن محمدا هو أعظم رجل على مر التاريخ! ".

 

ثانيا :

أما "برناردشو" الكاتب الإنجليزي الشهير في كتاب "محمد" الذي أحرقته السلطة البريطانية فيقول: " إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد! ". وتصل عنده الثقة بهذا النبي إلى أقصاها فيقول: " لو أن محمدا موجود الآن بيننا لحل مشكلات العالم جميعها ريثما يتناول فنجانا من القهوة! ".

 

ثالثا :

 

ويقول المستشرق "وليم موير" عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لم يشهد التاريخ مصلحا أيقظ النفوس وأحيا الأخلاق ورفع شأن الإنسانية في زمن قصير كما فعل محمد ".

 

رابعا :

ويقول "توماس كارليل" في كتاب: "محمد المثل الأعلى": " إني لأحب محمدا، إنه يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة الفرس! ". ويقول أيضا: " لما كان من المستبعد أن يصبح أي منا مسلما فلا يضيرني أن أقول كل الخير عن محمد بقدر ما أستطيع، فالأكاذيب التي كدسها التعصب من أجل مصلحة ديننا حول هذا الرجل لا تسيء إلا إلينا نحن". ويقول أيضا: "من المسلم به أن محمدا لم يكتب ولم يقرأ، ولم يتلق تعليما مدرسيا، ولكنه عرف منذ نشأته بالرجولة وسمو التفكير والأمانة وأصالة الرأي في كل ما يقول وما يعمل، وتاريخ حياته يثبت أنه كان دائما رجلا اجتماعيا وصديقا صدوقا ومخلصا ودودا! ".

 

خامسا :

 

أما اللورد "هدلي" فيؤكد إعجابه بشخصية النبي محمد بقوله: " إن محمدا هو الوحيد بين جميع الأنبياء الذي استطاع أن يستغني عن مدد الخوارق والمعجزات المادية معتمدا فقط على بداهة رسالته ووضوحها وعلى بلاغة القرآن الإلهية، وإن في استغناء محمد عن مدد الخوارق والمعجزات لأكبر معجزة على الإطلاق! ".

 

سادسا :

أما البروفسور "ستوبارث" فيقول: " لا يوجد مثال واحد في التاريخ الإنساني بأكمله يقارب شخصية محمد .. ألا ما أقل ما امتلكه من الوسائل المادية! وما أعظم ما جاء به من البطولات النادرة! ولو أننا درسنا التاريخ من هذه الناحية، فلن نجد فيه اسما منيرا هذا النور وواضحا هذا الوضوح غير اسم النبي العربي! ".

 

سابعا : أما "لامارتين" في كتاب "تاريخ تركيا" يتساءل مستنكرا فيقول: "هل هناك أعظم من النبي محمد؟

 

ثامنا: أما "ويل ديورانت" في كتاب "قصة الحضارة" فيقول: "إن محمدا أعظم عظماء التاريخ!".

 

تاسعا: أما "تولستوي" في كتاب "حكم النبي محمد" فيقول: "إن شريعة محمد ستسود العالم!".

 

عاشرا: أما "غاندي" فقد قال لجريدة "الهند القوية": "محمد يملك بلا منازع ملايين البشر!".

 

حادي عشر: أما "هوربرت جورج ويلز" في كتاب"معالم تاريخ الإنسانية" فيقول: "محمد أعظم من أقام دولة للعدل والتسامح!".

 

ثاني عشر: أما "جوستاف لوبون" في كتاب "حضارة العرب" فيقول: "إن محمدا هو أعظم رجال التاريخ!".

 

ثالث عشر: أما "ميشون" في كتاب "تاريخ الحروب الصليبية" فيقول: "بفضل تعاليم محمد تسامح المسلمون مع أتباع الأديان الأخرى!".

 

أيها المؤمنون :

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أخوكم محمد أحمد النادي

 

13 من ذي القعدة 1433

الموافق 2012/09/30م

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...