اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

طارق سويدان: فكر الخلافة التقليدي ما زال يعشش في راس الكثيري


Recommended Posts

http://alwatan.kuwai....aspx?Id=285790

 

د. طارق السويدان لـ الوطن: الإسلاميون لم يعتادوا العملية الديموقراطية..

وفكر الخلافة التقليدي مازال يعشش في رأس الكثيرين منهم

 

* دول «الربيع العربي» لن تستقر إلا بعد نحو 5 سنوات

* الأبحاث العلمية الغربية أثبتت أن تغيير العادات يحتاج إلى 30 يوماً كأيام شهر رمضان

* في التاريخ الإسلامي رأيت كيف يزين علماء السلاطين الفساد والاستبداد للحكام

* تجربتا الخليفتين الراشدين الخامس والسادس عمر بن عبدالعزيز ويوسف بن تاشفن.. من أنصع صور الحكم الرشيد في الإسلام

 

- مصر وتونس واليمن وليبيا تخلصت من كابوس الاستبداد والدولة البوليسية

- اليابان بدأت تجربتها الديموقراطية بـ420 حزباً فلماذا ننزعج من كثرة إنشاء الأحزاب عندنا؟

- الإخوان وغيرهم يتعلمون من تجربة الحكم الآن

- الإسلاميون ليسوا الفرقة الناجية.. ونصف الحديث الشريف الذي يذكر هذا «واحدة منها في الجنة» ضعيف

- بديل الخلافة الإسلامية هو كيان أقرب إلى الاتحاد الأوروبي

- أؤيد ما قاله د. إسماعيل الشطي بخصوص عدم وجود رؤية لدى الكثير من الإسلاميين للحكم

- انفراد الحزب الحاكم بالسلطة أمر طبيعي في كل الدول الديموقراطية كي ينفذوا برنامجهم الانتخابي

- قابلت المرشد محمد بديع وتأكدت أن الرئيس محمد مرسي مستقل في قراراته

 

 

حاوره حسن عبدالله:

 

هو ليس منهم. ومهما انكر وادعى فتكوينه الفكري يشي بأنه صورة مغايرة عما يظنه البعض او يعتقده وعما يبديه هو من انتماء ايديولوجي. الداعية د. طارق السويدان يدعو الى الحرية الفكرية التي قد تصل الى حد قبول السماع والنقاش مع من لديه اعتراض على كلام الله ورسوله، ويطرح حلولا ورؤى للنهوض والتقدم، ويكره أن يمارس العمل السياسي، ويلبس ساعته في يده اليسرى.. فهل هذه صورة لاسلامي ناهيك عن كونه «اخوانيا»!

ذهبت لأحاوره بصفته منتميا الى «الاخوان» عن الازمة التي سببتها الجماعة للأمة فانتقدهم كأنه ليس منهم، وواجه فكرهم كأنه ليبرالي، ثم صدمني بدعوته كل الاسلاميين، وليس «إخوانه» فحسب الى ترك العمل السياسي لأهله والتفرغ للدعوة الاسلامية التي تحتاج الى لمّ الجهود، وتأكيده على أن الإسلام لا يمكن أن ينتعش إلا في ظل الدولة المدنية.

وفي حين يتشاءم الكثيرون من «الربيع العربي» التي قطفت ثماره جماعة الاخوان المسلمين ويرونه تراجعا، يتفاءل د. طارق السويدان ويراه تقدما يقود الامة الى الصحوة من غفلتها التي بدأت منذ 400 سنة.

والحقيقة ان الرجل متسق مع نفسه تماما سلوكا وفكرا. فبينما يحرص كثير من الاسلاميين على إظهار أسرهم بمظهر المحافظ الملتزم، ويقيدون حركتهم، أطلق د. طارق السويدان العنان لأولاده الستة كي يحصلوا اعلى وارقى درجات العلم في مجال التخصص الذي يختاره كل منهم في اي بلد من العالم. وعلى الرغم من ان الله سبحانه وتعالى أنعم على د. طارق بذرية صالحة فقد ناله الكثير من الانتقاد بسبب تلك الحرية التي منحها لهم.

وقد واجهت د. طارق السويدان بالكثير من الاتهامات الخاصة بتآمرهم على الخليج لإسقاطه، وسيطرتهم على الحراك السياسي في الكويت، وثرائهم الفاحش الذي جنوه من تغلغلهم في مفاصل الدولة، وتمويلهم لإخوان مصر وغيرها من الاتهامات، فأجاب عنها الرجل بسماحة صدر ولم يرفض لي إتهاما في ذلك الحوار المطول الذي تنفرد به «الوطن» ويكشف أسرارا كثيرة حول جماعة الاخوان المسلمين وغيرها.

 

< قلت له: هذا سؤال للتسخين: كيف يمكن تغيير الشخصية في شهر رمضان المبارك الذي يدق أبوابنا الآن؟

- د. طارق السويدان: رمضان شهر التغيير في كل شيء، بداية من العادات والطعام ومرورا بالأوقات ووصولا إلى التغيير الجذري الشامل وتتكون معادلة التغيير من ثلاثة عناصر رئيسة: الأول هو الشعور بالألم فاي شعب أو انسان لا يشعر بالألم لا يتغير أبدا. والألم من رحمة الله سبحانه وتعالى في المرض وفي غيره فالذي لا يشعر بالألم لن يعالج مرضه، والشعب الذي لا يشعر بالألم لن يتغير أو يغير. والانسان الذي ارتكب المعاصي لابد أن يشعر بالألم علـى ما ارتكبه وإلا فهو لن يسعى إلى تغييره في رمضان.

والأمر الثاني من عناصر التغيير هو وضوح الرؤية، فكلما كانت الرؤية أوضح أصبح التغيير أكثر فاعلية. ومن الخلل الجسيم الذي أراه في الناس وحتى في الدعاة أن يتصور البعض أنه سيصبح بعد رمضان كما كان عليه في الشهر الفضيل، فهذا غير ممكن، لكن المطلوب أن أكون بعد رمضان أفضل مما كنت عليه قبل رمضان الذي هو فرصة لتغيير العادات. وكل ذلك موجود في كتاب علمي جميل مترجم اسمه «The Power of Habits» اي قوة العادات». وقد أثبت هذا الكتاب بالأبحاث العلمية أن التغيير الفعال هو الذي نحافظ فيه على «المحرك والنتيجة» وبالتالي ستتغير العادات. ويحتاج تغيير العادات - الى ثلاثين يوماً، وإذا حاولت التغيير في يوم أو اسبوع فستتغير، لكنك ستعود إلى عاداتك السابقة مرة ثانية، لأن العادة الجديدة لم تتشكل بعد، بينما العادات العميقة الراسخة تحتاج إلى ثلاثين يوما (كما هي ايام الشهر الفضيل)، كي تتشكل وتثبت في النفس، فالتغيير يستلزم 3 اشياء إذاً وهي الألم والهدف والطريق فالإنسان الذي ليس لديه شعور بأنه لابد أن يتغير فلن يستفيد من رمضان ولا من غيره، ورمضان نفسه بأيامه الثلاثين يشكل عادات جديدة، فمثلا فرصة المدخن كبيرة في أن يتخلص من هذه العادة في رمضان إذا التزم.

 

التاريخ الاسلامي

 

< ماذا عن الجديد الذي ستقدمه في برنامجك لرمضان هذا العام ؟

- سأتشرف بتقديم يوميا ولمدة ساعة بعنوان «تاريخنا في الميزان» وهو تقييم للتاريخ وليس استعراضا له، بمعنى كيف نقرأ التاريخ، وما هي الكتب التاريخية الموضوعية المنصفة، والأخرى المتطرفة، ومن هم المؤرخون الذين شوهوا التاريخ، وكيف يستطيع القارئ العادي أن يميز الصواب من الخطأ، مع استشهادات من التاريخ القديم والحديث. وهذه هي المرة الأولى حسب علمي التي تطرح فيها منهجية متكاملة لتقييم التاريخ، وسيعرض البرنامج بشكل متطور وأجهزة حديثة، بحيث تظهر صور وفيديوهات خاصة لبعض ما أتحدث عنه من التاريخ بطريقة ثلاثية الابعاد.

 

فخ فكري

 

< لماذا اقدمت على الولوج في هذا «الفخ» الفكري المعروف بالتاريخ الاسلامي؟

- (ضاحكا): هذا صحيح. فتقييم التاريخ صعب وفخ كما ذكرت لكننا أمضينا أكثر من 9 شهور ونحن نحضر للبرنامج، وأكثر من 40 سنة في دراسة التاريخ، وهذه التجربة بالنسبة لي كانت ممتعة ومفيدة أيضا لأن التاريخ مفيد للجميع، بحيث نستطيع ان نقيم من خلاله الحاضر ونستشرف المستقبل، فالتاريخ كما يقولون يعيد نفسه، وهذه حقيقة لمستها من خلال البرنامج وخصوصاً ما يخص قراءة الحاضر والتخطيط للمستقبل.

 

الحاضر والتاريخ

 

< وماذا وجدت من ارتباط فيما يخص التاريخ بالحاضر الإسلامي؟

- من أهم الفوائد ما يخص مسألة الحكم وكيف يكون رشيداً، وقمنا بتقييم تجارب رائعة كتجربة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبدالعزيز ويوسف بن تاشفين المسمى الخليفة الراشد السادس رحمهم الله تعالى، وبالمقابل استوقفتنا بعض التجارب الفاسدة كبعض الحكام الأمويين والعباسيين والعثمانيين الذين بتصرفاتهم ضيعوا الدول، ومنها فترة حكم عبدالرحمن شنجول هذا الذي ضيع الاندلس كلها بتصرفاته الهوجاء، التي أدت لنشأة دويلات الطوائف التعيسة.

وتحدثت كذلك عن العلماء ودورهم في توجيه الحكم الرشيد، او في تزيين الفساد للحكام كما يفعل علماء السلاطين الذين يبررون للظالمين فسادهم باسم الدين، وتناولت كذلك الأدب وماذا يؤخذ منه وما يترك فيما له علاقة بالتاريخ، والدراما التاريخية كفيلم الرسالة والناصر صلاح الدين والمسلسلات التاريخية كعمر بن الخطاب وحريم السلطان التركي الذي يشكل تشويهاً لوعي المشاهد فيما يخص تاريخ السلطان سليمان القانوني.

 

تجارب ناصعة

 

< ما أهم التجارب التاريخية الناصعة في تاريخنا الاسلامي بعد الخلفاء الراشدين؟

- هناك تجارب كثيرة ناصعة في تاريخنا من أهمها تجربة عمر بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، فقد استطاع أن يغير نظام الحكم وطريقة انفاق الأموال خلال سنتين و4 اشهر هي فترة حكمه، فعندما وصل الى الحكم كان ما بين نصف وثلثي الأموال العامة وأراضي الدولة قد وزع على بني أمية، فاسترجعها ووضع نظاماً للفصل بين المال العام والشخصي، وجعل دور الحاكم أن يقسم المال لا أن يملكه، وخلال حكمه أغنى الناس إلى درجة أن الاغنياء كانوا يبحثون عن فقراء كي يعطوهم الزكاة فلم يجدوا، وكل ذلك في عامين و4 شهور استطاع عمر رحمه الله كذلك «تحجيم» دور أسرة بني أمية التي تسلطت على المسلمين.

وكان هذا تغييراً جذرياً بل انقلاباً في نظام الحكم وأسلوب إدارة الدولة.

 

اغتيال بألم

 

< لكن بعد اغتيال عمر بن عبدالعزيز بالسم، مسح الخليفة التالي تجربة الحكم الرشيد هذه تماماً وعاد الظلم إلى سيرته الأولى لماذا؟

- للأسف فان سليمان بن عبدالملك كان قد حدد الحاكم الذي يلي عمر بن عبدالعزيز في كتاب تولية عمر نفسه، فجعل هشام بن عبدالملك هو الخليفة الذي يلي عمر (الذي لم يكن يحق له تولي الخلافة نظراً لانها كانت محصورة في اولاد عبدالملك بن مروان).

وكان عمر بن عبدالعزيز ينوي الغاء وراثة الملك وبالفعل بدأ يرتب لإلغائها فمات مسموماً، الخليفة عمر رحمه الله كان ينوي إقامة ما يشبه المؤسسات التي تحافظ على عدالة الحكم ودور المسلمين في اختيار حاكمهم لكنهم لم يمهلوه وقتلوه. بنو أمية كانوا عصبة وكان عمر وحده في مواجهتهم فتخلصوا منه وعادت العصبة للسيطرة على الأمور من جديد وأدى ذلك إلى زوال ملكهم بسبب فسادهم وظلمهم.

< هل هناك تجارب أخرى في تاريخنا ناصعة؟

- نعم، منها تجربة يوسف بن تاشفين رحمه الله الذي كان الحاكم الثاني لدولة المرابطين في المغرب العربي، وهي الدولة التي قامت على الرباط أي الجهاد في سبيل الله، وقد خرج مؤسس دولة المرابطين وحاكمها في مهمة مصالحة بين القبائل، وعندما عاد بعد شهرين وجد أن ابن اخيه يوسف بن تاشفين (الذي أنابه في ادارة الدولة في غيابه) قد قام باصلاحات هائلة، فتنازل العم عن الحكم لابن اخيه وقال له: أنت أولى بالحكم مني، فأقام يوسف نظاماً اقتصادياً وسياسياً وشرعياً وفي كل المجالات بشكل رائع جداً، ومات وعمره فوق المائة سنة، وترك دولة مؤسسية إسلامية على مستوى راق، ولذلك هناك شبه إجماع بين المؤرخين على وصفه بالخليفة الراشد السادس، وللأسف فإن الخلفاء الذين يتمتعون بهذا الرقي والتجرد نادرون جدا في امتنا.

 

العبء التاريخي

 

< كيف أصبح تاريخنا عبئا على المسلمين والإسلام؟

- التاريخ يتحرك كالبورصة ليس صعودا أو هبوطا، بشكل مستقيم وانما صعود ونزول مستمر ومتناوب، انتكاسات وتقدمات، فمثلا في السيرة النبوية: رأينا نصر بدر ثم هزيمة احد وهكذا، فلا يمكن الحكم على التاريخ حكما واحدا سلبا او ايجابا في ظل الصعود والهبوط الدائمين، وإنما يتم النظر إلى الإتجاه العام للدولة على فترات زمنية طويلة، وليس على أحداث انتقائية.

وسأعطيك معادلة لتقييم الأمم يمكنك أن تقيسها على الدول التي فيها ثورات أو غيرها، مستخلصة من رؤيتي للتاريخ البعيد والقريب فالدول التي يمكن أن تنهض هي تلك التي استقرت «مفاصلها».

 

دول الربيع والتاريخ

 

< ماذا تقصد؟

- اقصد أن مفاصل الدول ثمانية، وسنرى من خلالها الى أين وصلت دول مثل دول الربيع العربي بدون تسمية واحدة منها. هناك 3 مفاصل أمنية هي الجيش والداخلية والمخابرات، وهذه الثلاثة في دول الربيع العربي صارت مستقلة ورجعت إلى مهمتها، بعد ان كانت الأجهزة الامنية تتحكم في كل شيء حتى في تعيين أصغر موظف، وقد عادت هذه الاجهزة الآن الى وضعها الطبيعي، وسيترتب على ذلك أن تعمل بقية المؤسسات بشكل طبيعي وبدون أي تدخل في شؤونها وستشارك في النهضة والتنمية.

وهناك 3 مفاصل أخرى لها علاقة بالسلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية، ولا يمكن أن تنهض دولة إذا تداخلت هذه السلطات وتغولت إحداها على الاخرى، وجزء من تطور الغرب هو الفصل التام بين هذه السلطات، والآن في دول الربيع العربي قد عادت هذه السلطات الى يد أصحابها واستقلت عن بعضها، ويستطيع أي قاضٍ الآن اسقاط أي قرار لأي رئيس بحكم قضائي في أي دولة من دول الربيع العربي، وتعمل السلطة التنفيذية في حدود حجمها ومهمتها ولا تتدخل في القضاء أو التشريع أو غيرها، (بصرف النظر عن الرضا أو عدمه عن أداء هذه السلطة) لكنها عادت لحجمها الطبيعي.

وتعمل السلطة التشريعية كذلك بعيدا عن يد الحكام الذين كانوا يحددون نسبة نجاح أي حزب في انتخابات البرلمان ويشرعون كما يشاءون، ولأن الناس لم تتعود بعد على الحرية ولا على أن يمتلكوا زمام أمورهم بأيديهم فيعتبرون ذلك كله.. (فوضى)، هل تعلم ان اليابان عندما بدأت نظامها الديموقراطي بعد الحرب العالمية الثانية وصل عدد الاحزاب المشاركة في أول انتخابات فيها إلى 420 حزبا، ثم استقرت الخريطة السياسية على حزبين او ثلاثة الآن، وهو ما يحدث في تونس بعد الثورة حيث نشأ 240 حزبا ولن يبقى منها الا 5 او 6 فقط، وبالتالي يتشكل برلمان حقيقي يعبر عن إرادة الشعب وليس بتزوير من الحاكم.

عودة هذه المفاصل الستة إلى حجمها الطبيعي وإلى يد الشعب تعتبر تطورا كبيرا بصرف النظر عن أداء السلطات وانجازها، الناس تتلمس الطريق الآن ولا تستوعب حجم التغيير الكبير الذي حدث.

 

الاقتصاد

 

< بقى لنا مفصلان او سلطتان؟

- المفصلان المهمان جدا هما: الاقتصاد وهو نوعان: اقتصاد تجار او القطاع الخاص واقتصاد الدولة الذي انهار بسبب السنين الطويلة من الفساد والاستبداد واستيلاء الرئيس على كل شيء هو وجماعته وعصبته. الآن لا يمكن لرئيس الجمهورية في دولة مثل مصر أن يستعمل طائرة الرئاسة في شؤونه الخاصة أو ان تستقلها أسرته أو أن يعين ابنه في وظيفة براتب ألف جنيه. فالكل يراقبه ولن يسمح له أحد بأن يستبد مرة اخرى وهذا أمر رائع.

وفي اقتصاد الدولة فإن اكبر فساد يقع هو في توزيع الأراضي، وقد وزعت اراضي مصر وتونس وسورية على المحاسيب والمتنفذين والمتسلقين وبطانة الحكام، واليوم تعيد الحكومات في دول الربيع العربي النظر في كل الأراضي التي تم توزيعها، وتسترد بعضها وتعيد تقييم البعض الآخر، وهذا تقدم رائع ويعيد المعادلة إلى وضعها الطبيعي، فلا يستطيع الحاكم الآن أن يقول: «أعطه يا غلام»! لأنه سيحاسب وقد يعزل أو يسجن.

واذا كانت هناك معاناة يومية في الحصول على الخبز والغاز والكهرباء فسببها رزوح اقتصاد الدولة لسنين طويلة للفساد وعدم النمو وليس سببها سوء إدارة الحكام الحاليين.. والسؤال هو هل من الممكن إصلاح اقتصاد دولة بحجم مصر نخر فيه سوس الفساد والفوضى لمدة عقود في سنتين!! أعتقد أن اقل مدة حتى تبدأ بعض النتائج الاقتصادية في الظهور هي 5 سنوات لكن الناس تتعجل لأنها تعاني منذ سنوات طويلة. ولن تأتي النتائج الا بالمشاريع العملاقة، وفي بلد مثل مصر وحسب علمي فإن الحكومة تعمل على 50 مشروعا عملاقا يخدم كل واحد منها ما بين نصف مليون الى مليون شخص وأكثر، لكنها ستحتاج وقتا لا يقل عن 5 سنوات.

ولذلك فأنا متفائل بشكل كبير بنجاح الاقتصاد في بلاد الربيع العربي نتيجة لإيقاف الفساد وإطلاق المشاريع العملاقة.

لقد سمعت بأذني من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن سر نجاحهم الاقتصادي لم يبدأ بسبب المشروعات الاقتصادية ولكن لأنهم بدأوا بمواجهة الفساد.

اما التجار فلا شك أنهم يعانون نتيجة لعدم الاستقرار الذي يتأتى بعد الثورات عموما، والذي يؤدي إلى هروب الاستثمارات، لكن كل ذلك يبدأ في التلاشي بعد 5 سنوات على الأقل من اندلاع الثورات.

وأخيرا المفصل الثامن هو الإعلام وأنا سعيد بما يحدث في الإعلام في بلاد الثورات العربية.

< لماذا وكيف؟

- الإعلام في بلد كمصر يهاجم النظام الحاكم بضراوة وبقسوة، وعلى الرغم من ان هناك تجاوزات في هذا الهجوم فإنه يشير الى ان الإعلام صار حراً، ولم يعد بيد الرئيس أو الحزب الحاكم كما كان في السابق. حرية الإعلام في دول الربيع العربي على وشك أن تقترب من مستوى الإعلام في دولة كأمريكا، من ناحية الحرية ونزع القداسة عن الحكام، كل شيء، بل أكثر من هذا، فالإعلام هو الذي يمتلك القداسة، فلو سخر شخص إعلامي من رئيس الدولة مثلا فلا يملك الرئيس إلا أن يقيم دعوى قضائية كأي مواطن وان كنت اتمنى ألا يرفع أي رئيس أي قضية ضد من يسخر منه، فما دمت شخصية عامة فمن حق الناس أن تنتقدك وأن تتناول أداءك بالطريقة التي تراها مناسبة، والإنجازات هي التي تتكلم وليس القضاء.

أنا أعرف أن الكثير من الاسلاميين منزعجون من تحيز الإعلام ضدهم، وهذه حقيقة سببها ان الاسلاميين كانوا محرومين من الإعلام، وأن الاعلام الخاص بهم ضعيف حالياً ولذا فأنا اقول لهم ألا ينزعجوا لأن الباب أصبح مفتوحا أمامهم كي ينشئوا مؤسسات اعلامية قوية، فالحل هو أن يقووا اعلامهم لا ان يضعفوا اعلام الآخرين أو يلجاؤا للقوانين أو القضاء.

وبشكل عام فالصورة بالنسبة لدول الربيع العربي مبشرة، لكن بعد أن قمت باستقراء تجارب التاريخ وجدت أن الدول التي تثور أو تقع فيها الحروب قد أخذت نحو 13 عاما من عدم الاستقرار، والذي يستطيع أن ينجز الاستقرار في اقل من ذلك فهو لا شك مبدع. وللأمانة فلا الاسلاميين ولا غيرهم من القوى يمكنهم ان ينجزوا ويغيروا ما استقر من الفساد والاستبداد طوال اكثر من 60 سنة في عامين فقط، ولكني متفائل بتعلمنا من التاريخ ومن بعضنا وباستعمال الوسائل الإتصالية الحديثة أن تتمكن دول الربيع العربي من النهوض في 5 سنوات فقط وليس 13 سنة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

< قلت له: لو سمحت يا دكتور: لقد نفد صبري وأنا استمع اليك في الحلقة السابقة عن حالة التفاؤل التي تتحدث عنها، كيف نتفاءل بالربيع العربي وقد حوله الإخوان إلى خريف عاصف.. جماعتكم التي تحكم استنسخت الأنظمة الاستبدادية السابقة لأنها بلا بنية ديموقراطية.. ومازال المرشد مقدسا ويقبل أعضاء الجماعة يده؟

- سأرد على ما اثرته واحدة واحدة. اما ان المرشد مقدس فهذا غير صحيح، وأنا شخصيا قابلته وانتقدته هو والجماعة وتقبل النقد بصدر رحب. ومسألة تقبيل اليد فهي من عادات الناس مع العلماء وكبار السن ورأينا من يفعل هذا مع بعض حكام الخليج فهل يعني هذا أنهم مقدسون!

أما قضية الديموقراطية فانا أشهد أمام الله انني حضرت عدة مرات انتخابات داخلية في الإخوان في أكثر من بلد وكانت حرة تماماً وليس فيها أي تدخل أو تزوير.

 

انفراد بالسلطة

 

< لكنهم استفردوا بالسلطة بمجرد وصولهم إليها وأقصوا كل القوى السياسية الموجودة على الساحة في معظم البلدان؟

- ماذا لو اخذنا امريكا كمثال وكرائدة للعالم المتقدم ففيها عندما يفوز الحزب الديموقراطي أو الجمهوري فإن كلا منهما يستفرد بالسلطة ويختار إدارته من حزبه أو من المقربين فكريا من برنامجه، لأن الشعب اختاره بناء على برنامج انتخابي معين، ولا يمكن أن يختار الحزب الاشتراكي في فرنسا مثلا من يعادون رؤيته من القوى الأخرى. من هنا فمن حق الإخوان أن يختاروا فريقهم الذي ينسجم مع برنامجهم، فمن الطبيعي أن تتشكل الحكومة من فريق متجانس وليس متشاكسا.

 

حقبة استبدادية

 

< الديموقراطية في أمريكا عمرها نحو 100 سنة وفيها تداول سلطة حقيقي لكن دول الربيع العربي لم تتعاف من حقبة استبدادية هيمن فيها حزب واحد على الحكم تماما كما يفعل الإخوان الآن؟

- الجهات التنفيذية لابد أن تكون منسجمة، وعلى العكس من ذلك البرلمان الذي يجب أن يكون مختلطا ومن قوى ذات رؤى مختلفة هي انعكاس للاختلاف الموجود في الشعب. أما إذا جاءت الحكومة مختلطة غير منسجمة فلن تنجز شيئاً، والصحيح أن تكون من توجه أو حزب أو ائتلاف واحد لأن التنفيذ لا يحتاج إلى الرأي وإنما الانسجام، أما التشريع والتخطيط فهو الذي يحتاج آراء متعددة لأجل تمحيص الرأي.

نعم نحن لسنا كأمريكا ولكن استطعنا أن نصل بسرعة إلى النظام العام المستقر والحر مثل أمريكا فليكن. فمن حق جبهة الإنقاذ في مصر مثلا إذا فازت في الانتخابات أن تشكل الحكومة منفردة وليس من حق أحد أن يعترض عليها في ذلك، وهذه قاعدة مستقرة في كل الدول الديموقراطية الحقيقية.

 

أخونة السلطة

 

< هل يعطي ما تقوله عن الانسجام الحق للإخوان «بأخونة» كل الأجهزة في الدول التي وصلوا إلى السلطة فيها؟

- لا اتحدث عن مصر وحدها، ومع ذلك فالإخوان في مصر لم يمنعوا أي جهة من أن تنشر فكرها ولم يمنعوا «تمرد» من أن تجمع توقيعات لعزل الرئيس الإخواني، وإذا فعلوا ذلك فهذه هي «الأخونة» بالفعل. أما تشكيل الأجهزة التنفيذية من فصيل سياسي واحد فهذا حق للحكومة المنتخبة وفق برنامج اختارها الشعب بناء عليه، وهذا ليس أمرا مقتصرا على الإخوان بل هو حق لكل من يصل للحكم بانتخابات نزيهة وباختيار شعبي حر.

ففي الكويت مثلا نحن نطالب بحكومة منتخبة بمعنى أن الإئتلاف أو التشكيل الاكبر في البرلمان أو مجلس الأمة يشكل حكومة تمثله، وهذا قد يسمى إنفراد بالسلطة، لكن هذه هي الديموقراطية الحقيقية. وإلا فالبرلمان سيسقط الحكومة ونظل في عدم استقرار دائم. فمن حق الناس في الانتخابات القادمة مثلا أن تسقط الإخوان أو أن تنصرهم، ومن حق أي جهة علمانية ليبرالية مثلا ان تشكل الحكومة إذا ما فازت في الانتخابات.

 

بلا رؤية

 

< الاحزاب الديموقراطية أو الحزب الجمهوري في أمريكا أو الاشتراكي في فرنسا أو العمالي في بريطانيا لديها برامج ورؤى للحكم لكن أحد قياديي الإخوان سابقا في الكويت وهو د.اسماعيل الشطي كتب كتابا أكد فيه أن الإسلاميين بما فيهم الإخوان ليس لديهم أي نماذج أو مشروعات واضحة للحكم فما رأيك؟

- أنت تتحدث عن شيئين مختلفين: نموذج الحكم، ورؤية للمستقبل. أما نموذج الحكم بمعنى وجود نظام فهذه مسؤولية من يضع في الدساتير معادلة للحكم، فلابد أن يتم النص في كل الدساتير على أن الدولة مدنية وليست دينية، ومن حق أي حزب بأي فكر في الدولة المدنية أن يتشكل وأن يشارك في العملية السياسية، وأن من يتم انتخابه يشكل الحكومة أيا كان اتجاهه. وإذا ما فشلنا نحن الإسلاميين في الوصول إلى الحكم فهذا يعني أننا لم ننجح في اقناع الناس بنا كتوجه وعلينا أن ننزل للشارع بأسلوب سلمي لإقناع الناس بنا. المعادلة التي أوجدها «الربيع العربي» في بلدانه من إلتزام بالقانون وبالتداول السلمي للسلطة وضعته على الطريق الصحيح. ففي ليبيا أقر البرلمان الجديد قانونا للعزل السياسي تم تطبيقه فورا على رئيسه الذي قدم استقالته. وبالتالي فليست هناك مشكلة في هذا الجانب وإنما المشكلة هي في الاتجاه الفكري للناس: اذ هل تؤمن الجماهير بأن من حق أي قوة سياسية أن تصل إلى الحكم.. وهل يؤمن الإسلاميون بأن من حق الآخر أن يحكم!! وأنا أؤيد ما يقوله د.اسماعيل الشطي والشيخ راشد الغنوشي في أن الإسلاميين حتى الآن لم يعتادوا العملية الديموقراطية، والكثير منهم مازال يعشش في فكرة الخلافة الإسلامية التقليدية التي تحكم العالم بخليفة واحدة وليس من حق أي أحد آخر أن يشارك في السلطة، وان هذا هو الإسلام ولا شيء غيره.

والحقيقة ان هذا كله عكس ما يدعو اليه الإسلام.

ففي دولة الإسلام الراشدة أيام النبوة كانت هناك 3 أحزاب يقول الله سبحانه وتعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن اخرجتم لنخرجن معكم} الآية 11 من سورة الحشر، اذاً كان هناك حزب المنافقين بقيادة عبدالله بن ابي بن سلول، وحزب اليهود بقيادة كعب بن الاشرف، وهناك الحزب الإسلامي. بل أكثر من هذا فان لهذه الأحزاب مواقف ليست سياسية فحسب وانما عسكرية ايضا. ففي بداية غزوة أحد انسحب عبدالله بن أبي بن سلول ومعه 300 من المنافقين، وهذه خيانة عظمى عسكرية، ومع ذلك فلم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم «حتى لا يقال أن محمدا يقتل أصحابه». الإسلاميون حقيقة لم يعتادوا على هذه المنهجية لكنهم أقروا باللعبة الديموقراطية وبتداول السلطة، وهذا تقدم كبير جدا في الفكر الإسلامي المعاصر.

 

حصار

 

< كيف أقروا بالديموقراطية وقد حاصروا المحكمة الدستورية في مصر على سبيل المثال حتى لا تصدر أحكاما لصالح غيرهم؟

- هذا خطأ بالطبع، ولكن الآخرين أيضاً أخطأوا عندما حاصروهم. لكني أذكرك بالقول بأنهم لم يعتادوا العملية الديموقراطية، والاتجاه الرسمي القيادي بين الإسلاميين يقر بهذا لكنهم أقروا الدخول بالعملية الديموقراطية بحلوها ومرها، وهذا تقدم كبير، أما شباب الحركة الإسلامية وبعض مشايخها احيانا، وخصوصا في الاتجاه السلفي اكثر، فالمعادلة الديموقراطية بالنسبة لهم غير واضحة، وبعضهم يراها كفرا فخلطوا بين المبادئ والأدوات، فالشورى مبدأ والديموقراطية والانتخابات أداة ووسيلة، لكنهم سيتعلمون.

 

التعلم في الشعب

 

< تقصد يتعلمون الحكم في الشعب؟

- (ضاحكا) للأسف نعم والناس ستعاني بالتأكيد.

< ولماذا نصبر على هؤلاء الذين يأخذون «دورة تدريبية» في السلطة على حساب مشاكل الشعوب وآمالها وأحلامها؟

- بالتأكيد هناك أخطاء ودورنا كمفكرين ومصلحين أن ننشر هذا الفكر المتسامح بين شباب الأمة، وأن ندعوهم لأن ينسوا قضية الخلافة الراشدة العابرة للقارات، وأن يتفهموا الواقع وأن هناك دولا لها انظمتها وفيها توجهات مختلفة ومتنوعة يجب أن نتعامل معها.

 

بديل الخلافة

 

< ما البديل الذي يجعلهم يقبلون بالتنازل عن الخلافة؟

- البديل للخلافة بالطريقة التقليدية هو خلافة راشدة كذلك لكن نظامها أقرب إلى الاتحاد الأوروبي، أو ما نسميه بالكونفيدرالية. نحن لا نحتاج إلى أن نتحد في كل شيء وإنما نتحد في أربعة أشياء فقط: أولا في المواقف الخارجية فننشئ كياناً شبيها بالبرلمان الأوروبي وثانيا في الدفاع المشترك وننشئ اتفاقية عسكرية كالناتو، وثالثا في الاقتصاد فنطور للمسلمين عملة موحدة كاليورو، ورابعا في الجانب الاجتماعي بأن نفتح الحدود بحيث ننتقل بين دولنا بالبطاقة، وهذه التغييرات الأربعة تكفينا فلا نحتاج إلى أن نتفق على مذهب فقهي أو قوانين قضائية أو أحوال شخصية أو نظام حكم محلي، وإنما نترك الحنفي والشيعي والسني كل على مذهبه، ولنترك الناس تختار ما تريد، ونمارس الدعوة بالإقناع وليس التغيير بالإجبار أو استعمال القانون المسلط على رقاب الناس.

أما عن الرؤية المستقبلية.. فـ

< قبل الانتقال إلى ذلك، لابد من سؤال: هل من الإسلام أو من العدل ان يصر الإخوان على ممارسة الحكم وهي حركة غير جاهزة أو مستعدة لذلك؟

- لابد ان يكون واضحا أنه لا الإخوان ولا غيرهم اعطوا فرصة لممارسة الحكم طوال العقود الماضية، وأي قوى سياسية موجودة عندما تفوز في الانتخابات ستتعلم الحكم في الجماهير أيضاو الكل سيتعلم في الناس والكل سيعاني، وهذه كلها من نتائج الاستبداد الذي اقصى كل القوى وهمشها وحرمها من حقها في اكتساب الخبرة اللازمة لمعالجة المشاكل، والخروج من التنظير إلى ارض الواقع.

والخطأ الجسيم اليوم ان نحمل المعارضة أو السلطة سواء أكانت بيد الإخوان أم غيرهم المسؤولية عما يحدث الان، فالكل ضحايا للاستبداد الذي خرب كل شيء لأكثر من 60 عاما، كل القوى السياسية ما زالت في مرحلة «التليين» كالسيارة الجديدة التي تحتاج إلى تليين تروسها، وبالتالي فلابد أن نعين بعضنا بدلا من أن نهاجم الآخر ولا نعطيه فرصة فما تم تخريبه في 60 عاما لا يمكن إصلاحه في سنة أو اثنتين.

 

الضحية والجلاد

 

< طبقا للتحليل النفسي فانه ثمة ضحية يتماهى مع جلاده عندما تسمح له الفرصة بذلك: الإخوان تماهوا مع جلادهم وحملوا صفاته وروح الثأر والانتقام بمجرد وصولهم إلى السلطة فراحوا يقمعون الإعلام ويستأثرون بالسلطة وغيرها من وسائل الاستبداد؟

- التقيت مع الرئيس محمد مرسي في برنامجي التلفزيوني على قناة الرسالة قبل 5 سنوات وسألته سؤالا مباشرا: هل الدولة الإسلامية دينية أم مدنية؟ وكان هو الوحيد من بين 4 ضيوف شاركوا في البرنامج الذي جاءت اجابته واضحة ومباشرة وصارمة وبلا تردد فقال:

«الدولة الإسلامية مدنية وليست دينية» واذا كان الفكر هكذا فتبقى الممارسات فاذا لم تكن قانونية فهو جلاد، وإن كانت قانونية فهو يمارس الحكم ممارسة سليمة، حسني مبارك كان يستخدم الاساليب القانونية عندما كان يسيطر تماما على القضاء، والآن يلجأ الرئيس مرسي إلى الأساليب القانونية، دون أي سيطرة له على القضاة والقضاء بل نجدهم يناكفونه ويلغون قراراته، وهذا دليل على عدم سيطرته عليهم، وهذا تطور كبير ومهم.

< ألم تقابل الرئيس مرسي بعد توليه السلطة؟

- لا.. لم يكن لدي سبب للقائه وأما لقاء المجاملات فهو يكفيه ما هو فيه من المشاغل.

 

الرئيس الفعلي

 

< لكنك بالتأكيد قابلت الرئيس الفعلي لمصر وهو مرشد الإخوان د.محمد بديع؟

- قابلته عدة مرات هو وقيادات الإخوان في مصر، وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن القرار في يد الرئيس مرسي وليس في يد أحد آخر، والحقيقة انني كنت أظن كما يظن كثير من الناس أن القرارات تصدر عن خيرت الشاطر وغيره، لكنني وجدت أن ذلك غير صحيح، وأن قرار الرئاسية المصرية مستقل وبيد الرئيس الذي يستشير الإخوان وغير الإخوان.

< الاخوان لم يستطيعوا حل مشاكل بسيطة كالخبز والغاز فكيف بادارة دولة؟

- هذه تفاصيل مهمة للشعب ولابد من علاجها لكني لن أدخل فيها لعدم علمي بتفاصيلها وما شهدنا الا بما علمنا.

 

رؤية مستقبلية

 

< لنعد إلى الرؤية المستقبلية للإخوان؟

- اطلعت على مشروع النهضة الذي طرحه الإخوان، وبحكم أني أعرف قليلا عن التخطيط الاستراتيجي فإني أرى أنه يصلح أساسا ممتازاً للتخطيط المستقبلي للدولة بعد دراسته من قبل المستشارين وأخذ آراء كل الاتجاهات فيه، والسؤال الآن: هل طرح غيرهم أي مشروع سواء أكانت جبهة الإنقاذ أم حزب النور أم بقية القوى والأحزاب؟! للاسف لم يطرح أحد مشروعا كالإخوان وبالتالي فنحن امام معادلة مهمة: احدى الجماعات أو الاحزاب طرحت مشروعا مستقبليا عليه مجموعة من الملاحظات فيما لم تطرح بقية القوى شيئا وتعارض فقط، ولذا فانا أدعو الناس إلى مطالبة الجميع بطرح مشروعاتهم والا ينتخبوا احدا لا يملك مشروعاً، وأن ينتقدوا أي مشروع يتم طرحه، ولابد من الاعتراف بإنصاف بأن الإخوان متقدمون على غيرهم لأن لديهم مشروعا قابلا للنقد وفيه بعض الخلل لكنه أساس قابل للتطوير، فأين مشاريع الآخرين؟

 

لا أغضب

 

< لماذا يبدو عليك الغضب؟

- (ضاحكا) الحمد لله أنا لا أغضب أبدا، بل انني من فترة طويلة لم أغضب وأنت أخي وصديقي فكيف أغضب عليك؟! لكني أتحدث بجدية وليس بغضب!

ما أقصده أن تحاكم الشعوب جميع القوى على ضرورة ان تقدم مشروعا مستقبليا يركز في صميمه على الاقتصاد الذي سيحل كل المشكلات الاخرى إذا بدأنا به.

وألا ينتخبوا أصحاب الأصوات العالية التي لا تمتلك مشروعات مستقبلية.. هذا مستقبلكم، والشعب أهم من الإخوان ومن غيرهم والأهم وهو مستقبل الأمة الإسلامية وفي يوم القيامة لن ينادى في الناس يا إخوان مسلمين ادخلوا الجنة، ولكن كل شخص سيحاسب عن أعماله بمفرده، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ان الرائد لا يكذب اهله»، ولا يجوز لي على الإطلاق أن أطرح طرحا فيه خداع وغش للامة انتصاراً لنفسي أو لأي جماعة أو حزب.

 

الفرقة الناجية

 

< الإخوان المسلمون والإسلاميون بشكل عام يطرحون أنفسهم على انهم الفرقة الناجية وغيرهم حزب الشيطان؟

- ليس في الإسلام شيء اسمه الفرقة الناجية، والحديث الذي ورد في ذلك جزء منه صحيح: «اختلف اليهود على 71 فرقة واختلفت النصارى على 72 فرقة، وتختلف هذه الأمة على 73 فرقة»، وبقية الحديث التي تقول: «كلها في النار الا واحدة» هذه زيادة مختلف فيها ويرى عدد من كبار العلماء أنها ضعيفة.

والرسول صلى الله عليه وسلم يوصف حالة أمته بعده ولا يكفرها، وهو صلى الله عليه وسلم يضفي المشروعية على الخلاف ولا ينكره، وفي النهاية فالحاكم بين العباد جميعا هو الله سبحانه وتعالى، فلا إخوان ولا سلفيون ولا غيرهم هم الفرقة الناجية، والنجاة يوم القيامة التي يحددها الله عز وجل ولسنا نحن.

 

الشريعة الإسلامية

 

< أين الشريعة الإسلامية التي ترفعون شعاراتها منذ عدة عقود في أدبياتكم من مشروعات النهضة؟

- الشريعة الإسلامية تنقسم إلى قسمين قسم أجمع عليه العلماء ولا يجوز لنا كأمة أو أحزاب أن نخالف ذلك {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم}، فلا يجوز أن نقر الزنا أو شرب الخمر أو الربا وانما نعالجها سواء بالتدريج أم الحزم وغيرها من الوسائل حسب قدرتنا {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.

والقسم الثاني من الشريعة هو ما اختلف فيه العلماء مثل قضية الرجم ومثل حد الردة وغيرها، وفي هذه الحالة تقرر الأمة بعلمائها الكبار الاتجاه الذي تريده، وتعود إلى برلمانها ومؤسساتها الدينية وعلمائها كي تحسم الأمر فيها، وأي رأي يوافق عليه العلماء الكبار وتعتمده الأمة هو مقبول بالنسبة لي.

 

الحمد لله الذي عافانا من الخرف الفكري

رابط هذا التعليق
شارك

الرجل عندة عقدة من الخلافة الراشدة العبارة للقارات

فهو يقول موجها كلامة الى الشباب - وان ندعوهم لان

ينسوا قضية الخلافة الراشدة العابرة للقارات-

تم تعديل بواسطه الفقير
رابط هذا التعليق
شارك

متخلّف عن ركب الأمّة يحاول أن ينبطح في طريقها من أجل إشغالها وإعاقتها ..

 

والأمة قد حزمت أمرها على المضيّ في طريق عزتها وستسحق كلّ ما يقف في طريقها.

 

للأسف .. فإنّ المنتفعين من عقود الذلّة البائدة يحاولون بجهد إمكانهم إبقاء حقبة التخلّف خوفاً على مصالحهم الشخصيّة وتجارتهم الدعويّة الرّابحة مادّياً بالإسلام عن طريق الفضائيات المضللة ووسائل الإعلام العميلة.

 

غداً سنعطي على الإسلام بيعتنا * إلى عطاءٍ بعقر الشام يحكمنا

 

نعم سنعطي بإذن الله صفقتنا * بحكم ربّي أو استشهاد يرفعُنا

 

 

 

بإذن الله.

 

 

 

 

 

 

 

.

تم تعديل بواسطه ابن الصّدّيق
إضافة بيت شعر
رابط هذا التعليق
شارك

المخلصون من ابناء هذه الامه سائرون في طريقهم لاقامة دولة الخلافه. و الامة بدأت تلتف حولهم و تدرك انهم من سيأخذ بيدهم الى العزة و الكرامه من بعد ذلة انظمة الطواغيت. و قد يظهر على هذه الطريق بعض المطبات ممن يحسبون انفسهم على العلماء و المفكرين. و قد باعوا دينهم بدنيا فانيه.وهم لم يعلموا ان هذه المطبات التافهة الضحله لن توقف قافلة الخلافه الراشده. كيف لا و هي تستمد قوتها و نصرها من فوق سبع سموات.

تم تعديل بواسطه بصير
رابط هذا التعليق
شارك

السؤال: لماذا يذهب الى بقر بطن التاريح للحديث عن ظلم وسرقة خيرات الناس ونهبها والحديث عن حال من حوله كافٍ، فهم ظلمة مجرمين ديكتاتوريين وعملاء للغرب، ومعروف ان الغرب هو الذي يدعو للدولة المدنية.

 

طبعا واضح انه مندوب مبيعات يبخس الخلافة من أجل مشروع الظالمين الديكتاتوريين ناهبي الخيرات والحقوق مشروع الدولة المدنية التي يريدها ويرعاها الغرب.

رابط هذا التعليق
شارك

إخواني الكرام

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

معلوم أن هكذا تصريح ليس جديداً على طارق سويدان

 

لكن توقيت كلامه الأخير في هذا التوقيت بالذات قد يكون تفريغاً لشحنة غضب وحسد تكاد تقتله من انتشار فكرة الخلافة (عن وعي) وارتباطها بشكل وثيق بحزب التحرير، خاصة مع طوفان من المسلمين المشتاقين لعز الإسلام عبر دولة الإسلام إلى مؤتمرات رائعة لم يتمكن الإعلام من حجب النور عنها.

 

اللهم خلافة رغم أنف الحاقدين، تعزنا وتذل أعداءنا، وتشف صدور قوم مؤمنين

رابط هذا التعليق
شارك

بورك في العالم الاخ سويدان ولعله لا يضجر من سؤال هلا يوجد في الاسلام اي هل لا يوجد احكام قطعية الثبوت قطعية الدلالة في الاسلام كحكم الناس شركاء في ثلاصثة الماء والكلاء والنار وهذا حديث لرسولنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم فهل احكام العقوبات ايضا متعامل بها ام معطلة كما اسلفنا هل قطع يد السارق وجلد الزاني وتحريم التجسس على المسلمين وتحريمه وانزال العقوبات على مرتكبه في سلم اوليات الملعلماء في النصح للحكام وللناس ايضا ام ماذا وشكرا .ابو المنذر الشامبي فلسطين ارض الاسراء والمعراج .

 

نحن كخير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر : واحدى اكبر كبائر الحكام اليوم انهم يحكموا بغير ما انزل الله تعالى ليس فقط باخذ اموال الناس ظلما لان الرسول عليه السلام والذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحيُ يوحى قال عليه السلام [الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلاء ] ويعني بالنار كل ماي

تودي باشعله مثل البترول ومستقاته .والكلاء المراعي التي لا يملكها احد او التي وضع عليها احدهم يده عليه غيلة والماء العيون الكبيرة الواسعة والانهار والشواطء وامثالهما التي لا يستغني عنها الناس فاين هذه من طرح علماءنا للناس وللحكام الم يناقشوا عمر رضي الله عنه وهو على المنبر ؟؟ابو المنذر الشامي ارض الاسراء والمعراج فلسطين المنهوبة .

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...