اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الصراع الجديد على سوريا


غريب

Recommended Posts

مقال على درجة عالية من الوعي السياسي يبين الدور الامريكي في سوريا

 

و حقيقة الصراع في سوريا وهو بين الثوار وكل القوى السياسية في العالم

 

نشر اليوم في الشرق الاوسط ...

 

 

 

الصراع الجديد على سوريا

 

منذر عيد الزمالكاني

 

 

لم يكن يخطر على بال أهم خبير سياسي وأعرق مراقب ومنظر لمنطقة الشرق الأوسط؛ فضلا عن السوريين أنفسهم، أن مطالبتهم بالحرية والكرامة ستقودهم إلى هذا الطريق المليء بالدمار وبالأشلاء والدماء. لقد ظن السوريون، حسب ما قاله الأستاذ عدنان الشغري (رئيس بلدية بانياس سابقا)، أن القوى الكبرى ستبارك الربيع العربي أينما حل في وطننا الكبير. وساد الاعتقاد بأن النظام السوري لا يمكن أن يكرر حماقة الثمانينات ليس بسبب تحسن أخلاق النظام وانضباطه بالقيم الإنسانية؛ لا، بل على اعتبار أن تطور أنظمة الاتصالات والإعلام بما توفره من سرعة نقل الحدث سوف تضعه وتضع داعميه في ورطة أخلاقية يصعب تبريرها شعبيا، ناهيك بالاعتقاد بأن عصر الإبادات البشرية والمجازر الجماعية قد ولى إلى غير رجعة، خصوصا بعد اللطخة السوداء التي أحدثتها مجزرة سريبرينيتشا على جبين الإنسانية حيث تعهد العالم بأجمعه بعدم السماح بتكرارها.

 

لكن بشار الأسد لم يكرر حماقة أبيه فحسب؛ بل تعداها بمئات المرات، فإذا كان حافظ الأسد يسجن المعارض أو يعذبه ثم يقتله، فإن بشار الأسد يقتل مشيعيه أيضا ويحرمهم من إكرامه ويجبر من بقي منهم على دفنه سرا في حديقة بيته أو الحدائق العامة.

 

لقد سارت الركبان بأخبار السوريين حتى وصلت إلى أصقاع الأرض في دقائق قليلة، وفعلا لقد أدى التطور الهائل في وسائل الاتصالات والإعلام دوره الكبير في إيصال آلام السوريين ورسالتهم إلى العالم، خصوصا إلى القوى الكبرى المتنفذة في شؤون الشرق الأوسط وبالتحديد الولايات المتحدة. وإذا كانت هذه القوى لا تهتم بدماء السوريين كما لم تهتم بدماء غيرهم من شعوب الأرض المظلومة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، فإن عليها أن تهتم كثيرا برسالة السوريين وتفهمها جيدا، فهي رسالة لها ما بعدها. والرسالة بسيطة، لكنها غير مطمئنة لهم أبدا، وهي تتجلى في فلسفة جديدة تبناها الشعب السوري منذ بداية ثورته اختصرت بكلمات عظيمة هي «الموت ولا المذلة». إنها فلسفة من أحرق مراكبه ولم يعد أمامه إلا مواصلة المسير حتى تحقيق الهدف أو أن يهلك دونه. وما دام هلاك الشعب مستحيلا، فإن الهدف سيتحقق.

 

في الحقيقة، أن رسالة السوريين قد وصلت وفهمت تماما، وفلسفتها الجديدة قد أركعت الشرق والغرب قبل أن تركع النظام، ولذلك كان الالتفاف على هذه الثورة ومن ثم التآمر عليها أملا في إجهاضها وإن لم يستطيعوا ففي سرقتها. لقد كثرت المؤامرات على الثورة السورية من جميع الأطراف؛ عربية وأجنبية، شرقية وغربية. فمنذ البداية، لم يعطوها صورتها الصحيحة بأنها ثورة شعبية من أجل الكرامة والحرية على الظلم والطغيان وأنها قوبلت بالحديد والنار، بل تم تصويرها على أنها تمرد مسلح على النظام وذلك من خلال التنسيق معه في دفعها نحو التسلح. ثم كان رميها بتهمة الدعم الخارجي بما يوحي بأنها حرب بالوكالة، أي إن سوريا قد تحولت إلى ساحة من جديد للصراع الدولي والإقليمي. وليت شعري لو أن الشعب السوري يقاتل وكالة عن أضعف دولة في العالم لانتصر منذ زمن. والحقيقة أن النظام هو الذي يقاتل الشعب السوري وكالة عن الشرق والغرب وعن بعض العرب أيضا.

 

والحرب بالوكالة التي يلمحون إليها قد انقضى عهدها بعد انهيار جدار برلين وانقضاء عهد القطبين وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم.. ثم إن الذي يدعم هذه المزاعم، وهم للأسف من أدعياء الفهم والعلم بالسياسة الدولية والإقليمية، يتجاهلون أن كل الأطراف المتنازعة في سوريا اليوم مرتبطة كليا بالقبعة الأميركية من إيران إلى روسيا وتركيا ودول عربية عديدة، ويستغفلون أيضا ذلك الفيتو الأميركي على إدخال السلاح النوعي إلى سوريا، ويجهلون تماما حقيقة أن عدم إدخال السلاح النوعي للثوار غايته الأولى هو ضمان استمرارية الحرب وليس حسمها. لكن الغريب في هذه المزاعم هو الجمع بين الادعاء بوجود تنظيم القاعدة في سوريا ومن ثم الزعم بأن النزاع في سوريا هو حرب بالوكالة. وحقيقة الأمر في سوريا هو أن الدول المتنفذة في منطقتنا وعلى رأسها الولايات المتحدة دعمت إدخال السلاح غير النوعي إلى الثوار إثباتا لمزاعم النظام وافتراءاته بوجود الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج، وبالتالي إعطاؤه ذريعة للقتل والتدمير، فهم يريدون أن يتسلموا من بشار الأسد أطلالا وليس بلدا.

 

ثم جاءت محاولة اختراق الثورة وبث النزاع الداخلي فيها عن طريق ما يشبه مجالس الصحوة في العراق؛ ذلك المشروع البريطاني المنشأ. ومجالس الصحوة في سوريا الآن هي تلك التجمعات التي تريد الهيمنة على العمل الثوري وتخضعه لمآربها المريبة سواء أكانت مجالس عسكرية أم سياسية، وليست تلك التي تريد أن تدعمه وترفده بخبرتها دون قيد أو شرط. فالجناح العسكري مكمل، بل وخاضع للجناح الثوري وليس بديلا عنه، لأن الثوار لا العسكريين هم أصل الثورة وهم حاضنتها، وهذا ما أكده السيد العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس الثوري العسكري في حلب.

 

والحقيقة أن اللاعبين الدوليين الأساسيين المتنفذين في سوريا الآن هما الولايات المتحدة وفرنسا، وهذا طبيعي لأن فرنسا هي صاحبة النفوذ التاريخي في سوريا وهي التي هندست ما آلت إليه الأمور في ما بعد الاستقلال المزعوم. أما الولايات المتحدة، فهي القوة التي ملأت الفراغ في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية، وهي صاحبة النفوذ الأقوى إن لم يكن الأوحد في المنطقة في الوقت الراهن. وكلتاهما يتأبط شرا بالثورة أكثر من أي طرف آخر من خلال عملائهما ورجالاتهما من عرب ومن عجم. وآخر تلك المؤامرات المريبة هو المقترح الفرنسي - الأميركي حول تشكيل حكومة مؤقتة الآن من المعارضة السورية وتعهدهما بالاعتراف بها عند تشكيلها، طبعا إن شُكلت. لأنه ما ظنكم بمعارضة تتنازع على المجالس أن تفعل عندما يكون الأمر متعلقا بحكومة؟ الولايات المتحدة وفرنسا تعملان حالة التنازع هذه وهما تريدان أن تزيدا فيها. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا لم تعترف فرنسا والولايات المتحدة بالمجلس الوطني السوري عندما كان في أوج شعبيته الثورية مع العلم بأنهما ممن شجع على إنشائه؟ ثم ماذا قدمت هاتين القوتين من دعم حقيقي للثورة السورية؟

 

وبغض الطرف عن تنازع المعارضة السياسية وعن هدف الدعوة الأميركية - الفرنسية في إيقاع المزيد من الشقاق بينها، فإن الحكومة المؤقتة هي مطلب مهم للثورة السورية في المستقبل القريب ولكن بدماء جديدة، لأنه ليس من مصلحة السوريين ولو بعد حين الانتقال بعد إسقاط النظام إلى الفوضى العارمة، بل إلى التئام الجراح وإعادة الإعمار.

 

إن ما يجري الآن في سوريا هو صراع جديد عليها بالتأكيد، لكن ليس بين أطراف دولية وإقليمية وعربية تتنازع النفوذ فيها والهيمنة عليها، بل هو في الحقيقة صراع بين السوريين الجدد حاملي فلسفة «الموت ولا المذلة» وبين تلك الأطراف مجتمعة. وهذا النوع من الصراع أخطر بكثير من ذلك الصراع الذي عانت منه سوريا في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي؛ حيث ابتليت سوريا وقتها بأسوأ سياسيين وقياديين عرفهم التاريخ، فهم من سلم أمنها وأمن شعبها وخيراتها إلى أعدائها تحت راية القومية والاشتراكية. إن القوى الإقليمية والدولية المتناحرة يمكن أن تتلاقى بعد صراع مديد على كلمة سواء فيما بينها حول الغنيمة والنفوذ. لكن هذا الصراع الجديد لا تسوية فيه ولا مساومة، ولا ينفع معه إلا كسر العظم، خصوصا أن الشعوب قد تغيرت واعتبرت، ولم تعد تنطلي عليها المؤامرات ولا مكر الماكرين. في هذه الظروف، علم الشعب السوري بأن مشكلته لم تكن أبدا إعلامية وإنما هي سياسية. وسواء أوَصل صوت ألمه ومشهد تدفق دمه أم لم يصل، فالاستجابة الدولية واحدة.

 

* أكاديمي في «مركز الدراسات السورية» بجامعة سانت آندروز البريطانية

 

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=699585&issueno=12374

تم تعديل بواسطه غريب
رابط هذا التعليق
شارك

تحليل مستنير ويستحق النشر على أوسع نطاق

 

من ناحية صحة قرائة الكاتب للحراك والتنافس الدولي على سوريا فهذا لا شك فيه

 

غير ان قرائته على صحتها تعتبر ناقصة لاقتصارها على الجانب المتعلق بكشف وتشخيص اطراف التنافس وغاياتهم ومواقفهم من الثورة والنظام ووزن كل طرف,,ولم تنطلق من سياسي يتمتع بتفكير سياسي نابع من وجهة نظر خاصة مبدأية تشرح الواقع شرحا صحيحا دقيقا وتخرج خباياه وتقدم كيفية لجعل الثورة ثورة ذات نتائج نهضوية وفكرة تنسجم مع عقيدة الثوار وثقافتهم الاسلامية

 

فلا يعتبر الطبيب جامعا مانعا لاطراف مهنته اذا اقتصر على تشخيص المرض وتحديد انواع الجراثيم التي تسببت به وانما يكون كذلك اذا زاد على عمق فهمه لحالة المريض ونوع الجراثيم المسببة للمرض علاجا يعافيه من سقمه,,عند اذن يمكننا القول بملئ افواهنا انه طبيب مستنير,,وعلاج جسد الامة مما اصابه من اسقام لاشك انه لا يكون الا بعودة عقيدتهم وثقافتهم الاسلامية الى حياتهم ومجتمعهم ودولتهم

تم تعديل بواسطه مقاتل
رابط هذا التعليق
شارك

تعزيزا لما تفضلت به اخي مقاتل انظر الى الاقتباس ادناه ترى ان الدواء الذي حاول الكاتب استعماله ما هو الا سمّ عجاف

 

 

 

 

 

وبغض الطرف عن تنازع المعارضة السياسية وعن هدف الدعوة الأميركية - الفرنسية في إيقاع المزيد من الشقاق بينها، فإن الحكومة المؤقتة هي مطلب مهم للثورة السورية في المستقبل القريب ولكن بدماء جديدة، لأنه ليس من مصلحة السوريين ولو بعد حين الانتقال بعد إسقاط النظام إلى الفوضى العارمة، بل إلى التئام الجراح وإعادة الإعمار.

 

 

 

 

 

 

لان محلل مثله لا يخفى عليه ان مطلب الثورة السورية يعلمها القاصي والداني وهي تطبيق شرع الله

 

الامر الذي تدركه امريكا وفرنسا وكل القوى العالمية

 

وهو السبب الذي يعطون من خلاله عصابة الاسد الضوء الاخضر للقتل والتدمير والتهجير

 

حتى لا تبقى ارض الشام ارضية خصبة لقيام دولة الاسلام التي تقض مضاجعهم

 

 

 

 

.

رابط هذا التعليق
شارك

الكتاب ذكر

وآخر تلك المؤامرات المريبة هو المقترح الفرنسي - الأميركي حول تشكيل حكومة مؤقتة الآن من المعارضة السورية

 

حسب علمي، ثمة اختلاف معلن بين أميركا وفرنسا حيال الموقف من الحكومة المؤقتة. فمالذي يشير إليه الكاتب تحديدا؟!

رابط هذا التعليق
شارك

 

 

من ناحية صحة قرائة الكاتب للحراك والتنافس الدولي على سوريا فهذا لا شك فيه

 

غير ان قرائته على صحتها تعتبر ناقصة لاقتصارها على الجانب المتعلق بكشف وتشخيص اطراف التنافس وغاياتهم ومواقفهم من الثورة والنظام ووزن كل طرف,,ولم تنطلق من سياسي يتمتع بتفكير سياسي نابع من وجهة نظر خاصة مبدأية تشرح الواقع شرحا صحيحا دقيقا وتخرج خباياه وتقدم كيفية لجعل الثورة ثورة ذات نتائج نهضوية وفكرة تنسجم مع عقيدة الثوار وثقافتهم الاسلامية

 

فلا يعتبر الطبيب جامعا مانعا لاطراف مهنته اذا اقتصر على تشخيص المرض وتحديد انواع الجراثيم التي تسببت به وانما يكون كذلك اذا زاد على عمق فهمه لحالة المريض ونوع الجراثيم المسببة للمرض علاجا يعافيه من سقمه,,عند اذن يمكننا القول بملئ افواهنا انه طبيب مستنير,,وعلاج جسد الامة مما اصابه من اسقام لاشك انه لا يكون الا بعودة عقيدتهم وثقافتهم الاسلامية الى حياتهم ومجتمعهم ودولتهم

بارك الله فيك أخي مقاتل على التعقيب، وهل يوجد طبيبا مانعا للأمة غير حزب التحرير الذي شخص الداء منذ نشا وبيده الدواء يحمله للأمة علها تأخذه فتشفى بأمر الله. ما قصدته انه قل ما تجد من يقرأ هذه القراءة وان وجدت فإنها لا تجد منبرا كجريدة الشرق الأوسط لنشرها. ويا أخي هل تتوقع ممن يعمل في مركز للدراسات مقره بريطانيا أن يأتيك بالدواء الشافي، ثم أن الكاتب أيضاً أغفل سير بريطانيا المحموم في قضية سورية. على أي حال فهي قراءة جيدة للأحداث والحراك في سوريا، واعتذر أن خانني التعبير في ذلك. وجزاكم الله خيرا

رابط هذا التعليق
شارك

نعم اخي حليم صدقت

 

جزاك الله خيرا

 

وانت اخي العزيز جمال لا تثريب عليك يا طيب

 

وصدقا يا اخي انه لا يساورني شك بوعيك ونقاء سريرتك

 

وارجوا ان لا تكون في حرج من اخوك الصغير مقاتل والذي كثيرا ما يستفيد من نير فكرك

 

وحياكم الله جميعا اخوة احباء في الله

رابط هذا التعليق
شارك

ولك كما دعوت لي وزيادة اخي عبد القادر وزيادة ان يمتعك الله بالنظر الى وجهه الكريم

 

وكلنا عيال على حزب التحرير العظيم اخي الحبيب

 

والحمد لله ان هدانا لحزب التحرير بعد ان هدانا للاسلام

رابط هذا التعليق
شارك

الشرق الأوسط

10:11, 16 تشرين الأول 2012 الثلاثاء

 

1-652342-1-34.jpg

 

 

صحافة : شرق أوسط جديد يتشكل ليس للأسد مكان فيه

روسيا تسعى الى دور شرق أوسطي عبر نظام بشار

 

 

 

 

 

عدنان أبو زيد

عبد الرحمن الراشد في الشرق الاوسط: روسيا.. الأسد باق

في واحدة من الوثائق السورية السرية التي اطلعت عليها، كتب رئيس محطة الاستخبارات السورية في السفارة السورية في موسكو، محللا ومستنتجا الموقف الروسي حيال بلاده من وحي مقابلاته مع مسؤولين هناك، كتب أن روسيا ترى في القضية السورية فرصة لاستعادة دورها الإقليمي في المنطقة.

كتحليل سياسي يحتمل الصواب والخطأ، يبدو أن الكثير من سلوك قيادة بوتين يؤيد ما كتبه الضابط السوري؛ الروس يبحثون عن دور في المنطقة، والعودة إلى الشرق الأوسط الذي كان قبل عقدين منطقة نفوذ أساسية لهم، وما نسب إلى وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن نظيره الروسي أبلغه أن بشار الأسد باق، وأكد هذه الرواية وزير خارجية بريطانيا، ويليام هيغ، الذي قال إن موقف الروس ازداد تصلبا.

ومعلوماتي التي سبقتها أن الروس جربوا مرة الحديث عن حل يتضمن إبعاد الأسد عن الحكم، لكن كانوا يريدون ضمانات لمصالحهم في سوريا، وهي كلمة مطاطة؛ أهونها استمرار عقد الخدمات الملاحية في قاعدتهم البحرية طرطوس، وأصعبها أن يدفع السوريون ديون الأسد التي بلغت مليارات الدولارات، واستخدمت لشراء أسلحة وذخائر لقتل آلاف السوريين، وتمويل النظام؛ نقديا وغذائيا!

ولو ربطنا المعلومات جميعها: بحث الروس عن دور شرق أوسطي بدعم نظام بشار، والمساومة على خروجه مقابل مصالح والتزامات متعددة - نجد أننا أمام معركة أكبر من ذي قبل.

هل هذا يعني أن الأسد باق فعلا، لأن وزير خارجية روسيا، لافروف، أبلغ وزراء أوروبيين رسميا أن الأسد باق رغما عنهم ورغما عن الشعب السوري؟ طبعا، لا. روسيا تستطيع أن تقرر الليلة التخلي عنه، وبالتالي سقوطه في بضعة أيام. لكنها لا تستطيع أن تقرر إبقاءه، فقط لأن بضعة وزراء خارجية جلسوا يتدارسون الوضع. لافروف يعرف، وكذلك رئيسه بوتين، أن بقاء الأسد من المحال، وسقوطه مسألة وقت قد يمتد إلى منتصف العام المقبل، وقد يكون على جثث خمسين ألف سوري إضافي، وتدمير ما تبقى من مدن. ما قاله لافروف يعني أن الثمن أغلى، لكنه لا يعني أن الأسد باق.

قدرة الدول الخارجية على تقرير مصائر الدول لم يعد أمرا هينا كما قسمت خريطة المنطقة في اتفاقيتي «سايكس بيكو» و«سان ريمو» قبل تسعين عاما. وأصبحت القلاقل أكثر كلفة على الدول الكبرى وأخطر على استقرارها مهما بعدت، والدليل المعركة الحالية في جنوب الصحراء في أفريقيا. نعم، الشرق الأوسط الجديد يتشكل، ولن يكون فيه مكان لبشار الأسد سواء قرر الكرملين الروسي ذلك أم لا. السؤال هو: هل سيكون للروس مصالح فيه أم لا؟ لقد اختاروا أسوأ البوابات للعودة للمنطقة، بمناصرة أسوأ الأنظمة وأقلها حظا في البقاء. كانوا في السابق مرحبا بهم كحلفاء وأصدقاء على لوح شطرنج المنطقة، في مصر والسودان والعراق وسوريا واليمن الجنوبي والجزائر.

تحالفهم مع إيران وسوريا وحزب الله، كما يبدو، يجعلهم في الزاوية الضيقة، وسيدفع بالمزيد من حكومات المنطقة وشعوبها باتجاه الغرب وليس العكس.

علي الغفلي في الاتحاد الاماراتية : الأزمة السورية نحو الأسوأ

تقول التقديرات الحالية أن عدد الذين لقوا حتفهم منذ بداية الأزمة السورية قبل عام ونصف لا يقل عن ثلاثة وثلاثين ألفاً، وهو رقم كبير للغاية، والأسوأ أنه مرشح للزيادة بسرعة مخيفة، نظراً لأعداد المئات من القتلى الذين يسقطون بشكل يومي في العديد من المدن السورية . إن التكلفة البشرية في الأزمة السورية صادمة، وهي لا تقتصر على أعداد القتلى، ولكنها تشمل أيضاً المعاناة الإنسانية التي يكابدها عشرات الآلاف من النازحين السوريين إلى البلدان المجاورة، وهذا أمر مؤسف بكل تأكيد، خاصة في ضوء التقارير التي تقول إن الإمكانات المتوفرة لدى الدول المضيفة قد وصلت إلى حدود ضاغطة، صار من الصعب معها تصور صيانة قدرة هذه الدول على تقديم مستلزمات الإيواء للنازحين إليها، ناهيك عن استقبال المزيد منهم خلال الشهور القادمة .

لا يبدو أن هناك شيئاً عابراً في الأزمة السورية، فالعنف المميت من أجل قمع الثورة لا يزال الخيار القائم الذي يستخدمه نظام بشار الأسد، وقد ظل العنف السمة السائدة سواء خلال فترة الثورة الشعبية السلمية أو خلال فترة تدهور الثورة إلى الاقتتال الأهلي . وفي المقابل، لا تبدو الرغبة في التخلص من نظام الأسد عابرة هي الأخرى، إذ إن تصميم كل من الشعب والقوى المعارضة على تحقيق هذا الهدف لا يزال متنامياً . كما ثبت أن الموقف الذي تتخذه كل من روسيا والصين الداعم لبقاء نظام بشار الأسد في سدة الحكم ليس بالأمر العابر، وقد استمر هذا الموقف متماسكاً على الرغم من أن الآمال كانت تتجه دوماً إلى أن تتنبه موسكو وبكين سريعاً إلى خطئهما، فتقرران التخلي عن بشار الأسد، ولكن يتضح الآن أن تلك الآمال لم تكن سوى أمنيات عاطفية غير واقعية .

تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في الأزمة السورية، وهو تشابك غير بناء على الإطلاق، فبدلاً من أن يؤدي تعدد الأطراف ذات المصلحة في أكثر من جانب استراتيجي في الأزمة السورية إلى تعاون الأطراف المعنية من أجل السير بالملف السوري إلى ضفاف المعالجة الفاعلة، نجد أن هذه الأطراف تقف عاجزة عن لعب أدوار بناءة في سبيل تسوية الأزمة القاتلة التي تستبد بواقع ومستقبل القطر السوري . لقد سادت سمة الفشل على أداء المجتمع الدولي منذ بداية الأزمة، ولا يزال هذا الفشل مستمراً، ويختلط هدف الثورة السورية المتمثل في التخلص من نظام الحكم المتسلط مع الكثير من أهداف السياسات الخارجية التي تمليها المصالح الاستراتيجية للدول الإقليمية مثل إيران و»إسرائيل« والدول العربية، إضافة إلى مصالح القوى الكبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة .

لا تصرح الأطراف الدولية عن جوهر مصالحها القومية والاستراتيجية المتضمنة في الأزمة السورية، ولكن كافة هذه الأطراف تعطي الأولوية القصوى لمصالحها الذاتية، وفي الوقت الذي تبدي هذه الدول قلقها إزاء العنف المتفشي في سوريا حالياً، وتدعو إلى ضرورة العمل على إيقاف هذا العنف القاتل، فإنها في واقع الأمر تتمسك بأهداف غير معلنة، وتترواح هذه الأهداف بين عدم السماح بخسارة حليف، أو الحاجة إلى التيقن من طبيعة النظام السياسي الذي سيخلف نظام الأسد بعد سقوطه، أو العمل على إضعاف عدو إقليمي متحالف مع نظام الأسد، أو حتى إعادة توزيع موازين القوى العالمية بين الدول الكبرى .

وفي خضم تفاصيل الحسابات والمصالح السياسية الدولية تهدر مصالح الشعب السوري، وذلك على المستويين السياسي والإنساني، فتستمر ثورة هذا الشعب محرومة من المواقف التي تساندها بشكل فاعل من أجل التعجيل بإسقاط نظام الأسد، ويستمر المجتمع السوري في تقديم الضحايا من بين أفراده في صورة القتلى والنازحين . إن لدى نظام بشار الأسد رغبة حقيقية في التمسك بالسلطة في سوريا، ومن المؤكد أن تخبط المجتمع الدولي في التعامل بشكل حازم مع تعنت وعنف هذا النظام لا يساعد في إضعاف هذه الرغبة، بل يمكن القول إنه قد صار بإمكان نظام الأسد أن يرفض التعاون مع الجهود الهادفة الى معالجة الأزمة السورية، وأن يمعن في استخدام العنف ضد الشعب السوري، وأن يتمادى في إذلال المجتمع الدولي، وأن يعتقد حين يقوم بكل ذلك أنه في منآى عن المحاسبة والعقاب .

يفتك نظام الأسد بالشعب السوري، وعلى الرغم من فظاعة العنف الدموي المتفشي في سوريا حالياً، إلا أن واقع الأمر هو أن لدى نظام الحكم الضاري وظيفه أساسية، هي أن يجعل الشعب ضحيته التي يستسيغ افتراسها، فيسلط على أفراد الشعب صنوف القهر التي تحرمهم من أبسط مبادئ حقوقهم الإنسانية، ولا يتورع عن استخدام أدوات العنف التي تسحق أرواحهم حين يحاول هذا الشعب الفكاك من براثن التسلط . لقد تباطأت وتيرة الانشقاقات في صفوف الجيش النظامي السوري، كما كادت تختفي الأخبار عن انشقاق العناصر السياسية المؤثرة في الحكومة السورية، وتبدو مقولة أن »أيام نظام بشار الأسد قد صارت معدودة« غير مقنعة . الواقع هو أن نظام بشار الأسد يجد نفسه منفرداً بالشعب السوري، وتقف روسيا والصين ومعهما إيران حائلاً دون إنقاذ هذا الشعب من دوامة العنف القاتل، وتقف الدول الأخرى عاجزة عن الضرب على يد نظام الأسد، وغير جادة في التأثير على مواقف الدول التي تحول دون إزالة الأسد وإنهاء المعاناة السياسية والإنسانية .

إن الأوضاع التي تصنعها الأزمة السورية سيئة للغاية، وهي ذلك النوع من السوء الذي يدعو إلى اليأس من تحقيق أية معالجة فاعلة ومستقرة في المستقبل المنظور . إن الأوضاع السيئة في الأزمة السورية هي ذلك النوع من السوء المرشح للسير نحو المزيد من السوء . لا يبدو المجهود السوري الداخلي قادراً بحد ذاته على حسم الصراع مع نظام الأسد، واستنفدت الدبلوماسية السلمية أغراضها تقريباً، كما أن التصرف الوحيد الذي يبدو من الناحية الظاهرية قادراً على الإطاحة بنظام الأسد يتمثل في التحرك العسكري الدولي من أجل تحقيق هذا الهدف، وهو تصرف يمكن أن يكون بدوره شديد السوء، إذ إن من شأنه، في حال توفرت الظروف المساعدة على شن هجوم عسكري دولي ضد قوات الأسد، أن يتسبب في صنع كافة أنواع المخاطر الأمنية والسياسية التي لا يمكن التنبؤ بفداحتها .

إيلاف

 

http://www.akhbaralaalam.net/?aType=haber&ArticleID=55413

 

-------------------------------------

 

التعليق : صحيح أنّ روسيا لا تخرج عن إرادة أميركا السياسية إلاّ قليلاً .. إلاّ أنّ قيادتها المشهورة بالغباء السياسي تُراهن دائماً على الحصان الخاسر ..

رابط هذا التعليق
شارك

لم يكن للروس يوما اي نفوذ في الشرق الاوسط وزال حتى يقال انها تعمل على استعادته

 

وما كان يفسر من دور روسي في المنطقة على انه نفوذ لها فيها كبيعها للسلاح للانظمة الشرق اوسطية التابعة اما لبريطانيا او امريكا او فرنسا ليس باكثر من صفقات اقتصادية لجني المال وسياسية لاضعاف النفوذ البريطاني الفرنسي في منطقة الشرق الاوسط وفاء من الروس باستحقاقات الاتفاق الذي تمخض عن اجتماع خروتشوف كنيدي في العام 1961 لاقتسام العالم والذي بموجبه تم الاتفاق على انهاء النفوذ البريطاني الفرنسي من منطقة الشرق الاوسط وافريقيا ومنطقة جنوب شرق اسيا لتكون خالصة لامريكا وتكون اسيا الوسطى والقفقاس واوروبا الشرقية هي حصة الاتحاد السوفييتي تساعدها امريكا لتكون خالصة لهم

رابط هذا التعليق
شارك

  • 1 month later...

مقال اخر جديد لنفس الكاتب اليوم برؤية تحليلية لمسار الثورة السورية

 

 

استراتيجية الثورة السورية.. رؤية مختلفة

 

منذر عيد الزملكاني

لسبـت 10 محـرم 1434 هـ 24 نوفمبر 2012 العدد 12415

 

انطلقت الثورة السورية دون تمهيدات فكرية ولا تنظيمية، وغاب عنها الأب الروحي والقائد المتقدم. لقد تنكر لها وتبرأ منها معظم دعاة ومؤيدي الثورات من قوميين وماركسيين وبعض اليساريين في الوطن العربي والعالم.. نشأت فقيرة وكبرت يتيمة.. أشعلها الشباب بحماسهم واتقادهم بدافع من مظالمهم وقهرهم، متطلعين بشغف إلى نجاحات من سبقوهم في تونس ومصر دون التأمل في اختلاف الظروف وخصوصية الوضع السوري في المنطقة وفي العالم أجمع.

 

إن الحالة في سوريا متشعبة جغرافيا وسياسيا داخليا وخارجيا.. فعلى مدى عقود تم ربط سوريا بتعقيدات سياسية داخلية وخارجية.. لقد تم إغراقها في شد داخلي وشد خارجي على السواء لا يُرجى لها إلا دوام حالها. من هنا، نعلم أن حافظ الأسد عندما رفع شعار «إلى الأبد» كان على ثقة تامة بتنفيذه، بعد أن وضع أسسه بفضل خبراء في السياسة والاجتماع من الشرق والغرب، ومشى فعليا في تحقيقه، ونجحت أولى مراحله من خلال توريث سوريا لابنه بشار الأسد. ولا يخفى على أحد أن بشار الأسد كان على النهج نفسه، لكن ليت شعري ما أكثر الذين لا يشعرون بالأحداث إلا عند وقوعها.

 

لقد أصرت الثورة في سوريا على مسيرتها السلمية لمدة 6 أشهر رغم أن سلميتها قد فشلت من أول يوم تدفقت فيه الدماء في حوران الأبية، وحق لها أن تفشل عندما نتأمل في سياسات النظام منذ خمسين سنة ونقرأها بتمعن وتعقل.. فمنذ عقود والنظام يعد العدة سرا وعلانية لهذا اليوم وذلك عبر تحويل جيش الوطن والأمة إلى جيش طائفي عائلي من خلال تمكين موالين له ومن صلبه في القيادات العليا والمتوسطة. فكيف لنظام يسجن امرأة، هي شيماء، وابنها لسنين رهينتين من أجل الضغط على والدها، أن يتردد في قنص الأطفال وتعذيبهم في المعتقلات؟ وكيف لمن أعطى أوامره قبل أكثر من ثلاثين عاما لكبار المهندسين الذين أشرفوا على تسوية قمة جبل قاسيون بأن يجعلوها صلبة قادرة على تحمل الدبابات في نية مبيتة لقصف دمشق وما حولها إن ثارت ثائرتها عليه.. كيف له أن يستجيب بمدنية وحضارة لنداءات الحرية والكرامة؟ لقد أعد النظام لهذا اليوم.. فماذا أعددنا نحن؟

 

لقد ولدت الاستراتيجية السلمية في ثورتنا ميتة وحملناها ميتة لستة أشهر على أكتاف خمسة آلاف شهيد أو يزيد وعشرات الآلاف من المعتقلين الذين لم يقاوموا آلة النظام إلا بحناجرهم وكلماتهم. ولو أنها استمرت في سلميتها لدفنت ثورتنا ومعها كل من كان يحملها وكل أحلام الحرية والكرامة التي نادوا بها. يبين الدكتور عبد الرزاق عيد أن غاندي صاحب نظرية النضال السلمي (اللاعنفي)، بعد أن وضع العديد من القواعد المبدئية للنضال السلمي الرافض للعنف، اعتبر أن كل المبادئ السلمية المتعددة التي وضعها شروطا لهذا النضال السلمي، لا قيمة لها من الناحية الإجرائية والفعلية إلا إذا كانت في مواجهة «عدو مدني حضاري» له منظوماته المدنية والقانونية والحقوقية والأخلاقية، لكي تحرج هذا العدو مبدئيا وأخلاقيا وإنسانيا أمام القوانين الدولية والحقوقية والإنسانية التي يلتزم بها إنسانيا؛ بل والتي ساهم بوضعها.

 

وهنا يمكن التفريق بين عدو مدني حضاري وعدو همجي غير إنساني، لكن وسائل مقاومة ومقارعة كل منهما تختلف في بعض الأحيان، خصوصا في هذا الوقت من التاريخ؛ حيث الرأي العام والأخلاق في السياسية الدولية وحقوق الإنسان وغيرها تلعب دورا كبيرا في السياسة الداخلية والخارجية للدول المتمدنة. لكن النظام الذي لا ينتمي إلى منظومة أخلاقية ولا قانونية لا تنفع معه المقاومة السلمية، فهو في الإجرام ليس لديه حدود. لذلك، فإن النظام الأسدي في سوريا عندما تدفق المتظاهرون السلميون (نحو ثلاثمائة ألف متظاهر) القادمون من دوما وحرستا وعربين وسقبا وكفربطنا وحمورية وزملكا باتجاه مركز العاصمة دمشق في الجمعة العظيمة بتاريخ 22 – 4 - 2011 بعيد انطلاق الثورة، للمرابطة في ساحاتها الكبرى عمد إلى تفريقهم بالنار، واستشهد وقتها العديد من الشبان، لم يفعل ذلك خوفا من امتلاء الساحات الكبيرة في دمشق بالمتظاهرين السلميين المنادين بالحرية والكرامة على غرار ما حدث في تونس ومصر، وإنما كان يريد تجنب ارتكاب مجزرة كبيرة بحقهم في تلك الساحات يمكن أن تحرجه دوليا.. وكان النظام دون شك فاعلها فيما لو وصلوا إليها. عند هذا المشهد، كان يجب أن تنتهي استراتيجية السلمية بوصفها استراتيجية أساسية في ثورتنا ما دام النظام يصيب فينا ولا نصيب فيه، وهو الذي لا يتحرج من فعل ذلك لا أخلاقيا ولا إنسانيا، ولا عربيا ولا دوليا. ومن ثم، فإنه ليس من العدل أن نقدم الأرواح والدماء في سوق الصراع سهلة رخيصة وهي الغالية الكريمة.

 

لذلك، فإن الذي وضع الثورة في مسارها الصحيح هم طلائع المنشقين عن الجيش الطائفي من أمثال القشعمي والخلف وهرموش والأسعد وعبد الرزاق طلاس وغيرهم. وفي الحقيقة، الثورة السورية تبلورت استراتيجيتها الجديدة والصحيحة عندما قام المقدم المقدام حسين هرموش بتشكيل «لواء الضباط الأحرار» الذي تطور لاحقا إلى «الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد رياض الأسعد وجعله غطاء للثوار والعسكريين على حد سواء. هذه الاستراتيجية هي التي أعطت لثورتنا نعمة البقاء والاستمرارية لأنها أصابت النظام بنزف دائم لن يلتئم إلا بسقوطه. ولذلك كان خطف المقدم حسين هرموش من قبل النظام، لأنه هو من قلب اتجاه الثورة ووضعها في طريق نصرها المحتوم وليس أي شخص آخر من ثوار أو معارضين سياسيين أو عسكريين منشقين. لكن هذه الاستراتيجية التي وضعنا عليها حسين هرموش قبل اختطافه تنكر لها أغلب معارضينا السياسيين لاحقا وحاولوا النأي بأنفسهم عنها، بل وعمدوا إلى إفشالها تحت ذريعة متابعة المسيرة السلمية للثورة. وكلنا يتذكر كيف تلكأ المجلس الوطني في دعم الجيش الحر، وما كان ليدعمه لولا الضغط الشعبي الكبير.

 

أما الذين يريدون أن تعود الثورة إلى سلميتها تحت وطأة هذا النظام وينعتون أبطال الجيش الحر من ثوار وعسكريين بما هو غير لائق ويتربصون بزلاتهم وأخطائهم، فهم، إن صدقت نياتهم، لا يفقهون سنة الله في التدافع بين الخلق ولا سنته في التدافع بين الأمم.

 

ورغم أن الاستراتيجية التي خطها رمز الثورة السورية حسين هرموش مؤدية إلى النصر، بإذن الله، لا محالة، فإن عوائق قد اعترضتها في الأشهر القليلة الماضية أبطأت من حركتها وأدخلتها في خضم متاهات زادت من تكلفة الثورة وأطالت مشوارها، خصوصا عندما تم فتح جبهة مدينة حلب على هذا الشكل.. فمدينة حلب رغم أهميتها العظمى عند النظام، فإنها لا تقرر مصيره. ولو أن معشار الجهود التي بذلت في حلب تم بذلها في ريف دمشق المحيط بالعاصمة استعدادا لدخولها لكان طريقنا أقصر وهدفنا أقرب.

 

ويبقى المشهد المرتقب فيما لو بقي النظام متماسكا في دمشق، هو أنه عند تحرير حلب سيتم الزحف باتجاه دمشق مدينة بعد مدينة، وهذا ما سيطيل المعركة ويستنزف الثوار في وقت ربما يجف فيه الدعم عنهم بفعل أطراف خارجية وهم في طريقهم إلى العاصمة. وسيفتك النظام بمدينة تلو أخرى حتى يصل الزحف إلى دمشق.. عندها لن يتورع النظام عن قصف دمشق من قمة جبل قاسيون ليفتك بها وبأهلها ويعيد مشهد ما صنعه الفرنسيون في قصف دمشق عام 1925. لكن الاستراتيجية الأفضل تبقى هي دعم دمشق، وريفها المحيط بها خاصة، بما يجعلها قادرة على قطع رأس الأفعى وحسم المعركة.

 

 

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=705771&issueno=12415

 

 

 

بالرغم من الرؤية التشاؤمية في الفقرة الاخيرة ، عندما يأتي نصر الله عن قريب بإذن الله

 

واقتراب الثوار من دمشق سينهار النظام قبل ان ان يتمكن من عمل شيء في دمشق

 

 

فالهروب ساواء من النظام وبالذات من اركانه سيكون الخيار الوحيد امامه ربما كان سيناريو

 

سقوط طرابلس اقرب مثل

رابط هذا التعليق
شارك

يوميات الثائر المتفائل

 

أكثر ما لفت نظري اليوم, لا التصريحات السياسية, ولا حتى الشبه عسكرية من حلب وغيرها. الذي لفت نظري هو قلة عدد الشهداء اليوم (بالثلاثين تقريباً زائد أو ناقص على حسب المصدر), والحمد لله ثم الحمد لله مزيداً.

 

السبب؟ قلة الطيران... فالطلعات الجوية بدأت بالتضاؤل الملحوظ في كل من ريف دمشق و حلب وريفها. وهاتان المنطقتان كانتا المستهدفتين بشكل خاص بالطيران, وكان معظم شهداء الطيران من تلك المناطق.

 

ولكن نشطاء من حلب أبلغونا قلة الطلعات الجوية في الأيام الأخيرة, وكذلك هو الحال في ريف دمشق.

 

السبب في قلة الطيران, هو الجو الغائم ولا شك, ولكن أيضاً خسارة سلاح المروحيات بشكل شبه كامل, وما تبقى من المروحيات يبدو أن النظام قد قرر الحفاظ عليه من أجل دمشق, ومن بعدها القرداحة, وخصوصاً بعد انتشار الدفاعات الجوية في كل مكان.

 

أما الطيران النفاث, فإدامته أمر مكلف جداً, ولا يستطيع النظام الحفاظ على وتيرة جاهزية عالية لعدد كبير من الطائرات, وذلك لحاجة تلك الطائرات إلى صيانة بعد كل طلعة جوية, بما في هذا من كلفة ووقت وخبرة مطلوبة بدأت كلها بالتناقص نتيجة سيطرة الثوار على معاقل عديدة وتكنات كتيرة ومطارات وخطوط امداد, ونفاذ مخزونات استراتيجية وما شابه.

 

السبب الآخر في انخفاض عدد الضحايا, هو أن معظم الثكنات القريبة من المناطق السكنية في معظم سوريا, والتي كانت تقصف المناطق الآهلة, قد تم السيطرة عليها أيضاً وتحريرها... من كتبية مدفعية هنا, إلى دفاع جوي هناك, إلى مطار و ما إلى ذلك.

 

وبهذا يفقد النظام تدريجياً قدرته على التعبئة العامة لشن حرباً ضاربة خاطفة كان ينوي شنها على حلب وفشل, ونوى شنها على الغوطة الشرقية وفشل, وهو الآن ينوي شنها على دمشق في الوقت المناسب. ولكن يبدو أنه لم يعد لديه قدرة على شن هجومات منسقة, مما يؤشر إلى تصدع كبير في منظومة التحكم والسيطرة.

 

هذا التصدع بدأ بالظهور بشكل واضح بعد سقوط الفوج 46 بأيدي الثوار, مما كشف عن اختلاف حاد في مواقف قادة الفرق ورئيس الأركان, الذي بدوره يبدو (وبأوامر من بشار), قد بدأ بالتخلي عن المناطق الشمالية والشرقية للمحافظة على ما تبقى من قواته من أجل دمشق وبعدها القرداحة... وفي هذا الغلطة الاستراتيجية التي كنا ننتظرها, فهذا قد خفف عن الثوار الكثير من الضغط في ريف دمشق وحلب وباقي المحافظات, مما سيجعلهم يتجهون لدمشق بأسرع مما ظنوا... طبعاً مازال النظام قادر على استعمال طائراته, ولكن ليس جزء من حملة منسقة في كامل سوريا. بل ربما في دمشق وريفها كخطوة لم يعد يملك غيرها, وقد تكلفه خسارة حتى معقله في الساحل إن هو خاطر بما تبقى لديه من قدرة على الطيران.

تم تعديل بواسطه المستيقن
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...